Data Loading...
اللذة القريبة من الحب
ملهم المالئكة
هذا الكتاب ليس كتاب حب وال موسوعة جسد وال صحيفة عقل، بل هو منطقة بنفسجية تتوسطها جميع فهو عن الجسد حين يحب ،ولكن بلغة العقل والحقائق، وليس بلغة المشاعر فالرغبة في اآلخر ،جزء من حقيقتنا ،ولكنها جزء حيوي يرتبط بأنفاسنا حتى تولد منه حياة، وهي ليست مجرد رغبة في التهام الطعام كما الحال مع الجوع ولكنها رغبة في تلمس جمال اآلخر ومعرفة حسه اإلنساني والغريزي للتواصل معه والتعشق معه والتواجد معه، لذا يرتبط هذا الحس دائما بالجمال وتذوقه وبالفن ونتاجه. هذا الكتاب يتنصت الى سمفونية القلوب وهي تعزف رغبات األجساد على أوتار شعر امرأة حالمة ،أو على نبض قلب فتى يخفق بحب الحياة كما يراها. وهو يتوسل بالحقائق واألرقام ليصل بالقارئ الى ما يظنه كثيرون مجرد عواطف متأججة تنطفي بخمود لهيب الرغبة. كي يصل الكتاب الى مسامات وعينا ،البد من اإلصغاء الى وجيب القلوب ،والى صوت العقل معاً ،وياللعجب كيف يكون ذلك.
تانترا -ارتباط الروح بالجسد! ّ ولكن المهم أن ال تسارعا الى إفراغ عبر جسديكما ،تتداخل الروح أيضا، شهوتكما .الذروة شيء جميل ،لكنها لحظة تنطفي عندها كل األحاسيس ،ويخمد بعدها البركان ،األجمل أن تسبحا في تانترا والتفاصيل تأتي.
لم يسمع كثيرون ب"تانترا" ومنها الوصف Tantric Sexويعني التأني في اللقاء ،وعدم إحراق اللحظات والمسارعة بالوصول الى القمة التي هي في متناول الجميعّ ، لكن لقاء الروحين هو األصعب ،فالذروة الجنسية بين إثنين هي لحظة افراغ شحنتيهما بقوة .وبعدها تبرد الروحان ،وينطفئ الجسدان. أما في تانترا ،كما تقول باربرا كارليالس في كتابها المفيد "اوربان تانترا" فيطول األمر لتتصل الروحان بعالم خرافي من لذة التأمل ولذة الذوبان في اآلخر. هناك عشرات بل مئات األشكال من الطاقةّ ، لكن اليورانيوم وحده ،حتى اليوم على األقل ،هو أشد مصادر الطاقة عنفاً ،لذا يختارونه لقلب المفاعل الذري والقنبلة النووية ،وكذلك تانترا ،فهي نوية الطاقة الجنسية الخفية التي ال يعرفها أحد .وكما ّ أن اليورانيوم موجود ،لكن لم يكشف عنه سوى الزوجان كوري ،كذلك تانترا ،فهي موجودة في منطقة مجهولة في ذاتنا وجسدنا ،منطقة توحد الجسد المشتهي بالروح العابثة ،وهو جزء حاسم في نشوة العشاق الصوفيين وما علينا سوى اكتشفاها ،وليس بوسع أحد أن يساعدنا ،فهي ألغاز يحلها شريكان تقاسما النشوة واللذة وتساميا الى نيرفانا تانترا .من خالل طاقة اللقاء الجنسي ،يصل الشريكان الى طاقة تانتراّ ، لكن التأني والبطء واستكشاف كل منهما لغموض جسد وروح اآلخر هو المفتاح. دعني أوضح ذلك ،كما كشف مقال نشر على صفحة" شي نوز" األمريكية. عليكما أوال أن ال تتعجال ،ومقدما البد من اإليضاحّ ، أن اللقاءات الجنسية السريعة الالهثة خلف نشوة الذروة ،والمستعجلة بسبب ضيق الوقت أو عدم مناسبة مكان
المواقعة أو كليهما ،أو الخوف من االنكشاف ،أو عشرات األسباب األخرى التي تدعو الشريكين في اللذة الى استعجال الوصول كلها أسباب تمنع اكتشاف تنترا وأسرارها .والبد من التأكيدّ ، أن مليارات الناس عبر القرون ،لم يعرفوا ولم يسمعوا بهذا العالم .وقد قضوا وانقضت أعمارهم وهم يجهلونه .تانترا تعني "تأنّى فالعالم لم يُصنع في لحظة"! كم تستغرق ذروة الوصول الجنسي لدى شريكين في فراش اللذة؟ الجواب يتفاوت ثوان وصوال الى 40ثانية وهذا نادر .لكن تانترا تعني أن تستغرق لذة بين ثالث ٍ النشوة في ذروتها ساعة كاملة ،يبقى خاللها الشريكان ذائبين في عالم روحي جسدي جميل. والبد من التأكيد هناّ ، أن تانترا غالبا تتم دون ولوج الذكر في األنثى ،بل بالتالمس والتراضع والتباضع والتماصص والتقبيل والتالحس وتشغيل كل الحواس سوى أعضاء التكاثر .من مارسوا تانترا اكتشفوا ّ أن ساعة بلوغها السماوية ،هي ساعة انكشاف حقيقي ،هي ساعة الوجد التي تغنّى بها الصوفيون ،لذا تكفّر بعض الفرق كذب الدينية الصوفية وترى فيها خلطا ً بين الروحي والجسدي ،وهذا لعمري ٌ وتلفيق آثم ،فالروح تسكن الجسد ،ومتى مات الجسد فارقته الروح ،وهما متالزمان بال جهد وال شك والفصل بينهما كفر. العاديون من الناس ال يعرفون هذا العنصر الحاسم في النشوة الجنسية لدى الرجل يحول النشوة الى نشاط تجاوزي عابر للجسد الى مساحة الروح، والمرأة ،ألنّه ّ إنها لحظة تتسامى فيها الروحان لتالمسا حافات روح المطلق وتذوبان فيه كما رأى جالل الدين الرومي والحالج خاصة. كتب كثيرة تناولت " لذة التانترا" وكيفية بلوغها ،ولعل من أشهرها" غريت سكس ميد سمبل" للكاتبين مارك ميشائيل وباتريشيا جونسن ،وكتاب "اوربان تانترا، سيكرد سيكس فور ذا تونتي فيرست سنشري" للكاتبة باربرا كارليالس. لكن د.جودي كوريانسكي نشرت عام 2002كتابا موسعا عن هذا العالم الخفي اسمته ببساطة " دليل الحمقى في الوصول الى مواقعات تانترا الجنسية" روت فيه بالتفصيل عبر نحو 400صفحة سبل الوصول الى عالم تانترا الخفي من خالل
محطات كبرى تحتاج الى تأني .رسالة الكتاب تتلخص في بضع كلمات" ،ال تتعجال ،ال تطلبا الذروة ،شاركا روحيكما في لذة الجسد". في الممارسات الجنسية التقليدية ،يتبادل الشريكان عبادة بعضهما كتجسيد للمعبودات .وهذا الطقس يشجع الباحثين عن تانترا على التأني والتحفظ في عالقاتهم الجنسية ،فالنهاية ليست الذروة التي يصلها الجسدان المذكر والمؤنث ّ ألن هذا تحصيل حاصل غريزي شائع ،النهاية يمكن أن تتطاول وتعبر من الجسدي الى الروحي في ظروف الصبر والتأني. ّ لكن تانترا كما يراها اآلسيويون تشترط أن يتعارف الشريكان قبل أي لقاء جنسي، أن يستكشفا روحيهما وجسديهما ،أن يتبادال مشاعر صادقة حول أشياء كثيرة منها الطعام والموسيقى قبل اإلتحاد الجنسي .أنه نوع من العشق أوالً .وغالبا يتطلب هذا أن يخلق الطرفان مساحة أمان وطمأنينة بينهما ،وهو ما ال يتوفر بأنماط المواقعة الجنسية الغربية السريعة العملية المتعجلة للحظة الوصول. 10بالمائة ممن يحاولون الوصول الى لحظات الوجد في تانترا يبلغون شاطئ السعادة ،و 90بالمائة يفشلون وال تقر موجة شهوتهم إال بلحظة الوصول فتنطفي جذوتهم مثل كل األحياء بعد الذروة. البد للشريكين أن يتراخيا ،ويتحلال من كل التزام أو خوف أو توتر أو عجلة أو تحفظ ،إنه استرخاء تام بتالمس مشترك ،هل تستطيع أن تتلمس جسد شريكك ومواضعه الحساسة الغالية دون أن تصل الى ذروتك؟ يجب أن تفعل ذلك وأن تصعد به معك الى تلك الذروة .هي محاولة الوصول دون بلوغ الوجد المتسارع، هو الحب دون قُبل ،هو العشق دون نهاية ،هو التحلل دون استرخاء العاجزين، هو ال كرامة وال خوف وال قيود ،فاألرواح الهائمة ال تعرف قيودا ،ولكي نصل الى عالم الروح من خالل الجسد يجب أن يمتنع المذ ّكر عن ايالج قضيبه .لحظة الولوج تقتل تانترا وتقضي على مساحة الوجد ،بل تحرق كل جهد التسامي والتصعيد. تانترا تبدأ بتقبيل قدم الشريك ،ولحس ولمس ونفخ شعيرات جسده في المناطق الصعبة ،دون رغبة جنسية ،بل لمجرد االستكشاف.
تانترا تعني أن تقبّال أعضاءكما الجنسية وتداعبانها ليس بقصد الوصول ،بل بقصد التعبّد للولوج الى عالم الروح. في تانترا محطات استراحة ،بينها قيلولة صغيرة ،ومشاريب ومآكل متالحقة، واستحمام لذيذ ،وبخار يداعب الجسدين ،وعري في دفء بال خجل ،وعري بال خوف ،فدثار فشعار فظالم فنهار . عطر يفوح فاختارا عطريكما ،ولك ّل تانترا ٌ لون أثير فاختارا لونيكما. لك ّل تانترا ٌ ّ لكن تانترا تشترط عزلة تامة عن اآلخرين ،فال هاتف محمول وال تلفزيون وال فيسبوك وال تبليغات ورسائل ،وال أصدقاء يرنون الهاتف ،أو يقرعون الباب. إنها عزلة تامة قد ترافقها موسيقى وعطور وبخور تتيح للروحين الخجلتين أن تغادرا مخبأيهما لتظهرا لبعض بال حدود. عند كثيرين ،تختلط تانترا بالجنس اإلباحي ،في الحقيقة يراها البعض ذروة الجنس اإلباحي ،وهذا منتهى الهذيان ،فهي الضد المطلق للجنس اإلباحي .كل شيء مباح في تانترا ،نعم ،ولكن مباح كي تظهر الروح ،ال لكي يبلغ الشريكان ذروة الغريزة العادية الحيوانية.
الرقص الشرقي -شهوة أجمل من لقاء ! هناك مساحة لذة هي أجمل من الشهوة نفسها ،فغالبا يكون اللباس الملتصق بالفخذ والذي يغطي مساحة األنوثة المفعمة أجمل مما يخفيه ،وهكذا القياس يتصل، فمساحة الجسد الراقص على نبض النغم المسترسل قد تكون أجمل من لقاء يالمس ذلك الجسد.
أول أخيلتي الجنسية أوقدته راقصة مصرية اسمها سهير زكي ،وقد اينعت زهرة مراهقتي على مرأى تلفزيوني لجسدها الذي يتلوى على أنغام شرقية خدرة. الرقص الشرقي مساحة بين الفن وبين الحرملك التركي وبين صاالت ملوك األندلس المترعة بالخمر والجواري .هو ٌ فن يطرب له الناس ،ويطرب له الغربيون قدر ما يسكر له الشرقيون. وسهير زكي المولودة عام 1945قد تكون اسطورة برعت في هذا الفن ،ألنها لم تكن ترقص بعضالتها كحال سائر الراقصات ،بل ما برحت تتلوح بلحمها رقص لها وروحها ،وقد عرض تلفزيون بغداد أول مرة عام 1968وصالت ً أحدثت هزة في مشاعر المشاهدين وهي تتلوى بأنوثة من حرير .وتعرض موسوعة ويكيبيديا الشعبية أنها أول من رقص على أغاني أم كلثوم .ولدت في مدينة المنصورة ،سافرت إلى اإلسكندرية حيث عرفت الشهرة ثم اتجهت إلى القاهرة ورقصت في برنامج أضواء المسرح وفي أماكن السهر ،وشاركت في أكثر من خمسين فيلما كراقصة وممثلة .اسمها الحقيقي سهير زكي عبد هللا، تزوجت من المصور محمد عمارة ،اعتزلت الفن في أوائل تسعينيات القرن العشرين .رقصت في حفالت زفاف جميع أبناء الرئيس المصري جمال عبد الناصر ،كما رقصت أمام الرئيس األمريكي ريتشارد نيكسون ،والرئيس التونسي الحبيب بورقيبة .كما رقصت في حضور شاه إيران السابق محمد رضا بهلوي األبن .كما زارت موسكو بدعوة من الجنرال غريتشكو وزير الدفاع السوفيتي إبان حكم الرئيس بريجنيف.
سهير زكي لم تكن ترقص بطريقة رياضية تشد عضالت الجسد ،بل كانت تسيل مع اللحن وتتلوى مع تلوي اللغة وكلماتها ،لذا انفردت بين الراقصات بأداء خاص جداً. أما معلمات الرقص الشرقي المصريات المعروفات الكبريات فهن الثالثي الشهير، تحية كاريوكا ،نعيمة عاكف وسامية جمال. تحية كاريوكا فنانة وسياسية ضد التيار ذاعت شهرة الفنانة تحية كاريوكا الحقيقية عام 1940عندما قدمت رقصة الكاريوكا العالمية في أحد عروض سليمان نجيب وهي الرقصة التي التصقت بها بعد ذلك حتى أنها الزمت اسمها. وعرفت تحية بأنها آخر المبدعات في تاريخ الرقص الشرقي ،حيث طورت أسلوبها الخاص الذي اعتمد على إعادة إنتاج الهرمونية الشرقية القديمة في الرقص وهو األسلوب الذي تأسس عليه مدرسة كاملة في الرقص الشرقي ،في مقابل مدرسة سامية جمال التي لجأت إلى مزج الرقص الشرقي بالرقص الغربي، فيما تطور بعد ذلك إلى حدوث خلط كبير بين أساليب الرقص الشرقي والستربتيز (رقص تعري) ما ال يعرفه كثيرون أن تحية كاريوكا مع ماجدة الخطيب والممثلة لبيبة والممثل سامي الجندي وفردوس عبد الحميد وعبد هللا غيث بتوجهاتهم اليسارية لعبوا دورا فاعال في نشاط اليسار عبر السينما والفن بمصر ،ولعبت تحية بالخصوص دورا ً سياسيا ً بارزا ،وقد ألقي القبض عليها أكثر من مرة بسبب نشاطها السياسي السري، حيث كانت عضوا ً في أكثر من تنظيم شيوعي أشهرهم تنظيم حدتو كما تشير موسوعة ويكبيديا الشعبية غير الموثقة ،وتأثرا ً بشخصيتها كتب عنها أكثر من كاتب ومثقف عربي العديد من الدراسات أهمها الدراسة التي كتبها المفكر الراحل إدوارد سعيد. اسمها الحقيقي بدوية محمد علي النيداني مولودة في مدينة اإلسماعيلية عام ،1919 وقد مارست الرقص والغناء والتمثيل في سن صغيرة حتى اكتشفتها الراقصة محاسن محمد ثم تعرفت على بديعة مصابني وانضمت إلى فرقتها فاستعانت بها في السينما والمسرح.
في منتصف خمسينات القرن العشرين اعتزلت كاريوكا الرقص الشرقي وتفرغت نهائيا ً للسينما حيث شاركت في عدد ضخم من األفالم السينمائية البارزة التي حملت بصمتها الفريدة منها: شباب امرأة ،خلي بالك من زوزو ،وداعا ً بونابارت ،إسكندرية كمان وكمان قامت فيه بأداء دورها الحقيقي في حركة اعتصام أعضاء اتحاد النقابات الفنية، واألخيران فلمان من اخراج عمالق السينما المصرية يوسف شاهين ،كما قدمت مع زوجها السابق فايز حالوة عددا من المسرحيات الشهيرة منها روبابكيا ويحيا الوفد وكانتا بطابع سياسي نقدي فاضح .توفيت عام 1999بعد مسيرة فنية حافلة ال تنافس مخلفة طفلة صغيرة تبنتها عام .1989 نعيمة عاكف زهرة اينعت وذبلت سريعا ً نعيمة عاكف لم تعش سوى 37عاما ،حيث توفيت بمرض سرطان األمعاء وهي في أوج شبابها وشهرتها الفنية .وهي من أصول مغربية ولكنها ولدت وعرفت في مصر ،وقد قدمت فن الرقص والغناء والمونولوج والتمثيل في القاهرة .تزوجت مرتين ورزقت بطفل وحيد .ولدت في مدينة طنطا عام 1929حيث كان سيرك والدها ،يقدم عروضه خالل ليالي االحتفال بمولد السيد البدوي وخرجت نعيمة إلى النور لتجد نفسها بين الوحوش والحيوانات واأللعاب البهلوانية مثل أبيها وأمها وسائر أفراد أسرتها ،ولما بلغت سن العاشرة تزوج والدها من أخرى غير والدتها التي اضطرت إلى ترك السيرك مع أوالدها لتستقر في شقة متواضعة بشارع محمد علي ثم انتقلت نعيمة إلى ملهي كيت كات الذي كان يرتاده معظم مخرجي السينما ،فالتقطها المخرج أحمد كامل مرسي وقدمها كراقصة في فيلم ست البيت ومنه اختارها المخرج حسين فوزي لتشارك في بطولة فيلمه العيش والملح وبعده تعاقد معها على احتكار وجودها في األفالم التي يخرجها لحساب نحاس فيلم وقامت بأول بطولة سينمائية لها في لهاليبو ورغم فارق السن الكبير بينهما إال أن المخرج حسين فوزي تزوجها ونقلها من شارع محمد علي إلى فيال بمصر الجديدة. وتوالت أفالمها ولمع نجمها في السينما من خالل أفالم :بلدي وخفة ،بابا عريس، فتاة السيرك ،جنة ونار ،تمر حنة ،يا حالوة الحب .وبعد عشرة أعوام من الزواج انفصلت نعيمة عن زوجها في هدوء شديد بعد أن أخرج لها 15فيلما ً آخرها فيلم
أحبك يا حسن ثم تزوجت من المحاسب صالح الدين عبد العليم وأنجبت منه ابنها الوحيد محمد صالح الدين عبد العليم ،وحصلت نعيمة عاكف على لقب أحسن راقصة في العالم من مهرجان الشباب العالمي بموسكو عام 1958ضمن خمسين دولة شاركت في هذا المهرجان. سامية جمال قصة حب لم تتأكد مع فريد األطرش طورت ساميه جمال أسلوبا ً خاصا ً بها ،حيث تميز رقصها بالمزج بين الشرقي و الغربي ،كما ركزت في رقصها على إبهار المتفرج بالمالبس والموسيقى واإلضاءة والتابلوهات الراقصة التي تشكلها صغار الراقصات في الخلفية ،ثم شكلت سامية جمال في الرقص الشرقي اتجاها ً فنيا ً مضادا ً التجاه الراقصة الشهيرة تحية كاريوكا .ففي حين اعتمدت سامية على المزج بين الرقص الشرقي والغربي اتخذت تحية اتجاه الرقصات الشرقية والمصرية القديمة والتنويع على الحركات القديمة وتقديمها بشكل أكثر حداثة. اسمها الحقيقي زينب خليل إبراهيم محفوظ ،وهي من مواليد بنى سويف جنوب القاهرة ،ظهرت في أواخر األربعينات من القرن العشرين وعرفت باسم سامية جمال .حيث بدأت حياتها الفنية مع فرقة بديعة مصابني حيث كانت تشارك في التابلوهات الراقصة الجماعية ،وفي عام 1943بدأت بالعمل في مجال السينما حيث شكلت ثنائيا ً ناجحا ً مع الفنان فريد األطرش في عدة أفالم وقدمت على أغنياته أحلى رقصاتها وأشهرها من خالل سته أفالم شهيرة. ترددت شائعات كثيرة في الوسط الفني واألوساط القريبة منه عن قصة حب كبيرة جمعت بين فريد األطرش وسامية جمال في تلك الفترة ولكن إصرار فريد األطرش على عدم الزواج وضع حدا ً لهذه الشائعة ،وتزوجت سامية جمال بعدها من النجم رشدي أباظة في أواخر خمسينيات القرن العشرين بينما ظل فريد األطرش بال زواج حتى وفاته .كما كان هناك لسامية جمال زواج آخر في بداية حياتها الفنية من شاب أمريكي يدعى عبد هللا كينج .في أوائل السبعينيات اعتزلت الفنانة سامية جمال المولدة عام 1924األضواء والفن ثم عادت مرة أخرى للرقص في منتصف الثمانينات ولكنها عاودت االعتزال مرة أخرى حتى وفاتها في 1ديسمبر عام .1994 الرقص الشرقي ٌ فن ،أم إغراء رخيص
ونشأت في أوروبا منذ ثمانينات القرن العشرين مدارس لتعليم الرقص الغربي للغربيات ،وكان في ذلك تح ٍد كبير الختالف شكل وتركيبة الجسد الغربي المؤنث عنه عند الشرقيات ،فيما نجح كثير من اإليرانيين في صناعة مدرسة رقص إيراني ( تنويع على المدرسة المصرية في الرقص) ومن اشهرهم مقدم برامج مسابقات الرقص اإليراني المقيم في تركيا محمد خرداديان. ولشدة الخالف حول تعريف وهوية الرقص عموما والرقص الشرقي خصوصا طرحت على صفحة فيسبوك سؤاالً عن هوية هذا النوع حسب رأي القراء فجاءت اإلجابات بالشكل التالي: رقية عبد علي ( ناشطة) :الرقص الشرقي فن وبرأيي أنا من أجمل الفنون وأحيانا رقص تعبيري لكن هذا الشي يعتمد على الراقصة نفسها ،على تعابير وجهها ،على حركات جسمها وأكيد على نوع الموسيقى. زيد رجا (طبيب) :الرقص الشرقي حاله كباقي الفنون في المشرق العربي بالتأكيد جاء بعضه لتلبية رغبات الخلفاء والحكام وذوي الشأن سابقا ً اما االن فهو جزء مهم من التراث الشرقي وال اعتقد بكونه اثارة جنسية بحته بل هو فن من الفنون الجميلة...مما يجب مالحظته هي أن أغلب من يعتبرون الرقص الشرقي اثارة جنسية هم أنفسهم هم من يحرمون الطرب والغناء!!... إبراهيم سعيد (اعالمي) :هو عرض يتضمن ايحاء جنسي بأسلوب فني ،أنا ال أعرف ما هو المخيف بربط االشياء بالجنس ،فهو ممارسة طبيعية وجزء من احتياجات البشر فلم كل هذه التعقيدات حوله. د مؤيد عبد الستار (كاتب) :الرقص عموما هو وسيلة مارسته المرأة منذ فجر التاريخ إلغواء الرجل ثم تطور ليصبح فنا بمعزل عن الجنس وزادت الموسيقى من رقيه واكسبته خفة وطربا. فيما ذهب الصحفي ضياء رسن الى أنه يجمع اإلثنين (الفن واإلغراء الجنسي). أما االعالمية السابقة زينب بيرس فذهبت الى أن الرقص الشرقي فن ال يخلو من االغراء واإليحاءات الجنسية باإلضافة الى ان بدالت الرقص تطورت وأصبحت عبارة عن خيوط مرفق بها قطع قماش شفافة وليست مثل بدلة سامية جمال وسهير زكي كانت مستورة شويه وبكل األحوال الرقص الشرقي جميل جدا ً.
وعلق عباس النوري بالقول إنه موضوع هام جدا ً يغير من مجرى حياة الكثيرين . أما الباحث هشام العلي فأشار :اعتقد أن الرقص فن .....لكنه األقرب الى االستعراض الجسدي من باقي الفنون ...ويجب ان ال ننسى ان الممثلة والمغنية وحتى مقدمة نشرة االخبار تحاول استعراض جسدها على اعتبار انه احد اهم مرتكزات استقطاب الراي العام المحلي والدولي فيما تساءل الكاتب واالكاديمي أحمد خالص الشعالن بصيغة الجواب :أتقصد بحد ذاته فن؟ ال أظن...ولكن قد تستعمل مهارة الراقصة بوصفها فقرة في لوح استعراضي فني قد يكون له دور!
الحياة بحاجة الى معبد رجل وامرأة وحدهما ،دون حدود األخوة أو القرابة أو الصداقة أو الزمالة والعمل وبتسهيالت الخلوة اللذيذة ،ماذا يفعالن إذا لم تطاردهما قوانين وحدود الخيانة والزنى والخروج عن الشرع والعرف؟ ماذا يفعالن وحدهما دون اشتراطات الخوف واآلخرين وعيون الفضوليين ومنافسة ذكور آخرين أو أناث أخريات؟ عليهما أن يهيئا المعبد ،الجنس هو صناعة الحياة ،بغض النظر عن ورقة الزواج قاض في محكمة التي يصدرها معمم في مسجد أو كنيس أو كنيسة أو معبد أو ٍ ليجعل هذه الخلوة شرعية تباركها السماء .السماء تريد الحياة ،والمرأة والرجل يصنعان الحياة .أليست الحياة أجمل ما عرفه الناس وأجمل ما صنعه هللا؟ عليهما اذا ً أن يعدا المعبد الذي تصنع فيه الحياة ،وهو في العالم المتحضر غرفة نوم ،لكنه في حاالت ال تعد ،سيكون مكانا في العراء وساده العشب ودثاره السماء ،ألم تصنع األمهات واآلباء مليارات األبناء في العراء بال معبد؟ تحت عين هللا ،يرقد رجل وامرأة: يتالمسان ويتداخالن ويتناغمان ويتشافهان ويتفاوهان ويتراضبان ويتراضعان فيسيالن لبعضهما، وبعد التثاني والتواجد ( من الوجد ويعني منتهى الحب ،ويخطئ الناس في استخدام الفعل وينسبونه الى الحضور أو الوجود ،فيما هو يتعلق بالوجد المشترك بين اثنين فيسمى تواجداً) والتقارب. تتحد روحاهما في لحظة ال توصف ،تثمر بمشاريع حياة ال تحصى ،وقد تولد فيها حياة أخرى تضيف للعابدين عابدا ،وللعاشقين عاشقا وللكارهين كارها وللقاتلين قاتال...حياة تنضم الى التاريخ البشري خلسة ،فتموطنها شهادة ميالد ،تجعلها إنسيا ً
عراقيا أو أمريكيا أو ألمانيا أو كونغوليا أو فيتناميا أو برازيليا أو أستراليا ً أو فلسطيني-إسرائيليا ً غارقا في المشكالت منذ مولده ،والخيارات ال تنتهي ،فقد يكون اإلنسي وليدا ً آخر لقبيلة من األزتيك ،حيث قد يجعله حظه العاثر أنثى جميلة، فيضحون بها على مذبح معبد إله الشمس الذي لم يره أحد وال يعرف أحد مسكنه ومقامه. المكان الذي تصنع فيه الحياة قد يكون سريرا فاخرا ً ترفل وسائده بريش النعام، ويلتف دثاره بناعم الحرير ورقيق الدمقس فيما يدب الصندل والبخور والمسك في ثنايا فرشته ،ليغمر الجسدين المتعرقين بغاللة عطور هي إعالن جميل لحياة محتملة .الوليد من هذا السرير الباذخ قد يكون ذكرا ً سيصبح رئيس الواليات المتحدة الخامس واألربعين المولود فعال وفي فيه ملعقة ماسية ،أو أنثى اسمها باريس هيلتون ال هم لها اال العيش المترف ،فتشايعها الفضائح المخزية في كل محطات حياتها. واذا بقينا نتأمل في احتماالت النتائج ،فالخيارات تعني قراءة كل تاريخ البشرية، وهذا صعب ،لكن المكث في معبد الجنس ،حيث تصنع الحياة ،يتيح للمرء الوصول الى نتائج باهرة ،فالحب هنا احتمال غير أكيد ،هل تشترط الحياة حبا ً بين المؤنث والمذكر كي تصبح مشروعا إلنسان مقبل؟ أنزعوا كرامتكم قبل ولوج معبد الحياة! عرف شاعر روما الشهير أوفيد بكتبه وأشعاره عن الحب .كتابه الشهير "فن الحب" بأجزائه الثالثة الذي ظهر في العام األخير قبل الميالد يمر على تفاصيل الحب قبل أن تشرعنه األديان وتقنونه الدول وتحدده الحضارات ،فيشرح الحب بين رجال روما التي كانت قمة التحضر ،وبين نسائها الفاتنات الالتي اختلطت فيهن دماء قرون طويلة من فتوح الرومان. كتب أوفيد حكمة جوهرية في العشق العاري "ال يمتزج الكرامة والحب جيدا ،وال يستمران سويا إال لفترة قصيرة" .إنها حكمة توجز حقيقة هائلة يجهلها أغلب الناس عبر التاريخ ،إذ ليس في الحب كرامة ،فالعاشقان بعد أن ينضيا ثيابهما ويطرحا في المعبد ،ال حدود تقف بين روحيهما ،واألرواح المتقاربة ال تعرف الكرامة ،ومن هنا قال أوفيد إن االمتزاج بينهما محدد ،والبد من فراق ،فأما تنتصر الكرامة فتجبرهما على التباعد ثم التنائي ،وأما ينتصر الحب ،فيذوب أحدهما في اآلخر بال كرامة. الناس في معبد الحياة ينضون ثيابهم بال حياء ،ألن هللا خلق اإلنسان بال ثياب ،وما الثياب إال تطور حضاري الحق ال عالقة له بالحياة ،بل يسعى غالبا الى طمس حقائقها خلف خطوط الموضة والستر والحشمة والحجاب والنقاب والتخفي والتباهي والتماهي إرضاء للكاهن والشيخ والحكم واألمير والتاجر ورجل األعمال الثري.
وال أملك إال أن أسأل هنا ،لماذا اختص الفستان بالمرأة اليوم بعد أن كان الرداء المسبل الطويل أو القصير لباسا لها وللرجل في كل الحضارات؟ وهل لهذا عالقة بالستر أم بتسهيل التالقي أم بمخيلة صانعي اللباس في تواريخ سحيقة؟ وكيف اتفق أغلب الشرق على أن السروال هو شكل اللباس األكثر راحة واألنفع لعصور تطاولت حتى وصلت اليوم ،حيث وحدت سراويل الجينز االمريكية لباس الجنسين عبر العالم (باستثناء الدول الشيوعية التي ابتكرت بدلة العمل المذلة لتفرضها على ذكورها وإناثها فتوحدهم في الفقر والبؤس وكوريا الشمالية نموذج صارخ لمسخ اإلنسان وتحويله الى شيء بال حياة). ختام رحلتي القصيرة في عشق الحياة -وهي التي يتسلح بها العقالء بوجه حمالت القتل والتجهيل اآلثمة عبر العالم اليوم – هي محطة في مقال نشره موقع "باتوس" األمريكي النادر باهتماماته قبل سنوات تحدثت فيه الكاتبة ستار فوستر عن قداسة الجنس معتبرة " أن الجنس هو انكشاف مقدس انتاب كثيرين ليجدوا فجأة أن أجسادهم هي أوعية مقدسة للذة والبهجة العارمة ،دون خطيئة أو وهم ،أجسادنا هي معابد حياتنا".
صناعة الحياة بال جاذبية! اللذة في منطقة انعدام الوزن ،تح ٍد صارخ صعب ،قد ال يتحقق لك ّل الناس ،لكن لو نجح الشريكان في أن يلتقيا فماذا يمكن أن يحدث وكيف لهما أن يصنعا حياة في هذا اللقاء؟
تنعكس المعادلة في منطقة انعدام الجاذبية ،ففي العادة يتدفق الدم حين يتهيج اإلنسان الى منطقته الوسطى ،فيؤدي الى توتر األعضاء الجنسية وامتالئها بالدم، أما في الفضاء فتنعكس الدورة الدموية ،فماذا يحدث اذا؟ *الدكتور جون ميليس أخصائي علوم الفيزياء الفضائية كتب لموقع بزفيد " الجاذبية هي المسؤولة حتما عن لذتنا واتصالنا الجنسي ،أما في منطقة انعدام الجاذبية ّ فإن الدم ال ينزل الى القضيب فيؤدي الى انتصابه ( وبالنسبة للمرأة يحدث نفس الشيء ولكن بنسبة أقل ظهوراً) ،وهكذا يبقى االنتصاب رخوا ،وهو أمر لم يفكر اسحاق نيوتن به قط وال شك ".ويبدو ّ أن وكالة الفضاء ناسا لم تفكر بعد في امكانية ممارسة رواد الفضاء لعالقات جنسية طبيعية أثناء تحليقهم ،وهذا تح ٍد يجب أن يواجهه العاملون فيها بشجاعة ،السيما ّ أن الرحالت الى الفضاء بدأت تمتد لسنوات ،والبد أن يتدبر المسافرون مسألة التناسل وما يمكن أن ينتج عنه ،أو على األقل في المرحلة األولى عليهم تدبر مشاعر اللذة والشهوة واللقاء الجنسي وربما يأتي التناسل والتكاثر في مرحلة مقبلة. *المرأة تواجه نفس المشكلة وإن كان هذا غير ظاهر ،اذ ّ أن تصاعد الشهوة لدى المرأة يضخ منطقيا ً الدم الى أعضائها التناسلية ،فينتفخ البظر والمشفرين ،وتنز االفرازات لترطب ما بينهما وهذا بالطبع يحدث حين نكون ضمن منطقة الجاذبية ،وتحديدا فوق سطح األرض ،أما حين نعوم في الفضاء الخارجي ّ ولكن البروفسور ميليس يحذر من الوصول الى نتائج فسيختلف الوضع حتما، بهذا الخصوصّ ، ألن أحدا لم يجرب هذا األمر على وجه التحديد ،والدراسات
التكوينية والفسلجية التي أجرتها رائدات الفضاء خالل رحالتهن لم تتطرق الى هذا األمر ،لذا يبقى السؤال قائما ،كيف سيكون وضع األنثى وشهوتها هناك؟ ّ *ترطب المهبل غير ممكن بالتأكيدّ ، ألن اإلفرازات المهبلية اسوة بالعرق والدموع ،تتجمع على مسام افرازها وال تنتشر الى سائر العضو األنثوي حيث يجب أن يحصل الولوج ،وبالتالي ّ فإن المشفرين والقناة التي تليهما تبقى ناشفة وال تسهل انزالق العضو الذكري ،وهذا سيكون عائقا طبيعيا ينفّر المرأة والرجل على حد سواء من أي لقاء جنسي بسبب اآلالم الناجمة عنه. *الهرمون المسبب للذة هو التستسرون ،ولكن لسبب ما لوحظ ّ أن هذا الهورمون تنخفض مستوياته لدى الرجال خالل حومهم في الفضاء الخارجي كما يقول د ميليس ،مؤكدا ّ أن األبحاث لم تكشف عن سبب هبوط مستويات هذا الهرمون لدى رواد الفضاء ،لكنه يعني ضمنا ّ أن الرغبة الجنسية تنعدم لدى الجنسين بسبب غياب الحافز الهرموني في الفضاء الخارجي ،وربما تكون لألمر عالقة بانعدام الجاذبية. *الممارسة الجنسية في الفضاء الخارجي متعبة ومملة ،والسبب ّ أن القلب يتباطأ عمله بسبب انعدام الجاذبية ،كما تتراخى عضالت الساقين واليدين وعموم الجسد بسبب عدم االتكاء عليها وغياب الشد عنها ،وكل هذا يعني ّ أن الجسد يتراخى، وهي حالة مخالفة للشد المطلوب عند التوتر الجنسي السابق للمضاجعة .وهذه مشكلة أخرى ،فالشد الجنسي لدى الرجل يوجب ارتفاع نبض القلب واشتداد تدفق الدم في الشرايين واألوردة للوصول الى الذروة المختبئة في مكان مجهول من أجسادنا ،وهكذا ّ فأن ضعف القلب والعضالت هنا سيقود الى تعب الرجل ونحوله بسرعة ،ما ال يتيح له قوة اتمام الدفع الجنسي ،وما يتبعه. *التعرق في الفضاء مشكلة كبرى ،فالممارسة الجنسية تستوجب احتكاك الجسدين ،والتعري في الفضاء مسألة فيها نظر ،وحتى اذا تعرى الرجل والمرأة واحتكا ببعضهما إلتمام الفعل الجنسيّ ، فإن كمية التعرق المتصببة عن جسديهما لن تبرح مسام الجلد ،بل ستتطاير في محيطهما كبقع كبيرة كريهة الرائحة ،وهذا سيلغي كل لذة يمكن أن تغمر الشريكين ،فيكون اللقاء خلوا ً من عنصره الرومانسي المطلوب.
*المضاجعة لقاء يتطلب دفعا وسحبا وشدا واحتواء من الرجل والمرأة بشكل متقابل مستمر ،هي سمفونية خلق الحياة التي تفعلها كل الثدييات بلذة اوركسترا ّ ولكن األفعال واألفعال االرتدادية تصبح في الفضاء الخارجي غير الجسدين، متناسبة مع بعضها ،فاذا دفع الرجل المرأة قليال ّ فان رد فعل جسدها سيدفعه في الفضاء بعيدا عن شريكها ،واذا حاول أحدهما أن يعدل وضعه ،فال يتوقع ماذا سيكون رد فعل الجسد المالصق له ،وهكذا سيكون اللقاء المفترض أن يكون تالقحا صميما ،سيكون مجرد حركات رياضية غير مسيطر عليها ،تدفع الجسدين باتجاهات ومسافات غير محسوبة ،ما يلغي فكرة التواصل الجسدي للوصول الى الذروة .كل ذلك يجعل ميكانيكية الفعل الجنسي شبه محالة ،ويصعب السيطرة عليه. *القذف أيضا مسألة مشكوك فيها ،السيما أنها لم تجرب ،فالحيامن عادة تتسابق بالماليين لتليقح بويضة المرأة ،واكثرها قوة وسرعة هو من يصل ويبقر البويضة ويتدفأ في داخلها ليصبح مضغة جنين قادم ،وهذا أمر غير مضمون في منطقة انعدام الجاذبية ،فالحيامن ال تملك قوة وال سرعة لتصل الى هدفها ،السيما أن قنوات ومبايض وتجويفات مهبل المرأة تعاني هناك من جفاف حاد كما أسلفنا. تحف به المخاطر ،فالبشرية ال تملك تصورا عن *الحمل المتوقع في الفضاء ّ جنين يتشكل ويكبر في منطقة انعدام الوزن ،في محيط جنيني ير ّجح أن يكون فقيرا بسوائل جسد المرأة ،السيما ّ أن التغذية في الفضاء الخارجي تتم بطرق مركبة وال يتدفق الغذاء الى أعضاء الجسد بسهولة ،كما ّ أن التمثيل الغذائي يتم دون ضوء شمس ،وبغياب كل العوامل الطبيعية التي تصنع الحياة على كوكبنا األزرق الحبيب .ويرجح المختصون ّ أن المرأة قد تعاني غالبا من اسقاط الجنين في مراحل الحمل األولى ،كما ّ أن حجم االشعاعات التي تخترق الفضاء وسفينة الفضاء ،وخاصة اشعاعات غاما ،واالشعاعات الشمسية والنجمية الغامضة ،كل هذه قد تؤدي الى نشوء تشوهات في الجنين ،بل وعلى األغلب ّ فإن بناء العظام وتشكلها لن يتم بشكل صحيح بسبب انعدام الجاذبية وغياب أشعة الشمس ما يعني فقدان فيتامين دي وسي بشكل اساسي وهي التي تقوي وتصنع العظام ،وهذا يرجح ّ أن الجنين حتى اذا اكتمل فسيكون مشوهاً .ولعل اآلية القرآنية الكريمة" ض فِ َرا ً شا" توجز الفكرة ،فصناعة الحياة كما نعرفها يجب أن الَّذِي َج َع َل لَ ُك ُم أاأل َ أر َ تتم على سطح األرض وليس بعيدا ً عنها.
القبلة لغة الروح والجسد بال كلمات لعل القبلة هي أقرب تعريف للغة الروح ،التي يروق للبعض أن يسميها لغة القلب رغم أن القلب ينبض ليضخ دما وال يفيض مشاعر ،ولو شئنا تتبع مسار القبلة فسنجدها تنوس من منطقة غامضة في ثنايا الجسد تدنو كثيرا ً من تعريف الروح، الروح م ْن أ َ ْمر الروح قل ُّ ويزداد الغموض بجواب القرآن الكريم " َويَ ْسأَلون ََك َعن ُّ َربي". الفم هو منفذ الغذاء الحقيقي الى الجسد ،وفيه الذائقة ،موزعة بين اللسان وبين الغدد اللعابية والصماء ،وفيما يشارك اللسان بال هوادة في عملية النطق وإطالق الكلمات واألصوات والتعبير عن المشاعر ،فإن وظيفة الشفاه تبقى موزعة بين التذوق والتفوه والتلذذ والتقبيل. من هنا تختلط لغة الجسد بلغة "الروح" ،فلو شئنا أن نعرف القبلة فلن نقول سوى إنها لثم الجزء اآلخر بالشفاه ،فهل يقبل المرء نفسه؟ قطعا ال ،فالقبلة تشترط وجود آخر ،وال تقبل القسمة على ثالثة ،إنها محاولة البوح دون كلمات بين اثنين ،أو سمها بين روحين. وليس مصادفة أن منفذ الغذاء الى الجسد والروح هو نفسه مصدر القبلة والتقبيل، فالتالزم بين األهميتين يلزمه تالزم الداللتين ،الروح ال تسمو اال بمشاركة األرواح ،والمشاركة هنا جسرها قبلة ،وحين نقف عند بيت ابن الملوح : أمر على الديار ديار ليلى ...أقبل ذا الجدار وذا الجدارا القبلة حين تحط على الرموز
تتراجع القبلة الى عنوان عذري عاطل عن الوصول الى اآلخر فيكتفي برمزه "ذا الجدار وذا الجدارا" وهنا غاب عنصر التالمس المطلوب حسيا في القبالت. ومثل هذا يقول سعدي الشيرازي بترجمة عربية: من قال إن القبلة تنمو بعيدا عن شفاه الروح؟... هو من روج ألسطورة أن حلو المذاق ال يصدر عن السكر؟ وكيف نعزل القبلة عن الشفة ،أال تقود إحداهما الى األخرى ،هل توجد قبلة بال شفة ،وهل توجد شفة ال تحب التقبيل؟ وفي التالزم هنا تفسير مجزوء ،اذ كيف نفسر تقبيل أستار الكعبة ،وتقبيل الحجر األسود ،وجدار المبكى عند اليهود وتقبيل الصلبان وطرف جبة البابا عن المسيحيين ،وتقبيل األعضاء الجنسية لألصنام عند بعض الهندوس .كيف نفسر تقبيل الكتب المقدسة في مختلف االديان؟ ولماذا يقبل كثيرون الكتب المقدسة ويعانقون بها جباههم بعد التقبيل؟ هل هو إعالء لكلمة الرب؟ أم تنزيه للكتاب وكالم الرب الذي فيه عن دنس محتمل صدر عن قبلة طالما اختلطت باللذة؟ قبلة في زيارة الى خان مولوي بإسطنبول ألربعة عقود خلت صادفت درويشا يتعبد في تكية" خان مولوي" بمنطقة غالطة في اسطنبول وهي األن متحف لألدب العثماني الكالسيكي .كان جاثما على أرض التكية المفروشة بالسجاد الملون وقد غلب عليه لون أحمر متداخل بصفرة الريازة وبياض الكراكيش المؤطرة للسجاد .وما برح الدرويش الناسك يصلي ،ثم يتلو في قرآن ملفوف بقطعة قماش خضراء وضعه أمام جبينه ،ويغلق القرآن ،فيقبله، فيرفعه الى جبينه ،ثم يرفعه الى أعلى ويتمتم أدعية ويعيد الكرة .ال أدري كم مضى عليه من الوقت وهو يفعل ذلك ،وبقيت أرقبه مسحوراً ،وفي جوفي أسئلة، وحين انتهى ،جلس متربعا ليبدأ طقسا آخر في نسكه ،استأذنته في سؤال ،فأذن لي وعلى شفتيه تلك البسمة الغريبة المتدلية من شفاه النساك والقسس والعباد في كل العالم .فسألته بعربية فصحى عن معنى ما كان يفعله وخاصة" لماذا تقبل القرآن ثم ترفعه لجبينك ،ثم ترفعه الى السماء"؟ قال بعربية سليمة ولكن تشوبها لكنة تظهر خاصة بمنحنيات التأنيث والتذكير قديم يجدر بنا تقبيله ،فهو كالم هللا الذي لم والفتح والكسر ":أقبله ،ألنه أسمى ٍ
يخرج من أي فم ،ولم تلفظه شفاه ولم يكتبه أي يراع .وأرفعه للجبين ،ألنه ال يجوز السجود والركوع على كتاب هللا ،فهكذا أرفعه للتعظيم الى جبيني ،ثم أرفعه الى السماء ألني أريد أن تصل قبلتي للكتاب خالصة الى خالق الكتاب ،وهذا الرفع محاولة تنزيه لها عن قبل أهل االرض". كتبت كل ما قاله ،وما زلت احتفظ بدفتر أسفاري الصغير بتلك العبارة الشفوية الخالدة من ناشط صوفي مولوي البثها الى من يبغي اإلفادة منها. ويأخذني كل هذا الى أبيات الشاعر الكولومبي المعاصر "أنريكو البيرتو هورتادو مينوتا" قبلني حتى يحل الفجر ق ال حدود له قبلني بشو ٍ قبلني...قبلني ال أكثر من ذلك، وال تقل شيئا! غوته" :قبّلني وإال قبّلتك أنا"! وهو يؤكد لغة الروح ،فالقبلة تقول كل شيء وتبوح بكل شيء ،ليس فقط لآلخر، بل تحت سماء الليل الزاحف الى الفجر ،أال يذكرنا كل ذلك بشوق فلسفي أطلقه الرومانتيكي األلماني الكبير يوهان فولفغانغ فون غوته؟: "قبلني وإال قبلتك أنا"! والمفارقة هنا أن التقبيل فعل يقتصر على أثنين وال ينجز إال باجتماعهما ،فال معنى للتهديد باني سأقبلك ما لم تقبلني ،ألنه تحصيل حاصل ،وهذا يسمو على الفعل الجنسي هنا ،اذ يمكن ان تتم الممارسة الجنسية منفردة بأخيلة العادة السرية ،أما التقبيل ،فهو أقدس من أن يسقط في لثم أألكف ،والبد له من آخر يسقط عليه. قبلة نطبعها على جبين وأكف أمهاتنا ،فيها من البكاء أكثر من الوقوف على قبور أحبتنا ،وننسى خاللها كل التغضن والتجعد والزرقة التي تعم خطوط ظاهر كفوف األمهات ونحن نغمرها بقبالت أرواحنا.
أخص أنواع القبل هي قبلة تتعانق فيها شفتان ،وهي ليست بالضرورة قبلة مرتبطة باللذة الجسدية ،فللروح لذة ،ودعني أسألك ،كيف تغالب رغبتك في تقبيل فم الطفل الجميل الذي يلهو في مهده ،أو في حجر أمه ،أو فوق سجادة غرفة الضيوف لبيت تزوره؟ هذا الفم الذي لم ينشف الحليب فيه والغارق برضاب الطفولة البريئة النظيفة يغري كل الناس بالتقبيل ،ومن ال يجد في نفسه تلك الرغبة فعليه أن يسأل بحماس عن سبب هذا الغياب الجائر! قبلة من شفة طفل تخلو من لذة الجسد قبلة من شفة طفل ،لذيذة كثمرة سقطت توا من الفردوس الى األرض ،وهي لذة تخلو من لذة الجسد ،أال يليق بها أن تلقب بلذة الروح إذا؟ لكن هذه اللذة المطلقة تنغصها نصيحة طبيبة نفسانية متخصصة باألطفال تدعى شارلوته ريتسنيك قبل عامين من خالل صحيفة ديلي ميل البريطانية وحذرت فيها من تقبيل األهل لشفاه أطفالهم ،مهما كانت أعمارهم .سبب التحريم النفساني هو" حين يبدأ المرء بتقبيل بنيه على شفاههم ،ال يدري متى يجب عليه أن يتوقف عن ذلك؟ فحين يبلغ الطفل أو الطفلة الخامسة أو السادسة من العمر ،قد تكون قبلة الشفاه سببا لهياج مشاعره الجنسية" .ونتيجة لتلك النصيحة كما يبدو ،انهمكت صحف ووسائل إعالم دولية وعربية كثيرة في التحذير من مخاطر تقبيل األطفال في أفواههم. وقد طور الفرنسيون مطلع القرن العشرين قبلة خاصة بين الشفاه ،باتت تعرف ب"القبلة الفرنسية" ،وعندهم تعرف ب" قبلة اللسان" ،وخالصتها أن يدس ك ُّل طرف لسانه بفي اآلخر ،ويمص لعابه ،فيما يعرف ب"رضاب القبلة" .وقد ابتدع الفرنسيون ذلك ضمن ثورة الفن والجنس والخروج عن المألوف التي شاعت في فرنسا منذ مطلع القرن العشرين ،وقنونتها الفلسفة الوجودية فيما بعد .وزحفت القبلة الفرنسية من باريس الى كل العالم لتصبح إعالن التقبيل الجنسي األكثر افصاحا عبر العالم .والمحطة األغرب التي كشفت عنها القبلة الفرنسية أن الفم هو منطقة التوتر الجنسي األشد في الجسد البشري ،واستدل علماء السكسولوجي على التماس الحيواني الفموي المتالزم بالمواقعة الجنسية ،ودرسوه في حلقات موسعة، وتأملوا أثره فوصلوا الى تلك النتيجة.
لفم وشاعت في فترات متباعدة من القرن العشرين ،دعوات مفادها أن التقبيل فما ً ٍ أمراض خطيرة ،أهمها األمراض الجنسية ومنها نقص المناعة سبب النتقال ٍ المكتسبة ،إال أن نشرة المجتمع الدولي لعالج االيدز التابع لمنظمة الصحة العالمية أكدت أن التالمس الفموي ليس سببا لعدوى االيدز ،ما لم يكن فم أحد الطرفين فيه جرح ،مجتمعا مع اصابته بفايروس سيدا. تصالب الشفاه في القبل القبانية ! وفي قبلة الفم المفعمة بالعطر والرضاب على مخمل الشفاه االنثوية الحمراء أنشد نزار قباني: لما تصالب ثغرانا بدافئة … لمحت في شفتيها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية … حمراء ،إنك قد حببت معصيتي فهو يتحدث عن سياحة ثغر فوق ثغر ،وفي هذه السياحة محطات لألسئلة: *أين نضع التقبيل في تجارة الجنس؟ أعني في المواخير ،حيث يدفع الرجال أمواال لصناعة لقاء جنسي ،فأين تكون القبالت هنا ،هل هي لغة الروح أم أنها اسوة باللقاء برمته ،صناعة وبضاعة للبيع؟ *أين نضع هذه األبيات التي كتبت على عمود جسر أقفال الحب القديم في مدينة كولونيا بألمانيا ،وكولونيا تعد عاصمة المثليين في العالم: "شفتي تدنو الى شفتك، بحثا عن العشق، بأمل أن تكون هذه القبلة بطول كل عمري" وال يستشف القارئ لمن تشتاق تلك الشفاه ،هل هي أنثى تتشهى أنثى أم رجل يتشهى رجال ،أم رجل يشتاق لقبلة أنثى؟ الرومي "فيكَ في فمي يغرق" ،غزل التصوف أم غز ٌل مثلي؟ وفي مثل ذلك أنشد جالل الدين الرومي في غزله:
"في الطيف الح لي زورق كنت في قلب الزورق َ وكنت أنا البحر فاض الي ُّم الى الزورق، فوجدت فيك في فمي يغرق، َ وعيني بعينك تعلق". يقرأ المتصوفة هذا ،غزال ربانيا يتعلق بعشق المخلوق بالخالق ،اال أن المتخصصين في األدب الحديث يقرأون في هذا غزال بحبيب موالنا الرومي وهو بال شك شمس الدين التبريزي الذي خلب لبه ،فالقبلة هنا ،لغة بين شفتي الدرويش تحول جالل الرومي المتصوف وتلميذه ،وبحسب المستشرقة آنا ماري شيمل فقد َّ الدين إلى شاعر بفضل م َعلمه الروحي شمس الدين التبريزي حصرا ،لدرجة أنَّها قالت" يجب علينا اليوم أن نتحدَّث عن جالل الدين الرومي آخر ،لو َّ أن االثنين لم يلتقيا ببعضهما قط" وهذا يعززه أن الفارسية التي كتب الرومي أغلب شعره بها، تخلو من التأنيث والتذكير ،فال يعرف المرء من يخاطب الشاعر. القبل اإللكترونية والهوائية مع عصر السرعة والعولمة واالتصاالت ظهرت قبلة بال تالمس ،وهي قبلة قديمة، ربما بقدم الحضارة البشرية ،حيث كان الناس يقبلون اكفهم ويضعونها على جباههم إلظهار االحترام لملوكهم وامرائهم ،بل حتى لشيوخ قبائلهم أحيانا .لكن األمر تطور الى قبل هوائية ترسلها األمهات لبنيهن عبر زجاجة السيارة وهم ينزلون الى مدارسهم كل صباح ،وقبل تعانق سماعة الهاتف المحمول لتصل الى الحبيب الذي يبعد عن صاحب القبلة 10االف كيلومتر ! وقبل تظهر على مواقع التواصل االجتماعي ،وقد تصبح من رموزه قريبا ،وقبل ال يصل الباحث عنها إال صوتها عبر غوغل ومحطاته الصوتية وأشهرها يوتيوب.
ختاما ،نذكر بسؤال لم يجب عنه أحد حتى اآلن ،لماذا تغلق األحياء أعينها حين التقبيل ،ويحدث هذا حين يقبل الناس حيواناتهم األليفة ،بل وحتى حين تقبل الحيوانات بعضها ؟
المرأة تعشق أن يتأملها الرجال نظرات الرجال ال تفارق المرأة ،ليس ك ّل امرأة طبعاّ ، لكن ذلك يرتبط بقوامها، وجمالها ولباسها أو ُ شح لباسها ،وشكل ولون شعرها ،وحركاتها ،مقابل ذلك ،هل يروق للمرأة أن تلتهمها نظرات الرجال؟
ّ يبدو من كالم النساءّ ، ولكن هذه البحلقة ( أن تحديق الرجال فيهن يضايقهن، التحديق) ليست مكروهة بشكل مطلق ،فحين يكون المبحلق وسيماً ،غنيا ،أنيقا، ويصلح أن يكون مشروعا ً من نوع ما ،ترتاح كثير من النسوة لتحديقه .هذا غير ّ ّ ولكن أن كثيرات منهن ،يعنين غالبا عكس ما يقلن بشأن مسائل من هذا النوع، ٌ رهن بنظرة الرجل الى المرأة . التأكد من هذا الموضوع يبقى مجموعة رجال جالسين في مكان ما ،يتطلعون بفضول المرأة تمر أمامهم ،أو تخترق جمعهم ،شعور القطيع هنا يغير مشاعر الرجال ،فيتصرف كثير منها ببدائية ذكر يتشهى أي انثى تمر بقربه ،وقد توصل عالم االجتماع واخصائي علم النفس الروسي بافلوف الى ّ أن كالً منهم ،ما كان ليتصرف بهذه الفظاظة لو كان وحده ،اال أن وجودهم معا ً يدفعهم الى ذلك .هل هذا كل شيء؟ من يضمن ّ أن كل النساء ال يروقهن هذا النظر الجماعي؟ النظرات الصادرة عن جمع من رجال يبدون اعجابهم الذكري البدائي بأنثى مستطرقة ،أال تثير لدى المرأة المعنية مشاعر الفرح واالعتداد باألنوثة ،أو حتى الرضا؟ نشر موقع "فينتاج" األمريكي استطالع رأي أجري على 200امرأة ،بشان نظر الرجال لهن ،فكانت اإلجابات كالتالي: * 80امرأة اعتبرن ّ أن نظرة الرجل التي تحمل معاني االعجاب ،تثير لديهن مشاعر الفرح ،وامعانه في النظر أحيانا يبعث لديهن شعورا بالرضا والسرور.
* 43امرأة اعتبرن ّ أن نظرة االعجاب العابرة التي ال تركز على المناطق الحساسة في المرأة تثير لديهن شعورا بالرضا. لهن اهانة ألنوثتهن ،مؤكدات ّ * 49امرأة اعتبرن نظرات الذكور الشهوانية ّ أن يجرد المرأة من كل ما عندها باستثناء مواهبها األنثوية ( النظر بهذه الطريقة ّ القائمون على االستطالع ،أشاروا الى ّ أن هذه المجموعة تضم نساء تقدم بهن السن ،ونساء يحملن نسبة متواضعة من مقاييس الجمال واألنوثة). * 10نساء ،اعترفن ّ بان إمعان الرجال فيهن بشكل فاضح ،والحاحهم في النظر يثير لديهن مشاعر الشهوة ،بل يدفعهن أحيانا الى ممارسة العادة السرية متخيالت اوضاعا مع الرجال المشار اليهم ( وأشار القائمون على االستطالع الى أن 8من هؤالء كن في سن المراهقة تحت 16سنة). * 18امرأة تباينت آرائهن بين عدم االكتراث ،وبين إبداء القرف من رجل ينظر الى جزئهن السفلي حصرا ،فيما ذهبن بعضهن الى ّ أن النظر اذا جرى دون تعليقات فاضحة أو تحرشية صريحة يمكن أن يكون مقبوالً ،فيما اعتبرت بعضهن أن النظر غالبا هو مقدمة للتحرش ،لذا اعتبرنه ناقوس خطر ،كاشفات أنّ ّ ّ هن يفضلن غالبا تجنب المناطق التي يتجمع فيها الرجال. *معظم المستطلعة آرائهن أشرن الى ّ أن الرجل ينظر بأعجاب عادة الى مؤخراتهن ،وخاصة حين يرتدين الحذاء بالكعب العالي. *أغلب المستطلعة آرائهن أشرن الى ّ أن الرجال في المسابح العامة والخاصة ال يتطلعون بأعجاب الى أجساد النسوة شبه العارية ،بل يختلس بعضهم نظرات الى المنطقة الوسطى أو الصدر فحسب ،وهي في الغالب نظرات فضول وليست نظرات إعجاب. *قليالت ممن استطلعت آرائهن ،كشفن عن حقيقة غريبة ،فهن قد زرن مسابح وأندية العراة في بعض مناطق العالم ،حيث يتجول ويعوم وينشط الناس رجاال لحظن ّ ّ أن الرجال ال ينظرون قط الى مناطق النساء ونساء وهم عراة تماما ،وهنا الجنسية المكشوفة ،وال يتطلعون في النهود العارية أو المؤخرات المكشوفة أو حتى بالفروج المفتوحة لبعض العاريات المستلقيات على الرمال باسترخاء وقد باعدن ما بين سيقانهن كي يتسلل ضوء الشمس والهواء النقي الى المناطق الرطبة
المظلمة .كما أشرن الى ّ أن النسوة بدورهن ،نادرا ً ما يتطلعن بأعجاب الى أجساد الذكور العارية أو أعضاءهم الجنسية المكشوفة .ليخلصن بعدها الى القولّ ، إن العري يقلل من اعجاب الجنسين ببعضهما.
شعاراتنا – استجابة نفعية ترسم رشاقة األنثى الشعار بالعربية هو ما المس شعر البدن ويعرف عالميا بالمالبس الداخلية (ظلما ألنها ليست داخلية) ،المالبس التحتية هي اللحظة الفاصلة بين الجسد العاري والجسد المستعد للعري ،هو االخفاء حيث يحسن التخفي ولكن للحظات.
اإلنسان مؤنثا أو مذكر يبدو أحلى بشعاراته في لحظة تسبق العري .وشعار األنثى منذ تطور مشهد العري بمطلع القرن العشرين وصوال الى ما بعده ،حتى اللحظة يستر مناطقها المنتجة ( تكاثرا وحليبا) ،يسترها بضعف مقصود ،و هو يكشف أكثر مما يستر ،ويكشف حيث يشتاق الرائي أن ينظر ،ولوال تلك القطعة لما اشتاق الرائي الى المستور. شعار الرجل أيضا ينحسر في منطقته الوسطى المنتجة ،لكن ال يراد به الكشف ،بل اإليحاء بالتستر والمحافظة ،حتى بات الرجال عموما يفضلون البوكسر لستر مناطقهم الوسطى ،فهو أريح لوسائل انتاجهم ،وأبعث على الدفء شتاء واالستبراد صيفاً .كما أن ما شاع منذ خمسينات القرن العشرين وصوال الى تسعيناته من البسة الجوكي وتحديداته المحززة التي تظهر وسائل انتاج الرجل مكبرة لم يعد يثير اهتمام اإلناث غالبا ،خاصة وأن ثقافة المثليين استخدمته للكشف عن المؤخرة أكثر ،فنفر منه الذكور المذكرون وبقي عليه الذكور المعنيون باألنوثة وما تعلق بجهاز اللذة وليس التبعل. وللقصة تاريخ ،فقد افتتح في صالة كبرى بمتحف فيكتوريا والبرت بلندن معرض يؤرخ ويستعرض تفاصيل المالبس الداخلية وتطوراتها المعنية بحسن الملبس والتستر والمعنية بعرض المحاسن وتحسين الجميل وذلك تحت شعار" كشف المستور عن تاريخ موجز للمالبس الداخلية" .عرضت الموجودات المغرية على مساحة 37الف قدم مربع فاستحقت وصف أكبر معرض للمالبس التحتية في التاريخ ،ولو تولت موسوعة غينيس المقايسة لفازت المعروضات بأعلى رقم ،لكن األهم غاب عن المعرض ،فالمالبس التحتية تستر كنوزا ،وهي لم تظهر في هذا
المعرض ،بل ظهرت سيقان مناطق تناسل محايدة جبسية وبالستيكية باردة ليس بها من الكنوز شيء .عني المعرض بإظهار فروق الجندر ،والتوترات بين االجناس المختلفة ،السيما في المناطق التي تتقارب فيها اإلناث من الذكور وتمحى الحدود ،فال يسع المرء أن يميز األهم فالمستور فالمطلوب ستره فالمطلوب تعريته .المعرض بشكل عام كشف خطوط الموضة وتوجهات االدهاش المراد بها تحريك المشاعر في مساحة حرجة بين العري واالستتار. ما المقصود بالشعار "وسأبقى على استخدام الكلمة العربية األصيلة المشتقة من مالمسة اللباس لشعر وزغب الجسد ،مغادرا للتعريف الضعيف المستورد من اللغات الغربية بتعبير المالبس التحتية او الداخلية"؟ هل هو ستر للمنطقة التناسلية بقصد حمايتها من المناخ وتقلباته؟ بل هو حماية لها من التماس بالمالبس الخشنة التي نرتديها وهذا هو األرجح في استخدامها ،اذ ليس من المعقول أن ترتدي األنثى فستانا من الصوف فوق هنيها وثدييها الناعمين .كما ليس من المعقول أن يرتدي الذكر مالبس الجندية الصوفية الخشنة فوق أعضاء التكاثر الناعمة الحساسة الملساء. وكنقطة استدراك ،فإن منطقة التكاثر في أجسادنا تفرز سوائل ومواد تتلف المالبس ،فلو بقيت المرأة على سروال أبيض أنيق ال ترتدي تحته شعارا ً لسالت عليه من كنزها ومن أستها بقايا ال تسر الناظرين وتسيء ألناقتها .ولو لم يضع الرجل على منطقته شعارا ،لتساقطت بقايا البول والمذي والمني التي تخرج من قضيبه غالبا على سرواله واتلفته وبانت منه للعيان عورة ال تسر الناظرين .فوق ذلك فإن الخصية كما يعرف كل الرجال تفرز باستمرار تستسرون يترك آثارا وروائح على شعاراته ،ولوال تلك الشعارات لفاحت الروائح وبانت اآلثار على السراويل. فوق ذلك ،فإن التشطف بعد التغوط يترك آثارا مائية ستظهر على السروال والتنورة لو لم يرتد الرجال والنساء مالبس تحمي المنطقة الخاصة العزيزة الوسخة وتقي اآلخرين روائحها وافرازاتها. هذا من الناحية البراغماتية ،وهو ضرورة قد يضحي بها البعض إلظهار النواحي ي جما ٍل في سيقان الجمالية ،وطبعا تلك النواحي تشترط دائما الرشاقة ،واال أ ُّ وأوساط نسوة فاقت أوزانهن المائة كيلوغرام حيث تضيع الحدود بين الهن
واألست والخصر والبطن والظهر والفخذ ،ويصبح المجموع كتلة شحم لحمي كبيرة متهدلة ال تسر الناظرين وال تثير شهوتهم .ويصعب على اإلناث طبعا أن يعترفن بهذه المثلبة ،ويتأخرن محاوالت التمسك بمفاتن وهمية يظهرها اللباس الخيطي والسوتيان المقبب الصغير ،فال تظهر للرائي سوى كتل لحمية بشعة مقززة. اختصر الرجال كل هذا ،فباتوا يميلون الى شعار غير ملتصق بأوساطهم الممتلئة، خاصة وأن أغلبهم ما عاد يعنى بإخفاء شحومه ولحومه ،مادامت معدات الغزيرة قادرة مغرية عاملة يدعمها اقتدار مالي تغض النسوة إزاءه الطرف عن كل عيب. عودة الى معرض الشعارات في لندن ،حيث اثيرت أسئلة حول استمرار توجهات اظهار محاسن النسوة على حساب راحتهن ،اذ ال أحد ينكر أن الشعار الخيطي والسوتيان المقبب غير مريحين ويسببان تعرق المناطق المنتجة فتصدر عنها روائح كريهة ،كما أن التنقل والعمل والحركة بهذه الشعارات يحد من حرية المرأة ويجعلها أسيرة الرغبة في اظهار انوثتها ،وهو ما تعترض عليه كثير من النسوة، والى ذلك اشارت الخبيرة ايدوينا آيرمان في حديث مع صحيفة ذا نيويورك تايمز" نحن اليوم نعيش أوج نزوع النساء الى عرض مفاتن ومحاسن أجسادهن، ولكن فلسفتهن اختلفت كثيرا ،فإظهار المحاسن ال يستهدف الرجال فحسب ،بل هو موجه إلثارة اهتمام واعجاب اإلناث ايضا وليس بالضرورة اعجابهن الجنسي ،بل البدني عموما ،ولكن من غير المعلوم الى متى سيستمر هذا النزوع". عمر المالبس الداخلية بشكلها المتضائل ال يتعدى قرنين ،وقد طرأ عليها تطور طال حوافها القريبة من تكورات الجسم ،فبدأت تنزع الى تكميل المشهد باللون والنقش ،والتقلص واالنتفاخ والتحدب والتقعر .الشعار المالمس لمنطقة المرأة الوسطى يخاطب ذكورة الرجل مباشرة ،فاألنثى حين تنزع الشعار تبدو أقل اثارة، وال تظهر بوضوح معالم رشاقتها (إن وجدت) ،الشعار بذاته صانع الرشاقة ،ولونه فاعل ومؤثر الى حد كبير ،فحين يكون أحمر على جسد حنطي تبلغ االثارة مستوى عا ٍل من التوتر ،لكن الغربيين يفضلون األصفر الصيني على الجسد الخمري ،أما األبيض فيليق به دائما شعار أسود معتم. أحلى لحظات شعار المرأة ،رفيعا خيطيا كان أم فسيحا يلم االليتين وما بينهما هي لحظات يتذوقها الرجل ،فالنسوة غالبا يفضلن أن ينزعه الرجل ،والرجال أنفسهم
يريدون أن يظهر استسالم األنثى ورضوخها في لحظة ينضون عنها ما يستر كنزها ،وهكذا قد يتفننون في مالمسة حواف الشعار الرقيقة الملتصقة بحواف الجسد وتكوراته ،متأنين في انتزاعه ومستكشفين بأناملهم ما وراء تحلك الحواف مع االحتفاظ باألسود أو األحمر أو األصفر الصيني ملبوسا لصق المحاسن اآلسرة. أما حراسة القبتين فهي ليست ترفا كما توحي الحجوم المتضائلة لحماالت الصدر الحديثة (شعارات النهدين) ،فثدي األنثى يدر حليبا إن كانت أما ،وتنز عنه روائح أنوثتها إن لم تكن أماً ،وهكذا فإن ارتداء حمالة الصدر ضرورة تحافظ على نظافة المنطقة ،كما أن الحلمتين والوردتين المحيطتين بهما حساستان ألي نوع من المالبس ،وحماالت الصدر -السيما األنواع الغالية منها -تحتوي على أنسجة رقيقة تحفظ التالمس مع تلك المنطقة. الرجال عموما شرقا وغربا ً يرون في شعار المرأة لحظة تسبق لحظة اللذة والنشوة المقبلة ،وهي لحظة ترقب قد تكون أجمل من لحظة التالمس الجسدي بين النوعين.
*لماذا تعشق بعض بيضاوات النساء رجاالً سود؟ ال تفسير لذلك اال رغبتهن المشتعلة شوقا الى ذكورة هؤالء الرجال ،فالسود كما هو ثابت علميا أشد وقعا في السرير مع المرأة وأكثر مطاولة معها ،كما أن أعضاءهم الذكرية وطريقتهم في المضاجعة ،تثير هياج البيضاوات من النساء تحديدا ،عالوة على أن أغلب المثليين بال مقارنة يعشقون مضاجعة السود لهذا السبب بالذات. رجا ٌل سو ٌد في سرير كيم كارداشيان
المثال األشد ظهورا "كيم كارداشيان" وزوجها الثالث "كني ويست" وهو عمالق راب أسود عبارة عن كتلة عضالت ،هذا غير أن نصف الرجال التسعة في حياتها كانوا سوداً...نحن نتحدث عن كيم كارداشيان ايقونة الشهوة الجنسية واالثارة التي يشتهيها كل رجال العالم في مطلع األلفية الثالثة دون استثناء تقريباً. كيم كارداشيان األنثى التي يتمناها كل رجال العالم ،هي األخرى ال تتمنع عن الذكور ،وقد اقترنت حتى اآلن بتسعة رجال ،وهي لم تبلغ بعد العقد الرابع ،وكان نصيب األسد للرجال السود ،فهي تعشق الجسدَ االبنوسي ومرونته الذكرية الساحقة. كيف يشعر الرجل الذي ينام مع كيم في سريرها ،ويتنشق عطر جسدها االسطوري ،ويتلمس تكوراتها الخالدة ،ويالمس بجسده تقعرات جسدها الذي يتشهاه كل رجال الكرة األرضية؟ األيقونة المولودة عام ،1980أمنت على مؤخرتها بخمسة ماليين دوالر، باعتبارها جزءا ً من اسباب نجاحها ،ومفتاحا ولجت بواسطته أبواب الشهرة ب أن أول عمل فني لها ،هو فيديو مسرب عبر يوتيوب وهي والنجومية ،ومن عج ٍ تضاجع صديقها راقص ومغني الراب ري جي األسود العمالق ،واجتاح العالم عام 2006وحقق ارقام مشاهدة خرافية غير مسبوقة مختلف على تقديراتها ،وبعده انتقلت من عملها كعارضة ،لتصبح سيدة مجتمع بارزة في منطقة بيفرلي هيلز المخملية الثرية ،في كاليفورنيا أجمل واليات الساحل الغربي للواليات المتحدة
األمريكية التي ولدت وكبرت واشتهرت فيها .ثم احترفت تمثيل مسلسالت الواقع التلفزيونية ،وآخرها مسلسل تقوم ببطولته هي واخواتها "كورتني" و "كوله". الفيلم الذي جعلها قمة ،هو فيديو مسرب عن لقاء حميم مع ت.جي .جاكسون في بعض نسخه جاء مفعما ً بأصوات األنثى والذكر المتالحمين ،وكان اللهاث والتوسل والزئير والتنفس الصعب ،والتنهد ،والتأوه ،والتألم ،والتقهقر ،والتقدم ،سمفونية تعزف في اوركسترا لقاء الجسدين الجميلين على زورق سريع في مياه الباسفيك. ت.جي .جاكسون *تجربة حبها األولى عاشتها كيم ،كانت مع ت.جي .جاكسون ،وهو أبن شقيق مايكل جاكسون ،ويشيع في الدوائر المقربة منها أن الشاب األسمر كان أول من تذوق دفء سريرها ،وتمتع بمالمسة جسدها األسطوري. ديمون توماس *زوجها المنسي ديمون توماس ،الذي عاشت معه من عام 2000حتى عام ،2004كان منتج موسيقى أسود ،عاشت معه حقا ً أربعة أعوام ويا للعجب ! نيك كانون *عاشت كيم قصة حب ساخنة كالعادة مع نيك كانون العمالق األسود مربوع العضالت بين عامي 2006و.2007 ذا غيم * تبرأ ذي غيم بنفسه من أي عالقة تربطه بكوله شقيقة كيم ،رغم الشائعات الكثيرة والهمس الخطير حول ذلك ،لكن المؤكد أن له مع كيم قضية ،وصلت بهما غالبا الى السرير. هذا العشق للمذكر األسود يتناسب تماما مع كيم كارداشيان صاحبة الجسد الذي يهيم به الرجال بال تردد ،فالشائع أن رغبتها ال تنطفي إال بذكر أسود يتلوى معها ساخن بال حياء ،وبال هوادة ،فتعيد له مالمح الذكورة البدائية ،ويشعل في سرير ٍ فيها حرائق األنوثة الخالقة األمزونية.
رعشته ونشوتها واللذة التائهة رعشته الخارقة رعشة الرجل هي نشوته ،وهي سريعة خارقة ،ألن الفعل الجنسي عند الرجل ال يكتمل غالبا اال بتحقق االختراق ،لذا يختصر كثير من الرجال المواقعة الجنسية بسرعة اإليالج وهو تسرع يهدم كل تصاعد اللذة عند الرجل نفسه ،حدث وال حرج عن المرأة التي تحتاج نشوتها الى تدرج وعناية سنأتي على ذكرها وتستغرق في العادة وقتا أطول من نشوة الرجل ،أطول بكثير عادة.
الرجال غالبا ال يدركون أن اللذة هي التي تسبق االيالج وليست التي تصاحب الوصول الى الذروة ،اللذة بناء تدريجي يبدأ أحيانا بكلمات وبضعة لحن وعطر صغير وقبلة سريعة ولمسة حتى على كف المرأة ،فتتصاعد رغبة الرجل ،واللذة هي أن يؤخر وصوله و إيالجه ،بل إن كثيرا ً من العلماء ينصحون الرجال سريعي القذف باالستمناء قبل المواقعة ،ألن ذلك سيؤخر وصولهم الى الذروة ويديم عمر اللذة. سرعة وصول الرجل حتى دون إيالج ترتبط بمستوى حرمانه غالبا ،فمن لم يمارس الجنس قط ،يكفيه منظر ساق مكشوفة ،أو ملمس زند امرأة للوصول الى الذروة ،والبعض يصلون الذروة منذ القبلة األولى المصحوبة بعناق دافئ حميم. وبعيدا عن المشاعر الرومانسية والعواطف الجياشة ،يبقى الجنس حقيقة يومية اساسية في استمرار الحياة ،وسواء كانت المجتمعات محافظة أم متحررة ،فالجنس يبقى محورا أساسيا تدور حوله كل محاور الحياة األخرى كأقمار تلف حول شمس كبرى.
الرعشة عند الرجل تعني قذف ماء الحياة حيث تفرضه اللذة التي تطغي عليه لدرجة تراه ال يفرق بين امرأة أو رجل أو حتى حيوان .رعشة الثواني القصيرة تجعل معاشرة المحارم شائعة في كل العالم ،فالرجل تعميه الرعشة فيفعل كل شيء .هذه بعض حقائق الرعشة الخاطفة عند الرجل: *قد ال يصدق كثيرون أن جسد رجل واحد يمكن أن ينتج حيوانات منوية تكفي لتلقيح كل نساء كوكب األرض! *يعيش حيمن الرجل لمدة تصل الى خمسة ايام أحيانا ،خصوصا حين يكون سابحا في سوائل مهبل المرأة التي توفر له أفضل محيط حيوي ممكن ،ويمكن أن يلقح أي بويضة خالل األيام الخمسة .أما الحيمن المقذوف خارج الجسد البشري فهو أقل قوة وقد يستمر في الحياة الى بضع ساعات . *تشير دراسات متخصصة ،منها دراسة نشرت في صفحة "سيكس أوف تودي" األمريكية بعددها الصادر في ( نوفمبر ) 2016الى أن انخفاض نسبة الكولسترول (الشحوم والدهون والزيوت) في الدم يحسن االداء الجنسي للرجل والمرأة بنسبة عالية. *القدرة الجنسية عند كثيرين تبقى فاعلة حتى سن الثمانين ،وهذا يصدق على الرجال والنساء على حد سواء ،رغم األساطير الشائعة خالف ذلك .وكشفت دراسة لمعهد مايو كلينك األمريكي نشرت عام 2010أن نحو ثلث نساء العالم يمارسن الجنس مع شركائهن (رجاال أو نساء) وهن في سن الثمانين ،بل أن هناك روايات عن مراهقة متأخرة تبدأ عن البعض بعد سن السبعين. *البهارات بأنواعها والتمر بأنواعه والبصل والثوم من خيرة المنشطات الجنسية الطبيعية للمرأة والرجل على حد سواء ،فيحسن االكثار منها ما لم يمنع اإلنسان عنها مانع صحي. *الجنس ليس أنانيا ،وليس لعبة العب واحد ،بل هي لعبة من فريق ثنائي على االقل (في الطقوس االباحية يمارس البعض الجنس بشكل جماعي وهو ما يعرف عنه أورغيز) .ولذلك على الالعبين أن يرضيا بعضهما ويشبعا حاجة بعضهما فالجنس تضحية الى حد كبير ،الرجل عادة يصل سريعا والمرأة تتأخر ،فعليك أيها الرجل انتظار نشوة من ترافقك السرير ومقاسمتها اللذة.
*خالل المضاجعة ينتفخ الجزء الداخلي من أنف المرأة والرجل بطريقة تشبه االنتفاخ واالنتصاب الذي يصيب األعضاء التناسلية عندهما ،والذي يحدث لحلمات الثدي عند المرأة ،وينسب ذلك الى تدفق الدم الى هذه األعضاء بغزارة. *األصوات والتأوهات والتنهدات والكالم " البذيء المحرم على البالغين" هو خير موسيقى ترافق مشهد الجنس ،فال تبخال على بعضكما بلغة الجنس وموسيقاه وأعلناها ،فأسوأ انواع العالقة الجنسية هي الصامتة. * يحرق اللقاء الجنسي من 100الى 200سعرة حرارية ( كالوري) عند الرجل، فيما ال يحرق أكثر من 69سعرة عند المرأة . *يميل بعض الناس للممارسة الجنسية أكثر من غيرهم ،وال يجد العلماء لذلك تفسيرا ،لكن كثيرا ً من الشعوب تعتقد أن نوع الغذاء الذي يتناوله الرجل أو المرأة له عالقة بذلك. نشوة المرأة – سر مجهول غريب شهوة المرأة أمر مسكوت عنه ،ونشوتها الجنسية هي مساحة قد ال تصلها المرأة وقد ال تعرفها ،ويظن الرجل أنه يدركها لكنه في لحظة العناق الحميم ينساها غالبا. موقع بريطاني متخصص بقضايا المرأة كشف 10حقائق مذهلة عن نشوة األنثى. يعتقد البعض أن المرأة يمكن أن تصل إلى ذروتها الجنسية في كل مرة تمارس فيها الجنس ،لكن دراسة نشرها موقع womansdayالمتخصص في شؤون المرأة كشفت أن 30في المائة من النساء الغربيات لم يبلغن نشوتهن قط ،ووصلن سن اليأس وبتن يمتنعن عن المواقعة الجنسية وهن يجهلن مذاق الوصول إلى ذروة العالقة الجسدية. الدراسة كشفت عن 10حقائق خفية تتعلق بنشوة المرأة : .1النشوة قد تهدئ اآلالم .ويشمل ذلك آالم دوالي الساقين ،واآلالم الناجمة عن العمليات الجراحية وتلك الناجمة عن الوالدة .ويفسر هذا علميا بأن بلوغ النشوة يطلق مادة اوكسيتوسين التي تبعث شعورا باالرتخاء وتزيل التوتر .لكن الدراسة تستطرد أن الشفاء من األلم يستغرق 10دقائق ال أكثر .
.2الواقي الذكري ال يؤثر على نشوة المرأة نوعيا .فعكس ما يشيع في عالم الرجال ،تصل المرأة إلى النشوة سواء استعمل الرجل الواقي الذكري أم لم يستعمله ،بل يرى البعض أن استخدام الواقي يطيل أجل المواقعة الجنسية ويؤجل بلوغ الرجل لنشوته وبالتالي يتيح للمرأة أن تصل إلى نشوتها التي تتأخر كثيرا عن نشوة الرجل . .3ثالثون بالمائة من النساء ال يبلغن النشوة .واحدة من كل 3نساء تعاني من مشكالت في بلوغ النشوة ،بل إن 80بالمائة من النساء يعانين من آالم مهبلية تعيق بلوغهن الذروة .وتذهب الدراسة إلى أن العالج بهورمون "تستسرون" أو بعض العالجات الفموية يمكن أن يحقق نتائج باهرة لحل هذه المشكلة. القوة الخفية -تأثير الهرمونات على الجسم ارتفاع في ضغط الدم وارتعاش في الجسد إنها عالمات على أننا وقعنا في الحب. في هذه الحالة يفرز الجسم مادة اإلندورفين التي تبعث مشاعر السعادة فينا. .4العثور على موطن اللذة قد يساعد المرأة على بلوغ النشوة .اكتشف العالم األلماني "ايرنست غيفنبيرغ" عام 1950أن لكل امرأة منطقة تصل من خاللها إلى ذروة لذتها الجنسية .الدراسات الحديثة تشجع النساء على استكشاف مناطق الرعشة في أجسادهن للوصول إلى مرسى نشوتهن . .5بلوغ النشوة يتحسن بتقدم عمر المرأة .رغم أن تقدم العمر يؤدي في أحيان كثيرة إلى تدهور وظائف الجسم ،لكن الحياة الجنسية لإلنسان تتحسن في الغالب بتقدم العمر رغم ما يشاع في الثقافة الشعبية عن ذلك .ففي حين ال تبلغ نسبة كبيرة من النساء نشوتها وهي في العشرينات ،فقد خلصت الدراسة إلى أن 70في المائة من النساء يبلغن الذروة في كل مواقعة جنسية وهن في الخمسين. .6تعدد أساليب المواقعة يساعد المرأة على بلوغ النشوة .على النساء أن يحرصن على تنويع أساليب المواقعة الجنسية مع رجالهن في غرف النوم ،وكلما زاد هذا التنوع ،عظم احتمال وسرعة وصول المرأة إلى نشوتها ،وهذا يعني عمليا أن على الشريكين أن ينفقا وقتا أطول في لقاءاتهما الجنسية. .7إهتمام المرأة واحترامها ألعضائها التناسلية يتناسب طرديا مع بلوغها النشوة. خلصت الدراسة إلى أن المرأة التي ال تخجل من النظر إلى أعضائها الجنسية،
والتي تواصل العناية بنظافة هذه األعضاء ومظهرها الخارجي ،تصل في الغالب إلى النشوة الجنسية في لقائها بالرجل .واألمر يبدو مرتبطا إلى حد كبير باحترام المرأة لمناطق أنوثتها . . 8فجوة في النشوة! يظن 85بالمائة من الرجال غالبا أن شريكاتهن في الفراش قد وصلن نشوتهن بعد المواقعات كما أظهر استطالع نشره أحد مراكز األبحاث، لكن 64بالمائة من النساء التي أجري عليهن االستطالع فقط وصلن النشوة. وأوضحت الدراسة أن عالج هذه الحالة صعب ،ويعتمد في الغالب على جرأة المرأة في إخبار شريكها بحقيقة وضعها. . 9في حاالت قليلة تصل المرأة إلى نشوتها دون مالمسة أعضائها األنثوية .يقول خبراء إن هناك نساء يصلن إلى النشوة وحدهن دون شريك أثناء ركوبهن القطار، وال يوجد تفسير مقنع لهذه الحالة ،لكن األطباء يرجحون أن تدفق الدم إلى أعضاء المرأة الجنسية بسبب طول الجلوس ،واالهتزازات الناجمة عن حركة القطار قد تكون هي السبب في هذه الظاهرة . .10النشوة عند أغلب النساء تستغرق بعض الوقت .حسب دراسة موقع womansdayالمتخصص في شؤون المرأة ،تحتاج المرأة إلى 20دقيقة كحد أدنى لبلوغ النشوة ،وتنصح المرأة ببعض األوضاع واللمسات لتقليل سرعة بلوغ الرجل الذي يشاركها المواقعة إلى نشوته ،ليصل االثنان في وقت متقارب بما يضمن وصول المرأة النادر إلى ذروتها. وأخيرا تميل النساء في الغالب للمضاجعة أكثر في أيام الحيض ،وهذا يرجع الى أن المبيض يحفز هورمونات المرأة التي تثير شهوتها لتلتقي الذكر الذي قد يلقح البويضة الناتجة عن الدورة الشهرية .وقد كشفت احصائية طبية أن أغلب حاالت خيانة المتزوجات عبر العالم تحدث في عشرية الحيض والدورة الشهرية.
ماذا يقول الجسد حين تعانق الروح لحناً؟ تبدأ أصابعك بالنقر على الطاولة حال سماعك إيقاعا ً محبباً ،وقد يزداد انسجامك ستنقر بقدمك أيضا ،ثم تحرك كتفك أو يديك في الهواء ،إنه رقص بشكله البسيط، ويفعله الناس بمنطقة مشاعر مجهولة ،بين العقل والروح ،منطقة تتسامى فيها الروح في العشق وفي الشهوة وفي الفرح أو الحزن ،فيكون طربا ً أو نشوة أو ضحكا ً أو بكاء .وحين يتلو عبد الباسط اآليات المقدسة يخاطب أرواحنا ،فتطرب الروح ويقول الجسد أشياء غامضة.
ومن عجب أن كل المؤمنين يطربهم صوت قراء القرآن المهرة وهم يترنمون باآليات ،فنرى الحشود تتمايل لصوت عبد الباسط وهو يرتل قصار السور أو سورة يوسف ،وتتعالى عبارات االستحسان وتنهال عليه تعبيرا عن نوعٍ من طرب ينتاب الحشود وهم يتمثلون اآليات والسور ،بصوت عبد الباسط الرخيم ،وهو صوت من طبقة استثنائية يردد " َو َر َاودَتْه الَّتي ه َو في بَيْت َها َعن نَّ ْفسه َوغَلَّقَت اي ۖ إنَّه َال ي ْفلح َّ اب َوقَالَ ْ ْت لَ َك ۚ قَا َل َم َعاذَ َّ الظالمونَ ت َهي َ ْاألَب َْو َ َّللا إنَّه َربي أ َ ْح َ سنَ َمثْ َو َ " ،فيسرح خيالهم الى تمثل الصور خلف األبواب المغلقة ،وامرأة العزيز ساحرة الحسن وهي تراود يوسف الجميل عن نفسها ،وهو يأبى ويتمنع. هذا الطرب هو لغة الروح ،ورجال الدين المتشددون الجدد يرون في الترنم بالقرآن إساءة له ،فيما يراه ذوو النوايا الطيبة محاكاة للغة الروح تقرب نصوص السماء الى طقوس التعبد والوحدانية مع الخالق ،وحين يصدح عبد الباسط " قَالَ ْ ت ص َم َولَئ ْن لَ ْم َي ْف َع ْل َما آمره فَ َٰذَلك َّن الَّذي ل ْمتنَّني فيه َولَقَ ْد َر َاو ْدته َع ْن نَ ْفسه فَا ْست َ ْع َ صاغرينَ " فهو إعالن نسوي أن اغراء يوسف ال يقاوم .ما لَي ْس َجن ََّن َولَ َيكونًا منَ ال َّ نحن فيه هنا هو هذا اإليقاع الساحر الذي يجعلنا نهز رؤوسنا ،هو ليس خشوعا كما يفسره المتدينون ،بل طربا ً لحسن سبك لغة اآليات ،وطربا لحسن صوت وأداء عبد الباسط. لغة السماء تخاطب القلب أم تخاطب الروح؟
لغة القرآن عصية على أغلب الناس ،لكن ترنم الصوت الجميل ينسل الى الجسد وهو معدن الروح ،ويغزل مع النفس قصيدة غامضة بلغة تطربنا لكننا ال نفقه تفاصيلها ،إنه شعور يقترب من اللذة بأنواعها ،فهو لذة الروح الغريبة وهي تبحث عن طرب ال يريم ،وترنم ال تحده تفاسير الظالميين. هذا التداخل في السماوي واألرضي هو نفسه سبب رقص الناس ،لو جردنا أي مشهد راقص من الموسيقى ونظرنا بحياد الى حركة الراقصين فلن نملك اال أن نسأل ،لماذا خرج هؤالء عن وقارهم ،وماذا يقولون بهذه الحركات؟ الحركات االيقاعية المنظمة تخاطب مناطق االستحسان في عقولنا ،وهو ما يدفعنا الى التفاعل مع مشاهد الرياضة السويدية االستعراضية المنظمة ،ومشاهد التزلج على الجليد داخل القاعات ،وعروض الجمناستك التي ينفذها اليافعون فيتفوقون فيها بشكل مطلق ،وهي نفس مناطق الحس الدماغي التي تجعلنا نتذوق عدو الخيول في السباقات ،وسير السيارات والدراجات النارية في سباقات السرعة وهي تنساب حول المنعطفات. وال يملك العلماء والمتخصصون أدلة تفسر اعجابنا بتلك الحركات ،لكن كثيرا ً من الخبراء في علم النفس يرون أن عجزنا عن االتيان بتلك الحركات والتناغم يدفعنا لإلعجاب ،وهو تفسير يعيدنا الى المربع األول ،فهو يزيد الغموض وال يسلط الضوء. فهل الرقص جزء من ثقافة أم جزء من غريزة؟ دراسة أمريكية نشرت مؤخرا ً كشفت أن الموسيقى المرافقة للرقص هي سبب الطرب ،ألنها تنشط المنطقة المسماة the cerebellumفي أسفل الفص المخي الخلفي وهو المسؤول عن تنسيق التوقيت بين الحركات ،وبالتالي فإن الرقص هو عبارة عن تنسيق عا ٍل للحركات حفزته الموسيقى .لكن هذا التفسير ال يقدم جوابا عن سبب الطرب وإحساس السعادة الذي يدفع الناس الى الدبكة مثال أو البريك دانس أو التانغو أو التوست دانس...في الصحراء وفي الجبل يتزاحم الرجال والنسوة على المشاركة في الدبكة واتقان حركاتها وضبط توقيتها ،ليظهروا براعة تطرب النفوس ،فهل هذا جزء من ثقافة أم جزء من غريزة؟
لماذا يرقص الناس؟ سؤال حاولت البروفسورة األمريكية كيميرر الموته األخصائية في الفلسفة اإلجابة عنه في كتاب من سبعة فصول حمل نفس االسم، تعبير فذهبت من جملة ما قالت الى أن " الرقص تعبير خا ٍل من المضمون، ٌ أجوف ،فهو ليس سيئا وال جيداً ،ليس مفيدا وال ضار ،هو وصف يفتقر الى "باراديام" يصنفه ويصفه ،ال روح في الرقص ،فالرقص هو الروح ،وال توجد طريقة محددة واحدة تقنونه ،وتجعله نمطا يقبله الجميع كجزء من حياتهم ،لكن الجميع يعرفون أنه" رقص" حال أن تبدأ األجساد بالتمايل تجاوبا مع أيقاع أو نغم أو وتر يخاطب القلب"...هل هو القلب أم الروح أم العقل؟
تعدد الزوجات -مشروع عربي يحتمي بمظلة اإلسالم؟ تعدد الزوجات حالل ومشروع وقانوني لدى المسلمين ،وهو بالتأكيد من الحالل الممكن شرط المقدرة والميسرة ،لكنه قد يكون من أبغض الحالل كالطالق. العرب هم َح َملة مظلة تعدد الزوجات شرعا وعرفاً ،أما باقي المسلمين ،فينأون بأنفسهم عن هذا الحالل.
يجب أن نتفق بدءا ً ّ أن تعدد الزوجات حالل وشرعي وقانوني في اإلسالم ،وهو حالل مثلما ّ أن الح َج حال ٌل لكنه واجب على من استطاع اليه سبيال حصرا ،فإن مات المسلم دون أن يكون قد حج فال إثم عليه ،ومن هنا ّ فإن تعدد الزوجات بدوره مرتبط بالمقدرة ،إذ ليس ك ُّل مسلم قادر على أن يفتح أربعة بيوت بأربع زوجات ،ويرعى القبيلة التي سوف تنتج عن فيض التناسل البشري. كثير من المسلمين اليوم يرون ّ أن تعدد الزوجات حالل ال جدل فيه ولكنه حالل بغيض ،أو بات بغيضا ً كما حال الطالق ،فهو من أبغض الحالل عند هللا .إال ّ أن غيرهم يرون في ذلك محاولة لمحاكمة التاريخ بقوانين اليوم ،فمنطق الشرع ال يقر التاريخ ،بل يستند الى النص ،والنص المقدس يقول " َوإِ أن ِخ أفت ُ أم أَالَّ ت ُ أق ِس ُ طواأ فِي ع فَإ ِ أن ِخ أفت ُ أم أَالَّ ت َ أع ِدلُواأ أاليَتَا َمى فَان ِك ُحواأ َما َ ساء َمثأنَى َوث ُ َ الث َو ُربَا َ ط َ اب لَ ُكم ِ ّمنَ النِّ َ اح َدة ً أ َ أو َما َملَ َك أ ت أ َ أي َمانُ ُك أم َذ ِل َك أ َ أدنَى أَالَّ تَعُولُواأ" .وهذا يقف على تفسير مفتاح فَ َو ِ اآلية " َوإِ أن ِخ أفت ُ أم أَالَّ ت ُ أق ِس ُ طواأ فِي أاليَتَا َمى" المختلف في تفسيرها الى حد كبير ،لكن الخالف هنا لم ينشعب الى سني وشيعي كما باتت سمة خالفات المسلمين و أن اليتامى ّ هن األرامل ،أو ّ أن اليتامى ّ جنوحها نحو التشظي ،بل تشعب الى ّ هن غير البالغات من البنات حتى يبلغن. أربع أناث في سرير ذكر واحد -إغراء دونه صعاب ! أح ّل الشرع للرجل اجتماع أربع زوجات في مخدع عشرته ولم يحل للمرأة مثل ذلك حرصا على عدم اختالط المياه وفساد األنساب .ثقافة اليوم تجنح العتبار ذلك تفضيال مطلقا للرجال على النساء ،وكذلك تعتبره الناشطات النسويات المدافعات
عن حقوق المرأة انتقاصا لحريتها ،وسلبا لشخصيتها وكرامتها وانتزاعا لحق أنوثتها ،رغم ّ أن كثير من الناشطات النسويات انفسهن "فمنستن" ينزعن للعشق السحاقي دون أن يرين في األنثى المسترجلة خروجا على المؤنث الى باحة المستفحل! أن للرجل ٌ قد تبدو فكرة ّ حق شرعي في أن يتخذ لنفسه أربع نساء زوجات ،اضافة الى عد ٍد ال محدود من النسوة وصائف له بملك اليمين ،فكرة جذابة للذكور ،فهذا سيعني شريكا في المضاجعة ونسوة يقاسمنه السرير كل ليل. ولكن ،ومنذ انتشر اإلسالم خارج الجزيرة العربية بدءا بالعراق ليمتد الى أرض فارس وتركيا وآسيا الوسطى وشمال أفريقيا وجنوب وشرق اوروبا ،كان تعدد الزوجات رسما يمارسه العرب الفاتحون ،قادة وجنودا ما داموا قادرين عليه .أما الشعوب التي انضوت تحت راية اإلسالم فقد التاثت إزاء هذا الحالل بأشد حيرة، فالقرآن صريح في تمكين الرجل من تثنية وتثليث وتربيع الزيجاتّ ، لكن تقاليد تلك الشعوب ،وموروثها الحضاري ،و حدود قدراتها االقتصادية تمنع هذا المشروع المقبول المستحب من االنتشار. انتشر اإلسالم بين الشعوب لكن تعدد الزوجات بقي حكرا على العرب تقريباً ،فهم الفاتحون القادرون على توفير أسبابه .وفي أوقات الحروب ،كانت تتكدس الجواري واإلماء لدى المسلمين بأعداد تصل الى آالف لدى أمراء الجيوش ،فهذا بحد ذاته يبدو ترفا جنسيا ما بعده ترفّ . لكن حقائق تاريخ العرب ،تكشف غير ذلك ،فالحروب والفتوح ،كانت تقود الى مقتل الرجال ،فتبقى نسوتهن وبنيهن دون معين ،وفي عصر لم يعرف معنى التأمين الصحي واالجتماعي ،لم ّ تبق اال مؤسسة الزواج حصانة لألرامل واأليتام (وهو يفسر ما ذهبت اليه اآلية الكريمة في سورة النساء).كما أن التزاوج من نسوة األمم المفتوحة كان طريقة المسلمين وهم االقل عددا ً في التصاهر مع الشعوب ،ومقاربة نسبها ،وهي طريقة ابتكرها الرسول الكريم ،واخذها منه الخلفاء والصحابة. الرسول الكريم لم يشرك مع خديجة الكبرى زوجة أخرى ومحطة للتذكر هنا ،فالرسول الكريم لم يشرك السيدة خديجة بأي زوجة ،وبقي معها وحدها حتى وفاتها ،ثم صار بعدها يتزوج طمعا في مد النفوذ السياسي
والقبلي تحت مظلة االسالم .والمحطة الملفتة للنظر هنا أيضاّ ، أن الرسول األكرم ،لم يرزق بخلف إال من خديجة بنت خويلد. بنفس القدرّ ، فإن ابن عمه علي ابن أبي طالب الذي ناسبه بالزواج من كريمته الوحيدة فاطمة الزهراء ،لم يشاركها بزوجة أخرى حتى وفاتها ،ثم طفق بعدها يتزوج حسب العرف العربي السائد ،فهو أرمل ،وقادر على الزواج ،فال إثم عليه اذا .واذا شئنا تفسير سلوك الرجلين بمقاييس اليوم ،فقد نقول "إنهما لم يشاركا زوجتيهما بأخريات إكراما ألنوثتهن" ،اال ّ أن التاريخ ال يؤيد أو ينفي هذا قط. وحتى لدى عرب اليوم ،تناقص الميل التخاذ عديد من الزوجات ،طبقا لتزايد نفوس العرب ،وتعدد دولهم منذ انفرطت الخالفة العربية (الدولة األموية)، واإلسالمية (السلطنة العثمانية) .ليس بوسع الرجل (باعتباره معيل األسرة األول في العالم العربي) أن يفتح أكثر من بيت في هذا الزمان .هذا غير ّ أن اختالط الفكر والوعي والفلسفة العربية بالفكر العالمي غيّر الى حد كبير من توقعات الرجل والمرأة على حد سواء. المرأة العربية اليوم ،مهما بدت متعلقة باإلسالم وتعاليمه وملتزمة بكتابه ومحجبة أو حتى منقبة ،ترى في تعدد الزوجات غبنا ً كبيرا ً بحقها ،ويصدق هذا الى حد كبير على المرأة في المجتمع المدني ،أما في المجتمع الريفي ،فالمرأة ملك للعشيرة وقيمها ،وال تملك أن تقرر حياتها قط ،لذا يسري عليها قانون تعدد الزوجات بكل تفاصيله ،بل ّ أن النسوة العاقرات يخطبن بأنفسهن نساء ألزواجهن عسى أن ينجبن لهم أوالدا صالحين تالفيا للخلل الذي يعشنه ،وبذا يخترن أن ّ يكن وصيفات لضرة يافعة تشاركهن الزوج ،والزواج ما زال في عرف أغلب الناس عبر العالم " مؤسسة براغماتية هدفها األول انشاء كيان اقتصادي يتكامل بتعدد اليد العاملة التي ينتجها الزوجان" ،وهكذا ّ فإن اإلنجاب شرط أساسي لقيام الشراكة. استفتاء فيسبوك -أغلب النساء ضد "اشتراكية اإلناث"! في استفتاء حول تعدد الزوجات ،ووجهة نظر المرأة والرجل تجاهه ،جاءت المشاركات النسوية كالتالي:
م ع صحفية سورية كتبت" :تزوجت من رجل دون علمي بزواجه من امرأة أخرى ،وعندما اخبرني باألمر انزعجت كثيرا ،لم يكن انزعاجي ألن امرأة تشاركني به حتى لو كانت بعيدة ،ما أزعجني أني سأتسبب بجرح مشاعر امرأة مثلي ،ال ذنب لها إن كان زوجها قد م ّل منها أو أن حب النساء دفعه لذلك ،حتى لو كان يحبني فال ذنب لها ( )...فقررت االنسحاب من حياته وجعلته يطلّقني. كان شكرها لي أكبر من كل المشاعر التي بادلني اياها ،المرأة التي ال تشعر بغيرها ليست امرأة حتى لو كان الموضوع حالال في الشرع ،ما ال أقبله لي لن أقبله لغيري". سفينة بال شراع (سيدة مصرية) كتبت تقول " رغم أني متزوجة منذ 10سنوات لكن هللا لم يرزقني بعيال ،ومع ذلك ال أقبل أن أكون زوجة ثانية ،اذا فكر زوجي في الزواج من أخرى سأطلب الطالق فوراً". ثأر هللا (سيدة عراقية) كتبت " :قبل أن يرى زوجي العروس الجديدة ،سيشيعه أهله الى المقبرة قتيال على يدي ،هذا طبعا ألني أحبه وال أسمح أن تشاركني به أي امرأة أخرى". رابعة البصرية (فتاة عراقية) فكتبت " :من حق الرجل أن يتزوج اكثر من واحدة ،فالشرع اقر ذلك ،ولكن من الصعب على المرأة قبول هذه الحقيقة...لو صار نصيب وتزوجتُ وقرر رجلي أن يتزوج من أخرى ال أعتقد أني سأعترض عليه ،على شرط أن يأخذها بعيدا عن بيتي". أما شيرين عبد هللا (كردية سورية ألمانية) فكتبت تقول ":العالم تغير ،والمرأة ال تقبل أن تصير ضرة وال تقبل ضرة لها ،اإلسالم يقبل ذلك على عيني وراسي، ولكننا لم نرى أي زواج متعدد ناجح حتى اآلن .المرة الثانية هي السيدة أما األولى فمتروكة ،الزوجة الثالثة صغيرة وتصير أميرة البيت ،أما البقية فهم خادمات .هذا ما نراه في بيوت شيوخ القبائل .الزواج يعني شراكة بين أثنين على الحلوة والمرة ،أما هذه فإنها اشتراكية اإلناث غير العادلة ،ذكر واحد لكل 4 إناث". ز خ (صحفية عراقية) كتبت "بالتأكيد ال يمكن لي تصور نفسي كزوجة ثانية، فهذا يعني مشاركة زوجي مع أنثى أخرى وهذا ال يمكن أن يستوعبه عقلي.
بالنسبة للشرع في رأيي الخاص ال أتصور بأن هللا خلق المرأة بهذا الكم الهائل من المشاعر واألحاسيس والرقة لتشارك بها أنثى أخرى ال بل ثالث أناث أخريات ( )...أنا لن أقبلها لنفسي ومقتنعة تماما أ ّن هللا عز وجل ال يمكن أن يظلم المرأة بهذا الشرع فهو خلقها كتلة من المشاعر فكيف يعذبها بمشاركة زوجها مع أنثى أخرى". المرأة أمام خيار تعدد الزوجات أم تعدد العشيقات؟ بعض الكتاب المعاصرين وخاصة من ذوي التوجهات االسالمية ومن المنتمين الى التيارات اإلسالمية ،يرون ّ أن خيار تعدد الزوجات يعفي الزوجة من خيار تعدد العشيقات .والى ذلك ذهبت أستاذة القانون في جامعة القاهرة والرئيسة السابقة للجنة التشريعية في البرلمان الدكتورة فوزية عبد الستار مؤكدة ّ أن "تعدد الزوجات في اإلسالم .هو األصل ،وليس االستثناء" وتابعت عبدالستار في محاضرة ألقتها في ندوة حقوق األسرة في اإلسالم ،عقدتها الجمعية الخيرية اإلسالمية في القاهرة "تعدد الزوجات أفضل كثيرا من تعدد العشيقات ،الذي يشيع في الغرب والمجتمعات الماجنة ،كما ّ أن التعدد يسهم بشكل كبير في حل مشكلة العنوسة ،التي أصبحت ظاهرة في عدد من البلدان اإلسالمية". تعدد الزوجات هل يمكن أن يقابله تعدد األزواج؟ االسترسال في هذا النقاش سيثير حتما سؤاال شائكا " تعدد الزوجات هل يمكن أن يقابله تعدد األزواج؟ " وهذا يجرنا مرة أخرى الى سالمة النسب وعدم اختالط المياه ،وفي هذا السياق يقول الشيخ سعد الحميد في جواب شرعي نشره على صفحة" اإلسالم سؤال وجواب": " بالنسبة لمشروعية التعدد للرجل ومنعه في حق المرأة هناك أمور ال تخفى على كل ذي عقل ،فاهلل سبحانه جعل المرأة هي الوعاء ،والرجل ليس كذلك ،فلو حملت المرأة بجنين ( وقد وطئها عدة رجال في وقت واحد ) لما عرف أبوه ، واختلطت أنساب الناس وتهدمت البيوت وتشرد األطفال ،وأصبحت المرأة مثقلة بالذرية الذين ال تستطيع القيام بتربيتهم والنفقة عليهم ولربما اضطرت النساء إلى تعقيم أنفسهن ،وهذا يؤدي إلى انقراض الجنس البشري"
كما أ ّن أغلب الرجال المشاركين في الحوار على صفحة فيسبوك اقتربوا من هذا الرأي .فقد شرح ك ي إعالمي عراقي مشاعر الطرفين بالقول " تشعر المرأة بالغيرة وفي حالة نفسية مضطربة دائما وقلة القيمة وتحاول قدر االمكان ان تتميز بين الباقيات إلثبات الحب والوالء للزوج .أما الرجل فيشعر بالغرور والرجولة العالية ويعاني من اتخاذ القرار الصائب بالنسبة للزوجات وال يعدل ابدا بينهن ويتعب جسديا بسبب الممارسة الجنسية كل ليلة ويكون بالنتيجة ملل كبير وحياة روتينية". أما و.ش وهو ناشط على فيسبوك فكتب" أنا كرجل شعوري و كأني أعاشر اكثر من امرأة اشعر كأني عاهر مناصفة مع العاهرة التي تسوق جسدها ألكثر من رجل كذلك الرجل الذي يمارس مع اكثر من امرأة". العنوسة والترمل وانعدام المداخيل أسباب لتعدد الزوجات فيما كتب االعالمي أ س " ال أعرف ما شعور المرأة وهي تقاسم اخريات زوجها ،على األغلب هي تغلي كالبركان ". و كتب الناشط ف ح ردا على السؤال" في رأيي ّ أن الزواج بأكثر من واحدة أساسه جنسي لذلك سيكون هناك إخفاق في جانب العالقة االجتماعية اإلنسانية ألنه ال يمكن أن تستطيع أن تحافظ على شعور روحي متوازن اتجاه الكل وهذا بالتالي سيخلق الكثير من المشاكل االجتماعية وحتى قد يودي إلى تفكك عائلي أوحى نشوء ظاهرة الخيانة بشكل كبير". وعلق االعالمي والناشط على فيسبوك ز ش يقول "الزواج بأكثر من واحدة للمرآة حيث ال يجد أي جديد سوى التكرار". اعتبره كمن ينظر بنفسه ِ فيما علق ع ف وهو ناشط على فيسبوك " توجد أسباب لزواج الرجل بأثنين مثل رغبة أهله في زواجه لسبب ما مثال عدم مجيئه طفل في األشهر االولى من الزواج هذا يدل على تخلف أكيد ،وهناك سبب أخر هو الرغبة في التجديد هذا سبب غير مقنع( )...أما المرأة فال يجوز تعدد األزواج اال في حاالت منها اذا كانت مطلقه تتزوج مرة ثانية ،أرملة البأس ،أما حين تكون على ذمة رجل ،فأكيد بحكم تقاليدنا وتربيتنا هذا غير جائز".
فيما كتب الباحث ه ع "من المؤكد أ ّن الرجل الذي يجد نفسه محاطا بالنساء سوف يكون سعيدا وهو يهنأ بحياة كحياة الطير الذي يتقافز بين األحضان ...أما بالنسبة للمرأة ففي بلد مثل العراق تقول اإلحصائيات أ ّن نسبة النساء اصبحت تشكل ثالثة اضعاف نسبة الرجال فيه فعلى المتزوجة ان تتنازل عن ثلثي زوجها لتنعم امرأتان أخريان به وال حل للمجتمع غير ذلك". وكتب االعالمي ص ر يقول" الزواج بأكثر من امرأة يصعب استمراره اال في بيئة متخلفة أما زواج امرأة بعدة رجال فيتحول الى حالة صراع من الصعب معرفة المحصلة بأي اتجاه ويتحول الى دعارة ". الكاتب المقيم في المانيا أ ل شرح رأيه بالقول" أعتقد أنه مرض جنسي وإن كثرت مبررات تعدد الزوجات سواء كانت المبررات دينية أو اجتماعية ".
الغيرة-عنوان تملّك وليست عنوان حب يقاس الحب بالغيرة ،وهو شعور بات هاجسا في ضمير الشرقيين نساء ورجال، "هو يغار علي لشدة الحب"" ،هو يمنعني من الخروج لشدة غيرته علي"" ،هو يجبرني على الحجاب لشدة غيرته (حبه) علي" " ،هي تراقب تصرفاتي ألنها تغار علي ،هذا يعني أنها تعشقني"" ،هي تغار علي حتى من أختي" !
عبارات كهذه ،أمست جزءا ً من معجم العالقة بين الرجل والمرأة ،حبا ً وعشقا ً وزواجاً ،وهي تبرر في العادة كثيرا ً من المفاهيم تحت عنوان" الغيرة سببها الحب". وهناك خلط كبير في مفهوم الغيرة ،وتداخ ٌل عجيب وتباعد لحد االفتراق بين الثقافات والحضارات حول موضوعها ،فالمفهوم يتداخل مع الحسد ،وعند الغربيين وشعوب أخرى ،لم يعد للغيرة بمفهومها الشرقي (غيرة الرجل على أي امرأة تخصه) أي وجود ،وما عادت تتحكم في العالقات بين الجنسين. الغيرة الشرقية التي تحكم عالقات الرجال بالنساء في عالمنا هي عادة ،الغيرة المختلطة بالرابطة الجنسية وتقارب غريزة الحيوانات في تنافس الذكور على األنثى وبالعكس بشكل أقل ،وهو مفهوم بدائي في تاريخ البشرية ويقود غالبا الى جرائم يرتكبها الذكور بحق اإلناث بما يعرف علميا باللغة الالتينية ب uxoricide مقابل الجرائم التي ترتكبها اإلناث بحق الذكور المرتبطين بهن بعالقات جنسية والتي تعرف ب marticideوالتي تنخفض نسبتها بمقدار كبير بالنسبة لجرائم الغيرة الذكرية. الغيرة جزء من سلطة الرجل على منطقته الجنسية
الغيرة الذكرية توجهٌ ينزع للدفاع عن الثقة األبوية بالسلطة والهيمنة وقد نمت غالبا عبر تجارب االنتخاب الطبيعي التي مرت بها األحياء عبر ماليين السنين ،وأصل تلك الغريزة خوف الذكور من اختالط األرحام وتداخل المياه وسيالن األنساب ،بما يجعل ذرية من غير أصالبهم تنمو وتترعرع في أكنافهم ،وهو ما يعد حيفا اقتصاديا بالدرجة األولى بحقهم ،فالمرء ال يريد أن يكتشف بعد أن آل بنوه وبناته الى سن البلوغ أن األوسط منهم -على سبيل المثال -ليس ابنه ،وتنشر الصحف الغربية مفاجأة كبيرة لرجال اكتشفوا بعد 30سنة زواج ،أن ابناءهم لم يتحدروا من أصالبهم. ولذا ،حين يقترب رجل ما من امرأة تسير برفقة رجل في شارع عام أو حتى ينظر اليها نظرة رغبة ،تتحفز لدى األخير غريزة الغيرة الدفينة في عمق وعيه ،وينظر الى المقارب على أنه عدو محتمل قد ينتهك حرمة منطقة نفوذه الجنسي ( حتى حين تكوت المرأة المرافقة ،أخته أو أمه أو بنت عمه أو قريبته وهو شعور مرتبط بطفولة البشرية ،حين كان الرجال يعاشر كل النساء في محيطه بغض النظر عن صلة الدم التي تربطه بهم) .وتطور األمر الى النخوة العربية ،وهي غيرة الرجل على كل امرأة تسير معه في الشارع أو ترافقه الى مكان عام ،وهكذا فأن الموظف أو طالب الجامعة الذي يسير مع زميلته في الشارع ،يعتبر نفسه مسؤول اخالقيا عن حمايتها من التحرش ومن مقاربات الذكور اآلخرين ،حتى اذا لم تطلب من الرجل الذي يرافقها حماية ،واذا رغبت هي في مغازلة أحد الرجال فسوف يعتبر األمر إهانة جارحة لكرامة رجولته .الحيوانات تؤشر مناطق نفوذها الجنسي (الغيرة ) بالبول عادة. متالزمة عطيل القاتلة ! وبسبب تداخل المفاهيم في وعي الذكر نفسه ،واختالط الحقائق بالخيال بالهوس والوهم ،تتحول الغيرة الحميدة الى غيرة مرضية تعرف طبيا ً بمتالزمة عطيل، وباإلنكليزية ،Morbid jealousyوهو نوع من االضطراب النفسي الناجم عن شكوك الزوج (غالبا) أو الحبيب أحيانا بسلوك شريكته في الحياة ،ما يولد لديه هاجسا ً مقيما يدفعه لمراقبة المرأة التي يحب وحساب حركاتها وسكناتها، والتضييق عليها ،متسرعا دائما في الحكم على أفعالها ،ومبررا ذلك برغبتها في ذكر آخر غيره ،ما يدفعه في النهاية الى ارتكاب عم ٍل عنيف بحقها أو بحق من ٍ
يظنه شريكها ،ومن هنا جاء وصف الحالة ب" متالزمة عطيل" في اشارة لما فعله بطل شكسبير المغربي في المسرحية الشهيرة التي تحمل اسمه. وفي التاريخ أمثلة كثيرة على ذلك ،قد يكون أقربها وأشهرها قيام بطل سباقات بارا اولمبيك أوسكار بستوريوس منتصف عام 2013بقتل صديقته ريفا البالغة من العمر 29عاما عمدا بسبب غيرته عليها ،وشكوكه المفرطة في أنها تخونه مع رجال آخرين ،وقد وصف فعله للمحكمة باكيا "لقد قتلت ريفا ،علي أن أقضي حياتي مع هذه الحقيقة ،بوسعي أن أشم رائحة دمها ،وأحس بدفئه على كفي " كما نقلت عنه صحيفة ديل ميل البريطانية بعد نقله من السجن الى اإلقامة الجبرية في منزله. كما تحوم شكوك كثيرة حول مقتل األميرة ديانا زوجة ولي العهد البريطاني األمير تشارلس األولى بسبب عالقتها بعد طالقها مع جراح القلب البريطاني -الباكستاني الشهير حسنت خان ،وعالقتها بالثري العربي دودي (عماد) الفايد الذي قتل معها في حادث السيارة الغامض سنة ، 1997ويعتقد كثيرون حتى اليوم أن مقتلها مدبر وقد يكون ناتجا عن الغيرة. المثال الشهير اآلخر هو المبارزة التي قتل فيها الشاعر الروسي بوشكين ،بسبب شكوكه في وجود عالقة بين جورج دانتس الضابط الفرنسي المعادي للثورة الفرنسية الذي انضم الى حرس القيصر وبين زوجته الجميلة ناتاليا نيكواليفنا. واتخذت الجريمة بعدا ً سياسيا حين أمر القيصر الروسي باستبعاد الضابط الفرنسي المعارض من حرسه الخاص بسبب الفضيحة التي ترتبت على المبارزة القاتلة. لكن هذا النوع من الغيرة المفرطة ،يفسر دائما بأنه ناجم عن ضعف ثقة الرجل في نفسه ،وخشيته من منافسة ذكور آخرين على انثاه. المرأة تروم غيرة الرجل وتعدها عنوان حبه أما النساء ،فأغلب الشرقيات وقسم من الغربيات ،يفضلن أن يكون شركاؤهن غيورين عليهن ،ولكنهن يردن طبعا أن تبقى تلك الغيرة ضمن حدود المعقول وال تكون سببا لتدمير حياتهن. والمرأة الشرقية حين ال تلمس غيرة الزوج عليها ،تراودها مشاعر بأنه ال يحبها، وتشعر أن عالقتهما تسير الى النهاية ،وهذا ما يحدث غالبا في مثل تلك الحاالت.
وفي هذا االتجاه ،يحب الرجل الشرقي أن يرى زوجته شديدة الغيرة عليه ،ويتعمد أن يثير غيرتها ،بإشاراته وغمزاته الى نسوة أخريات -حتى من باب المزاح أحيانا. ويمضي بعض الرجال الى أبعد من ذلك ،فيتعمدون مغازلة نسوة أخريات بحضور زوجاتهن ليثيروا غيرتهن ،أو أنهم "يبصبصون" الى األخريات بما يعرف في العالم العربي "بعين الرجل زايغة" .هذه المشاعر بهذه الطريقة تتخذ غالبا طابعا مرضيا ،ويفسر إكلينيكيا بانه شعور بالنقص من جانب الرجل .والى ذلك كتبت ليزا ميرلو بووث المتخصصة في علم االجتماع في موقع " ستريت 4ومين" المتصل بعالم المرأة "حين تظهر على الرجل ،أو المرأة ،رغبة مستمرة في الغزل مع غير شركائهم ،أو البصبة ،فهي مؤشر أنهم غير آهلين للثقة ،ويسعون الى لفت انتباه اآلخرين بشك ٍل مرضي ،وهو ما يولد في دواخلهم حاجة مستمرة للحصول على اشارات التشجيع والثقة من الجنس اآلخر بما يدعم ثقتهم بأنفسهم .هذا الشعور يولد احساسا مدمرا ً باإلقصاء لدى شركائهم ،وينمي في دواخلهم شعورا بالتضاؤل والصغر قد يكون حلُّه الوحيد إنهاء العالقة مع الشريك الى أبد ،وإال قد يصل الوضع الى نتائج مأساوية مقرونة بالعنف". الحقيقة المرة هنا ،أن هذا أسلوب يتبعه الرجل الشرقي والغربي ليشعر زوجته أنه مرغوب مطلوب ،وأن حياتها معه معرضة لمنافسة شديدة ،ومن األفضل لها أن تبذل قصارى جهدها للمحافظة عليه ،وإال خطفنه منها أناث أخريات .القوانين والتشريعات الغربية تحد كثيرا ً من هذه الممارسة الذكورية التعسفية ،لكن القوانين وتقاليد المجتمعات الشرقية تدعم توجه الذكور غالبا ،ما يجعل حياة ماليين النسوة جحيما مستمراً. الغيرة دافعها الهيمنة والتملك ،و"المرأة بعد األربعين تبحث عن الحماية" الشعور هنا ليس عاطفيا بالمرة ،بل تملكياً ،وهو قائم على رغبة الرجل في بسط سلطته على النساء في محيطه بقصد الغاء شخصياتهن وجعلهن أقمار تدور في فلكه (حتى أن لم يكن زوجات له) ،ويمكن أن يفسر ك ُّل هذا رغبة كثير من الرجال بتعدد الزوجات ،لكن عجزهم عن اإليفاء بالتزامات الزواج المالية يمنعهم عن تحقيق تلك الرغبة .وقد توسع في هذا الوصف مقال كتبه البروفسور رونالد ريغيو و ظهر في موقع "سايكولوجي تودي" عام 2012مبينا أن رغبة الذكور في
الهيمنة متصلة حتى بطريقة نظرهم باتجاه النساء ،فالرجل ينظر في عين المرأة ، فيما تفضل أغلب النساء أن ينظرن اليه حين يكون مشغوال بالنظر الى جانب آخر. وفسر خبير علم النفس النمساوي فريتز دشتر ذلك برغبة من عصر االقطاع في ال وعي الرجل ،ثم عاد ليقول إن "المرأة بعد األربعين تبحث عن الحماية ،وترضى أن تكون بشكل ما مملوكة للرجل ليوفر لها حياة هانئة بعد أن يكون الشباب والجمال والنجاح المهني قد بدأ يغادرها". هذا التملك بحد ذاته مبني على الغيرة ،وها نحن نعود الى حيث بدأنا ،هل الغيرة عالمة حب ،أم عنوان تملكٍ والغاءٍ للحرية؟
تعدد األزواج – سرير قد تحلم المسلمات به !؟ مثلما لثم سرير شهريار أجساد مئات العذارى ،ومثلما تحدثت كتب التاريخ عن وجوار ال حصر ّ لهن في قصور الملوك، عشرين الى ثالثين زوجة ووصائف ٍ يحق للمسلمات الكاشفات والمحجبات والمنقبات اليوم أن يطالبن بتعدد األزواج. هذه رحلة افتراضية في عالمهن.
منال عبيد كريمي التي ال أعرف عمرها وال جنسيتها ،كتبت لي على مسنجر فيسبوك في جواب سؤال وضعته حول حق المرأة في تعدد األزواج إسوة بالرجل ،فقالت: " لن تحصل على جواب صريح ،لوال ّ أن أسمي مستعار وحسابي وهمي ،لما تجاسرت وكتبت لك هذه التفاصيل .نعم من حق المرأة أن تطالب بتعدد األزواج، واالحتكام الى الشرع في هذه القضية غير عادلّ ، ألن حرية وحقوق المرأة لم تكن حقيقة متداولة تقرها المواثيق الدولية كما هو الحال اليوم .إنه حق طبيعي ،فكما يشتهي الرجل أي امرأة مثيرة تمر أمامه ،تشتهي المرأة الرجل كامل الذكورة الذي يمر أمامها أو يجلس قبالتها في الحافلة أو في مكتب العمل ،أو في الورشة. ليس صحيحا ّ أن المرأة ال تفكر اال بزوجها ،أنا متزوجة منذ خمس سنوات وعندي طفل وطفلة وأحب زوجي الوسيم الغني ومخلصة له ،وأحرص على سالمة بيتيّ ، لكن الشهوة تحرقني كلما رأيت رجال في حمام السباحة ،وهو يرتدي شورت العوم الذي يكشف عن حجم رجولته! وأبقى أراقب سيقانه وهي تضرب الماء وصدره الفسيح وهو يتقلص ويرتخي أثناء عومه .وحين يخرج ويستلقي على الرصيف ،أختلس النظر الى تفاصيل رجولته ،بل يثيرني حتى منظر مؤخرته الصلبة المحشورة في شورت العوم". صفحات فيسبوك منابر الحرية لمكونات صامتة
مساحات البوح التي يتيحها مسنجر فيسبوك كشفت عن المخفي من مشاعر وسياسة األغلبيات الصامتة ،فالمثليون يعلنون عواطفهم بصراحة لبعضهم عبر المسنجر ،والمثليات يتغازلن مع المؤنث عبر المسنجر البل عبر تايم الين علنا بال خوف ،ما دام فيسبوك يحمي حقيقتهن ،كما ّ أن صفحات كثيرة مختصة بترويج تجارة الجنس تنشط على فيسبوك لدرجة ال تصدق ،وكلما اتفق بضع آالف على تقديم شكوى الى أدارة فيسبوك ألغالق الصفحة الفالنية ،ظهرت الى الوجود عشرات الصفحات األخرى .وهناك صفحات تقع في الوسط بين تجارة الجنس وتوفير منابر التعارف الجنسي ،ومنها صفحة سوريات وبس ،يوميات بنوتة مصرية ،عراقيات وبس ،بنات األردن ،المصريات ،صفحة الن ..العماني، صفحة اللبنانيات الفاتنات ،صفحة قح...الجزائر ،صفحة أنا وانت والحب ، صفحة سودانيات أرامل ومطلقات ،صفحة أردنيات في السعودية ،صفحة بنات اإلمارات ..ومئات الصفحات األخرى ،ظاهر بعضها اجتماعي لكنها توفر من خالل المسنجر الخاص بها مساحات مكاشفة بين الجنسين بطريقة ال سابقة لها، وقد اتصلت بي أدمن أحدى تلك الصفحات وعرفت نفسها باسم "األدمونة رباب" وطلبت مني بالحرف الواحد أن أوصل صوتها الى العالم عبر منابر الصحافة، وحلفتني بأعز ما أملك أن ال أحذف شيئا من كلماتها ،فكان لها ما أرادت ،وها أنا أنشر كلماتها كما هي بعد تصحيح أخطائها اللغوية: "الرجال يخدعون نفسهم ويقولون ّ إن نسوانهم ال يعرفن غيرهم ،هذا كذب في كذب ،أعرف بيوتا يمارس فيها الجنس مقابل أجور ،والبنات فيها كله ّن بال استثناء متزوجات ،يزرن البيت للمتعة وللحصول على بعض المال ،بعضهن غير محتاجات للمال لكنهن مع ذلك يردن الفائدة من الطرفين (اللذة والمال) .سأكشف لك عن سر كبير ال يعرفه اال النساء ذوات الخبرة مع الرجال ،المرأة تشتهي الرجل وتحلم به ،وتفكر به في كل ساعة ،حتى بعد أن تبلغ سن اليأس وتنقطع عنها الدورة .والمرأة تشتهي أن تنام مع عدة رجال في وقت واحد ،ولهذا أعتقد ّ أن المرأة من حقها الزواج بأكثر من رجل في وقت واحد .صحيح أ ّن الشرع اإلسالمي ال يقر ذلك ،وكل الديانات على ما أعتقد ترفضه وتراه محرما ،لكن حقيقة مشاعر المرأة أنها تحلم أن تنام في سرير واحد ويتشارك فيها 3رجال مثال ،يشبعون رغبتها من كل الجوانب وبكل الطرق .صدقني يا عزيزي ،كل ما ينشر عن عفاف النسوان كذب في كذب ،العفاف يرتبط برضا المرأة وقبولها أن
تحفظ نفسها باختيارها ،لكنها تبقى تحلم بالرجال غير زوجها .لو فرضنا فرضا، ّ أن القانون سوف يسمح للنساء بتعدد األزواج ،صدقني أكثر من نصف النساء سوف يتزوجن أكثر من مرة ،وال يمنعهن شيء ما دام القانون يدافع عنهن. النسوان الغنيات والقادرات سوف يتزوجن عدة رجال وكلهم أقوياء وقادرون على اشباع شهوتهن من كل الجوانب وفي كل وقت .المرأة إنسان ،وكل إنسان يشتهي الجنس .جرب أن تسال عددا ً من النساء بدون نشر أسمائهن ،وسترى اجابات غريبة". عذراء المنامة تروي قصة أغرب من ألف ليلة أغرب اإلجابات جاءتني من سيدة أسمت نفسها "عذراء المنامة" مؤكدة قبل أن آن واحد، تدخل في اإلجابة أنها مطلّقة اآلن وتعيش عالقة عاطفية مع رجلين في ٍ كما أن وصيفتها "مزن" تكمل مهام لذاتها المغتلمة ،المكتوب جاء بلغة داعرة وعامية تختلط فيها البذاءات بالحقائق ،فهذبته واعدت كتابته مع المحافظة على نصها قدر اإلمكان: " لماذا تستغربون في العالم العربي من حق المرأة في الجنس االباحي؟ كل الرجال يشتهون الجنس االباحي متعدد األطراف ،ويتهيجون وهم يشاهدون االفالم الداعرة التي تعرض أمرأه واحدة لرجلين أو ثالثة رجال ،ويراقبون بلهفة لحظات اللقاء الثالثي أو الرباعي وكل ما يجري فيه ،ويموتون شوقا ألن يقلدوه، واذا اتيح لهم ذلك فعلوه ،دون أن يسألوا أنفسهم ،ماذا عن المرأة الموزعة بين 3 رجال ،هل تتلذذ بهذا اللقاء الحميم ،أم تتعذب وسط لمساتهم المتهيجة؟ أقول لكم إنكم منافقون ،وكذابون ،فالمرأة تشتهي أن تكون لعدة رجال في وقت واحد ،على أن يترفقوا بها وال يؤذوها ،ولوال المجتمع وقيوده الظالمة ،لكانت اللقاءات الجنسية كلها تتم بشكل اباحي دون خجل أو وجل. من تجربتي ،كنت متزوجة من رجل يكبرني بعشرة اعوام ،وكانت قدرته الجنسية ضعيفة جدا ،فلم ينجب أطفاال مني ،رغم اني شابة وجميلة ومثيرة ،ونتيجة لذلك عشقني رجل ثري جدا وعنده منصب مهم في الدولة ،فصارت بيننا عالقة عاطفية وجنسية ،استمرت سنة كاملة ،وأحس زوجي باألمر ،فسكت عنه فترة ألنه لم يرد أن يطلقني ،ثم زهق وطلقني ،وعشت مع عشيقي في بيت فتحه لي
وحدي وعين لي فيه وصيفة فلبينية .ذات يوم ونحن في فراش الحب نتفرج على فلم اباحي ونحن نأكل ونشرب بعد أن هدأ البركان سألني فجأة إن كان الوضع في الفيلم يعجبني ،وكان المشهد يظهر فيه رجلين يمارسان عالقتهما بنفس المرأة في وقت واحد ،ثم انضم اليهما رجل ثالث فصارت المرأة تتلوى بين 3رجال، وتتصاعد تأوهاتها وأنينيها. قلت له ،هذا حلم يجري فقط في األفالم االباحية ،وال أعتقد أ ّن مثل هذا ممكن في بالدنا. سكت فترة ثم سألني ماذا لو جاء بصديقه "فالن" الذي أعرفه حق المعرفة وجالسته مرارا ،لنمارس الجنس معاً؟ ضحكت والفكرة نفسها تثيرني ،ثم قلت له بتلذذ تعمدت أن أخفي نصفه وأظهر نصفه في محاولة الختبار مشاعره :ال أعتقد انك تطيق رؤية رج ٍل في سريرك يمارس الجنس معي! وسكت ولم يجبني. بعد شهر تقريبا أخبرني ّ أن صديقه "فالن" سيزورنا ليلة الغد ويتعشى معنا، وأوصاني أن أرتب عشاء ومشاريب ومقبالت لنا نحن الثالث ،وأن أصرف الوصيفة الساعة الثامنة ليال الى فراشها. عرفت ّ أن عاصفة اللذة قد جاءتني ،ولم أستطع تلك الليلة النوم لشدة الرغبة، فمجرد فكرة أن أنام عارية بين رجلين يتلمسان كل مواقع انوثتي ويتلذذان بها في وقت واحد كانت تمنعني من النوم ،وبقيت اتقلب في سرير الرغبة الجامحة والشوق الجارف لهما ،حتى الصباح .أزلت الشعر من جسدي ودهنته بالمسك والكريمات المرطبة ،فبات لينا هشا ينتظر الرجلين بكل شوق. ما جرى تلك الليلة ال يمكن وصفه ،ولم أعش مثله طيلة عمري ،وأدركت للمرة األولى ّ أن شهوة المرأة ال حدود لها ،وال يمكن أن يشبعها رجل فحل واحد .بعد ذلك تعددت لقاءاتنا الثالثية وتنوعت أساليبها ،وكان الرجالن فرحين بها ويتلذذان بها بشكل يفوق الوصف دون أي حرج .وأنا منذ سنتين امرأة لرجلين ،واتمنى أن نطور هذه العالقة ألنجب منهما معا طفال أو أكثر من طفل". ّ المشكلة التي أعاني منها هي حين يغيب عني العشيقان ،وأجد نفسي وحيدة في الفراش وال رجل معي .وبعد معاناة طويلة ،توصلت لحل لهذا الشوق الجارف مع وصيفتي مزن ،التي صارت تتولى تدليكي ومداعبتي وأنا عارية بين يديها حين ال
يكون معي رجالي" .مزنة صارت خبيرة في اشباعي بأناملها الساحرة ،وليتني أستطيع إشراكها معنا في سرير الهناء".
الجنس الحائر بحثا عن هوية وهو حائر ألن النشوة مشتتة تائهة ،فالذكور المثليون ال يدرون أهم يبحثون عن اختراق يحققونه ،إسوة بكل ذكور العالم البشري والحيواني ،أم يرومون أن يكونوا إناثا إزاء ذكور آخرين ،فتبحث لذتهم الناقصة عن فعل مكمل يأتي من مذكر يخترق ويسقي حتى اذا كان السقي عاقرا غير منتج.
هم ليسوا أناثا ً لكن لذتهم ورعشتهم أنثوية .والثابت في عالم الذكور المثليين أنهم ال يصلون الى الرعشة إال بأيديهم عن طريق االستمناء كما يشرح كتاب" دايفرجنت" لمؤلفته فيرونكا روت ،وبالتالي فإن الفعل الجنسي الذي يقع عليهم غير طبيعي، رغم مشاعرهم الحائرة ورغم قوانين العالم الغربي التي باتت تبيح زواج المثليين وتقبلهم قانونيا وسياسيا .وهم في النهاية – السيما ذكورهم المؤنثة -يبقون عاجزين عن الحمل ،وهذا ال يناسب الطبيعة والفطرة. أما النساء المثليات ،فقضيتهن تبدو أصعب ،اذ ال يملكن أداة االختراق ،وبالتالي فإن نشوتهن تبقى تالمسا واحتكاكا وتحسسا لمواضع اإلثارة ،والحقيقة أن كثيرا ً من دراسات األيروتيك ترى في كل النساء مشاريع سحاق ممكنة ،مؤكدة أنهن يملن في لحظة معينة الى تلمس نسوة مثلهن ،وهذا يتحقق كثيرا في مناطق تبيح التعري بين الجنسين .لكن هذه النظرية بحاجة الى تثبيت. ولم تهتم ديانات التوحيد الثالث بالجنس المثلي بين اإلناث ،ألن المفهوم الديني قائم على فكرة االختراق ( وكيف لألنثى أن تخترق أنثى وهي ال تملك أداة ذلك؟)، وهذا هو السبب الذي يفسر شيوع السحاق في قصور الخلفاء وقصور ملوك أوروبا وملوك بني إسرائيل على مدى التأريخ .وبما أن المفهوم هنا يدور حول االختراق ،فإن المخترقين ( المفعول بهم) من الذكور هم الذين يصح أن نطلق عليهم لقب الجنس الثالث...وهم حديث العالم اليوم. وال يستطيع العرب والشرقيون عموما مقاربة موضوع الجنس الثالث ( الجنس الحائر بحثا عن هوية) كما يتاح لألوروبيين والغربيين .فالجنس الثالث خط أحمر
في هذا الجزء من العالم ،ويمكن التحدث عنه من مسافة بعيدة ( قد تمتد لعدة قرون ،فالحديث عن أبي نؤاس ،وعن الخليفة العباسي األمين ،وعن الشاعر بشار بن برد ،و عن أشهر المخنثين في التأريخ ال حرج فيه ما دام يفصلنا عنهم قرون من الزمن) ،لكن الحرج كل الحرج في الحديث عن الجنس الثالث الذي يدب اليوم على شوارع المدن العربية. ويرتبط الفهم العربي واالسالمي لمفهوم الجنس الثالث ،بالفهم القديم للعالقة الجنسية الموروث من الديانات والحضارات القديمة ،فاألمم واألديان القديمة كانت ترى في فعل الجنس طرفين حصرا ،الفاعل ( وهو الذي يقوم باالختراق) والمفعول به (وهو الذي يخترق) ،ويعفي هذا التقسيم النظر الى من يقوم بالفعل، ذكر في كل األحول ألن الذكر هو من يملك أداة االختراق ،ومن يقع عليه فهو ٌ االختراق في الفهم القديم يمكن أن يكون أنثى أو ذكر ،ولم تهتم الثقافات القديمة بتحديد تسمية للجنس الثالث. وقد ظهر التقسيم بين الجنس الضدي (الذي يجمع الذكر باألنثى) وبين الجنس المثلي (الذي يجمع الذكور لبعضهم) بظهور الديانة اليهودية حيث ورد في ضا َجعَةَ امرأةٍ .انَّه ضاج ْع ذَ َكرا م َ االصحاح 18من الالويين في العهد القديم " َوال ت َ س " ،،ثم تبعثر الحكم فيه بظهور المسيحية حيث جاء في االصحاح 6من ر ْج ٌ كورنثوس "أ َ ْم لَ ْست ْم ت َ ْعلَمونَ أ َ َّن َّ وت هللا؟ الَ تَضلُّوا! الَ زنَاة ٌ الظالمينَ الَ يَرثونَ َملَك َ ور " ،وغاب المفهوم ان َوالَ فَاسقونَ َوالَ َمأْبونونَ َوالَ م َ َوالَ َ ضاجعو ذك ٍ عبَدَة أ َ ْوث َ ٍ بظهور االسالم ،اال أن فكرة عقاب من يقع عليهم فعل اللواط ( حصرا) تطورت بمرور الزمان ( إذ لم يسجل التأريخ حوادث تعزير للمثليين في عهد الرسول)، وصارت تنسب الى السنة النبوية غير المتفق على نصوصها ،وصار الفقهاء يقولون إن من يثبت وقوع فعل اللواط عليه يجب أن يقتل بإلقائه من شاهق، وبعضهم أفتى بوجوب حرقه وذر رماد رفاته. الغريب أن القرآن الكريم ال يحتوي نصا واحدا يوجب عقاب المثليين بل إن اآلية الكريمة في سورة اإلنسان تصفهم كالتالي "ويطوف عليهم ولدان مخلدون إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا" وأختلف المفسرون على مدى التأريخ في تفسير الولدان ،فقالوا الخدم ،وتساءل البعض وهل في الجنة والة وخدم؟ وحفلت قصور خلفاء المسلمين ( العرب وغير العرب ) بعشرات ألوف الغلمان ( الجنس الثالث) وكانوا يتدخلون في قرارات الخلفاء والوالة والوزراء ،لكنهم لم يكونوا يشكلون تهديدا لنساء وجواري الخلفاء ألنهم لم يكونوا ينافسوهن في
اإلنجاب ( ما يعني احتمال أن يغيروا خط والية الخليفة ومن يتبعه) ،لذا فإن مدوني التأريخ لم يثبتوا تدخالتهم في حياة الملوك واألمراء كما فعلوا مع الجواري.
رابطة مقاتلي طيبة المقدسة -العاشقون أشد ضراوة في القتال اعتادت الجيوش في أزمنة ساحقة على استصحاب النسوة لشحذ الهمم واستفزاز الغيرة وتصعيد النخوة ،فكيف الحال اذا قامت الوحدات العسكرية برمتها على هذا المبدأ ،فيعشق المقاتلون بعضهم بعضا ويفنون أنفسهم في الدفاع عن هذا العشق، هذا ليس وهماً ،بل جزء من تاريخ بشري قد ال يصدق. يروى أن العرب كانت تجيش مع قوافل الرجال نساء يشجعنهم على الثبات في القتال ،بما يعرف بالعربية بالنخوة والغيرة ،حتى أن استصحاب اإلمام الحسين بن علي ألهل بيته في حربه مع بني أمية ،يعزوه البعض الى هذا السبب .فالعربي عادة يتحمس و يستذئب في الدفاع عن أهل بيته ،حدث وال حرج اذا كان بينهن من هي األقرب لقلبه. هذا المفهوم ،تجسد بشكل أكثر تفصيال وفاعلية في تجربة عرفت ب" رابطة مقاتلي طيبة المقدسة" ،ويسميها البعض "الكتيبة الطيبية" ودعاها آخرون "فوج أهل طيبة" وغيرهم أسموها "عصبة الطيبيين" ،وهي تشكيل يرجع الى ثالثة قرون قبل الميالد ،قاتل في حروب طروادة واختص بوصفه الشاعر الملحمي بلو تارخ. وكما في سائر أشعار المالحم تختلط حقائق التاريخ بأساطير الديانات القديمة، بأساطير المرويات الشعبية ،بخرافات القصور والنبالء وزوجاتهم وعشيقاتهم، ويصبح من الصعب تمييز الحقائق بين هذا الركام الروائي الملون العجيب. الحديث األكثر شيوعا يروي قصة فوج من 300متطوع ،يقاتلون دفاعا ً عن قضية آمنوا بها ،بغض النظر عن الحليف الذي يقفون الى صفه ،وبغض النظر عن القضية نفسها ،فالقضية األكبر هي أنهم 150رجال ومعهم 150غالما تعاهدوا على العشق والوفاء ونذروا انفسهم للدفاع عن قضيتهم األهم وهي الحب والحصول على اعتراف اجتماعي وتاريخي .ولعل هذا يبدو غريبا بمقاييس اليوم، لكن شيوع المثلية في يومنا هذا في أوساط ممارسي الكمال الجسماني وعشاق المصارعة بأنواعها ،وحتى في أوساط القتال اآلسيوي األعزل ،يعزز االعتقاد عن وجود رابط من نوع ما بين المثلية الجنسية وبين هذه الرياضات .وربما كان
حرص ممارسي تلك الرياضات على إبراز مواطن الجمال والرجولة في أجسادهم سببا لتحريك مشاعر التعاشق والحب الرجولي بينهم. لكن الغريب في روايات "رابطة مقاتلي طيبة المقدسة" أن التشكيل قائم ،على مائة وخمسين رجال بالغاً ،ومع كل منهم غالم يتعشقه ما زال في عمر الحلم والمراهقة وهي واقعة تبدو اليوم خارجة عن قوانين التحضر وحقوق اإلنسان ،فهي تعرف بعشق الغلمان ،وهو نوع مبتذل من العالقات ترفضه أغلب قوانين حماية المثليين وعالقاتهم ،وفي الغرب يتاجر بعضهم بهذا النوع من العالقات بما يسمى" الرجل العاهر " ويبيع بعض المراهقين أنفسهم للرجال مقابل أثمان معينة. تلك الرابطة كما نقلت عنها كتب التاريخ التي هي قصص واشعار ملحمية تشبه اقاصيص وأساطير كلكامش وعشقه ألنكيدو رفيق رحلته في البحث عن الخلود،. تحدد عمر العاشق بثالثين عاما ،وعمر المعشوق دون العشرين ،لكن قوانين الفوج كانت تحتم تسريح المقاتل عند تجاوزه الثالثين من العمر ،وال أدري اذا كيف تستقيم هذه العالقة ،فالنصوص القديمة تفترض تلميحا أن االكبر سنا هم الفاعلون، والفتيان الغلمان هم المفعول بهم ،لكن التأكد من هذا صعب وفقا لفهمنا العصري للرابطة المثلية ،التي يؤكد أغلب الخبراء والدارسين ،أنها رابطة تبادلية ،بمعنى أن الطرفين يتبادالن فيها أداء األدوار تأنيثا وتذكيراً. العالقات الغلمانية كانت من ميزات المجتمع اإلغريقي ،بطريقة تستفز الرأي العام المعاصر وتثير حفيظته ،بل أنها في مناسبات وأحوال كثيرة كانت تعد أحدى مظاهر البذخ االرستقراطي ،وطالما تغنى اوفيد وبلوتراخ وشعراء آخرون بغلمان كأنهم لؤلؤ مكنون ،بعضهم لم يبلغ الحلم ،وبعضهم بلغ ولكن قضيبه ما زال رخصا صغيراً" مثل غصن البان " على حد وصف اوفيد شاعر الحب .وقد اعتبروا تلك الرابطة ،قوة تعزز الصلة بين شبان واعدين ينتظرهم مستقبل زاهر ،وبين رجال بالغين يلعبون دور المرشد المعلم مع أولئك الفتية ،وذهبت مبادئ ديموقريطيس الى اعتبارها ضمانا شعبيا يمنع الطغيان من االنتشار ومد نفوذه ،لكنه لم يتلفت طبعا الى قوتها في الجانب القتالي .وعلل خبراء الجمال اإلغريق الشبهة في الرابطة بالقول" من الخطأ طبعا ً أن نضع الفتيان غير البالغين برفقة رجال االغريق كأدوات تأنيث مذكرة تمتعهم ،فالرغبة في المذكر الممتع المؤنث تتعلق بمالمحه الغلمانية الفتية بغض النظر عن كون عمره تحت الثامنة عشرة او فوقها". نصر ّ مؤزر بقوة العشق وفيما يشيع بين الناس اعتقاد مفاده أن المثليين ،الذين طالما عرفهم العالم العربي بالمخنثين ،لم ولن يكونوا مقاتلين لنقص في رجولتهم يحجب عزمهم واقدامهم ،فإن وقائع تاريخ الكتيبة المقدسة تشير الى أن أول نصر أحرزه هذا التشكيل هو في
معركة تيغيرا عام 375قبل الميالد ،حيث قهر الفوج قوة تفوقه عديدا وتسليحا من مقاتلي سبارطة األشداء الصامدين وتكشف اشعار الملحمة عما جرى بالقول: "قال محارب طيبي جازع :لقد سقطنا في أيدي أعدائنا! فأجابه بيلوبيداس قائد الطيبيين: بل هم سقطوا في أيدينا! وما لبث أن أمر فرسانه بامتطاء خيولهم والخوض في صفوف قوات سبارطة، الذين انتابهم الخوف لشدة الصدمة غير المنتظرة ،ما أدى الى حدوث ثغرة في صفوفهم تمثل خط اختراق فرسان طيبة ،وازدانت حافتي هذا الحد برقاب ودماء القتلى من جنود سبارطة ،ما عزز النصر". في عام 371قبل الميالد ،وفي معركة ليوسترا ،نجحت الكتيبة المقدسة في انهاء سلطة سبارطة على المنطقة ،بل أن: " بيلوبيداس والكتيبة المقدسة هاجموا كيلومبروتوس ( القائد السبارطي) واصابوه بجرح بليغ جلب اجله ،وأنزل بسبارطة هزيمة مذلّة". ويعتقد المؤرخون أن فيليب الثاني قد قهر جيش االغريق بهجوم ساحق على الجناح األيمن للجيش ،والذي كانت تحميه كتيبة طيبة ،وفي ذلك ينقل بلوتراخ القول: تجول فيليب الثاني بين الجثث ،وتوقف برهة حيث تراكم 300 "بعد المعركةّ ، جثمان متراص بال فاصل ،كلها مبعوجة بالسقوط على أسنة رماحها انتحارا آثروه على التسليم للغازي المنتصر ،وهي ما عرفت بكتيبة العاشقين ،وحين علم فيليب أنّها كتيبة الحب ،أجهش بالبكاء وهو يقول" فليمت مفضوحا ً ك ّل من ظ ّن السوء بهؤالء الرجال ،وكل من أراد النيل من مكانتهم". في عام ، 1818عثر عالم آثار بريطاني على تمثال أسد غريب الشكل دعاه "شارونيا" ،واظهر الكشف أن األسد يضم تحته رفات مقاتلي كتيبة طيبة ،أو على االقل أغلبهم ( )254منهم .التمثال موجود اليوم في اليونان حيث سجلت الواقعة، وفي أماكن قريبة منها وله قصص غريبة. والبد من القول هنا إن اختالف الروايات حول هذه الكتيبة يرتبط بمشاعر قومية وعواطف حماس بطولية ،تنسب الى سبارطة واليونان ،فكيف تنجح كتيبة مخنثين في دحر جيش سبارطة رأس حربة قوات االغريق على مدى التاريخ؟ وهو سؤال سيؤرق بال شك شعوبا ً كثيرة قبل عصر الحقوق المدنية .وربما شارك بعض المؤرخين والملوك واألمراء في طمس حقيقة الكتيبة وما ضمته. ومثل هذا الجدل يدور في عالم اليوم عام ،2017حيث يسعى الرئيس األمريكي المثير للجدل دونالد ترامب الى فرض قوانين تمنع انخراط متحولي الجنس"
ترانس سيكسول" في صفوف القوات المسلحة ،وهو ما تعترض عليه منظمات حماية حقوق المثليين والمتحولين عبر العالم. رواية اخرى ال تنتمي الى هذه الرواية مقابل كل هذا التاريخ واألدلة واالشارات ،تظهر في مقال على الموسوعة الشعبية ويكبيديا باللغة العربية حقائق أخرى ،اقتطعها كما هي: ”الكتيبة الطيبية “في القرن الثالث الميالدي كانت جزءا ً من الجيش الروماني الكبير. وكان على رأس اإلمبراطورية وقتئذ دقلديانوس (305-284م) يعاونه مكسيميانوس (305-285م) وكونا جيشهما من كل الشعوب الخاضعة لسلطانهما، فكانت فيه كتيبة من شباب مدينة طيبة – مكونة من 6600جندي مسيحي مصري. وصدرت األوامر بارتحالها من مصر إلي أوروبا لمساعدة مكسيميانوس في حروبه بإقليم غاليا ً /فرنسا. خرجت من مصر من أرض طيبة (األقصر حالياً) الكتيبة الطيبية من المصريين المسيحيين المحاربين األشداء وعددهم 6600قبطي مسيحي وكانوا تحت قيادة قائدا شجاع اسمه موريس وقد أبلت هذه الكتيبة الطبية بال ًء حسنا في الحروب التي خاضتها وشهد ببسالتها قيادة الجيش الروماني ،وأوفدوا إلى القائد مكسيميانوس في فرنسا الذي أختاره دقليديانوس ليكون شريكه في حكم اإلمبراطورية الرومانية وقد قسمت هذه الكتيبة إلى قسمين احدهما ليحارب على حدود فرنسا واآلخر ليحارب في سويسرا .وقد اختار مكسيمانوس جيشا مصريا لفهمهم بقوه وقدره المصريين وكان في ذاك الحين جميع المصريين مسيحيين وكان هذه الكتيبة تمتاز بالحكمة والقوة األمر بتبخير األوثان صدر األمر بالتبخير لألوثان وأعتبار دقليديانوس إلها ً قبل البدء في الحرب وكان من المعتاد أن تقدم العبادة لآللهة الوثنية قبل بدء المعارك. و صدر األمر للكتيبة المصرية أن تشارك في تقديم البخور في هذه العبادة ولكن جنود الكتيبة رفضوا معلنين أنهم وإن كانوا يؤدون واجباتهم للدولة ،فهم مسيحيون ال يعبدون إال اإلله الحقيقي رب السماء واألرض فرفضت الكتيبة القبطية االمتثال لألمر والتبخير لألوثان. إزاء هذا الموقف أمر اإلمبراطور بأن تقف الكتيبة صفوفاً ،وفي كل صف عشرة، وبعد كل تسعة جنود .يجلد العاشر ثم تقطع رأسه ولكن الباقين ازدادوا إصرارا ً على مسيحيتهم ،فأمر اإلمبراطور بتكرار جلد العاشر وقتله فجلدوا بالسياط الرومانية التي تحتوى في نهايتها قطع من الرصاص ..ولما تمسك األقباط بإيمانهم المسيحي اغتاظ اإلمبراطور فامر بأن يصطف أقباط الكتيبة الطيبية صفوفا ً وكل صف يتكون من عشرة افراد ،وكان يأخذ العاشر من كل صف ويقتله أمامهم حتى
يخاف الباقون ويبخروا لألوثان ولكن اإلمبراطور أضطر أن يقتلهم جميعا ً في النهاية ألنه لم يرجع من بينهم قبطى واحد عن إيمانه بالمسيح وكان ذلك في العام الثالث للشهداء. وخلدت سويسرا هؤالء الشهداء األقباط من ابطال الكتيبة الطيبية بإقامة كنيسة في زيورخ باسم " القديس موريس " يتردد صدى أجراسها في فضاء أوروبا لتعلن للعالم كله شجاعة أقباط مصر وإيمانهم المسيحي األصيل ،وحينئذ اصدر اإلمبراطور أمرا ً بقتل جميع أفراد الكتيبة حيثما تكون معسكراتها ،فكانت مذبحة هائلة ومجزرة همجية فظيعة – تناثرت فيها أشالء المصريين فوق وادي أجون وارتوت أرضه بدمائهم .حدث هذا في السنوات األخيرة من القرن الثالث الميالدي. وتخليدا ً لذكرى هذا الموقف العظيم ،غير سكان الوادي اسم مدينة أجون وأطلقوا عليها اسم قائد الكتيبة المصري فصار اسمها حتى اليوم ” سان موريس “ في مقاطعة فاليه وأقيمت بها في منتصف القرن الرابع كنيسة". أنتهى ما ذكرته ويكيبيديا بالعربية عن "الكتيبة الطيبية" ،ويلحظ القارئ حتما تفاوتا ً شاسعا ً بين الروايتين وبين زمنيهما ،فهل نحن نتحدث عن شيء واحد أم عن شيئين؟
الجنس وعالقته بديانات التوحيد اإلسالم أكثر أديان التوحيد تحررا ً في قضايا الجنس! تقارب االديان موضوعة الجنس من زاوية أخالقية محضة ،مفارقة بذلك حقيقة مفادها أن الجنس صناعة الحياة ،أو محاولة تقليدها في التجارب األحادية- االستمناء دون شريك -والمثلية -رجل لرجل -امرأة المرأة.
وربما كان رجال الدين عبر التاريخ يخشون المنافس الروحي الحسي األخطر للدين ولفكرة التفاني للرب (وهو الجنس بمساحاته الغامضة) ،وهم لذلك قد وضعوا على الجنس خطوطا حمراء ترسمها وثيقة (وريقة) الزواج بعقد نكاح شرعي (وكلمة نكاح بالعربية ترتبط حصرا بالعقد الشرعي سواء كان مكتوبا أو منطوقا بموافقة المشافهة من طرفي االستمتاع الدائم بالغريزة التي منحها هللا للمخلوقات لغرض التكاثر ،فإن تمت المواقعة خارج إطار الزواج تسمى زنا وال تكون نكاحا) ،ويباركها الكاهن أو القس أو الشيخ أو رجل الدين في ديانات غير التوحيد. العلم يعامل خالصة روح الرجل (المني) باعتبارها ماء الحياة ،فيما تعتبره االديان نجسا يسيء الى قداسة الرابطة بين االنسان وخالقه ،وعلى الرجل بعد أن يمني أن يغتسل بالماء ليطهر. أديان السماء عموما تقرن المرأة بالخطيئة ،وتصورها منبعا لكل الخطايا ،وأصل الشعوذة والشرور والسحر ،وقد شنت أوروبا المسيحية في القرون الوسطى حربا شعواء على المرأة باعتبارها الشارة القرمزية ،التي تسم الساحرات الطائرات فوق مقشاتهن ليغوين الرجال الى مستنقع الرذيلة فيخرجنهم من ملكوت العشق االلهي ليودين بهم الى سقر الجحيم ،وليس غريبا بعد ،أن توصف مكامن المواقعة الجنسية بالجحيم وفي ذلك استعارة من المعنى القديم واستلهام من بؤر الشوق ،التي توصف باللهيب واخاديد النار بلغة العاشقين والمتضاجعين دون عشق.
" امتاع المرأة واجب في الديانة اليهودية وخالفه يقع الطالق" تقرب األديان موضوعة الجنس من زاوية أخالقية محضة ،مفارقة بذلك حقيقة مفادها أن الجنس صناعة الحياة. يعتبر بعض المفكرين الليبراليين أن اليهودية هي األبعد بين ديانات التوحيد عن المرأة ،وهي تضعها -حسب زعمهم -في مرتبة صانعة األطفال المجردة من كل عاطفة -كما هو قائم اليوم عند بعض اليهود األرثوذوكس الحريديم -حيث تشرع (جنس الكوشر) وفيه يرتدي الزوج والزوجة جلبابا معتم اللون يخفي كل الجسد سوى من فتحة بحجم أجهزة التناسل ألداء وظيفة التكاثر التي يتطلبها استمرار النوع البشري دون تالمس ودون شهوة -إن أمكن -ودون عاطفة . أدوين شكر ،رئيس مؤتمر يهود السفارديم العالمي ،دافع عن رؤيا اليهود االرثوذوكس مشيرا الى أنهم "يرون في الجنس طاقة خالقة ايجابية تنشط ضمن الحدود التي فرضها التوراة والحاخامات فيما بعد" .ولفت شكر الى أن "عدد أطفال العائلة اليهودية االرثوذوكسية الواحدة قد يصل الى 18طفال(حتى في بريطانيا) ،وهذا يدل على أنهم ال يعدون الجنس قوة سلبية تحمل الخطيئة رغم ما يشاع عنهم ،بل وعلى عكس الرهبان الكاثوليك في المسيحية ،فإن حاخامات اليهود االرثوذوكس ينعمون بحياة زوجية هانئة ومثمرة" .شكر في إجابته لم ينف أو يؤكد قضية جلباب الكوشر. وفي معرض تأكيده لتكامل العملية الجنسية عند اليهود أشار شكر الى "أن إرضاء وامتاع المرأة أمر واجب في الديانة اليهودية ،وإن لم يتم فإنه يمكن أن يكون سببا اللتماس المرأة الطالق من بعلها". لك النساء ولكن " :ال تبذل زرعك هباء" تعرف أسفار التوراة الزواج باعتباره اتحادا بين المرأة وبين الرجل يعيدهما الى خلقة الرب األولى حين جبل أدم وحواء من جسد واحد .وقد شرح أستاذ األدب العربي في الجامعة العبرية في القدس شامويل موريه رؤية الديانة اليهودية لتيمة الجنس مشيرا الى "أن اليهودية تعتبر الجنس موضوعا مقدسا وفي النص التوراتي "ال تبذل زرعك هباء" ،بمعنى أنه قد حدد المواقعة مع الزوجة حصرا.
ثم أشار موريه الى أن الزوج ال يقارب زوجته إذا كانت حائضا ،بل أنه ال يجوز له أن يلمس يدها أو أن يأخذ الشاي من يدها .وأكد موريه أن حدود الحرية الجنسية عند اليهود األرثدوكس تقف عند الرجل ،الذي يحق له أن يواقع النساء خالف زوجته على أن ال يكن يهوديات" ،وفي القدس الشرقية يرى المرء بسهولة يهودا أرثدوكس متدينين بلباسهم المميز وهم يعرضون على السائحات االجنبية مواقعتهن". واعتبر موريه أن األرثدوكس هم اليهود المتزمتون بشأن تطبيق النصوص التوراتية وهم يعتبرون الزواج رباطا روحيا وليس مجرد تقاربا جسديا. البروفيسور موريه كشف عن شعيرة مفادها أن "الرجل األرثوذكسي إذا أراد أن يعرف هل طهرت زوجته من حيضها يرمي بقبعته على فراشها (فهو ال يسألها) ، فإذا أعادت القبعة على فراشه فمعنى ذلك أنها لم تتطهر بعد ،وعليه اإلنتظار". لكن موريه بدوره لم ينف أو يؤكد طقوس جنس الكوشر المتشددة ،التي يقال إنها تحرم التالمس بين الزوجين بقصد التمتع ،وتحيل الجنس الى طقس قدسي ال حسي يختص بالتكاثر. نشيد سليمان " :ها أنت جميل يا حبيبي وحلو وسريرنا أخضر" هذا النص من العهد القديم ورد في سفر نشيد االنشاد ،وهناك نصوص كثيرة أكثر جرأة منه في مقاربة قضية الجنس .رغم كل ذلك شاعت في المسيحية الرهبنة. ومع أن مجرد حمل السيدة مريم وهي عذراء دون مواقعة رجل كانت واقعة البد أن تختص المرأة لسببها بمكانة سامية ،ولكن المذهبين األرثودوكسي والكاثوليكي نأيا بالمسيحية عن هذه الحقيقة ،فحرما على أحباب هللا وخدمه (الرهبان والقساوسة والراهبات) حق الزوج ،ثم تطورت مساحات التحريم الى مديات أبعد. البروفسور عادل ثيودور خوري أستاذ علوم األديان في جامعة تورنغن بألمانيا ومؤلف كتاب (موسوعة القرآن) بدا متحفظا في حديثه لنا رافضا مقاربة مفهوم الجنس في المسيحية طبقا للرؤية المعاصرة للجنس ولكنه أشار الى "أن عمر تاريخ المسيحية قد بلغ ألفين سنة ،وقد برزت خالل هذا التاريخ ظواهر واتجاهات وآراء مختلفة ،وإذا أردنا ان نعرف ما تقوله الكنيسة الكاثوليكية عن موضوع الخطيئة األولى فعلينا أن نطلع على كتاب ( التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية )
،ففيه رأي الكنيسة اليوم ،وفي هذا الكتاب ال يوجد ما يشير الى أن الكنيسة تعتبر الجنس قضية مخالفة للطبيعة" . ويقفز الى الذهن سؤال مفاده :أي أديان السماء أكثر انفتاحا في قضية الجنس؟ البروفسور عادل خوري رفض بشدة اإلجابة عن هذا السؤال ،مشيرا الى أن الحديث عن الجنس والمسيحية فيه تفاصيل خطيرة وكثيرة ال تكفي هذه العجالة للحديث عنها. "المسيحية بنيت على ّ أن الجسد فان و لم تعطه حقه" بحثا عن إجابة ،حاورت الباحث االجتماعي المسيحي أسحق كنعو ،الذي أشار الى فان وهي لم تعط الجسد حقه ،وقد جعلت سنوات أن المسيحية بنيت على أن الجسد ٍ المسيحية األولى من الجنس رجسا من عمل الشيطان ،وركزت كثيرا على عفاف المرأة مستلهمة عفاف السيدة العذراء. وذهب كنعو الى أن "المجتمعات القديمة ومنها حضارات وادي الرافدين كانت مجتمعات أمومية ،وشاع فيها مثال أن "أنانا" إلهة الخصب في الحضارة البابلية كانت تنجب دون أن يواقعها أي رجل .مبدأ االمومة هذا وجد له امتدادا في المسيحية". ولكن المسيحية لم تبق مجتمعا قائما على فكرة األم ،بل تغيرت مقاربتها لموضوعة الجنس بشكل كامل حسب مناطقها في الغالب ،كما اشار كنعو. "الواقي الذكري تشجيع للزنا" وتطرق كنعو الى أن الديانات في المعابد القديمة ،قبل ظهور ديانات السماء االبراهيمية ،كانت تقوم على فكرة الخصوبة المشاعة ،فالعاهرات المقدسات في معابد تموز وعشتار ،كن يذهبن الى المعابد ويجامعن كثيرا من الرجال ليحملن ويضعن أوالدهن في المعبد ،فيتسم المولود بالقداسة ألن أباه غير معروف" .كل هذه المفاهيم تحولت بنزول ديانات الكتاب الى محرمات" ،حتى تالشت الحرية تماما في العصور المظلمة.
لكن شدة التحريم الكنسي دفعت بالمرأة الى الثورة تضامنا مع طبقات المجتمع األضعف ،فأضافت قضية حقوق المرأة مسمارا كبيرا في نعش سلطة الكنيسة السياسية. وحين تحررت المرأة االوروبية في القرن العشرين ،ظلت الكنيسة بشقها المحافظ تسعى لوضع حدود تمنع ممارسة الجنس خارج حدود العالقة الكنسية ،ومؤخرا أكد بابا الفاتيكان تحريمه الستخدام الواقي الذكري معتبرا إياه وسيلة تشجع على الزنا ،ودعا المؤمنين الى تحصين أنفسهم بالعفة في مواجهة وساوس الشيطان الجنسية ،لكن فضائح اعتداءات الرهبان الكاثوليك الجنسية على رعايا الكنيسة القصر ما زالت تتوالى وتهدد الكيان الكنسي في قلعته الحصينة أوروبا .وعلى العموم ،فإن امتناع السيد المسيح عن الزواج كان سببا شجع الرهبان والقساوسة على تبني مبدأ مفارقة الجنس تقربا للخالق. جزاء المؤمنين ":كواعب أترابا" و" ولدان مخلدون" اإلسالم في هذه المقارنة السريعة يبدو أكثر ديانات التوحيد تحررا في مسألة الجنس ،وقد يبدو في هذا مفارقة مثيرة لالستغراب في ظل تنامي قوة المد السلفي، الذي يضع المرأة خلف طبقات من المالبس والحجب السوداء لكي ال تبين تكورات الجسد الساحر فتغوي الرجال ،لكن علينا أن ال ننسى أن شعار السلفية الجهادية اليوم هو "فارق الحياة أيها المجاهد لتحضى بمعاشرة الحور العين" وهن حسب الروايات 72صبية باكرة بيضاء اللون سوداء العين ال يفقدن عذريتهن مهما واقعهن الرجل ،ويخلدن صبايا ما خلد الشهيد في الجنة. وربما يرجع تسامح االسالم في مسألة الجنس الى حقيقة أن نبي اإلسالم نفسه تزوج بعدد غير متفق عليه من النساء فصار الزواج سنة متبعة عند المسلمين عمال بقول النبي (تناكحوا وتكاثروا فإني مبا ٍه بكم األمم ) ،كما أن النص القرآني أباح للرجل الزواج بأربعة والتسري بعدد المحدود ممن يملكهن شراء أو استرقاقا ( وما ملكت أيمانكم ) . رغم هذا التسامح في قضية الجنس فإن المفكرين المحدثين يصفون اإلسالم بأنه دين ذكوري يغلب ويقدم الرجل على المرأة اعتمادا على نصوص قرآنية عديدة.
هل اإلسالم فعال متشدد في قضية الجنس ويحث على وضع المرأة خلف نقاب؟ عن هذه االسئلة أجاب المفكر غالب الشابندر ،فنفى أن يكون االسالم متشددا، مشيرا الى أن "التشدد من المسلمين وليس من النصوص اإلسالمية األصيلة ،وما نراه من عزل بين المرأة والرجل ،وبين الخطيب وخطيبته ،ومن صعوبات في التعارف بين من يرومون الزواج جاء من التقاليد والعادات ،وليس من نصوص القرآن وأحاديث الرسول. " زيجات المستقبل بال عقود وبمحض االتفاق" المفكر الشابندر نبه الى أن " النص القرآني في قضية الجنس ينص على وجوب تسهيل طرق التواصل الجنسي الشرعي الى أبعد الحدود ،وهو أمر غير موجود في الديانات االخرى" وأضاف الشابندر" الزواج في اإلسالم ليس أمرا مقدسا فقط، بل ميسر ومحبب". ورغم خالفات المذهبين السني والشيعي ،اال أنهما يسعيان بشكل عام الى تسهيل التعارف والتزاوج بين الذكور واإلناث عمال بوصية النبي بتكثير عدد المسلمين. ويبدو المذهب الشيعي في قضية الجنس وحقوق المرأة أكثر تسامحا ،ربما الرتباط هذا المذهب بفكرة خالفة األئمة من نسل فاطمة الزهراء ( بنت الرسول الوحيدة) وزوجها علي ابن أبي طالب .وفي هذا السياق يشير المفكر غالب الشابندر الى أنه" ال يشترط في الزواج وجود شهود ،وال يشترط رضا والد الزوجة وال رضا والد الزوج أو حضورهم ،بل يكفي االتفاق بين المرأة وبين الرجل لصياغة العقد الشرعي". ولفت الشابندر الى تطور ثوري في االرتباط الزوجي ،متوقعا أن يكون هو النمط السائد في المجتمعات اإلسالمية مستقبال ،وعرف هذا التطور باسم "زواج المعاطاة ،الذي يقره بعض الفقهاء ،حيث يكفي االتفاق بين الرجل وبين المرأة لصياغة العقد الشرعي دون الحاجة الى إنشاء عقد مكتوب من أي نوع ،وهو يشبه عملية البيع والشراء ،حين يشتري المرء شيئا من السوق وال يحتاج أن يكتب مع البائع عقدا ،بل هو أمر متفق عليه بينهما". ولدى سؤاله عن الجنس خارج إطار الزواج فيما أشارت اليه اآلية القرآنية "وما ملكت أيمانكم" ،أعرب الشابندر عن اعتقاده وإيمانه بأن هناك نصوصا وقتية
ونصوصا دائمة ،و"هذا النص قد نزل في وقت عصيب لسبب الحروب ،حيث تكاثر األسرى والسبايا ،فكان البد من حل لمشكلة الحرمان الجنسي لهذه االلوف من الجنسين ،من هنا نزلت اآلية ،ويذهب كثير من الفقهاء الى أن هذا النص انتهى بنهاية عصر الفتوح اإلسالمية الكبرى".
معابد الجسد في الهند ليس غريبا أن الهند أرض البخور والبهارات ،فشعوب شبه القارة الهندية هو من أكثر أنواع البشر تكاثرا وتناسال ،ومن الطبيعي أن يرتبط هذا عندهم بطقوس جنسية بالغة النضج ،بل أن جزءا ً كبيرا ً من عباداتهم يرتبط بالجنس و أوضاعه.
بين الهنود طائفة من عبدة القضيب ،وبينهم أيضا عبدة الفرج .وال عجب وسط كل هذا أن يوجد في شبه قارتهم الحارة 14معبدا للجنس ،تجسد كل ما مارسه ويمارسه النوع البشري من أوضاع ،عالوة على طرق التمتع والنشوة وأساليب بلوغها. رب الجنس في الهند يدعى "كاما" ،وتزين جدران معابده األربعة عشرة تماثيل المضاجعة والمساحقة ،ويتساءل كثير من الهنود في وعيهم الحالي عن سر الربط بين العبادة والنقاء ،وبين أوضاع الجماع والمساحقة. وفي كثير من النصوص المقدسة القديمة اعتبر الجنس مظهرا للتسامي الروحي، وليس مظهرا دنيويا يتعلق بالتماس الجسدي بين البشر. ويجد كثير من المهتمين بالديانات القديمة أن الوصول الى الصفاء الروحي من خالل التمازج الجنسي يبدو أمرا صعب التحقق في ظل معتقدات اليوم ،لكن افادات كثير من كاهنات المعابد الفرعونية واإلغريقية التي عثر عليها في مخطوطات هيروغليفية واغريقية كن في الحقيقة نساء اللذة إلمتاع الكهنة واآللهة ،بطريقة تمزج الحسي بالروحي من خالل المضاجعة واللقاءات المفعمة باللذة دون أن يرتبط ذلك برباط مقدس ودون حب غالبا. *أشهر المعابد في الهند هو خاجوراهو في ماديا براديش .وهي مجموعة معابد، ويقال أن اإللهة شيفا شيدت على بقعة أرض ملعبا تمرح فيه وتسرح مع رفاقها وبنيها ،وقد اقيمت المعابد تخليدا لها .كل معابد خاجوراهو تتجه شرقا ،وجرى تصميم المعابد جملة وتفصيال من تفاصيل لقاءات ال حصر لها بين ذكور وإناث. الجدران واألعمدة والمداخل والمخارج ،تجسيد حقيقي ورمزي أحيانا ألشكال ذكرية وأنثوية تتضاجع في مختلف األوضاع.
الغريب أن األوضاع والممارسة التي تمثلها التماثيل والتي ينسبها البعض اليوم الى الثقافة الغربية ،وجدت قبل قرون عديدة ،بعضها يعود لتواريخ سبقت التقويم الميالدي ،وهكذا يمكن القول أن الهنود هم من أكثر الشعوب خبرة في مجال الثقافة الجنسية. معابد الجسد في خاجوراهو هي قبلة السياحة من كل أنحاء العالم ،وقد طغت شهرتها على باقي المعابد لدرجة يظنها كثير من الناس الوحيدة من نوعها ،في هذا البلد مترامي األطراف متعدد الثقافات متعدد األعراق واللغات واألديان. *معبد خاجوراهو األكبر بكل تنوعه الجنسي يخلو تماما من أوضاع المضاجعة الذكرية المثلية ،وهذا قد يعني أن شبه القارة الهندية لم تعرف العالقات الذكورية، لكن األغلب أن الديانات الهندية اسوة بديانات التوحيد الثالث ترى في العالقات خارج المواقعة الذكرية األنثوية خروجا عن شرعة الرب ،خاصة ألن تلك العالقات غير مثمرة ،ومن هنا حرمتها أغلب األديان ،كما حرمت العادة السرية. وال عجب أن الالدينيين والليبراليين والعلمانيين في عصر العولمة أباحوا زواج المثليين وممارسات اللوطيين والسحاقيات ،باعتبارها جزءا ً من ديانة العصر الحديث التي تميزت عن ديانات األقدمين .ديانة تقوم على أن النوع البشري قد بلغ عديده أرقاما مخيفة ،وبات من المهم أن يمتنع الناس عن اإلنجاب العشوائي ،ما لم يكونوا مالكين لوسائل تعيل النسل المقبل والجيل الجديد .هذا التخطيط الفلسفي يتصل مع تشريعات الحكومات في الصين التي تمنع العائالت من إنجاب أكثر من طفل واحد تحت طائلة عقوبات مالية مدمرة .وفي إيران التي تشجع على تحديد النسل ،وعلى قلة اإلنجاب .وربما يتعجب البعض أن إيران تحدد النسل وهي أول جمهورية إسالمية في العالم والتاريخ. *معبد الشمس في كونارك ،هو معبد مكرس إلله الشمس ،وقد أقيم في مطلع القرن الثالث عشر على شكل عربة عمالقة صنعت عجالتها في شكل أعمدة رخام. جدران المعبد تزينها منحوتات ايروسية تمثل أشد أوضاع المضاجعة إثارة، ويروي السياح الذين زاروا المعبد ،أن الخلوة مع التماثيل والنصب الفاضحة تحرك لدى الزائر مشاعر شهوة ساحقة .تلك المنحوتات هي جزء من عقيدة اندماج الفرد بالكون ،وترى معتقدات الهنود القديمة أن أعضاء التناسل وتمازجها وتداخلها وتقاذفها وتراضعها تشكل منافذ الفرد الى العالم األوسع ،فهي سبل اتحاد كوني شامل رغم شكلها المحدود باألجساد التي تحملها .الفلسفة التي توحد تلك العقائد هي جزء من "سامسارا" وملخصها وجوب استسالم األنسان ليصل الى جوف األشياء وصوال الى طريق موكشا.
بائعات الهوى -عاريات في واجهات زجاجية يسود الناس اعتقاد مفاده أن بائعات الهوى هن دائما ً ضحايا أجبرتهن الظروف على بيع أجسادهن ،لكن هذا االعتقاد بدا لي غير صحيح وأنا أتجول داخل "منطقة الضوء األحمر" في أمستردام ،فهناك نساء بل ورجال يمارسون المهنة بشغف ولذة.
في انتظار الزبون في فناء السلم الصغير ألحد المباني ،تقف سلفيا ك .وهي ترتدي بكيني صغير يكشف عن كل تفاصيل جسدها البض بأعوامه العشرين .بجانبها أدوات العمل: سرير كبير ومنضدة زينة عليها عطور ومناشف صحية وعلبة للواقي الذكري وأدوات زينة وزجاجات ماء للشرب ومروحة كهربائية ومدفأة كهربائية صغيرة. وفي زاوية المكان خلف باب موارب مرحاض صغيرة فيها مغسلة ودوش ،فيما تتدلى على أطراف الواجهة الزجاجية لفناء السلم ستائر سميكة تسدل حين يدخل الزبون إلى الصومعة .هذه هي معدات الشغل ليوم واحد .سلفيا تنظر في عيون المارة وتختار منهم من تراه يصلح ألن يمتلك جسدها لنصف ساعة .ال مكان للعواطف هنا ،ولكل شيء ثمن وللعمل قواعده ،تقول سلفيا لزبون غني المظهر لكنه ال يعجبها ،إنها ال تقبل التقبيل في الفم ،وتشترط عليه استخدام الواقي الذكري ( والواقي شرط ال بد منه في كل السوق بال استثناء وبغض النظر عن الثمن الذي يدفعه الزبون) ،ثم تحدد له الوقت ونوع المواقعة ،والثمن يبدأ من 70يورو وينتهي بال حدود حسب الرغبة والوقت المطلوب... وتشكو سلفيا القادمة من بولونيا ( كما تقول) من ارتفاع األسعار ،فهناك إيجار المكان ،وتكاليف التدفئة والكهرباء والماء والصرف الصحي ،عالوة على الضرائب التي تفرضها الدولة على السوق ،باإلضافة إلى تكاليف الحماية التي
يقوم مختصون بهذا الشأن .اال أن معدل دخلها الشهري في المجمل ال يقل عن 5000يورو تنفقها على نفسها وعلى صديقها الساكن معها والذي ال تعرف نوع العمل الذي يجيده .تمتلك سلفيا سيارة حديثة ،وتقول إن كل البنات في السوق بال استثناء يمتلكن سياراتهن الخاصة ،وهي تسافر كل عام إلى وطنها مرتين أو ثالث لتعطي أهلها شيئا من المال . "بضاعة عربية" مادي ( وربما كان اسمها الحقيقي مديحة أو ميادة) بمالمحها الشرق أوسطية المثيرة تجذب زبائن من هذه المنطقة .تتكلم العربية بلهجة اقرب إلى الشامية، وتومئ بيدها فيما يترنح لبان معطر راقصا في فمها الشبيه بنصف قبلة .على جسدها غاللة سوداء رقيقة تكشف محاسن الجسد العشريني المتماسك المكتنز ،أما ذراعاها العاريتان فتبدوان أكثر سمرة من وجهها الذي اكسبه المكياج بياضا مخادعا. وصلت مادي إلى "سوق اللذة" في هولندا مع زوجها الذي عاد من أمستردام إلى وطنه ليجيء بزوجة تحافظ على التقاليد العربية ( كما قال لها وألسرتها حين خطبها) ،إال أن مادي بعد وصولها إلى العاصمة الهولندية اكتشفت أن زوجها سمسار محترف .وسرعان ما أقنعها أن تنزل إلى السوق لتكون مصدرا لدخل ثابت تدعم به تجارة زوجها وتعين به أهلها في الوطن البعيد ،وهكذا دخلت هذا السوق قبل 4أعوام .مادي أم لطفلة عمرها سنتين تتركها مع مربية عربية مقابل مبلغ غير زهيد لتقضي الليل في العمل . وتحرص مادي على زيارة أهلها كل عيد محملة بالهدايا والنقود ،وتبدو راضية بعملها ،إذ تقول إنها تحبه وتجد "لذة في ممارسته" خاصة وأنها لم تواجه أي مخاطر ولم تصب بأي مرض منذ احترفت العمل. دكاكين للرجال المثليين في مكان يشبه الحانة يجلس فتيان تتراوح أعمارهم بين الثامنة عشرة وبين الخامسة والعشرين ،كلهم يرتدون مالبس حديثة بماركات شهيرة ويستخدمون مستحضرات تجميل نسائية ،الحواجب محفوفة بعناية ،والوجوه واألجساد حليقة ناعمة.
لويس القادم من كولومبيا يتحدث بمرح عن مهنته .عمره 22عاما ،وجهه أسمر مليح ،وزنداه العاريان المكتنزان يظهران من كنزة ملونة دون أكمام كأنهما زندا صبية جميلة .بيع الجسد بالنسبة له تسلية ومصدر دخل معتدل .مارس لويس الجنس في البداية بحثا عن اللذة دون ثمن ،ثم اكتشف أنه يمكن أن يسوق جسده راض عن ويجعله مصدرا للدخل ،فصار يمارس المهنة بشكل محترف و هو ٍ حياته. يقول لويس إن أمستردام هي أفضل مكان للمثليين ،حيث تحتفل العاصمة الهولندية كل عام باستعراض المثليين ،وتوفر لهم حماية وحرية ال توجد في أي مكان في العالم .وحين يتحدث عن زبائنه وأحسن األسواق التي زارها ،يعدد لويس اليونان وتركيا وايطاليا كأفضل األسواق ،ثم يضحك وهو يتذكر حصيلة زيارته إلحدى دول الخليج العربية حيث ذهب كل مدخوله لتغطية أجرة الفندق ،ويبدو عليه الضيق وهو يتذكر تفاصيل تلك الزيارة قبل عام إذ يبحث الزبائن في العادة عن صبيان ال تزيد أعمارهم عن 16عاما ،وغالبا ما كانوا يعتبرونه كبيرا ً على المهنة . ق بعيدة عن تجارة الجسد في عصر العولمة صارت مرتبطة إلى حد كبير بأسوا ٍ بلدان المنشأ التي تصدر بائعات وبائعي الهوى ،وقد قسمت العولمة دول العالم في المجمل إلى دول مصدرة للدعارة ودول مستوردة لها؛ الدول المصدرة هي الدول الفقيرة ،والمستوردة هي األسواق في الدول الغنية ،وهو أمر يعكس المعادلة المعهودة بين البلدان المصدرة الغنية والبلدان المستوردة الفقيرة عادة.
أول سيكس شوب في العالم العربي دار خديجة لألزياء ،هي تسمية يتوارى خلفها أول متجر يبيع المنتجات الجنسية في البحرين ومنطقة الخليج ،الموضوع بحد ذاته يمثل ثورة في المجتمع الخليجي المحافظ ولكن األكثر إثارة هو أن المتجر تملكه وتديره سيدة.
بدأت فكرة المتجر كما حدثتني صاحبته ومديرته "خديجة" ،من مواقع الدردشة االجتماعية على االنترنيت ،حيث مارست خديجة تسويق البضائع الجنسية للزبائن على االنترنيت ،وحين لقيت تجارتها رواجا كبيرا طورت الفكرة إلى محل رسمي علني ،وهي تؤكد أن هناك كثير من البضائع تدخل البحرين بشكل سري بالتنسيق مع موظفي الجمارك وتباع أيضا بشكل سري ،ومن بينها ( الديلدو ،والدمى النسائية القابلة للنفخ وأفالم ومجالت البورنو) ،ولكنها ال تعرضها وال تبيعها في محلها ،رغم أن الطلبات عليها كبيرة من الجنسين . زبائنها من النساء والرجال من البحرين ودول الخليج ومن المقيمين األجانب في المنامة ،وغالبا ما يحضرون معا ،ليقف الزوج في جانب من المحل وتشتري الزوجة ما تريد .البضاعة األكثر رواجا هي المالبس الداخلية التي يمكن أن تؤكل، بمذاق الفواكه والمختلفة وبألوان مختلفة ،لكن مالبس الرقص الشرقي تجد رواجا كبيرا وخاصة من قبل الشبان والشابات المتزوجين حديثا .وكذلك المالبس الداخلية المبتكرة التي تعرض بشكل مثير مناطق حساسة من جسد المرأة. منتجات تبعث الدفء في العالقة الزوجية ال تخشى السيدة البحرينية ذات الثالثة وثالثين عاما من قيام محل منافس ،بل ترى أن حاجة الناس تتزايد لهذه المنتجات ،وتكاثر المحالت التي تبيع البضائع الجنسية سيحرك السوق أكثر ،وتفتخر بأنها الوحيدة التي كسرت حاجز المحرمات وصارت تبيع المنتجات الجنسية بشكل علني .ولدى سؤالها عن البعد االجتماعي لتسويق البضائع الجنسية في الخليج ،أجابت خديجة بأن هذه المنتجات تساهم في
تقوية األواصر الزوجية وتضخ مزيدا ً من الحيوية في العالقة الشرعية بين الرجل والمرأة ،كما أنها تسهم إلى حد كبير في الحد من النسبة المتصاعدة للطالق في المجتمع الخليجي ،هذه النسبة التي أصبحت خطرا داهما يهدد النسيج االجتماعي في المنطقة. وتذهب خديجة إلى أن النقاب يساعد المتبضعات كثيرا على حرية الدخول إلى محلها واختيار ما يرغبن في شرائه دون خجل أو وجل. مشاكل مع الجمارك تقول خديجة إنها تواجه مشاكل مع سلطات الجمارك ،وهي مشاكل ال تتعلق باألعراف االجتماعية وال بقوانين البالد ،بل تتعلق بموقف بعض الموظفين الذين يحسدونها لنجاحها المهني ويحاولون وضع العصي في عجلة المشروع .فالقانون ، حسب خديجة ينص على منع استيراد إطارات السيارات المستعملة والمواد االنشطارية والخنازير والخيول ،وال يوجد نص يمنع استيراد البضائع الجنسية، ولكن أحد موظفي الجمارك اختلق لها مشكلة ولفق لها تهمة "االعتداء على موظف حكومي أثناء أدائه لواجبه" حسب ما كشفت في حديثها على الهاتف معي ،وحكم عليها بالسجن لمدة شهر مع وقف التنفيذ. تستورد صاحبة المشروع الجريء % 95من بضائع محلها من الواليات المتحدة األمريكية ،فيما تنال الصين وأوروبا نصيبا صغيرا من وارداتها .ولم تواجه خديجة أي مشكلة مع أئمة المساجد وسكان ضاحية "بغداد" جنوب العاصمة المنامة التي يقع فيها المحل ،كما لم تتعرض ألي مضايقات من أجهزة الشرطة أو األمن أو غيرها ،وهي ترى أن مجرد افتتاح محلها في البحرين يدل على انفتاح هذا البلد وثقافة أبنائه وقبولهم لألفكار الجديدة .
لمس ذئبي ناع ٌم مسكوتٌ عنه ! السحاق - ٌ أليس غريبا أن كل ما موجود على النت بشان السحاق هو محظ اتهامات ومهاترات من مواقع غير مهمة وصفحات وهمية أغلبها يتعلق بمواقف سياسية؟
العناوين تقرأ "سحاق علني بين السوريات بسبب نقص الرجال"" ،العراقيات يمارسن السحاق بسبب لواط الرجال"" ،انتشار السحاق في مصر بسبب أزمة الزواج" " ،السحاق ظاهرة خليجية تشيع في السعودية بسبب ميل الرجال للغلمان" ،وتتوالى االتهامات وكأن السحاق ظاهرة ال تتعلق بالنوع البشري ،بل بالنوع الشيطاني ،وليس بوسع المراقب إال الذهول وهو يقرأ ما كتبه نزار قباني شاعر الغزل المعروف عن السحاق قبل نصف قرن. خمسون عاما تغيرت فيها المفاهيم حتى ضاعت حدود الحقيقة وسادت أكاذيب العوام كقاعدة على حقائق الخواص التي باتت خروجا عن القاعدة ،وكأن الحقيقة باتت حكرا على الخواص ،أما العوام فغارقون في وهمهم .نزار قباني شرح بلغة بسيطة التالمس والمساحقة بين امرأتين ،شرحها بيسر وتدفق وكأنه شاهد على أمان أنثوية منزاحة بعيدا عن أي مشهد من حب ال اختراق فيه ،بل يبقى أسير ٍ ذكر! "وحكاية حب ..ال تحكى في الحبَّ ،يموت اإليضاح ي الحجرة فوضى ..فحل ُّ وحرير ينزاح ترمى.. ٌ ويغادر زر عروته بفتور ،فالليل صباح ٍ
الذئبة ترضع ذئبتها ويدٌ تحتاج وتجتاح فر ..فواحدة ٌ ودثار َّ ٌ تدنيه .وأخرى ترتاح وحوار نهو ٍد أربع ٍة تتهامس ،والهمس مباح روض بيض في ٍ كطيور ٍ ٍ تتناقر ..والريش سالح ْ انفرطت حبَّات العقدين من له ٍو ،وانهدَ وشاح فاللحم الطفل ،يخدَّشه فر سفاح في العتمة ،ظ ٌ شعر ..وانقط ْ عت وجزازة ٍ فالصوت المهموس نباح سر نهدٌ واقعه ويك َّ ويثور ،فللجرح جراح ويموت الموت ..ويستلقي َّمما عاناه المصباح.. * يا أختي ،ال ..ال تضطربي صدر وجناح إني لك ٌ
كونت امرأة ً أتراني َّ كي تمض َغ نهدي األشباح؟ أشذوذٌ ..أختاه إذا ما لثم التفاح التفا َح؟ نحن امرأتان ..لنا قم ٌم ولنا أنوا ٌء ..ورياح نزار يقول كل ما عنده بال تر ٍو وال خوف ،ألن جمهوره ال تؤرقه لحظات الكبت والحرمان المغلفة بالنقاب والحجاب والنساء الملفوفات بالسواد خوفا عليهن من ريح خطيئة موهومة. أما كانت نساء الخالفة سحاقيات؟ التاريخ يروي قصصا ً مثيرة عن والدة بنت األحمر ،ومية السمانية ،ورقية الحلبية ،وما خفي من تفاصيل حميمة تعمد المؤرخون حذفها من أقاصيص ألف ليلة وليلة تشي بعالقات ساخنة تشاركت فيها أكثر من امرأتين ،فتبادل كوم نسوة القبل المحمومة واللمس المهتاج والهمس الجائع والبض المهلك والتراضع المختلط بمشاعر الحب واللذة والكلبنة التي وصفها نزار بالذئبية. ولعل أشهر من دفن سرها في المساحقة والتالمس الشبق هي رابعة العدوية شهيدة العشق اإللهي ،وما أعرضه هنا ليس معلومات نهائية لتعذر التأكد من صحتها بسبب سكوت التاريخ عن كثير من التفاصيل التي ال يود المؤرخون عرضها .فقد بدأت حياتها مغنية في سوق العبيد بالبصرة ،وتدرجت من قينة يمر بها الرجال لبضع دراهم حتى تفرغت للعشق اإللهي واعتزلت عالم الرجال لدرجة أنها رفضت الزواج حتى مماتها ،لكنها احتمت بعالم النساء ووجدت في عشرة المسترجالت منهن مالذا .الصدفة ساقت لي بضع وريقات من مخطوطة باريس ألسلط الضوء هذا الكشف. لماذا رفضت رابعة (أم الخير) اسماعيل العدوية الزواج وهي الجميلة الساحرة؟ لمن غنت رابعة ومن سرقها وكيف بيعت في سوق النخاسين؟ ما عالقتها بعبيد أل
معتوق "آل عيتك او عتيك كما تختلف االنساب لهم" بالبصرة؟ ومن انفق عليها في ربيع عمرها ،ولمن غنت بصوتها الشجي ولمن رقصت بجسدها المثير المغناج؟ ولدت في السيبة بالبصرة أوال وانتقلت مضطرة بعد وفاة أبيها وأمها الى حي ب عرف فيما بعد بحي بشار بالبصرة القديمة ،وسميت رابعة ألنها البنت الرابعة أل ٍ يعمل صيادا في شط العرب (نهر العرب كما كان يسمى) ،وأم كانت تحيك الحصران كما هو شائع في قرى البصرة. وكما تنقل الموسوعة الشعبية ويكيبيديا فقد كانت رابعة تخرج لتعمل مكان أبيها المريض بقاربه عبر نهر أبو فلوس جنوب البصرة ثم تعود بعد عناء لتهون عن نفسها بالغناء ،وبعد وفاة والديها غادرت رابعة مع أخواتها (األربع) البيت بعد أن جفاف وقحط أو وباء وصل إلى حد المجاعة ثم فرق الزمن بينها دب في البصرة ٌ وبين أخواتها ،وبذلك أصبحت رابعة وحيدة مشردة ،وأدت المجاعة إلى انتشار اللصوص وق َّ طاع الطرق ،فخطفت رابعة من قبل أحد اللصوص وباعها بستة دراهم ألحد التجار القساة من قبيلة آل عتيق البصرية ،وأذاقها التاجر سوء العذاب، ولم تتفق آراء الباحثين على تحديد هوية رابعة فالبعض يرون أن آل عتيق هم بني عدوة ولذا تسمى العدوية. فصول غريبة في حياة أم الخير في تاريخ حياتها غموض كبير .كتاب "الصبابة واألغاني بحياة الغلمان و الغواني " لإلمام أحمد بن سليمان بن كمال باشا والذي قام بتأليفه بتكليف من السلطان سليم األول وفرغ من كتابته في عام 905للهجرة ،لم ينشر بل بقي مخطوطة انفردت بنشر فصول غير معروفة عن حياتها .والمخطوطة يعرضها متحف صغير في باريس وتوجد نسخ مصورة منها للباحثين ،وقد نقل عنها محقق الكتاب نامق نجيب هللا االفغاني المستعرب الذي رافق الشيخ محمد عبده حله وترحاله الفصول األغرب عن حياة أم الخير ،ولمن يرغب في متابعة شأن رابعة يمكن العودة الى المخطوطة في متحف الرسائل والمخطوطات بباريس Museum of Letters . and Manuscripts ألجأها الفقر بعد وفاة والديها الى امتهان الغناء ،وكان فنا شائعا في أحياء البصرة القديمة التي عرفت كمناطق للهو والطرب وممارسة الدعارة ،وكانت البصرة تنأى
بنفسها عن احياء "العبيد" فيها ،والتي انتشرت في مناطق السيبة ،وما عرف ببشار وأطراف ما عرف فيما بعد بالزبير. كانت تغني وهي جالسة خلف خمار يخفي عن األعين سحرها األخاذ ،وأحيانا كانت تغني من غرفة قريبة أسدل على مدخلها ستار كثيف يمنع الجالس من رؤية وجه المغنية .رابعة العدوية كان يمكن أن تصبح غانية لو شاءت ،اال أن ظروفها منعتها ،وربما كان لبيئة البصرة الظالمة دور في إخفائها. وما كان لمسلمة في القرن الثاني للهجرة أن تغني ،وما كان المرأة أن تظهر بين الرجال وتجالسهم ،ولكن رابعة حسب مخطوطة "الصبابة واألغاني بحياة الغلمان و الغواني " فعلت ذلك معتمدة على رغبة جامحة في التحرر انتابتها بعد وفاة أهلها .رابعة كانت تكره الرجال ،وينقل اإلمام أحمد بن سليمان بن كمال باشا أنها كانت تعاشر نسوة بعينهن معاشرة األنثى حين تهب نفسها للذكر ،أي انها كانت تساحق المستفحالت من النساء و يالكثرتهن في البصرة القديمة آنذاك. عاشقة هللا ،عشيقة المحاربة أم عمير! ولعل في هذا الخبر تفسير لعزوفها المستمر عن الزواج ،وفي نفس الوقت هو يسلط الضوء على مساحة الحرية التي استطاعت أن تنفذ اليها رابعة العدوية من خالل النسوة المستفحالت ،وينقل نفس المصدر أن أم عمير البصرية التي شاركت في معارك وغزوات عدة وغنمت دروعا وسيوفا وخيال من رجال قتلتهم ،هذه السيدة المقاتلة هي التي كانت عشيق(ة) رابعة وحاميتها ،فقد أوقفت جاريتين لمساعدتها في مهنة الغناء ،وكان الغناء صوفيا في عصر لم يفهم الناس فيه الصوفية بعد ،ففسروا – خالل سنوات القرن الثاني للهجرة – عبارات العشق والغرام والهيام التي فيه على أنها معالم ابتذال دنيوي وبات الرجال ينفقون دراهمهم في بيت رابعة طمعا في سماع الكلمات الساحرة والستراق نظرة من سيدة الحسن السمراء المفعمة بالحيوية واإلثارة. عشقت رابعة حبيبا خياليا ،وبهذا كان تحقق العشق محاال ،فوجدت في عشق النساء بديال قد يشبع الروح والجسد ،عشق النساء يستلزم المصاحبة ،وتالمس األجساد وانسحاق الشفاه تحت الشفاه ،ومرور األصابع فوق اآلكام وتحسس الهضاب وانسياق األنامل في سياحة مسام الجسد دون سراع ودون عجالة بل حسب ما يشتهي العصب الموجوع بحثا عن تكامل اللذة.
ما الذي جاء بقبرها الى بيت المقدس ؟ وبقيت رابعة في كنف أم عمير ،معشوقة مكرمة تخدمها الوصائف والجواري، ويغسلن كل ليلة جسدها الخمري اللون بماء الورد لتكون حاضرة لبعلتها أم عمير فتقضي الليل معها دون إثم ودون فضيحة ،فالمجتمع ال يلتفت الى عشرة النساء ببعضهن ،كما ال يلتفت الى عشرة الرجال ببعضهم– كما نقل عن صبيان البطحة بعدها ،وعن غلمان أم الزبير أو الزبير في بصرة العراق حاليا الذين عشقوا بعضهم فتلون حبهم ،وخافوا حدود اإلسالم الصعبة بحدود المالوطة ،فاعلنوا زهدهم وتمشيخهم ودروشتهم ملتصقين غالبا بمن هاجروا من آسيا الوسطى من الدراويش .ولكن لم يكن ألحد ان يعلن حقيقة األمر ،فالدراويش آنذاك باحثون عن لذة خارقة مع هللا ،وهي لذة ال تتحقق ،فيحيدون عنها الى ما يشبهها في التلذذ بعالم الذكور الذي ال خطر من انكشافه وال خطر في مالحظته وال تجلب عشرته العيون والرقباء كما تفعل عشرة الرجال بالنساء. مثل هذا شائع في الكنائس واألديرة ،فالمثلية ( بلغة يومنا هذا) شائعة بين الراهبات كما أنها شائعة بين القساوسة والرهبان. ماتت رابعة في بيت المقدس (وهو رأي ليس نهائياً) بعد أن سافرت اليها مع زرافات المتصوفة الذين قدموا الى المدينة المقدسة منذ مطلع القرن الثاني للهجرة مبتعدين عن بيئة مكة والمدينة الصحراوية المحافظة .ونقال عن صحيفة القبس الكويتية "في القرن الثاني للهجرة قدم عدد كبير من الصوفية إلى الديار المقدسة، وفي مقدمة هؤالء أم الخير رابعة بنت اسماعيل العدوية ،وبشر الحافي ،وذو النون الحصري ،وإبراهيم بن أدهم ،والسري بن المفلس السقطي". وذهب المؤرخ العراقي رشيد الخيون في مقال نشر في صحيفة االتحاد االماراتية بتاريخ ( )31.08.2013الى أن المؤرخين اختلفوا حول شخصية رابعة مؤكدا أن " اخبار العدوية البصرية تداخلت مع رابعة ال َّ شامية ابنة إسماعيل وزوجة ابن أبي الحواري الكاتب (ت 230هـ) .ورد التداخل في أهم مصدر عن رابعة «صفوة صفوة» البن الجوزي (ت 597هـ) ،الذي جعل قبر ال َّ شامية قبرا ً للبصرية ال َّ بالقدس ،يقول الحموي (ت 626هـ) :قد اشتبه على الناس فقبر البصرية بالبصرة وهذا قبر ال َّ شامية (معجم البلدان) .ولكم القياس كم ضريحا ً صار ضريحا ً لغير صاحبه المشهور به ،بل كم ضريحا ً ال وجود لرفات فيه إال في المخيلة! وكم دماء
سفكت حوله .وأقول :أيتهما صاحبة المسجد الذي صار مكانا ً لالحتجاج :ال َّ شامية أم البصرية؟ وهذا الذهبي (ت 748هـ) في «تاريخ اإلسالم» يذكر توهم ابن الجوزي ،في حياة الرابعتين ،وكذلك توهم ابن خلكان (ت 681هـ) بين الرابعتين (وفيات األعيان). وجد المقدسي (ت 380هـ) قبرها بالبصرة (أحسن التقاسيم) ،أما الجاحظ (ت 255هـ) فيذكرها في «الحيوان» و«البيان والتَّبيين» برابعة القيسية ،وال يأتي بخوارق لها ،فعلى ما يبدو أن ما نسب إليها وضعه المتأخرون .ولوفاة العدوية تاريخان ( 135هـ) و( 185هـ). عرفت رابعة بالعشق اإللهي ،وال نعلم أيهما ال َّ شامية أم البصرية ،ما سماه ابن عربي (ت 638هـ) بـ«الحب المعلول»« :قول المرأة المحبة ،يقال إن هذا القول لرابعة العدوية المشهورة» (الفتوحات المكية) ،ومن هذا صاغوا عبارة العشق اإللهي ”.انتهى ما ذهب اليه رشيد الخيون بشأن أم الخير آل معتوق التي نجهل عنها كل شيء تقريبا.
أبو نؤاس الذي دحرجه عشق المذكّر الى فوق! يكشف كتاب "اشتهاء العرب" للكاتب جوزيف مسعد عن عالم غريب في شعر الغزل بالمذكر ،ويقف تحليليا بطريقة بنيوية ال سابق لها عند شعراء وأدباء كبار .
رغم انشغال جوزيف مسعد مؤلف ومترجم الكتاب (الذي كتب أصال باللغة االنكليزية) بشؤون سياسية تسعى الى تفسير وتحليل جنسانية العرب وشهواتهم، إال أنه أمتاز بإضاءات هامة لقصائد ومراحل في حياة مجموعة من األدباء والشعراء العرب .لكن ،ما لم يقله الكتاب تسرب من مخطوطات وملفات مجهولة الناشر مقتطعة غالبا من كتب مهمة تسرد تواريخ المثليين وممارساتهم ،وما أردت الوصول اليهH ،ن المثلية العربية لم تتعارض مع تقاليد البالط العباسي ،بل سبقته في Hحيان عدة. ولكن المسكوت عنه أن عشق الذكور لبعضهم البعض ،كان شائعا في كل العالم، والمسجل أنه وفد من اإلغريق الى العالم الشرقي ،ولكن هذا ليس قطعيا ،إذ أن كثيرا ً من الشروح اثبتت أن عالقة البطل البابلي االسطوري كلكامش بصديقه أنكيدو كانت عالقة مثلية عاشقة ،وقد ختمتها األفعى التي حرمت كلكامش من حبيبه (وفي هذا رمز المرأة تدخلت بينهما فأفسدت حبهما الجارف) وللحقيقة فإن تحديد تاريخ هذه المسألة صعب للغاية ألنه ظاهرة تتعلق بالنوع البشري وليس بشعب معين وال بمقطع تاريخي معين .وعودا الى األصول الشرقية ،فإن عددا من سالطين بني العباس كانوا مثليين مولعين بحب الذكور ،وحتى في العصر الحالي فهناك كثير من الساسة بل حتى القادة والسالطين متيمين بعشق الذكور ،وحين تقلب األمر معهم ،وتسألهم عن سر هذا العشق ،يقول بعضهم إنه البحث عن الكنز في جذور قوس قزح رمز العاشقين. تاريخ العالم اإلسالمي تفهم في بعض مقاطعه العالقات المثلية ،وخاصة السحاقية منها ،وقد عدها كثيرون جزءا ً من طقوس القصور الشرقية وحريم السلطان وحرمه (حرملك) .فنساء المسلمين ما كان لهن أن يخرجن دون محرم ،ولكن المشرعين والساسة أتاحوا لهن اتخاذ ما شئن من إماء وخصيان الرقيق ،وهكذا شاعت العالقات الحميمة مع السبايا الجميالت الوافدات من كل أنحاء العالم ،وهن
اللواتي كن يحممن األميرات ويدلكن أجسادهن البضة ،وتمر أصابعهن حتما على مواطن اللذة السرية في تلك األجساد ،فتمنحها رعشة الفرح ،وتصل بها الى نشوة ال تؤذي وال تنتج وال تخلف أثرا ،كما أن أحدا ً لن يجرؤ على اختراق خلوة األميرة مع وصيفاتها فيفضح سرها .والسر حتى اذا وصل الى األمير أو الملك فال ضرر فيه ،فليس في األمر رج ٌل يزني بها ،بل تالمس من جارية لن يثلم عرض األمير. قصور العباسيين في بغداد ،وقصور األمويين في األندلس ،والمماليك في مصر ،و العثمانيين في تركيا ،وحتى قصور بعض ملوك وأمراء خليج البترول شهدت ممارسات مثلية بين الذكور بشكل أوشك في بعض األحيان أن يكون متداوال ومشاعا للجميع ،وفي ذلك اإلشهار نوع من لذة البوح يشبه تلك التي تنتاب المثليين اليوم وهم يعلنون هويتهم الجنسية الحائرة على المأل. والمفارقة هنا هي أن التسامح الموجود في تلك الممالك على مر العصور يتناقض تماما مع التشدد والتحريم والمنع الذي ساد العالم اليهودي والمسيحي في هذا االتجاه في أوروبا وحتى في الشرق المسيحي في زمن ضارع ذاك الزمن .وهذه النتائج تؤكد للمطلع أن التيار األصولي الذي يطغى على اإلسالم اليوم حديث طارئ وليس قديما ،وال حاجة للتذكير أن هذا التيار يقرن المثلية بالدعارة وينسبها الى "توجهات غربية تهدف الى إشاعة التخنث والتحلل في أوساط الشباب " على حد تعبير ادبيات السلفيين واألصوليين اإلسالميين في وصف المثليين ،وبهذا يرفض هذا التيار االعتراف بالهوية المثلية (الجنس الثالث). وتشير نصوص تاريخية ترجع الى قرنين أو ثالثة الى أن كثيرا ً من األوروبيين الذي زاروا القسطنطينية (اسطنبول اليوم) ،وزاروا حواضر الشمال االفريقي في المغرب وتونس والجزائر ومصر اصيبوا بالذهول لشيوع العالقات اللوطية " السدومية حسب وصفهم" في قصور األغنياء والوالة واألمراء المسلمين ،كما تطرقوا الى ما خفي في أوساط حرائر وحريم السالطين آنذاك ،وهنا يبرز التناقض الشرقي الصارخ ،فالعالقات المثلية بين الذكور محرمة بشدة ،ولكنها شائعة ويومية ومتداولة حتى على المستوى الشعبي .وفي البلدان العربية وتركيا وإيران خاصة يتداول الشبان الذكور اليوم آالف المزح والمداعبات واللطائف التي تتناول العالقات الذكورية ،وتزدحم لغتهم بإيماءات واشارات الى أسرار هذا المحرم اللذيذ الذي يرومه الجميع .وبنفس القدر ،تشيع في األوساط النسوية العربية واالسالمية حتى اليوم ايماءات وحركات ومزح ولغة مبتذلة ترتبط الى حد كبير بعالم السحاقيات ولمساتهن المثيرة.
والبد من اإلشارة هنا الى أن النَفَس الشرقي المترع بروح اإلسالم أضفى ويضفي على العالقات المثلية رمزية وغموضا وسرية ،بل أن الغلمان المسلمين كانوا وما زالوا يمتازون بخفر محبب لعشاق الذكور حتى اليوم ،حسب ما يشير كتاب " "Islamic Artلمؤلفه كيرون دفلين الصادر عام . 2002وينقل الكتاب عن بعض كتب القرون الوسطى في الغزل والتحبب والصبابة باللغات العربية والفارسية والتركية مؤكدا أنها كانت تنصح باتخاذ الغلمان كمعشوقين في الصيف، والجواري كمعشوقات في الشتاء " فالصيف غطاء الفقير فهو مكشوف بال ستار، وال يحاجج القوم المرء َ في جليس مليح ،أما الشتاء فهو ستر وضميمة ،والجارية الصبية في حضن المليك لن يراها سوى أهل الدار ،وفي هذا ستر من عيون الفضوليين وآذانهم". ورغم شيوع التحريم المتشدد بشأن المواقعة الذكورية المثلية ،فإن القرآن لم يصرح علنا بأي تحريم بهذا الشأن ،بل إن وصف كلمات "لوطيين لوطي اللواط" فيه اشكاليات بنيوية كبرى ،ألنها كلها كلمات مشتقة من اسم النبي لوط ،فهل يعقل أن كالم هللا سمى نبيا على فعل فاحش؟ ويحت ُّج أغلب علماء المسلمين سنة وشيعة باآلية 80في سورة األعراف ونصها: " َولو ً سبَقَكم ب َها م ْن أ َ َح ٍد منَ ْالعَالَمينَ " طا إ ْذ قَا َل لقَ ْومه أَتَأْتونَ ْالفَاح َ شةَ َما َ في حين أن تفكيك هذه اآلية بنيويا ومعنويا وحتى فقهيا ال يكشف عن تحريم، فالفاحشة ال تشي باللواط ،بل تعني غالبا الزنى ،والزنى محرم ألنه يقع بين النساء وبين الرجال وتخصيصه أنه يقود الى إنجاب أطفال غير شرعيين مجهولي االب وهو ما حرمه اإلسالم ،أما العالقات المثلية الذكرية والسحاقية فهي خالية من اإلنجاب ،وفي هذا يحاج كثيرون ،وهو عين ما ذهب إليه بطل عالء األسواني في روايته " عمارة يعقوبيان" . لكن المختصين يرون أن القرآن في سورة الشعراء يشير بوضوح الى فعل "اللواط" وينهى عنه : ) أَتَأْتونَ الذ ْك َرانَ منَ ْالعَالَمينَ * َوتَذَرونَ َما َخلَقَ لَك ْم َربك ْم م ْن أ َ ْز َواجك ْم بَ ْل أَنت ْم قَ ْو ٌم َعادونَ (" الشعراء166-165 : وعلى كل حال ،فإن كل هذه النواهي والتحريمات لم تؤت أكلها ،اذ شاع في قصور الملوك والتجار واألغنياء والسالطين عرف الغلمان وتداولهم ،وليالي سمرهم، ويكشف كتاب ألف ليلة ولية في نسخه غير المعدلة إسالميا عن قصص بالغة
االمتاع في شؤون الجواري والغلمان ،كما أن شعر ابي نؤاس والصعاليك ووالبة وبشار بن برد والوليد صريع الغواني تكشف عن غزليات غلمانية فاضحة ،تروق للمهتمين بالحب الذكري وتفصيالته الساخنة. ولنا في مكان آخر من هذا الكتاب وقفة مع موضوعة المثلية الذكورية وحب الرجال لبعضهم الشائعة في آسيا وفي افغانستان خصوصاً ،بما يعرف باللغة الفارسية" بَجه بازي". ويرى مؤلف كتاب " "Islamic Artأن الخليفة الراشد األول ذهب الى ضرورة دفن المثليين تحت جدار (وشاراته هنا الى المفعول بهم من الغلمان حصرا ،وليس الى الفاعلين الفحول) ،فيما شرح الفيلسوف الطبيب المتأخر ابن سينا أن تقبيل أفواه الغلمان مجاز شرعا ما لم يقد الى إثم! بل إنه كتب قصائد حب غلمانية ،لكنه لم يقارب موضوع المثلية في فلسفته ،وربما كان لهذا عالقة بروح العصر المضطربة التي تبيح المثلية وتسكت وتغض الطرف عنها ،فيما تحرمها الشرائع علنا وتمنعها دون طائل .والمالحظ عن الشعر العربي خصوصا أنه غالبا يخاطب المذكر ،ويوجه له علنا الغزل والتحبب والصبابة ،وال حرج في ذلك حتى والشعراء يتلون قصائدهم في حضرة أمير المؤمنين (لقب خلفاء المسلمين حتى سقوط االمبراطورية العثمانية). وشعر الغزل باللغة الفارسية كان مكرسا بمجمله الى الغلمان ،ومنه نهل األدب التركي في القرون الوسطى غزليات الغلمان والسالطين ،فانتقل من قصور بني عثمان الى قصور المماليك ،وبات تقليدا متوارثا .ويروي الكتاب الغريب المشار اليه تفاصيل منقولة عن غزليات العطار المسماة "ديوان أشعار غزل" بالفارسية وهي تروي حكايا أحواض المياه الساخنة التي كان يسبح فيها الملوك والسالطين ويحوم حولهم غلمان وصبيان من كل البلدان ،فيما يتولى رقيق سود يحملون دالء سكب الماء الساخن في الحوض ويتولى األصغر سنا منهم سقي الجمع الصاخب العابث .والبد من اإليضاح هنا أن الجمع السابح كان بمجمله عاريا وفي ذلك قصائد تصف " قضبان وخصي الغلمان وهي تسبح بمياه الحوض جنبا الى جنب مع قضيب األمير وخصيته وتبادله سحرا بسحر ولمسا بلمس وهو يتضاحك مفضال بغنج متوله مؤخراتهم على قضبانهم". أبيات أخرى من غزليات عشاق الذكور وصور وشحت المخطوطات األولى لدواوينهم كشفت عن فرق جسدي للعشق بين المرأة وبين الرجل من جانب والعشق بين الرجل والرجل من جانب آخر .فالمرأة تفضل غالبا الرجل المشعر،
وال تحب الرجل األملط ،فيما يعشق الغلمان وعشاقهم عموما الجسد األملط ،الخالي من الشعر ،وهذا ينطبق على طرفي العالقة . القصائد المذكورة تحاول أن تمسك بحدود الممنوع ،وتقف عند حاجز الخوف حتما ،فهي اشتهاء مقموع يروم شاعره التنفيس عن عشقه وال ندري هل هو عشق سلبي أم ايجابي هنا ،وكذلك تشير القصائد الى أن عددا كبيرا من أمراء السالجقة مارسوا بشكل شبه علني عالقات مثلية ماجنة في قصورهم وخلواتهم ،حتى أن نساءهم إشتكين مرارا" ال يطلبني من حيث أمر هللا ،بل من حيث يحدثه عشقه الغلماني الفاحش ،وحين يقاربني يتذكر ولدانه المخلدين وهم يداعبون شهوته ،فال أفرح وال أحبل ويبقى شوقي ألميري الحبيب غير مشبع". وفيما يدافع بعض األدباء والبلغاء عن الرؤية األدبية في اتخاد المذكر مخاطبا مقصودا بالغزل باعتباره مظهرا استعاريا مجازيا فرضته ظروف منع االختالط المتشددة ،فإن شعر أبي نؤاس والحالج وابن حزم القرطبي والغزالي وجالل الدين الرومي والعطار وحتى سعدي الشيرازي وحافظ ما برح يتغزل بغلمان مراهقين ق للذكور والغلمان في عمر فتي ،بما ال يترك شكا أن الحديث يجري عن عش ٍ وليس عن مجازات واستعارات بالغية رمزية. ومما أخفاه التاريخ ،أن النسخ المبكرة من كتاب ألف ليلة ولية ،احتوت في صفحاتها االولى على صور جسدت أبي نؤاس عاريا وهو يواقع غلمانا ً بمختلف األوضاع ،اال أن النسخ التي طبعت منتصف القرن الثالث عشر في سوريا ومصر حذفت تلك الصور والصفحات اإلباحية التي تحدثت بحرية عن هذا الموضوع.
لذة مروان الهارب من أمراء الحرب في أفغانستان ! قرعت جرسا من ثالث ٍة على واجهة مبنى صغير بقلب مدينة فرانكفورت ،حيث بشعر بلي ٍل تلفعت االسم على الجرس "ترانزوان" ،فتحت الباب شابة جميلة ٍ ببرنص حمام أزرق وتخفي صدرها العاري بقوة ،أخبرتها أني على موعد مع مروان األفغاني ،فابتسمت وقالت تفضل.
داهمتني قصة أسطورية في داخل المكان الغريب ،المكان ّ يعطره بخور ونوع من الصندل الفواحّ ، لكن نظافته ال تناسب مقاييس ألمانيا ،وما أن جلستُ الى كنبة قديمة قرب السرير الفسيح ،حتى غادرتني مستقبلتي لتغير مالبسها ،وجاءت امرأة بمالمح شرق آسيوية ،تسألني عما أشرب ،فطلبت شايا ،وبقيت انتظر. على الجدران ،معدات جنسية ،بينها سوط ،ودرع صدري ينتهي بقضيب صناعي ،وتمثال بالستيكي لوجه امرأة فاغرة الفاه بانتظار المضاجعة ،ومعدات عار تماما في وضع ال ي القوام ٍ أخرى لم أفقه وظيفتها .بوستر لرج ٍل رشيق عضل ّ يكشف عن أعضائه الخاصة. المكان إذا غرفة بغاء ،وتوقعت ّ أن مروان الذي جئت لمقابلته يعمل هنا خادما. مضت عشرون دقيقة وانتهيت من شرب الشاي ،وبقيت أشاغل نفسي بهاتفي المحمول .هذه القصة الغريبة بدأت بسلسلة مقاالت نشرتها وكالة األنباء الفرنسية، جاء في آخرها " (أ ف ب) يتمايل جاويد المتبرج بنهديه المزيفين وخلخال في قدمه وسط رجال في منتصف العمر في مقهى تحت االرض في كابول حيث يمارس مهنته كراقص بعد نيل حريته إثر معاناته من عبودية جنسية على مدى سنوات.
عندما كان جاويد في الرابعة عشرة ،خطفه قيادي جهادي سابق في شومالي شمال كابول ليصبح ضحية آفة خفية في أفغانستان تتمثل باغتصاب الذكور. صت وكالة فرانس برس أخبارهم وجاويد واحد من ثالثة "بجه بازي" سابقين تق ّ إثر تمكنهم من الفرار من مغتصبيهم .وتلقي شهاداتهم الضوء على الحياة المسروقة لفتيان تم استعبادهم جنسيا ،وغالبا ما ينظر إليهم كتجسيد للعار فتنبذهم أسرهم ،ويقع بعضهم ،مثل جاويد فريسة حلقة جديدة من االستغالل. بعد أربع سنوات من خطفه ،استبدل القيادي الجهادي جاويد ب"باجا بازي" جديد وقرر "وهبه" إلى زعيم حرب آخر نافذ. ويقول جاويد البالغ من العمر اليوم 19عاما إنه هرب في إحدى الليالي وسط فوضى نجمت عن تبادل إطالق نار أثناء حفل زفاف كان معتقله الجديد اصطحبه اليه للترفيه عن الضيوف .لكن الرقص هو المهارة الوحيدة التي يتقنها جاويد لكسب الرزق ،كونه غير متعلم ،وال حماية مؤمنة في أفغانستان للناجين من "الباشا بازي" .وهو يمارس مهنته حاليا لحساب رعاة نافذين لحفالت رقص تنتهي السهرة خاللها في كثير من األحيان بالجنس ،ما يؤكد أن الضحايا ،حتى عندما يكونون أحرارا ،يواجهون صعوبات للتحرر من الدور الذي فرض عليهم. وقال جاويد لوكالة فرانس برس طالبا عدم الكشف عن اسمه الحقيقي "تحصل مشاجرات عادة حول من سيأخذني معه" بعد انتهاء السهرة". القصة كما رواها بطلها وقد وصل ألمانيا وتابعتُ قصة جاويد باتصاالت مع زميلة تعمل في تلفزيون فرانس ،24 فأوصلتني الى صحفي فرنسي مغاربي ،وبدوره أوصلني الى شخص يعرف كاتب المقال ،وهو صحفي عربي تركي ،اسمه فاتح ،...مستقر في أفغانستان، ويجهز تقارير ومقاالت الى وكالة أنباء عدة .وحين كلمته عن موضوع جاويد، وما صار إليه حاله ورغبتي في معرفة تفاصيل أخرى عنه قال" جاويد صار عندكم في المانيا ،فقد وصل ضمن المهاجرين قبل بضعة أشهر ،وهو اآلن بمدينة فرانكفورت". بعد شهر تقريبا ،أرسل لي فاتح أيميالً اشار فيه الى امتناع جاويد عن مالقاتي، لكنه كشف في الميل عن أفغاني "بجه باز" آخر موجود في فرانكفورت أسمه
مروان وقد أبدى حماسا ً الهتمام الصحافة بقصته ،وأرفق لي عنوانه الكامل بفرانكفورت ،وأخبرني في الميل أنّه قد اتفق معه على أن أجري لقاء معه دون صور .فكانت رحلتي العجيبة الى هذا المكان. دهمتني الفتاة التي استقبلتني ،ودخلت الغرفة تتهادى ،قمحية خمرية اللون وقد ملون قصير يل ّم ارتدت سروال جينز قصير جدا ً "هوت بانتس" ،وفوقه توب ّ نهديها المرتفعين ويدفعهما الى أمام بتح ٍد صارخ لكل رجل تراوده نفسه أن ال ب طويل ٍة ليست ب ،بأهدا ٍ ينظر بشوق اليهما .عيناها خضراوان كسفحِ جب ٍل معش ٍ وشعرها األسو ُد الفاحم يتحدى بخصالته المتطايرة حتى الريح ،أما صناعية، ُ أطرافُها ،فزنداها ملفوفان غير سمينين ،وساقاها رشيقان بفخذين غير مكتنزين وال ناحلين ،وقليل من خدي مؤخرتها القمحية يبينان من فتحتي الجينز المهترئتين نكاية بكل من ينظر الى هذه المخلوقة السحرية. جلست إزائي على السرير وعلى وجهها ابتسامة عريضة وقالت بألمانية مضحكة "اسمي آبل ،وقد أخبرني فتيح من تلفون من رج ٍل جاء بمقابلة مروان ،وفي خدمة آبل" ! لم أفقه معنى كلماتها ولكني التقطت كلمة مروان فسألتها "نعم أريد أن أرى مروان ،لقد جئتُ لمقابلته". ضحكت وهي تميس بشعرها غنجا وقالت" أنا آبل ومروان في نفس المكان"! بقيتُ حائرا ،وعدت أقول لها "مروان من أفغانستان ،عندي موعد معه عبر صديقي من فرنسا؟" ابتسمت مرة أخرى ،وهي تتلمس خصرها وقالت "نعم ،نعم أنا مروان من افغانستان ،يجب أن تصدق ما تقوله آبل". بقيت التقط معنى الصدمة محاوالً إيهام نفسي أنّي فهمت غايتها ،ثم قلت لها بك يا بالفارسية في محاولة للكشف عن حقيقة ادعائها ولفهم ما ترمي اليه "أهال ِ عزيزتي الجميلة آبل ،أريد أن أتحدث إلى مروان ،فقد جئتُ من مدينة بعيدة خصيصا لمالقاته". اجابتني باللغة الدرية (النسخة الشرقية من الفارسية) " :واو ،أنت تتكلم الدرية بشكل سلس ،هذا جميل جدا ،لم أنتظر أن يكون ضيفي عارفا بهذه اللغة .قل يا
سيدي أنا في خدمتك ،أنا مروان األفغاني الذي اتفقت مع فتيح الصحفي التركي على أن تالقيه !". هالني ما قالته /ما قاله ،ولم أعِ كيف أضحت آبل مروان ،فقلت لها /له بدهشة ت مروان؟ كيف صار مروان امرأة؟ هذا ال أفهمه "؟ غامرة " :أن ِ ابتسمت وهي تتلمس نهديها وقالت" أنا ترانز يا عزيزي ،تحولت الى امرأة بالمال وبمساعدة األصدقاء هنا ،كنت دائما أتوق الى أن أصير امرأة وقد تحققت رغبتي هنا ،وها قد تحولت الى امرأه يقول الجميع أني جميلة جدا ،وينفق الرجال هنا مبالغ كبيرة للنوم معي ،لم أعد غالما ً في عالم "بجه بازي" األفغاني المرعب!" تذكرت العنوان على جرس الباب فقلت لها /له " :ترانزوان اذا خليط من ترانز+ مروان؟ ضحكت /ك بصوت هامس وقالت" نعم بالضبط ،ألم تلتق قبال بترانز؟ الهورمونات تفعل كل شيء" وقبل أن أجيبها ،سألتُها بسرعةّ : لكن عملية الحقن والهورمونات مكلفة ،من دفع لك التكاليف؟ " عشقي الذي جاء معي من أقصى أفغانستان هو الذي دفع مبلغ 8األف يورو، فصرت انثى كاملة يتمناني الرجال ،واشبعه كل ليلة وأزيد دخله .يصل دخلي في بعض األحيان الى 300يورو في اليوم هنا" ثم صارحتها /ته أني لم ألتق قبال اليوم بأي ترانزّ ، ي مثل وأن األمر سقط عل ّ صاعقة ،وتعجبتُ كيف يمكن أن يغيّر العلم كل شيء ،ثم سألتها إن كان كل شيء في جسدها الرائع صناعيا؟ ضحكت /ك وقالت" كله طبيعي ،جسدي استجاب بأحلى طريقة للهورمونات ،فنما كل شيء بمقاسات الفتيات ،وها أنا ست البنات في فرانكفورت ،وداعا أليام هلمند التعيسة"! * أنا ومروه بعيدا عن المبغى !
اقنعت مروان في النهاية أن نلتقي في مكان آخر غير هذا ليروي لي قصته ،بعيدا عن عيون القوادة الفيتنامية التي تدير الماخور .والتقيته/ها بعد أسبوعين في مكان جميل يطل على نهر ماين بقلب مدينة المصارف الضا ّجة بالنشاط فرانكفورت. جاءت بفستان فيروزي يُسا ِق ُ ط ضوؤه على أطرافه/ها الرشيقة ،وجلسنا نتحدث كرجل وامرأة في أغرب قصة. قلت" هل تريدين أن أكلمك كمروان أم كآبل؟ يعني كأنثى أم كذكر". ضحك/ت وقال" .هل تراني ذكراً ،أفضّل أن تحاورني كأنثى" قلت لها" :اذن سيكون اسمك مروه ،سأناديك مروه ،ليسهل الحوار ،هل تعرفين اسم مروه؟" وشرحت لها ك ّل ما يتعلق بمروه ،فأعجبها االسم ،وقررت أن تتخذه لوصف نفسها حتى مع الزبائن. " في السادسة من عمري ،كنت ألعب مع صبيان الحي في هلمند ،فيقبّلني بعضهم بشدة في فمي ويقولون " طعم شفتيك مثل الفراولة" وكان ذلك يسعدني، ولكني لم أفهم تفسيره .في العاشرة ،بدأت اتعلم السباحة في غدير ايشار القريب من مدينتنا ،وكان الصبية والفتيان األكبر سنا ً يتلمسون جسدي وفخذي بشوق، وهم يتأوهون ،كما ّ أن كثيرا ً من البالغين منهم ،كانوا يغوصون في الماء ليطبقوا علي من الخلف وهم يتحسسون مؤخرتي .ولم أسمح ألحد أن يتجاوز أكثر من ذلك معي ،وكله كان يجري بعنوان المزاح ،هناك في بالدنا يتمازح الشبان علنا ً أن ال أحد يفعل هذا األمر المشينّ . بشأن اللوط والمثلية باعتبار ّ لكن الجميع كانوا ي من المعجبين بأنواع مختلفة .أغلى يتوقون للمسة مني ،وكانت الهدايا تنهال عل ّ ق عمره 15سنة ،كان أبوه تلك الهدايا وأغربها جاءتني من عبد الكريم وهو مراه ٍ من الجهاديين العرب في الحرب على نجيب هللا ،ثم ترك العمل الجهادي واستقر في هلمند وبات تاجر مالبس .جاءني عبد الكريم بطاقم مالبس نسائية داخلية متعدد األلوان ،وكان على الغالب قد سرقه من مغازة الكماليات التي يملكها أبوه. ذلك الطاقم الجميل نبهني الى جمال جسدي ورقة أطرافي ،وأمضيت ليا ٍل طوال أرتدي أجزاءه وأتأمل تفاصيل جسدي األنثوية المدهشة واتلذذ بمالمستها .ثم طلب مني عبد الكريم أن أرتدي أحد الكلوتات (المالبس الداخلية التحتية الضيقة الصغيرة) ليراه ،وارتديت قطعة لباس خيطي أصفر صغير ،وجئت الى الغدير اندس خيطه في ألسبح معه ،وحين نزعنا عنّا ثيابنا ،ورأى لباسي الصغير وقد ّ
مؤخرتي ،اشتد هياجه وتفاقمت رغبته ،فالتصق بي وبدا يتلمس جسدي األنثوي بشوق وهو يلهث .وتركته يفعل ما يشاء وأنا أرتجف بالرغبة مثله ،لكني كنت خائفة أن يرانا أحد ،فنحن في العراء ،وال تخفينا سوى طية جبل صغير ،على طريق ريفي مترب ،والناس يمرون بها غالبا ليل نهار .حين تمادى في مقاربتي، ّ وأصر على أن يفرغ فافلت منه محاولة الهرب ،اال أنه أمسك بي جرفني الرعب، ّ ي ،امتنعت وبدأت اهدده بأني سأصرخ ما لم يتركني ،وفعال أخذت اتكلم رغبته ف ّ بصوت مرتفع ،فابتعد عني محبطا ،وسارعت ارتدي مالبس وأغادر المكان. في تلك الليلة لم استطع النوم لشدة شوقي لجسده ،وندمت أشد الندم ألني لم أسمح له أن ينل رغبته .في األيام التالية تكررت لقاءاتنا في أماكن أكثر أمنا ،ومكنّته أن ي يتنزع برفق عذريتي ،فبت أنثى مطاوعة له ،يلتقيني كلما اشتد شوقه ،فيفرغ ف ّ شهوته ليشبع بذلك شهوتي" . كم كان عمرك يا مروه؟ " بقيت معه حتى بات عمري 12سنة ،وبلغت سن البلوغ". تنحنحت قليال مبديا نوعا من الحرج ،وسألتها :دعيني أسألك أمرا محرجا ً بعض الشيء ،هل تمتلكين أعضاء الرجل الذكرية؟" ي ضحكت بغنج وهي تقول :طبعا لدي أعضاء مثل كل الرجل ،وأصل مثل أ ّ رجل الى نشوتي ،كما ّ أن كثيرا ً من زبائني في بيت "ترانزوان" يفضّلون أن أضاجعهم كرجل !؟ " وأثار كالمها دهشتي فسألتها كيف؟ " هذا شيء ال يفهمه إال "بجه بازييها" ،فمشاعر هؤالء الجنسية مذ ّكرة مؤنّثة مختلطة ،وهم يختارون نوعها حسب المتيسر وحسب الشهوة". جاءتنا نادلة المطعم ،فطلبتُ منها كوال باردة فيما طلبت مروه كأس آيس كريم عامر .وبانتظار وصول الطلب بقينا نثرثر كأننا في محطة استراحة ،حتى وصل فعدنا الى حديثنا ونحن نقضي عليه وشوق مشترك للسرد يدفعنا لإلسراع في ذلك. "في كابول تفتحت أنوثتي"
وماذا جرى بعد عبد الكريم؟ " بعدها هاجرت وأسرتي الى كابول ،بحثا عن عمل وحياة أفضل ،فسكنّا في بيت على أطراف المدينة الشرقية ،في حي تجاري يستقر فيه عادة أغلب القادمين من هلمند .ثم اشتغل أخوتي الثالث ،وبقيت أبحث عن عمل .قرب بيتنا كان يسكن فتى يكبرني بعامين ،أسمه فرمان ويعمل صبيا في محل حالقة .كان فرمان يختلس النظر الي بشوق أعرفه جيدا ،فقد كان يعشقني ،وطلب مني ذات يوم أن ارافقه الى مكان جميل لم أر مثله ،وافقت ،وارتديت تحت مالبسي تلك القطع النسوية الجميلة ،فخرجنا عصر ذلك اليوم وذهبنا الى كافيه اسمه "طلبه توك"، يلتقي فيه الشباب ،ويسمعون الغناء ويقرقعون الشيشة (الغليون باللغة الدرية) . جلسنا في المكان نحو ساعتين ،وتناولنا مرطبات ،وعرفت البستني "آيس كريم" ألول مرة في حياتي ،وعشقت طعمه اللذيذ .في السابعة خرجنا من الكافيه، واقترح فرمان أن نذهب الى السينما ،ولم أكن قد زرت أية صالة سينما من قبل، ففرحت موافقةً ،وذهبنا معا الى سينما بامير العمالقة وسط كابل .وأطفأوا األنوار وبدأ عرض الفيلم ،فمد يده الى فخذي يتلمسه ،ثم مد أصابعه الى أعلى سروالي وتسلل بيده الى جسدي ،وتلمس بلهفة لباسي الداخلي الصغير النسوي الضيق، فتأوه بصو ٍ ت عال ،وبقي يلعب معي ولم أفقه من الفيلم شيئا ،ثم طلب مني أن نذهب الى المراحيض ،وخرجنا متعاقبين .كان أغلب الموجودين منهمكين في عشقهم وتالمسهم ،وال ينظرون الى الفيلم .المكان عبارة عن صالة مظلمة للذة الممنوعة .في المراحيض كان لقاؤنا سريعا محموما ،وانتهى في لحظات مشفوعا برعب أن ننكشف وتأخذنا الشرطة .كان اللقاء رغم الخوف لذيذا ً جدا ،وجاء كإعالن أننا نفهم بعضنا ونعشق بعضنا ويمكن أن نستمر في سرنا الجميل. عشقني فرمان وهام شوقا ً بي ،وبعد أشهر ،وجد لي عمال في محل يبيع ويصلّح الدراجات النارية يملكه أخوان .قابلت صاحب المحل ،فبدا ودودوا ،وأخبرته أني ال أتقن العمل فقبلني وهو يعدني بأني سأتعلم الصنعة كما تعلمها هو ،وما علي إال أن أطيعه وأطيع شقيقه وأتعلم منهما .واشتغلت وبدأت فعال بالتعلم فعمت الفرحة بيتنا ،وصرت أعطي أمي كل يوم بعض النقود لتضمها الى ما يأتي به إخوتي وأبي.
األسطا خليل كان يعلمني الصنعة ،وهو يأكلني شوقا بنظراته ،وفهمت منذ اليوم األول أنه يشتهيني بجنون .لكنّه كان متزوجاً ،وعنده أوالد في مثل عمري بل وأكبر مني ،كما ّ أن شقيقه كان معنا في المحل بشكل دائم .بعد أشهر ،سافر أخوه الى إيران إلتمام صفقة شراء دراجات نارية جديدة ،وبقيت مع االسطا خليل في المحل وحدنا .في اليوم التالي أخبرني أن ال أغادر بعد ان نغلق المحل ليال . وحين ع ّم الظالم واغلقت السوق وساد الهدوء وقل عدد المارة ،أدخلنا الى المحل كل الدراجات المعروضة امامه ،ثم أغلق االسطا علينا الباب من الداخل ،وأطفأ المصباح وأوقد فانوسا صغيرا .واقترب مني وبدأ يقبلني في رقبتي ويتلمس جسدي ،ودس يده في السروال من الخلف ،لم يفاجئني كل ذلك ،وكنت انتظره، وسرعان ما سمحت له أن يأخذني ،فانجز عمله بسرعة الهثة ،وخرجت من المحل سريعا قبله قاصدا البيت .وتكررت اللقاءات بفترات متباعدة ،حتى بعد عودة أخيه .حبيبي فرمان سألني ذات يوم أن كان االسطا خليل يضاجعني؟ هززت رأسي باإليجاب ،فضحك وقال لي :سأخبرك سرا صغيرا ألني ال أخفي عليك شيئا فأنت عشقي الغالي :كل االسطوات يفعلون ذلك مع صبيانهم ،واالسطا سار الحالق يفعل ذلك معي أيضا. ي ّ وهل يؤلمك؟ ال هو يفعل ذلك بسرعة وليس مرارا ً ألنّه متزوج. وختمت مروه كالمها بعبارة حاسمة" :في كابول تفت ّحت أنوثتي واكتملت ،فرمان واالسطا خليل اشبعا رغبتي بال حدود ،وكانا يلبيان لي كل طلباتي حتى لم أعد أحتاج شيئا". مرة أخرى :أنثى أم ذكر؟ ت امرأة بأعضاء رجل، ت تشتهين النساء ايضا؟ فأن ِ قاطعت مروه متسائال :هل كن ِ فهل تشتهين النساء؟ كنت أتعلم األنوثة منهن ،وأنظر اليهن خلسة كيف يتميعن أمام الرجال وكيف يتغنجن ومن ذلك كانت تتكامل انوثتي ،أما الشهوة ،فلم أفكر بهن قط .في افغانستان ال يشاهد الرجال سوى المبرقعات ،فكيف يفكرون بهن؟ الحقيقة ّ أن كل
الرجال الذين عرفتهم يشتهون الرجال ،ولكل منهم قصة عشق بجه بازي أو أكثر من قصة. كيف يتزوجون النساء اذا؟ عرفت عشرات الرجال المتزوجين وقد ضاجعوني أو تمنوا مضاجعتي ،الزواج عندنا لبناء بيت وأسرة وانجاب أطفال ،وال عالقة له بالشهوة .قلت لك ،أغلب الرجال يشتهون الرجال في بلدنا .وقد اكتشفت هذا بنفسي .كل من قابلتهم في افغانستان بال استثناء وحتى اقاربنا ضمنهم كانوا يشتهوني .أحد ابناء خالي يكبرني بعشرين عاما ،متزوج من امرأة جميلة جدا ،لكنه يتلمس جسدي ويغمز لي بعينه كلما اختلينا ،ومثله اثنان من أوالد عمي ،ذهبنا للسباحة معا وكادا أن يتقاتال في سبيل القرب من جسدي. كلمات نورا كأنها قراءة في ِسفر غامض عن عالم سحري سري .أفغانستان البعيدة التي تتعاقب عليها تنظيمات اإلسالم المتشدد ،هي وكر المثليين األكبر في العالم .اذا صدق ما قالته نورا ،فك ُّل الرجال هناك مثليو الميول ،والسبب بوضوح هو الكبت الذي خلق لدى الرجال توجها للبحث عن بديل آمن لتفريغ الرغبة الجنسية ،فكان الرجال في الرجال ،وباتت هذه عادة متوارثة ،فبات كل الرجال تقريبا مثليين؟ مع طالبان لالنتقام من المغتصبين؟ ونقلت وكالة األنباء الفرنسية في تقرير عن انتشار المثلية كظاهرة يومية يعايشها الرجل كأمر مسلّم به في البلد األشد محافظة واالكثر تزمتا بشأن النساء واخفائهن "أن الطريقة الوحيدة للهروب بالنسبة الى بعض هؤالء الفتيان ،هي التوصل الى صفقة سرية مع حركة طالبان التي تجند بنجاح فتيانا استعبدوا جنسيا ويريدون االنتقام وقتل مغتصبيهم في صفوف الشرطة ،كما كانت كشفت وكالة فرانس برس العام الماضي. ويقول ايمال ،وهو بجه باز سابق في الثالثينات من عمره تخلى عنه والداه ،ان "شرف العائلة يشبه كوبا من الماء نقطة قذارة واحدة تلوثه .لو انني امرأة ،فان عائلتي لن تتركني على قيد الحياة".
كما يلحق العار باآلباء واألمهات الذين يحاولون مساعدة أطفالهم ،وفق اطباء في جنوب أفغانستان يعالجون الناجين الذين تعرضوا النتهاكات وحشية. ويقول جراح في والية هلمند ،حيث ينتشر تقليد بجه بازي " ،تزداد أعداد الوالدين الذين يقولون إ ّن اوالدهم يعانون من مشاكل في األمعاء" ،مؤكدا ما ذكره اثنان من المسؤولين في القطاع الصحي .ويضيف "لكن فحوصات دقيقة تظهر أن األوالد تعرضوا لالغتصاب ويحتاجون إلى تقطيب .وسرعان ما ينهار الوالدان وسط البكاء متوسلين "ال نريد أي دعاية ،انما إنقاذ الصبي فقط". ويوضح إيمال طالبا حجب اسمه الحقيقي ،انه تم االستغناء عنه بعد سنوات من استعباده جنسيا لدى قيادي جهادي في والية بلخ الشمالية عندما بدأت لحيته تنمو. ويقول ايمال الذي اصبح ناشطا في كابول إنه ال يريد أن ينتهي به األمر على غرار العديد من الضحايا اآلخرين الذين اصبحوا بدورهم مستغلين لآلخرين. ودعا الرئيس أشرف غني للمرة األولى هذه السنة ( )2017الى فرض عقوبات صارمة على ممارسي "بجه بازي" عبر تعديل على قانون العقوبات ،لكن الحكومة لم تحدد موعدا لتطبيقها. وداهمت السلطات في شباط /فبراير حفلة "بجه بازي" في كابول ،لكنها لم تسجن منظميها بل حفنة من الفتيان الراقصين ،كما افاد شهود عيان فرانس برس. ويقول ايمال "بالنسبة لي ،الرقص ليس جريمة ،يجب أن تنتهي ثقافة معاقبة الضحية". وفي بلد ال يوفر حماية قانونية أو دعما نفسيا اجتماعيا ،قد يكون الضحايا محظوظين في الهرب من المعتدين عليهم لكن ليس من ماضيهم .وأصبح البغاء أمرا ً مشتركا لكثير من األوالد الذين تعرضوا لالستغالل الجنسي".
الحب العذري -حرمان في غاللة العفاف ؟ ق فضائي يقف الشاعر على درب حبيبته ويتلو قصيد العشق العفيف متغزال بمخلو ٍ عرف بالغزل العفيف والعذري .ولعل أقرب الى المالك منه الى األنثى ،وهو ما ُ السؤال المهم في عصر العولمة والحقائق العارية هو ،هل ظهر الغزل العفيف والحب العذري بسبب عفاف الناس ،أم بسبب حدود اإلسالم التي حدّت من طقوس التهتك التي شاعت قبل اإلسالم؟
يخال لكثير من المحدثين ّ أن تعبير "الحب العذري" يختص بالمحافظة على عذرية وبكارة الفتاة ،فيما األمر يرتبط على األغلب بقبيلة عذرة التي شاع فيها الغزل العفيف بعد اإلسالم .وعلى المهتم بشعر ومشاعر العرب في تلك المرحلة أن ينظر بجد الى كيف عاش اباؤهم قبل عقود من موجة الغزل العذري والحب العفيف .ويحتج المدافعون عن العفة في الحب العذري ّ بأن شعر عنترة وقصائد غزله بعبلة كمثال سبقت ظهور اإلسالم ،لتنفي بذلك فرضية ّ أن التعفف صفة نشأت اضطرارا ً بسبب اإلسالم وحدوده الصارمة بشأن االختالط. متيم بحبيب ٍة واحد ٍة ،ويُجهل في األصل سبب نسبه ق ٍ الحب العذري هو تشبب عاش ٍ الى بني عذرة ،السيما ّ أن اشهر من عشقوا ودبجوا القصيد الغزلي العفيف لم يكونوا من بني عذرة ،فعروة بن حزام ،وقيس بن الملوح مجنون ليلى ،وقيس لبنى ،وجميل بثينة ،وعبد هللا بن الدمينة ،وكثيّر عزة ،والعباس بن األحنف، ويزيد بن معاوية ،كلهم ليسوا من بني عذرة ،بل ّ أن قبيلة عذرة لم تنجب شاعرا عفيفا متعففا واحدا نقلته لنا قصص العرب. شعر الحب العذري ال عالقة له بقبيلة عذرة ! حرتُ في تفسير نسب العفاف الى عذرة ،فبحثت في كتاب محدث هو" سوسيولوجيا الغزل العربي" للطاهر لبيب الذي نقل:
قال سفيان بن زياد :قلت المرأة من عذرة رأيت بها هوى غالبا خفت عليها الموت منه :ما بال العشق يقتلكم معاشر عذرة من بين أحياء العرب؟ فقالت فينا جمال وتعفف ،والجمال يحملنا على العفاف ،والعفاف يورثنا رقة القلوب ،والعشق صى أصل هذه الحكاية يُفني آجالنا ،وإنا نرى عيونا ً ال ترونها .وحاولت أن اتق ّ فعييت. وبحثت في ما نسب الى روضة المحبين إلبن قيم الجوزية فوجدت رواية: قال سعيد بن عقبة ألعرابي :ممن أنت ؟ قال األعرابي :من قوم إذا عشقوا ماتوا قال :عذري ورب الكعبة فقلت ومم ذاك ؟ قال :في نسائنا صباحة وفي رجالنا عفة . وحين أردت التثبت منها ،عييت مرة أخرى. وبحثت في نهج البالغة البن أبي حديد فوجدت ّ أن حجازيات الشريف الرضي يمكن أن توصف بالغزل العفيف ،فيما لم يعرف عن "نقيب الطالبيين" صبابة وغزال . فحبيبة غزله هي مرة أميم "أميمة": وهل ينفعني اليوم دعوى براءةٍ َ ريب أميم ُم ُ لقلبي ولحظـي يا َ ومرة ظمياء : منك نسيما ً لسـتُ أعرفُه أشـ ّم َ ُ جرت فيك أردانا أظن ظميا َء ّ وتارة هي لمياء: و مالي يا لميا ُء بالشـعر طائ ٌل سوى ّ نسيب أن أشعاري عليك ُ وكل هذا في الحقيقة هو إعالن عن "ال حبيبة" ،وأرى ّ أن الشريف الرضي لم يكن قط عاشقا صبا ،وأخال ّ أن عشق العذريين المعلن يخفي وراءه عطشا لألنثى
وشوقا لتلمس مواضع خصبها يتخفى في ثياب العفة. فهل كان شعر الغزل العفيف تعبيرا عن عفة وتنز ٍه عن الجنس ،أم كان تنفيسا عن الحرمان في المجتمعات العربية اإلسالمية في عصور اإلسالم األولى في القرنين األول والثاني هجري؟ الكاتب والصحفي فارس يواكيم أجاب عن هذا السؤال بالقول: " كان الغزل العفيف من تقاليد الحياة االجتماعية العربية في الجاهلية وصدر اإلسالم .وانعكست المفاهيم االجتماعية في الصياغات اإلبداعية الشعرية .كانت التعفف ضرورة ،ألن الحب بوجه عام "تابوه" ال يجوز االعتراف به .برغم تمرد بعض الشعراء على األعراف ،مثل قيس بن الملوح (ليلى) وعنترة (عبلة) جميل (بثينة) وكثير(عزة) . في الوقت نفسه ،وانسجاما مع األعراف ،كان الغزل يتقنع بالتعفف ،وبصفة "الغزل العذري" .أو يتقنع بمخاطبة المؤنث بصيغة المذكر ،وهذا التمويه ورد في الكثير من القصائد. وانسجاما أيضا مع هذا المنطق ،يمكننا النظر إلى بيت عمر ابن أبي ربيعة الشهير "إذا جئت فامنح طرف عينك غيرنا /لكي يحسبوا أن الهوى حيث تنظر". العاشق العذري المتيم الحالم ويهوى العذريون إن ص َح عشقهم امرأة بعينها ال يغادرونها الى أخرى ،وهذا يضع كل القضية موضع سؤال ،فاإلسالم كان دائما ضد الكهنوت ،ولم يكن دينا يحرم الجنس ،بل يحث على التكاثر والعالقات الجنسية ضمن مؤسسة األسرة ّ ورباط الزواج اإلسالمي ،فكيف عاش هؤالء متغزلين وهما ً بامرأة واحدة؟ ولم يعرف عن كل أصحاب الغزل العفيف تشببا ووصفا لمحاسن األنثى في حبيباتهم ،فهن أشبه بجنيات اسطورية ،ال تحيض وال تحبل ،وتكتفي بالتحليق في أخيلة عاشقيهن بغالل وردية ليست شفيفة .معشوقات العذريين لسن إناثا بل ّ هن أقرب الى المالئكة وهذا برأيي إعالن قطيعة وبراءة مقصودة من شعر الخالعة والمجون العربي الفاحش الذي سبق اإلسالم ،وعاد الى الظهور في العصر العباسي مع انتشار الف ليلة وأقاصيصها اإلباحية .وال أود أن أذهب بعيدا ً في عرض الغزل العربي الصريح قبل اإلسالم ( ومن عجب ّ أن النت خال منه تماما،
وكأنها رسالة ممن ح ّملوا األدب العربي على وسائل االعالم اإللكترونية -النت- ّ بأن ادبنا كان أبدا عفيفا رومانسيا ال يجرح ؟!) لكني سأكتفي بما أشتهر من شعر الملك الضليل (امرؤ القيس): سموت إليها بعدما نام أهلها سمو حباب الماء حاالً على حال ّ فقالت سباك هللا إنّك فاضحي سمار والنّاس أحوال ألست ترى ال ّ حر الصبابة والحزن الرومانتيكي العذريون ما برحوا مسهدين ساهرين يعانون ّ المغرق في الشاعرية والعفة ،فهل كان العرب الفاتحين المنصورين بإسالمهم القوي الذي اجتاح العالم ،أهل رومانسية يتعففون عن النسوة!؟ وما مصير مئات ألوف الجواري اللواتي غنمهن المقاتلون وأردفوهن على ظهور الجياد ليعودوا بهن سبايا ّ هن ِح ٌّل لهم بملك اليمين؟ عن حقيقة الحب العذري الشاعرة ريم قيس كبة لم تبتعدد كثيدرا عمدا روتده كتدب البحدث فدي الشدعر والتداريخ العذري ،لكنها اقتربت جدا مدن حددود التحدريم التدي أراد الحداكم العربدي االسدالمي في العصر األموي فرضها فقاربت الموضوع بالقول: "يرى بعض الباحثين أن أصل التسمية جاءت نسبة الى "بني عذرة" ..وهي القبيلدة التي ينتسب إليها أكثر من شاعر عذري ..لعدل أقددمهم هدو عدروة بدن حدزام عاشدق عفددراء ..وهندداك مددن يحيددل اصددل المصددطلح الددى إلددى عفَّددة اللسددان والمسددلك ..أي العذرية.. أمددا السددبب وراء تلددك الظدداهرة فيرجعهددا بعددض البدداحثين الددى أن األمددويين كددانوا فرضوا على أهل الحجاز سورا من العزلة السياسية ألنهدم كدانوا يشدكون بدوالئهم.. وقد انقسم أهل الحجاز الى قسمين :هم أهل المدن من أبناء الصحابة وسواهم وكدان بنو امية يجدونهم خطرا يهددد سدلطانهم ..فاغددقوا علديهم األمدوال فانصدرف الكثيدر من القوم الى اللهو والمتع ..بينمدا انصدرف الدبعض اآلخدر الدى حيداة الزهدد والتقدى والعفاف.
أما القسم الثاني فهم من أهدل الباديدة الدذين اسدتبد بهدم الفقدر واليدأس فانصدرفوا الدى تأمل المثل العليا ونشات فيهم نزعة شبيهة بالتصوف وهي الغزل الروحي العفيف. ويرجع فريق آخر من الباحثين سبب تلك الظاهرة الى أن الحب العذري كدان غالبدا مددا ينشددأ فددي سددن مبكددرة قبددل أن تبلددغ الحسددية نضددجها لدددى العاشددقين ..ويبقددى ذلددك اسلوبا حياتيا ال تغيير فيه ..وخير مثال حب قيس بن الملوح: "عشـقتك ياليلى وكنت صـبيةً...وكنت ابنَ سبعٍ ما بلغت ثمانيا ". جبران ومي ،قصة حب عابرة للقارات ! ولنرحل بالقضية الى القرن العشرين ،حيث شاع بين الناس عشق جبران خليل جبران لمي زيادة ،وعشقها له ،وهو من أغرب نسج الخيال في عوالم الحب العذري ،إذ ّ أن جبران لم يلتق اللبنانية المبدعة مي زيادة قط .لكن ما جمع بينهما هو رسائل حب تناقلها بريد عابر للمحيطات .والى ذلك تحديدا ً أشارت الباحثة سلمى حفار الكزبري التي حققت مع سهيل بشري تلكم الرسائلّ " ، فإن العالقة بينهما بدأت بعد أن قرأت مي رواية جبران الرومانسية “األجنحة المتكسرة”. ولكن ،بغض النظر عن كيفية بدء “الحب” ،فقد أتاحت الخطابات ضو ًء باهرا للمؤرخين على حياة كل من كاتبيها وأفراحه وشجونه وآرائه في مختلف شؤون تفردها ّ أن طرفيها لم يلتقيا وجها لوجه على الحياة .وقد كانت تلك عالقة يزيد في ّ اإلطالق .لكنها دامت قرابة 20عاما وأتت الى ختامها مع وفاة جبران في نيويورك في 10أبريل .1931ماذا تس ّمي هذا وأين يمكن أن تصنّفه؟ ". من جانبي ،وضمن رؤية عصرية واقعية فارقت هواجس العصر الرومانتيكي الى عصر العولمة القاسي بحقائقه الفاضحة وثقافته السريعة ،ليس بوسعي كبح نفسي عن هذا السؤال :ما كان يحصل لو التقى الحبيبان ،هل كانا اكتفيا بالهمس يحول الشوق المحروم الى سرير عشق العذري المتباعد ،دون ٍ يٍ ّ لمس حس ّ صاخب؟
درويش تائه وعاشقة يهودية في "قواعد العشق األربعون" بجرأة القرن الحادي والعشرين ،دلفت أليف شفق إلى عالم المتصوفة من القرن الثالث عشر ميالدي .الرواية تحكي تفاصيل من حياة المتصوف األفغاني، اإليراني ،التركي ،جالل الدين الرومي .زمن الحكاية قبل وبعد سقوط دولة الخالفة العباسية على أيدي المغول حيث تنتهي الوقائع سنة 1260ميالدية.
الحب ينكشف بين المولى وبين الفتى الوافد منذ أول سطر ،فإلى " موالنا " الخطيب المفوه سعى الدرويش المشرد شمس الدين التبريزي ،وحين التقيا سلب شمس لب وعقل موالنا الرومي ،فأسكنه األخير بيته بين أفراد أسرته ،وانشغل عن العالم كله بهذا الدرويش التائه .شمس يقول" :في نهاية المطاف ،ماذا يهم في أي مدينة أمكث ،مادام الرومي ليس بجانبي ،فحيثما يوجد ،توجد قبلتي". الرواية "قواعد العشق األربعون" تحكي تفاصيل من حياة المتصوف األفغاني، اإليراني ،التركي ،جالل الدين الرومي .زمن الحكاية قبل وبعد سقوط دولة الخالفة العباسية على أيدي المغول حيث تنتهي الوقائع سنة 1260ميالدية. هما يفسران هذا الوله بينهما باعتباره عشقا معرفيا صوفيا ،لكن الكاتبة أليف ال تسعى أن تقنع القارئ المعاصر بهذا االنطباع. "الكفر الحلو" نص يخلط حدود الزمن تكنيكيا ،يصلنا النص من خالل مسودة رواية" الكفر الحلو" التي أرسلت إلى اليهودية األمريكية إيال روبنشتاين الساكنة في بوسطن لتقيمها ،فتقع في حب كاتبها العولمي الشخصية ،عزيز ،المتحول من ملحد يساري إلى مسلم متصوف والساكن في أمستردام.
تنمو عالقتهما رغم أنها أم لثالثة أبناء ،كبراهم جانيت في السابعة عشرة تريد ترك البيت ،فيما زوجها ديفيد ال يفتأ يخونها .من خالل سرد الكفر الحلو ومراسلتهما نعرف قواعد العشق األربعين تباعا ،فيلخص عزيز مفهوم موالنا عن العالم بالقول" :كما ترين يا إيال ،كل ما يمكنني أن أمنحك إياه هو اللحظة الراهنة ،هذا كل ما أملكه ،وفي الحقيقة ال أحد يملك أكثر من ذلك" .وهو بهذا يردد تصور الرومي عن العالم وتنكشف للقارئ تفاصيل عالقة غامضة بذلها المتصوف الخطيب موالنا للدرويش التائه ،وتصل إلى األمور إلى حدود قصوى ،حين تسير األحداث باتجاه تزويج شمس الدين من ربيبة موالنا الساكنة في بيته " كيميا" العذراء ذات الخمسة عشر ربيعا ،ليضمن بقاء الدرويش إلى جنبه. تدريجيا ينمو الهاجس الحسي لدى القارئ ،هاجس محموم يفترض أن عالقة اإليميالت بين إيال وبين عزيز" كريغ" بدأت تنمو باتجاه التماس الجسدي ،كما كانت العالقة الصوفية الغامضة تثير لدى محيط الرجلين هواجس حسية غامضة. لماذا عاف الدرويش التائه عروسه اليانعة ؟ وبنفس المقدار ،وقبل 8قرون ينمو هذا الشعور لدى القارئ ،حين يعجز شمس الدين عن مقاربة عروسه الجميلة ليلة زفافهما ،ويبقى بعيدا عنها بعد تلك الليلة رغم محاوالتها التي تعلمتها من المومس السابقة "زهرة الصحراء" ربيبة موالنا األخرى إلثارته وتحريك فحولته .ولن يتمكن أي قارئ نبيه إال من أن يفترض أن ما بين الرجلين هو الذي يحول دون مضاجعة شمس المرأته .عالقة الرجلين قد يفسرها قول الرومي الشهير ":كل األشياء تصبح أوضح حين تفسر ،غير أن هذا العشق يكون أوضح حين ال تكون له أي تفسيرات". بنفس المستوى ،تتحدى عالقة إيال بالمصور الكاتب التائه "عزيز" مستوى التفسير ،فهي ترحل إليه مجذوبة بسحر عالقة الرومي بشمس ،لتجده يعلن لها أنه مريض لم يترك له مرض السرطان سوى 14شهرا ،وبذا فإنه ال يريد أن يخرب حياتها ألجل نزوة. التشابه بين الحالتين يكتمل ،حين يتآمر أهل قونية على قتل شمس التبريزي ،كما تآمر السرطان على قتل عزيز -كريغ! عالقات تتجاوز الزمن وحدود األديان
قواعد العشق األربعون تتخطى حدود األديان ،واالستقطاب الطائفي الديني العالمي السائد في يومنا هذا ،فموالنا متزوج من "كيرا " المسيحية ،وقبلها كانت زوجته "جوهر" بهائية ،وهو ال يهتم أن تختلف األديان ما دام المعشوق" هللا" واحد، وينطبق هذا إلى حد بعيد على شمس ،فهو ال يهتم لحدود اإلسالم ،ويطلب من موالنا أن يشتري قناني خمر ،ويشربها في الحانة ليفقد احترام الناس له ،فيكون حبه خاليا هلل ،وليس حبا للثواب المنتظر من هللا! ففي القواعد األربعين جاء أن" :اإلسالم يعني السالم الداخلي وضمنا ً االستسالم، واالستسالم ال يعني أن يكون المرء ضعيفا أو سلبيا ،وال يؤدي إلى اإليمان بالقضاء والقدر ،بل على العكس تماما" .وهو بهذه الطريقة يختلف مع كل ما ذهب اليه فقهاء اإلسالم من المذاهب كافة. بنفس المقاربة ،فإن إيال اليهودية لم تمانع أن تقيم عالقة حب بملحد -مسيحي- متحول إلى اإلسالم الصوفي ،ولم تمانع أن تتحدى ضوابط الديانة الموسوية الصارمة التي تحرم ارتباط اليهود بآخرين أو أخريات من خارج ملتهم بشكل قاطع .لكن تلك التضحية الجسيمة ،ومثلها هجرانها لدفء أسرتها الميسورة في "نورثامبتون" ،تفتت على صخرة عجز فرضه مرض العصر السرطان ،ولم تتفتت على صخرة عالقة غامضة تربط ديفيد بطرف ثالث .شخوص الرواية األخرى ،بقيت في الظل ،في ضوء تنامي العالقة رباعية األطراف عبر القرون. وكتبت األلمانية ميالني كريستينا مور تصف اإلثارة الجنسية في شعر الرومي تحول جالل الرومي الدين إلى شاعر بفضل ناقلة عن المستشرقة آنا ماري شيمل َّ م َعلمه الروحي شمس الدين التبريزي .حتى أنَّها ذهبت إلى القول" إننا يجب علينا اليوم أن نتحدَّث عن جالل الدين الرومي آخر ،لو َّ أن االثنين لم يلتقيا قط". وليست مصادفة أن آنا ماري شيمل تقارن هي األخرى العالقة بين الرجلين بالعالقة بين كلكامش وأنكيدو ،ولكنها تترك مع ذلك نتيجة هذه الرابطة من دون تصريح واضح .وفي الواقع يمكن القول َّ إن جالل الدين الرومي قد بدأ بعد اختفاء محبوبه شمس الدين التبريزي باالهتمام بشكل مكثَّف بالشعر ،ولذلك فقد ترك لنا شيئًا يمكن أن نعزوه إلى عالم مثالي من الحب الفردي ،ولكن بدالً عن ذلك يتم وكثيرا ما يتم إنكار حقيقة َّ أن األمر هنا يمكن أن تصنيفه إلى حد كبير وتبريره، ً يتعلق بالشعر المثلي ونفيه بشدة.
وتمضي الكاتبة لتتحدث عن ظهير الدين محمد بابر ،وهو األب المؤسس لساللة المغول و سليل تيمورلنك من ناحية األب وجنكيز خان من ناحية األم ،والذي خلف وراءه ثروة ً شعريةً وسيرة ذاتية تعرف باسم "بابر نامه ".وتشرح ذلك بالقول" يصف الشاعر ظهير الدين بابر وهو في سن السابعة عشرة مشاعره العاطفية للمرة األولى عندما رأى بعد فترة قصيرة من زواجه في نحو عام 1500في سوق داخل مدينة أنديجان غال ًما جميالً اسمه بابوري. وكان قبل ذلك بأسطر قليلة قد وصف بالتفصيل السأم الذي أضناه من عدم مقدرته تزوجها حديثًا ،ويقول" :خجول على ممارسة عالقة حميمة مع زوجته ،التي َّ ومحتشم كنت أذهب لها َّأول مرة ك َّل عشرة أو خمسة عشر أو عشرين يو ًما ،حتى تبدَّدت هذه المودة األولى ( .)...وحتى والدتي ،الخانم ،باتت ال تستطيع معي أكثر من أن ترسلني إليها ك َّل أشهر أو أربعين يو ًما ،وهذا بأكبر العناء". ولكنه أصبح في المقابل متَيَّ ًما ب َع ْينَي الغالم بابوري ،وحول ذلك يقول" :حتى ذلك وأخيرا عندما يقف أمامه، ي مثل هذا الشغف العنيف بإنسان"، ً الحين لم يستحوذ عل َّ يبقى مثل المشلول وال يستطيع الكالم بكلمة واحدة ،ويكتب: "منذ أن وقعت بالحب أصبحت فريسة جنون، مثير لكنه يعلن ٌ الحرمان المسحور".
هيئة أمم للجنس الثالث في كولونيا تسلحت بجرأتي و بجهاز تسجيل صغير ودخلت نا ٍد شهير للمثليين في كولونيا ( التي تضم أكبرتجمع للجنس الثالث في المانيا) .في المدخل لحظت وجود صور اعالم عدد من الدول بينها علم تركيا وعلم ايران الشاهنشاهي وعلم العراق من عهد عبد الكريم قاسم وعلم لبنان وعلم سوريا وعلم المغرب وعلم تونس وأعالم اوروبية وآسيوية وأفريقية.
من منضدة االستقبال غير األنيقة ،تطلع الي رجل في الثالثين من عمره وفي مالمحه أكثر من سؤال ،بادرته بالقول ،كيف أتمكن من لقاء بعض المثليين العرب والمسلمين؟ إبتسم الرجل قائال :يا سيدي ال يوجد عندنا " مومسات ذكور -ميل بروستيتيوتس" ! وهي التسمية التي تطلق على الصبيان الذي يمارسون الجنس مقابل أجور .قلت له محاوال أن أمحو ابتسامته الصفراء :أنني صحفي وأود ان أجري لقاءات مع المثليين العرب والمسلمين .تغيرت االبتسامة المتدلية من جانب الفم الى ابتسامة ترحيب عريضة ،وسارع الى تسهيل اللقاء بمن أريد. بعيدون عن التجهم تمأل البسمة وجوههم ،ويدب قوس قزح في الوان مالبسهم، تحلقوا حولي وفي وجوههم اكثر من سؤال .ولكي أبدد تساؤالتهم بدأت هجومي بالقول ،هل من سؤال قبل أن نبدأ الحوار؟ قال أحدهم بلهجة لبنانية :أود أن أسألك أنا ،ما موقفك من المثليين؟ هل تعتبرهم أشرارا فاسدين؟ أجبت بعفوية :ال ،بل أنا ال أرى فيهم ضررا للمجتمع؟ قال آخر بلهجة عراقية :لو افترضنا أن ابنك جاء وقال لك إنه مثلي ،ماذا ستفعل؟ أجبت بمنتهى الجدية :أنا ال أتدخل في خيارات أبنائي عموما ،وهو إن شاء أن يكون مثليا فلن يخبرني على األرجح ألنه سيعتبر هذا من خصوصياته .وبادرته بالقول :منذ متى أنت في المانيا؟ فاجأني بانه لم يمض في المانيا سوى 4أعوام، فسألته بسرعة محاوال أن اتجاوز غصة حرج تعلقت بحنجرتي :هل كنت من
الجنس الثالث في العراق؟ قال :نعم موضحا أنه كان يشعر منذ الصغر بميول للذكور ،ولكنه استفاد من وجوده في المانيا بصفة الجئ وصار يمكنه ان يلتقي بحرية بمن يشبهونه .قلت له وأنا اتجنب النظر في وجهه :هل أنت سالب ،أم موجب؟ ضحك وهو ينظر في وجهي وقال :هذه من الخرافات الشائعة عن المثليين ،ليس هناك مثلي سالب ومثلي موجب ،إنهم يتبادلون األدوار ،ألن رغبات االنسان تكون احيانا ذكرية وفي أحيان اخرى تكون انثوية. حاولت أن افتح جهاز تسجيل الصوت ألسجل بعضا من األحاديث اال أن أغلب الموجودين ( خصوصا العرب منهم) رفضوا ذلك ،مفضلين االكتفاء بلقاء مكتوب دون صور ودون أصوات. حريتهم وحريتنا قلت للبناني :في لبنان يعيش الجنس الثالث حرية نسبية ،فلديهم اندية يلتقون بها، وهم ال يتحرجون عن الكشف عن أنفسهم في تلك األندية ،فهل وجت شيئا جديدا من حرية المثليين في ألمانيا؟ قال م .ص :األندية التي تتحدث عنها في لبنان هي أماكن يعمل فيها مومسات ذكور ،ويلتقي هؤالء الصبية بزبائنهم في هذه االندية ،وهم ال يكشفون عن انفسهم بالشكل الذي نراه هنا ،بل يغرون زبائنهم كما تفعل فتيات المالهي ،وهذا ليس شكل من الحرية بل هو امتهان لإلنسان ،هؤالء يبيعون انفسهم مقابل بضعة دوالرات. دخل الحديث شاب من تونس فقال :الحرية التي تتوفر لنا هنا تصل الى حد االعتراف بالحق المدني ،أنا متزوج من رجل هولندي ،وعقد زواجنا رسمي موثق في المحكمة .أين تجد مثل هذه الحرية في بالدنا؟ اغتنمت فرصة انفتاحه في الحديث وقلت له :ماذا تستفيد من عقد زواج من رجل، اذا كنت تستطيع ان تعيش معه وتفعالن ما تشاءان أمام أعين الناس دون اعتراض؟ اليس الزواج نوعا من القيد في هذه الحالة؟ ضحك قائال :انه نوع من القيد الى حد ما ،فزوجي ال يمانع في ان اضاجع من اشاء من النساء ،لكنه ال يسمح لي قط أن انام مع أي رجل؟ سألته بسرعة :هل انت سالب مع زوجك؟ ضحك وهو ينظر الي بغنج وقال :نعم انا سالب معه ألنه يكبرني بخمسة عشر عاما ،أنا في الخامسة والعشرين وهو في األربعين...إنه زوجي ،وأنا امراته في هذه الحالة؟ ولكني ذكر مع اإلناث ،وعندي
أكثر من صديقة. عدت الى محدثي العراقي أسأله :ماذا تقول في هذا أنه سالب على مدى الخط؟ ضحك وقال :متى ما قرر أن يفترق عن زوجه سيكون حرا في انتخاب شريكه، وهكذا سيكون سالبا أحيانا وموجبا في أحيان اخرى! بادر التونسي بالحديث مرة اخرى قائال :نعم ،اتفق معه فيما قال ،لكني في الوقت الحالي مستمتع بدور الزوجة. قلت له :منذ متى انت متزوج؟ قال :عشنا كأصدقاء سنتين ،ونحن متزوجان منذ سنتين. التفت الى رجل تركي في أواسط الثالثين من عمره يجلس الى يميني ،أسأله باأللمانية :ما وضع المثليين في تركيا؟ الجنس الثالث في الريف أكثر ( لكنه غير معلن ) قال :العالقات المثلية شائعة في الريف التركي أكثر من المدن ،وقد تزايد حجم الظاهرة في السنوات العشر االخيرة ألن المجتمع الريفي التركي أصبح اكثر محافظة مما كان وصار اختالط الجنسين أصعب ،فتوسعت ظاهرة الجنس الثالث؟ قلت له :معنى كالمك أن سهولة االختالط والحرية الجنسية تقلل من ظهور الجنس الثالث؟ أجاب متلعثما :ليس بالضبط ،ولكني غادرت تركيا منذ 10أعوام ،وقد زرتها آخر مرة قبل عامين فوجدت المثليين في كل مكان من الريف ،وأعتقد ان السبب هو الكبت ،فالشبان ال يجدون اناثا يستجبن لهم ،فيبحثوا عن ذكور يتشبهون باإلناث وهذا طبيعي...الموضوع مثل العرض والطلب ،حين توجد اناث يذهب اغلب الذكور اليهن ،وحين ال يوجد إناث يصبح بعض الذكور إناثا ويذهب الذكور لهم، هذا ما يحدث في عالم الحيوان أيضا ،فخيول السباق ال يحق لها اإلختالط ألن العالقة الجنسية تؤدي الى أن يفقد الحصان كثيرا من قوته و ال يعود يركض بسرعة ،ما يحدث في اسطبالت خيول السباق أن أحد األحصنة يتحول بمرور الوقت الى فرس ويبدأ يدعو اليه الخيل بأن يرفع ذيله الى أعلى كاشفا عن مؤخرته ،وحالما يدرك مدربوهم ما يحدث يسارعون الى قتل الحصان الذي تحول الى فرس بحقنه بمادة سامة ،تماما كما يحدث في بعض بلداننا مع الجنس الثالث! قال مهران.ت .وهو ايراني يتحدث األلمانية :انهم يعدمون المثليين المساكين في ميادين المدن اإليرانية ،ال لشيء اال ألنهم دعاة محبة وسالم ،وفي العراق يلصقون مؤخراتهم بالغراء لكي يقتلوهم ،هناك دائما ذريعة لقتل المثليين ،وأعتقد أن
المصري المسكين الذي قتله رجال االمن في االسكندرية (خالد سعيد) كان مثليا وفبركوا له تهمة وقتلوه .أنا أستنتج ،ولم أقرأ شيئا بهذا الخصوص بالطبع. قلت له :منذ متى أنت مثلي يامهران؟ أجاب :اخترت الجنس الثالث منذ كنت في الرابعة عشرة من عمري ،واليوم صار عمري 32عاما ،أنا ال أميل قط الى النساء ،طلباتهن كثيرة وهن مزاجيات في الغالب ويصعب إرضائهن ،هن ال يصلحن حتى ألداء وظيفتهن الطبيعية ( الزواج) ،وسيأتي يوم يقرر أغلب الرجال فيه أن يعيشوا مع رجال آخرين بدال من العيش مع نساء. قلت له وأنا ال أخفي ابتسامتي ،ولكن ليس كل الرجال مثليين! قال :هذا كالم بعيد عن الحقيقة ،في كل إنسان ذكر وأنثى ،واألمر يعتمد على أي منهما يسود ،فاذا ساد الذكر يصبح هذا اإلنسان ذكرا حتى إذا كان امرأة ،وإذا سادت األنثى يصبح هذا االنسان أنثى حتى إذا كان رجال!! هكذا هو األمر ،فيك اآلن ذكر وأنثى ،ولكنك منذ صغرك رجحت الذكر ،فأصبحت ذكرا وصار لك أبناء ،لكن "غيدو فيستر فيله" وزير خارجية ألمانيا الحالي ( )2010على سبيل المثال لم يكن مثلك ،فقد تساوى عنده الذكر واألنثى فاختار أن يعيش مع زوج ( أو زوجة ذكر!) ال ندري...على كل حال هو نموذج الزدواج الجنس في هذا العصر، ولم يؤثر هذا قط على مستقبله السياسي ،تخيل مثال لو كان وزير الخارجية في سوريا مثليا؟ كيف سيكون وضعه؟ قلت بسرعة محاوال أن أمسك بشاطئ من وضوح الرؤية :هل تعتبرون المثلية ظاهرة طبيعية ،أم أنكم تجدون لذة في هذا الفعل فتحاولون أن تصوروه على أنه أمر طبيعي؟ تعالت األصوات واندلع خالف واضح. قلت للعراقي الذي حدثني في البداية :لو وجدت عند أخيك الصغير جدا ميوال مثلية ،هل تحاول أن تغير مسار هذه الميول باتجاه الضدية الجنسية ،أم ستشجع هذا التوجه عنده وتدفعه الى أن يكون مثليا؟ ألجمه السؤال فلتعثم قبل أن يجيب :ال أدري حقا ،لم أجرب مثل هذا االمر ،وال أعرف إن كان أخي الصغير يمتلك ميوال مثلية ،علي أن أواجه التجربة ألقرر ماذا سأفعل ،لكنه حقيقة تح ٍد صعب جدا! غامت الرؤية وتعقد المشهد فوقفت أودعهم ،قال مهران اإليراني :شكرا للقاء، ارجو أن ال تحذف منه شيئا ،وأود أن أقول لك أن الجنس الثالث في المانيا سوف يحيي في الحادي والثالثين من تموز -يوليو وحتى السابع من اغسطس-آب المقبل
مهرجان "فخر المثليين" في كولونيا تحت شعار" كن جزءا منه -بي بارت اوف إت" ،أنا ادعوك للحضور وتغطية الفعاليات وسأبعث لك بريدا الكترونيا يتضمن هوية تتيح لك المشاركة. فارقتهم بوداع مفعم باألسئلة.
محر ٌم تحت طائلة القتل ،لكنه شائ ٌع! "عشق الذكور للذكور"- ّ "قائمة التابو العربية المطولة لها في الظل قائمة مسموحات مطولة تغض المجتمعات الطرف عنها " ،هكذا بدأ الصحفي برايان وايتكر كتابه "الحب الممنوع" ،فترجم إلى ست لغات.
ينطلق الكاتب من حقيقة مخيفة مفادها أن الدول العربية واإلسالمية ال تكشف عن حجم إصابات األيدز(نقص المناعة المكتسبة) في مجتمعاتها لسبب عدم رغبتها في االعتراف بوجود المثليين والمثليات .وما زالت البلدان العربية تسمي الظاهرة بالشذوذ الجنسي ،ثم تخصص بتسمية اللواط للعالقة الجنسية بين الذكور ،والسحاق للعالقة الجنسية بين اإلناث. وفي معرض بحثه في التشريعات االسالمية الخاصة بعقوبة اللواط ،وصل الكاتب الى أن "الحد" ال يشمل اللواط نصا ،أي أن القرآن لم ينص عليه ،بل جاء اجتهادا من علماء الحديث مؤكدا أنه "ال يوجد دليل تاريخي يدعم ويؤكد أن الرسول قد أقام الحد على اللوطيين" ومشيرا الى أن مؤرخا للحديث يدعى (كوغله) قد توصل الى أن األحاديث المنسوبة الى الرسول بخصوص اللواط قد ابتدعت في العصر العباسي. "اإلعالم العربي يتعامل مع فضائح المثليين باعتبارها رذائل غربية" ركز برايان وايتكر كثيرا على اإلعالم العربي ،مشيرا إلى غياب التحقيقات االستقصائية عن ميادينه ومبينا أنه اعالم يستقي معلوماته وأغلب أخباره من وكاالت األنباء العالمية حصرا أو حتى من وسائل اإلعالم المؤدلجة في الدول ذات األنظمة الشمولية .هذا االعالم – كما يرى برايان وايتكر -ينتقي أخبار العالقات المثلية في الغرب ،خصوصا تلك التي يأتي أبطالها من النخب الغربية ،ثم يضع
على أصول األخبار توابل فضائحية لتبدو وكأنها رذائل غربية حصرية ( تنأى المجتمعات العربية واإلسالمية والشرقية عموما بنفسها عنها.). ويتفاقم هذا الحديث بانتشار فضائح العالقات الجنسية والمثلية في مجتمعات الكهنة والقساوسة خصوصا الكاثوليك منهم والتي صارت حديث األلسن في كل مكان اليوم. ويتوسع وايتكر في الحديث عن انتشار المثلية في السعودية لسبب الكبت ومساحات التحريم الكبيرة ،الفتا األنظار في الوقت نفسه الى أن السعودية ليست جحيما للمثليين كما يسعى بعض مروجي اإلسالم المتشدد إظهارها ،وكما يسعى بعض المثليين أيضا الى نشره لتخفيف الضغط عليهم ،والى ذلك يشير وايتكر أن المملكة ال تنظر باهتمام الى تجمعات الذكور ،بل تعتبرها (بحسن نية) ،تجمعات إخوانية ال تتجاوز فيها عالقات الذكور مجاالت الصداقة المجردة. ويصدق هذا أيضا على تجمعات النساء ،فهي تضم صديقات تجمعهن (بحسن النية) اهتمامات نسوية بسيطة ال تتعدى أحاديث الموضة والمصوغات والذهب واألزياء والتبضع الذي هو سمة المجتمعات الخليجية السائدة .لكن هذا التغاضي المقصود عن لقاءات الجنس المثلية ،صنع خير مناخ لنشر ممارسات المثلية الجنسية بشكل واسع في المملكة. السعودية :حفالت جنس للواط والسحاق تحت مظلة تحريم االختالط وينقل وايتكر وقائع موثقة عن حفالت جنس رجالية جماعية يرتدي فيها بعض الشبان مالبس نسوية داخلية ويرقصون بين ذكور يتناوبون على مضاجعتهم على مرأى من بعضهم وسط موسيقى صاخبة وتصرفات ماجنة تشتد بفعل تعاطي المخدرات بشكل واسع ،كما ينقل اخبار مداهمات تتعرض لها كثير من الديوانيات والبيوت والفيالت خاصة في مناطق المملكة الساحلية النائية وفي الطائف. وبنفس الطريقة تقيم كثير من النسوة في المملكة -والكالم دائما لبراين وايتكر -مثل هذه الحفالت بشكل باذخ ،حيث يمارسن عالقات السحاق مع مثليات يتلذذن بهذا النوع ،ويشير وايتكر إلى أن العرب والمسلمين ال يعتبرون السحاق عموما خروجا عن الخلق اإلسالمي كما يتصورونه ،والسبب أن الطبيعة البايولوجية لعالقات السحاق ال توفر خاصية االختراق ،وهذا يحفظ -وفق تقاليد العرب -شرف المرأة
كما أنه ال يترك آثارا مدمرة الحقة كما في حاالت الحمل غير الشرعي وفقدان العذرية...وبالتالي فإن السحاق يصبح ممنوعا ً مسكوتا عنه في السعودية. ويخلص برايان وايتكر الى أن اإلعالم السعودي تجرأ مؤخرا على تناول هذه الظواهر علنا " فقد نشرت صحيفة عكاظ فضيحة عالقات سحاقية واسعة االنتشار في مدارس البنات ،ونشرت بضع تفاصيل عنها ،ثم بررت نشرها المقال بقول نسبته الى السيدة عائشة إحدى زوجات الرسول ومفاده أن ( ال حياء في الدين)" . وينقل برايان أن منطقة الخليج ولبنان وشمال افريقيا شهدت نشاطwww.al- fatiha.orgمنظمة (الفاتحة) التي تساعد المثليين على اخفاء هوياتهم وتمرير عالقاتهم الطبيعية . كما يذكر وايتكر أن لبنان هو أكثر دول المنطقة تسامحا بشأن المثلية ،مشيرا إلى أن فيه أكثر من 20منظمة تدافع عن المثليين ،وإن كان بعضها مقيما خارج لبنان، ثم يشير الى منظمة (حلم) التي اشتهرت ألنها أعلنت عن نفسها ونشاطها في لبنان باعتباره جزءا من نشاط اجتماعي أكبر يضم مدافعين عن حقوق اإلنسان واألقليات ،وتضم معلمين وحقوقيين وصحفيين ومقرها علني في بيروت. وقد تعمق قبول اللبنانيين لدور هذه المنظمة إبان حرب حزب هللا مع إسرائيل عام ، 2006حيث لجأ الى مقرها مئات من أبناء الضاحية الجنوبية (الشيعة) الذين تقطعت بهم السبل ،فقدمت لهم المنظمة فضل خدمات اإلغاثة ،حتى أن حسن نصرهللا زعيم حزب هللا غير موقفه منها واعتبرها من أصدقاء حزبه وأصدقاء شيعة لبنان. " إيران :قانون يعفي الذكر من الخدمة العسكرية اذا أعلن انحرافه الجنسي" وال يفوت وايتكر القول إن الجمهورية اإلسالمية في إيران والمملكة العربية السعودية والسودان هي الوحيدة بين الدول العربية واالسالمية التي توقع قوانينها عقوبة اإلعدام على كل من يمارس عالقة جنسية خارج إطار الزواج ،اال أنه يعود ليؤكد أن هذه القوانين ال تطبق إال في حاالت قليلة للغاية ،شارحا بإسهاب أسباب ذلك ليصل الى أن الشرع اإلسالمي ينص على وجوب شهادة اربعة أشخاص عقالء صادقين بالغين شاهدوا المواقعة الجنسية غير الشرعية ( ورأوا فعل
المواقعة كما يرى دخول الميل في المكحلة) ،وهو شرط بالغ الصعوبة ومستحيل التطبيق تقريبا. وهذه الصعوبات تشتد أكثر في إيران التي تربط شرط تطبيق العقوبات في الغالب بالوضع السياسي للمتهمين بالفعل الفاحش ،فاذا كانوا ال يصنفون في صف أعداء الثورة ،فإن شرط رؤية دخول الميل في المكحلة يجد سبيله إلنقاذهم ،وإال فإنهم يواجهون عقوبة اإلعدام شنقا علنا في الميادين والساحات وبواسطة رافعات البناء ( رغم أن التشريعات تنص على القائهم من شاهق ،اال أن هذا لم يطبق إال في غزة ،حيث القى بعض عناصر حماس متهمين باللواط من سطوح المباني). ويسجل براين وايتكر نقطة في صالح نظام الجمهورية اإلسالمية في إيران حين يشير الى وجود مادة في القانون تعفي الذكر من الخدمة العسكرية إذا أعلن أنه يعاني من انحراف جنسي (وهو ما يسمى عندهم عدم وضوح الهوية الجنسية)، دون أن يعلن أنه قد أقام عالقات مثلية مع أحد. ويستفيد من هذه المادة في العادة الذكور الذين يسعون الى الحصول على اللجوء اإلنساني في الدول الغربية ،حيث يعفون من الخدمة العسكرية ،ويثبت عدم وضوح الهوية الجنسية في دفاتر خدمتهم ،ثم يقدمون هذا المستمسك الرسمي الى سفارات دول اللجوء ليعلنوا أنهم مثليون جنسيا وفق القانون ،وأنهم يعانون من مخاطر االنكشاف التي قد تقود الى اإلعدام ،وبالتالي فهم يطلبون حق اللجوء بناء على هويتهم الجنسية غير الواضحة ،ويحصلون في الغالب على لجوء بهذه الطريقة. "القاعدة في العراق :حملة ابادة الماعز ّ ألن مؤخراتها مكشوفة" برايان وايتكر الذي يدير موقعا اخباريا سياسيا اجتماعيا اسمه ))al-bab.com ينتقل في دراسته الصحفية االستقصائية الى مصر ،ليروي وقائع ما جرى سنة 2001حين داهمت الشرطة السفينة كوين بوت واعتقلت كل من عليها بتهمة ممارسات سدومية وحفالت تحشيش زبائنها من أثرياء الخليج وغلمانها مصريون. ثم ينتقل بالحديث الى العراق ،فيقارن بين ما كان عليه المثليون في زمن صدام حيث دأبوا على اللقاء في ديسكوات وصاالت رقص و فنادق ومطاعم ومقاه خاصة بهم في العاصمة وفي البصرة والموصل ومصايف كردستان العراق ،وبين ما آل اليه حالهم بعد التغيير عام 2003حيث شنت عليهم ميلشيات شيعية غالبا،
وتنظيمات مسلحة ارهابية سنية احيانا ً حمالت ابادة وقتل وحشي في أعوام 2006 و 2007و 2008وصوال الى عهد الدولة االسالمية وما بعدها. ثم تطرق وايتكر الى ما قامت به عصابات تنظيم القاعدة في غرب العراق من حمالت فصل بين الذكور واإلناث وصلت الى قتل الماعز ألنها تكشف عن مؤخراتها ،ومنع وضع البندورة الى جانب الخيار ،ومنع النساء من شراء الموز والخيار ألنه يثير الشهوة! وتابع وايتكر قصة لوط وقومه في الكتب المقدسة ،وما جرى في سدوم وعمورية، وكيف ترك ذلك أثرا في سلوك األديان تجاه المثلية الجنسية. ويشير الكاتب الى أن تاريخ الديانة اليهودية كان متشددا جدا في مسألة المثلية الجنسية ،لكنه أضحى أكثر تسامحا بعد قيام دولة إسرائيل التي باتت اليوم من أكثر دول العالم تسامحا في قضية المثلية الجنسية باعتبارها تكوينا طبيعيا في اإلنسان ( كما لون بشرته ولون عينيه ولون شعره ،وال يمكن مطالبته بتغييرها). اليوم تعتبر تل أبيب اكثر مدينة صديقة للمثليين في الشرق األوسط .ويشير وايتكر باالسم الى إدلب في سوريا وقزوين في إيران والحلة في العراق وسرت في ليبيا باعتبارها مدن اشتهرت بوجود المثليين فيها بشكل واسع. الى متى يتجنب الشرق األوسط قضية المثليين؟ بعد 220صفحة من كتابه الموسوم الحب الممنوعUnspeakable Love بغالفه الذي يحمل ألوان قوس قزح ،الرمز األكثر انتشارا للمثليين في العالم ، يخلص برايان وايتكر الى أن الدول العربية ترفض فكرة التنوع ،ورغم أن العالم العربي يضم المسيحيين واليهود واألرمن والعلويين والدروز واأليزيدية والنصيرية والبربر واألمازيغ والمندائيين واآلشوريين واألكراد والتركمان والبهائيين والزرادشتيين والشبك في العراق ،فإن العرب يتحدثون عن مجتمع عربي منسجم ومتوافق واحد ،وهم يتحدثون بنفس الطريقة عن مجتمع إسالمي خال من العالقات المثلية ،فالمهم في العالم العربي الحفاظ على المظاهر وتجنب ما يدعى ب" الفتنة".
لكنه يرى في ختام الكتاب أن العالم العربي في طريقه إلى االنفتاح بسبب انتشار وسائل االتصال السريع واالجتماعي (نشر الكتاب في عام 2010قبل براكين الربيع العربي وما تالها والتي غيرت المنطقة و تغيرها باتجاهات غير معلومة). ويبدو وايتكر في سطوره األخيرة متفائال بشأن مستقبل المثليين العرب والمسلمين وبشأن حقوقهم. المؤلفBrian Whitaker عمل مراسال لصحيفة غارديان في المنطقة قبل أن يتفرغ للتأليف وإلدارة وتحرير موقعه الموسوم الباب .له مؤلفات أخرى.
العناق -جسر بين البدن والروح العناق ليس ظاهرة عاطفية فحسب ،وليس ظاهرة غربية ،فالعناق عند كل الشعوب تعبير عن التماس الجسدي غير الجنسي المعبّر عن مشاعر القرب والتعاطف والمحبة وحتى االحترام .وتقترح دراسة علمية ّ أن له فوائد صحية ملموسة.
يتعانق الرجال في العالم العربي بعدة أشكال ،ففي بعض المناطق يقع العناق بمقاربة األكتاف ،وفي مناطق أخرى يقع بتالمس األنوف بعد تالمس األكتاف، وأحيانا ً يقع العناق بمعانقة الجزء األعلى من الجسم على جانبي جسد الشخص المعانَق .والعناق هنا غالبا تعبير عن افتقادك لمن عانقت وإظهارك مشاعر الود تجاهه ،كما يصبح العناق واجبا في مراسم التعزية في بعض المناطق بوفاة قريب الى المعانق. مثل العناق المصافحة ،وهي تماس بين األكف اتخذ شكال رسميا لدى كثير من الشعوب ،وبدأ يفقد داللته الحميمة. أما عند النساء فيقع العناق غالبا مشفوعا بالقُبل ،وهي قبل ال تقع على وجنة أو وجه المقا ِبلة ،بل تُطلق في الهواء قرب وجهها ،لتُصبح تعبيرا ً رمزيا ً عن الود. دراسة نشرها موقع "امريكان ساينس" ،ذهبت الى أ ّن العناق إضافة الى شعور الود الذي يبعثه في نفوس المتعانقين ،قد يكون سببا في وقاية الناس من كثير من أنك تعانق األمراض .وقد يبدو األمر الى هذا الحد متناقضا ،اذا لو افترضنا َ عشرات الغرباء ،فإن أحتمال انتقال أمراض معينة اليك سيصبح أكبر ،لكن الدراسة التي أطلقها معهد "كارنغي ميلون" األمريكي كشفت ّ أن الشعور بالتالحم والقرب الشعوري من اآلخرين الذي يحصل أثناء العناق له دور فاعل في التقليل من احتماالت اإلصابة بأمراض مرتبطة بالكآبة ومترتبة عليها (وقائمة هذه األمراض كبيرة جدا ،وتصل الى أمراض المعدة والجهاز الهضمي ،والى الدماغ
وأمراض الجلطة الدماغية ،والى أمراض األعصاب واألمراض الغامضة ومنها فيبرومولوجي ). وأوجز تقرير نشره موقع "كوليكتف ايفوليوشن" المعني بالصحة النفسية والبدنية جملة فوائد ملموسة ناجمة عن العناق منها: .1زياة الترابط ،فالعناق قد يساعد الدماغ على إفراز هورمون أوكسيتوسين التي تشيع في النفس شعور التقارب مع من نعانقه. .2التخفيف من األلم ،فالعناق يطلق عصارة اآلندروفين التي تساعد في تليين األنسجة ،بما يخفف كثيرا ً من اآلالم ،وخاصة المرتبطة باألمراض الغامضة، وحتى بإصابات اإلنفلونزا ،فهل نعانق أحبتنا حين نصاب باإلنفلونزا فتخف آالمنا؟ .3العناق يتيح تبادل المشاعر عبر حقل البايوجينتك الغامض الذي يرتبط بالقلب، ما يثير تعاطفنا مع اآلخرين .هذه اآللية تبني جسور الثقة بين الناس ،وهي مشاعر ال تعبر عنها الكلمات مهما كانت مؤثرة .وهكذا يُنصح بعناق الذين تود أن تفتح قلبك لهم. .4العناق يخفف من االكتئاب ،ومن االختالل التناقصي لألعصاب .فالعناق يزيد من انتاج مادة دوبامين في المخ ،ويظهر أثرها فورا في تخطيطات الدماغ إن نجح الفرد في إجرائها مباشرة بعد العناق .هذه المادة تنخفض بشدة لدى من يعانون من االكتئاب. .5العناق قد يرفع من انتاج أنزيم سيروتونين في المخ ،وهو المسؤول عن تعديل المزاج ،واحترام النفس .فمن يعانون الوحدة ينخفض عندهم هذا األنزيم الى مستويات متدنية جداً. .6العناق يقلل التوتر والضغوط ،ويجري هذا بتناقص هورمونات التوتر الضغوط التي تجري في الدم مع مادة الكوليسترول .وانخفاض مستويات هذه الهورمونات، يهديء مشاعر المرء ،وأثبتت عدة دراساتّ ، الرضع من قبل أمهاتهم أن معانقة ُ وآبائهم وإخوتهم يجعلهم أقل توتراً ،كما يبعث في نفوس البالغين أنفسهم مشاعر حنان تخفف الى حد كبير من مشاعر الضغط والتوتر.
جملة هذه الفوائد قد تحدث لفترة قصيرة ال تكفي للتأثير البيّن المستمر في صحة اإلنسان ،لذا يُوصي المختصون بكثرة العناق ،على األقل مع من يحبهم اإلنسان من أهل بيته وأقربائه وأصدقائه ،ففي هذا أثر مفيد على النفس والبدن.
سر يوم الخميس المرتبط بالجسد يبتهج أغلب العرب به وباتوا يغنون له "هال بالخميس" ،وعرف بأنّه يوم مبارك، يصومه كثير من المسلمين سنة وشيعة .وله مكانة عند المسيحيين واليهود.
هي ليلة زفاف العالم العربي ،فأغلب الناس يختارون هذا اليوم وليلته للزواج، وهناك نكتة رائجة في بلدان عربية تفيد ّ بأن القاسم المشترك بين العرائس العربيات هو زفاف الخميس. وينسب كثيرون هذا التقليد الى سنة نبوية تحبّذ أن تكون االثنين والخميس أياما ً للتعبد والصيام .كما اعتادت العرب أن تتبرك به وتختاره يوما ً لألفراح .ومن هذا التقليد تُقيم أغلب المؤسسات والمنظمات والهيئات العربية احتفاالتها يوم الخميس، ربما كان ذلك مرتبطا ً باالهتمام النبوي به. من الناحية التاريخية ،ومنذ قيام الدولة المدنية في العالم العربي مطلع القرن العشرين وسريان قوانينها ،بات الخميس نصف يوم عمل ،والجمعة عطلة عربية إسالمية عامة .ومن الطبيعي ّ أن الحفالت والسهرات والمناسبات تجري يوم الخميس ،كي يتاح للساهرين نوم صباح الجمعة حتى ساعة متأخرةّ . لكن هذه القاعدة اختلفت منذ حلول األلفية الثالثة ،حيث عمدت كثير من الدول العربية الى اعتبار الجمعة والسبت عطلة رسمية ،والخميس يوم عمل كامل .وهذه القاعدة طبعا ال تصح على بعض الدول المغاربية التي تعطل يومي السبت واألحد طبقا للنموذج الغربي الذي تبنته قوانينها. وتشهد الحمامات العمومية في العالم العربي واالسالمي حضورا ً وتزاحما ً شديدين يوم الخميس ،ال سيما ّ أن تقاليد مجتمعات عديدة تر ّجح أن يذهب العريس بصحبة أقرانه إلى الحمام العمومي ويسمى "حمام السوق" ،بينما تذهب العرائس أيضا ً في القرى والمناطق الريفية العربية الى الحمام صحبة أقرانهن في يوم الخميس
المختار لزفافهن ،ويجري ذلك صباحا ً أو ظهراً ،ثم يعود العريس والعروسة بزفة وجوقة موسيقية من الحمام إلى صالون الحالقة. صالونات الحالقة تشهد نشاطا ً محموما ً يوم الخميس في عموم العالم العربي من باب التبرك أحياناً ،وألجل المشاركة في الحفالت والمناسبات في أحيان أخرى. محالت الصاغة أيضا ً تشهد نشاطا ً استثنائيا ً يوم الخميس ،وكذلك معارض السيارات والمطاعم والفنادق والنوادي التي تشهد كل خميس فعاليات خاصة تميز الليلة عن سائر أيام وليالي االسبوع. وينشط سوق األلعاب ومدن المالهي وأماكن اللهو غير البريء في هذا اليوم أيضاً ،هو باختصار ذروة النشاط االقتصادي لمجمل السوق العربي. في اللغة العربية كلمة خميس هي مصغّر كلمة الخامس ،باعتباره خامس أيام االسبوعّ ، لكن اسمه قبل اإلسالم ،وكما ورد في أشعار العرب ،هو "مؤنِس" كما ّ أن اسم يوم الجمعة كان "عروبة". وشاعت في العالم العربي وخاصة في الجزء الشرقي منه ،لطائف وأوصاف ارتبطت بالداللة الحسية التي اكتسبها يوم الخميس ،فهناك مقولة تتناقلها األلسن وتشيع خاصة على بوستات فيسبوك وتغريدات تويتر بمنطقة الخليج تصف التصور العربي اليافع عن هذا اليوم" :يوم الخميس ترتفع السماء على أقدام النساء"! فيما يصف العراقيون والكويتيون والخليجيون عموما وبعض االيرانيين هذا اليوم بأنه "يوم تسيل فيه دماء الفرح"! كما شاع على فيسبوك عامي ، 2017 /2016فيديو قصير تبث كل خميس نسخة جديدة منه تعرض إحدى الحسان وهي ترقص بنكهة اللذة وعريها على وقع مقطع قصير هو" هال بالخميس" ،والفيديو ال يتحاوز بمجمله 30ثانية ،ولكنه ينتشر كالنار بالهشيم على اعمدة ماسنجر فيسبوك وعلى واتس آب ،وال يجري تداوله غالبا على تايم الين فيسبوك .الغريب أنّه في كل خميس ،تتولى بطولة الفيديو الخاطف حسناء جديدة ،واغلبهن عربيات يتغنين مع المقطع الغنائي بشفاههن على وقع اللحن الرخيص الراقص ،وهذا يضع تحت الضوء حقيقة رغبة المرأة العربي في استثمار فرحة الخميس لصالحها.
في التقاليد المسيحية الغربية ،يحمل الخميس قداسة خاصة ،فهناك الخميس المقدّس الذي يسبق عيد الفصح ،وهو في بريطانيا جزء من األسبوع المقدس. يكرس الخميس لسانت نيكوالس وللحواريين .في الواليات وفي الكنيسة الشرقية ّ المتحدة األمريكية يعتبر الخميس الرابع من شهر نوفمبر /تشرين الثاني يوم الشكر ،الذي يحتفل بذكرى إنقاذ المهاجرين االوائل إلى القارة من الجوع على يد السكان األصليين ،الذين جلبوا لهم -بحسب الحكايات شبه األسطورية -وليمة من الديك الرومي. أما في الديانة اليهودية ،فيُعد الخميس يوما ً ميمونا ً يستحب فيه الصيام ،وتقرأ في صبيحته مزامير وأسفار توراتية .كما تتلى فيه صلوات خاصة .لكن حلول مناسبة مفرحة خاصة قد يؤدي إلى تجاوز تلك الطقوس ،وإن كان اليهود عموما ً يعتبرون الثالثاء أفضل يوم للزفاف ،ما يحفظ الخميس لديهم يوما ً للتعبد.
شعره وشعرها واناقتهما مظاهر للجنس والرغبة يهاجم الصلع الرجال في الغالب منذ ثالثيناتهم ليصل إلى مرحلة متقدمة منتصف األربعينات .كن شجاعا واحتقر الصلع بحالقة كل شعر رأسك ،فالحليقون لهم حضور قوي في الوظائف واالجتماعات ويتمتعون بجاذبية خاصة للنساء حسب دراسات عدة.
كشفت دراسة نشرت في موقع "ريل مين ..ريل ستايل" المختص بأناقة الرجال ورشاقتهم أن أفضل عالج لمواجهة الصلع ،هو اتخاذ قرار شجاع بتحدي هذا الخلل ،وحالقة كل شعر الرأس فيما بات يعرف بظاهرة حليقي الرؤوس .الموقع المذكور قدم أسبابا ومعطيات وحقائق تدعم نظريته منها: *الرأس الحليق يوحي بالقوة ،والسيطرة والحضور الكارزمي القوي للرجل، السيما وأن أبطال كبار من هوليوود منذ عصر يول براينر وتيلي سافالس وصوال إلى فن ديزل وبروس ويليس تقمصوا دائما هذا الحضور من خالل رؤوسهم الحليقة الالمعة الراكبة على أجسادهم مفتولة العضالت. *اإلسكندر المقدوني أمر جنوده اإلغريق بحالقة كل شعور رؤوسهم قبل المعركة كإجراء يحميهم في االشتباك القريب باأليدي من مسك وشد قوات العدو لشعورهم وإسقاطهم أرضا. *بهذه الطريقة بات الرأس الحليق رمزا للصالبة والخشونة المحببة عند الرجال. *في أواخر ثالثيناته ،عاني البرت مانيه األستاذ المحاضر في مدرسة رجال األعمال "وارتون" بجامعة بنسلفانيا من الصلع المتسارع ،فقرر أن يحلق كل شعر رأسه ،وتوصل من خالل تجارب عدة الحقة إلى أن هذا القرار وفر له نجاحا مهنيا واجتماعيا كبيرا بين الناس ،ودعا الصلعان من الرجال إلى محاكاته ،معتبرا أنه كشف عن الحل السحري.
*يعتبر الرجال الذين يعانون من تساقط الشعر وانكشاف مناطق من جلد رؤوسهم من نظرة البعض لهم باعتبارهم أقل فحولة ورجولة من أولئك الذين تحدوا الصلع وحاربوه بالحالقة الكاملة لفروة الرأس. *الرجل حليق الرأس مقبول الشكل في كل مكان ،أما من يضع باروكة أو بوستيجة أو من يسحب شعره من الجانب ليخفي صلعته ،فيعاني من تساؤالت ونظرات توشك أن تقول له" أنت تخفي صلعتك" أو" ال تحاول ،أعرف أن هذا شعر مستعار"! *الرأس الحليق يليق بكل القبعات. *الرأس الحليق الخالي من الشعر ال يلزمه استحمام وشامبو وزيوت للعناية بالشعر. *غالبا ما تفضل المرأة الرجل حليق الرأس على الرجل المصلع الذي يحاول إخفاء صلعته. *يبقى الرجل بالشعر المتموج الجميل هو المفضل للنساء ،ولكن ما باليد حيلة لمن أدركهم الصلع.
أناقتها وفستانها وحذاؤها وأشياء أخرى إذا ارتدت حذاءها عالي الكعب وفستانها األحمر األنيق ،وأسرفت في رسم الكحل، وتمادت في وضع حمرتها صارخة اللون ،وبالغت بالماسكارا التي تجعل عينيها كعيون المها ،خالها الرجال تدعوهم لنفسها .هذا ليس صحيحا ،فلنسمع كلماتها.
يبدو أن حسن المرأة وجمالها وأناقة عرضها لمفاتنها قضية تشغل الشرق والغرب على حد سواء ،فالرجال عموما يرون في زينة المرأة وأناقتها دعوة منها لعموم جنس الرجال للتقرب منها .هذه الدعوة قد تدفع بعضهم للتغزل أو التحرش إن كان الرجل ال يعرف المرأة المتجملة شخصيا ،أو حتى اللمس وهو ما يعرف بالتحرش الجنسي .النساء يدافعن عن حقهن في الزينة والتجمل والتأنق بالقول إنهن يفعلن ذلك إلرضاء أنفسهن ،وهو ما ال يقبله الرجال قط. موقع "ذا اتراكتف آرت" المختص بجمال السيدات يدافع بحماس عن وجهة نظر المرأة شارحا أن اإلحباط يصيب النساء والرجال على حد سواء ،فالمرأة المتزينة المتأنقة يؤلمها ويخدش كرامتها التحرش الذكوري القادم من رجال غرباء أو من زمالء في العمل ال يفهمون دوافع ارتداء المرأة لثوب أنيق يظهر جزءا من جسدها .ورد المرأة العنيف على الكالم الجارح الصادر عن الرجال يصيبهم باإلحباط وهم الذين اعتبروا المرأة المتزينة بالثوب األحمر الضيق تدعوهم لنفسها! وهذا اإلحباط لدى الطرفين ناجم عن سوء فهم فظيع. البعض سيقول إن على النساء أن يمتنعن عن التزين والتجمل وارتداء المالبس األنيقة الضيقة أو الكاشفة عن بعض المفاتن التي تراها بعض الشعوب واجبة اإلخفاء. لكن أليس في هذا انتهاك لحق المرأة في نفسها؟
أال يحلق الرجال شعر رؤوسهم بشفرات الحالقة ألنهم يعتقدون أن هذا يجعل مظهرهم أكثر رجولة وأكثر جاذبية للنساء؟ ماذا لو قالت لهم امرأة في الشارع "ما أقبح رأسك ،كأنه بطيخة قرعاء" : الحقيقة أن مظهر المرأة جزء من حريتها ،لكن ضوابط كل مجتمع تفرض على الجميع مالبس من نوع ما ،ففي الغرب يمكن لها أن تقصر فستانها إلى أقصى حد وأن تظهر مساحات واسعة من صدرها ،وأن ترتدي حذاء بكعب عا ٍل يظهر تكور أردافها دون أن يلفت ذلك نظر الرجال بشكل كبير ،لكنه قد يلفت نظر بعضهم وخاصة في محيط عملها إذ يعتبرونها تناديهم. وبهذا القياس فإن المرأة مطالبة في مجتمعات أخرى بتغطية شعرها وبإخفاء تكورات جسدها ،بل يرى البعض ضرورة أن تغطي كل وجهها ،وهذا ما تعترض عليه نسوة كثيرات. زينة المرأة وإظهار حسنها إعالن عن جاذبيتها وجهة نظر المرأة الغربية حسب موقع "ذا اتراكتف آرت " أن زينة المرأة وأناقة مالبسها ورشاقة مظهرها هو إعالن عن جاذبيتها وجمالها ،وهو إعالن يشبه أي إعالن آخر .بمعنى أن أي شركة تعلن عن سيارة جديدة وتعرضها على منبر دوار وتظهر داخلها األنيق ومقاعدها الجلدية الوثيرة ورشاقة عجالتها وعطر مقودها المصنوع من خشب األبنوس ،ال توجه الدعوة للناس لسرقتها ،بل لإلعجاب بها ومن ثم لشرائها .وهكذا فان إعالن المرأة عن حسنها ومفاتن أنوثتها ليس دعوة للرجال للمسها أو التحرش بها ،بل هي دعوة لهم لإلعجاب بها ثم لالقتران بها إذا كانوا يملكون المال والقدرة على ذلك ،والمقارنة هنا حاسمة . وترى كاتبة المقال في موقع "ذا اتراكتف آرت " أن المرأة إذا شعرت بالميل لرجل ما فإنها تفعل هذه األشياء: *تضحك ملء فمها لما يقوله الرجل وال تكتفي باالبتسام الرسمي بشفاه مزمومة. *تحاول أن تتبادل النظر معه وجها لوجه بشكل واضح. *تدور بجسدها بشكل كامل باتجاهه. *تمسد شعرها وتربت عليه بشكل مستمر أثناء حديثها معه.
* تلمس بشكل ال شعوري المناطق األجمل بجسدها وتمر بأناملها برفق عليها لجلب اهتمامه. *تكرر مص شفتيها وتحرص على أن تبقيها رطبة المعة. *تسأل الرجل أسئلة شخصية. *تستجيب لمداعباته الغزلية بشكل ايجابي وتبدي غنجا واضحا ودالال محسوسا. *تضع أناملها أو كفها على فخذ الرجل أو على ساعده أو حتى على وجنته بإعالن المداعبة والمزاح. هذه العالمات تعني بال شك دعوة للرجل من المرأة وهي بمثابة إعالن أنها تقبل اقترابه منها بعنوان اقتراب الذكر من األنثى ،وال عالقة لمالبس المرأة أو عطرها أو مكياجها أو ارتفاع كعب حذائها أو قصر تنورتها بكل ذلك.
ال َج َمال ال يناسب دائما المضاجعة العاشقة المرأة الجميلة يحف بها اإلطراء ،والكل يخطب ودها ويتغزل بجمالها الفاتن وعيونها المرسومة مثل لوحة ،وشكل شفتيها الموحي بألف حلم ،وشعرها المتطاير كشالل ،وجسدها المتمايل يخطف األبصار والقلوب ،لكن لهذه األنوثة الطاغية سلبياتها.
قد يبدو في العنوان تناقض غريب ،فالجمال في العادة مفتاح األبواب الموصدة أمام المرأة ،وهو عنصر نجاح غير متوقع لكثير من النساء ،بل أن نساء عدة صرن رموزا تاريخية لمحض امتالكهن الجمال الباذخ .ولكن الجمال لدى المرأة يرتبط بالدرجة األولى بالشباب ،وهي مرحلة تمر سريعا في عمر اإلنسان ،بل هي مرحلة انتقالية بين طفولة المرأة وبين ينعها ونضجها الكامل ،ومن هنا تبدأ المآسي .موقع " ذي بوك اوف اليف" حدد 7مشكالت جدية تعيشها المرأة الجميلة. أنت مملة! في المجتمعات الغربية شاع على مدى عقود من الزمن اعتقاد مفاده أن الجميالت في الغالب فارغات ممالت ،بل أن هناك مزحة تقوم على فرضية أن الشقراوات الجميالت غبيات بشكل مطلق ،وهو مفهوم شائع في الواليات المتحدة والدول الناطقة باإلنكليزية على وجه الخصوص .لكن البعض يرى أن هذه الفرضية لها أسباب مقنعة ،منها أن الشقراء الغربية الجميلة تعودت منذ مراهقتها أن تدعى للحفالت وحفالت الرقص خاصة بإلحاح جنوني ،وهناك يحوم الرجال حولها كالدبابير طلبا للقرب منها ،دون أن تفعل شيئا سوى توزيع ابتساماتها ونظراتها الغامضة هنا وهناك .ليس مطلوبا منها أن تقول شيئا مهما ،المهم أن تجيب على أسئلة تختار هي أن تجيب عنها ،ومن هنا أنت الجميلة تفقدين قدرتك على االعتماد على نفسك ،وينأى عنك إحساسك بان اآلخرين ينفرون منك وعليك أن تفعلي شيئا
لتغيير ذلك .اإلحساس بأنه ممقوت وينفر منه الناس يحرك في اإلنسان استراتيجية دفاعية تغير شخصيته بشكل حاسم. ت تخيفين قبيحي الوجوه! أن ِ وهذا ال يجري عمدا بالطبع ،فمن ال يتسمون بالوسامة من الرجال ( وهم الغالبية منك ،ألنهم يرون فيك قلعة حصينة يصعب بين الذكور ) يتوجسون االقتراب َ اقتحامها ،فيفضلون التقرب من النساء ذوات الحسن الطبيعي غير الخارق .هؤالء الرجال في الغالب ،أذكياء ،ناجحون ،طيبو القلب ،ونواياهم حسنة ،ولكنهم يخشون أن يحسوا بالصغر أمام جمالك األخاذ ،فينكمشون في أماكنهم وال يقتربون منك. الوهن والرعب يصيبهم وهم يتأملون قدك األهيف الرائع وشعرك متراكم الطبقات وعينيك بلحظهن القاتل ،وأهدابك المقوسة مثل سيوف تطعنهم بال أمل .هذا ناهيك عن الغيرة القاتلة التي سيحاصرك بها شريك حياتك ،فطالما أنت محط اهتمام الرجال فهذا سيولد لديه خوفا وغيرة وسيحاول أن يفرض حولك سياجا منيعا ً ولو أستطاع أن يضعك في قفص ويغلقه عليك لربما فعل ذلك. عقدتك المالك الحارس! ِ طيلة عمرك ما كنت وحدك ،هناك دائما مالك حارس يرعاك ،وحين يغيب يحل محله سريعا رج ٌل آخر ،وفي بعض األحيان تسعى النسوة لخدمتك لكي يبقين قربك عسى أن ينلن نظرة إعجاب من احدهم فتتغير حياتهن .ولكن اإلنسان ال ينضج وال يكتسب القوة والشخصية المؤثرة إال من خالل الصعاب واالعتماد على النفس، والمواقف التي تتطلب صالبة وتحد وروح المثابرة ،وهكذا فأنت الجميلة الساحرة محرومة مدى الحياة من فرص التحدي والمثابرة .هذه ليست غلطتك ،ولكنه ثمن تدفعينه بسب جمالك. معك! العالقات الحميمة دائما أصعب ِ في السرير يلح عليك سؤال إن كان من معك يحب روحك أم جسدك؟ تعذبك الحاجة ألن يحبك الرجل لروحك ولشخصيتك أنت وذاتك وليس لجسدك وحسنك، بل إن هذا العذاب يطغى على كل شيء حتى تتضاءل روحك أمام جسدك. انك سطحية! االنطباع السائد عند األغلبية ِ
ال ينتظر الناس حتى يعرفونك عن كثب ،بل يفترضون بسرعة أن صاحبة هذا الجمال الخارق ال تحمل عقال ناضجا وال تملك معرفة واسعة ،مفترضين أنك منشغلة دائما بالعناية ببشرتك ولون شعرك ورموش عينيك ،ومستبعدين أنك تملكين معرفة باالقتصاد السويدي مثال ،أو في فيزياء الكم وحلولها لمشكالت الفيزياء التقليدية ،وهذه طبعا أحكام مسبقة ال تمت للحقيقة بصلة ،فكم من النساء الجميالت نحجن في كثير من المجاالت العلمية ،وال يوجد ما يؤكد أن الجميالت أقل ذكاء أو قدرات علمية وعملية. ال أحد يتخيل ّ مشكالتك! ت أيضا لك أن ِ ِ أن ِ يرى الجميع من النظرة األولى انك صاحبة الحظ السعيد ،فأمام هذا الحسن الكاسح تتحطم الصعاب وتذوب المشكالت وال تعود في الحياة أي عوائق .أنت مغناطيس يجتذب الحسد والحاسدين ،وال يرغب الناس أن يتخيلوا فيك عيوبا ومشكالت ونواقص مثلك مثل أي إنسان آخر. مصيبتك األخطر! تقدم العمر هو ِ كلما ظهرت تجاعيد في وجهك تموجت اآلالم في روحك بشكل ال يوصف ،فالعمر عدو الجمال ،والشباب يذوي كل ثانية ومعه يرحل الحسن ويترك صاحبته مفلسة من كل شيء ما لم تكن قد ملكت شيئا آخر إلى جنب فتنتها .وستكتشفين أن كل من كانوا يحومون حولك ويتوددون لك قد اختفوا فجأة من حياتك. لكن هذا القدر ال يقتصر عليك لحسن حظك ،إنها مصيبة الجميع ،فكل الناس يتقدم بهم العمر وتترك عربات الزمن على أجسادهم ووجوههم آثارها التي ال تمحى. وهذا قد يخفف من همومك" ،فالمصيبة إذا عمت هانت" كما قالت العرب. أهم ما في تقدم أن الحديث يدور عن النساء ذوات الحسن الباذخ الفتان ،وهذا ال يشمل أغلب الجميالت ،وقد يكون فيه عزاء للكثيرات ،وتبقى كل هذه مجرد أحكام مسبقة ضد الجميالت وفرضيات ليس لها أي صلة بالواقع ،فاستمتعي بجمالك وحضورك ونمي شخصيتك ومعارفك واثبتي لآلخرين بأنك أيضا تتمتعين بقدرات علمية وعملية وأنك إنسان فاعل في الحياة.
سيدات الحسن قد ال ّ يكن خير زوجات! جميلة فاتنة ساحرة ،وبعدها تأتي باقي الميزات التي تؤهل المرأة للزواج .هذه مقاييس يعتمدها ماليين الرجال عبر العالم في اختيار زوجاتهم ،لكن آراء أخرى ترى أن الجميالت الفاتنات هن زوجات سيئات ،وهو أمر يثير جدال واحتجاجات.
يلتقيان ،يعيشان قصة حب ،يتبادالن الهدايا ،ثم تدخل القصة في مسار مشروع زواج ،فيغير الرجل رأيه ،وينفصالن ويحل الجفاء محل الوداد والعشق بينهما، وتسود الكراهية ،والجميلة الفاتنة ال تفقه لماذا غير فارس األحالم رأيه ،ولهول الموقف تراه الجميلة المهجورة بعد أشهر قد اختار فتاة ً أقل منها حسنا بمراحل لتكون شريكة حياته! حين يسأل الفارس "الخائن" لماذا تخلى عن تلك الحبيبة الساحرة ليتزوج فتاة ً عادية الجمال يقول "الجميالت الفاتنات مناسبات للحب ،ولكنهن لسن زوجات مناسبات". هل هي عقيدة موروثة من البيوت واألهل؟ عن هذا السؤال أجاب مقال نشر في صحيفة ديلي ميل البريطانية موردا مثاال عبر "بيبا ميدلتون" ذات الشعر خرافي الجمال والسيقان الباهرة التي يموت ألجلها الرجال باعتبارها واحدة من أكثر النساء حسنا على كوكب األرض ،عالوة على أنها شقيقة زوجة ملك انكلترا المقبل وقد خاضت عالقة حب دامت ثمانية عشر شهرا مع اليكس لودون الثري النبيل الشهير ،وما لبثا أن انفصال ألن أهله يعتبرونها "ال تصلح ان تكون زوجة" ! ويعلل جون مولي مؤلف كتاب "لماذا يتزوج الرجال بعض النساء ويرفضون غيرهن" ذلك بالقول ،إن طبيعة بعض النساء تؤهلهن للزواج ،فيما تتعارض طبيعة غيرهن مع مبدأ الزواج".
وأجرى المؤلف استطالعا عبر الهاتف شمل 3500رجالً ،وبدأه بالسؤال "كيف تصف خطيبتك؟" ،فاقتصرت اجابات %20منهم على وصفها بالفاتنة ،والساحرة وخارقة الحسن ،فيما ركزت 80في المائة من اإلجابات على ما يتوقعونه من" زوجة" المستقبل. على المستوى العربي يرى أغلب الرجال أن المرأة خارقة الحسن هي موضع أنظار الرجال جميعا ،وستكون هدفا ً يطاردونه ،وهو ما ال يرضاه الرجل لزوجته. نعم هو يريدها جميلة ،ولكن ليس جميلة الى حد أن كل الرجال يذوبون في حسنها ويطمعون فيها! األمهات عموما يرين أن النسوة باذخات الحسن ممن يوصفن بالفاتنات ،هن في الغالب متكبرات ويأنفن عن العمل في البيت والعناية باألطفال حرصا على مواطن جمالهن ،وخاصة شعورهن المنسابة ،عالوة على أنهن مغرورات ويرين أنفسهن فوق مستوى أزواجهن بوجود عروض منافسة كثيرة ومستمرة من رجال وشبان كثر ،وهو ما ذهب إليه استطالع أجراه موقع الرجل اإلماراتي حيث نقل عن إسالم حامد 33سنة وهو أعزب القول إنه "يهاب بالفعل الزواج بفتاة فائقة الجمال ليس لعدم ثقته في نفسه وإنما ألنهن أكثر غرورا و"عينيهم فارغة" -وفق تعبيره- وهذا من خالل تجاربه حيث أن معظم الفتيات الجميالت الالتى تعرف عليهن كن أكثر غرورا ،ويستخدمن جمالهن إليقاع الشباب في حبهن إرضاء لغرورهن غير الطبيعى ،ومعظمهن مرضى نفسيين". وقد يخلص كثيرون بعد هذا المقال الى أن الحسن الباذخ قد يمسي لعنة تالزم الفتاة وتحرمها من الزواج ،والزوجات هن غالبا لسن أجمل النساء ،لكن هذا ليس كل الحقيقة ،فاختيار شريك الحياة ،زوجا ً كان أم زوجة ،يخضع العتبارات كثيرة، ليس الجمال إال واحدا ً منها.
القصيرة أطوع في السرير وأكثر استجابة للتفوق الذكوري! ال يشكل قصر القامة عقدة لدى النساء ،فالرجال غالبا يفضلون القصيرات ،ولهذا أسباب عاطفية ونفسية ،كما أن القصر سبب لتسهيل حياة النساء أنفسهن .
في السينما يكون مقعد القصيرة غير مريحٍ وتضطر لالستعانة بوسادة جلوس إضافية خاصة باألطفال ،وفي المسرح وقاعة الكونسيرت تتكرر المأساة ،أما في السيارات الكبيرة فالمشكلة تحل بوسادة توضع على المقعد فيتغير المشهد ،لكن هذه الجوانب السلبية تختفي أمام إيجابيات أخرى ،إذ طالما تشعر القصيرات بلحظات سعادة بسبب قاماتهن ،بل إن لحظات السعادة تفوق المصاعب ولحظات الحزن بال مقارنة .فإذا كنت من القصيرات ،هذه 10أسباب تؤكد لك أنك أكثر هناء من طويالت القامة: الغزل قد يكون أكثر سهولة! كلما دخلت السوبر ماركت للتبضع تستفزكب يمكن أن يصل إلى ب قري ٍ الرفوف العالية ،وتثير حزنك .دع عنك ذلك ،فأي شا ٍ الرف العالي ويجلب لك علبة الملح ،وربما طلبت منه بعد ذلك رقم هاتفه .الشبان غالبا يفضلون القصيرات ألن شعورهم بالتفوق والسيطرة يتعاظم حتى حين تكونين أنت المسيطرة فعال. الكعب العالي ثم الكعب العالي! بوسعك حين تكونين قصيرة أن ترتدي األحذيةذات الكعوب التي يبلغ ارتفاعها 16سنتمترا دون أن تبدين كأنك زراف ٍة هاربة من قفصها كما هو الحال مع النساء بالغات الطول حين يرتدين هذا الكعب المغري. يكره الرجال أن تكون المرأة التي معهم أطول منهم والقصيرة حتى إذا ارتدت كعبا مرتفعا لن تصبح أطول من الرجل الذي يرافقها قط. حرية مطلقة للساقين والقدمين .وضع الساقين القصيرين في كرسي السينماوكرسي السيارة والطائرة مريح دائما ،بل يمكن للقصيرات أن يجلسن على المقعد الوسطي الخلفي في السيارات الصغيرة دون وجل.
أفضلية مطلقة للقصيرات .الجميع يساعدون قصيرات القامة ،وهن بدورهنيعللن ذلك بلطفهن وداللهن ،فهي بمجرد االقتراب من صف طويل ،تخاطب الرجال بلطف وغنج" لطفا أنا قصيرة وال أرى شيئا ،هل تسمح لي بالمرور" وينتهي الموضوع ،فتصبح دائما في المقدمة ،لكن إذا كانت أمامها امرأة فالوضع ميؤس منه في الغالب . " -لطفا أريني هويتك الشخصية"! سؤال يتعرضن لهن قصيرات القامة دائما في السينمات والمراقص والفنادق أحيانا حين يكن برفقة رجل وحتى في األسواق عند شراء السكائر والكحول ،وهو سؤال يثير في نفس كل امرأة مشاعر الفرح ،إذ يشعرها أنها ما زالت صغيرة . يتعلق األمر بالقامة المستقيمة! القصيرات ال يعانين قط من تقوس الظهر الذييظهر واضحا في تحدب الكتفين لدى طويالت القامة .كما أن القصيرات ال ينحنين حيثما كن ،هي ليست غطرسة وأنَفة ،بل قامة مستقيمة ولكن قصيرة ! غرفة في السقيفة؟ البأس ،هذا يناسبني! القصيرات حين يبحثن عن سكن اليعترضن على غرفة في السقيفة ،فالسعر أنسب دائما ،ورؤوسهن لن تصطدم بالسقف ،لكن هذه التسهيالت سوف تختفي بمجرد أن تعيش مع زوج أطول منها، فغرف السقيفة ال تناسب الرجال غالبا . التخفي بسيط ! أنت مع أحدهم في سهرة حميمة ،وفجأة تجدين زوجك السابقجالسا وحيدا في زاوية المكان ،وال تريدين أن يراك طبعا ،يمكنك ببساطة أن تتواري خلف كتف أي رجل طويل القامة فتمضي السهرة بسالم ! قياسات المالبس مريحة دائما! القصيرات يملكن خيارات كبرى بالحصول علىمالبس جميلة وأرخص ،ألن قياسات األطفال بأسعارها المخففة تناسبهن ،كما أن تحوير المالبس لما يناسب أجسادهن الصغيرة يسير وممكن دائما .
حين يخجل الرجل من المرأة يفقد أهم عناصر الذكورة ؟ ليس الخجل من النساء ظاهرة شرقية كما يظن البعض ،بل هو حالة تنتاب الرجال عبر العالم وفي كل زمان ،الموضوع غالبا يتعلق بطريقة نظرك وقربك للمرأة التي أمامك ،وماذا تريد منها حين تكلمها ،وهل تسعى أن تكون لك بها عالقة حميمة؟ األسئلة غالبا تتعلق بك وليس بها ،و ها هو موقع "ويكي هاو" المتخصص بحلول المعضالت وتعليم الوسائل يطرح حلوال لهذا النوع من الخجل المدمر.
*تخطي حاجز الخجل ال يمكن أن يتم في يوم وليلة ،ولن يتم بنسبة 100بالمائة، خاصة في البداية ،لكن تذكر دائما أن النساء اللواتي تقترب منهن ،هن أيضا يعشن حاالت خجل في بعض األحيان ،فالخجل ليست مساحة باألبيض واألسود يمكن أن تعرفها بسهولة ،هو شعور يتداخل مع مشاعر معقدة عديدة .خذ األمر ببساطة مع نفسك وستمر التجربة بيسر وسالم. *كثير من الرجال يعانون من الخجل ،وكثير من النساء يعانين ،وربما كانت المرأة التي تنوي محادثتها تعيش هي األخرى حالة خجل شديد. *إذا أخطأت في شيء ،أو ارتبكت بعض الشيء ،أو احمر وجهك ،أو تصببت عرقا ،فال تهتم لذلك ،فأغلب الناس ال يكرهونك وال يحصون عليك أخطاءك، وسوف يسامحونك. *كلما تقربت إلى امرأة وحدثتَها ،اعتبر ذلك تجربة جديدة يجب أن تفخر بها ،وال تخش من تكراراها. *تدرب مع صديقة أو قريبة ،على أن تكون ممن تثق فيهن وال تخشى أن تخطئ أمامهن .ثم اسألهن عن تقييمهن لما فعلت ،وكيف تلقينه .واستفهم عن انطباعهن عنك بوضوح ودون مجاملة.
*حاول أن تنظر في عين من تريد محادثتها ،ولكن ال تحدق فيها! واحرص على إتقان حركات لغة الجسد ،وعلى المقدمات ،وكيفية طرح األسئلة. حاول االبتسام فيما تمارس الحوار ،وال تبدو متجهما ،واحرص على أن ال تتبنى دور الناصح. *ال تحاول أن تظهر نفسك عارفا عالما بكل شيء ،وال تسع أن تفند أقوال المرأة التي تتحدث إليها ،كما ال تحاول أن تفرط في الثناء على كلماتها. *اجر بعض التمرينات مع نفسك ،أمام المرآة ،وخاصة فيما يتعلق بإتقان لغة الجسد ،والعيون ،واالبتسام. *جرب أن تدعو المرأة التي تود التعرف عليها إلى مائدة طعام أو إلى فنجان قهوة، فالطعام عادة يكسر جليد الغربة. *جرب أن تتجاوز حاجز االغتراب بين الرجل والمرأة السائد في كثير من البلدان، معتبرا أن المرأة التي تحادثك هي رجل آو كائن يمتلك نفس مشاعرك وتقع في جسد قريب من جسدك. *اظهر التعاطف مع من تود مقاربتها ،فإظهارك التعاطف مع ما عندها ،يقلل من اهتمامها بمراقبة تصرفاتك ،بل سينصرف اهتمامها إلى مراقبة مشاعرها ،وما قد يظهر منها مثيرا للشفقة وموجبا للتعاطف. *خير مناسبة إلظهار التعاطف مع امرأة ما هي مقاربتها أثناء وجودها لوحدها، فقل ما عندك لها على انفراد ،وال تستأذنها حين تكون مع آخرين. *إذا شئت أن تؤسس لعالقات ناجحة مع الناس عموما ،فال تأخذ كل تعليق أو مزحة بمعنى أنه موجه لشخصك ويقصد منه االنتقاص منك ،فأغلب الظنون (ميون) تقوم على أوهام ،والناس أحيانا ال يعنون ما يقولون. *ال تلم نفسك على كل صغيرة وكبيرة ،فبعض الناس ـ بسبب ضعف ثقتهم بأنفسهم -يرون أخطاءهم مكبرة آالف المرات .كل الناس يخطئون ،ومن تود أن تكلمها مليئة هي األخرى باألخطاء ولكن إعجابك بها ،أو عدم قربك منها يحجب عن ناظريك وعقلك أخطاءها.
*لن تفلح ما لم تحاول ،عليك أن تحاول باستمرار ،والفشل جزء من التجربة. *حين تشعر بالحرج والخجل أثناء محادثتك المرأة ما ،انظر لمن حولك ،وستدرك أن ال أحد ينظر باتجاهك ،وأنت وحدك مع المرأة ولست بصدد اختطافها ،بل الحديث معها! *حين تبدأ الحديث معها ،اترك لها أن تقول ما عندها ،وانقل الحوار دائما إلى مساحتها ،وحاورها فيما يخصها أكثر من كالمك عن عالمك ونفسك.
الحب في العصر الرقمي لم يعد االنترنيت مجرد فضاء افتراضي يتحاور على صفحاته االجتماعية وصفحاته االلكترونية الناس ويتبادلون األفكار ،بل أضحى قاعة اوركسترا تعزف القلوب في أروقتها على قيثارة الزمن السريع سيمفونيات العشق الخالدة .
ويؤكد موقع "في دي ار " 5األلماني هذه المأثرة العاطفية الجديدة باإلشارة إلى أن ثلث الزيجات التي تمت في الواليات المتحدة األمريكية بين عام 2005وعام 2012تمت بالتخاطب والتعارف والتالقي فالزواج أونالين! البحث عن شريك على النت كالبحث في دليل الزواج لكن العالقات على االنترنيت ال تستجيب بالضرورة لخفقان القلوب ،بل إنها تتيح للرجل والمرأة دراسة مشروع الزواج باعتباره مشروعا براغماتيا يخضع لحسابات الربح والخسارة ويحكمه المنطق أكثر مما تحكمه العواطف .اذ يدرس كل من الرجل والمرأة نماذج المعلومات التي أعداها سلفا ،ويأخذان وقتهما في التعامل مع الحقائق الواردة فيها .وتلفت المتخصصة بعلم االجتماع "كاي دروغه" األنظار إلى أن التعارف على النت تطور بدوره بمرور الوقت ،ليتحول من مجرد مساحة لقاء عاطفي عابر إلى ميدان يتيح للجميع حرية اختيار الشريك ،مستجيبا لمفهوم االنتخاب الحر في اختيار الشريك الذي ظهر كمفهوم واضح في ستينات القرن الماضي .وتؤكد دروغه أن الميزة األهم في حرية اختيار الشريك تتجسد في حرية اإلنسان في أن يقرأ السيرة المعروضة على النت لشخص ما ،فإن لم يجدها مغرية له بالتعارف فما عليه سوى أن يضغط على الماوس بكليك صغير لينصرف إلى سيرة أخرى وحياة أخرى واختيار مختلف آخر. االنترنيت جسر يختصر المسافات في البدء يكون اإلعجاب ثم يشرع االثنان بالتراسل بلغة العيون ثم تبدأ الرسائل المكتوبة والمواعيد المرسلة عبر الهاتف .لكن هذا بات تاريخا عتيقا ،فاإلعجاب لم
يعد بنظرة خاطفة ،بل من خالل قراءة سيرة مفصلة والتأمل في صورة قد تظهر جوانب وتخفي أخرى ،كما أن التراسل يتم فورا عبر الماسنجر أو االيميل ،ويمكن ان يتم فيديويا عبر سكايب أو تانغو أو فايبر أو عشرات برامج االتصال االلكتروني المصور .وهكذا يكون بوسع الجانبين أن يستكشفا بعضهما حتى إذا كانت المسافة بينهما ألوف الكيلومترات .االنترنيت وإمكاناته يتيح للجانبين أن يحفظا كل المعلومات التي تبادالها في ملفات خاصة يمكنهما العودة إليها عند الحاجة ،وبهذا يكون النت أكثر صدقية من اللقاءات الكالسيكية كما يرى البعض. وتطور النت إلى درجة أن هناك مواقع تعرض اليوم خدمات إجراء عقود الزواج الرسمية ،بل إن هناك مواقع تؤمن للمسيحيين أن يكون الزواج كنسيا. اللقاء االفتراضي يهمل وظيفة الحواس موقع "سايكولوجي توداي" البريطاني المتخصص بالعالج النفسي وما يتعلق به، يضع العصي في دواليب العالقات االلكترونية مستندا إلى أسباب منها: *اختيارات الشريكين قد تربكها عالقة افتراضية غير واضحة المعالم ،وتفتقر إلى خطة واضحة .كما أن القرار بشان الشريك األمثل يبقى تحديا صعبا عبر العالم االفتراضي الذي يستعمله كثيرون لتجميل واقعهم وصورهم. *يتغير الناس بمرور الوقت ،ولذا فإن من قرأت سيرته يوم السبت على النت، ربما يقدم نفسه غدا بشكل مغاير ،وهكذا فإن المواقع التي تتولى االنتخاب قد تخطأ الكترونيا في انتخاب الشريك المناسب. تطبيقات مواقع التعارف عالم الصداقات السريعة *التواصل عبر الكومبيوتر يفتقد عنصرا حاسما في الحياة ،هو اللقاء وجها لوجه الذي يتيح للعيون أن تتبادل النظر فيجري التقييم قريبا من الحواس الحقيقية لإلنسان .كما أن اللقاء الذي يجري وجاها يتيح استخدام باقي الحواس ،كالشم واللمس وحتى التحسس الحقيقي ألبعاد جسد الشريك المنتظر ،وهو ما يراه كثيرون جزءا هاما من مقدمات العالقة الزوجية. العشق االلكتروني لم يأت بجديد
ترى الباحثة االجتماعية كاي دروغه أن االنترنيت ومواقع التعارف االجتماعي لم تضف للحب جديدا " ،ربما بات الحب أسرع ،فبنقرة على الماوس يبحث المرء عن المزيد ،وهذا قد يكون من أسباب فشل عالقات الحب االلكترونية بسبب توفر البدائل الجاهزة السريعة". لكن دروغه تعود لتؤكد أنه رغم هذه الحرية الزائدة في االنتخاب ،فإن "كثيرا من عالقات الحب التي ولدت ونمت أونالين ما زالت تحتفظ بحرارة صدقها ورومانسيتها ،فالطرفان وضعا ورقهما على الطاولة وأعلنا بصراحة أنهما يبحثان عن عالقة جادة ،فتحققت النهاية السعيدة".
يوسف زيدان" :إن ما أنّث المؤنث هو الذي ذكّر المذكر" بسهولة ولين يتنقل الروائي المفكر يوسف زيدان بالقارئ من لحظة تأمل فلسفي صارمة الى لحظة وجد صوفي مترعة ،ثم يسيح معه في تفاصيل الجسد ليكتب في ى الفضفاض ،القصير، يشف اللونَ ُّ ظل االفعى " :خصرها بديع ،الثوب السماو ُّ ى لمالبسها الداخلية .وما مالبسها الداخلية ،إال قطعةٌ واحدة ٌ ذات جناحين الكحل َّ ى الالمع ،يمسك باالنسياب اللدن الناصع حتى محلقين بردفيها ..النسيج الكحل ُّ الينفلت".
في مخاض والدة رواية (ظل االفعى) يستعير يوسف زيدان من التراث الهرمسي في اإلسكندرية عبارة "إن ما أنث المؤنث هو الذي ذكر المذكر" ،ويمضي ليفسر معناها فسلجيا :فالجوف الفارغ في مكمن األنثى ،واالنتصاب واالنتشار في عضو الرجل ،فإذا ما عاد هذا السيف الى غمده يكتمل الحضور اإلنساني ويصبح الفراغ الذي امتأل هو األساس الذي تقوم عليه لحظة الوصل بين عنصري اإلنسانية .وفي لحظات تجليه ،التقيته فكان هذا الحوار: الكاتب :من مخلوق ناعم يتلقى الرجل باستسالم سلبي محبب إلى شريك جميل كفء يضاجع الرجل ،كيف تقرأ هذا التطور في دور المرأة في صناعة الحياة؟ هذه حاالت وهي ليست جوهر األنوثة والذكورة ،فهي حاالت الحنو والوصال والتالحم والولوج ومن جهة أخرى النزاع والغيرة ،هي تجليات عربية ال تمثل جوهر االنوثة والذكورة .جوهر االنوثة والذكور هي االنسانية ،وفي كل ذكر هناك أنثى ،وفي كل أنثى يوجد ذكر ،وإذا شئنا التفصيل أنظر الى الكائن االنساني في لحظة والدته ،لن تستطيع تمييز الوليد إن كان ذكرا أم أنثى من شكله الخارجي ،بل أن الجنين ال يسمى بالتأنيث أو التذكير ،فهو جنين ،ومع الوقت يبدأ االفتراق بينهما ،صحيح أن هناك سمة فسلجية معينة في الجهاز التناسلي تميزهما.
لكن السمات االخرى مشتركة وهي تبدأ بالتمايز والتباعد كلما تقدم الكائن االنساني في السن ،ففي العاشرة تصبح البنت بنتا والولد ولدا بالمعنى الثقافي للتمييز ،ومع الوقوف على تخوم المراهقة يحدث االنجذاب بين االثنين ،ففي مرحلة الطفولة المبكرة ال يوجد فاصل محسوس به ،فإذا تم الشعور بهذا االستقالل ،يحدث االنجذاب ويظل مستمرا في فترة العمر الممتدة من الصبا الى الكهولة ،يتأكد االنفصال فيتأجج االشتياق ،فاذا اقترب االنسان من نهايات العمر تجد االنوثة قد اكتسبت صفات ذكورية ،فينبت الشعر في وجه المرأة العجوز وتتحول مالمح وجهها الى شكل ذكوري ،في حين يرق الشيخ ويصبح أكثر حنوا ولطفا كما لو أنه قد استعاد الصفات األنثوية الكامنة في الجوهر االنساني ليتوازن بها عند قرب النهاية ،ففي المبتدأ والمنتهى هناك إقتران ،وفي المنتصف هناك تمايز يدعو الى األشتياق. هي اليوم كتلة يتأملها البعض متشهيا من خلف حجاب ،بل يريدها البعض اسيرة برقع اعمى ،لكنها في القرية المعولمة ال تتوانى عن السير عارية في شوارع المدن الكبرى دون أن يثلم ذلك كرامتها ،أين المرأة العربية من كل هذا؟ الكيان االنثوي العربي مطحون تماما ومنسحق في هذه الفترة ،كانت بشائر الثورات المسماة اعالميا بالربيع العربي تدل على ان المرأة العربية في البلدان التي ثارت أو التي تابعت الثورة من بعيد سوف تستعيد مكانتها ألننا راينا التظاهرات المليونية في مصر وتونس واليمن حيث النساء كن يشاركن الرجال مشاركة عادلة في الحراك االجتماعي ،وهذا طبيعي. لكن ،ما إن اتخذت االمور مسارا سياسيا ممتزجا بالروح العسكرية أو الذي ترعاه المؤسسة العسكرية ،حتى تراجع وضع المرأة ولن تجد في الحكومات التي تعاقبت في مصر وجوها انثوية مع أن المرأة شاركت بشكل فعال في الثورة. وقد كتبت مقاال اشتهر في ادبيات الثورة المصرية وعنونته "الثورة إذا لم تؤنث ال يعول عليها" ،وقد كان انعكاسا لفكرة أن االنسانية هي التي تثور ،وال تكتمل معاني االنسانية بجانب الذكورة لوحده ،ولكن ما حدث أن النساء أزحن الى الخلف ،سواء باسم الدين أو باسم السياسة حيث تم األصرار على الحجاب ثم النقاب ،في المقابل كان البد أن يحدث هذا حركة مضادة في االتجاه ،كما يجري
في قوانين الفيزياء ،ففي مصر ،ما إن ظهر السلفيون ،واستعلنت نساؤهم الملفوفات بالسواد ،حتى تعرت البنت المصرية ونشرت صورها الى االنترنيت- واقصد هنا علياء المهدي. وما إن افتى المتملكون الجدد لناصية السياسة في مصر بضرورة حجب النساء، اال وتعمدت كثير من النسوة أن يظهرن سافرات على نحو يقدح في احساس اصحاب االسالم السياسي بأنهم قد انتصروا ،وبالتالي فإن العري هنا ليس هدفا لذاته بل هو شعار مقابل ،كما أن الحجب ليس هدفا بحد ذاته قدر ما هو اعالن سياسي بالنصر. والنساء في مصر اليوم يقمن بالتفاف على اعالن النصر االسالموي ،وما نراه اليوم في الشارع المصري أن المصريات محجبات الرؤوس لكنهن يضيقن لباسهن ليظهرن المفاتن ،هذه اذا حيل اجتماعية تتوسل بها المرأة لمنع ازاحتها عن المشهد بشكل كامل. إذا انتقلنا لمشاعر يوسف زيدان الرجل ،نجد جمال المرأة في المنحنيات والهضاب والخنادق المائلة الناعمة الرطبة من ساحة الجسد ،معها أين تنتهي حدودك؟ يوسف زيدان :هي ال تنتهي ،يعني ،احساسي بالمرأة ال يتوقف عند المحسوس منها ،ولكن يأخذ بعدا أعمق ،فهو يتوغل في معنى االنسانية من ناحية ،ويصل ما بين األرض والسماء من ناحية أخرى ،وهذا األمر ال يتوقف على نظرتي اليها من زاوية الذكورة الى زاوية االنوثة ،ولكني فعلت ذلك في رواية النبطي ،فهي كلها على لسان أمرأة ،وكانت كتابتها شاقة جدا ،ألن النظرة الديالكتيكية اقتضت االنتقال الى الجانب اآلخر لرصد منظوره ونقله الى العالم ،وهذا كان صعبا جدا، ولكنها كانت رواية ناجحة حسب رأي القراء ،والذي دعم نجاحها هو يقيني في أن جوهر االنسانية واحد وهو ال يكتمل اال بالمزيج االنساني البديع الجامع بين الذكورة واألنوثة وهذا ما أراه على مستوى نظري وعلى المستوى الشخصي. على مدى االف السنين كان ينظر الى المرأة باعتبارها النسخة االرضية من االلهة ،بل إن العبادة في االصل كانت مؤنثة ،وحتى الديانات السماوية الثالث- والتي هي واحدة في االصل لكنها ثالث في وعي الناس ،عندما صيغت هذه الديانات ألول مرة لم تستطع أن تتخلص من الحضور االنثوي الطاغي مع أنها قد
ذكرت االله -أي جعلته مذكرا -بل أنها جعلت الرجل على صورة هللا وهو نوع من االلتفاف فعلته الفلسفة اليونانية ايضا ،المهم أن اليهودية لم تستطع أن تتخلص من الحضور االنثوي الطاغي الممتد االف من السنين من قبلها ،فجعلت اليهودي هو الذي من أم يهودية وبالتالي خرجت الديانة من كل معايير التبشير والدعوى وحب االنتشار الى المعنى االثنوجرافي المرتبط بالنزعة األمومية التي كانت موجودة بوفرة في مصر القديمة وفي سومر وبعدها في بابل ،وظهرت في رسائل األم البنتها في روايتي ( ظل االفعى). بإسم الدين ،يجرد اتباع بعض الديانات المرأة ليحيلها الى ثقب للبول واالنجاب، أال يتصل هذا بدءا برجل لم يكن يحس بمشاعر المرأة ألنه افتقد لعنصر مهم في رجولته؟ ال ،األكثر من ذلك ثباتا هو أن الذي صاغ الموروث اليهودي في البداية قوم مأزومون ،يكتبون كتابا مقدسا ثم يجمع نصوصه عزرا الكاتب في القرن الخامس قبل الميالد في وقت كانت فيه الجماعة اليهودية ترى نفسها على هامش العالم في عشوائية من عشوائياته محاطة من جهة الشرق بالمجد السومري والبابلي ومن جهة الغرب بالمجد المصري القديم ،وكالهما حضارات تحتفي باألنوثة، فالمعبودات المصرية القديمة تاسوع وطيبه تجد فيها ايزيس أو "ايسيت" ربة األنوثة والتي تنطق قديما (الست) ،ولذا يكره المصريون اللفظ العربي الشائع في وصف المرأة ( مرة) ويعتبرونه إهانة ما بعدها إهانة ،ويفضلون استخدام تعبير ( الست) الذي يتطابق لفظيا مع الوصف القديم. المهم انك تجد في تاسوع طيبه آلهات كثيرات "،حتحور" التي تتخذ شكال مؤنثا، وما بين صيغة البقرة وصيغة اللبوة لدينا االهة مؤنثة .للعدالة إالهة مؤنثة وهي "ناعت" ،كثيرات هن االالهات ،وجوهر العبادة يتخلق حول "ايزيس" التي صورتها المسيحية ومازجت بينها وبين صورة مريم العذراء ،فكلتاهما تلد من غير تماس ونكاح ،فهي االصل ،االنثى الواهبة المبدعة التي تأتي بالسائل المقدس وهو الدم ،والسائل المحيي وهو الحليب ،وكالهما في الحقيقة يأتي من المرأة ،ثم جاءت اليهودية ودنست المرأة بعين ما تقدست به قديما في الحضارتين المصرية والسومرية والبابلية على مدى االف السنين ،ثم استغرقت االزاحة التدريجية الهادئة أللوهية المرأة وقداستها قرابة ثالثة االف عام لنزعها من عرش القداسة
وإحالل الرجل مكانها بسبب تغيرات اقتصادية وسياسية وألسباب عسكرية لعبت دورا مؤثرا في صياغة حضارة وثقافات العالم فيما بعد. في هذا االطار ظهرت الديانات ،فكانت اليهودية كارثة على الوعي االنساني ألنها شوهت الرموز السامية في الحضارات القديمة ،وجعلت المرأة في الغالب كائنا نجسا. المسيحية برهبانيتها المعروفة تعتبر المرأة طارئة على العبادة ،نجسة في اغلب األحيان وهي الخطيئة كلها ،بل والشيطان الذي يغوي بالخطيئة ،كيف هذا والسيدة العذراء هي جزء من إعجاز المسيح؟ البد من االشارة الى أن المسيحية كانت حلقة اصالح لليهودية وليست امتدادا لها، ففي الوعي الكاثوليكي واألرثوذكسي جاء المسيح ليصحح مسار اليهودية ولكنه ال يغير الشريعة ،بل يغير االيقاع اليومي ،يعدل صيغة التدين ،لكنه جاء متمما للشريعة اليهودية ،وهو في ذلك يشابه صيغة االسالم في أن نبي االسالم إنما جاء ليتمم ما سبق .المهم ،أن الديانات الثالث التي أراها ديانة واحدة تقوم على أسس واحدة مع اختالف نوعي هنا أو هناك ،فالمسيحية لم تنظر من جديد لوضع المرأة إنما اخذت عن اليهودية التصور األول ،لذلك بالغت في إزاحة المرأة ،ولو نظرت في نصوص الزواج في االناجيل االربعة التي اعتمدت بعد ثالثة قرون من ظهور البشارة المسيحية االولى ،ستجد أن المرأة في وضعها االجتماعي مساوية للعبيد، وأن الرجل هو السيد ،ألن المسيح صار إالها وتم استبعاد السيدة العذراء من المشهد التديني بعدما تم استلهامها من مصر القديمة ،تم التمحور في التدين حول شخصية المسيح وليس العذراء. اما الرهبانية فهي كالقبالة في اليهودية والتصوف في االسالم ،فهي محاولة للتخلص من هيمنة هذه النظرة الكئيبة والناقصة والمشوهة لإلنسانية ،واحداث توازن على المستوى الروحي يلحق بطبيعة الحال بالتصورات المتعلقة بالمرأة، لذلك تجد الصوفية مثل محي الدين العربي يحتفون باألنوثة ويجعلون الكون أنثى حسبما قال ،الرهبانية لذا ال تنظر هذه النظرة المتمحورة حول الذكورة ،وتجد ايضا في القبالة اليهودية اتساع أفق يسمح بالنظر الى اإلنسان كجوهر جامع بين المرأة والرجل.
هذه كانت محاوالت إلحداث التوازن باالستعانة بالروح في مواجهة الموروث الفقهي والعقائدي وفي مواجهة لحظة االنطالق االولى التي دونت فيها النصوص التوراتية التي أزرت بالمرأة إزراء لم يقم به كتاب آخر قدمته االنسانية ،فالمرأة في أسفار التوراة هي المستعملة دوما من اجل الحصول على الخير وفي بداية سفر التكوين يقول ابراهام -وهو ابراهيم فيما بعد -يقول المرأته ساراي -التي هي سارة فيما بعد " يا ساراي أنت أمرأة جميلة فقولي أنك أختي حتى يحصل لي خير بسببك" ويقدمها هدية للفرعون ،ثم يعود ليفعل ذلك مع "أدينهاك" في ارض كنعان المسماة اليوم فلسطين ،إذا المرأة الجميلة هي شيء لالستعمال .والمرأة في التوارة المصرية هي التي تحتال بشكل فاجر لمضاجعة الولد العبراني أي النبي يوسف، وهو ما أشار اليه القرآن بعد ذلك بشكل مخفف جدا. هل تشدد اإلسالم بشأن البغاء الذي شاع في العصر السابق له السيما وأن اآلية الكريمة في سورة النور تقرأ " وال تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا لتبغوا عرض الحياة الدنيا ،ومن يكرههن فإن هللا من بعد إكراههن غفور رحيم"؟ الحضور العربي قبل اإلسالم كان يتركز في المنطقة المسماة الهالل الخصيب أي منطقة سوريا والعراق ولبنان ،أما قلب الجزيرة العربية فكان محطة قوافل ال أكثر وال أقل و في هذا المجتمع -المحطة عرفنا كيف يتم بشكل كبير قبول الممارسات الجنسية غير النمطية. ونتذكر هنا واقعة عمرو بن العاص الذي أنجبته أمه بعد أن واقعت أربعة رجال، لكنها اختارت العاص بن وائل ونسبته اليه ،والداللة هنا ليست فيما سبق االسالم، بل فيما سيأتي ،وهو أن يقبل عمرو بن العاص قبوال تاما في قبيلة سهم ويتزوج من ابنة عمه السهمية رائطة ،وال يشعر بغضاضة تجاه ذلك حتى بعد أن صار أميرا لمصر وواليا عليها ،حين تراهن بعض الناس على أن يسأله احدهم عن أمه وهو على المنبر أماما للناس ،ففعل الرجل ذلك ،فإذا بعمرو بن العاص يقول بكل بساطة" نعم هي كانت امرأة من قريش ،وما الى ذلك...فاذهب وخذ ما جعل لك". إذا ،المجتمع العربي قبل اإلسالم ،لم يكن على النحو الذي شاع مؤخرا اعالميا وكرسته المدونات الفقهية والشروح وشروح الشروح ،واال فكيف نفهم الحضور القوي والطاغي إلناث من أمثال السيدة هند بنت عتبة وتاريخها الطويل قبل
اإلسالم ،وطالقها من زوجها األول الذي اتهمها ،مع أن الرائي اليمني الشهير قام بتبرئتها ،وبشرها أن في بطنها ملك ،فقالت ال أنجبه من هذا الرجل ،وطلقت منه فتزوجها أبو سفيان بن حرب ابن أمية ،وأنجبت له معاوية. وكيف نفهم أيضا الحضور القوي المهيمن للسيدة خديجة بنت خويلد التي تزوجت النبي في الغالب زواجا مسيحيا على المذهب النسطوري ،وبقي معها ملتزما لخمسة وعشرين عاما وهي التي رعت اإلسالم في مهده ولم يتزوج عليها حسبما كانت تقتضي القواعد آنذاك؟ عودا على سؤالك ألوكد مرة أخرى ،أنا أرى الديانات الثالث ديانة واحدة لها ثالثة تجليات ،أو ثالثة وجوه ،وكان اإلسالم هو التجلي الثالث واألخير لها ،فكان من الطبيعي أن يظهر في اإلسالم هذا النزوع األكثر تطورا. اإلسالم لم تكتب تصوراته األولى في إطار األزمة مثلما هو الحال في أسفار التوراة الخمسة ،ولم يكتب كتابة عشوائية مثلما حدث مع األناجيل التي يوم استقرت الكنائس على أربعة منها كان بين الناس أكثر من 30انجيال متداوال. وهكذا فقد صيغت التصورات األولى للمسيحية بعد ثالثة قرون من التجلي العشوائي للنص الديني. اإلسالم لم يشهد مثل ذلك ،فهو من يومه األول يصون قرآنه ويحفظه ،وتظل الخالفات في نصوصه يسيرة جدا وال تمس الجوهر ،فمثال " إذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ...وفي رواية أخرى فتثبتوا" وكال المعنيين واحد ،وقدم اإلسالم الصورة األكثر تطورا من هذه الديانات ،ولكن ما لبث الفقهاء الذين يعملون في ظل السلطان أن أعادوا هذا األمر -فيما يتعلق باألنوثة تحديدا -إلى األصول األولى وتفننوا في حجب المرأة وردها إلى الصورة التي قدمتها اليهودية وأكدتها المسيحية من بعد. *يوسف زيدان مفكر وروائي وباحث مصري له عدد كبير من المؤلفات في مجال الفلسفة والتصوف .كتب ثالث روايات نالت شهرة كبيرة ،وأثارت "عزازيل" و"ظل األفعى" و" النبطي" كثيرا من الجدل .يعمل حاليا مستشارا ً للتراث والمخطوطات ومشرفا ً على قسم المخطوطات والكتب النادرة بمكتبة اإلسكندرية.
FKKثقافة الجسد العاري ال يخ ُّل التعري باألعراف وال يخدش الحياء في ألمانيا .فهناك آالف األماكن التي تسمح بالتعري الكامل المختلط .ولكن هذا التعري يرتبط بتقاليد بسيطة وأماكن محددة .أما في البيت فللمرء أن يتعرى كما يشاء إذا لم يعترض جيرانه.
رغم أن ألمانيا معروفة بمجتمعها المحافظ مقارنة بجارتها فرنسا وبإيطاليا الدافئة، فإنها في نفس الوقت تبيح التعري طيلة أشهر السنة رغم أن معدالت درجات الحرارة السنوية تدور حول 13درجة مئوية سنويا .في ألمانيا أماكن كثيرة يمكن أن يتعرى فيها المرء ويرى اآلخرين أيضا عرايا حوله دون أن ينتابه الخجل ودون أن يتعرض للمساءلة القانونية. اشتهرت ألمانيا بعالمتها الفارقة FKKوهو المختصر لتسمية (ثقافة الجسد العاري) ،وقد استمر العمل بهذه الثقافة على مدى عقود رغم الفوائد المعروفة للمالبس السيما توفيرها الدفء ووقايتها من عوامل المناخ (البارد الممطر غالبا في هذا البلد) .وقد دخل العري كممارسة جماعية عامة إلى ألمانيا نهاية القرن التاسع عشر مع زوال التقاليد المحافظة من خطوط الموضة في مالبس النساء أوال وتلتها البساطة في مالبس الرجال. النازية وضعت قيودا على حركة (ثقافة الجسد العاري) ،ولكنها عادت إلى الحياة بعد الحرب العالمية الثانية في ألمانيا الغربية والشرقية (سابقا) ،بل أنها شهدت انتشارا واسعا في ألمانيا الشرقية. في عام 1963انضمت الجمعية األلمانية للتعري إلى اتحاد الرياضة االولمبية األلماني ،فسمح ذلك بإنشاء رابط بين التعري وبين أنواع من الرياضة .ورغم سعيها الستقطاب أعضاء جدد في السنوات األخيرة ،فإن عدد أعضاء الجمعية لم
يتجاوز 40ألفا من جميع األعمار ،تجمعهم أندية خاصة يمارسون فيها كل الرياضة بدءا من المشي مرورا بالكرة الطائرة وصوال إلى السباحة ببزاة الميالد. أندية الساونا المختلطة تمثل ينابيع المياه المعدنية ومسابحها أحلى أماكن التمتع بأشعة الشمس الغالية النادرة في ألمانيا .وبجانب األحواض المسقفة الكبيرة ،توجد غرف الساونا والبخار التي يشتد عليها اإلقبال في هذه األماكن خالل فصل الشتاء ،والبد من القول أن غرف الساونا في الغالب مختلطة ،وطبقا إلحصاءات اتحاد الساونا األلماني فإن نحو 30مليون ألماني ( 17مليون رجل و 13مليون امرأة) يزورون حمامات الساونا العامة البالغ عددها 2300في عموم البلد بانتظام. وفيما يبقى لباس السباحة (حتى إذا كان بكيني خيطي) إجباريا غالبا في أحواض السباحة ،فإن نزع اللباس في حمامات الساونا إلزامي دائما ألسباب تتعلق بالصحة العامة .وهذه نصيحة لمن يزورون حمامات الساونا المختلطة ويجدون حرجا في حضورهم مع الجنس اآلخر :ارتدي نظارات شمسية مظلمة – رغم أن الضباب ثوان -وال تتحدث إلى الزمالء مرتادي الساونا وهم عراة! سيغطيها في ٍ العري في البيت وشرفة البيت و حديقته مباح للناس في ألمانيا التعري الكامل في بيوتهم وشققهم الخاصة بالطبع ،هذا يسري نظريا على الحديقة الخلفية أيضا ،حيث يسمح للناس أن يأخذوا حمامات شمس وهم عراة في حدائقهم الخلفية أو في شرفات بيوتهم وال يستطيع مالك البيت أن يطردهم على أن ال يزعجوا الجيران ،وهذا يعني أن بوسع الجار أن يشتكي منك إذا تعريت في شرفة بيتك أمام نظره ،فحاول هنا أن تفعل ذلك في غيابه. على كل حال فإن قانونا صدر في عام 2006يتيح لإلنسان أن يضع حاجزا يفصل تعر أكبر في حديقة مساحة سكنه عن أنظار جيرانه ،وهذا قد يوفر مساحة حرية ٍ البيت أو شرفته ،لكن الحل األسهل واألقل كلفة هو أن يضع اإلنسان قطعة تستر وسطه أثناء تمتعه بحمام شمس في حديقة أو شرفة بيته. شواطئ العراة
مع تحرر مالبس الناس وتطور العلوم الطبية ،شاع بين األوروبيين عموما واأللمان خصوصا اعتقاد مفاده أن تعريض الجسم للشمس ولرمال سواحل البحر الملحية مفيد لعالج أمراض الروماتيزم والتهاب القصبات واألكزيما وأمراض المفاصل ،وهكذا يلوذ األلمان في فصل الصيف القريب بسواحل شمال ألمانيا على بحر الشمال والبلطيق عراة لتمتص أجسادهم أشعة الشمس الخجولة. أول ساحل عراة رسمي افتتح في ألمانيا سنة 1920على جزيرة سيلت على الحدود مع الدانمارك ،كما خصصت مناطق بوركم ونورديرني وامروم شواطئ للعراة .كما أن سواحل بحر البلطيق أيضا فيها شواطئ اوزديم ورويغن للعراة وكانت تابعة أللمانيا الشرقية سابقا .الغريب في ألمانيا ،أنه بوجود كل هذه األماكن للعري التام المختلط فإن التعري في األماكن العامة غير المخصصة للتعري يعتبر منافيا للعرف ويثير غالبا صرخات استهجان واستنكار اآلخرين. متنزهات العري خارج هذا التصنيف ،يمارس ماليين األلمان التعري أو التعري الجزئي في الباركات والمتنزهات القريبة منهم كلما أشرقت شمس ساخنة ساطعة ،فترى حدائق المدن والجامعات واألندية تغص بالمتعرين والمتعريات من الجنسين تلذذا بشعاع الشمس .ولكن هذه المتنزهات والحدائق ال تعتبر مالذات رسمية للمتعرين وهي ليست جزءا من (ثقافة الجسد العاري) .وعلى وجه العموم فإن الحديقة االنكليزية في ميونيخ ،وحديقة الحيوان في برلين هما من أشهر حدائق العراة في ألمانيا. أما العري االباحي الخليع ،فيمنع عرضه قانونا إثناء ساعات ذروة البث التلفزيوني لمنع تعرض اليافعين واألطفال لمشاهده .ولكن مشاهدي برامج التلفزة العادية قد يمرون على مشهد عري جزئي أو على مشهد عري تام ال تظهر فيه األجزاء التناسلية للمتعري ،ولكن العري هنا له ما يبرره روائيا وفيلميا وال يعد عريا إباحيا وال يمنع. والبد من القول إن عرض األفالم اإلباحية التجارية ممنوع في قنوات التلفزة تعر نصف إباحية في أوقات معينة من األلمانية ،لكن بعض القنوات تعرض أفالم ٍ الليل.
ليلى العربية في حمام العري بمدينة بادن بادن ليلى امرأة عربية عمرها 38عاما زارت حمام فريدريش الروماني في بادن بادن لغرض االستشفاء ،فاكتشفت عالما لم تتخيل قط وجوده ،ولم تتصور أبدا أنها قادرة على خوضه .نجحت التجربة ،وكتبت لي أنها تطمح في تكرارها شفاء للبدن والروح! على مسنجر فيسبوك ،اتصلت بي سيدة عربية اسمت نفسها ليلى ،وروت لي شفاها وكتابة تفاصيل زيارتها المثيرة العجيبة لحمامات فريدريش الرومانية االيرلندية بمدينة بادن بادن جنوب ألمانيا ،مشيرة الى أنها انفقت مبالغ طائلة لتخوض التجربة المفيدة في هذا الحمام الرائع حسب وصفها ،وستحاول تكرار التجربة: "المفاجأة الكبرى أن الحمام مختلط ،والمفاجأة األصعب أن العري اجباري ،كل الناس هنا يسيرون ويسبحون ويرقدون لغرض المساج ،ويتشمسون ،ويدخلون غرف البخار والجاكوزي عراة كما خلقتهم أمهاتهم ،وبالنسبة لي كانت تلك صدمة لم أعرف كيف أتجاوزها ،فلففت نفسي بالمنشفة الكبيرة ،وبقيت جالسة على كرسي التشمس ال أجرؤ أن أرفع المنشفة وأخوض في الماء ،والماء المعدني والمساج هي المطلوبة ،لكن الحيرة والحياء كانت عائقا كبيرا. بعد مرور ساعة كاملة ،انتبهت الى أني قد دفعت 23يورو أجرة دخول ليوم كامل دون أن أحقق شيئا ،وقررت أن أحسم أمري ،فقد قطعت آالف الكيلومترات، وتجشمت عناء الحصول على فيزا ،ودعوة عالج في ألمانيا بصعوبة بالغة ودفعت ألجل ذلك تكاليف باهظة ،وليس من المعقول أن أضيع كل ذلك ألني أخجل من التعري. انتبهت الى الموجودين في المكان ،رجال من مختلف األعمار ،ونساء من مختلف االعمار ،كلهم مشغولون بالتمتع بالماء والبخار ،وال أحد يتطلع الى أحد في هذا المكان .عادةً ،خالل زياراتي الصيفية السابقة أللمانيا لحظت أنه في المسابح الحرة بالمدن األلمانية يتعانق بعض السابحين فيما بينهم ويتبادلون القبل بشكل حميم ،لكن مراقبين المسابح ال يسمحون ألحد أن يمضي أبعد من ذلك ،أما في هذا المكان الغريب ،فالجميع عراة تماما ،ومناطقهم الوسطى مكشوفة من األمام والخلف نساء
ورجاال ،لكن ال أحد ينظر الى اآلخر ،والغريب أن االعضاء التناسلية المكشوفة ال تبدو مثيرة ،وال تلفت النظر. انتبهت الى فتاة أو سيدة شقراء فاتنة في عشريناتها ،راقدة على دكة ساخنة أمامي وهي عارية وقد باعدت بين ساقيها لتبخر منطقتها الوسطى ،دون أن تلتفت الى أني انظر اليها بذهول .وراقبتها وراقبت من يمرون بنا ،لم ينظر أي رجل اليها قط ،رغم انني ،وأنا امرأة ،قد وجدتها فاتنة الحسن ،فكيف حال الرجال ! شجعني هذا أن أمضي قدما للتعري ،فاقتربت من الباب الداخلي ،حيث يقف مراقبون يمنعون دخول أي شخص ال يربط ساعة المراقبة اإللكترونية حول معصمه ،ويمنعون دخول أي منشفة أو قطعة مالبس أو نعل بالستيكي أو اسفنجي الى الحمامات حرصا على نظافة المياه ،فاضطررت مترددة أن أرفع المنشفة، واضعها في دوالب فتحته بالساعة االلكترونية نفسها ،ثم دلفت أمام أنظار الرجل والمرأة الواقفين على البوابة وأنا تعثر بفضيحتي. حين دلفت الى الداخل ،أراحني أن الجميع مشغولون باالستحمام والتعرق والتشمس ،وال أحد اهتم لدخولي ،فنزلت الى الماء وجلة ،وأنا أقارن نفسي بالنساء الالتي حولي فأدركت أن بعضهن أكثر جماال مني بمسافة شاسعة ،ومع ذلك ال أحد يتطلع نحوهن. تسرب الماء المعدني المالح الدافئ الى مسام جسدي ،وبقيت أفوج في الحوض نحو ساعة ،حتى تعودت على المكان والفته وزال كثير من وجلي .ولفت نظري أن ال وجود ألي عربي أو عربية في المكان ،و هو ما بعث في نفسي الراحة فعالً ،فأنا غربية هنا ،وال أحد يعرفني ،وبالتالي فأن فضيحتي العارية لن يعرف بها أحد. وبقيت أفكر ما الذي جاء بي الى هنا ،والحقيقة هي أني قد اصبت بمرض في العضالت واالنسجة ،عانيت منه طويال ،وكان من اساليب العالج التي أوصى بها األطباء ،الحمامات المعدنية والمساج و حمامات البخار وجاكوزي ،وهكذا ذهبت الى حمامات فريدريش الرومانية اآليرلندية بمدينة بادن بادن جنوب ألمانيا في سفرة عالج استغرقت 4اسابيع ،وكلفتني مبلغ 7االف يورو". بعد أكثر من ساعة ،قررت أن أفعل ما يفعله الناس دون حرج ،فخرجت من الحوض ،واتجهت الى باب يفصلني عن غرفة بها دكات التعرق .هنا يستلقي الناس عراة ويتعرقون فوق الدكات الساخنة ،وفعلت مثلهم ،فأبلغتني الموظفة المسؤولة ،أن التعرق يجب أن ال يزيد عن 20دقيقة في كل مرة ،حرصا على اتاحة الفرصة للجميع. استلقيت على الدكة ،واسندت جسدي العاري على أرضيتها بعد أن شطفتها بمحلول التعقيم ثم بالماء الحار ،والمست األرضية الخشنة مؤخرتي ،فشعرت بشعور غريب جدا وأنا أتطلع الى بعض الرجال والنسوة وهم يباعدون أرجلهم ويكشفون عن مناطقهم الجنسية غير وجلين.
تمددت مستلقية ،وحرصت أن أبقي فخذي مضمومين كي ال يظهر كنزي للناس. وبعد نحو عشرة دقائق على هذا الحال ،أدركت أن من العبث أن ال أستفيد من المكان وطاقاته كاملة ،فباعدت بالتدريج بين ساقي وعرضت منطقتي الوسطى للتعرق والبخار المنبعث من ثقوب بجانب الدكة. وشيئا فشيئا زال عني الوجل والحرج واإلحساس بالفضيحة ،ولكني بقيت اتجنب النظر في عيون الرجال خشية أن اصطاد عيونهم وهي تبحلق في تفاصيل جسدي العاري .لست امرأة خارقة الجمال ،لكني أنثى ،وما زلت رشيقة القوام ،وبدني ما زال مشدودا ألني غير متزوجة ولم انجب أطفاالً ،ومقارنة بكثير من النساء الموجودات فأنا أصلح أن أكون ملكة جمال عليهن! مع ذلك لم ينظر لي أحد بفضول. ثم جاءت فقرة المساج ،وسألت عن تكلفته ،ففوجئت بأن هناك مساجا ً فردياً، تمارسه سيدة مختصة على جسد الزائر ،أو رجل مختص حسب الطلب ،وهناك مسا ٌج يمارسه رجل وامرأة على جسد الزائر .وكل شيء بثمنه .وهالتني فكرة أن أنام عارية كما ولدتني أمي بين يدي رجل لتتحسس أصابعه كل تفاصيل جسدي بال حياء ،فاخترت مساج المرأة ،وذهبت مع إحداهن الى غرفة المساج ،ألدفع 32 يورو عن أقل من نصف ساعة .امضيت في يومي األول 5ساعات في المكان متنقلة في كل ارجائه فالفت المكان ومن فيه وما فيه ،ولم يعد العري قضية كبرى بالنسبة لي. في اليوم الرابع استجد شيء خطير ،فعند الساعة الحادية عشرة صباحا ،دخل المكان عاريا ً شاب عربي أسمر مشعر البدن ،رشيق القوام ،بلحية عصرية خفيفة، في مثل سني ،وكان ذلك بالنسبة لي مصدر حرج كبير للغاية ،فحاولت أن ال أنظر نحوه ،لكني ضبطت نفسي عدة مرات وأنا اتطلع نحوه بفضول ،وأتأمل منطقته الوسطى خلسة. وبعد نحو نصف ساعة ،خرج الشاب من الماء ،فهالني أن قضيبه منتصب بشدة، وهو يسير كأنه يفتخر بانتصابه ،وهو أمر وجدته مثيرا ً للحرج .فخالل األيام الثالثة التي قضيتها هنا ،لم ألحظ قط أن أحد الرجال قد انتصب عضوه ،واليوم فهذا العربي اللعين يسير هنا بعضو منتصب كأنه يمثل فيلما ً اباحيا ،واألنكى من ذلك أنه ال يحاول اخفاء هذا القضيب العمالق داكن السمرة ! خرج الشاب من الحوض الذي كنت فيه ،فخف شعوري بالحرج ،ثم لم أره لمدة ساعة ،قضيتها متنقلة بين األحواض ودكات التعرق وحمامات البخار والجاكوزي، سوى مرة سريعة لمحته يمر بالدكات وهو يتطلع في النسوة المستلقيات وما زال قضيبه منتصباً! بعد الظهر ،ذهبت الى غرفة المساج ،فانتبهت اليه في الغرفة المجاورة لي التي يفصلها زجاج نصف مظلل ،وانتهيت من المساج ،فخرجت الى ركن األعشاب،
حيث يشرب الزائر فناجين من االعشاب ،ويدهن جسده العاري بكريمات طبيعية غالية مصنوعة من االعشاب ،وفيما كنت اتولى دلك جسدي بالكريم مستلقية على دكة مرمرية سوداء ،اقترب العربي اللعين من دكتي وقضيبه مشرع أمامه مثل سيف ،ثم تمدد على الدكة المرمرية رملية اللون الى جانبي ،وشرع يدهن جسده بالكريمات ،ثم نهض صوب زاوية االعشاب وسكب لنفسه كوب شاي أسود -ما يؤكد أنه عربي ، -وعاد ليجلس الى الدكة مواجها لي! كل هذا ونحن عراة تماما وقضيبه منتصب عمالق -ما يؤكد بال شك أنه عربي! أنا ال أبالغ في رواية ما جرى ،لكن الشاب األسمر عربي المالمح كان الرجل الوحيد الذي انتصب عضوه بهذا االلحاح في الحمام. ثم جلس يشرب الشاي ويتطلع في جسدي العاري ما أثار لدي شعورا بالحرج، فقررت أن انهي دلك جسدي بالكريم ،وأغير مكاني بعيدا عنه ،لكن قبل أن اتحرك خاطبني بلهجة فيها لكنة شامية سائال :هل أنت عربية؟ كان سؤاله مثل صاعقة سقطت على رأسي ،كيف أكلم رجال عربيا عاريا بقضيب منتصب وأنا عارية أمامه ونحن ال نعرف بعضنا؟ شعرت في تلك اللحظة أننا نعرف بعضنا جدا بالعروبة التي تجمعنا وباللغة التي تفرقنا عن اآلخرين .ثم تجنبت أن أنظر صوبه ،وقلت بحياء فيه بعض حدة ":نعم ،ولكن ال أعتقد أن من المناسب أن نتكلم ونحن بهذا الوضع ،اتمنى لك يوما سعيدا" وتركته وغادرت الى جانب بعيد من الحمامات ،حيث صالة االستراحة والطعام ،وكدت اذوب خجال في حرجي وأنا تخيله يبحلق في مؤخرتي العارية وأنا أسير مبتعدة عنه. أصعب ما في األمر أن مدينة بادن بادن هي منتجع لألغنياء جنوب ألمانيا ،وكل شيء فيها مكلف للغاية ،فساعة وقوف السيارة في بارك المدينة القريب على الحمامات ،تكلف 3يورو ،والسبب في كل ذلك أندية المقامرة المنتشرة في المدينة، والتي يقصدها األغنياء من كل أوروبا ،إضافة الى الحمام الروماني /االيرلندي، وهو من منتجعات العالج المعروفة في غرب أوروبا .وجبات الطعام في المدينة التي تتوارى فيها الحياة العامة تمام الساعة السابعة مساء ،مكلفة غالية .أما الوجبات داخل نوادي القمار وداخل الحمامات ،فأسعارها تنافس أسعار نوادي الس فيغاس غالء. وكنت اتناول وجبات طعامي في محالت ماكدونالدز ،ونورد زي ،وبيتزا هوت، وكلها محالت وجبات سريعة ،فكانت أسعارها أرحم من أسعار مطعم الفندق ومطعم الحمامات. في اليوم السابع ،وكان يوم أحد ،لمحت الشاب العربي األسمر العاري مرة أخرى في الحمام .لم يكن قضيبه منتصبا هذه المرة ،ونزل الى الماء في نفس الحوض الذي كنت أخوض فيه ،فتجنبت النظر ناحيته ،وبقيت منهمكة في دلك جسدي تحت
الماء الدافئ ،واقترب مني وهو يخوض الماء ،وقال :صباح الخير ،نحن اآلن في الماء وال أعتقد أن منظري يحرجك! ُّ وسكت مبتعدة عنه ،وأنا أفكر كيف تسبح نظرت في وجهه ،مجيبة :صباح الخير! أعضاءنا التناسلية في ماء مشترك قريبا ً من بعضها ،كيف يمكن أن يحدث لي هذا؟ ربما تنتقل بعض حيامنه في الماء وتتسرب الى رحمي! لكن هذا جنون ،فكل الرجال عراة وحيامنهم تسبح معي في نفس الحوض ،فلماذا هو؟ ولكنه عربي ،وهو الوحيد الذي يحس بي جنسيا وتصبو نحوه أنوثتي .وهو حال أن رآني عارية ،سيذهب الى التفكير بالطريقة العربية ،ويعدني عاهرة سهلة المنال، لذا ال أريد الخوض معه في أي كالم ،ما دام هذا المكان الفاضح يجمعنا. وما لبث بعد برهة أن خرج من الجانب اآلخر من الحوض ،ولحظت مرة أخرى أن قضيبه العمالق داكن السمرة منتصب بقوة ،ويمتد أمامه مثل سيف يتأرجح اثناء سيره الحذر على سيراميك أرضية الحمامات الخشنة .هذا يؤكد أنه يشتهي النساء الموجودات ،بل ربما ينتصب عضوه ألنه يتأمل جسدي العاري ،فكيف لي أن أكلمه؟ ذلك اليوم لم التقه ولم أكلمه ثانية. مضى االسبوع الثاني ،وفي يوم األحد التالي قررت أن أخضع للمساج الثنائي، حيث تبين لي أنه اكثر فعالية وأثرا من المساج الفردي ،وهكذا نمت عارية تماما بين يدي امرأة ورجل ،تناوبا على تدليك كل أطرافي وعضالت جسدي ،والمست أصابعهما مكانات قريبة من منطقتي الحميمة ،كما تولت المرأة بالذات مساج أردافي بهدوء رشيق ،و انتبهت الى أن عضو الرجل لم ينتصب تحت منشفته البيضاء المشدودة على وسطه ،وهذا يعني أنه غير مهتم بي كأنثى ،ما هدأ من مشاعر حرجي. فجأة تراءى لي في الغرفة المجاورة رأس العربي األسمر اللعين وهو يتطلع الي من فوق الزجاج المظلل ،ولسان حاله يقول :ها أنت عارية تعبث بك أصابع هذا األلماني الغريب ،فلماذا تمنعين عني الكالم؟ .هكذا ظننته يفكر بصوت عا ٍل، وبقيت مستلقية بين يديهما ،وبعد نحو ساعة انتهت جلسة المساج ،فدفعت 64يورو من خالل الساعة االلكترونية التي تسجل ذلك في حساب المدخل الرئيسي ،ما يلزم أن دفع المبلغ حين مغادرتي المكان .ثم خرجت ،وذهبت الى دكة االعشاب، ألتناول فنجان شاي أخضر ،وما لبث العربي اللحوح ،أن اقترب من دكتي وقضيبه كالعادة منتصب مثل سيف مشرع ،ما جعلني أشيح بوجهي عنه ،وجلس خلفي بعد أن أخذ لنفسه فنجان شاي .ثم كلمني وظهري له :ال تنظري إلي كي ال أثير حرجك ،ولكني أشعر بأنك عربية وأود أن اتكلم معك ألنك عربية ليس أكثر .أنا أسكن هذه المدينة ،واشتغل في ادارة فندق قريب من الحمامات ،وال أسعى أن أقيم عالقة معك اذا لم تكوني راغبة بذلك.
مع أن أسلوبه كان مهذبا وصريحاً ،لكن الوضع برمته ال يحتمل التحدث ،ولكي أضع حدا ً لهذا الحرج الهائل ،قلت له دون أن أنظر نحوه :أنا يا أخي لست امرأة عار ساقطة ،بل اتعالج في هذا المكان بناء على توصية األطباء ،ومنظرك وأنت ٍ وعريي الفاضح يسبب لي حرجا كبيرا ،فكما تعلم ال يوجد في عالمنا حتى في الخيال شيء من هذا القبيل ،لذا أرجو أن تحترم خصوصية الوضع ،وتقدر أني أشعر بالحرج حين أرى شابا عربيا يشاركني العري في هذا المكان. رد الشاب بهدوء" :أبدا يا سيدتي لم أفكر للحظة واحدة أنك امرأة ساقطة ،وأي ساقطة بوسعها أن تنفق كل هذه األموال يوميا لمجرد أن تتعرى؟ هذا غير ممكن وال يفكر فيه إال رجل أحمق". ودار في خلدي أن أقول له بصراحة "أنت عربي ،وقضيبك المنتصب هو عنوانك الفاضح ،فأرجوك كف عن محادثتي" لكني خجلت أن أصارحه بهذه الوقاحة. ثم شعرت به ينهض من مكانه ،ويوجه لي الكالم " :لم أشأ احراجك ،أردت التعرف عليك فحسب ،وهزني الشوق الغريب الى امرأة عربية تشاركني الماء الدافئ في الحمام الروماني في بادن بادن ،ال أكثر وال أقل ،ولكن حيث أنك تشعرين بأن الموضوع محرج لك ،أترك المحاولة وأقول لك يومك سعيد وسفرا ً سعيداً .وسار مبتعدا وهو يعود الى صالة األحواض وقضيبه العمالق اللعين ما زال منتصبا. قل لي بربك يا سيدي الصحفي وأنت تعيش في ألمانيا ،ولكنك تتنفس وتكتب بالعربية ،كيف المرأة عربية عارية في الماء أن تكلم شابا وسيما عربيا عاريا منتصب القضيب طول الوقت في الماء وهو يكاد يالمس جسدها؟ أليس هذا مستحيالً؟ خالل اسبوعي األخير في بادن بادن ،لم أر الشاب األسمر مرة أخرى ،لكن ما خلصت اليه في زياراتي التي جاوزت عشرين مرة لحمام العراة أن العري حين يصبح امرأ عاديا ال يثير شيئا لدى الغرباء رجاالً ونساء ،ومادام الناس غير مهتمين بالنظر الى عري بعضهم فاألمر يمر بسالم .كما أن كل الرجال باستثناء العربي األسمر اللعين ،لم تنتصب قضبانهم قط وهم يعومون مع النسوة العاريات في الحمامات المعدنية .أليس غريبا أن الشاب العربي هو الوحيد الذي اشعرني بالحرج ،أم أن قضيبه المنتصب طيلة الوقت هو سبب الحرج؟ *أشكر الخصوصية التي أتاحها فيسبوك ،واال ما كنت أتخيل اني يمكن أن ابوح بأسرار من هذا النوع بهذه الحرية وأخول كاتب صحافي بنشرها على الناس دون حرج .فيسبوك مساحة الحرية العربية التي لم تكن تحلم بها أي امرأة عربية.
أوهام عن العادة السرية مداعبة اإلنسان ألعضائه التناسلية مع رسم صور خيالية لشريك مفترض في أوضاع تخيلية حتى الوصول إلى النشوة ،معروفة منذ وجدت البشرية ،وتسمى "إستمناء" عند الرجال ،والعادة السرية على وجه اإلطالق والتعميم ،لكن شاعت عنها بين الثقافات وعبر الحضارات أوهام بشان أضرارها.
في بعض الثقافات ينسب إلى االستمناء انه سبب أكيد للعمى ،كما تعتبر حضارات أخرى أن العادة السرية وخاصة اإلكثار منها سبب للجنون في المدى البعيد وفي ثقافات أخرى يعتقد أن االستمناء يؤدي إلى ضعف الطاقة الجنسية عند الرجال خاصة ،والبعض يذهب إلى أن اإلكثار منه سبب للعقم عند الرجال وسبب لتشوه البشرة عند النساء .كثيرون يعتقدون أن العادة السرية سبب لحب الشباب ،بل يصرون على أنها السبب الوحيد لهذا المرض الجلدي المرتبط بتغيرات الهرمونات والبلوغ. ونفى تقرير نشره موقع ويبميد Webmdعن الجنس والصحة وتقرير لموقع "مينزهيلث " االلماني Menshealthوجود أي ضرر معروف مما شاع بين األمم عن العادة السرية ،مبينا أن أغلب من يملكون شريكا يمارسون االستمناء أحيانا حتى بوجود الشريك قريبا منهم ،أو مستلقيا معهم في نفس الفراش! وكاشفا أن 95بالمائة من الذكور و 89بالمائة من اإلناث فعلوا أو ما زالوا يفعلون ذلك .و يمضي التقرير إلى القول إن العادة السرية هي التجربة الجنسية األولى التي يمارسها كل إنسان غالبا ،وتشيع كل المجتمعات دون النظر في فروق الثقافة والموروث واالديان و االثنيات. ويعيش أغلب المراهقين والمراهقات محنة حائرة العتقادهم غير الجازم أن العادة السرية تسبب أضرارا بدنية فادحة ،ما يولد لديهم انقساما في الشخصية ،فمن جانب هم يريدون أن يشبعوا غرائزهم الجنسية بهذه الممارسة البسيطة الذاتية التي ال يكشفها األهل واآلخرون والمجانية في نفس الوقت ،ومن جانب آخر تمزقهم الوساوس والمخاوف عما يمكن أن ينجم عنها الحقا.
األحوال التي تصبح فيها العادة السرية مضرة. *حين يستغني اإلنسان عن شريكه بسبب اعتماده االستمناء عامال وحيدا لإلشباع الجنسي. *حين يمارسه البعض (وخاصة من الرجال) علنا وبشك ٍل مرضي متكرر. *حين يكون سببا لعزلة اإلنسان وانشغاله بأوهام اإلشباع الذاتي من خالل مداعبة العضو الجنسي مرارا بما يمنعه من مغادرة البيت واالختالط بالناس. *حين يتحول إلى عادة مستمرة تجعل بعض الرجال خاصة يتلمسون قضبانهم بشكل مستمر دون وعي من خلف السروال أو الجلباب. *حين يمارسه البعض دون استحمام حيث تبعث أجسادهم رائحة تنفر اآلخرين عنهم. *اإلكثار من االستمناء قد يولد عند المراهقين حالة انكفاء على الذات قد تمنعهم من تقوية عالقاتهم بالجنس اآلخر. *وفي أحيان نادرة يولد االنغماس في االستمناء لدى المراهقين شعورا بالكآبة قد يتطور إلى حالة نفسية مرضية. تقرير ويب ميد و مينز هيلث اقترح فوائد في العادة السرية: *تنفس عن الرغبة الجنسية خاصة عند أولئك غير القادرين على أن يجدوا شريكا لهم. *مضمونة مائة بالمائة ضد احتماالت حمل الشريكة وما قد ينجم عنه من التزامات اجتماعية. *مأمونة وال تؤدي إلى سريان األمراض الجنسية والتناسلية المدمرة ومنها نقص المناعة المكتسبة والزهري الوراثي والسيالن وإمراض جلدية خطرة. *االستمناء هو وسيلة الرجل الوحيدة لبذل المني لبنوك الحيوانات المنوية ،أو ألغراض التحليل أو لعمليات زرع أطفال األنابيب. *يعاني كثير من الرجال مشكلة الخجل الجنسي التي تؤدي إلى عدم االنتصاب بوجود امرأة أمام الرجل وهو ما يدمر الحياة الجنسية لكثير من الناس ،وينصح
األطباء هؤالء األشخاص بممارسة االستمناء وحدهم مرارا ،ثم بممارسته بوجود زوجاتهم لكسر حاجر الخجل كعالج لحاالت عدم االنتصاب عندهم. *يعاني كثير من الرجال من سرعة القذف التي تؤدي غالبا إلى عدم وصول المرأة المشاركة في المضاجعة إلى النشوة ،وينصح األطباء من يعانون مثل هذا العارض باالستمناء قبل المواقعة الجنسية مباشرة ،بما يؤدي إلى تأخير القذف عندهم فيتاح للمرأة أن تصل نشوتها متزامنة مع وقت انفجار نشوة الرجل. مقابل العلم ،فإن أغلب األديان ،سواء ديانات التوحيد أو الديانات األخرى ،تعتبر العادة السرية خطيئة وتحرمها ،ولإلنسان نفسه أن يقرر في ضوء عقائده إذا كان يرغب في ممارسة العادة السرية أم يمتنع عنها استجابة إلى تعاليم األديان.
الرجال :المثير في جسد المرأة هو... يكاد يتفق أغلب الرجال ،إن لم نقل سوادهم األعظم ،على أن مؤخرة المرأة هي مصدر الجاذبية األشد بالنسبة لهم .وهذا بالطبع ليس معيارا يعتمدونه التخاذ شريكة الحياة ،ولكنه عامل حاسم في جذب نظرهم وإثارتهم.
أحد أبرز مفاتن المرأة مؤخرتها التي يحدد تكورها واندفاعها الى الخلف ومدى تناسبها مع الخصر والساقين الى حد كبير مستوى أناقة المرأة وجاذبيتها .هو مظهر جسمي يرتبط باألنوثة مباشرة ،وفي ثقافة اليوم ،تركز كل مؤسسات التجميل واألزياء والسينما وصناعة اإلعالم على هذه المنطقة ،وتعتني بإبرازها، حتى باتت في العالم أمثلة تحتذى لمبدعات في هذا الجانب ،لكن بعض الفنانات بالغن في التعامل معها فتشوهت ،ومن أشهرهن المغنية األمريكية الشابة نيكي ميناج ،فيما النموذج األشهر طبعا هي كيم كارداشيان التي ما فتئت تؤكد أن منطقتها الخلفية ليست محورة أو صناعية ،بل طبيعية كما خلقتها أمها .أما في العالم العربي فتتصدر صاحبات المؤخرات الرشيقة الجميلة هيفاء وهبي وشقيقتها روال يموت. البروفسور جيرمي شيرمان ،المتخصص بالبايو سيكسولوجي ،نشر دارسة على موقع "سايكولوجي توداي" الشهير ،كشف فيها أن عالم النفس النمساوي األشهر فرويد أكد وجود صلة بين كل المخلوقات الثديية ترتبط بهذه المنطقة ،فهي بالنسبة له تأكيد بأن الرجل لم يخرج بعد من حوض أمه ،ويبقى فيه شوق الى أن يستقر في هذا الحوض كيفما كان ،وبهذا يتطور في الوعي الرجل شوق لمعرفة مستوى خصوبة المرأة الممكنة من خالل مقاسات هذه المنطقة .وهذا بالطبع ال ينطبق البتة على مقاسات اليوم ،بل يرتبط الى حد كبير بمقاسات النساء عموما قبل القرن السادس عشر ،حيث كانت البدانة هي المعيار األمثل ألنوثة المرأة. التغزل بمؤخرات النسوة سليقة عربية موروثة
وقد وصف الشاعر الجاهلي كعب االشقري حسب تاريخ الطبري محاسن األنثى المشتهاة آنذاك بالتالي: علقت خودا بأعلى الطف منزلها ...في غرفة دونها األبواب والحجر درما مناكبها ريا مآكمها ....تكاد إذ نهضت للمشي تنبتر وهو تصريح عن التكورات والتحدبات المحببة في محاسن أنوثة المرأة ،وقد بلغت ذروتها بوصفه " تكاد إذ نهضت للمشي تنبتر" بمعنى أن ثقل عجيزتها يكاد يقسمها نصفين اذا ما حاولت النهوض. وفي نفس المعنى ينسب الى مجنون ليلى قوله في محاورة حبيبته: شكوت إليها طول ليلي بعبرةٍ....فأبدت لنا بالغنج درا مفلجا فقلت لها مني علي بقبلة ٍ...أداوي بها قلبي فقالت تغنجا بليت بردفٍ ما أستطيع حمله...يجاذب أطرافي إذا ما ترجرجا لكن القراءة الحديثة لمناخ هذا البيت ذهبت في العراق مذهبا آخر ،فقد وصف شاعر غنائي شعبي عراقي عاش نهاية القرن العشرين ومطلع القرن الواحد والعشرين ويدعى عادل المختار محاسن تلك المنطقة بالقول: "تمشي وكأنها أثنين قاسمها الحزام مثل اللي هلراح خطواته لجدام راسمها رب الكون سبحانه سبحان شمس وقمر العيون والشفه رمان
سلمتي وتضحكين توه الجرح طاب ولو عمري بالسبعين ارجع ولد شاب والتغزل هنا يحط ويطلع على الخصر فما دونه ،اال أن الشاعر يخشى المضي قدما في الوصف تحت الحزام فيصعد الى العيون والشفاه ،وهو دأب الشعراء في العالم الشرقي. يس ّمن األمازيغ البنات لتكبير مؤخراتهن! وفي ثقافة األمازيغ في شمال افريقيا تشيع ظاهرة تعرف ب "لبلوح" وهي تسمين مؤخرات البنات لغرض تزويجهن .عملية لبلوح ، Gavageطقس شعبي بالصحراء جنوب المغرب ،وتختص بها قبائل األمازيغ الساكنة في المنطقة ،ورغم أن الدراسات التقليدية التي نشرت عن هذه الظاهرة ما برحت تؤكد أنها تجري لإليحاء لزوج المستقبل المحتمل ان أهل الفتاة متمكنون ماديا ،ومن طبقة اجتماعية غنية ،إال أن عددا ً من المغربيات من ساكنات المنطقة نفسها ،تحدثن لي بشرط عدم اإلشارة الى أسمائهن عن حقيقة هذا التقليد مشيرات الى أنه يتصل باعتقاد الرجال بأن مستوى األنوثة عند المرأة يرتبط الى حد كبير بعجيزتها ،فهم يرجحون أن ذوات العجيزة الكبيرة المكورة هن الولودات من النساء ،وذوات العجيزة النحيلة الضامرة ،لن يكن ولودات! وكشف مقال نشر في موقع "لها" التابع لدار الحياة أن لبلوح هي "عملية إعداد الفتاة للزواج من جانب أمها .ومن خصوصيات هذا الطقس أن يفرض على الفتاة المؤهلة للزواج استهالك كميات كبيرة من األلبان على امتداد أيام معينة وأكل مقدار كبير من اللحوم واألطعمة المحضرة .وفي حاالت الرفض أو االمتناع، تتعرض الفتاة للضرب والعنف على يد وصيفة تسند إليها هذه المهمة". وتغزل الكاتب األمريكي المعاصر الشاب توني وينكلوك بطريقة ذكية بمنطقة الخصوبة األنثوية التي وضع فيها فرويد كل جنس الرجال باعتبارهم يحنون لها، بالقول" إنه استثمارنا غير المرأي ،فلكي يرى اإلنسان مؤخرته البد أن يقف أمام
مرآة ويزن حركاته ويرى كيف تتحرك هذه المنطقة ،وكيف يمكن أن تبدو في سروال ضيق ،أو في لباس داخلي خيطي ،أو جورب فيزون اللصيق باللحم، والوصف هنا يتخصص بالنساء بالطبع ،لكن يشاركهن في ذلك المثليون الذين يهتمون جدا لمؤخراتهم ،ويحاولن الحفاظ على رشاقتها ورقتها وتكورها ما أمكن بقياسات جسد الرجل الخالية عادة من تكورات األنوثة المشتهاة .المرأة تملك مؤخرتها ،لكنها ال تستطيع أن تراها إال بعيون اآلخرين ،هي صاحبة الحق في هذا الجزء من جسدها ،لكنها ال تملك أن تزنه وتوازنه إال من خالل عيون اآلخرين، وغالبا الرجال منهم". فرويد -الرجل يحن الى العودة الى حوض أمه الذي حماه في فترة التكوين في الوعي الرجل ،فإن المرأة التي تملك مؤخرة فسيحة العظام ،مكتنزة بالشحم، هي المرأة األكثر قدرة على اإلنجاب (،وإن تكن هذه مجرد فرضية غير مثبتة) كما يرى خبير العلوم الجنسية اريك غاريسون مؤلف كتاب Mastering ، Multiple Position Sexففي الحوض القوي المكور ،يمكن للمرأة أن تحمل بذرة إنسان المستقبل التي تتلقاها من الرجل المعجب بها ،وهي لذلك منطقة محرمة ،للرجل أن يلمسها في الفراش اثناء المواقعة ،لكن ليس له أكثر من ذلك، بل إن دالالتها الجنسية ترتبط بالقذارة والحيوانية التي تعيد االنسان الى عصر الكهوف حيث كان يمتطي انثاه من الخلف كما تفعل الحيوانات .وأكثر من ذلك فإن فرويد تحدث عن "تلك الرائحة الكريهة المحببة لنفوس كثيرين والتي تكمن في انطباق ردفي المرأة على ما تحتويه من بقايا تعرق اختلطت رائحته برائحة الفضالت" ،وهو هوس يبلغ لدى البعض حدودا ،تجعلهم ال يتمتعون اال بلحس هذه المنطقة والتلذذ بالرائحة الكريهة ،وهناك مواقع اباحية على االنترنت تنشر افالما مقرفة عن تلذذ كثير من الرجال والنساء بفضالت االنسان الحقيقة الخارجة من أسته ،ما يعني أن تحليل فرويد لم يجاف الحقيقة هنا. هذا الوله والعشق المفرط لمؤخرات النساء حقيقي ال يمكن الفرار من مواجهته، فقد أشار القرآن بوضوح الى ضرورة مواقعة المرأة من فرجها فحسب وليس من أستها ،حين قال في اآلية 222من سورة البقرة" َويَ ْسأَلون ََك َعن ْال َمحيض ق ْل ه َو ى يَ ْ طه ْرنَ فَإذَا ت َ َ ط َّه ْرنَ فَأْتوه َّن أَذًى فَا ْعتَزلواْ الن َ ساء في ْال َمحيض َوالَ ت َ ْق َربوه َّن َحت َّ َ م ْن َحيْث أ َ َم َركم َّللا إ َّن َّللاَ يحبُّ الت َّ َّوابينَ َويحبُّ ْالمت َ َ طهرينَ " ،ولكن المفسرين ،أو
ساؤك ْم على األقل بعضهم ،وجدوا في تفسير هذه اآلية تناقضا مع اآلية الكريمة" ن َ َح ْر ٌ ث لَّك ْم فَأْتوا َح ْرثَك ْم أَنَّ َٰى شئْت ْم" والتي يرون فيها اباحة المعاشرة من حيث شاء الرجل اذا وافقت المرأة.
زواج بحب وزواج دون حب أغلب الناس في العالم العربي والشرق عموما ً يتزوجون دون حب ،زواج كالسيكي يبني مؤسسة األسرة ،في الغرب يتباين المفهوم ،فأغلب الناس يتزوجون من يحبونهم لبناء أسرةّ . لكن األسرة في الشرق أثبتُ بقا ًء من األسرة في الغرب.
هذه جملة حقائق من مصادر مختلفة عن العالقة بين الزواج والحب في الشرق والغرب: *الزواج رابطة أجتماعية قائمة على اتفاق مصالح الزوجين لبناء مؤسسة األسرة، وجزء من هذه المؤسسة هو األطفال ،فاذا أنتج الزواج أطفاال نجحت مؤسسة األسرة ،وإذا لم يثمر الزواج ،غاب عن المشروع أحد أهم عناصره .وفق هذا المعيار أين نضع عالقة الحب بين الزوج والزوجة ،وهل هي من مقومات الزواج األساسية ،أم يمكن أن ينمو الحب بعد الزواج؟ * بحث أجراه موقع "ماتش .كوم" وشمل خمسة آالف متطوع كشف أنَ 31 بالمائة من الرجال موضع البحث اعتبروا أنهم مستعدون للزواج من امرأة " فيها كل المواصفات المطلوبة ،رغم عدم وجود عالقة حب بين الجانبين" .وهكذا ّ فإن ثلث الرجال الغربيين ال يشترطون الحب في عالقة الزواج ،ويرون ّ أن التراحم والمودة بين الزوجين يمكن أن تحل محله. *في العالم العربي ،ال يتزوج الرجال والنساء من يحبون ،ويرون الحب عنصرا مكمال يأتي بعد الزواج ،معتمدين على مبدأ ّ أن "العشرة المستمرة" تولد الحب بين الجانبين. *الزيجات التي تبنى على الحب في الغرب خاصة ،تواجه االنهيار والفشل، وفسرت ذلك إخصائية علم النفس العالجي "سوزان بيز غادوا" في موقع "سايكولوجي تودي" بثالثة أسباب:
الحب عاطفة متغيرة وليست ثابتة. ال يؤسس الحب قاعدة صلبة إلقامة مؤسسة. الحب هو أبعد ما يكون عما يوصف عاطفيا على لسان الشعراء والمغنين" هو كل ما نحتاجه". *الزواج القائم على الهيام والغرام والمشاعر الملتهبة يتجاهل في الغالب عناصر الشراكة المهمة بين الزوجين ،التقارب الفكري ،الذكاء المطلوب ،التقارب االجتماعي ،وهو في النهاية اختيار رومانسي قد يزول بزوال أسبابه كما يرى بحث نشره البروفسور آرون بن زائيف في موقع "سايكولوجي تودي" أيضا. ملونة وغير الهيام واالفتتان يمكن أن يزول بمجرد والدة طفل يجعل الحياة غير ّ رومانسية بين األثنين ،فاألب ال يستطيع النوم بسبب صراخ الوليد ،واألم ال تستطيع العناية ببشرتها وشعرها وأظافرها الملونة الطويلة ،وال تستطيع التعطر واستخدام المكياج حرصا على سالمة الرضيع ،كما ّ ان الوالدة تؤدي غالبا الى نمو بطنها بشكل ال يناسب مقاييس الرشاقة الرومانسية. *الجنس في العالم العربي جانب حاسم في الزواج ،وحين يضني الحبل والوالدة المتكررة المرأة عن ممارسة الجنس ،تبدأ تتمنع عن زوجها ،وفي المجتمعات القبلية والبدوية ،تسعى أن تجد له زوجة شابة تستجيب لطلباته وتبيح له المضاجعة ال سيما أن رغبة الرجل تمتد ما دامت فحولته ناشطة ،ويمكن أن تصل معه حتى سن الثمانين أو فوقها .والحقيقة أن الزواج المتعدد وهو ما يعرف في الالتينية polygamyهو حل جذري لغلمة الرجال التي ال تنطفي في خمسينياتهم ،كما الحال عند النساء العربيات ،حيث تتالشى رغبتهن بانكفاء الشهوة مع توقف الطمث. * تتواصل كثير من الزيجات العربية وتستمر غالبا على حساب سعادة المرأة والرجل ،فهما يفضالن أن تستمر مؤسسة األسرة لتربية أبنائهما حتى إذا دبّ الخالف بينهما ووصل الى مستوى القطيعة ،كما ّ أن مجتمعات عربية كثيرة ترى في الطالق وصمة عار تلحق بالمرأة ،وتجعل منها مخلوقا من الدرجة الثانية بين أقرانها.
*الحقيقة النهائية التي قد نصل إليها في نهاية هذه الحقائقّ ، أن الود قد يبني أسرة، أما الحب الغرامي بين المرأة والرجل فيمكن أن يبني عالقة عاطفية قد تستمر ما عاش العاشقان ،ولكنّه ليس شرطا في بناء األسرة.
فراشنا بعد الخمسين -أشباه حقائق وردود كل شيء يضعف بعد الخمسين ،الشعر يبيض ،والمفاصل تضعف ،والعظام تؤلم ،والجفون تتهدل ،والشفاه تجف ،والفحولة تضعف واالنوثة تذبل .لكن كل هذا هل يؤثر في لقاء الرجل والمرأة في سرير المتعة؟ وهل تتالشى اللذة حقا بعد الخمسين؟
الحقيقة ّ أن العالقة الجنسية بعد الخمسين تستقر في المنطقة الرمادية في كل شيء، فالرجل غير راغب عن الجنس ،وال هو مبتعد عنهّ ، لكن المرأة وهي تمر بسن اليأس تفقد بسرعة رغبتها الجنسية لفترة مؤقتة على األقل .وهذا ما يخلق أزمة بين الجنسين .الرجل يريد ،والمرأة مبغضة متمنعة ال تريد .ومع ذلك فث ّم أساطير كثيرة تدور حول العالقة الجنسية في عصرها الرمادي. *بعد الخمسين يفقد الجنسان رغبتهما في المضاجعة الرد .ال يوجد سقف عمري للعالقات الجنسية وخاصة لدى الرجال ،فنوادي الجنس والساونا وجزر المتعة يملؤها رجال جاوزوا الخمسين ،بل أنّهم يشكلون أكثر من 85بالمئة من زبائن هذه األماكن في أوروبا واألميركتينّ . لكن األمر يتباين مع النساء ،فجلّهن يزهدن في العالقة الجنسية بعد بلوغهن سن الياس ،وهو عادة دون الخمسين ،ثم يستعيد بعضهن هذه الرغبة بعد سن الخمسين .وقد أجرى المجلس الوطني للمسنين في الواليات المتحدة االمريكية إحصاء حول هذا الموضوع فخلصت النتائج الى ّ أن بين 70الى 74بالمئة ممن جرى عليهم البحث من نساء ورجال جاوزوا الستين من العمر قد كشفوا عن تمتعهم بالجنس أكثر مما كانوا عليه وهو في سن األربعين. لكن دراسة شاملة هي األولى من نوعها ،ونشرتُ مقاالً عنها في صفحة DW عربية أظهرت تأثير المواقعة الجنسية على قلوب من تقدم بهم السن .فالنساء اللواتي جاوزت أعمارهن السابعة والخمسين ستقل نسبة تعرضهن الرتفاع ضغط
الدم المسبب األهم للنوبات القلبية إذا ما تكررت مواقعتهن الجنسية مع بعولتهن أسبوعيا .وتوصل علماء من جامعة والية مشيغان األمريكية إلى ّ أن السيدات أن الجنس يمثل لهن "متعة جسدية بالغة" ّ أعلن ّ ّ هن أقل تعرضا بنسبة الالئي %47إلى ارتفاع ضغط الدم المفاجئ من غير المكتفيات جنسيا ،بعد فحوص تكررت على مدة 5أعوام. وكشفت الدراسة التي نشرها موقع ديلي ميل ّ أن تدفق الهورمونات المرتبط باللقاء الجنسي للسيدة مع زوجها الذي تحب مسؤول بالدرجة األولى عن تعافيها صحيا. في المقابل ،كشفت نفس الدراسة ّ أن الرجال -ولسوء حظهم – هم أكثر تعرضا ّ معهن لحوادث تصلب الشرايين المفاجئة بنسبة مرتين من زوجاتهم إذا مارسوا الجنس لمرة واحدة أسبوعيا على األقل. وقد يكون هذا الضرر ناجما عن تعرض من تقدم بهم السن من الرجال لمشكالت تتعلق بالقذف واالنتصاب والفشل في إنجاز اتصال جنسي كامل ما يسلط ضغوطا بالغة على قلوبهم وأجهزة الدوران في أجسادهم كما يقول الخبراء القائمين بالدراسة الذين أجروا مقابالت مع 2200رجل من الفئة العمرية بين 57عاما وصوال إلى 85عاما ،تحروا خاللها أدائهم الجنسي وصحتهم البدنية خالل 5 أعوام. قائدة فريق البحث ،الدكتورة هوي ليو ،رئيس قسم علم االجتماع في جامعة مشيغان ،قالت بهذا الخصوص" نتائج هذا البحث تضع أسئلة حول االفتراض ّ السائد ب ّ ولكن الدكتورة ليو في أن المواقعة الجنسية مفيدة لصحة طرفي اللقاء". المقابل أكدت ّ أن حالة الحب واالستقرار العاطفي التي يمر بها اإلنسان ،تقلل من حجم الضغط النفسي عليه ،وستعزز بهذا من عافيته النفسية ،وبالتالي ّ فإن من غير المحتمل تعرضه لتقلصات مفاجئة في الشرايين .لكنها ما لبثت أن استدركت "،هذا قد يصح على النساء طبعا وليس الرجال ". القوة الخفية -تأثير الهرمونات على الجسم ارتفاع في ضغط الدم وارتعاش في الجسد ،إنها عالمات على أننا وقعنا في الحب .في هذه الحالة يفرز الجسم مادة اإلندورفين التي تبعث مشاعر السعادة فينا.
ومضت أستاذة علم االجتماع إلى القول "الرجال الذين تقدمت أعمارهم يواجهون مشكالت أكبر في الوصول إلى النشوة الجنسية ألسباب طبية أو عاطفية ،ولهذا السبب قد يحاولون بذل جهد كبير للوصول إلى الذروة ،ما يسلطا ضغطا بالغا على أوعيتهم الدموية وعلى مستوى أدائها". وحذرت الدكتورة ليو من استخدام هورومون تيستسرون وحبوب الفياغرا المنشطة لتحسين مستوى األداء الجنسي عند من تقدمت بهم السن مؤكدة "رغم لكن من المرجح ّ عدم وجود شواهد مؤكدةّ ، أن للمنشطات الجنسية تأثيرا سلبيا على األوعية الدموية وأجهزة الدوران عندهم" وأكدت الدكتورة ليو أن ممارسة الجنس في فترات معقولة سيفيد صحة الكهول والشيوخ ،إال أنها نبهت األطباء إلى ضرورة تحذير مرضاهم من الذكور متقدمي السن من مخاطر المواقعة الجنسية المتكررة وما يترتب عليها من توتر ونشاط مضر بجهاز الدوران. *الرجل حين يتقدم به العمر تضعف قدرة ذكره على االنتصاب الرد .التقدم بالعمر بحد ذاته ليس سببا لضعف قدرة الذكر على االنتصابّ ، لكن انخفاض مستوى الهورمونات الذكرية سبب أكيد لهذا الضعف ،فالرجل غالبا يحتفظ بالقدرة على التهيج ولكن العضو أحيانا يكون رخوا ً بسبب تباطؤ أثر عناصر االثارة الفسلجية ،وال يمكن المقارنة بين عضو رجل بلغ السبعين وبين عضو شاب في السادسة والعشرينّ ، لكن هذه ليست قاعدة ،فبعض من تقدم بهم العمر يحتفظون بقدرة عالية جدا على تحقيق انتصاب بالغ الصالبة ويستمر ساعاتّ ، لكن األصعب هو تحقيق تكرارية المواقعة في مدد قصيرة ،وهو ما يمكن أن يفعله الشاب بواقع فاصلة ربع أو نصف ساعة ،فيما تلزم من تقدم به السن فاصلة ال تقل عن 4ساعات لتحقيق المواقعة الثانية وبصعوبة بالغة، ويعقبها قذف ضعيف. *التغيرات الفسلجية بعد انقطاع طمث المرأة تخفض رغبتها بالجنس الرد .بل ّ أن التغيرات الفسلجية يمكن أن تقضي على رغبة المرأة في الجنس بعد انقطاع الطمث ،وهو ما يحدث غالبا لدى النساء الشرقيات أكثر منه لدى الغربيات وربما يكون سببه تباين مستويات الخصوبة بينهنّ . لكن العنصر الحاسم في انهدام
الرغبة الجنسية للمرأة اليائسة هو انخفاض مستوى هرمون االستروجين ،ما يسبب جفافا في المهبل ،يجعل من المواقعة مع الرجل سببا آلالم وجروح فضيعة، ما ينفّر المرأة بشكل مطلق من الجنس .ولدى بعض الناس ،يؤدي انخفاض هورمون التستترون الى تناقص الطاقة ،والضعف في مواجهة عملية المواقعة التي تتطلب نشاطا وقوة بدنية. لكن ،عند بعض النساء ،وبسبب اختالل مستويات الهورمونات ،وخاصة هورمون بوغيسترون ،يتعاظم شوقهن للجنس والمواقعة الجنسية ،ولكن ليس بالضرورة مع رجالهن ،بل قد يتجه الى المثلية ،فيبحثن عن نساء أخريات لغرض المساحقة. *الرجال والنساء بعد الخمسين يعافون المواقعة الجنسية بسبب الملل الرد .هذا غير صحيح غالبا ،فالنساء غالبا تنعدم رغبتهن في الجنس بعد بلوغهن سن اليأس ،والرجل تستمر رغبته حتى الثمانين ،وهذا يعني أنه لن يبقى مالذ للرجل إال في دكاكين صناعة وتجارة الجنس ،وهي شحيحة رديئة خطيرة محظورة في الشرق ،عامرة أمنة كريمة في الغرب. من جانب آخر ،ف ّ أن التغضنات التي تصيب جسد المرأة وتهدّل نهديها وفخذيها واليتها ينّفر الرجل ويجعله عازفا عن مواقعتها ،فيبحث – وهو ما زال قادرا على مواقعة جنسية كاملة و منتجة -في دكاكين الجنس عن نساء أكثر طراوة منها، ّ وهن متوفرات .إنها حقيقة مؤلمة فعال ،لكن ال مناص منها ،وال سبيل الى تجاهلها.
نيكروفيليا -بحث عن الدفء في أجساد الموتى! قد ال تبدو قصة لوكاس عامل المشرحة الكاميروني الوسيم الشاب غريبة وهو يروي في فيديو تلفزيوني انتشر كالنار على يوتيوب قصصه مع الميتات وعشقهن ومضاجعتهنّ ، لكن األغرب أن نسمع قصة جنيفر بوروس عاملة المشرحة وقد حبلت وأنجبت من جثة رجل كما ادعت.
رجل ثالجة حفظ الموتى الكاميروني لوكاس أكد أنه ضاجع عددا كبيرا من جثث النساء في المقبرة بسبب رفض النساء له ،مبينا أنه يفعل ذلك بدال عن االستمناء السلبي غير المجدي ،خاصة ّ أن كل النساء في محيطه يرفضن صداقته واقامة عالقة معه رغم وسامته وشبابه بسبب مهنته المرعبة ،التي تسود في بعض القبائل االفريقية عقيدة مفادها ّ أن العاملين في دفن الموتى والمقابر وثالجات حفظ الموتي والمشارح يسهل عليهم قتل النساء! كان لوكاس يعمل في ثالجة مشفى كورله بو التقني بعاصمة غانا ،وأيدت الفحوص سالمته العقلية .وفي حديثه الى التلفزيون الرسمي الغاني أدّعى ّ أن النوم مع جثث النساء هو جزء من التدريب المهني الذي يتلقاه دفان ومغسل الموتي في أفريقيا " ،فعلت ذلك مراراً ،فهذا جزء من التمرين الذي يجب ان تخوضه ،ألنك حين تنام مع جثة امرأة ال تعود تخشى أن تغسل أجزاءها الحميمة كما ينبغي عمليا ،كل ما عليك أن ترفع ساقيها الى الهواء وتسندهما على مساند دكة التغسيل ،ثم تتولى بحرفية غسل وتنظيف أجزاءها الحميمة". وهذا جزء من الحقيقة ،فالتدريب على تغسيل ودفن الموتى هناك يتضمن نوم المختص مع جثث عارية في المشرحة ودكة التغسيل ،لكي يفارقه الخوف أو القرف من الجثث ،ولكن التدريب لم ينص قطعا ً على ضرورة مضاجعة الجثث!
لوكاس كما كشت اعترافاته ،إعتاد أن ينسج خياال متشهيا جامحا حول النساء اللواتي يرافقن الموتى الى المقبرة وثالجة حفظ الموتى ،وبعد رحيلهن يتولى تطبيق األخيلة على الجثث الفتية أو الشهية الموجودة في المكان. هذا عارض يعرفه الناس باسم جماع األموات (نيكروفيليا) هو انجذاب جنسي إلى الجثث ،ويصنف على أنّه أحد أنواع االنتكاس النوعي بحسب الدليل التشخيصي واإلحصائي لالضطرابات النفسية .وقد اوردت ويكبيديا قيام الباحثين روزمان وريزنك ( )1989بإجراء دراسة على 34حالة نيكروفيليا كشفت ّ أن دوافع هذا السلوك كالتالي: *الحصول على شريك غير قادر على الرفض او المقاومة %68 *االتحاد والتواصل مع شريك جنسي سابق %21 * االنجذاب الجنسي نحو الجثث %15 *التغلب على االنطواء والتوحد %15 * تقوية الثقة بالنفس عبر التحكم بـأشخاص ال يملكون قدرة على المقاومة %12 ولم يشرح أحد كيف يتلذذ بممارسة الجنس فعال مع جثة باردة. أغلب الحاالت التي كشفت لممارسي نيكروفيليا عزاها األطباء والمختصون الى عارض ينشأ لدى من يفترض عملهم مالمسة وتعرية مستمرة للجثث ،فينمو لديهم حس بعشق الجثث ،والتلذذ باستسالمها المطلق مهما كانت الضغوط المسلطة عليها ،ال سيما ّ أن عددا من الرجال يعتبرون سلبية التلقي المطلقة من الشريك ظاهرة حميدة ومهمة في المضاجعة الجنسية ،وكلما كانت المرأة سلبية قابلة لكل أنواع الممارسة بال تألم أو رفض أو تذمر أو اظهار قرف واشمئزاز ،بلغت درجات تلذذهم مديات أبعد. وعرفت البشرية في أقدم نصوصها هذه الممارسة الغريبة ،ففي الميثولوجيا االغريقية عن حرب طروادة ،يقتل أخيل ملكة األمازون بينتيسيليا في مبارزة بينهما ،وحين ينزع عنها خوذتها ،يصعقه جمال وجهها ،فيعشقها وهي ميتة ،ويبدأ
يتنهد حسرة لموتها .ويسارع المقاتل تيرسيتيس الى انتقاده والسخرية منه متهما اياه باإلصابة بداء نيكروفيليا ،ما يغضب أخيل فيطعنه ويقتله بضربة واحدة. خبيرة التشريح تنجب طفال من جثة! القصة التي تعيد النظر في كل التاريخ البشري هي التي جرت في كنساس بوالية اريزونا األمريكية والتي نشرها موقع ورلد نيوز ديلي ريبورت في أواخر حزيران /يونيو ،2017وقد كشفت عما فعلته جنيفر بوروس المختصة بتشريح الجثث ،وقد كشف تحليل د أن أي لطفلها المولود في (السابع من ديسمبر /كانون تشرحها فضاجعتها. األول )2017بأنّه ابن لجثة رجل كان يفترض أن ّ وكشفت اعترافات جنيفر أنها قد ضاجعت عشرات جثث الرجال خالل العامين األخيرين من عملها. وطبقا لقسم الشرطة بوالية ميسوري ،فإن ابنها المولود عام 2017نزل من صلب رجل عسكري سابق يبلغ من العمر 57عاما من والية تكساس وقد قُتل بحادث سيارة في آذار /مارس ،2015وكشفت تحقيقات الشرطة ّ أن جنيفر قد ضاجعت ما مجموعه ستون جثة تراوحت اعمارها بين 17و 71عاما. آراء المختصين بشأن حالة جنيفر انقسمت بين االدعاء انّها فقدت االتصال بالعالم الواقعي وتعيش حالة جنون مطبق ال تميز خالله بين الواقع والخيال ،وبين من قال إنها تعاني من داء نيكروفيليا وهو الذي دفعها اساسا للعمل في المشرحة ليتاح لها فرصة مضاجعة الجثث. لكن ما لم يقله الجميع ،وما لم يكشف عنه علميا وال صحفيا هو: *كيف تمكنت من مضاجعة جثة ال ينتصب قضيبها ،هل تملك تقنية أدت الى انتصاب قضيب الجثة؟ *بعد االنتصاب ،كيف نجحت في المحافظة على القضيب قائما لتتم المضاجعة كاملة؟
*والسؤال األصعب هو :كيف تستطيع جثة رجل أن تقذف المني الحي الالزم إلتمام اخصاب بويضة المرأة ،السيما أنّه قد مات قبل المواقعة والحمل بمدة فاقت السنة؟
فهرست تانترا -ارتباط الروح بالجسد! الرقص الشرقي -شهوة أجمل من لقاء ! الحياة بحاجة الى معبد صناعة الحياة بال جاذبية! القبلة لغة الروح والجسد بال كلمات المرأة تعشق أن يتأملها الرجال شعاراتنا – استجابة نفعية ترسم رشاقة األنثى لماذا تعشق بعض بيضاوات النساء رجاالً سود؟ رعشته ونشوتها واللذة التائهة ماذا يقول الجسد حين تعانق الروح لحناً؟ تعدد الزوجات -مشروع عربي يحتمي بمظلة اإلسالم؟ الغيرة-عنوان تملّك وليست عنوان حب تعدد األزواج – سرير قد تحلم المسلمات به !؟ الجنس الحائر بحثا عن هوية رابطة مقاتلي طيبة المقدسة -العاشقون أشد ضراوة في القتال الجنس وعالقته بديانات التوحيد معابد الجسد في الهند بائعات الهوى -عاريات في واجهات زجاجية أول سيكس شوب في العالم العربي
لمس ذئبي ناع ٌم مسكوتٌ عنه ! السحاق - ٌ أبو نؤاس الذي دحرجه عشق المذكّر الى فوق! لذة مروان الهارب من أمراء أفغانستان ! الحب العذري -حرمان في غاللة العفاف ؟ درويش تائه وعاشقة يهودية في "قواعد العشق األربعون" هيئة أمم للجنس الثالث في كولونيا محر ٌم تحت طائلة القتل ،لكنه شائ ٌع! "عشق الذكور للذكور"- ّ العناق -جسر بين البدن والروح سر يوم الخميس المرتبط بالجسد شعره وشعرها واناقتهما مظاهر للجنس والرغبة ال َج َمال ال يناسب دائما المضاجعة العاشقة سيدات الحسن قد ال ّ يكن خير زوجات! القصيرة أطوع في السرير وأكثر استجابة للتفوق الذكوري! حين يخجل الرجل من المرأة يفقد أهم عناصر الذكورة ؟ الحب في العصر الرقمي يوسف زيدان" :إن ما أنّث المؤنث هو الذي ذكّر المذكر" FKKثقافة الجسد العاري ليلى العربية في حمام العري بمدينة بادن بادن أوهام عن العادة السرية الرجال :المثير في جسد المرأة هو... زواج بحب وزواج دون حب
فراشنا بعد الخمسين -أشباه حقائق وردود نيكروفيليا -بحث عن الدفء في أجساد الموتى!