أغسطس - 2015- 499 Flipbook PDF

أغسطس - 2015- 499
Author: 

19 downloads 162 Views 36MB Size

Story Transcript

‫كلمة اجلندي‬ ‫مجتمعنا نبع الخير‬ ‫�أكد �سيدي �صاحب ال�سمو ال�شيخ محمد بن را�شد �آل مكتوم نائب رئي�س الدولة رئي�س مجل�س الوزراء‬ ‫«رعاه اهلل» �أن مجتمعنا العربي الم�سلم هو نبع الخير والعطاء‪ ،‬ويعتز بقيمه و�أخالقه الإن�سانية التي تحتم‬ ‫عليه م�ساعدة المحتاجين‪ ،‬ومدِّ يد العون �إلى كل فقير ومحروم دون النظر �إلى انتمائه الجغرافي �أو‬ ‫العرقي �أو الديني‪ ..‬جاء ذلك خالل زيارة قام بها �سموه �إلى مقر «دبي العطاء»‪ ،‬حيث اطم�أن �سموه �إلى‬ ‫�سير العمل فيها والإنجازات التي تحققت على مدى ثماني �سنوات منذ ت�أ�سي�سها‪ ،‬وتحقيق ر�ؤية �سموه‬ ‫في توفير فر�ص التعليم الأ�سا�سي في الدول النامية‪.‬‬ ‫الجدير بالذكر �أن برامج عمل الم�ؤ�س�سة وا�ستراتيجيتها تتركز على محورين اثنين‪� ،‬أولهما الأداء الأمثل‬ ‫لك�سر حلقة الفقر في �أو�ساط المجتمعات الم�ستهدفة‪ ،‬والتركيز على تحقيق ر�ؤية �صاحب ال�سمو‬ ‫ال�شيخ محمد بن را�شد �آل مكتوم م�ؤ�س�س وراعي «دبي العطاء» على �أر�ض الواقع‪ ،‬وذلك عبر زيادة ن�سبة‬ ‫التحاق الأطفال بالمدار�س‪ ،‬والت�أكد من جودة التعليم الذي يتلقونه‪� ،‬أما الأمر الثاني الذي تركز عليه‬ ‫ا�ستراتيجية «دبي العطاء» فهو تدريب المعلمين وت�أهيلهم وتطوير المناهج الدرا�سية في المدار�س التي‬ ‫ت�شرف عليها‪ ،‬حتى يت�سنى للطلبة الح�صول على تعليم منا�سب يلبي احتياجاتهم في المعرفة والعمل‬ ‫في الم�ستقبل‪.‬‬ ‫وتمثل الفل�سفة التي تقف وراء تقديم العطاء والم�ساعدة من ِق َبل دولة الإمارات العربية المتحدة‪� ،‬أحد‬

‫�أهم عنا�صر التميز في النهج الإماراتي في هذا ال�ش�أن‪ ،‬وهو نهج يقوم على �ضرورة توجيه الم�ساعدات‬ ‫�إلى مجاالت التنمية والدول التي تح�صل عليها‪ ،‬من خالل تحويلها �إلى برامج تنموية يمكنها تنمية‬ ‫المناطق التي تعمل فيها وو�ضعها على الطريق ال�صحيح للتطور‪.‬‬ ‫�إن الأيادي الإماراتية التي تفي�ض بالخير‪ ،‬تاركة عالمات م�ضيئة في �أماكن مختلفة من العالم‪� ،‬إنما‬ ‫ـيــم التي ُّ‬ ‫تح�ض على التعا�ضد‬ ‫تعك�س ال ِق َيــم الأ�صيلة ال�ضاربة في عمق ثقافة المجتمع الإماراتي‪ ..‬ال ِق َ‬

‫والتعاون والت�سامح بين النا�س‪ ،‬وتجعل �صورة الإمارات م�شرقة في قلوب ماليين الب�شر وعقولهم‪.‬‬ ‫رئـيـ�س التحــريـر‬

‫العدد ـ ‪ 499‬ـ �أغ�سط�س ‪2015‬‬

‫‪3-‬‬

‫المشرف العام‬

‫م������ج������ل������ة ع������س������ك������ري������ة ث������ق������اف������ي������ة ش�����ه�����ري�����ة‬ ‫ت���ص���در ع���ن وزارة ال���دف���اع ‪ -‬اإلم�������ارات ال��ع��رب��ي��ة امل��ت��ح��دة‬ ‫السنة الثانية واألربعون ‪ -‬العدد (‪- )499‬أغسطس ‪2015‬م‬

‫في هـــــذا الـعــــــــدد‬

‫العقيد‬ ‫حمد حميد النعيمي‬ ‫رئيس التحرير‬

‫المقدم‬ ‫حمد سالم السويدي‬ ‫سكرتير التحرير‬

‫الرائد‬ ‫محمد علي الكتبي‬ ‫التنسيق والمتابعة‬

‫حممد بن را�شد وحممد بن زايد يتبادالن‬ ‫مع حكام الإمارات تهاين العيد‬

‫النقيب‬ ‫خالد محمد المحرزي‬ ‫هيئة التحرير‬

‫صـالح عبد الله آل علــــــي‬ ‫محمـد فــهـد الحلبيـــــة‬ ‫نــادر نـايــف محــمــــد‬ ‫عبدالله محمد األنصــاري‬ ‫سعيــد عبــدالله الكتبــي‬

‫ا�ستقبل �صاحب ال�سمو ال�شيخ محمد بن را�شد �آل مكتوم نائب رئي�س الدولة‬ ‫رئي�س مجل�س الوزراء حاكم دبي‪ ،‬و�صاحب ال�سمو ال�شيخ محمد بن زايد �آل‬ ‫نهيان ولي عهد �أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات الم�سلحة‪ ،‬يوم ‪ 17‬يوليو‬ ‫الما�ضي‪ ،‬بق�صر الم�شرف في �أبوظبي �أ�صحاب ال�سمو �أع�ضاء المجل�س الأعلى‪...‬‬

‫‪6‬‬

‫اإلشـراف واإلخراج الـفـنـي‬

‫عدنــان علي الجابـــــري‬ ‫عبــدالله محمد السويـدي‬ ‫محمد عبدالرحمن المرزوقي‬ ‫التصــويـر‬

‫بــــدر محـمــد يوســــــف‬ ‫أحمـــد جـمعــــة السويـدي‬ ‫لإلعالنات‬

‫‪-4‬‬

‫‪24‬‬

‫نريان م�ؤثرة للبحرية‬ ‫�ضد الأهداف ال�ساحلية‬

‫كانت القدرة على ق�صف الأهداف ال�شاطئية بنيران م�ؤثرة وفاعلة ومازالت تمثل مطلباً‬ ‫جوهرياً للأ�ساطيل البحرية‪ ،‬لكن مع ظهور المدافع البحرية وال�صواريخ الجوالة بعيدة المدى‬ ‫ُج�سر ‪...‬‬ ‫�أ�صبحت هذه القدرة متاحة لت�صل �إلى الطرف الآخر من م�سرح القتال وت َّ‬

‫ ‬ ‫املراسالت‪ :‬ص‪.‬ب‪ 123888 :‬دبي ‪ -‬االمارات العربية املتحدة‪ ،‬تلفون‪ ،04 / 3532222 :‬فاكس‪ 04 / 3267070 :‬البريد اإللكتروني‪:‬‬ ‫‪[email protected] - [email protected]‬‬

‫العدد ـ ‪ 499‬ـ �أغ�سط�س ‪2015‬‬

‫ ‬

‫ال‬

‫من �أقوال زايد‬ ‫�إن رغبتنا ف��ي ت��وف��ي��ر ك��رام��ة‬ ‫الإن�����س��ان وحرمته والمحافظة‬ ‫على حقوقه‪ ،‬كل هذه الأم��ور قد كفلتها‬ ‫ال�شريعة الإ�سالمية و�ضمنت تحقيقها‪.‬‬

‫ا�ستقبل �صاحب ال�سمو ال�شيخ محمد بن را�شد �آل مكتوم‬ ‫نائب رئي�س الدولة رئي�س مجل�س الوزراء حاكم دبي‪ ،‬و�صاحب‬ ‫ال�سمو ال�شيخ محمد بن زايد �آل نهيان ولي عهد �أبوظبي نائب‬ ‫القائد الأعلى للقوات الم�سلحة‪ ،‬يوم ‪ 17‬يوليو الما�ضي‪ ،‬بق�صر‬ ‫الم�شرف في �أبوظبي �أ�صحاب ال�سمو �أع�ضاء المجل�س الأعلى‪...‬‬

‫محــتــويـــات الـــعــــدد‬ ‫كلمة الجندي‪3.............................‬‬

‫‪‎‬ال�شيخ زايد‬ ‫رمز عاملي يف العمل الإن�ساين‬ ‫بادئ ذي بدء؛ يمكن القول �إن المغفور له ب�إذن اهلل تعالى ال�شيخ زايد بن‬ ‫�سلطان �آل نهيان يمثل رمزاً ونموذجاً عالمياً في مجال العمل الإن�ساني وتقديم‬ ‫الم�ساعدات ب�سخاء‪� ،‬سواء داخل دولة الإمارات العربية المتحدة‪� ،‬أو على‬ ‫م�ستوى دول الجوار �أو على الم�ستوى العالمي ‪...‬‬

‫الفهر�س ‪5-4. .............................‬‬

‫‪16‬‬

‫جولة ال�شهر ‪13-6..........................‬‬ ‫�شخ�صيات ‪21-16..........................‬‬ ‫نيران بحرية ‪27-24.........................‬‬ ‫�صواريخ ‪35-30............................‬‬ ‫�أ�سلحة ‪41-38.............................‬‬ ‫�صواريخ جوالة ‪47-44.......................‬‬ ‫ت�سليح ‪55-50.............................‬‬ ‫حروب ال متماثلة ‪61-58....................‬‬ ‫ا�ستطالع ‪67-64...........................‬‬ ‫ات�صاالت ‪75-70...........................‬‬ ‫�سيطرة ‪81-78.............................‬‬

‫‪58‬‬ ‫ ‬

‫دور �سالح الطريان‬ ‫يف احلرب غري املتماثلة‬

‫يبين ا�ستعرا�ض الحروب التي ن�شبت على مدى العقود الأخيرة في مختلف �أنحاء‬ ‫العالم �أن معظمها يدخل في �إطار ما ي�صنف حروباً غير متماثلة‪ ،‬وهي ب�شكل خا�ص‬ ‫الحروب التي تخو�ضها جيو�ش نظامية تقليدية �ضد قوات غير ‪...‬‬

‫الموقع باللغة العربية \وزارةالدفاع‪.‬امارات ‪www.mod.gov.ae‬‬

‫ما ينشر في املجلة يعبر عن رأي كاتبه‬

‫تقنيات ‪85-82.............................‬‬ ‫�أخبار ع�سكرية ‪90-86.......................‬‬ ‫المو�سوعة النف�سية ‪93-92....................‬‬ ‫مفاتيح التدبر ‪95-94........................‬‬ ‫طب ‪99-96...............................‬‬ ‫�شعر ‪103-100.............................‬‬ ‫العدد ـ ‪ 499‬ـ �أغ�سط�س ‪2015‬‬

‫‪5-‬‬

‫حممد بن را�شد وحممد بن زايد يتبادالن مع حكام الإمارات تهاين العيد‬

‫ا�ستقبل �صاحب ال�سمو ال�شيخ محمد بن را�شد‬ ‫�آل مكتوم نائب رئي�س الدولة رئي�س مجل�س الوزراء‬ ‫حاكم دبي‪ ،‬و�صاحب ال�سمو ال�شيخ محمد بن زايد‬ ‫�آل نهيان ولي عهد �أبوظبي نائب القائد الأعلى‬ ‫للقوات الم�سلحة‪ ،‬يوم ‪ 17‬يوليو الما�ضي‪ ،‬بق�صر‬ ‫الم�شرف في �أبوظبي �أ�صحاب ال�سمو �أع�ضاء‬ ‫المجل�س الأعلى حكام الإمارات‪ ،‬و�سمو �أولياء‬ ‫العهود ون��واب الحكام‪ ،‬حيث تبادل الجميع‬ ‫التهاني والتبريكات والأمنيات ال�صادقة بمنا�سبة‬ ‫عيد الفطر المبارك‪� ،‬سائلين اهلل عز وجل �أن يعيدها‬ ‫على دولة االمارات العربية المتحدة و�شعبها بالخير‬ ‫واليمن والبركات‪.‬‬ ‫فقد ا�ستقبل �سموهما في ق�صر الم�شرف ب�أبوظبي‬ ‫�صاحب ال�سمو ال�شيخ الدكتور �سلطان بن محمد‬ ‫القا�سمي ع�ضو المجل�س الأعلى حاكم ال�شارقة‪،‬‬ ‫و�صاحب ال�سمو ال�شيخ حميد بن را�شد النعيمي‬ ‫ع�ضو المجل�س الأعلى حاكم عجمان‪ ،‬و�صاحب‬ ‫ال�سمو ال�شيخ حمد بن محمد ال�شرقي ع�ضو‬ ‫المجل�س الأعلى حاكم الفجيرة‪ ،‬و�صاحب ال�سمو‬ ‫‪-6‬‬

‫العدد ـ ‪ 499‬ـ �أغ�سط�س ‪2015‬‬

‫ال�شيخ �سعود بن را�شد المعال ع�ضو المجل�س‬ ‫الأعلى حاكم �أم القيوين‪ ،‬و�صاحب ال�سمو ال�شيخ‬ ‫�سعود بن �صقر القا�سمي ع�ضو المجل�س الأعلى‬ ‫حاكم ر�أ�س الخيمة‪.‬‬ ‫كما ا�ستقبل �صاحب ال�سمو نائب رئي�س الدولة‬ ‫و�صاحب ال�سمو ولي عهد �أبوظبي بح�ضور �سمو‬ ‫ال�شيخ حمدان بن محمد بن را�شد �آل مكتوم‬ ‫ولي عهد دبي و�سمو ال�شيخ حمدان بن را�شد �آل‬ ‫مكتوم نائب حاكم دبي وزير المالية �أولياء العهود‬ ‫ونواب الحكام‪.‬‬ ‫فقد ا�ستقبل �سموهما �سمو ال�شيخ عبداهلل بن �سالم‬ ‫بن �سلطان القا�سمي نائب حاكم ال�شارقة‪ ،‬و�سمو‬ ‫ال�شيخ عمار بن حميد النعيمي ولي عهد عجمان‪،‬‬ ‫و�سمو ال�شيخ محمد بن حمد بن محمد ال�شرقي‬ ‫ولي عهد الفجيرة‪ ،‬و�سمو ال�شيخ را�شد بن �سعود‬ ‫بن را�شد المعال ولي عهد �أم القيوين‪ ،‬و�سمو ال�شيخ‬ ‫عبداهلل بن را�شد المعال نائب حاكم �أم القيوين‪،‬‬ ‫و�سمو ال�شيخ محمد بن �سعود بن �صقر القا�سمي‬ ‫ولي عهد ر�أ�س الخيمة‪ ،‬يرافقهم عدد من ال�شيوخ‬

‫والم�س�ؤولين‪.‬‬ ‫وقد رفع الح�ضور من �أ�صحاب ال�سمو حكام‬ ‫االمارات وال�شيوخ �أ�صدق التهاني والتبريكات‬ ‫�إلى �صاحب ال�سمو ال�شيخ خليفة بن زايد �آل نهيان‬ ‫رئي�س الدولة «حفظه اهلل» بهذه المنا�سبة ال�سعيدة‪،‬‬ ‫داعين اهلل عز وجل �أن يعيدها على �سموه وهو ينعم‬ ‫بموفور ال�صحة والعافية و�أن يوفقه لكل ما فيه تقدم‬ ‫ورفعة وطننا الغالي و�شعب الإمارات الوفي معبرين‬ ‫عن اعتزازهم ب�صاحب ال�سمو رئي�س الدولة «حفظه‬ ‫اهلل» وبقيادته الحكيمة لم�سيرة الخير والعطاء‪.‬‬ ‫ح�ضر اال�ستقبال �سمو ال�شيخ حمدان بن زايد �آل‬ ‫نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية‪ ،‬و�سمو‬ ‫ال�شيخ �سيف بن محمد �آل نهيان‪ ،‬و�سمو ال�شيخ‬ ‫�سرور بن محمد �آل نهيان‪ ،‬و�سمو ال�شيخ هزاع‬ ‫بن زايد �آل نهيان م�ست�شار الأمن الوطني نائب‬ ‫رئي�س المجل�س التنفيذي لإمارة �أبوظبي‪ ،‬و�سمو‬ ‫ال�شيخ نهيان بن زايد �آل نهيان رئي�س مجل�س �أمناء‬ ‫م�ؤ�س�سة زايد بن �سلطان �آل نهيان للأعمال الخيرية‬ ‫والإن�سانية‪ ،‬والفريق �سمو ال�شيخ �سيف بن زايد �آل‬

‫نهيان نائب رئي�س مجل�س الوزراء وزير الداخلية‪،‬‬ ‫و�سمو ال�شيخ من�صور بن زايد �آل نهيان نائب رئي�س‬ ‫مجل�س الوزراء وزير �ش�ؤون الرئا�سة‪ ،‬و�سمو ال�شيخ‬ ‫حامد بن زايد �آل نهيان رئي�س ديوان ولي عهد‬ ‫�أبوظبي‪ ،‬و�سمو ال�شيخ عبداهلل بن زايد �آل نهيان‬ ‫وزير الخارجية‪ ،‬و�سمو ال�شيخ عمر بن زايد �آل نهيان‬ ‫نائب رئي�س مجل�س �أمناء م�ؤ�س�سة زايد بن �سلطان‬

‫�آل نهيان للأعمال الخيرية والإن�سانية‪ ،‬و�سمو ال�شيخ‬ ‫خالد بن زايد �آل نهيان رئي�س مجل�س �إدارة م�ؤ�س�سة‬ ‫زايد العليا للرعاية الإن�سانية وذوي االحتياجات‬ ‫الخا�صة‪ ،‬و�سمو ال�شيخ الدكتور �سلطان بن خليفة‬ ‫�آل نهيان م�ست�شار �صاحب ال�سمو رئي�س الدولة‪،‬‬ ‫و�سمو ال�شيخ محمد بن خليفة �آل نهيان ع�ضو‬ ‫المجل�س التنفيذي‪ ،‬ومعالي ال�شيخ نهيان بن مبارك‬

‫�آل نهيان وزير الثقافة وال�شباب وتنمية المجتمع‪،‬‬ ‫ومعالي ال�شيخ حمدان بن مبارك �آل نهيان وزير‬ ‫التعليم العالي والبحث العلمي‪ ،‬ومعالي ال�شيخ‬ ‫�أحمد بن �سيف �آل نهيان‪ ،‬ومعالي ال�شيخ �سلطان‬ ‫بن طحنون �آل نهيان رئي�س دائرة النقل رئي�س هيئة‬ ‫�أبوظبي لل�سياحة والثقافة‪ ،‬وعدد من ال�شيوخ وكبار‬ ‫ال�شخ�صيات والم�س�ؤولين في الدولة ‪.‬‬

‫حممد بن را�شد ي�ستقبل املهنئني بعيد الفطر ال�سعيد‬

‫ا�ستقبل �صاحب ال�سمو ال�شيخ محمد بن را�شد‬ ‫�آل مكتوم نائب رئي�س الدولة رئي�س مجل�س‬ ‫الوزراء حاكم دبي «رعاه اهلل» في ق�صر زعبيل‬ ‫يوم ‪ 17‬يوليو الما�ضي‪ ،‬جموع المهنئين بعيد‬ ‫الفطر ال�سعيد الذين تمنوا ل�سموه طول العمر‬ ‫ودوام ال�صحة وال�سعادة ولدولتنا العزيزة اطراد‬ ‫التقدم والرخاء واال�ستقرار في ظل قيادتنا‬ ‫الر�شيدة‪.‬‬ ‫فقد تقبل �سموه و�إل��ى جانبه �سمو ال�شيخ‬ ‫حمدان بن محمد بن را�شد �آل مكتوم ولي‬ ‫عهد دبي‪ ،‬و�سمو ال�شيخ حمدان بن را�شد �آل‬

‫مكتوم نائب حاكم دبي وزير المالية‪ ،‬و�سمو‬ ‫ال�شيخ مكتوم بن محمد بن را�شد �آل مكتوم‬ ‫نائب حاكم دب��ي‪ ،‬التهاني بهذه المنا�سبة‬ ‫المباركة من �أعيان البالد وال��وزراء ور�ؤ�ساء‬ ‫ومديري الم�ؤ�س�سات الحكومية والمواطنين‬ ‫و�أب��ن��اء القبائل و�أب��ن��اء الجاليات العربية‬ ‫والإ�سالمية والأجنبية في الدولة ومن رجال‬ ‫الدين الم�سلمين والم�سيحيين‪.‬‬ ‫كما تقبل �صاحب ال�سمو ال�شيخ محمد بن‬ ‫را�شد �آل مكتوم التهاني والتبريكات من كبار‬ ‫�ضباط الإدارة العامة للإقامة و�ش�ؤون الأجانب‬

‫يتقدمهم اللواء محمد �أحمد المري مدير‬ ‫الإدارة‪ ،‬ومن �ضباط �إدارة الدفاع المدني في‬ ‫دبي يتقدمهم اللواء را�شد ثاني المطرو�شي مدير‬ ‫الإدارة‪ ،‬ومن كبار �ضباط �شرطة دبي يتقدمهم‬ ‫معالي الفريق �ضاحي خلفان تميم نائب رئي�س‬ ‫ال�شرطة والأمن العام بدبي‪ ،‬و�سعادة اللواء‬ ‫خمي�س مطر المزينة القائد العام ل�شرطة دبي‬ ‫ومن كبار �ضباط القوات الم�سلحة‪.‬‬ ‫وقد تبادل �سموه والمهنئون التهاني بالعيد‬ ‫راجين اهلل تبارك وتعالى �أن يعيده على قيادتنا‬ ‫ودولتنا و�شعبنا بالخير واليمن والبركات‪.‬‬ ‫العدد ـ ‪ 499‬ـ �أغ�سط�س ‪2015‬‬

‫‪7-‬‬

‫حممد بن را�شد وحممد بن زايد‬ ‫يقدمان واجب العزاء يف �شهداء الواجب‬

‫قدم �صاحب ال�سمو ال�شيخ محمد بن را�شد �آل‬ ‫مكتوم نائب رئي�س الدولة رئي�س مجل�س الوزراء‬ ‫حاكم دبي و�صاحب ال�سمو ال�شيخ محمد بن‬ ‫زايد �آل نهيان ولي عهد �أبوظبي نائب القائد‬ ‫الأعلى للقوات الم�سلحة واجب العزاء �إلى‬ ‫�أ�سرة ال�شهيدالمالزم �أول عبد العزيز �سرحان‬ ‫�صالح الكعبي الذي ا�ست�شهد �أثناء ت�أديته‬ ‫واجبه الوطني �ضمن القوات الم�شاركة في‬ ‫عملية �إعادة الأمل للتحالف العربي ‪ ‬للوقوف‬ ‫�إلى جانب ال�شعب اليمني وحكومته ال�شرعية‪.‬‬ ‫‪  ‬جاء ذلك خالل الزيارة التي قام بها �سموهما‬ ‫لمنزل ال�شهيد في منطقة الفوعة بمدينة العين‪.‬‬ ‫و�أعرب �صاحب ال�سمو ال�شيخ محمد بن را�شد‬ ‫�آل مكتوم و�صاحب ال�سمو ال�شيخ محمد بن‬ ‫زايد �آل نهيان عن �صادق تعازيهما لأ�سرة‬ ‫ال�شهيد في هذا الم�صاب‪� ،‬سائلين اهلل العلي‬ ‫القدير �أن يتغمد فقيد الوطن بوا�سع رحمته‬ ‫‪-8‬‬ ‫‪-8‬‬

‫العدد ـ ‪ 499‬ـ �أغ�سط�س ‪2015‬‬

‫و�أن ي�سكنه ف�سيح جناته و�أن يلهم �أهله وذويه‬ ‫ال�صبر وال�سلوان‪.‬‬ ‫و�أكد �صاحب ال�سمو ال�شيخ محمد بن را�شد‬ ‫�آل مكتوم و�صاحب ال�سمو ال�شيخ محمد بن‬ ‫زايد �آل نهيان �أن دولة الإمارات قيادة و�شعباً‬ ‫تفخر وتعتز بت�ضحيات �أبنائها البررة الذين‬ ‫ج�سدوا بما قدموه من عطاء وبذل �أرقى �صور‬ ‫الوفاء والفداء لهذا الوطن و�أروع معاني الت�آزر‬ ‫والتكاتف لنجدة الأ�شقاء ون�صرة ق�ضاياهم‬ ‫العادلة‪.‬‬ ‫و�أو�ضح �سموهما �أن ما �سطره �أبناء الإمارات‬ ‫البوا�سل من تفان و�إخال�ص وحب ووفاء لهذا‬ ‫الوطن وقيادته و�شعبه �سيبقى محفوراً في قلوب‬ ‫ووجدان �شعب الإم��ارات يروونه بمزيد من‬ ‫الفخر والإكبار للأجيال الحا�ضرة والقادمة‪.‬‬ ‫وجدد �صاحب ال�سمو ال�شيخ محمد بن را�شد‬ ‫�آل مكتوم و�صاحب ال�سمو ال�شيخ محمد بن‬

‫زايد �آل نهيان الت�أكيد على �أن دولة الإمارات‬ ‫العربية المتحدة �ستوا�صل مواقفها المبدئية‬ ‫ونهجها الرا�سخ تجاه دعم ونجدة الأ�شقاء‬ ‫وتقديم العون ال�لازم لهم ب�شتى �أ�شكاله‬ ‫لمواجهة مختلف التحديات والمخاطر‬ ‫المحدقة التي ت�ستهدف �أم��ن وا�ستقرار‬ ‫بلدانهم‪.‬‬ ‫هذا وقد ن�شر �صاحب ال�سمو ال�شيخ محمد‬ ‫بن را�شد �آل مكتوم نائب رئي�س الدولة رئي�س‬ ‫مجل�س ال��وزراء حاكم دبي‪ ،‬رعاه اهلل‪ ،‬على‬ ‫�صفحته في «تويتر» �صورة لل�شهيد �ضابط �صف‬ ‫�سيف يو�سف �أحمد بالهول الفال�سي‪ ،‬الذي‬ ‫ا�ست�شهد �أثناء ت�أديته واجبه الوطني �ضمن‬ ‫القوات الم�شاركة في عملية �إع��ادة الأمل‬ ‫في اليمن‪ .‬ودون �سموه‪« :‬ودعت الإمارات‬ ‫ال�شهيد �سيف الفال�سي‪� ..‬أحد فر�سانها بعدما‬ ‫ترجل دفاعاً عن �أمته وتلبية لنداء وطنه»‪.‬‬

‫حممد بن را�شد يلتقي الطلبة املتفوقني‬ ‫يف اجلامعات والكليات الع�سكرية الوطنية‬ ‫التقى �صاحب ال�سمو ال�شيخ محمد بن را�شد �آل‬ ‫مكتوم نائب رئي�س الدولة رئي�س مجل�س الوزراء‬ ‫حاكم دبي‪ ،‬رعاه اهلل‪ ،‬في ق�صر �سموه في زعبيل يوم‬ ‫‪ 8‬يوليو الما�ضي‪ ،‬بح�ضور �سمو ال�شيخ حمدان بن‬ ‫محمد بن را�شد �آل مكتوم ولي عهد دبي‪ ،‬ومعالي‬ ‫ال�شيخ حمدان بن مبارك �آل نهيان وزير التعليم‬ ‫العالي والبحث العلمي‪ ،‬الطلبة المتفوقين في‬ ‫الجامعات والكليات الع�سكرية الوطنية‪ ،‬في �أم�سية‬ ‫رم�ضانية تجلت فيها روحانية ال�شهر المبارك و�أريحية‬ ‫�صاحب ال�سمو ال�شيخ محمد بن را�شد �آل مكتوم‬ ‫الذي يحب الخير و�أهله والتفوق و�صانعيه‪ ،‬لي�س في‬ ‫المدر�سة والجامعة وح�سب‪ ،‬بل في العمل والإنتاج‬ ‫واالبتكار والتميز‪.‬‬ ‫ورحب �سموه ب�أبنائه وبناته الطالبات مبدياً �شعوراً �أبوياً‬ ‫حانياً خالل تجاذبه والطلبة �أطراف الحديث حول‬ ‫العلم والتعلم واكت�ساب المعرفة والتفوق‪ ،‬وخاطبهم‬ ‫�سموه «�أنتم الم�ستقبل لهذا الوطن العزيز‪ ،‬و�أنتم‬

‫القيادات الم�ستقبلية التي نعول عليها في البناء‬ ‫والتنمية والتقدم في �شتى ميادين العلم والمعرفة‬ ‫واالقت�صاد والثقافة والريا�ضة والطب وما الى ذلك»‪.‬‬ ‫و�أعرب �سموه عن اعتزازه بلقاء هذه الكوكبة من‬ ‫�صناع الم�ستقبل وثروته و�أمله‪ ،‬معتبراً �سموه �أن‬ ‫النجاح ال يكفي كي ن�صل الى الرقم واحد وتحقيق‬ ‫ر�ؤية دولة الإم��ارات ‪ ،2021‬نريد منكم ومن كل‬ ‫�أجيال الوطن التفوق في الدرا�سة واالبتكار والعمل‪،‬‬ ‫لأن التفوق يدوم الى الأبد والنجاح يبقى مدى‬ ‫الحياة‪.‬‬ ‫وت�ساءل �سموه «كيف للبنيان �أن يقوم دون �أركان‪،‬‬ ‫وكيف للخيل �أن تنت�صر دون فر�سان؟؟» ف�أنتم الأركان‬ ‫التي ي�ستند ويقوم عليها الوطن‪ ،‬و�أنتم الفر�سان الذين‬ ‫يتقدمون الركب‪ ،‬فكونوا م�ؤمنين بقدراتكم وطاقاتكم‬ ‫الإيجابية‪ ،‬م�ؤمنين باهلل �أو ًال و�أخيراً‪ ،‬وم�ؤمنين‬ ‫بدولتكم �أوفياء لترابها ولقيم المواطنة التي نعليها‬ ‫بالوفاء والإخال�ص والت�ضحية‪ ،‬ف�شعب ال يعرف‬

‫الوالء والوفاء‪� ،‬شعب ال يعرف التقدم‪ ،‬وفقكم اهلل‬ ‫لما فيه خيركم وخير وطنكم و�أهليكم‪.‬‬ ‫من جهتهم‪� ،‬أعرب الطلبة المتفوقون عن �سعادتهم‬ ‫واعتزازهم بلقاء �سموه واال�ستئنا�س بتوجيهاته‬ ‫الأبوية الكريمة‪ ،‬م�ؤكدين �أمام �سموه �أنهم فخورون‬ ‫بانتمائهم الوطني‪ ،‬وبقيادتهم المعطاءة التي توفر لهم‬ ‫ولكل �أبناء وبنات الوطن فر�ص الحياة الكريمة‬ ‫و�سط بيئة عائلية جامعة وحا�ضنة لجميع �أبناء‬ ‫وبنات دولة الإمارات‪ ،‬ت�سودها العدالة والم�ساواة‬ ‫وتكاف�ؤ الفر�ص في مجتمع ينهل �أفراده من القيم‬ ‫والأخالق والعادات العربية الأ�صيلة التي �أر�ساها‬ ‫الآباء الم�ؤ�س�سون لدولتنا الحديثة وترعاها وتنميها‬ ‫قيادتنا الحكيمة وعلى ر�أ�سها �صاحب ال�سمو الوالد‬ ‫ال�شيخ خليفة بن زايد �آل نهيان رئي�س الدولة‪ ،‬حفظه‬ ‫اهلل‪ ،‬و�صاحب ال�سمو الوالد ال�شيخ محمد بن را�شد‬ ‫�آل مكتوم نائب رئي�س الدولة رئي�س مجل�س الوزراء‬ ‫حاكم دبي‪ ،‬رعاه اهلل‪.‬‬ ‫العدد ـ ‪ 499‬ـ �أغ�سط�س ‪2015‬‬

‫‪9‬‬‫‪9-‬‬

‫‪..‬و يلتقي �أوائل الثانوية العامة‬ ‫‪‎‬وثانويات التكنولوجيا التطبيقية والثانوية الفنية‬ ‫فاج�أ �صاحب ال�سمو ال�شيخ محمد بن را�شد‬ ‫�آل مكتوم نائب رئي�س الدولة رئي�س مجل�س‬ ‫الوزراء حاكم دبي‪ ،‬رعاه اهلل‪ ،‬بح�ضور �سمو‬ ‫ال�شيخ حمدان بن محمد بن را�شد �آل‬ ‫مكتوم ولي عهد دب��ي‪ ،‬ومعالي ال�شيخ‬ ‫حمدان بن مبارك �آل نهيان وزير التعليم‬ ‫العالي والبحث العلمي‪ ،‬الطلبة والطالبات‬ ‫الحا�صلين على المركز الأول في الثانوية‬ ‫العامة في فرعيها العلمي واالدبي وثانويات‬ ‫التكنولوجيا التطبيقية والثانوية الفنية للعام‬ ‫الدرا�سي ‪ 2015/ 2014‬بنتائجهم قبل‬ ‫�إعالنها ر�سمياً او علمهم بذلك‪.‬‬ ‫جاء ذلك خالل لقاء �سموه الطلبة في‬ ‫ق�صره في زعبيل يوم ‪ 8‬يوليو الما�ضي‪،‬‬ ‫حيث ب��ارك لهم التفوق والإنجاز الذي‬ ‫حققوه وال��ذي تم بجدارتهم وبمثابرتهم‬ ‫على الدرا�سة والنجاح والو�صول الى هذه‬ ‫‪-10‬‬ ‫‪-10‬‬

‫العدد ـ ‪ 499‬ـ �أغ�سط�س ‪2015‬‬

‫النتيجة الم�شرفة‪.‬‬ ‫وهن�أ �سموه في هذا ال�سياق ك ًال من الطالبة‬ ‫�سارة عبدالرحمن �أحمد «�إماراتية» من‬ ‫مدر�سة �أ�سماء بنت النعمان النموذجية في‬ ‫دبي والحا�صلة على المركز الأول علمي‬ ‫بمعدل ‪ 99,9‬درجة‪ ،‬والطالبة نورهان �صالح‬ ‫الدين علي ال�سيد «م�صرية» من مدر�سة‬ ‫�أم الم�ؤمنين للتعليم الثانوي للبنات في‬ ‫الفجيرة والحا�صلة على المركز االول مكرر‬ ‫علمي بمعدل عام ‪ 99,9‬درجة‪ ،‬والطالبة هند‬ ‫علي �سالم علي محمد الكعبي «�إماراتية» من‬ ‫مدر�سة الظفرة للتعليم الأ�سا�سي والثانوي‬ ‫بنات في دبي الحا�صلة على المركز الأول‬ ‫�أدبي بمعدل ‪ 99,9‬درجة‪ ،‬والطالبة عنود‬ ‫عي�ضة عمر �سعيد الكثيري «�إماراتية» من‬ ‫ثانويات التكنولوجية التطبيقية في �أبوظبي‬ ‫والحا�صلة على المركز الأول بمعدل ‪98,3‬‬

‫درجة‪ ،‬والطالب محمد جا�سم محمد عو�ض‬ ‫«�إماراتي» من الثانويات الفنية في دبي‬ ‫والحا�صل على المركز الأول بمعدل عام‬ ‫‪ 97,3‬درجة‪.‬‬ ‫وقد هن�أ �صاحب ال�سمو ال�شيخ محمد‬ ‫بن را�شد �آل مكتوم �أولياء �أم��ور وذوي‬ ‫المتفوقين ووزارة التربية والمدار�س التي‬ ‫تخرجوا منها مقدراً لهم �سموه جهدهم‬ ‫ومتابعتهم للطلبة �أثناء درا�ستهم وت�شجيعهم‬ ‫للو�صول �إلى هذا الم�ستوى الرفيع من‬ ‫التح�صيل العلمي‪.‬‬ ‫ح�ضر اللقاء معالي محمد بن عبداهلل‬ ‫القرقاوي وزير �ش�ؤون مجل�س الوزراء‪ ،‬ومعالي‬ ‫ح�سين بن �إبراهيم الحمادي وزير التربية‬ ‫والتعليم‪ ،‬و�سعادة خليفة �سعيد �سليمان‬ ‫مدير عام دائرة الت�شريفات وال�ضيافة في‬ ‫دبي‪ ،‬وعدد من القيادات التعليمية‪.‬‬

‫‪‎‬حمدان بن زايد يزور‬ ‫قيادة الوحدات امل�ساندة يف �أبوظبي‬ ‫قام �سمو ال�شيخ حمدان بن زايد �آل نهيان‬ ‫ممثل الحاكم في المنطقة الغربية بزيارة �إلى‬ ‫مقر قيادة الوحدات الم�ساندة في �أبوظبي ‪.‬‬ ‫وك��ان في ا�ستقبال �سموه لدى و�صوله‬ ‫�سعادة الفريق الركن حمد محمد ثاني‬ ‫الرميثي رئي�س �أرك��ان القوات الم�سلحة‪،‬‬ ‫و�سعادة اللواء الركن عبداهلل مهير الكتبي‬ ‫قائد الوحدات الم�ساندة‪.‬‬ ‫و�صافح �سمو ال�شيخ حمدان بن زايد �آل‬ ‫نهيان كبار قادة القوات الم�سلحة و�ضباط‬ ‫و�ضباط �صف و�أفراد الوحدات الم�ساندة‬ ‫الذين ا�صطفوا لتحية �سموه‪.‬‬ ‫وتبادل �سموه معهم الأح��ادي��ث الودية‬ ‫والتهاني بمنا�سبة �شهر رم�ضان المبارك داعياً‬ ‫المولى عز وجل �أن يعيد هذه المنا�سبة‬ ‫الكريمة على دولتنا بقيادة �صاحب ال�سمو‬ ‫ال�شيخ خليفة بن زايد �آل نهيان رئي�س الدولة‬

‫حفظه اهلل بالخير واليمن والبركات ومزيد‬ ‫من التطور والنماء واالزدهار‪.‬‬ ‫و�أ�شاد �سموه بالدعم الذي تحظى به القوات‬ ‫الم�سلحة بكافة ت�شكيالتها من قبل �صاحب‬ ‫ال�سمو رئي�س الدولة من �أجل ت�أدية دورها في‬ ‫حماية الوطن و�صون مكت�سباته و�إنجازاته‪.‬‬ ‫من جانبهم �أع��رب �ضباط و�ضباط �صف‬ ‫الوحدات الم�ساندة عن بالغ �سعادتهم بزيارة‬ ‫�سموه الكريمة وتواجده معهم‪ ،‬مجددين‬ ‫العهد والوالء لخدمة وطننا الغالي وقيادته‬ ‫الحكيمة م�ؤكدين جاهزيتهم وا�ستعدادهم‬ ‫التام للت�ضحية وبذل الغالي والنفي�س فداء‬ ‫للوطن وعزه ورفعته‪.‬‬ ‫هذا وقد �أدى �سمو ال�شيخ حمدان بن زايد‬ ‫�آل نهيان والح�ضور �صالة المغرب جماعة‪،‬‬ ‫ثم تناول الجميع طعام الإفطار بعد �أن �أدى‬ ‫فريق الوحدات الم�ساندة مرا�سم �إطالق‬

‫مدفع الإفطار‪.‬‬ ‫رافق �سموه خالل الزيارة ال�شيخ را�شد‬ ‫بن حمدان بن محمد �آل نهيان‪ ،‬ومعالي‬ ‫اللواء الركن طيار ال�شيخ �أحمد بن طحنون‬ ‫�آل نهيان رئي�س هيئة الخدمة الوطنية‬ ‫واالحتياطية في القوات الم�سلحة‪ ،‬و�سعادة‬ ‫اللواء الركن بحري طيار ال�شيخ �سعيد بن‬ ‫حمدان بن محمد �آل نهيان نائب قائد‬ ‫القوات البحرية‪ ،‬وال�شيخ محمد بن حمدان‬ ‫بن زايد �آل نهيان‪ ،‬وال�شيخ زايد بن حمدان‬ ‫بن زايد �آل نهيان‪ ،‬وال�شيخ �شخبوط بن نهيان‬ ‫بن مبارك �آل نهيان‪ ،‬و�سمو ال�شيخ زايد بن‬ ‫محمد بن زايد �آل نهيان‪ ،‬وال�شيخ هزاع بن‬ ‫حمدان بن زايد �آل نهيان‪ ،‬و�سعادة محمد‬ ‫حمد بن عزان المزروعي وكيل ديوان ممثل‬ ‫الحاكم في المنطقة الغربية‪ ،‬وعدد من كبار‬ ‫الم�س�ؤولين بالدولة‪.‬‬ ‫العدد ـ ‪ 499‬ـ �أغ�سط�س ‪2015‬‬

‫‪11‬‬‫‪11-‬‬

‫كبار قادة القوات امل�سلحة ي�شاركون الوحدات فرحة العيد‬ ‫قام �سعادة اللواء الركن طيار ر�شاد محمد ال�سعدي‬ ‫قائد كلية الدفاع الوطني �صباح �أول �أيام عيد الفطر‬ ‫ال�سعيد بزيارة لقيادة القوات البحرية‪ ،‬هن�أهم فيها‬ ‫بالعيد المبارك ونقل تهاني القيادة الر�شيدة ل�ضباط‬ ‫و�ضباط �صف و�أفراد القوات الم�سلحة بمنا�سبة‬ ‫حلول العيد‪ ،‬راجياً العلي القدير �أن يعيده على‬ ‫الجميع بالخير واليمن والبركات‪ ،‬وتمنى لهم كل‬ ‫التوفيق في �أداء مهامهم‪.‬‬ ‫كما قام �سعادة اللواء الركن طيار فار�س خلف‬ ‫المزروعي رئي�س جهاز حماية المن�ش�آت الحيوية‬ ‫وال�سواحل بزيارة لقيادة القوات البرية‪ ،‬هن�أهم فيها‬ ‫بالعيد ال�سعيد ونقل �إليهم تهاني القيادة الر�شيدة‪،‬‬ ‫كما قام كل من �سعادة اللواء الركن �إبراهيم �سالم‬ ‫الم�شرخ قائد القوات البحرية بزيارة مماثلة �إلى قيادة‬ ‫حر�س الرئا�سة‪ ،‬واللواء الركن �أحمد علي حميد �آل‬ ‫علي قائد كلية القيادة والأركان الم�شتركة بزيارة �إلى‬ ‫جهاز حماية المن�ش�آت الحيوية وال�سواحل‪ ،‬والعميد‬ ‫الركن طيار عبداهلل محمد بن خويدم النيادي نائب‬ ‫قائد القوات الجوية والدفاع الجوي بزيارة وحدات‬ ‫‪-12‬‬ ‫‪-12‬‬

‫العدد ـ ‪ 499‬ـ �أغ�سط�س ‪2015‬‬

‫القوات الجوية‪ ،‬نقلوا خاللها التهاني والتبريكات‬ ‫بالعيد ال�سعيد‪.‬‬ ‫ت�أتي هذه الزيارات لتبادل التهاني مع �ضباط‬ ‫و�ضباط �صف و�أفراد القوات الم�سلحة بمنا�سبة‬ ‫عيد الفطر ال�سعيد‪ ،‬حيث درجت القيادة العامة‬

‫للقوات الم�سلحة على مثل هذه الزيارات في‬ ‫المنا�سبات الدينية والوطنية لم�شاركة منت�سبي‬ ‫القوات الم�سلحة الفرحة بالعيد ولالطمئنان على‬ ‫�سير العمل وتحقيقاً لمزيد من التالقي بين كبار‬ ‫ال�ضباط والمر�ؤو�سين‪.‬‬

‫اللجنة الع�سكرية تبحث ا�ستعدادات عقد املعر�ض الدويل الرابع ع�شر‬ ‫للطريان (دبي ‪)2015‬‬ ‫عقدت اللجنة الع�سكرية المنظمة للمعر�ض الدولي‬ ‫الرابع ع�شر للطيران (دبي ‪ )2015‬والذي �ستبد�أ فعاليته‬ ‫بمركز مطار دبي الدولي للمعار�ض خالل الفترة من ‪8‬‬ ‫وحتى ‪ 12‬نوفمبر المقبل اجتماعها الأول �صباح يوم‬ ‫‪ 15‬يوليو الما�ضي‪ ،‬بقاعة االجتماعات بوزارة الدفاع‪.‬‬ ‫ح�ضر االجتماع اللواء الركن طيار عبداهلل ال�سيد‬ ‫الها�شمي المدير التنفيذي للجنة الع�سكرية‪� ،‬إ�ضافة‬ ‫�إلى م�ساعدي المدير التنفيذي ور�ؤ�ساء اللجان واللجان‬ ‫الفرعية المنظمة لمعر�ض (دبي ‪.)2015‬‬ ‫وتم خالل االجتماع التعريف بالهيكل التنظيمي للجنة‬ ‫الع�سكرية المنظمة للمعر�ض‪ ،‬كما تم ا�ستعرا�ض مهام‬ ‫اللجان و�سبل تذليل كافة الم�صاعب التي تواجهها‪،‬‬ ‫ومناق�شة خطة عمل اللجان ومتطلباتها خالل فعاليات‬ ‫المعر�ض‪ ،‬وا�ستعرا�ض خطة التغطية الإعالمية لأن�شطة‬ ‫المعر�ض لما لها من �أهمية خا�صة في التعريف به‪.‬‬ ‫وفي ختام االجتماع تم االتفاق على تحديد مواعيد‬ ‫االجتماعات المقبلة‪.‬‬ ‫العدد ـ ‪ 499‬ـ �أغ�سط�س ‪2015‬‬

‫‪13‬‬‫‪13-‬‬

‫‪-14‬‬

‫العدد ـ ‪ 499‬ـ �أغ�سط�س ‪2015‬‬

‫العدد ـ ‪ 499‬ـ �أغ�سط�س ‪2015‬‬

‫‪15-‬‬

‫‪�‎‬شخ�صيات‬

‫‪‎‬ال�شيخ زايد رمز عاملي يف العمل الإن�ساين‬ ‫‪�‎‬إعداد‪ /‬د‪ .‬عادل عبد اجلواد الكردو�سي‬ ‫بادئ ذي بدء؛ يمكن القول �إن المغفور له ب�إذن الله تعالى ال�شيخ زايد بن �سلطان �آل نهيان يمثل‬ ‫رمز ًا ونموذج ًا عالمي ًا في مجال العمل الإن�ساني وتقديم الم�ساعدات ب�سخاء‪� ،‬سواء داخل دولة‬ ‫الإمارات العربية المتحدة‪� ،‬أو على م�ستوى دول الجوار �أو على الم�ستوى العالمي‪ ،‬حيث �أ�س�س‬ ‫الم�ؤ�س�سات التي تعمل في المجال الإن�ساني‪ ،‬لكي ي�ستفيد منها الكثير من النا�س‪ ،‬وقد ا�ستمرت‬ ‫هذه الم�ؤ�س�سات في �أداء عملها في �أن�شطة العمل الإن�ساني في الكثير من دول العالم‪.‬‬

‫حيث متثل قيمة التكافل االجتماعي‬ ‫والتعاون الإن�ساين يف دولة الإمارات العربية‬ ‫املتحدة �إحدى الركائز التي �سادت يف‬ ‫املجتمع الإماراتي قبل �إعالن دولة االحتاد‪،‬‬ ‫وا�ستمر املجتمع يف دعم هذه القيم واملحافظة‬ ‫عليها بعد قيام دولة الإمارات‪ ،‬وا�ستمر‬ ‫هذا التوجه على م�ستوى الأفراد والقيادة‬ ‫الر�شيدة‪ ،‬فتم تد�شني وت�أ�سي�س م�ؤ�س�سات‬ ‫العمل الإن�ساين واخلريي‪ ،‬عن طريق تقنني‬ ‫هذه الأعمال الإن�سانية‪ ،‬حتى تقدم ب�شكل‬ ‫منتظم وم�ستمر‪ ،‬لذلك مت ت�أ�سي�س امل�ؤ�س�سات‬ ‫‪-16‬‬

‫العدد ـ ‪ 499‬ـ �أغ�سط�س ‪2015‬‬

‫التي تعمل يف جمال العمل الإن�ساين‪.‬‬ ‫القول �إن امل�ؤ�س�سات التي �أ�س�سها ال�شيخ‬ ‫زايد قدمت �أعمالها وخدماتها يف دولة‬ ‫الإمارات والعديد من بلدان العامل يف‬ ‫جماالت العمل الإن�ساين‪ ،‬حيث قدمت‬ ‫امل�ساعدة بوجه خا�ص يف املجاالت التي‬ ‫تدعم �أبعاد التنمية الب�شرية‪ ،‬والتي تتمثل يف‬ ‫اجلانب ال�صحي‪ ،‬واملعريف‪ ،‬والتنموي‪� ...‬إلخ‪.‬‬ ‫يهتم هذا املقال بالتعرف �إىل نظرة ال�شيخ‬ ‫زايد للعمل الإن�ساين‪ ،‬و�إطالق م�ؤ�س�سات‬ ‫العمل الإن�ساين‪ ،‬ثم �إعالن يوم زايد للعمل‬

‫الإن�ساين ‪ 19‬رم�ضان من كل عام هجري‪.‬‬ ‫‪�‎‬أو ًال‪ :‬نظرة ال�شيخ زايد للعمل‬ ‫الإن�ساني‪:‬‬ ‫القول �إن البيئة االجتماعية والثقافية‬ ‫والظروف التي ن�ش�أ فيها ال�شيخ زايد يف‬ ‫كنف �آل نهيان‪ ،‬ومبا حتمله هذه البيئة من قيم‬ ‫وعادات وتقاليد �إيجابية م�ستمدة من الدين‬ ‫الإ�سالمي والثقافة العربية‪ ،‬تعترب بيئة طيبة‬ ‫كان لها �أثرها الإيجابي على بلورة �شخ�صية‬ ‫ال�شيخ زايد بجوانبها الإيجابية املتعددة‪،‬‬

‫وبخا�صة اجتاهه نحو قيمة العدل االجتماعي‬ ‫والتكافل االجتماعي وحب اخلري وم�ساعدة‬ ‫الآخرين دون مقابل‪ ،‬واهتمامه بالعمل‬ ‫الإن�ساين وتقدمي العون للنا�س دون انتظار‬ ‫مقابل‪.‬‬ ‫ميكن القول �إن ر�ؤية ال�شيخ زايد ملا قدمه‬ ‫من �أعمال خريية و�إن�سانية منذ بداية العقد‬ ‫ال�سابع من القرن الع�شرين‪ ،‬متثل منوذجاً وقيمة‬ ‫ُيحتذى بها يف هذا املجال‪ ،‬نظراً ملا متيزت به‬ ‫من تفرد‪ ،‬من حيث قيام هذه الأعمال على‬ ‫�أ�سا�س ديني وقيمي‪ ،‬حيث ا�ستمدت �أ�س�سها‬ ‫وجذورها من الدين الإ�سالمي من خالل‬ ‫ارتكاز هذه الأعمال على الإخال�ص‪ ،‬وقيمة‬ ‫التعاون والتكافل االجتماعي‪ ،‬بالإ�ضافة‬ ‫�إىل ت�أثري القيم العربية الأ�صيلة على ذلك‬ ‫والتي تدعو مل�ساعدة املحتاج وتقدمي يد‬ ‫العون ملن بحاجة للم�ساعدة‪ ،‬لدعم التالحم‬ ‫والتما�سك املجتمعي‪.‬‬ ‫عرف عن ال�شيخ زايد «يرحمه اهلل» �إميانه‬ ‫العميق ب�شعبه و�أمته العربية والإ�سالمية‬ ‫ووقوفه الدائم �إىل جانب ق�ضايا احلق‬ ‫والعدل ون�صرته للمحرومني واملحتاجني‬ ‫يف العامل من منطلق مرجعية عقائدية ثابتة‬ ‫هي عند زايد الأ�سا�س يف كل عمل وهي‬ ‫ما ميليه ديننا الإ�سالمي احلنيف من ت�سامح‬ ‫وتراحم وترابط بني الب�شر وهي القاعدة‬ ‫التي ي�سري زايد وفق نهجها منذ توليه مقاليد‬ ‫احلكم يف �إمارة �أبوظبي‪ ،‬حيث و�ضع جتربته‬ ‫الرثية واحلافلة والتي تقوم على معاي�شة‬ ‫�أبناء �شعبه وااللت�صاق بواقعهم ومعاي�شة‬ ‫همومهم ومعاناتهم يف ال�صحراء يف خدمة‬ ‫الإن�سانية جمعاء‪ .‬وقد �سبق �أن اختارت‬ ‫هيئة دولية يف فرن�سا ال�شيخ زايد �شخ�صية‬ ‫العام ‪ 1988‬تقديراً جلهوده وم�ساعيه من‬ ‫�أجل ال�سالم والرخاء للب�شرية كلها‪ .‬حيث‬ ‫يختلف فهم ال�شيخ زايد للعمل اخلريي‬ ‫والإن�ساين عن الفهم الغربي لهذه القيم‬ ‫فهو نابع من ثقافته الإ�سالمية الأ�صيلة ومن‬ ‫قيم عروبته ووعيه ب�أن املحبة وال�سالم ال‬ ‫ميكن �أن تنت�شر يف هذا العامل �إال بتكافئ‬ ‫الفر�ص وبالعدالة االجتماعية التي تتيح‬

‫للنا�س كافة حق احلياة الكرمية ومن �أ�سا�سها‬ ‫احلق يف احلياة ويف ال�سكن ويف ال�صحة‬ ‫والتعليم وهي املبادئ التي ن�ص عليها امليثاق‬ ‫العاملي حلقوق الإن�سان الذي ا�ستوعب زايد‬ ‫م�ضامينه قبل �صدوره لأنه كامن يف تعاليم‬ ‫الدين الإ�سالمي التي تربي عليها ون�ش�أ ويف‬ ‫القر�آن الكرمي الذي ي�سري زايد وفق منهجه‬ ‫بقوله تعاىل (الذين ينفقون �أموالهم بالليل‬ ‫والنهار �سراً وعالنية فلهم �أجرهم عند ربهم‬ ‫وال خوف عليهم وال هم يحزنون) �صدق اهلل‬ ‫العظيم‪.‬‬ ‫ومتثل نظرة ال�شيخ زايد بن �سلطان �آل نهيان‬ ‫«غفر اهلل له» يف تقدمي العون وامل�ساعدة‬ ‫الإن�سانية نظرة �إ�سالمية‪ ،‬نابعة من القيم‬ ‫والرتاث الإ�سالمي‪ ،‬الذي ُيعلي من قيم‬ ‫التكافل االجتماعي وتقدمي يد العون واخلري‬ ‫لكل حمتاج‪ ،‬لذلك عمل ال�شيخ زايد على‬ ‫تد�شني امل�ؤ�س�سات التي تقدم العون وتدير‬ ‫الأعمال وتقدم املنح التي تدعم التنمية‬ ‫ال�شاملة وتولد فر�ص العمل وتقلل حجم‬ ‫الفقر يف البلدان امل�ستفيدة من هذا العون‬ ‫وامل�ساعدة‪.‬‬

‫‪‎‬ثاني ًا‪� :‬إطالق م�ؤ�س�سات العمل‬ ‫الإن�ساني‪:‬‬ ‫نلقى ال�ضوء باخت�صار على م�ؤ�س�سات العمل‬ ‫الإن�ساين التي قام ال�شيخ زايد بت�أ�سي�سها‬ ‫لكي تبا�شر �أعمالها يف العمل الإن�ساين يف‬ ‫املجتمع الإماراتي وعلى امل�ستوى الإقليمي‬ ‫والعاملي عن طريق االهتمام باجلانب ال�صحي‬ ‫واملعريف واالجتماعي واالقت�صادي‪ ،‬لدعم‬ ‫الأمن االجتماعي واالقت�صادي للفئات‬ ‫امل�ستفيدة مما قدمته هذه امل�ؤ�س�سات‪ ،‬ومازالت‬ ‫هذه امل�ؤ�س�سات تقدمه �أعمالها داخلياً‬ ‫وخارجياً‪.‬‬ ‫• م�ؤ�س�سة زايد بن �سلطان‬ ‫للأعمال الخيرية والإن�سانية‪:‬‬ ‫تعد م�ؤ�س�سة زايد اخلريية جزءاً ال يتجز�أ من‬ ‫املنظومة املتكاملة التي و�ضع �أ�س�سها ال�شيخ‬ ‫زايد والتي ترفع العمل اخلريي والإن�ساين من‬ ‫مرتبة الظرفية واملو�سمية �إىل العمل امل�ؤ�س�سي‬ ‫املتكامل الذي ي�سري وفق �آليات تنظم عمله‬ ‫وحتكم �سريه‪ .‬ففي اخلام�س من �أغ�سط�س عام‬ ‫‪� 1992‬أمر ب�إن�شاء م�ؤ�س�سة ت�سمى «م�ؤ�س�سة‬

‫العدد ـ ‪ 499‬ـ �أغ�سط�س ‪2015‬‬

‫‪17‬‬‫‪17-‬‬

‫زايد بن �سلطان للأعمال اخلريية والإن�سانية»‬ ‫بر�أ�سمال قدره (‪ )3,171,000,000‬درهم �أو‬ ‫ما يعادل مليار دوالر �أمريكي‪ ،‬عبارة عن وقف‬ ‫ينفق من ريعه على امل�شروعات اخلريية لل�شيخ‬ ‫زايد‪ ،‬وتهدف امل�ؤ�س�سة �إىل القيام ب�أعمال اخلري‬ ‫والرب والإح�سان والنفع العام املمكنة ب�شتى‬ ‫�أنواعها‪ ،‬داخل البالد وخارجها ومن ذلك على‬ ‫وجه اخل�صو�ص ما يلي‪:‬‬ ‫‪ .1‬الإ�سهام يف �إن�شاء ودعم امل�ساجد‬ ‫‪ .2‬الإ�سهام يف �إن�شاء ودعم املدار�س ومعاهد‬ ‫التعليم العام والعايل‪ ،‬ومراكز البحث العلمي‬ ‫واملكتبات العامة‪ ،‬وم�ؤ�س�سات التدريب املهني‪،‬‬ ‫وتقدمي املنح الدرا�سية وزماالت التفرغ العلمي‪،‬‬ ‫ودعم جهود الت�أليف والرتجمة والن�شر‪.‬‬ ‫‪ .3‬الإ�سهام يف �إن�شاء ودعم امل�ست�شفيات‪،‬‬ ‫وامل�ستو�صفات ودور الت�أهيل ال�صحي‪،‬‬ ‫وجمعيات الإ�سعاف الطبي‪ ،‬ودور الأيتام‬

‫ورعاية الطفولة‪ ،‬ومراكز امل�سنني واملعاقني‪.‬‬ ‫‪.4‬الإ�سهام يف �إغاثة املناطق املنكوبة بالكوارث‬ ‫الطبيعية واالجتماعية كاملجاعات والزالزل‬ ‫والفي�ضانات والعوا�صف واجلدب‪ ،‬ودعم‬ ‫الأبحاث واجلهود التي حتاول ر�صد احتماالتها‬ ‫واالحتياط ملواجهتها واحتوائها‪.‬‬ ‫ولتحقيق الأهداف ال�سابقة ان�صب اهتمام‬ ‫امل�ؤ�س�سة على املجاالت التالية‪� :‬إن�شاء امل�ساجد‪،‬‬ ‫ودعم مركز حتفيظ القر�آن الكرمي‪ ،‬وطباعة ون�شر‬ ‫القر�آن الكرمي‪ ،‬دعم امل�ؤ�س�سات واملراكز اخلريية‪،‬‬ ‫�إن�شاء ودعم امل�ست�شفيات واملراكز ال�صحية‪،‬‬ ‫امل�ساهمة يف الرقي الثقايف واحل�ضاري لل�شعوب‪،‬‬ ‫امل�ساهمة يف التعليم الأكادميي ومراكز البحث‬ ‫العلمي‪.‬‬ ‫• برنامج ال�شيخ زايد للإ�سكان‪:‬‬ ‫�إن ت�أ�سي�س برنامج ال�شيخ زايد للإ�سكان يعد‬ ‫تتويجاً لل�سيا�سة احلكيمة التي اعتمدها املغفور‬

‫له ب�إذن اهلل ال�شيخ زايد بن �سلطان �آل نهيان‪ ،‬فتم‬ ‫و�ضع الأ�س�س الكفيلة بحل مع�ضلة الإ�سكان‬ ‫بالدولة‪ ،‬و�إتاحة الفر�صة ل�شريحة كبرية من‬ ‫املجتمع على اختالف م�ستوياتهم االقت�صادية‬ ‫واالجتماعية لال�ستفادة من هذا الربنامج يف‬ ‫ت�شييد الوحدة ال�سكنية اخلا�صة به‪ .‬ومت ت�أ�سي�س‬ ‫هذا الربنامج وفقاً للقانون االحتادي رقم (‪)10‬‬ ‫ل�سنة ‪ 1999‬ال�صادر بتاريخ ‪18/07/1999‬‬ ‫والـذي منحه ال�شخ�صية االعتبارية امل�ستقلة‬ ‫والأهلية الكاملة ملبا�شرة ن�شاطه القانوين على‬ ‫م�ستوى احلكومة االحتادية‪ ،‬لتحقيق الأهداف‬ ‫التي �أن�ش�أ من �أجلها‪ .‬ويهدف �إن�شاء الربنامج‬ ‫�إىل تقدمي ورعاية اخلدمات الإ�سكانية واملقدمة‬ ‫للمواطنني على م�ستوى احلكومة االحتادية‪.‬‬ ‫يقدم الربنامج امل�ساعدة املالية للم�ستفيد‬ ‫لتحقيق �أحد الأغرا�ض الآتية‪:‬‬ ‫• �إن�شاء م�سكن جديد �أو ا�ستكمال م�سكن‬ ‫�شرع يف بنائه‪.‬‬ ‫• �صيانة �أو تو�سعة م�سكن �أو حتقيق الغر�ضني‬ ‫معاً‪.‬‬ ‫• �شراء م�سكن �أو �شقة �سكنية منا�سبة‬ ‫للأ�سرة‪.‬‬ ‫• الوفاء بقيمة قر�ض �سبق ح�صول مقدم‬ ‫الطلب عليه من جهة �أخرى لغر�ض ال�سكن‬ ‫على �أال تكون قد انق�ضت مدة ثالث �سنوات‬ ‫على بداية �سداد �أول ق�سط من القر�ض لتلك‬ ‫اجلهة‪.‬‬ ‫لقد و�صل عدد امل�ساعدات التي قدمها برنامج‬ ‫ال�شيخ زايد للإ�سكان منذ �إن�شائه حتى عام‬ ‫‪� 2012‬إىل ‪ 29,500‬م�ساعدة �سكنية‪ ،‬منها‬ ‫‪ 16,000‬قر�ض �سكني‪ ،‬و‪ 13,500‬منحة‬ ‫�سكنية‪ ،‬وو�صل �إجمايل التكلفة �إىل ‪ 14‬مليار‬ ‫درهم‪ .‬وخالل الربع الثاين من عام ‪2013‬م‬ ‫بلغ عدد املوافقات ‪ 1,031‬موافقة مل�ساعدات‬ ‫�سكنية‪ ،‬بقيمة ‪ 500‬مليون درهم‪ ،‬ا�ستفاد منها‬ ‫عدد ‪ 4000‬مواطن‪.‬‬ ‫• �صندوق �أبوظبي للتنمية‪:‬‬ ‫فيما يتعلق بن�ش�أة ال�صندوق؛ لقد ت�أ�س�س‬ ‫�صندوق �أبوظبي للتنمية يف ‪ 15‬يوليو ‪1971‬م‬ ‫كم�ؤ�س�سة تابعة حلكومة �أبوظبي تتوىل م�س�ؤولية‬

‫‪-18‬‬

‫العدد ـ ‪ 499‬ـ �أغ�سط�س ‪2015‬‬

‫تقدمي امل�ساعدات اخلارجية‪ .‬ومبرور ال�سنوات‬ ‫ر�سخ ال�صندوق مكانته �ضمن �أبرز م�ؤ�س�سات‬ ‫العون التنموي على م�ستوى العامل‪ .‬كما ات�سع‬ ‫نطاق ن�شاط ال�صندوق لي�شمل �إىل جانب تقدمي‬ ‫قرو�ض مي�سرة للدول النامية‪ .‬م�س�ؤولية �إدارة‬ ‫املنح التي تقدمها احلكومة لتمويل م�شاريع ترمي‬ ‫�إىل حتقيق التنمية االقت�صادية واالجتماعية يف‬ ‫الدول النامية‪.‬‬ ‫وتتمثل �أهداف �صندوق �أبوظبي للتنمية يف‬ ‫الآتي‪:‬‬ ‫• امل�ساهمة بفعالية يف حتفيز عملية التنمية‬ ‫االقت�صادية يف الدول النامية‪ .‬من خالل تقدمي‬ ‫قرو�ض مي�سرة لتمويل م�شاريع حيوية تتمتع‬ ‫باال�ستدامة وتدعم النمو �ضمن القطاعات‬ ‫اال�سرتاتيجية‪ .‬وت�ساهم بالتايل يف حتفيز‬ ‫اال�ستثمار وخلق الوظائف‪.‬‬ ‫• حت�سني م�ستوى معي�شة املجتمعات يف‬ ‫الدول النامية من خالل توفري التمويل‬ ‫املي�سر مل�شاريع ترتقي بالبني الأ�سا�سية �ضمن‬ ‫القطاعات الهامة ومبا يخدم خطط التنمية يف‬ ‫هذه الدول‪.‬‬ ‫• دعم موارد ال�صندوق من خالل اال�ستثمار‬ ‫مب�ساهمات مبا�شرة يف �شركات بالدول النامية‬ ‫�إىل جانب ا�ستثمار ال�سيولة املتاحة لتحقيق‬ ‫عوائد �إ�ضافية ت�ساهم يف �ضمان ا�ستدامة‬ ‫�أن�شطة وعمليات ال�صندوق وتعزيزها‪.‬‬ ‫• تكثيف التعاون مع امل�ؤ�س�سات التنموية‬ ‫املانحة الإقليمية والدولية‪.‬‬ ‫حيث �إن �صندوق �أبوظبي للتنمية يقوم ب�إدارة‬ ‫املنح والقرو�ض املي�سرة والن�شاط اال�ستثماري‬ ‫من خالل امل�ساهمة يف اال�ستثمارات املبا�شرة‬ ‫التي تقدمها دولة الإمارات العربية املتحدة �إىل‬ ‫الدول ال�شقيقة وال�صديقة‪ .‬والتي بلغ عددها‬ ‫‪ 63‬دولة على م�ستوى العامل يف عام ‪2013‬م‪.‬‬ ‫�إال �إن هذا التوجه والنهج قد �أخذ �شكل العون‬ ‫التنموي وامل�ساعدة على امل�ستوى الدويل‪ .‬مبا‬ ‫ي�ساهم يف حتقيق التنمية االقت�صادية التي تولد‬ ‫فر�ص العمل‪ .‬ومبا ي�ساهم يف حتقيق التنمية‬ ‫امل�ستدامة يف البلدان امل�ستفيدة من ذلك‪.‬‬ ‫لقد �أ�شار التقرير ال�سنوي ل�صندوق �أبوظبي‬ ‫للتنمية لعام ‪2013‬م‪� ،‬إىل �أن ر�أ�سمال ال�صندوق‬

‫بلغ ‪ 16‬مليار درهم‪ ،‬وقد �أن�ش�أ ال�صندوق حتى‬ ‫نهاية عام ‪2013‬م عدداً من العمليات املمولة‬ ‫و�صل �إىل ‪ 363‬عملية‪ ،‬وبلغ جمموع املنح‬ ‫والقرو�ض وامل�ساهمات التي قدمها و�أدارها‬ ‫�صندوق �أبوظبي للتنمية �إىل ما يقارب من ‪60‬‬ ‫مليار درهم‪ ،‬وو�صل عدد الدول امل�ستفيدة من‬ ‫�أن�شطة ال�صندوق �إىل ‪ 63‬دولة حول العامل‪.‬‬ ‫حيث �إن ال�شيخ زايد قد اجته نحو تقدمي الأعمال‬ ‫الإن�سانية من خالل عمل م�ؤ�س�سي «م�ؤ�س�سة‬ ‫زايد بن �سلطان للأعمال اخلريية والإن�سانية‪،‬‬ ‫وبرنامج ال�شيخ زايد للإ�سكان‪ ،‬و�صندوق‬ ‫�أبوظبي للتنمية»‪ ،‬بهدف خلق تنمية حقيقية‬ ‫�سواء يف دولة الإمارات‪� ،‬أو يف الدول الأخرى‬ ‫التي ا�ستفادت من هذه امل�ساعدات‪ ،‬والهدف‬ ‫من تد�شني هذه امل�ؤ�س�سات‪ ،‬لكي ي�ستمر عطاء‬ ‫ال�شيخ زايد متدفقاً على امل�ستوى الوطني‬ ‫والإقليمي والعاملي‪.‬‬

‫‪‎‬ثالث ًا‪� :‬إعالن يوم زايد للعمل الإن�ساني‬ ‫‪ 19‬رم�ضان من كل عام هجري‪:‬‬ ‫نربز قرار جمل�س الوزراء بدولة الإمارات العربية‬ ‫املتحدة والذي جعل من يوم ‪ 19‬رم�ضان من‬ ‫كل عام هجري‪ ،‬حتت م�سمى «يوم زايد للعمل‬ ‫الإن�ساين»‪ ،‬وذلك كمدخل لتقدمي مزيد من‬ ‫�أعمال اخلري والعمل الإن�ساين يف املجتمع‬ ‫الإماراتي وعلى امل�ستوى الإقليمي والعاملي‪ ،‬مبا‬ ‫ي�ساعد يف م�ساعدة الفئات امل�ستفيدة مما تقدمه‬ ‫دولة الإمارات‪ ،‬وتلبية احلاجة لدي املحتاجني‬ ‫والفئات امل�ستفيدة‪.‬‬ ‫لقد �أ�صدر جمل�س الوزراء القرار رقم(‪295‬‬ ‫‪ )7/14/‬ل�سنة ‪ 2012‬بت�سمية يوم ذكرى‬ ‫رحيل املغفور له ال�شيخ زايد بـ (يوم زايد للعمل‬ ‫الإن�ساين) والذي ي�صادف (‪ 19‬رم�ضان) من‬ ‫كل عام هجري‪ ،‬مع حفز الوزارات وامل�ؤ�س�سات‬ ‫احلكومية والأهلية واجلمعيات ذات النفع العام‬ ‫العدد ـ ‪ 499‬ـ �أغ�سط�س ‪2015‬‬

‫‪19‬‬‫‪19-‬‬

‫وامل�ؤ�س�سات اخلريية‪ ،‬واجلمعيات التعاونية‪،‬‬ ‫يف القيام ب�إطالق املبادرات والفعاليات التي‬ ‫ت�ؤدي �إىل دعم وتعزيز قيمة العمل الإن�ساين‬ ‫يف املجتمع الإماراتي‪.‬‬ ‫فل�سفة يوم زايد العمل الإن�ساين‪ :‬حيث‬ ‫�إن تخ�صي�ص يوم ‪ 19‬من �شهر رم�ضان من‬ ‫كل عام يوماً للعمل الإن�ساين‪ ،‬وميثل �إحيا ًء‬ ‫لذكرى يوم وفاة املغفور له ب�إذن اهلل ال�شيخ‬ ‫زايد بن �سلطان �آل نهيان‪ ،‬مما يدعم العمل‬ ‫الإن�ساين بني النا�س‪ ،‬ك�صفة متجذرة‬ ‫ومت�أ�صلة يف املجتمع الإماراتي منذ القدم‪،‬‬ ‫ولكون املجتمع الإماراتي ينتمي للإ�سالم‬ ‫وي�ؤمن بالتكافل االجتماعي والتعاون‬ ‫والت�ضامن بني الب�شر‪.‬‬ ‫القول �إن هذا القرار له فل�سفته‪ ..‬فمن مبادئ‬ ‫هذه الفل�سفة ما يلي‪:‬‬ ‫‪� .1‬إحياء لذكرى وفاة ال�شيخ زايد و�إبراز دوره‬ ‫يف تعزيز قيمة العمل الإن�ساين يف املجتمع‬ ‫‪-20‬‬

‫العدد ـ ‪ 499‬ـ �أغ�سط�س ‪2015‬‬

‫الإماراتي‪.‬‬ ‫‪ .2‬العمل على دعم قيمة العمل اخلريي‬ ‫والإن�ساين يف املجتمع الإماراتي من خالل‬ ‫ن�شر ثقافة التطوع واملبادرات الذاتية للعمل‬ ‫اخلري بني �أفراد املجتمع وبخا�صة ال�شباب‪.‬‬ ‫‪ .3‬العمل على ج�سر الفجوة يف جمال العمل‬ ‫اخلريي والأهلي ودوره يف امل�شاركة يف التنمية‬ ‫الب�شرية يف املجتمع الإماراتي من خالل‬ ‫التن�سيق والتعاون بني الدولة وم�ؤ�س�ساتها‬ ‫الر�سمية وبني م�ؤ�س�سات العمل الأهلي‬ ‫واجلمعيات ذات النفع العام واجلمعيات‬ ‫التعاونية ‪� ...‬إلخ‪ ،‬وبخا�صة يف �ضوء الدور‬ ‫الهام الذي ميكن �أن ي�ؤديه هذا العمل يف‬ ‫الوقت احلايل من تعزيز ودعم �أبعاد التنمية‬ ‫الب�شرية يف الدولة‪.‬‬ ‫‪ .4‬ال�سعي لن�شر وبث والرتويج للأعمال‬ ‫الإن�سانية واخلريية الناجحة وامل�ؤثرة‪ ،‬مبا‬ ‫ي�ؤدي �إىل التوعية ب�أهمية العمل الإن�ساين‬

‫يف دولة الإمارات مما ي�ساهم يف تعزيز الأمن‬ ‫املجتمعي‪.‬‬ ‫فيما يتعلق ب�أمناط العمل الإن�ساين يف‬ ‫الإمارات؛ فهو ي�شتمل على اجلمعيات ذات‬ ‫النفع العام وامل�ؤ�س�سات اخلريية‪ ،‬واجلمعيات‬ ‫التعاونية‪ ،‬والهيئات وامل�ؤ�س�سات االحتادية‪،‬‬ ‫والوزارات االحتادية‪ ،‬واملجال�س التنفيذية‬ ‫للحكومات املحلية‪ .‬وهذا العمل اخلريي يعد‬ ‫قيمة يف املجتمع الإماراتي وعن�صراً �أ�سا�سياً‬ ‫يف نظام الأمن االجتماعي واالقت�صادي‪،‬‬ ‫ويتم هذا العمل بعدة �أ�شكال على الوجه‬ ‫الآتي‪:‬‬ ‫• �أ�ساليب ذاتية (امل�ساعدات الذاتية)‪،‬‬ ‫مثال‪ :‬ال�صدقة املبا�شرة والزكاة ب�شكل‬ ‫فردي‪ ،‬وم�ساعدة الأقارب واجلريان‪.‬‬ ‫• �أ�ساليب اجتماعية تقليدية‪ ،‬مثال‪ :‬الفزعة‬ ‫وال�شوفة‪.‬‬ ‫• جمعيات �أهلية وت�شمل نوعني هما‪:‬‬ ‫‪ .1‬اجلمعيات اخلريية وجتمع الزكاة‬ ‫وال�صدقات وتوزعها على املحتاجني وتقدم‬ ‫م�ساعدات الإغاثة‪.‬‬ ‫‪ .2‬اجلمعيات التعاونية وتقوم بتوزيع املري‬ ‫الرم�ضاين وحاجات املدار�س‪.‬‬ ‫• م�س�ؤولية ورعاية الدولة‪ ،‬مثال وزارة‬ ‫ال�ش�ؤون االجتماعية‪ ،‬وهيئة الهالل الأحمر‪،‬‬ ‫و�صندوق الزكاة‪ ،‬و�صندوق الزواج‪ ،‬والدوائر‬ ‫االجتماعية املحلية‪.‬‬ ‫القول �إن ال�شيخ زايد بن �سلطان �آل نهيان‬ ‫«رحمه اهلل» اجته نحو تقدمي الأعمال الإن�سانية‬ ‫عن طريق م�ؤ�س�سات ب�شكل دائم‪ ،‬وهذه‬ ‫امل�ؤ�س�سات تهدف �إىل خلق تنمية حقيقية‬ ‫�سواء يف املجتمع الإماراتي‪� ،‬أو يف الدول‬ ‫الأخرى التي مت تقدمي م�ساعدات �إليها‬ ‫وا�ستفادت مما مت تقدميه من عون �إن�ساين‪،‬‬ ‫ولتحقيق ذلك مت تد�شني عدد من امل�ؤ�س�سات‬ ‫مثل‪� :‬صندوق �أبوظبي للتنمية‪ ،‬وم�ؤ�س�سة‬ ‫زايد بن �سلطان للأعمال اخلريية والإن�سانية‪،‬‬ ‫وبرنامج ال�شيخ زايد للإ�سكان‪ ،‬حتى ي�ستمر‬ ‫عطاء ال�شيخ زايد م�ستمراً على امل�ستوى‬ ‫الوطني والإقليمي والعاملي‪.‬‬ ‫يالحظ �أن �أعمال اخلري والأعمال الإن�سانية‬

‫التي قام بها ال�شيخ زايد بن �سلطان �آل نهيان‬ ‫«طيب اهلل ثراه» وتد�شينه للم�ؤ�س�سات التي‬ ‫تتوىل �إدارة هذه الأعمال والإ�شراف عليها‪،‬‬ ‫قد انطلق من وجهة نظر وتوجهات قيمية لها‬ ‫�أ�سا�سها الإ�سالمي والعربي الأ�صيل‪ ،‬انطالقاً‬ ‫من البيئة الإ�سالمية والعربية مبا حتمله من‬ ‫ثقافة وقيم ومعايري تنبع من الإ�سالم‪ ،‬وتلك‬ ‫الثقافة والقيم التي تربى عليها املغفور له ب�إذن‬ ‫اهلل ال�شيخ زايد‪� .‬إال �أن العلماء يف الع�صر‬ ‫احلديث قد �أ�س�سوا لعلم حديث حتت م�سمى‬ ‫القوة الناعمة لدرا�سة هذا الن�سق املعريف‬

‫وماهيته و�أ�س�سه ودوره يف املجتمع العاملي‪،‬‬ ‫وبخا�صة يف القرن الواحد والع�شرين‪ ،‬ولكن‬ ‫يت�ضح �أن الأعمال اخلريية والإن�سانية التي‬ ‫�أ�س�س لها املغفور له ب�إذن اهلل ال�شيخ زايد‬ ‫ود�شن لها م�ؤ�س�سات تديرها‪ ،‬متثل �أ�سا�ساً‬ ‫قوياً لهذا الت�صور العلمي احلديث الذي برز‬ ‫للوجود يف ت�سعينيات القرن الع�شرين‪.‬‬ ‫بالإ�ضافة �إىل ا�ستمرارية �أعمال امل�ؤ�س�سات‬ ‫التي �أطلقها ال�شيخ زايد يف جمال الأعمال‬ ‫اخلريية والإن�سانية‪ ،‬مت تد�شني العديد من‬ ‫امل�ؤ�س�سات مثال «م�ؤ�س�سة خليفة بن زايد‬

‫�آل نهيان للأعمال الإن�سانية‪ ،‬وم�ؤ�س�سة‬ ‫حممد بن را�شد �آل مكتوم للأعمال اخلريية‬ ‫والإن�سانية‪� ... ،‬إلخ»‪ ،‬وهذه امل�ؤ�س�سات التي‬ ‫تقوم بتقدمي امل�ساعدات و�أعمال اخلري‪ ،‬ومل‬ ‫يتوقف الأمر عند هذا احلد‪ ،‬بل اجته جمل�س‬ ‫الوزراء �إىل �إ�صدار قرار رقم (‪14/ 295‬‬ ‫‪ )7/‬ل�سنة ‪ 2012‬ب�إطالق (يوم زايد للعمل‬ ‫الإن�ساين) مبنا�سبة يوم ذكرى رحيل املغفور‬ ‫له ب�إذن اهلل ال�شيخ زايد والذي �صادف �أول‬ ‫عام له (‪ 19‬رم�ضان ‪1434‬هـ )‪ ،‬على �أن يتم‬ ‫يف نف�س اليوم من كل عام هجري‪.‬‬

‫العدد ـ ‪ 499‬ـ �أغ�سط�س ‪2015‬‬

‫‪21‬‬‫‪21-‬‬

‫‪-22‬‬

‫العدد ـ ‪ 499‬ـ �أغ�سط�س ‪2015‬‬

‫العدد ـ ‪ 499‬ـ �أغ�سط�س ‪2015‬‬

‫‪23-‬‬

‫نيران بحرية‬

‫نريان م�ؤثرة للبحرية �ضد الأهداف ال�ساحلية‬ ‫بقلم‪ِ :‬ب ْن غودالد‬ ‫ترجمة ‪ :‬حممد فهد احللبية‬

‫«اجلزء الأول»‬

‫كانت القدرة على ق�صف الأهداف ال�شاطئية بنريان م�ؤثرة وفاعلة ومازالت متثل مطلب ًا جوهري ًا للأ�ساطيل البحرية‪ ،‬لكن مع ظهور املدافع‬ ‫البحرية وال�صواريخ اجلوالة بعيدة املدى �أ�صبحت هذه القدرة متاحة لت�صل �إىل الطرف الآخر من م�سرح القتال وجت�سر الهوة‪.‬‬

‫يف البيئات اال�سرتاتيجية ال�سيا�سية احلالية‬ ‫ومع �إبداء كثري من الدول رغبة �أقل يف ركوب‬ ‫املخاطر وحتمل تبعات التدخل يف �أو�ضاع‬ ‫مت�أزمة على ال�شواطئ‪� ،‬أخذت الأ�ساطيل‬ ‫تركز ب�صورة �أكرب على الطريقة التي ميكن‬ ‫فيها للقوات �أن تتخذ من البحر قاعدة لها و�أن‬ ‫ت�ستخدم تلك القاعدة ب�صورة مفيدة وبفاعلية‬ ‫�أكرب ل ُتحدِ ث عن بعد �آثاراً �أبلغ و�أكرب على‬ ‫ال�شاطئ‪ .‬ويف الوقت الذي يمُ كن فيه �إحداث‬ ‫هذه الت�أثريات بعدة طرق وو�سائل ترتاوح ما‬ ‫بني طائرة تحُ ّلق يف �سماء املنطقة و�إنزال قوات‬ ‫مارينز على ال�شاطئ‪� ،‬أو ا�ستخدام ذخائر‬ ‫بحرية « ذكية» عن بعد لال�شتباك الدقيق‬ ‫‪-24‬‬

‫العدد ـ ‪ 499‬ـ �أغ�سط�س ‪2015‬‬

‫مع الأهداف الكامنة وراء الأفق‪ ،‬ف�إن هذه‬ ‫الو�سائل ما زالت ُت ِّ‬ ‫�شكل جزءاً رئي�ساً من‬ ‫نقا�ش نا�شئ‪.‬‬ ‫وميكن �أن يعني هذا �أن �إطالق النريان‬ ‫البحرية ُي ُّعد �شيئ َا خمتلفاً بح�سب اختالف‬ ‫الأ�ساطيل‪ .‬ويف الوقت الذي بد�أت فيه لتوها‬ ‫كثري من الأ�ساطيل بالإف�صاح عن متطلباتها‬ ‫لتقنيات نريان بحرية متقدمة وعن الطريقة‬ ‫التي ميكن بو�ساطتها لهذه التقنيات �أن تعزز‬ ‫القدرات احلالية وامل�ستقبلية‪� ،‬أخذت حلول‬ ‫جديدة بالظهور متثلت بذخائر موجهة مط َّو َلة‬ ‫املدى تعمل على اال�ستفادة من �إمكانية‬ ‫حت�سني الدقة التي يوفرها التوجيه مب�ساعدة‬

‫نظام (جي بي �إ�س) لتحديد املواقع على‬ ‫م�ستوى الكون وت�صحيح طريان القذائف يف‬ ‫منت�صف امل�سار مع – يف بع�ض احلاالت‪-‬‬ ‫دقة متناهية ُمعززة بباحث طريف‪ .‬ومع تطوير‬ ‫�شركتي بي �إيه �إي �سي�ستمز و�أوتو مالرا‬ ‫لقدرات من قبيل املقذوف املعياري املوجه‬ ‫متعدد اخلدمات وعائلة ذخائر فولكانو على‬ ‫التوايل‪ ،‬مل يعد هذا النوع من القدرات بعيداً‬ ‫عن متناولنا‪.‬‬ ‫فيما يتعلق باملدى الأق�صى للرمايات‬ ‫البحرية �ضد الأهداف ال�ساحلية‪ ،‬تبقى‬ ‫�صواريخ توماهوك بقدرتها الهجومية بعيدة‬ ‫املدى وال�صواريخ اجلوالة بقدرتها على �شن‬

‫الهجومات �ضد الأهداف الأر�ضية �إحدى‬ ‫املمتلكات والأنظمة الرئي�سة لدى الأ�سطول‬ ‫الأمريكي‪ ،‬لكن عدداً قلي ًال من الأ�ساطيل‬ ‫الأخرى ت�ستطيع حتمل تكاليف هكذا �أنظمة‪.‬‬ ‫على الطرف الآخر من امل�شهد‪ ،‬بد�أت الكثري‬ ‫من الأ�ساطيل تفكر بالطريقة التي ميكنها‬ ‫بها �أن ت�ستخدم مدافع البحرية لإحداث �أثر‬ ‫�أكرب ودقة �أعلى على مديات �أبعد يف حرب‬ ‫ال�شواطئ‪.‬‬ ‫ومع انت�شار ال�صواريخ امل�ضادة لل�سفن‬ ‫و�أنظمة الدفاع ال�ساحلية‪ ،‬تزايدت احلاجة‬ ‫�إىل مرابطة الأ�ساطيل على م�سافة �أكرث‬ ‫بعداً عن ال�شواطئ‪ ،‬و�أ�صبح معها املدى من‬ ‫�أهم العوامل يف الوقت الذي �أخذت فيه‬ ‫الأ�ساطيل ت�سعى �إىل حت�سني قدرتها على‬ ‫رماية الأهداف ال�شاطئية‪.‬‬ ‫من املثري لالهتمام �أن ظهور �أنظمة جديدة‬ ‫يثري �أ�سئلة حول قدرتها على لي�س �إمالء‬ ‫الفجوة و�سط طيف املدى وح�سب‪ ،‬بل حول‬ ‫قدرتها �أي�ضاً على معاجلة واجبات �أخرى على‬ ‫طول املدى و�أطياف القدرات‪ .‬وبذلك ميكن‬ ‫توفري خيارات لتح�سني القيمة مقابل املال‬ ‫بف�ضل تغطية مهام خمتلفة بنظام واحد ورمبا‬ ‫ميكن تقلي�ص التكلفة �أي�ضاً عن طريق التطوير‬ ‫امل�شرتك‪ ،‬بالنظر �إىل عدد الأ�ساطيل التي‬ ‫تبدي اهتماماً بهذه املنطقة‪.‬‬ ‫ومن املحتمل �أن تولد هذه التطورات نقلة‬ ‫نوعية يف املفاهيم والقدرات لإي�صال الرمايات‬ ‫البحرية �إىل ال�شواطئ‪.‬‬ ‫تقليدياً‪ ،‬كانت ال�ضربات البحرية بعيدة‬ ‫املدى فقط تركز على ا�ستخدام ال�صواريخ‬ ‫مع �أ�سلحة �أخرى ُت�ستخدم ملطاردة هدف‬ ‫قابع يف عمق الأرا�ضي (املعادية) والذي‬ ‫من املمكن �أن يكون قد ُو�ضع �ضمن �أقوا�س‬ ‫ا�سرتاتيجية �أو (بكل ت�أكيد) �ضمن �أقوا�س‬ ‫عملياتية‪،‬خالفاً للقو�س التكتيكي‪ .‬فعلى‬ ‫�سبيل املثال‪ ،‬ا�س ُتخدمت ال�صواريخ اجلوالة‬ ‫التي ُتطلق من اجلو والبحر ل�ضرب الدفاعات‬ ‫اجلوية و�أنظمة القيادة وال�سيطرة �أثناء املراحل‬ ‫الأوىل للحملة على ليبيا يف ‪ 2011‬لت�شكل‬ ‫ومتهد �ساحة املعركة �أمام القوات التالية‪،‬‬

‫وحاملا �أمكن �إ�ضعاف جمموعات �أهداف من‬ ‫هذا النوع‪ ،‬حت َّول الرتكيز �إىل ا�ستخدام املدافع‬ ‫البحرية لال�شتباك مع الأهداف التكتيكية‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬ف�إن املدى املحدود لكثري من‬ ‫�أنظمة املدافع البحرية احلالية �أظهر احلاجة‬ ‫�إىل توفري �إ�سناد للعمليات �ضد الأهداف‬ ‫ال�شاطئية و�شهد يف الوقت ذاته اقرتاب �سفن‬ ‫من قبيل املدمرة الربيطانية تايب ‪� 42‬إت�ش‬ ‫�إم �إ�س ليفربول من ال�شواطئ وخماطرتها يف‬

‫التعر�ض لنريان بطاريات املدفعية ال�ساحلية‪.‬‬ ‫وهذا �سلط ال�ضوء على اجلدل املتزايد حول‬ ‫احلاجة �إىل تطوير قدرات نريان تكتيكية‬ ‫مبديات محُ َّ�سنة لتمكني ال�سفن من الوقوف‬ ‫بعيداً عن ال�سواحل واال�شتباك مع �أهداف‬ ‫من مواقع خارج قو�س تهديدات الدفاعات‬ ‫ال�ساحلية‪ .‬وقد �أدى هذا املطلب �إىل ظهور‬ ‫ٍّ‬ ‫حل من �شقني‪ :‬الأول يق�ضي بتعزيز قدرات‬ ‫كل من الهجوم الربي وال�صواريخ اجلوالة‬ ‫ٍ‬

‫العدد ـ ‪ 499‬ـ �أغ�سط�س ‪2015‬‬

‫‪25-‬‬

‫امل�ضادة لل�سفن بينما يق�ضي الثاين بتطوير‬ ‫مقذوفات املدافع البحرية بعيدة املدى‪.‬‬

‫�إدارة ال�صواريخ اجلوالة‪:‬‬

‫رمبا كانت �صواريخ توماهوك اجلوالة �أكرث‬ ‫الأنظمة البحرية ا�ستخداماً �ضد الأهداف‬ ‫الربية يف ال�سنوات الأخرية‪ .‬فوفقاً لل�سيد‬ ‫جِ ْف مييرَ مدير تطوير توماهوك يف �شركة‬ ‫ريثيون مت �إطالق ‪� 2000‬صاروخ توماهوك‬ ‫منذ دخول هذه ال�صواريخ اخلدمة يف ‪.1993‬‬ ‫وميكن َت ُّلم�س فائدة القدرة التي يوفرها �صاروخ‬ ‫توماهوك من خالل ا�ستخدام الأ�سطول‬ ‫الأمريكي لهذا ال�سالح يف كل عملية قتالية‬ ‫كبرية منذ �أن ا�ستخدمه للمرة الأوىل يف‬ ‫حرب اخلليج ‪ .1991‬ويف ال�سنوات الأخرية‬ ‫�أُطلق �أكرث من ‪� 150‬صاروخ �ضد �أهداف يف‬ ‫ليبيا‪ ،‬مبا يف ذلك �إطالقه من مدمرة دي دي‬ ‫جيه �آرليه بريك امل�سلحة ب�صواريخ موجهة يف‬ ‫‪ 19‬مار�س ‪.2011‬‬ ‫كذلك دخل �صاروخ توماهوك بلوك ‪- 4‬‬ ‫املعروف �أي�ضاً با�سم توماهوك التكتيكي‪-‬‬ ‫اخلدمة مع الأ�سطول الأمريكي يف ‪.2003‬‬ ‫و ُينظر تقليدياً �إىل �صاروخ توماهوك الذي‬ ‫يبلغ مداه ما يزيد عن ‪ 1000‬ميل بحري على‬

‫‪-26‬‬

‫العدد ـ ‪ 499‬ـ �أغ�سط�س ‪2015‬‬

‫�أنه ال�سالح املثايل لال�ستخدام يف ُم ّ‬ ‫�ستهل‬ ‫�أي عملية ع�سكرية لتدمري الدفاعات اجلوية‬ ‫ومراكز القيادة وال�سيطرة املعادية‪ .‬على �أية‬ ‫حال �أكد ال�سيد كري�س �سربينكل كبري‬ ‫مدراء الربنامج يف �شركة ريثيون على الفائدة‬ ‫التكتيكية الكبرية ل�صاروخ توماهوك بلوك ‪.4‬‬ ‫وقال ب�أن قوات املارينز الأمريكية ا�ستطاعت‬ ‫م�ؤخراً �أن تثبت قدرة توماهوك على دعم‬ ‫وم�ساندة مهام الرد ال�سريع ق�صرية املدى �إثر‬ ‫نداء للدعم بالنريان من قِبل مركز توجيه‬ ‫النريان التابع للمارينز �أثناء مترين ت�شبيه‬ ‫لإ�سناد املارينز �أثناء القتال‪.‬‬ ‫وقد �أثبتت �صواريخ توماهوك بانتظام جدواها‬ ‫يف احلروب‪ ،‬كما �أن تكلفتها انخف�ضت ب�صورة‬ ‫ملحوظة مع ظهور ن�سخة بلوك ‪ ،4‬لكن هذه‬ ‫ال�صواريخ تواجه حتديات مالية و�سيا�سية‬ ‫ب�سبب �ضغط ميزانية الأ�سطول الأمريكي‪.‬‬ ‫فقد لوحظ خف�ض الأ�سطول الأمريكي‬ ‫لطلبيته من �صواريخ توماهوك من ‪� 196‬إىل‬ ‫‪� 100‬صاروخ يف �سنة ‪ 2015‬املالية‪ .‬و�صرح‬ ‫العميد بحري وليام كيه‪ .‬لي�ست�شر النائب‬ ‫امل�ساعد لوزير البحرية الأمريكية يف مار�س‬ ‫املا�ضي ب�أن �سنة ‪ 2015‬املالية هي ال�سنة‬

‫الأخرية ل�شراء �صواريخ توماهوك التكتيكية‬ ‫بالنظر �إىل حتول الربنامج �إىل االكتفاء ب�إعادة‬ ‫ت�أهيل خط املخازن والتعديالت التي �ستبقي‬ ‫على ذلك ال�سالح كقدرة هجومية رئي�سة‬ ‫طيلة حياته يف اخلدمة وريثما ينتهي الأ�سطول‬ ‫الأمريكي من تطوير اجليل القادم ل�سالح‬ ‫الهجوم الأر�ضي‪.‬‬ ‫و�سوف يتحول الرتكيز الآن �إىل �إعادة‬ ‫الت�أهيل‪ ،‬ورمبا‪� ،‬إىل التحديث‪ .‬يف الوقت احلايل‬ ‫ما زالت �صواريخ توماهوك بلوك ‪ 3‬وبلوك ‪ 4‬يف‬ ‫اخلدمة بالرغم من �أن بلوك ‪� 3‬س ُت�سحب من‬ ‫اخلدمة يف نهاية هذا العقد‪ .‬يف ظل اخلطط‬ ‫احلالية‪� ،‬سيبد�أ �إعادة ت�أهيل �صواريخ بلوك‬ ‫‪ 4‬يف �سنة ‪ 2019‬املالية‪ .‬و�صرح ال�سيد مييرَ‬ ‫ب�أن حتديث تقنية ال�صواريخ ميكن �أن جتري‬ ‫�أثناء عملية �إعادة الت�أهيل‪ ،‬وهذا يتوقف على‬ ‫التمويل بالطبع‪ .‬وت�شتمل اخليارات املحتملة‬ ‫للتحديث على الر�أ�س احلربي‪ ،‬الباحث‪،‬‬ ‫و�أجهزة االت�صال‪ .‬فيما يتعلق بالر�أ�س احلربي‪،‬‬ ‫ف�إن تزويده بنظام ر�أ�س حربي م�شرتك ومتعدد‬ ‫الأثر �سيجعل لل�سالح ت�أثرياً متعدد املراحل‪،‬‬ ‫ويجعل له ت�أثري احل�شوة املُد َّب َبة‪ ،‬والقدرة على‬ ‫املتابعة وا�ستكمال املهمة‪ ،‬وب�صورة خا�صة‬

‫توفري القدرة على اخرتاق الأهداف امل�ص َّلدة‪.‬‬ ‫ووفقاً لل�سيد �سربينكل ف�إن نظام الر�أ�س‬ ‫احلربي امل�شرتك ذو الت�أثريات املتعددة ميكن‬ ‫�أن يوفر مرونة ثابتة بف�ضل مفهومه الذي يمُ ِّكن‬ ‫املُ�شغِّل من اختيار الذخرية املنا�سبة ( تقليدية‬ ‫كانت �أم نووية)‪.‬‬ ‫من جهتها‪ ،‬وعلى مدى ال�سنوات الثماين‬ ‫املا�ضية طورت ريثيون �أي�ضاً قدرات باحثاتها‬ ‫لت�صبح ثنائية طريقة العمل‪� ،‬أي �أنها تعمل‬ ‫بذبذبات ال�سلكية �سلبية ون�شطة‪� .‬إىل هذا‬ ‫�صرح ال�سيد �سربينكل ب�أنه من املزمع �أن‬ ‫يكون قد مت جتريب اجلزء ال�سلبي من الباحث‬ ‫يف اختبار طريان حمدود يف �أوائل ‪� ،2014‬أما‬ ‫اختبار اجلزء الإيجابي منه ففي �أواخر العام‬ ‫نف�سه‪.‬‬ ‫كان �صاروخ توماهوك ولعدة �سنني ال�سالح‬ ‫الوحيد من نوعه امل�ستخدم ل�ضرب الأهداف‬ ‫الأر�ضية على املديات البعيدة‪ .‬على �أية‬ ‫حال‪� ،‬شهد عام ‪� 2014‬إنتاج �شركة �إم بي‬ ‫دي �إيه الأوربية ل�صاروخ كروز (‪Missile‬‬ ‫‪ )de Croisiere‬البحري وتزويد الأ�سطول‬ ‫الفرن�سي به‪ .‬ووفقاً للمتحدث الر�سمي با�سم‬ ‫�إم بي دي �إيه‪ ،‬ف�إن هذا ال�صاروخ مت تطويره‬ ‫ليلبي حاجة الأ�سطول الفرن�سي ويمُ ِّكنه‬ ‫من العمل با�ستقاللية دون االعتماد على‬ ‫الآخرين ليوفروا له القدرة على ال�ضرب‬ ‫بعيد املدى‪ .‬وقد لعب ا�ستخدام الأ�سطول‬ ‫الأمريكي والربيطاين (الأ�سطول الوحيد‬ ‫خارج الواليات املتحدة) ل�صاروخ توماهوك‬ ‫ب�صورة فاعلة دوراً كبرياً يف �إبداء كثري من‬ ‫الأ�ساطيل الأخرى اهتماماً فيه‪ ،‬كما دفع‬ ‫بالأ�سطول الفرن�سي لأن يطلب من �شركة‬ ‫�إم بي دي �إيه يف ‪�2006‬أن تطور له برنامج‬ ‫�صاروخ خا�ص به‪.‬‬ ‫وقد مت اختبار �إطالق �صاروخ كروز الفرن�سي‬ ‫للمرة الأوىل يف ‪ 2010‬وتلته اختبارات �أخرى‬ ‫يف ‪2011‬و ‪ 2012‬ما �أدى �إىل ت�أهيله يف ‪.2013‬‬ ‫وقد طلب الأ�سطول الفرن�سي ما جمموعه‬ ‫‪� 200‬صاروخ‪ُ 150 :‬ز ِّودت بها فرقاطة ْف ِر ْم فئة‬ ‫�أكويتني يف ‪ ،2014‬و‪� 50‬صاروخاً �س ُتزود بها‬ ‫غوا�صات باراكودا الهجومية وامل�سرية بالطاقة‬ ‫النووية يف عام ‪.2017‬‬

‫بف�ضل تزويده مبحرك نفاث عنفي طراز‬ ‫مايكروتربو تي �آر �آي ‪ 30-60‬ومبع ِّزز روك�سل‪،‬‬ ‫�أ�صبح �صاروخ كروز يحرز مدى وقدره‬ ‫‪1000‬كم‪ ،‬كما �أ�صبح من املمكن التحكم‬ ‫فيه يف منت�صف م�ساره بف�ضل تزويده ب�أنظمة‬ ‫مالحة بالق�صور الذاتي‪ ،‬وبنظام جي بي‬ ‫�إ�س (لتحديد املواقع على م�ستوى الكون)‬ ‫وبالقدرة على مقارنة الت�ضاري�س‪ .‬كذلك‬ ‫ي�شتمل ال�صاروخ على نظام باحث عن‬

‫الأ�شعة حتت احلمراء وبنظام �آيل للتعرف‬ ‫على الأهداف ما ي�ساعد على التحكم به يف‬ ‫نهاية امل�سار‪ .‬ووفقاً ل ِـ �إم بي دي �إيه‪ ،‬ف�إن اخلط�أ‬ ‫الدائري املحتمل لل�صاروخ اليتجاوز ‪1‬م‪.‬‬ ‫بالرغم من �أن �صاروخ توماهوك ُمقيد بنظام‬ ‫مراقبة تقنيات ال�صواريخ‪ ،‬ف�إن �شركة �إم بي‬ ‫دي �إيه تتطلع �إىل �إيجاد فر�صة لت�صديره‬ ‫و�أكدت م�ؤخراً �أنها تجُ ري مباحثات مع دول‬ ‫م�سموح لها ا�سترياد هكذا تقنيات‪.‬‬

‫العدد ـ ‪ 499‬ـ �أغ�سط�س ‪2015‬‬

‫‪27-‬‬

‫‪-28‬‬

‫العدد ـ ‪ 499‬ـ �أغ�سط�س ‪2015‬‬

‫العدد ـ ‪ 499‬ـ �أغ�سط�س ‪2015‬‬

‫‪29-‬‬

‫�صواريخ‬

‫الأ�س�س العلمية للتقنيات ال�صاروخية‬ ‫بقلم ‪ /‬د‪� .‬إميان حممد �أحمد‬

‫(اجلزء الثاين)‬

‫مر معنا يف اجلزء الأول من هذا املو�ضوع �أن عودة الدول الكربى �إىل �سباق الت�سلح ت َــعـِـ ُد ب�إنتاج �أجيال جديدة من ال�صورايخ يف كافة �أنواعها‪،‬‬ ‫فالتوجه امل�ستقبلي ي�سري نحو �إنتاج �صواريخ متعددة املهام‪ ،‬للمديني الق�صري واملتو�سط‪ ،‬مع ا�ستعمال نظامي التوجيه الراداري واحلراري مع ًا‪،‬‬ ‫وتطوير اجتاهات التقنيات ينبئ بعودة �صراع بارد بني الدول العظمى‪ ..‬ويف هذا اجلزء نتابع‪..‬‬

‫تطوير تقنية االت�صاالت‬

‫كما هو احلال بالن�سبة للأ�سلحة الأخرى‪،‬‬ ‫ف�إن االت�صال الإلكرتوين ال�سريع وامل�أمون‬ ‫بني الر�أ�س الباحث يف ال�صاروخ ومراكز‬ ‫القيادة وال�سيطرة لعب دوراً مهماً مكمال‬ ‫لدور التوجيه الدقيق‪ ،‬وهذا الدور املهم‬ ‫يتمثل يف اخت�صار وقت التنفيذ‪ .‬كما �أن‬ ‫هذا التطوير التكنولوجي لالت�صال بني‬ ‫ال�صاروخ ومراكز القيادة وال�سيطرة �شمل‬ ‫تركيب منظومة �إر�سال �صور الأهداف‬ ‫املرئية التي تلتقطها الكامريا ال�صاروخية‬ ‫�إىل طائرة التوجيه التي تراقب حترك‬ ‫‪-30‬‬

‫العدد ـ ‪ 499‬ـ �أغ�سط�س ‪2015‬‬

‫ال�صاروخ‪ ،‬وهذه املنظومة مماثلة لتلك التي‬ ‫تركب على طائرات اال�ستك�شاف وعلى‬ ‫�أقمار الر�صد ال�صناعية‪ .‬وطائرات التوجيه‬ ‫تقوم ب�إر�سال �صور الأهداف التي تلتقطها‬ ‫من الر�أ�س الباحث ال�صاروخي �إىل عامل‬ ‫منظومة قيادة الأ�سلحة على الأر�ض �أو‬ ‫على ال�سفن احلربية‪.‬‬ ‫الرادار واحلا�سوب ي�شغالن مركز القيادة‬ ‫الثنائية يف �أعمال الك�شف والر�صد ويف‬ ‫�أعمال توجيه الأ�سلحة وت�صويبها‪ ،‬وتعمل‬ ‫حتت قيادتهما يف هذين املجالني �أجهزة‬ ‫�إلكرتونية �أخرى كثرية‪.‬‬

‫و�إذا كان الرادار من النوع «ليزار» �أي‬ ‫الرادار الذي يعمل ب�أ�شعة الليزر التي‬ ‫ير�سلها �إىل الأهداف‪ ،‬ف�إنه يبحث عن‬ ‫الهدف ويك�شفه بقوة فائقة‪ ،‬وي�صوره‬ ‫�صوراً �شديدة الو�ضوح‪ ،‬وهذا التكامل‬ ‫بني الرادار الليزري واحلا�سوب املتطور‬ ‫ي�ؤدي �إىل حتديد الأهداف حتديداً دقيقاً‬ ‫عن طريق مقارنة احلا�سوب لل�صور التي‬ ‫ي�أخذها من الرادار الليزري مع ال�صور‬ ‫املخزونة يف ذاكرته ثم ينتقي منها �أكرثها‬ ‫�أهمية وجدوى وي�أمر الر�أ�س احلربي‬ ‫مبهاجمتها‪ .‬وهذا التكامل بني الرادار‬

‫الليزري واحلا�سوب يعطى ال�صاروخ دقة‬ ‫فائقة فى االجتاه �إىل الهدف ويف �إ�صابته‬ ‫بنريانه‪.‬‬ ‫من بني �أ�شهر ال�شركات العاملية الكبرية‬ ‫املتخ�ص�صة يف �صناعة ال�صواريخ املوجهة‬ ‫ال�شركة الأوروبية ‪ ،MBDA‬وهي تعترب‬ ‫ثاين �أكرب �شركة يف العامل‪ ،‬بعد �شركة‬ ‫ريثيون ‪ ،Raytheon‬يف جمال �صناعة‬ ‫ال�صواريخ املوجهة‪ ،‬وقد ت�شكلت من‬ ‫اندماج �شركة ‪ EADS‬الأوروبية مع‬ ‫ال�شركة الربيطانية ‪،BAe Systems‬‬ ‫وكانت ‪ EADS‬قد ت�شكلت قبل ذلك‬ ‫من م�ؤ�س�سات فرن�سية و�أملانية و�إ�سبانية‪،‬‬ ‫وان�ضمت �إليها �أي�ضاً �شركة فينميكا نيكا‬ ‫الإيطالية‪ ،‬وت�صنع �شركة ‪MBDA‬‬ ‫(‪ )45‬نوعاً خمتلفاً من ال�صورايخ‪ ،‬وي�ضاف‬ ‫�إىل ذلك ‪ 30‬برناجماً مل�شاريع بلغت بها‬ ‫الآن مرحلة التطوير �أو مرحلة الدرا�سة‬ ‫املتقدمة‪.‬‬ ‫فيما يخ�ص ت�صنيع �صواريخ جو ـ جو‬ ‫تنتج �شركة ‪ MBDA‬ال�صاروخ ق�صري‬ ‫املدى ‪ Magic2‬وال�صاروخ ق�صري املدى‬

‫‪ ،)Mistral (ATAM‬وقد باعت �أكرث‬ ‫من (‪� )10000‬صاروخ من كل طراز‬ ‫من الطرازين‪ ،‬لدول زاد عددها على‬ ‫(‪ )15‬دولة‪ .‬كما طورت ال�شركة �أي�ضاً‬ ‫ال�صاروخ جو ـ جو املتقدم ق�صري املدى‬ ‫‪ ،ASRAAM‬وهو يتميز بجهاز بحث‬ ‫يلتقط ال�صور ويعمل بالأ�شعة حتت‬ ‫احلمراء وبجهاز ت�صويب مثبت مع خوذة‬ ‫الطيار الذي يطلقه‪ ،‬و�أوليات الطائرات‬ ‫التي حملت هذا ال�صاروخ الطائرات‬ ‫الربيطانية ‪ Harrier GR7‬و ‪Tornado‬‬ ‫‪ F3‬و ‪ .Typhoon‬كما �أنتجت �شركة‬ ‫‪ MBDA‬ال�صواريخ جو ـ جو متو�سطة‬ ‫املدى ‪ Aspide‬و ‪ Skyflash‬و ‪Super‬‬ ‫‪ ،530‬و�صاروخ اجليل اجلديد ‪،Mica‬‬ ‫وهذا الأخري هو �صاروخ غري اعتيادي‬ ‫لأنه م�صمم لال�شتباك مع �أهداف جوية‬ ‫قريبة و�أي�ضاً مع �أهداف بعيدة املدى‪،‬‬ ‫�أي �أهداف وراء مدى الر�ؤية‪ ،‬وهو جمهز‬ ‫برادار ن�شط للتوجيه �أو بنظام توجيه‬ ‫يعمل و ي�صور بالأ�شعة حتت احلمراء‪،‬‬ ‫وهو �أي�ضاً يتحكم بتوجيه نف�سه من خالل‬

‫اجلمع بني الدفع متغري االجتاه للمحرك‬ ‫والتحكم بحركة �أ�سطح الذيل وحركة‬ ‫اجلنيحات االن�سيابية‪ ،‬وقد دخل هذا‬ ‫ال�صاروخ اخلدمة يف عام ‪ 1999‬مع املقاتلة‬ ‫مرياج ‪� .5-2000‬أما ال�صاروخ الأكرث‬ ‫منه تقدماً املنطلق من اجلو فهو ال�صاروخ‬ ‫‪ Mereor‬الذي تتعاقد على بيعه �شركة‬ ‫‪ ،MBDA‬وتتعاقد معها على �إنتاجه‬ ‫ال�شركات ‪ WADS-CASA‬و ‪EADS-‬‬ ‫‪ LFK‬و ‪ Dynamics‬و ‪ Bofors‬و‬ ‫‪ Saab‬و ‪ .Boeing‬و�سرعة طريان هذا‬ ‫ال�صاروخ (‪ )4‬ماخ‪ ،‬وله حمرك دفع �ضاغط‬ ‫وتوجيه راداري ن�شط‪ .‬واحدة �أخرى من‬ ‫ال�شركات الرائدة يف حفل �صواريخ جو ـ‬ ‫جو هي ال�شركة الأملانية ‪ ،BGT‬وقد بنت‬ ‫�أكرث من ‪� 30‬ألف �صاروخ ‪ .AIM-9‬و هي‬ ‫تر�أ�س حالياً فريقاً من ال�شركات متعددة‬ ‫اجلن�سيات يقوم بتطوير ال�صاروخ ‪IRIS-T‬‬ ‫ق�صري املدى‪ ،‬و�سوف يعني هذا ال�صاروخ‬ ‫مبتطلبات م�شروع �أملانيا و �إيطاليا و هولندا‬ ‫و�إ�سبانيا وال�سويد اخلا�ص ب�إحالل هذا‬ ‫ال�صاروخ حمل ال�صاروخ ‪.Sidewinder‬‬

‫العدد ـ ‪ 499‬ـ �أغ�سط�س ‪2015‬‬

‫‪31-‬‬

‫كما �أن �شركة ‪ Kongsberg‬الرنويجية‬ ‫طورت ال�صاروخ ‪ ،Penguin‬الذي يطلق‬ ‫من اجلو‪ ،‬وتقوم هذه ال�شركة الرنويجية‬ ‫�أي�ضاً بتطوير ال�صاروخ اخلفي اجلديد‬ ‫‪ NSM‬مب�ساعدة من �شركة ‪.MBDA‬‬ ‫وت�ستعمل ال�صواريخ لأغرا�ض متعددة‬ ‫منها‪:‬‬ ‫التج�س�س و�إثبات القدرة‪� :‬أطلق‬ ‫ال�سوفييت �سبوتنيك ‪ 1‬يف الرابع من‬ ‫�أكتوبر عام ‪1957‬ومنذ ذلك اليوم كانت‬ ‫بداية �سباق الف�ضاء بني االحتاد ال�سوفييتي‬ ‫والواليات املتحدة‪ ،‬حيث �أطلقت كلتا‬ ‫الدولتني �أقماراً �صناعية و�سفن ف�ضاء‬ ‫م�أهولة وغري م�أهولة على منت �صواريخ‬ ‫�ضخمة ال�ستك�شاف الف�ضاء ودرا�سة‬ ‫خطط م�ستقبلية لبناء حمطات ف�ضائية‬ ‫م�أهولة بالب�شر‪ .‬وكانت هناك �أبحاث �سرية‬ ‫لتحقيق ذلك‪ .‬وا�ستـخدمت ال�صواريخ‬ ‫حلمل �أقمار �صناعية ت�ستخدم بغر�ض‬ ‫التج�س�س‪ ،‬وحتمل تلك ال�صواريخ مناظري‬ ‫وم�ست�شعرات حرارية و�أجهزة ت�صنت‬ ‫ذات قدرات هائلة قادرة على ك�شف‬

‫‪-32‬‬

‫العدد ـ ‪ 499‬ـ �أغ�سط�س ‪2015‬‬

‫مواقع املن�ش�آت الع�سكرية ور�صد حتركات‬ ‫القطع الع�سكرية على �سطح الأر�ض‪ ،‬كل‬ ‫ذلك يتم من خالل �أقمار �صناعية حتلق يف‬ ‫مدارات خارج الغالف اجلوي للأر�ض‪،‬‬ ‫ومازال هذا ال�سباق م�ستمراً وت�شارك فيه‬ ‫دول عديدة مثل ال�صني وفرن�سا واليابان‬ ‫وتايوان و�إجنلرتا‪ ،‬ولكن �أ�صبح الهدف هو‬ ‫اال�ستفادة من اال�ستطالع من الف�ضاء‪.‬‬ ‫ومن اال�ستخدامات الأخرى لل�صواريخ‬ ‫حمل الأقمار ال�صناعية و�سفن الف�ضاء‬ ‫�إىل مداراتها حول الأر�ض‪.‬‬ ‫ويف اال�ستخدام الع�سكري‪ :‬تلعب‬ ‫ال�صواريخ دوراً هاماً يف احلروب احلديثة‪،‬‬ ‫فهي تهدد املدن‪ ،‬وتعترب من و�سائل‬ ‫ال�ضغط على العدو لإمالء �سيا�سات‬ ‫الدولة‪ ،‬وهي �أي�ضا العمود الفقري للدفاع‬ ‫اجلوي‪ .‬كما توجد �صواريخ م�ضادة‬ ‫للدبابات‪ ،‬واملوجهة نحو �أهداف �أر�ضية �أو‬ ‫بحرية �أو حتى ف�ضائية‪.‬‬ ‫وت�صنف ال�صواريخ يف هذا املجال كالآتي‪:‬‬ ‫ �صواريخ (�أر�ض‪� -‬أر�ض) مثل �صواريخ‬‫�سكود الرو�سية‬

‫ �صواريخ �أر�ض‪ -‬جو مثل �صواريخ �سام‬‫الرو�سية وباتريوت الأمريكية‪.‬‬ ‫ �صواريخ (�أر�ض‪� -‬سطح) وهذا النوع من‬‫ال�صواريخ ينطلق من حمطات �أر�ضية‪.‬‬ ‫ هناك �أي�ضاً �صواريخ جو‪ -‬جو مثل‬‫�صواريخ �سايد وايندر‪.‬‬ ‫ و(جو‪� -‬سطح) و(جو‪� -‬أر�ض) وهذه‬‫ال�صواريخ تطلقها الطائرات‪.‬‬ ‫ وهناك �صواريخ (�سطح‪� -‬أر�ض) مثل‬‫�صواريخ كروز وميكن �أن يطلقها الأ�سطول‬ ‫البحري‪ ،‬و�أي�ضاً هناك �صواريخ (�سطح‪-‬‬ ‫جو) و(�سطح‪� -‬سطح) وهذه ال�صواريخ‬ ‫تطلقها ال�سفن‪ ،‬كما تنطلق ال�صواريخ‬ ‫من الغوا�صات و�إىل الغوا�صات‪ ،‬وغالبا‬ ‫حتمل تلك ال�صواريخ التي تنطلق من‬ ‫الغوا�صات ر�ؤو�سا نووية‪.‬‬

‫�أنواع طريقة الدفع‬

‫هناك �أربعة �أنواع رئي�سية من ال�صواريخ‬ ‫تنطلق ح�سب قوة وطريقة الدفع‪:‬‬ ‫ �صواريخ الوقود الدافع ال�صلب‪.‬‬‫‪� -‬صواريخ الوقود الدافع ال�سائل‪.‬‬

‫ ال�صواريخ الأيونية‪.‬‬‫ ال�صواريخ النووية‪.‬‬‫�صاروخ الوقود الدافع ال�صلب‪:‬‬ ‫هو �صاروخ يحرق مادة �صلبة ت�سمى‬ ‫احلبوب‪ .‬وي�صمم املهند�سون �أغلب تلك‬ ‫احلبوب بلب �أجوف؛ حيث يحرتق الدافع‬ ‫من اللب �إىل اخلارج‪ ،‬ويحجب الدافع‬ ‫غري امل�شتعل غالف املحرك من حرارة‬ ‫االحرتاق‪ .‬وهذه احلبوب هي �أ�صال مادة‬ ‫بال�ستيكية �أو مطاطية‪ .‬وتتكون احلبوب‬ ‫من الوقود وامل�ؤك�سد يف احلالة ال�صلبة‬ ‫وعلى خالف بع�ض �أنواع الوقود ال�سائل‪،‬‬ ‫ف�إن الوقود وامل�ؤك�سد للمادة ال�صلبة ال‬ ‫ي�شتعالن �إذا تالم�سا مع بع�ضهما‪ .‬ويجب‬ ‫�إ�شعال الوقود ب�إحدى طريقتني‪ :‬ميكن‬ ‫�إ�شعاله بحرق �شحنة �صغرية من امل�سحوق‬ ‫الأ�سود وهو خليط من نرتات البوتا�سيوم‪،‬‬ ‫والفحم النباتي والكربيت‪ .‬وكذلك‬ ‫ميكن �إ�شعال الوقود ال�صلب بالتفاعل‬ ‫الكيميائي ملركب كلور �سائل ير�ش على‬ ‫احلبوب‪.‬‬

‫ت�ستعمل لوقف االحرتاق وهي ن�سف‬ ‫مقطع الفوهة من ال�صاروخ لكن هذه‬ ‫الطريقة متنع �إعادة الإ�شعال‪.‬‬ ‫وت�ستعمل �صواريخ الوقود ال�صلب �أ�سا�سا‬ ‫يف ا�ستخدامات اجليو�ش‪ .‬ويجب �أن تكون‬ ‫ال�صواريخ احلربية م�ستعدة لالنطالق يف‬ ‫�أي حلظة‪ ،‬وميكن تخزين الوقود ال�صلب‪،‬‬ ‫فهو �أف�ضل من �أي وقود دافع �آخر‪ .‬وتوفر‬ ‫�صواريخ الوقود ال�صلب الطاقة لل�صواريخ‬ ‫العابرة للقارات‪ ،‬مبا يف ذلك �صاروخ‬ ‫مينوتيمان‪ ،2-‬و�إم �إك�س‪ ،‬وكذلك‬ ‫للقذائف ال�صغرية مثل هوك‪ ،‬وتالو�س‪،‬‬ ‫و ِترير‪ .‬وت�ستعمل �صواريخ الوقود ال�صلب‬ ‫�أداة �إ�ضافية حلمل ال�صواريخ مثل‪:‬‬ ‫�صواريخ جاتو‪ ،‬وت�ستعمل كذلك مبثابة‬ ‫�صواريخ �صوتية‪ .‬كما ت�ستعمل �صواريخ‬ ‫الوقود ال�صلب يف عرو�ض الألعاب النارية‪.‬‬

‫ترتاوح درجة احلرارة يف غرفة االحرتاق‬ ‫للوقود ال�صلب لل�صاروخ بني ‪1,600°‬م‬ ‫و ‪3,300°‬م‪ .‬وي�ستعمل املهند�سون يف‬ ‫�أغلب هذه ال�صواريخ الفوالذ القوي جداً‬ ‫�أو التيتانيوم لبناء حوائط الغرفة حتى‬ ‫تقاوم ال�ضغط الذي ين�ش�أ عن درجات‬ ‫احلرارة العليا‪ .‬كذلك ي�ستعملون الألياف‬ ‫الزجاجية �أو مواد بال�ستيكية خا�صة‪.‬‬ ‫يحرتق الوقود ال�صلب �أ�سرع من الوقود‬ ‫ال�سائل‪ ،‬لكنه ينتج قوة دفع �أقل من التي‬ ‫تنتج من احرتاق نف�س الكمية من وقود‬ ‫�سائل يف نف�س الوقت‪ .‬يظل الوقود ال�صلب‬ ‫فعا ًال لفرتات طويلة من التخزين وال ميثل‬ ‫خطورة تذكر حتى عند الإ�شعال‪ .‬وال‬ ‫يحتاج الوقود ال�صلب �إىل �أجهزة لل�ضخ‬ ‫واملزج الالزمة للوقود ال�سائل‪ ،‬لكنه من‬ ‫ناحية �أخرى‪� ،‬صعب �إيقافه و�إعادة �إ�شعاله‪.‬‬ ‫ومن املفرت�ض �أن تتوفر لرواد الف�ضاء‬ ‫القدرة على �إيقاف وبدء عملية احرتاق �صاروخ الوقود الدافع ال�سائل‬ ‫الوقود حتى ميكنهم التحكم يف طريان يحمل الوقود وامل�ؤك�سد كال يف خزان‬ ‫�سفنهم الف�ضائية‪ .‬وهناك طريقة واحدة منف�صل‪ ،‬حيث يدور الوقود خالل غالف‬ ‫العدد ـ ‪ 499‬ـ �أغ�سط�س ‪2015‬‬

‫‪33-‬‬

‫تربيد املحرك قبل دخوله غرفة االحرتاق‪،‬‬ ‫وهذه الدورة ترفع درجة حرارة الوقود‬ ‫لالحرتاق وت�ساعد على تربيد ال�صاروخ‪.‬‬ ‫و�صواريخ الوقود الدافع ال�سائل حترق‬ ‫خليطاً من الوقود وامل� ِ‬ ‫ؤك�سد يف �شكل‬ ‫�سائل‪ .‬كما حتمل هذه ال�صواريخ الوقود‬ ‫وامل� ِ‬ ‫ؤك�سد يف �صهريج منف�صل‪ .‬وتغذي‬ ‫�شبكة من الأنابيب وال�صمامات عن�صري‬ ‫الوقود داخل غرفة االحرتاق‪ .‬وينبغي �أن‬ ‫مير الوقود �أو امل�ؤك�سد حول الغرفة قبل‬ ‫املزج مع العنا�صر الأخرى‪ ،‬فهذا من �ش�أنه‬ ‫�أن يربد غرفة االحرتاق وي�سخن م�سبقا‬ ‫عنا�صر الوقود لال�شتعال‪.‬‬ ‫تت�ضمن طرق تغذية الوقود وامل�ؤك�سد �إىل‬ ‫غرفة االحرتاق ا�ستعمال �إما م�ضخات �أو‬ ‫غاز ذي �ضغط عال‪ .‬و�أكرث الطرق امل�ألوفة‬ ‫هي ا�ستعمال امل�ضخات‪ .‬وي�شغل الغاز‬ ‫املنتج باحرتاق جزء �صغري من الوقود‬ ‫امل�ضخة التي تدفع الوقود وامل�ؤك�سد �إىل‬ ‫غرفة االحرتاق‪.‬‬ ‫‪-34‬‬

‫العدد ـ ‪ 499‬ـ �أغ�سط�س ‪2015‬‬

‫م�صنوعة من الفوالذ �أو النيكل‪ .‬وينتج‬ ‫الوقود ال�سائل عادة قوة دفع �أكرب من التي‬ ‫تنتج من احرتاق نف�س الكمية من الوقود‬ ‫ال�صلب يف نف�س الفرتة الزمنية‪ .‬كذلك فهو‬ ‫�أ�سهل يف بدء و�إيقاف االحرتاق من الوقود‬ ‫ال�صلب‪ .‬وميكن التحكم يف االحرتاق فقط‬ ‫بفتح �أو غلق ال�صمامات‪.‬لكن ي�صعب‬ ‫التعامل مع الوقود ال�سائل‪ .‬ف�إذا خلطت‬ ‫عنا�صر الوقود دون �إ�شعال‪ ،‬ف�إن اخلليط‬ ‫�سوف ينفجر ب�سهولة‪ .‬كذلك يحتاج الوقود‬ ‫ال�سائل �إىل �صواريخ �أكرث تعقيدا عما يف‬ ‫حالة الوقود ال�صلب‪ .‬وي�ستعمل العلماء‬ ‫�صواريخ الوقود ال�سائل لأغلب ال�سفن‬ ‫التي تطلق �إىل الف�ضاء؛ فعلى �سبيل املثال‪،‬‬ ‫وفرت �صواريخ الوقود ال�سائل الطاقة‬ ‫للمراحل الثالث يف �إطالق مركبة �ساتورن‬ ‫‪ -‬ف‪.‬‬

‫�أما الطريقة الأخرى‪ ،‬فيدفع الغاز عايل‬ ‫ال�ضغط الوقود وامل�ؤك�سد �إىل غرفة‬ ‫االحرتاق‪ .‬وميكن احل�صول على م�صدر‬ ‫الغاز ذي ال�ضغط العايل من النيرتوجني‪،‬‬ ‫�أو بع�ض الغازات الأخرى املخزونة حتت‬ ‫ال�ضغط العايل‪� ،‬أو من حرق كمية �صغرية‬ ‫من الوقود‪ .‬بع�ض �أنواع الوقود ال�سائل‬ ‫التي ت�سمى ذاتية اال�شتعال ت�شتعل‬ ‫عندما يتالم�س الوقود وامل�ؤك�سد‪ .‬لكن‬ ‫معظم �أنواع الوقود ال�سائل حتتاج �إىل جهاز‬ ‫�إ�شعال‪ .‬ميكن �أن ي�شتعل الوقود ال�سائل‬ ‫عن طريق �شرارة كهربائية‪� ،‬أو حرق كمية‬ ‫�صغرية من مادة متفجرة �صلبة داخل‬ ‫غرفة االحرتاق‪ .‬وي�ستمر الوقود ال�سائل‬ ‫يف االحرتاق ما دام �سريان خليط الوقود‬ ‫وامل�ؤك�سد م�ستمرا يف الو�صول �إىل غرفة‬ ‫االحرتاق‪.‬‬ ‫تبنى �أغلب خزانات الوقود ال�سائل من‬ ‫ال�صواريخ الكهربائية‬ ‫الفوالذ �أو الأملنيوم الرقيق عايل ال�صالبة‪.‬‬ ‫و�أغلب غرف االحرتاق يف هذه ال�صواريخ ال�صواريخ الكهربائية هي التي ت�ستعمل‬

‫يحتوي على ج�سيمات كهربائية م�شحونة‪.‬‬ ‫وي�سمى خليط الغاز وهذه اجل�سيمات هي‬ ‫بالزما‪ ،‬وت�ستعمل �صواريخ البالزما النفاثة‬ ‫تيارا كهربائيا وجماال كهربائيا لزيادة �سرعة‬ ‫�سريان البالزما من ال�صاروخ‪.‬‬ ‫ال�صواريخ الأيونية تنتج قوة دفع بو�ساطة‬ ‫�سريان ج�سيمات م�شحونة كهربائية ت�سمى‬ ‫الأيونات‪ُ .‬ي�سمى جزء من ال�صاروخ‬ ‫ال�شبكة الأيونية التي تنتج الأيونات ك�أنها‬ ‫غاز خا�ص ي�سري فوق �سطح ال�شبكة‪ .‬تزداد‬ ‫�سرعة �سريان الأيونات من ال�صاروخ بو�ساطة‬ ‫كهربائي‪ .‬ولأن ال�صاروخ الأيوين هو‬ ‫جمال‬ ‫ِ‬ ‫نوع من ال�صواريخ الكهربائية التي حتول‬ ‫ملفات الت�سخني الوقود مثل ال�سيزيوم‬ ‫�إىل بخار‪ .‬فتغري �شبكة ت�أيني مت�سامتة من‬ ‫البالتني ال�ساخن �أو التنج�سنت البخار �إىل‬ ‫�سيل من اجل�سيمات امل�شحونة كهربائيا‬ ‫ت�سمى الأيونات‪.‬‬

‫الطاقة الكهربائية لإنتاج قوة الدفع‪ ،‬وهذه‬ ‫ال�صواريخ حتتوي على ثالثة �أنواع‪:‬‬ ‫ �صواريخ القو�س الكهربائي النفاث‪.‬‬‫ �صواريخ البالزما النفاثة‪.‬‬‫ ال�صواريخ الأيونية‪.‬‬‫وميكن �أن تعمل ال�صواريخ الكهربائية لفرتة‬ ‫�أكرث بكثري من �أي نوع �آخر‪ ،‬لكنها تنتج‬ ‫قوة دفع �أقل‪ ،‬وال يقدر ال�صاروخ الكهربائي‬ ‫على رفع �سفينة ف�ضاء خارج املجال اجلوي‬ ‫للأر�ض‪ ،‬لكنه ي�ستطيع �أن يدفع مركبة‬ ‫خالل الف�ضاء‪ .‬ويعمل العلماء على تطوير‬ ‫ال�صواريخ الكهربائية لرحالت ف�ضاء طويلة‬ ‫يف امل�ستقبل‪.‬‬ ‫�أما �صواريخ القو�س الكهربائي النفاثة‬ ‫فهي ت�سخن وقودا غازيا ب�شرارة كهربائية‬ ‫ت�سمى القو�س الكهربائي‪ ،‬وهذه ال�شرارة‬ ‫ميكن �أن ت�سخن الغاز �إىل ثالثة �أو �أربعة‬ ‫�أ�ضعاف درجة احلرارة املنتجة ب�صواريخ‬ ‫الوقود ال�سائل �أو ال�صلب‪.‬‬ ‫ال�صواريخ النووية‬ ‫و�أما �صواريخ البالزما النفاثة فهي نوع من‬ ‫�صواريخ القو�س الكهربائي النفاثة‪ ،‬ويولد هذه النوعية من ال�صواريخ ت�ستعمل‬ ‫�سريان الغاز املتفجر بو�ساطة قو�س كهربائي احلرارة الناجتة من مفاعل نووي لتحويل‬

‫الوقود ال�سائل �إىل غاز‪ .‬حيث مير معظم‬ ‫الوقود خالل املفاعل وي�سخن بع�ض‬ ‫الوقود بو�ساطة فوهة ال�صاروخ ثم مير خالل‬ ‫التوربني الذي يدير م�ضخة الوقود‪ .‬وهو‬ ‫�آلة تنتج الطاقة عن طريق ان�شطار الذرات‪.‬‬ ‫حتى ي�صبح الوقود املراد ت�سخينه ب�سرعة‬ ‫غازاً متمدداً �ساخناً‪ .‬وهذه ال�صواريخ تنتج‬ ‫طاقة تعادل �ضعفي �أو ثالثة �أ�ضعاف ما‬ ‫تنتجه �صواريخ الوقود الدفعي ال�صلب �أو‬ ‫ال�سائل‪.‬‬ ‫ويعمل العلماء على تطوير ال�صواريخ‬ ‫النووية لرحالت الف�ضاء‪ ،‬ب�أن ي�ضخ يف‬ ‫ال�صواريخ النووية هيدروجيناً �سائ ًال �إىل‬ ‫املفاعل خالل اجلدار املحيط مبحرك‬ ‫ال�صاروخ‪ .‬وت�ساعد عملية ال�ضخ هذه على‬ ‫تربيد ال�صاروخ‪ ،‬وكذلك على ت�سخني‬ ‫الهيدروجني ال�سائل‪ .‬ومير خالل املفاعل‬ ‫مئات من القنوات ال�ضيقة‪ .‬وعندما مير‬ ‫الهيدروجني ال�سائل خالل هذه القنوات‪،‬‬ ‫تقوم حرارة من املفاعل بتحويل الوقود �إىل‬ ‫غاز متمدد يف احلال‪ .‬ومير الغاز خالل فوهة‬ ‫العادم ب�سرعات فائقة‪.‬‬

‫العدد ـ ‪ 499‬ـ �أغ�سط�س ‪2015‬‬

‫‪35-‬‬

‫‪-36‬‬

‫العدد ـ ‪ 499‬ـ �أغ�سط�س ‪2015‬‬

‫العدد ـ ‪ 499‬ـ �أغ�سط�س ‪2015‬‬

‫‪37-‬‬

‫�أ�سلحة‬

‫املدفع وال�صاروخ‬ ‫والعمل يف توليفة ناجحة‬ ‫ر�ضا �إبراهيم حممود‬

‫(اجلزء الثاين)‬

‫قر�أنا يف اجلزء الأول من هذا املقال‪ ،‬موا�صفات لبع�ض �أنواع ال�صواريخ‪ ،‬و�سنتابع يف هذا اجلزء من املقال عالقة ال�صواريخ باملدافع‪.‬‬ ‫اعتقاد بكفاءة ال�صواريخ �أكرث من املدافع‬

‫عقب انتهاء املرحلة الأوىل من تطوير‪ ‬ال�صواريخ‬ ‫امل�ضادة للطائرات يف‪ ‬خم�سينيات القرن املا�ضي‪،‬‬ ‫�ساد االجتاه يف �أو�ساط الع�سكريني املخت�صني‬ ‫متاما نحو تقييم‪ ‬ال�صواريخ املوجهة امل�ضادة‬ ‫للطائرات‪ ،‬وذلك على اعتبار �أن فعلها يف �إ�سقاط‬ ‫الطائرات املعادية املغرية �أ�شد من فعل املدافع‬ ‫امل�ضادة للطائرات‪ ،‬وبناء على هذا الر�أي تعاظمت‬ ‫حركة تطوير تقنيات �صناعة ال�صواريخ امل�ضادة‬ ‫للطائرات‪ ‬وتعاظم الإنفاق على هذا التطوير‪،‬‬ ‫وخا�صة يف جمال ا�ستخدام علم الإلكرتونيات‬ ‫يف التوجيه ويف‪ ‬البحث عن الهدف ومن ثم‬ ‫الإطباق عليه‪  .‬‬ ‫وعلى الرغم من كل ما �سبق �سرده‪ ،‬ف�إن‬ ‫العديد من القادة الع�سكريني ر�أوا انه من‬ ‫‪-38‬‬

‫العدد ـ ‪ 499‬ـ �أغ�سط�س ‪2015‬‬

‫ال�ضروري والهام للغاية الإبقاء على‪ ‬املدافع‬ ‫امل�ضادة للطائرات‪ ،‬ذلك‪ ‬لأن لها ميزات ت�ؤهلها‬ ‫للقيام ب�أدوار مهمة يف املعارك �ضد هجمات‬ ‫الطريان املعادي وبالأخ�ص الهجمات �شديدة‬ ‫االنخفا�ض‪ ،‬كما انهم ر�أوا اي�ضا �أن تلك املميزات‬ ‫جتعل املدافع جديرة بالإنفاق على تطويرها‬ ‫كذلك‪ ،‬ال �سيما �أن عددا ال ب�أ�س به من تقنيات‬ ‫تقوية تلك‪ ‬ال�صواريخ‪ ‬تنفع �أي�ضا يف تنمية وتعزيز‬ ‫فعل املدافع امل�ضادة للطائرات‪.‬‬ ‫وهكذا ف�إن هذه املدافع عادت الحتالل مركز‬ ‫مهم للغاية يف �سالح‪ ‬الدفاع اجلوي‪ ‬يف �آخر‬ ‫عقدين من القرن املا�ضي‪ ،‬ور�أى الكثري من‬ ‫القادة واخلرباء الع�سكريني �أن كال من املدافع‬ ‫وال�صواريخ ا�صبحتا تتمتعان بخوا�ص ومزايا‬ ‫خا�صة بهما فقط‪ ،‬وهي مزايا وخوا�ص خمتلفة‬

‫عن مزايا الآخر يجعل من اجلمع بينهما يف‪ ‬مراكز‬ ‫الدفاع اجلوي ان�سب احلجج يف زيادة درجة‬ ‫القدرة التي متتلكها هذه املراكز يف ال�صراع �ضد‬ ‫الطائرات‪ ،‬واي�ضا �ضد ال�صواريخ املعادية الأ�سرع‬ ‫والأ�شد ت�أثرياً‪.‬‬ ‫وذلك لأن‪ ‬اجلمع بني هذين ال�سالحني‪ ‬يف مركز‬ ‫دفاع جوي واحد يعطي‪ ‬املنظومة‪ ‬مزايا ال�سالحني‬ ‫معا يف مواجهة كافة التهديدات؛ لأنه ي�سمح على‬ ‫�سبيل املثال باال�ستفادة من ميزة ا�ستعمال‪ ‬املدفع‬ ‫امل�ضاد للطائرات‪ ‬لتغطية التهديدات اجلوية‬ ‫القريبة‪� ،‬أي تلك التهديدات الآتية من ارتفاع‬ ‫يرتاوح بني ع�شرة اىل اربعمائة مرت‪ ‬فوق املركز‪،‬‬ ‫وباال�ستفادة من ميزة ا�ستعمال‪ ‬ال�صاروخ امل�ضاد‬ ‫للطائرات‪� ‬ضد‪ ‬الأهداف اجلوية البعيدة والتي‬ ‫ي�صعب على املدفع الو�صول اليها‪.‬‬

‫دمج ال�صواريخ واملدفعية يف عربة واحدة‬

‫‪ ‬تعترب منظومة الدفاع اجلوي الرو�سية ال�صنع من‬ ‫طراز (�سام – ‪ )19‬منظومة فريدة من نوعها‪ ،‬وذلك‬ ‫نتيجة لقيامها بدمج ال�صواريخ مع املدفعية يف عربة‬ ‫واحدة‪ ،‬وحتمل هذه املنظومة الفريدة ما جمموعه‬ ‫‪� 12‬صاروخاً مع مدفع ر�شا�ش ثنائي ال�سبطانة من‬ ‫عيار ‪ 30‬مم مزود بـ ‪ 1400‬طلقة‪ ،‬بالإ�ضافة اىل �أن‬ ‫املجموعة الرادارية املتطورة كلها حممولة يف عربة‬ ‫واحدة‪ .‬مما مينحها القدرة العالية للغاية على �إجراء‬ ‫املناورة‪� ،‬إ�ضافة اىل قدرتها الفائقة يف مقاومة الإعاقة‬ ‫والت�شوي�ش االلكرتوين‪ ،‬مع قدرتها كذلك على‬ ‫العمل �أي�ضا يف ظروف الت�شوي�ش االلكرتوين‬ ‫بوا�سطة املنظومة الكهروب�صرية احلرارية الذكية‬ ‫املزودة بها‪ ،‬كما انها باتت تتمتع بالقدرة على‬ ‫اال�شتباك مع الأهداف �سريعة احلركة والعالية‬ ‫للغاية‪.‬‬ ‫ومن اهم خوا�ص النظام الرو�سي �سام – ‪� ،19‬أن‬ ‫طول ال�صاروخ نحو ‪ 3،2‬مرت وقطره ‪� 17‬سنتيمرتاً‪،‬‬ ‫ووزنه ‪ 90‬كيلوغراماً‪ ،‬ووزن ر�أ�سه احلربي ‪20‬‬ ‫كيلوغراماً‪ ،‬و�سرعته ‪ 1300‬مرت يف الثانية الواحدة‬ ‫مبا يعادل ‪ 3،6‬ماخ‪ ،‬واملدى الأق�صى لل�صاروخ ‪20‬‬ ‫كيلومرتاً واملدى الأدنى له نحو ‪ 1200‬مرت‪ ،‬و�أق�صى‬ ‫ارتفاع ‪ 15‬كيلومرتاً‪ ،‬علما �أن ال�صاروخ �سام – ‪19‬‬ ‫يتمتع مبيزة مل ي�صل اليها �أي من �صواريخ الدفاع‬ ‫اجلوي على م�ستوى العامل‪ ،‬حيث �إن ارتفاعه‬ ‫الأدنى ي�صل اىل نحو خم�سة امتار فقط‪.‬‬ ‫واما عن املدفع من عيار ‪ 30‬مم‪  ‬العامل معه يف‬ ‫توليفه واحدة فاملدى الأق�صى له ‪ 4000‬مرت‪،‬‬ ‫و�أق�صى ارتفاع للمدفع تبلغ ‪ 3000‬مرت وهو ميكنه‬ ‫ا�ستهداف الأهداف الأر�ضية كذلك‪ ،‬و�سرعة رد‬ ‫الفعل من ‪ 6 / 4‬ثوان واحتمالية الإ�صابة فتبلغ‬ ‫‪ 98‬يف املائة‪ ،‬وعن مدى الك�شف الراداري ملنظومة‬ ‫�سام – ‪ 19‬فهي اكرث من ‪ 50‬كيلومرتاً‪ ،‬والأهداف‬ ‫التي ميكنها اال�شتباك معها فتبلغ هدفني‪ .‬‬ ‫‪ ‬‬

‫تطور املدفعية م ‪ /‬ط من جميع النواحي‬

‫يف الآونة الأخرية مت تطوير �أجهزة الت�صويب‬ ‫الب�صرية لتعمل على املدافع امل�ضادة للطائرات‪،‬‬ ‫علما �أن تلك الأنواع الأ�سا�سية من �أجهزة‬ ‫الت�صويب هي التي ت�ستقر باجلريو�سكوب‪،‬‬ ‫وكذلك طورت ال�شركات املخت�صة �أجهزة لتحديد‬ ‫املدى بالليزر‪ ،‬وكذلك �أجهزة الت�صوير احلراري‬ ‫العدد ـ ‪ 499‬ـ �أغ�سط�س ‪2015‬‬

‫‪39-‬‬

‫لتوفري الر�ؤية ليال و�أثناء الظروف اجلوية ال�سيئة‪،‬‬ ‫ولقد تطورت املدفعية امل�ضادة للطائرات من‬ ‫جميع النواحي املتعلقة ب�أدائها‪ ،‬حيث ا�صبحت‬ ‫الأنواع احلديثة منها تعتمد على الأجهزة الآلية‬ ‫يف ادارتها ويف توجيهها‪ ،‬وت�ضم يف جنباتها احدث‬ ‫تقنية نظم ال�سيطرة على النريان والت�صويب‪ ،‬مما‬ ‫اك�سبها العديد من اخل�صائ�ص واملزايا القتالية‬ ‫والفاعلة �ضد الأهداف اجلوية املعادية‪ ،‬كما �أن‬ ‫�أحد �أهم مزايا املدفعية امل�ضادة للطائرات هو �أن‬ ‫الإجراءات امل�ضادة الإلكرتونية لها ت�أثري �ضئيل‬ ‫عليها‪ ،‬وميكن اال�شتباك يف الو�ضع الب�صري فقط‬ ‫�إذا ا�ستخدمت الإجراءات الإلكرتونية امل�ضادة‬ ‫املعادية‪ ،‬ولكن الت�صويب الب�صرى يحتاج �إىل‬ ‫ح�ساب زاوية البعد‪ ،‬و�أف�ضل طريقة لتحقيق هذه‬ ‫العملية هي �أن تكون من خالل جهاز الت�صويب‬ ‫نف�سه‪ ،‬وتكمن �أهمية نظم ال�سيطرة على النريان‪،‬‬ ‫ونظم الت�صويب يف قدرتها على التخل�ص من قيام‬ ‫العامل بح�ساب �سرعة الهدف واجتاهه ومداه‪،‬‬ ‫وت�ؤدي تلك احل�سابات اليدوية �إىل وجود �شك‬ ‫كبري �أثناء اال�شتباك والذى يرجع عادة �إىل عامل‬ ‫اخلط�أ الب�شري‪.‬‬ ‫والأمر الطبيعي هو ان تكون تلك الأخطاء متغرية‪،‬‬ ‫وترجع اىل التدريب غري املتكرر وال�ضعيف‪،‬‬ ‫مع الإجهاد النف�سي والع�صبي والبدين‪ ،‬الذي‬ ‫يتعر�ض له امل�ستخدم اثناء فرتة القتال‪ ،‬كما تعمل‬ ‫جميع العوامل على وجود اخطاء يف ح�سابات‬ ‫زاوية البعد‪ ،‬وكلما قلت دقة الت�صويب زاد االنت�شار‬ ‫وقل احتمال الإ�صابة وبالعك�س‪ ،‬لذلك ف�إن اهمية‬ ‫ازالة دور العامل الب�شري‪ ،‬او على الأقل حماولة‬ ‫تقليل عدد املهام القائم بها والعمل على �آلية نظم‬ ‫الت�صويب ونظم ال�سيطرة على النريان �سيكون‬ ‫لها ت�أثري كبري على دقة النريان بها‪ ،‬وعلى زيادة‬ ‫ا�صابتها لأهدافها‪.‬‬

‫اجلوية بدقة كبريه �سواء كانت الطائرات العمودية‬ ‫والطائرات غري امل�أهولة �أو ال�صواريخ‪ .‬ذلك لأن‬ ‫بع�ض الأجهزة الإلكرتونية ت�ؤدي يف البداية‬ ‫دور‪ ‬ك�شف الهدف املعادي‪ ‬وحتديد مكانه وخط‬ ‫�سريه ومقدار بعده‪ ،‬وتقوم بعد ذلك بدور‪ ‬توجيه‬ ‫القذائف ال�صاروخية‪� ‬إىل الهدف والقيام ب�ضربه‪،‬‬ ‫ومن بني �أهم الأمثلة على هذا االختالف بني‬ ‫هذين ال�سالحني �أن‪ ‬الر�أ�س الباحث‪ ‬يركب على‬ ‫ال�صواريخ املتطورة‪ ،‬فيبلغ بال�صاروخ �إىل �أعلى‬ ‫درجات الدقة يف‪ ‬الر�صد والتوجيه الذاتي‪ ،‬ويف‬ ‫�إ�صابة الهدف ويف الإفالت من ت�أثري التداخل‬ ‫الإلكرتوين املعادي‪� ،‬إذ �إن تركيب‪ ‬الر�أ�س‬ ‫الباحث‪ ‬غري متوفر يف قذائف املدافع التي تطلق‬ ‫وال ميكن التحكم فيها اجتاهها‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من ذلك النق�ص يف ميزة املدافع‬ ‫امل�ضادة للطائرات‪ ،‬ف�إنه ميكن بالفعل تعوي�ضه‬ ‫مبيزة مهمة للمدافع امل�ضادة للطائرات‪ ،‬وهي ميزة‬ ‫الكثافة النريانية التي ميتلكها‪ ‬املدفع‪ ،‬حيث �إن‬ ‫برج املدفع يحمل على الدوام‪ ‬مدفعني‪ ‬من‪ ‬عيار‬ ‫‪ 35‬مم‪� ،‬أو من عيار �أقل من ذلك‪ ،‬مما ميكنهما من‬ ‫الرمي �سويا مبعدل يزيد على �ألف طلقه‪ ‬يف الدقيقة‬ ‫الواحدة فقط‪.‬‬ ‫فعند تلقي املدفع‪ ‬الأمر من جهاز قيادة النريان ف�إن‬ ‫القذائف تنطلق منه ب�شكل �آيل يف �ضربات تت�سم‬ ‫بعاملي ال�سرعة واحل�سم‪ ،‬والتي تدوم كل واحدة‬ ‫منها‪ ‬ما يقرب من ثانيتني‪ ‬مبعدل رمى يبلغ ‪/ 30‬‬ ‫‪ 40‬طلقة قذيفة يف كل �ضربه من ال�ضربات املنطلقة‬ ‫من كل مدفع لتنفجر القذائف �أمام الهدف‬ ‫اجلوي املعادي مبا�شرة‪ ،‬لتنطلق �سريعا من كل‬ ‫قذيفه‪ ‬مئات ال�شظايا املعدنية‪ ‬يف كافة االجتاهات ‪ ‬مما‬ ‫يجعل �إ�صابة الهدف �أمرا �شبة م�ؤكد‪ ،‬مما يدل‬ ‫على ان كثافة النريان التي يطلقها املدفع جتعل‬ ‫منه �سالحاً مهماً لعمليات الدفاع اجلوي‪ ‬حلماية‬ ‫الأهداف احليوية اال�سرتاتيجية والتكتيكية‪.‬‬

‫�إن �أهم ما تتميز به ال�صواريخ‪ ‬املوجهة امل�ضادة‬ ‫للطائرات هو ارتفاع درجة دقة التوجيه فيها‪،‬‬ ‫ودرجة التحكم يف قدراتها يف اجلو عقب اطالقها‬ ‫لأن عدد‪ ‬الأجهزة الإلكرتونية‪ ‬امل�ساعدة التي‬ ‫تكون مع‪ ‬ال�صاروخ‪� ‬أكرب من عدد الأجهزة التي‬ ‫يتوفر عليها‪ ‬املدفع امل�ضاد للطائرات‪ ،‬وهذه امليزة‬ ‫ت�ضاعف عدد مرات �إ�صابة‪ ‬ال�صواريخ‪ ‬لأهدافها‬

‫املدفعية م ‪ /‬ط توجه ب�صرياً ورادارياً‬

‫ما تتميز به ال�صواريخ م ‪ /‬ط‬

‫‪-40‬‬

‫العدد ـ ‪ 499‬ـ �أغ�سط�س ‪2015‬‬

‫يف حالة ذكر �أجهزة الت�صويب وال�سيطرة‪ ،‬ف�إن‬ ‫املدافع امل�ضادة للطائرات تختلف اي�ضا فيما بينها‬ ‫بعدة نقاط من حيث التوجيه‪ ،‬فاجلزء الأكرب من‬ ‫املدافع وبوجه عام اخلفيفة منها توجه ب�صريا بوا�سطة‬ ‫�أجهزة الت�سديد االعتيادية‪ ،‬بينما يوجه الق�سم‬ ‫الآخر من املدافع نحو �أهدافه بالرادار والذي يقوم‬

‫بتحديد الهدف باحلوا�سب الإليكرتونية‪ ،‬واملدافع‬ ‫املوجهة بالرادار ت�ستطيع العمل بالرادار ليال‬ ‫وبالأحوال اجلوية الرديئة وال�سيئة‪� ،‬إال �أنها باتت‬ ‫عر�ضة للت�شوي�ش الإلكرتوين والإعاقة‪.‬‬

‫املدفعية البحرية م ‪ /‬ط‪  ‬متعددة املهام‬

‫منه يف عام ‪1977‬م‪ ،‬وذلك‪  ‬للعمل ك�سالح متعدد‬ ‫الأغرا�ض‪ ،‬والذي ميتاز مبعدل كبري من النريان‪،‬‬ ‫التي توفر لل�سفن ال�سطحية الأ�صغر حجما قدرات‬ ‫ق�صف ميكن االعتماد عليها �ضد الأهداف اجلوية‬ ‫وال�سطحية وال�ساحلية‪ ،‬ولكي تقوم بدمج هذه‬ ‫الوظائف يف قاعدة مدفع مدجمة خفيفة الوزن‪،‬‬ ‫كما مت ا�ضافة نظام اوتوماتيكي بالكامل للتعامل‬ ‫مع الذخائر‪ ،‬كما مت كذلك �إدخال حمركات م�ؤازرة‬ ‫جديده يف �آلية ت�سديد املدفع لتح�سني درجة‬ ‫الت�صويب به‪ ،‬ومت تطوير �أنواع الذخائر مع الإبقاء‬ ‫على املدافع وحت�سني الكتلة واملخزن اخلا�ص به‪.‬‬ ‫ويوجد كذلك املدفع البحري الأ�شهر‪ ،‬وهو �صناعه‬ ‫م�شرتكة بني كل من ال�سويد واملانيا من عيار ‪35‬‬ ‫مم وامل�سمى بـ (اورولكيون) الذي مت ت�صنيعه عام‬ ‫‪1995‬م من قبل �شركة اورولكيون كونرتافري�س‪،‬‬ ‫وتاريخ دخوله اخلدمة الفعلية كان يف عام ‪2003‬م‪،‬‬ ‫وهو ويعمل حاليا يف �سالح البحرية الدامنركية‪.‬‬

‫مثلت املدفعية البحرية �أهمية كبرية من خالل‬ ‫تعدد املهام والأغرا�ض حيث التزال حمافظة على‬ ‫مكانتها الفعالة‪ ،‬كونها متثل �سالح الأغرا�ض العامة‬ ‫املف�ضل‪ ،‬وتعترب املدفعية امل�ضادة للطائرات احلديثة‬ ‫نظاماً دفاعياً ذاتياً بحرياً قادراً على الرد بفعالية قتالية‬ ‫كبرية وقوة فائقة‪ ،‬والذي يعترب ال�سالح الرئي�سي‬ ‫للزوارق ال�صغرية‪ ،‬ويعترب ال�سالح ال�صاروخي‬ ‫والثانوي لل�سفن احلربية الكبرية‪ ،‬حيث تتميز‬ ‫بكثافة النريان العالية والتغطية اجليدة‪ ،‬ويف الوقت‬ ‫الراهن متيزت تقنية املدافع امل�ضادة للطائرات‬ ‫البحرية مبميزات عالية من حيث خفة الوزن ودقة‬ ‫املناورة مع الأهداف اجلوية‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل كثافة‬ ‫املدفع ‪ 35‬مم الأقوى‬ ‫النريان العالية ونوعية الذخائر احلديثة امل�ستخدمة‪.‬‬ ‫وهناك املدفع املتو�سط العيار ( ام – ك ‪ ) 1‬من ال تزال املدفعية عيار ‪ 35‬مم من �أقوى و�أهم الأ�سلحة‬ ‫عيار ‪ 57‬مم‪ ،‬ولقد مت البدء يف �إنتاج النوع املح�سن املخ�ص�صة ملهام الدفاع اجلوي‪ ،‬والتي ت�ستخدم‬

‫ال�سبطانات‪ ،‬وقد ثبت هذا من خالل التجارب‬ ‫القتالية للعديد من الدول‪ ،‬ويعترب املدفع ‪35‬مم من‬ ‫طراز (جي دي �إم) مدفع البحرية ال�سريع القادر‬ ‫على اال�شتباك مع الأهداف اجلوية ال�سريعة و�إ�صابة‬ ‫الأهداف بفعالية‪ ،‬مع وجود احتماالت تدمريية‬ ‫كبرية لهيكل الهدف‪ ،‬ويعمل �سالح املدفع على‬ ‫الغاز من خالل �أربع غرف‪ ،‬وهذه ال�سبطانات مزودة‬ ‫بلفائف ثالثية حول فوهة ال�سبطانة لقيا�س ال�سرعة‬ ‫االبتدائية للمقذوف وي�ستخدم �صمام ال�ضرب‬ ‫لقيا�س مدى املقذوف وكفاءة التدمري‪ ،‬حيث‬ ‫ي�ستخدم نوعية خا�صة من الذخائر االلكرتونية‬ ‫االن�شطارية‪.‬‬ ‫وي�صل مداها التدمريي �إىل ‪ 3500‬مرت وذلك‬ ‫للأهداف اجلوية‪ ،‬وي�صل مداها التدمريي �إىل‬ ‫‪ 5000‬مرت للأهداف ال�سطحية‪ ،‬وهو مدفع منا�سب‬ ‫ب�شكل مثايل ملواجهة التهديدات غري املتماثلة‪،‬‬ ‫حيث ي�شارك ب�شكل فعال يف �صد الهجمات‬ ‫اجلوية والبحرية والربية‪ ،‬كما ميكن تركيبة ودجمه‬ ‫مع �أي نظم دفاعية جوية متطورة ل�سهولة ومرونة‬ ‫النظم االلكرتونية القائمة داخل طبقة النظام‬ ‫فيه‪.‬‬ ‫العدد ـ ‪ 499‬ـ �أغ�سط�س ‪2015‬‬

‫‪41-‬‬

‫‪-42‬‬

‫العدد ـ ‪ 499‬ـ �أغ�سط�س ‪2015‬‬

‫العدد ـ ‪ 499‬ـ �أغ�سط�س ‪2015‬‬

‫‪43-‬‬

‫�صواريخ جوالة‬

‫ال�صواريخ اجلوالة يف حروب امل�ستقبل‬

‫عميد (م)‪ /‬علي حلمي علواين‬

‫ميكن القول �إن ال�صواريخ اجلوالة ‪� Cruise missiles‬ستمثل �أهم �أ�سلحة الردع التقليدية يف حروب امل�ستقبل‪ ،‬وذلك‬ ‫بعد �أن ذاع �صيتها يف عمليات عا�صفة ال�صحراء‪ ،‬وا�ستخدمتها الواليات املتحدة بعد ذلك يف الهجمات �ضد مواقع يف‬ ‫�أفغان�ستان‪ ،‬ثم ا�ستخدمتها قوات حلف �شمال الأطلنطي «ناتو» يف البلقان‪ ،‬و�أخريا كان ا�ستخدامها يف احلرب الأمريكية‬ ‫يف العراق‪ ،‬مما جعلها حتتل ر�أ�س قائمة الأ�سلحة دقيقة التوجيه‪ ،‬عظيمة الت�أثري‪ ،‬والتي تثري احتماالت وا�سعة‪� ،‬سواء من‬ ‫ناحية جماالت اال�ستخدام‪� ،‬أو فر�ص النجاح‪.‬‬ ‫ال�صاروخ توماهوك‬ ‫وبالرغم من جناح ال�صواريخ اجلوالة‪ ،‬من طراز‬ ‫ر�ؤية متدنية‪ ،‬مع فر�صة قليلة الكت�شافه �أو �إ�سقاطه‪.‬‬

‫«توماهوك» و�إ�صابتها للعديد من الأهداف التي‬ ‫وجهت �إليها‪ ،‬ف�إن الكثريين ال يعرفون �أن الت�صميم‬ ‫الأ�سا�سي لهذه ال�صواريخ يرجع �إىل �سنوات عديدة‬ ‫م�ضت‪ ،‬وقد حتققت زيادة فاعليتها بف�ضل اال�ستفادة‬ ‫من التطور التكنولوجي الكبري يف جماالت قوة الدفع‬ ‫للمحرك النفاث املروحي التوربيني �صغري احلجم‪،‬‬ ‫واالقت�صادي يف ا�ستهالك الوقود‪ ،‬وي�ضاف �إىل ذلك‪،‬‬ ‫ا�ستخدام الإلكرتونيات الدقيقة‪ ،‬و�أ�ساليب التوجيه‬ ‫فائقة الدقة للمالحة على ارتفاعات منخف�ضة جد َا‪،‬‬ ‫و�ضغط الر�ؤو�س احلربية اىل �أحجام �صغرية‪ .‬و�أهم‬ ‫خ�صائ�ص ال�صواريخ اجلوالة �أنها مزودة بكمبيوتر‬ ‫يحقق دقة كبرية يف �إ�صابة الهدف‪ ،‬ويجعلها تتمتع‬ ‫بالقدرة على ت�صحيح خط �سريها ب�شكل م�ستمر‪،‬‬ ‫كما �أن هذه ال�صواريخ تزود باملعلومات اجلغرافية من‬ ‫خالل ا�ستقبالها ملعلومات الأقمار ال�صناعية‪.‬‬ ‫‪-44‬‬

‫العدد ـ ‪ 499‬ـ �أغ�سط�س ‪2015‬‬

‫يعترب ال�صاروخ اجلوال «توماهوك» �أحد �أنواع‬ ‫الأ�سلحة «الذكية « الذي حتمله وتطلقه �سفن ال�سطح‬ ‫والغوا�صات‪ ،‬وتوجد منه �أربعة طرازات‪ ،‬ويزن ‪1450‬‬ ‫كيلوجراماً عند الإطالق‪ ،‬وي�ستخدم حمركاً مروحياً‬ ‫توربينياً‪ ،‬ويعمل بالوقود ال�صلب‪ ،‬وي�ستخدم نظام‬ ‫توجيه يقوم باملالحة مبقارنة ال�صورة الأر�ضية الرقمية‬ ‫املخزنة مع نقاط �أر�ضية حقيقية‪ ،‬على طول خط‬ ‫مروره‪ ،‬ويتم و�ضع خريطة لكل الطريق قبل بدء‬ ‫املهمة بوا�سطة خمططني مل�سرح العمليات‪ .‬ويوفر نظام‬ ‫التوجيه االبتدائي بيانات عن طبيعة الأر�ض‪ ،‬ل�ضبط‬ ‫النظام‪ ،‬الذي يقارن اخلريطة املخزنة بالأر�ض الفعلية‬ ‫لتحديد موقع ال�صاروخ‪ ،‬كما يقوم نظام التوجيه‬ ‫بت�صحيح امل�سار‪ .‬ويتميز ال�صاروخ بب�صمة رادارية‬ ‫وحرارية �صغرية‪ ،‬وبدقة عالية فى �إ�صابة �أهدافه‪ ،‬وقدرة‬ ‫على العمل فى معظم الأحوال اجلوية‪ ،‬وحتت ظروف‬

‫وهناك طراز معدل لل�صاروخ «توماهوك» يخ�ضع للتطوير‬ ‫لإدخاله اخلدمة لدى �سالح البحرية الأمريكي‪،‬‬ ‫و�سيكون هذا ال�صاروخ قادراً على اخرتاق الأر�ض‬ ‫بعمق كبري‪� ،‬أو الأهداف املح�صنة‪ ،‬با�ستخدام ر�أ�س‬ ‫حربي خارق‪ ،‬عايل احلرارة‪ ،‬لهذه الغاية‪ ،‬و�سيتمكن‬ ‫ال�صاروخ من الطريان على ارتفاع ‪� 25‬ألف قدم قبل‬ ‫االنق�ضا�ض على هدفه‪ ،‬بد ًال من املهاجمة‪ ،‬بح�سب‬ ‫ال�صيغة التقليدية‪ ،‬على ارتفاع منخف�ض‪ ،‬ومتابعة‬ ‫الت�ضاري�س الأر�ضية‬ ‫ويجرى تنفيذ برنامج لتطوير ال�صاروخ «توماهوك»‬ ‫حم�سن ليكون له دقة �إ�صابة �أعلى‪ ،‬مع القدرة على‬ ‫مهاجمة املقذوفات املتحركة‪ ،‬وقد �أطلق على هذا‬ ‫الربنامج ا�سم «برنامج التطوير الأ�سا�سي لتوماهوك»‪،‬‬ ‫وو�ضعت قائمة باملتطلبات الأ�سا�سية املطلوب حتقيقها‬ ‫يف هذا الربنامج‪ ،‬ومنها‪:‬‬

‫ درجة دقة يف حدود ثالثة �أمتار من الهدف‪ ،‬حتى كيلوجراماً‪ ،‬و�سمي بال�صاروخ «كالكم» وب�إمكان‬‫مع �إطالق ال�صاروخ من مدى ‪ 700 - 600‬ميل‪ .‬القاذفة ‪� B-52‬أن حتمل ‪� 20‬صاروخاً من ذلك النوع‪،‬‬ ‫ تطوير عملية تخطيط ت�صويب ال�صاروخ نحو الذي يبلغ مداه ‪ 1000‬كيلومرت‪.‬‬‫الهـدف‪.‬‬ ‫ال�صاروخ بيجا�سو�س‬ ‫ �إ�ضافة و�صلة ات�صاالت لل�صاروخ من �سفينة‬‫ال�صاروخ اجلوال «بيجا�سو�س» هو من الأ�سلحة‬ ‫الإطالق �أو الغوا�صة لنقل املعلومات‪.‬‬ ‫ تطوير امل�ست�شعرات ليمكن لل�صاروخ البحث عن احلديثة‪ ،‬التي ت�ستخدم توجيهاً ليزرياً‪ ،‬وحمركاً‬‫الأهداف القريبة‪ ،‬يف حالة عدم القدرة على حتديد �صاروخياً‪ ،‬ور�ؤو�ساً حربية تزن ‪ 225‬كيلوجراماً‪� ،‬أو‬ ‫‪ 900‬كيلوجرام‪ ،‬وهو مزود مبحرك توربيني نفاث‪،‬‬ ‫الهدف الأ�صلي‪.‬‬ ‫ تطوير ر�أ�س حربي جديد‪ ،‬ي�سمح لل�صاروخ ب�إ�صابة لت�أمني مدى �أبعد‪ ،‬وبر�أ�س حربي طور الخرتاق‬‫الأهداف املح�صنة‪ ،‬مثل مالجئ مراكز القيادة احلوائط اخلر�سانية‪ ،‬ونظام �آيل للمالحة بعد منت�صف‬ ‫امل�سار‪ ،‬وباحث لتكوين ال�صور بالأ�شعة حتت احلمراء‪،‬‬ ‫وال�سيطرة ود�شم الطائرات‪.‬‬ ‫ حتقيق �إمكانية اال�ستخدام املزدوج لإ�صابة الأهداف وجهاز لنقل املعلومات التي ت�سمح للطيار بالتحكم يف‬‫ال�صاروخ‪ ،‬يف املرحلة النهائية من طريانه‪ ،‬لت�أمني مدى‬ ‫يف الرب والبحر‪.‬‬ ‫وقد �أجريت اختبارات ناجحة على �صواريخ �أبعد‪.‬‬ ‫«توماهوك»‪ ،‬املزودة بالتح�سينات‪ ،‬والتي تعرف با�سم‬ ‫ال�صاروخ �سالم‬ ‫«بلوك ‪ ،»3‬با�ستخدام الر�أ�س احلربي املطور طراز‬ ‫‪ ،WDU – 36B‬التي حتقق زيادة يف املدى‪ ،‬وبالرغم ال�صاروخ اجلوال الأمريكي طراز «�سالم» م�شتق من‬ ‫من �أنها �أ�صغر يف احلجم‪ ،‬ف�إنها حتقق �إ�صابة �أ�شد من �صاروخ «هاربون» امل�ضاد لل�سفن‪ ،‬وجربته طائرات‬ ‫ال�صاروخ �أبات�شي‬ ‫الر�أ�س احلربي زنة ‪ 1000‬رطل‪ ،‬امل�ستخدمة حالياً مع «هورنت» ‪ F/A-18‬املنطلقة من حامالت الطائرات‬ ‫�صواريخ «توماهوك»‪ ،‬وا�ستخدام ر�أ�س حربي �صغري يف عملية عا�صفة ال�صحراء‪� ،‬ضد �أهداف الدفاع تنتج فرن�سا ال�صاروخ اجلوال‪ ،‬طراز «�أبات�شى»‪ ،‬بعيد‬ ‫ي�سمح ب�إ�ضافة املزيد من الوقود‪ ،‬وبالتايل‪ ،‬زيادة مدى اجلوي ال�صربية يف البو�سنة عام ‪ ،1995‬وكان هذا املدى‪ ،‬وهو معد لتنفيذ مهام الق�صف اجلوي‬ ‫ال�صاروخ‪.‬‬ ‫ومت تطوير منوذج «توماهوك» جديد �أطلق عليه ا�سم‬ ‫«بلوك ‪ ،»4‬ويت�ضمن ا�ستخدام م�ست�شعرات الأ�شعة‬ ‫حتت احلمراء ورادار «�سار» مبا ي�سمح لل�صاروخ‬ ‫بالتفتي�ش عن الأهداف املنفردة‪ ،‬واال�ستجابة ملتطلبات‬ ‫القيادة التكتيكية‪ ،‬وذلك من خالل ا�ستخدام‬ ‫امل�ست�شعرات املزدوجة‪ ،‬الرادارية واحلرارية‪ .‬و�سيتعامل‬ ‫ال�صاروخ اجلديد مع الأهداف اال�سرتاتيجية‪ ،‬مثل‬ ‫مراكز االت�صاالت‪ ،‬والرادارات‪ ،‬ومواقع املقذوفات‬ ‫املتحركة ولكن حركتها لي�ست ب�سرعة الدبابات‬ ‫واملركبات الأخرى‪ ،‬و�سيكون ذلك م�شابهاً لل�صاروخ‬ ‫الذي يطلق من م�سافات بعيدة «�سالم» الذي يوجه‬ ‫لإ�صابة الأهداف املتحركة‪.‬‬ ‫ال�صاروخ واحداً من ال�صواريخ الأوىل التي حملت‬ ‫جهاز ا�ستقبال نظام املالحة الكوين ‪ ،GPS‬كتحديث‬ ‫لنظام املالحة بالق�صور الذاتي‪ ،‬ويعترب هذا ال�صاروخ‬ ‫الركيزة الأ�سا�سية للرت�سانة البحرية الأمريكية‪ ،‬حيث‬ ‫ي�ستطيع اقتحام وتدمري الأهداف الأر�ضية احل�صينة‪.‬‬ ‫وطور طراز جديد من ال�صاروخ «�سالم» هو ال�صاروخ‬ ‫«�سالمر» جو‪� /‬أر�ض‪ ،‬وهو عبارة عن �صاروخ «�سالم»‬ ‫مت حتديثه با�ستبدال الأجنحة غري امل�سطحة ب�أجنحة‬ ‫م�سطحة‪ ،‬وتطلق هذه ال�صواريخ من الطائرات‪ ،‬التي‬ ‫تنطلق من قواعد �أر�ضية‪� ،‬أو من حامالت الطائرات‪،‬‬ ‫من م�سافة ‪ 150‬مي ًال بحرياً‪ ،‬و�سيتم حتديث حواىل‬ ‫‪� 700‬صاروخ من الطراز «�سالم»‪ ،‬واملوجودة يف تر�سانة‬ ‫البحرية الأمريكية‪� ،‬إىل الطراز املح�سن «�سالمر»‪،‬‬ ‫والذي يت�ضمن �أجنحة م�ستوية‪ ،‬ور�أ�س حربي‬ ‫حديث‪ ،‬وبرجمية ‪ Software‬جديدة للتوجيه‪.‬‬ ‫ومعظم ال�صواريخ التي تطلق من اجلو‪ ،‬والتي �سيتم‬ ‫�إنتاجها حديثاً‪� ،‬ستحتوي على ر�أ�س حربي �شديد‬ ‫االنفجار‪.‬‬

‫ال�صاروخ «�ألكم»‬

‫تنتج �شركة «بوينج» الأمريكية ال�صاروخ اجلوال‪،‬‬ ‫متو�سط املدى‪ ،‬الذى يطلق من اجلو‪ ،‬وي�سمى «�ألكم»‬ ‫بطرازيه‪ :‬الطراز‪ ، AGM-86B‬الذي يحمل الر�أ�س‬ ‫النووي ‪ ،1-W-80‬والطراز ‪ ،AGM-86C‬املزود‬ ‫بر�أ�س حربي تقليدي‪� ،‬شديد االنفجار‪ ،‬زنة ‪450‬‬ ‫العدد ـ ‪ 499‬ـ �أغ�سط�س ‪2015‬‬

‫‪45-‬‬

‫الهجومية �ضد الأهداف اال�سرتاتيجية والتكتيكية‬ ‫احليوية‪ ،‬ذات القيمة العالية‪ .‬وتقول امل�صادر الدفاعية‬ ‫الفرن�سية �أنه ال يوجد ما يوازيه‪ ،‬من حيث موا�صفات‬ ‫الأداء‪ ،‬والأغرا�ض القتالية‪� ،‬إال ال�صاروخ الأمريكي‬ ‫«توماهوك»‪ ،‬وال�صاروخ الرو�سي ‪ .S-15‬ويدخل‬ ‫ال�صاروخ «�أبات�شي» يف عداد ال�صواريخ اجلوالة متعددة‬ ‫املهام‪ ،‬والقادرة على �ضرب الأهداف البعيدة‪ ،‬يف‬ ‫النهار والليل‪ ،‬ويف خمتلف الظروف اجلوية‪ ،‬ويطلق‬ ‫من طائرات «مرياج‪ »2000 -‬و»رافال»‪ ،‬امل�ستخدمة‬ ‫لدى �سالح اجلو الفرن�سي‪ ،‬لإبطال فعالية القواعد‬ ‫اجلوية املعادية‪ ،‬وت�أمني ال�سيطرة اجلوية ال�ضرورية‬ ‫النت�شار اجليو�ش‪.‬‬ ‫وت�شتمل مزايا ال�صاروخ «�أبات�شي» على دقته العالية‬ ‫يف �إ�صابة �أهدافه‪� ،‬إىل جانب بعد مداه‪ ،‬الذى ي�صل �إىل‬ ‫حوايل ‪ 400‬كم‪ ،‬و�إمكان تزويده بر�ؤو�س حربية عدة‪،‬‬ ‫تختلف باختالف طبيعة الهدف املزمع مهاجمته‪،‬‬ ‫كحا�ضنات ذخائر عنقودية‪� ،‬أو ذخائر دقيقة التوجيه‬ ‫م�ضادة للدروع‪� ،‬أو ح�شوات �شديدة االنفجار‪� ،‬ضد‬ ‫الأهداف كبرية احلجم‪ ،‬و�صوال �إىل �إمكان تزويده‬ ‫بر�ؤو�س نووية‪� ،‬أو كيماوية‪ ،‬عند ال�ضرورة‪.‬‬ ‫ويحمل ال�صاروخ «�أبات�شى» ‪ 10‬ذخائر ثانوية من نوع‬ ‫«كري�س»‪ ،‬امل�صممة الخرتاق احلوائط اخلر�سانية‪،‬‬

‫‪-46‬‬

‫العدد ـ ‪ 499‬ـ �أغ�سط�س ‪2015‬‬

‫وميكن برجمة توقيتات االنفجار ملنع �أعمال الإ�صالح وكامريا تعمل بالأ�شعة حتت احلمراء‪ ،‬بينما يحتوي‬ ‫اجلزء الأو�سط على الر�أ�س احلربي وخزان الوقود‪،‬‬ ‫للممرات اجلوية ملدة كبرية‪.‬‬ ‫ويتميزال�صاروخبامل�ستوىاملنخف�ضلب�صمتهالرادارية واجلزء اخللفي خم�ص�ص للمحرك املروحي النفاث‬ ‫واحلرارية‪ ،‬وذلك بف�ضل املواد امل�ستخدمة‪ ،‬وت�شكيل و�أ�سطح التحكم‪.‬‬ ‫ال�سطح واملحركات الدافعة‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل طريانه على‬ ‫ال�صاروخ جا�سم‬ ‫م�ستوى منخف�ض‪ ،‬مالزم لت�ضاري�س الأر�ض‪ ،‬وت�ساهم‬ ‫مرونته يف املالحة يف دقته املتناهية لإ�صابة �أهدافه‪ .‬اختارت القوات اجلوية والبحرية الأمريكية‬ ‫�صاروخ ال�ضرب امل�شرتك جو‪�/‬أر�ض طراز «جا�سم»‬ ‫(‪ )JASSM‬الذي ي�ضرب من منطقة �أمان‪ ،‬ويتمتع‬ ‫ال�صاروخ �سكالب‪� /‬ستورم �شادو‬ ‫يعترب ال�صاروخ «�سكالب» م�شتقاً من ال�صاروخ مبدى �أطول من �أي �سالح تطلقه طائرة من بعيد‪،‬‬ ‫«�أبات�شي»‪ ،‬وينتج للوفاء ب�أولوية متطلبات القوات وهو ‪ 180-150‬ميال‪ ،‬وهيكله م�صمم بحيث‬ ‫امل�سلحة فى البلدان الأوروبية‪ ،‬بنوع خا�ص‪ ،‬يكون متخفياً عن �شبكات الدفاع اجلوي املعادية‪،‬‬ ‫و�سيمنح املقاتالت التي حتمله قدرة �إطالق من وي�ستفيد من نظام حتديد املواقع ‪ .GPS‬وهذا‬ ‫بعد ال مثيل لها‪ .‬وال�صاروخ «�ستورم �شادو»‪ ،‬هو ال�صاروخ‪ ،‬يتم تطويره بهدف �ضرب الأهداف عالية‬ ‫�أحد مناذج ال�صاروخ «�سكالب»‪ ،‬و�ستزود به طائرات القيمة‪ ،‬واملدافع عنها بكثافة‪ ،‬مثل رادارات الدفاع‬ ‫«مرياج ‪ ،»2000 -‬و»رافال»‪ ،‬و»تورنادو»‪ ،‬و»تيفون»‪ ،‬اجلوي‪ ،‬ومراب�ض الطائرات‪ ،‬وم�ستودعات البرتول‪،‬‬ ‫وهذا ال�صاروخ مزود بر�أ�س حربي له قدرات تدمريية ومراكز القيادة وال�سيطرة املدفونة حتت الأر�ض‪،‬‬ ‫عالية‪ ،‬وقادر على تدمري الأهداف املحمية‪ ،‬مثل والأهداف املتحركة‪ ،‬مثل من�صات ال�صواريخ‬ ‫م�ستودعات الوقود‪ ،‬ومراكز االت�صاالت‪ ،‬من البالي�ستية‪ .‬ولتحقيق ذلك‪ ،‬ف�إن ال�صاروخ ي�ستخدم‬ ‫م�سافة ‪ 250‬كم‪ ،‬بالإ�ضافة اىل قدرات طريانه على ر�أ�ساً حربياً خارقاً و�شديد االنفجار‪ ،‬يف نف�س الوقت‪،‬‬ ‫ارتفاعات منخف�ضة‪ .‬ومن مميزات هذا ال�صاروخ وي�ستخدم نظام التخطيط للمهام‪ ،‬وم�ست�شعرات‬ ‫احتواء اجلزء الأمامي منه على معدات الكرتونية‪ ،‬تعمل بالأ�شعة حتت احلمراء‪.‬‬ ‫و�سوف ميكن �إطالق ال�صاروخ «جا�سم» من خمتلف‬ ‫الطائرات الأمريكية مثل‪ F-16 :‬و ‪ ،F-15‬و ‪،B-2‬‬ ‫و ‪ ،B-52‬و ‪F18-E‬و�ستكون القاذفة ‪� B-52‬أول‬ ‫طائرة حتمل هذا ال�صاروخ‪ .‬وميكن زيادة مدى‬ ‫ال�صاروخ‪ ،‬مما يجعل الطائرات القاذفة يف م�أمن‬ ‫من الإ�صابة بنريان الدفاعات الأر�ضية املعادية‪.‬‬ ‫وترجع دقة �إ�صابة ال�صاروخ اىل �أنه ي�ستخدم نظام‬ ‫التوجيه بالق�صور الذاتي‪ ،‬مزدوجا مع نظام املالحة‬ ‫الكوين ‪ GPS‬وامل�ست�شعرات احلرارية للبحث عن‬ ‫الهدف املطلوب �إ�صابته‪ .‬وجتري درا�سات لزيادة‬ ‫مداه‪ ،‬وكذلك لتطوير طرازات منه حاملة للذخائر‬ ‫الثانوية‪.‬‬ ‫وتبحث ال�شركة املنتجة لل�صاروخ «جا�سم» عدة‬ ‫خيارات للتطوير‪� ،‬أف�ضلها تزويد ال�صاروخ بر�أ�س‬ ‫حربي زنة ‪ 1000‬رطل‪ ،‬ذات قدرة عالية على‬ ‫االخرتاق‪ ،‬وزيادة مدى ال�صاروخ اىل ‪ 1700‬ميل‪،‬‬ ‫ولكن هذا �سوف يقلل من عدد ال�صواريخ التي‬ ‫ت�ستطيع حملها الطائرة القاذفة الواحدة‪ ،‬كما ميكن‬ ‫زيادة مدى ال�صاروخ �أكرث من ذلك‪ ،‬ولكن مع‬ ‫خف�ض وزن الر�أ�س احلربي اىل ‪ 500‬رطل فقط‪.‬‬

‫ال�صاروخ مو�سكيت‬

‫تنتج ال�صناعات البحرية الرو�سية ال�صاروخ‬ ‫«مو�سكيت» ‪( P-270 Moskit‬كلمة رو�سية ترجمتها‬ ‫البعو�ضة)‪ ،‬امل�ضاد لل�سفن‪ ،‬وله �سرعة �أعلى من �سرعة‬ ‫ال�صوت‪ ،‬ويطري قريبا من �سطح البحر‪ ،‬ويعرف لدى‬ ‫دول حلف الناتو با�سم «لفحة ال�شم�س» ‪SS-N-22‬‬ ‫‪ ، Sunburn‬والذي ي�شار �إليه �أي�ضا يف بع�ض املراجع‬ ‫الرو�سية با�سم ‪ . P-270‬ومت تطوير نظام جديد لتوجيه‬ ‫ال�صاروخ بالرادار‪ ،‬كما ميكن توجيهه على م�صدر‬ ‫الإعاقة املعادية‪.‬‬ ‫وي�أخذ ال�صاروخ «مو�سكيت « ال�شكل التقليدي‬ ‫لل�صاروخ املوجه‪ ،‬حيث ت�أخذ الأجنحة �شكل ‪ ،X‬ويتم‬ ‫دفع ال�صاروخ بوا�سطة حمركني‪ ،‬وي�صل مداه �إىل ‪120‬‬ ‫كلم‪ ،‬و�سرعته اىل ‪ 2800‬كلم يف ال�ساعة عند الطريان‬ ‫على االرتفاعات العالية‪ ،‬و‪ 1800‬كلم يف ال�ساعة عند‬ ‫الطريان على االرتفاعات املنخف�ضة‪ .‬وعندما يكون‬ ‫الهدف على م�سافة ‪ 10‬كلم ف�إن ال�صاروخ ي�ستغرق‬ ‫�أقل من ‪ 20‬ثانية لال�صطدام به‪ ،‬وهو ما يقلل كثرياً‬ ‫من فر�صة الهدف للقيام برد الفعل‪ ،‬كما �أن الو�ضع‬ ‫ال�سلبي للباحث الراداري يتيح لل�صاروخ �أن يكت�شف‬ ‫م�صادر الإعاقة الإيجابية املعادية‪ ،‬وي�ستغلها للتوجيه‬ ‫عليها‪.‬‬ ‫ويعترب النظام «مو�سكيت» ‪ Moskit 82/3M80‬من‬

‫�أكرث نظم ال�صواريخ امل�ضادة لل�سفن الرو�سية جناحاً‪ ،‬ومت نظام ‪ TDA Mephisto‬لتجهيز ال�صاروخ اجلوال‬ ‫ت�صميمه لي�ستخدم �ضد املجموعات البحرية ال�صغرية‪« .‬تورو�س»‪.‬‬ ‫ومن الأهداف الرئي�سية الأخرى التي ي�ستخدم �ضدها‬ ‫تطبيقات تكنولوجيا التخفي‬ ‫هذا النظام املجموعات الربمائية‪ ،‬حيث تقوم القطع‬ ‫البحرية ال�صغرية بالهجوم يف جمموعات‪ ،‬يتكون كل من �أول اجتاهات تطوير ال�صواريخ اجلوالة ا�ستخدام‬ ‫منها من قطعتني �إىل �أربع قطع يف هجمات من النوع تقنيات التخفي‪� ،‬سواء بتقليل الب�صمة الرادارية‪� ،‬أو‬ ‫«�إ�ضرب وان�س» ‪ ،‬حيث تطلق كل قطعة من ‪� 8‬إىل احلرارية‪� ،‬أو ال�صوتية‪ .‬وتقليل الب�صمة احلرارية يكون‬ ‫‪� 16‬صاروخا‪ ،‬يف دفعات يتم تن�سيقها م�سبقاً‪ .‬ويقول نتيجة خف�ض احلرارة املنبعثة من املحركات النفاثة‬ ‫الرو�س �إن هذا ال�صاروخ ال مثيل له يف عائلة ال�صواريخ لل�صاروخ‪ ،‬حتى ي�صبح �أوفر حظا يف الهرب من‬ ‫امل�ضادة لل�سفن‪ ،‬وهو من مكونات ت�سليح الزوارق جت�س�س الأقمار ال�صناعية املخ�ص�صة للإنذار املبكر‪،‬‬ ‫ال�صاروخية الرو�سية وال�سفن ال�سريعة‪ ،‬التي ت�سري فوق وم�ست�شعرات الر�صد بالأ�شعة حتت احلمراء‪.‬‬ ‫�سطح املاء‪ ،‬على الو�سائد الهوائية‪ ،‬واملدمرات‪ ،‬وميكن ومن خالل تطبيقات تقنيات التخفي ت�صبح ال�صواريخ‬ ‫اجلوالة �أقل تعر�ضا لدفاعات العدو‪ ،‬لأن اطالقها يتم‬ ‫�إطالقه �أي�ضاً من ال�سواحل ومن اجلو‪.‬‬ ‫من م�سافات بعيدة‪ ،‬خارج مدى هذه الدفاعات‪ ،‬وهذا‬ ‫يوفر لها القدرة على البقاء‪ ،‬وعلى تنفيذ ال�ضربات‬ ‫ا�ستخدام الر�ؤو�س الرتادفية‬ ‫ميكن زيادة قدرة اخرتاق ال�صاروخ اجلوال عرب تطوير التمهيدية الأوىل ب�صورة جيدة‪ .‬ويف املهام التكتيكية‪،‬‬ ‫ر�ؤو�س حربية ترادفية جمهزة ب�شحنة �أمامية و�شحنة ت�ستطيع هذه ال�صواريخ �أي�ضا �أن حتلق عرب نطاقات‬ ‫خلفية‪ ،‬ومنها مقذوف «برو�ش» الذي ي�ستخدم مع كثيفة من الدفاعات‪ ،‬و�أن تخرتق املناطق التي تتواجد‬ ‫ال�صاروخ الذي يطلق من م�سافات بعيدة‪ ،‬طراز بها دفاعات جوية مكثفة‪ .‬وبتقليل الب�صمة احلرارية‪،‬‬ ‫(‪ )JSOW‬ويرتاوح وزن املقذوف بين ‪ 227‬و ‪ 900‬ف�إن املحركات النفاثة لل�صاروخ تطلق قدرا �ضئيال‬ ‫ن�سبيا من احلرارة‪ ،‬وت�صبح �أوفر حظاً يف الهرب من‬ ‫كيلوجرام‪ ،‬ويعر�ض بعدة �أحجام‪.‬‬ ‫ويف الوقت نف�سه‪ ،‬عملت �شركة «بوفورز» ال�سويدية‪ ،‬جت�س�س الأقمار ال�صناعية املخ�ص�صة للإنذار املبكر‪،‬‬ ‫على تطوير ر�أ�س حربي تراديف م�صمم انطالقاً من واملجهزة مب�ست�شعرات للر�صد بالأ�شعة حتت احلمراء‪.‬‬ ‫العدد ـ ‪ 499‬ـ �أغ�سط�س ‪2015‬‬

‫‪47-‬‬

‫‪-48‬‬

‫العدد ـ ‪ 499‬ـ �أغ�سط�س ‪2015‬‬

‫العدد ـ ‪ 499‬ـ �أغ�سط�س ‪2015‬‬

‫‪49-‬‬

‫ت�سليح‬

‫حتالف منظومات الت�سليح وتطورها‬

‫بقلم ‪ /‬فريق �أ‪ .‬ح‪ .‬م‪.‬د‪� .‬أمري عثمان‬

‫من �أبرز �سمات الت�سليح يف اجليو�ش احلديثة مواكبة تطور �أ�سلحة املدرعات والعربات‪ ،‬وت�سخري التكنولوجيا احلديثة‬ ‫لتطوير وابتكار �أنواع جديدة من املركبات التكتيكية واللوج�ستية‪ ،‬بحيث تكون �أخف وزناً و�أكرث ر�شاقة وذات قدرات‬ ‫�أكرب بكثري من ال�سابق‪ .‬ويواكب ذلك حتالف منظومات الت�سليح يف اجليو�ش بكافة الأ�صعدة‪� ،‬سواء الأ�سلحة الربية �أو‬ ‫اجلوية �أو البحرية كمنظومة متكاملة تعمـــل بتنا�سق بني خمتلف �أنواع معداتها لت�صل �إىل حتقيق الن�صر بالتعاون الوثيق‬ ‫مع منظومة �سالح الطريان‪� ،‬أو مع منظومة ال�سالح البحــري‪ ،‬بح�سب م�سرح العمليات و�إمكانات الدولة‪ ،‬والتحديث يف‬ ‫هذه املجاالت ينطبق على كافة فروع القوات امل�سلحة‪.‬‬ ‫فامليزانية الع�سكرية لغالبية دول العامل يف تقل�ص‬ ‫م�ستمر‪ ،‬و�أ�سعار العتاد احلديث بارتفاع متوا�صل‪،‬‬ ‫لذا تويل ال�صناعة الع�سكرية اهتماماً كبرياً مبيدان‬ ‫التحديث‪ ،‬وتقــــدم للزبون جمموعة متنوعة من‬ ‫احللول العملية واالقت�صادية التي ت�سمح له بزيادة‬ ‫فعالية �أعتدته (الربية والبحرية واجلوية) بتكلفة‬ ‫اقت�صادية مقبولة‪ ،‬خا�صة �أن حدود ا�ستعمال‬ ‫التكنولوجيا يف امليادين الع�سكرية لي�س حمدوداً‪،‬‬ ‫�أما العائقان الوحيدان �أمام تطوير �أنواع جديـدة من‬ ‫النظم والأ�سلحة‪ ،‬فهمـا التكلفة واحلاجة‪� ،‬إذ �إنهما‬ ‫يحددان االجتاهات اجلديدة للتطوير واالبتكار‪،‬‬ ‫لكن مـن املهـم جداً �أن نعـلم �أنه لي�س �ضرورياً‬ ‫‪-50‬‬

‫العدد ـ ‪ 499‬ـ �أغ�سط�س ‪2015‬‬

‫دائماً اقتناء اجلديد من الأ�سلحـة‪ ،‬بل اقتناء ما هـو‬ ‫�ضـروري ومتالئـم مع حاجـات جيو�شنا ومتابعة‬ ‫�صيانة وحتديث وتطوير ما لدينا ملواكبة تطور اجليو�ش‬ ‫احلديثة‪ .‬كما �أنـه من املهـم جداً تبنّي �سيا�سة‬ ‫دفاعية وا�ضحة تتـالءم مع احلاجات الدفاعية‪،‬‬ ‫والعدو املحتمل‪ ،‬والإمكانيات االقت�صادية املتوافرة‪،‬‬ ‫تو� ً‬ ‫صال �إىل ال�صيغة الأف�ضل للدفاع عن الوطن‪.‬‬ ‫تعددت �أوجه التطور التي حلقت ب�أنـواع الأ�سلحة‬ ‫الربيـة التي من �أبرزها ما �سنتحدث عنه من خالل‬ ‫�إلقاء نظرة على‪ :‬الدبابات‪ ،‬والعربات املدرعة‪،‬‬ ‫واملدفعية‪ ،‬وجتهيزات وحدات امل�شاة‪ ،‬ومنظومات‬ ‫الدفاع اجلوي‪ ،‬واحلرب االلكرتونية واالت�صاالت‪،‬‬

‫و�أ�سلحة الدعم واللوج�ستية‪ ،‬والط ّوافات‪ .‬فمع زوال‬ ‫خطر االحتاد ال�سوفييتي وبالتايل املواجهات الكبرية‬ ‫بال�سالح املدرع‪ ،‬بات التوجه �إىل جعل الدبابة �أكرث‬ ‫ر�شاقة وليونة ملواجهة الأخطار املتزايدة عليها يف‬ ‫ميدان املعركة (�صواريخ جو �أر�ض ‪� -‬صواريخ م‪/‬د‬ ‫ دبابات ‪ -‬قذائف مدفعية ‪� -‬ألغام‪ .)...‬لذا ين�صب‬‫الرتكيز على ا�ستخدام التكنولوجيا لتطوير ما يلي‪:‬‬ ‫ دروع مركبـة �أكرث قـوة تقاوم قدرات اخلرق‬‫املتزايدة للأ�سلحة م‪/‬د‪ ،‬ويف الوقت نف�سه �أخف‬ ‫وزناً‪ ،‬لكيال ت�شكـل عائقـاً على حركـة الدبابة‪.‬‬ ‫ حمركات ت�ؤمن قدرة دفع �أكرب‪ ،‬مع اعتمادية �أعلى‬‫وا�ستهالك �أقل للوقود‪ ،‬وبالتايل �صيانة �أقل و�أ�سهل‪.‬‬

‫ نظام بالي�ستي متكامل (حا�سوب ‪ -‬ت�سديد ‪ -‬ر�ؤية‬‫ليلية ‪ -‬موازنة ‪ -‬قيا�س م�سافات‪ )...‬ي�سمح بتحقيق‬ ‫ن�سبة �إ�صابة عالية من الطلقة الأوىل ملختلف �أ�سلحة‬ ‫الدبابة‪.‬‬ ‫ تطوير �أنظمة �سالح ‪ -‬ذخرية‪ ،‬ت�ؤمن فعالية‬‫ق�صوى للدبابات احلديثة‪ ،‬وقد اعتمـد الغربيـون‬ ‫العيار‪ 120 ‬ملم وال�شرقيون العيار‪ 125 ‬ملـم‪ ،‬مع‬ ‫جمموعة متكاملـة من القذائـف ملعاجلة خمتلـف‬ ‫�أنواع الأهداف‪.‬‬ ‫ نظام ات�صال و�سيطرة متطور‪ ،‬ي�سمح لأطقم‬‫الدبابات بت�أمني االت�صال ومعرفة �أماكن تواجد‬ ‫الوحدات ال�صديقة يف خمتلف مراحل املعركة‪.‬‬ ‫ تطوير �أنظمة حلماية الدبابات من الأجيال‬‫اجلديدة لل�صواريخ‪ ،‬ولعـل الرو�س هـم الأوائـل يف‬ ‫هذا امليدان ب�إطـالق نظـام «�شتورا» للدفـاع ال�سلبي‬ ‫ الإيجـابي �ضد كافـة �أنـواع ال�صواريـخ م‪/‬د‪.‬‬‫ حت�سني الأنظمـة امليكانيكية للدبابة ب�شكل عام‬‫على نحو يخفف ما ت�سببه لأطقمها من �إرهاق‬ ‫نف�سي وج�سدي‪.‬‬ ‫ تطوير �أنظمة حماية «‪ »NBC‬يف خمتلف �أنواع‬‫املدرعات‪.‬‬ ‫منذ ظهور الدبابة بد�أت �صفحة جديدة من‬

‫تكتيكات و �أ�ساليب ا�ستخدام القوات الربية‪،‬‬ ‫حتى �أ�صبحت الدبابة هي ال�سالح الرئي�س للقوات‬ ‫الربية‪ ،‬وي�أتي ذلك من �أنها متلك �إطالق قوة نريان‬ ‫متحركة ذات درع قوي قادر على �إحداث اخل�سائر‬ ‫بالنريان و�إ�ضعاف املعنويات بقوة ال�صدمة‪ .‬وتنتمي‬ ‫الدبابة �إىل �شريحة املعدات املدرعة التي تتفرع‬ ‫منها معدات مدرعة ذات جنزير ومنها الدبابات‬ ‫واملدفعيات ومعدات مدرعة على عجل‪ ،‬ومنها‬ ‫مركبات القتال ونقل اجلند‪ ،‬ويرجع ا�ستخدام‬ ‫الدبابات تاريخياً �إىل عهود قدمية‪ ،‬حيث ت�شري‬ ‫امل�صادر احلديثة �إىل ا�ستعمالها من قبل امللك‬ ‫البابلي «نبوخذن�صر» يف غزوه ملدينة �أور�شليم‬ ‫عام ‪ 597‬ق‪.‬م‪ ،‬وين�سب ابتكارها للآ�شوريني‪،‬يف‬ ‫حني �أن الدبابة مبفهومها املعا�صر ظهرت يف مطلع‬ ‫القرن الع�شرين‪ ،‬خالل احلرب العاملية الأوىل‪،‬‬ ‫ومت �صنعها لأول مرة مل�صلحة اجلي�ش الربيطاين‬ ‫يف «لينكولن�شاير»‪ ،‬وذلك لك�سر جمود اجلبهة يف‬ ‫حرب اخلنادق �ضد الأملان‪ ،‬وهكذا تطور دور هذا‬ ‫ال�سالح‪ ،‬ليحقق االخرتاق ومن ثم اال�ستفادة منه‬ ‫لتطويره والتغلغل ملهاجمة العدو يف العمق‪ .‬وقد‬ ‫�أ�شيع يف هذا الوقت �أن امل�صنع الذي �أن�شئ لهذا‬ ‫الغر�ض يقوم بت�صنيع خزانات املياه للقوات امل�سلحة‬

‫يف جبهة القتال‪ ،‬ومنذ ذلك احلني �أطلق على‬ ‫الدبابة ا�سم اخلزان �أو (‪ )TANK‬يف كل اللغات‬ ‫امل�شتقة من الالتينية‪� .‬أما يف اللغة العربية فرتجع‬ ‫ت�سميتها �إىل �صوت اجلنزير اخلا�ص بالدبابة‪ ،‬حيث‬ ‫يرتطم بالأر�ض بقوة‪ ،‬لذا فهي تدب يف الأر�ض دباً‪،‬‬ ‫ومن هنا جاء ا�سم (الدبابة)‪.‬‬ ‫الدبابة بتعريفها احلديث‪ ،‬هي مركبة قتالية مدرعة‬ ‫م�سرفة‪ ،‬م�صممة لال�شتباك بالعدو بنريانها املبا�شرة‬ ‫وامل�ساندة‪ ،‬والدبابة لها ت�سليح رئي�سي يتكون من‬ ‫مدفع كبري العيار‪ ،‬بالإ�ضافة لت�سليح م�ساند‪ ،‬قد ي�ضم‬ ‫عددا من الر�شا�شات املحورية والر�شا�شات الثانوية‪.‬‬ ‫كما �أن الدروع الثقيلة وحركتها العالية ت�ؤمنان لها‬ ‫درجة عالية من احلماية‪ ،‬ومتكنها من عبور حتى‬ ‫الأرا�ضي الوعرة ب�سرعات كبرية ن�سبياً‪..‬‬ ‫وقلما تعمل الدبابات منفردة‪ ،‬بل تن�ضوي يف‬ ‫ت�شكيالت مدرعة ويف قوات الأ�سلحة امل�شرتكة‪،‬‬ ‫يدعمها امل�شاة واملدفعية وغريها‪ ،‬وبغياب هذا الدعم‬ ‫ت�صبح الدبابات معر�ضة للأ�سلحة امل�ضادة للدروع‪،‬‬ ‫والألغام امل�ضادة للدبابات‪ ،‬واملدفعية‪ ،‬وال�سمتيات‬ ‫الهجومية �أو الدعم اجلوي القريب بالطائرات‪.‬‬ ‫وعلى املدى الق�صري مل�شاة العدو‪ ،‬ف�إن الدبابات من‬ ‫الو�سائط املكلفة للغاية من ناحية الت�شغيل‪ ،‬فهي‬

‫العدد ـ ‪ 499‬ـ �أغ�سط�س ‪2015‬‬

‫‪51-‬‬

‫بحاجة لقدر كبري من الدعم الفني وال�صيانة‪ ،‬ومع‬ ‫ذلك التزال متثل عن�صراً رئي�سياً يف تر�سانات معظم‬ ‫اجليو�ش حول العامل‪.‬‬ ‫وللدبابة ثالثة مقومات �أ�سا�سية هي‪ :‬قوة النريان‬ ‫وخفة احلركة والقدرة على البقاء‪ .‬وهذه املقومات‬ ‫متفق عليها عاملياً‪ ،‬وتختلف الأهمية الن�سبية لكل‬ ‫عن�صر عن العن�صر الآخر طبقا للعقيدة القتالية من‬ ‫دولة �إىل �أخرى ورمبا يف نف�س الدولة من وقت �إىل‬ ‫�آخر طبقاً لظروف وطبيعة التهديدات التي تتعر�ض‬ ‫لها‪ .‬وقد انعك�ست �آثار التكنولوجيا املتقدمة‬ ‫على هذه املقومات وظهرت مالحمها على البنود‬ ‫الأ�سا�سية املكونة التي حتقق املطالب الأ�سا�سية‬ ‫للدبابة واملتمثلة يف‪:‬‬ ‫• القدرة على �إنتاج النريان �سواء املبا�شرة �أو‬ ‫غري املبا�شرة عن طريق املدفع الرئي�س والأ�سلحة‬ ‫الثانوية‪.‬‬ ‫• القدرة على احلركة على الطرق وعرب الأرا�ضي‬ ‫الذاتية وب�سرعات منا�سبة‪.‬‬ ‫• القدرة على الوقاية من الأ�سلحة املختلفة‬ ‫وخ�صو�صاً الأ�سلحة امل�ضادة للدبابات‪.‬‬ ‫• الوقاية من �أ�سلحة الدمار ال�شامل‪.‬‬ ‫• توفري و�سائل الر�ؤية و�أجهزة الت�سديد و �إدارة‬

‫‪-52‬‬

‫العدد ـ ‪ 499‬ـ �أغ�سط�س ‪2015‬‬

‫النريان التي توفر الرمي بالدقة واملعدالت املنا�سبة‪.‬‬ ‫• �إمكانية نقل الدبابة من مكان �إىل مكان �آخر‬ ‫بالو�سائل غري الذاتية وو�سائل النقل التقليدية‪.‬‬ ‫• توفري كمية منا�سبة من الوقود والذخرية‬ ‫لتحقيق املهمة املطلوبة‪.‬‬ ‫ونعر�ض فيما يلي املقومات الأ�سا�سية للدبابة وكيف‬ ‫تغلغلت فيها التكنولوجيا احلديثة لت�صبح الدبابة‬ ‫نظاماً تكنولوجياً فائقاً يتفاعل مع الأنظمة احلديثة‬ ‫الأخرى داخل املعركة بالرغم من تعر�ض الدبابة‬ ‫للتهديدات املت�سمرة من الأ�سلحة امل�ضادة‪.‬‬ ‫قوة النريان ‪ :‬وت�شتمل على البنود التالية‪:‬‬ ‫‪ -1‬ت�سليح الدبابة مبا يف ذلك الت�سليح الرئي�س‬ ‫الثانوي‪ ،‬عالوة على الذخائر امل�ستخدمة مع �أنواع‬ ‫الت�سليحاملختلفة‪.‬‬ ‫‪ -2‬نظام �إدارة النريان مبا يف ذلك احلوا�سب‬ ‫البالي�ستية و�أجهزة الت�سديد ومقدرات امل�سافة‬ ‫و�أجهزة املوازنة بالدبابة‪.‬‬ ‫وميثل مدفع الدبابة عن�صر الت�سليح الرئي�س لها‪،‬‬ ‫وقد تطورت �أعرية مدافع الدبابات من العيار‬ ‫‪� 115/100/85‬إىل ‪ 125‬مم �شرقا ومن العيار‬ ‫‪� 105/90‬إىل ‪ 120‬مم غرباً‪ ،‬عالوة على االجتاه‬ ‫�إىل الأعرية احلديثة مثل العيار ‪ .140‬وتعترب زيادة‬

‫عيار املدفع انعكا�ساً للتطور يف تكنولوجيا املواد‬ ‫امل�ستخدمة يف املدافع‪ ،‬فبا�ستخدام املواد احلديثة‬ ‫ميكن حتمل درجات احلرارة الأعلى وال�ضغوط‬ ‫الأكرب وتقليل معدات الت�آكل مبوا�سري املدافع‪.‬‬ ‫وقد �شهدت مدافع الدبابة تطوراً ملحوظاً يف الدفع‬ ‫وزاد االهتمام ب�إيجاد بدائل لو�سائل الدفع التقليدية‬ ‫مثل ا�ستخدام البالزما واملدافع الكهرومغناطي�سية‬ ‫التي حتقق املدى الأكرب وقدرات االخرتاق‬ ‫الأعلى‪ .‬و�إن كان معظمها يف مراحل التطوير‪.‬‬ ‫ويوجد بالدبابة العديد من الر�شا�شات التي متثل‬ ‫الت�سليح الثانوي‪ ،‬ومن �أهمها الر�شا�ش ‪7،62‬مم‬ ‫املوازي‪� ،‬سواء بالن�سبة للربج �أو اجل�سم وكذا‬ ‫الر�شا�ش ‪12.7‬مم و منها الر�شا�ش م‪/‬ط املثبت‬ ‫ب�أعلى الربج‪.‬‬ ‫تتعدد الذخائر امل�ستخدمة يف الدبابات ما بني‬ ‫الذخرية ال�سابو ذات طاقة احلركة اخلارقة للدروع‬ ‫والذخائر احل�شوة اجلوفاء ذات الطاقة الكيميائية‬ ‫واملوجة االنفجارية والذخائر ال�شديدة االنفجار ذات‬ ‫الت�أثري التدمريي على الدروع اخلفيفة والأفراد‪.‬‬ ‫وقد تطورت قدرات االخرتاق لذخرية الدبابات‬ ‫وو�صلت �إىل �أكرث من ‪� 60‬سم بالن�سبة للذخرية‬ ‫ال�سابو ومت ا�ستخدام القلب اخلارق من التنج�ستني‬

‫واليورانيوم امل�ستنفد‪� .‬أما �أنظمة �إدارة النريان فيق�صد‬ ‫بها جمموعة الأجهزة واملعدات التي تتحكم يف‬ ‫دقة وتوجيه النريان جتاه الهدف مع �ضمان �إ�صابته‬ ‫باحتماالت عالية‪ .‬وي�شتمل نظام �إدارة النريان على‬ ‫جهاز ت�سديد رئي�س للرامي مزود بجهاز مقدر م�سافة‬ ‫وم�ست�شعرات لقيا�س درجة حرارة اجلو املحيط‬ ‫وال�ضغط اجلوي و�سرعة واجتاه الرياح عالوة على‬ ‫جهاز احلا�سب البالي�ستي الذي يتم تغذيته بجميع‬ ‫البيانات من الأجهزة ال�سابقة لت�صبح �إ�صابة املدفع‬ ‫نحو الهدف بالدقة املطلوبة‪ ،‬كما ت�ستخدم بالدبابات‬ ‫نظم املوازنة الآلية التي حتقق الفر�صة لل�ضرب على‬ ‫الأهداف الثابتة واملتحركة من الأو�ضاع الثابتة‬ ‫واملتحركة للدبابة‪ ،‬وقد تطورت احلوا�سب البالي�ستية‬ ‫من النظم امليكانيكية القدمية �إىل النظم الإلكرتونية‬ ‫التماثلية ثم الرقمية‪.‬‬

‫منظومة التطبيقات التقنية‬

‫من �أبرز مميزات احلرب احلديثة ا�ستخدام‬ ‫املعلوماتية ونعني بها عمليات حتويل املعلومات عرب‬ ‫الأثري من خالل هرم القيادة ب�سرعة كبرية‪ ،‬حيث‬ ‫يتم جمعها وحتليلها وتقييمها ب�صورة فورية ليعاد‬ ‫توزيعها على كافة الوحدات امل�ستفيدة و�أي�ضاً‬

‫ب�صورة فورية‪ ،‬متكن القائد والوحدات املر�ؤو�سة‬ ‫من اال�ستفادة من كافة املعلومات املتوافرة يف‬ ‫اللحظات ذاتها‪ ،‬ويعتمد يف ذلك على منظومة‬ ‫معقدة (�أقمار ا�صطناعية ‪ -‬رادارات حممولة براً‬ ‫وبحراً وجواً وت�صوير ج ّوي وطائرات من دون طيار‬ ‫وحتى تقارير الوحدات التكتيكية) تر�سل ب�صورة‬ ‫متوا�صلة �سيل معلومات‪ ،‬فتتوىل باللحظة نف�سها‬ ‫مراكز التحليل (جمموعة كبرية من احلوا�سب‬ ‫االلكرتونية) معاجلتها وفقاً لربامج متطورة‪ ،‬وتعيد‬ ‫توزيعها على الوحدات املر�ؤو�سة ال�ستغاللها‪.‬‬ ‫هناك ما ي�سمى نظم امل�شبهات احلديثة‪ ،‬وهي‬ ‫من �أبرز �سمات التدريب يف اجليو�ش احلديثة‪.‬‬ ‫فقد بات الق�سم الأكرب من التدريب يجري على‬ ‫امل�شبهات التي باتت تعطي املتدرب واملدرب‬ ‫فر�صاً لتطبيق كافة ال�سيناريوهات املمكن مالقاتها‬ ‫يف ميدان املعركة (براً ‪ -‬بحراً – جواً) وردات‬ ‫الفعل عليها‪ ،‬بتكلفة زهيدة ومن دون ا�ستهالك‬ ‫العتاد �أو تعر�ض الأطقم املتدربة للخطر‪ ،‬كل ذلك‬ ‫حتت ظروف �أقرب ما تكون �إىل الواقعية‪ .‬فبالن�سبة‬ ‫�إىل الدبابات مث ًال‪ ،‬ميكن تركيب �أبراج جديدة‬ ‫بالكامل �أو تغيري ال�سالح الرئي�سي للربج و�أجهزة‬ ‫االت�صال والت�سديد واملراقبة وقيا�س املدى‪ ،‬مما يرفع‬

‫م�ستوى الدبابة القتايل ب�شكل ملحوظ وكذلك‬ ‫ميكن ا�ستبدال املح ّرك‪.‬‬ ‫وما ينطبق على الدبابات ينطبق على خمتلف‬ ‫الآليات املدرعة‪ .‬بالن�سبة للطائرات والطوافات‬ ‫يطال التحديث ب�شكل عام‪ :‬املحرك‪ ،‬الرادارات‪،‬‬ ‫�أجهزة الت�سديد‪ ،‬لوحات العر�ض‪ ،‬وبرامج‬ ‫الكمبيوتر واملعلوماتية‪� .‬إ�ضافة �إىل تعديل‬ ‫الطائرات �أو الطوافة لتتمكن من ا�ستعمال �أ�سلحة‬ ‫�أحدث من تلك التي كانت معدة ال�ستعمالها‪،‬‬ ‫�أما بالن�سبة �إىل ال�سفن‪ ،‬ف�إمكانية التحديث لها‬ ‫�أكرب بكثري نظراً �إىل كرب احلجم ال�سفن‪ ،‬وبالتايل‬ ‫ميكن �أن يطال التحديث كافة �أق�سام ال�سفينة‪،‬‬ ‫من املحركات و�أنظمة التحكم والرادارات‪� ،‬إىل‬ ‫�أنظمة الأ�سلحة و�إدارتها‪ ،‬لتخرج ال�سفينة جديدة‬ ‫بالكامل با�ستثناء هيكلها‪.‬‬ ‫ولقد تطورت و�سائل تقدير امل�سافة بالدبابات من‬ ‫النظم الب�صرية القدمية �إىل النظم املزودة بالليزر‬ ‫التي حتقق دقة القيا�س وق�صر الوقت الالزم‬ ‫للقيا�س‪ ،‬وتكمن م�شكلة ا�ستخدام مقدرات‬ ‫امل�سافة بالليزر يف اخلطورة على العني الب�شرية‬ ‫ويف طاقة االمت�صا�ص الكبرية بوا�سطة ال�ضباب‬ ‫والأتربة‪ ،‬ويف هذا ال�صدد ف�إن اجليل الثالث من‬ ‫العدد ـ ‪ 499‬ـ �أغ�سط�س ‪2015‬‬

‫‪53-‬‬

‫هذه الأجهزة ي�ستخدم الليزر ثاين �أك�سيد‬ ‫الكربون وتعترب م�أمونة للعني كما تتميز ب�أن لها‬ ‫قدرة اخرتاق �أكرب للأتربة وال�ضباب‪.‬‬ ‫ولتحقيق �إمكانية القتال لي ًال ظهرت احلاجة �إىل‬ ‫تطوير �أجهزة الر�ؤية الليلية بتطبيق التكنولوجيا‬ ‫احلديثة على هذه الأجهزة فلقد تطورت من‬ ‫�أجهزة �إيجابية تعمل بالأ�شعة حتت احلمراء‬ ‫�إىل �أجهزة �سلبية تعمل بتكثيف �ضوء‬ ‫النجوم ثم �إىل �أجهزة حرارية ذات‬ ‫ح�سا�سية فائقة‪.‬‬ ‫يف الأجهزة الإيجابية ي�ستخدم‬ ‫باعث الأ�شعة حتت احلمراء‬ ‫ووحدة حتويل ال�صورة‬ ‫بالأ�شعة حتت احلمراء‬ ‫وميكن للمراقب‬ ‫من خالل‬ ‫عينيات الوحدة‬ ‫ال�صورة‬ ‫ر�ؤية‬ ‫املتكونة بوا�سطة وحدة‬ ‫حتويل ال�صورة‪ ،‬ويعتمد مدى‬ ‫الر�ؤية با�ستخدام �أجهزة الأ�شعة‬ ‫حتت احلمراء على قوة جهاز‬ ‫الباعث امل�ستخدم وعلى‬ ‫حالة الطق�س ومن العيوب‬ ‫الرئي�سة لهذه الأجهزة �إمكانية‬ ‫اكت�شاف باعث الأ�شعة حتت احلمراء من جانب‬ ‫العدو مما يحد من ا�ستخدامها‪.‬‬ ‫و�أما الأجهزة ال�سلبية فتعتمد على تكثيف‬ ‫ال�ضوء حتى لو كان ب�سيطاً جداً مثل �ضوء‬ ‫النجوم‪ ،‬وميكن �أن ت�صل قدرة التكثيف‬ ‫�إىل ‪ 100000‬مرة يف حالة ا�ستخدام ثالثة‬ ‫�صمامات‪ ،‬كما توجد بع�ض �أنظمة التكثيف‬ ‫التي تعمل بنظرية التلفزيون وت�سمى التلفزيون‬ ‫ذا م�ستوى ال�ضوء املنخف�ض‪ ،‬وهذا النظام يعطي‬ ‫ح�سا�سية عالية وو�ضوحاً وثباتاً عالياً بالإ�ضافة‬ ‫�إىل عدم احل�سا�سية لل�ضوء الإ�شعاعي املركز‪.‬‬ ‫�أما اجليل الثالث لأجهزة الر�ؤية الليلية‬ ‫بالدبابات فيتمثل يف �أجهزة الر�ؤية احلرارية التي‬ ‫ت�ستخدم يف كثري من الدبابات‪.‬‬ ‫ويف هذه الأجهزة ت�صل الإ�شعاعات احلرارية‬ ‫املنبعثة من الهدف �إىل �أجهزة الك�شف من‬ ‫‪-54‬‬

‫العدد ـ ‪ 499‬ـ �أغ�سط�س ‪2015‬‬

‫خالل عد�سة ال�شيئية‪ ،‬وتقوم �أجهزة الك�شف تنوعت بني حمركات الديزل والبنزين و�إن‬ ‫بتحويل الطاقة احلرارية القادمة �إىل �إ�شارات غلبت حمركات الديزل على غريها ثم بد�أت‬ ‫كهربائية مكافئة‪ ،‬ثم تتم معاجلة هذه الإ�شارات تتال�شى حمركات البنزين والتي مت تطويرها �إىل‬ ‫بعد تكبريها وتتم الر�ؤية‪ ،‬وتتميز هذه الأجهزة‬ ‫باحل�سا�سية الفائقة والثبات ومدى الك�شف‬ ‫الكبري بالإ�ضافة �إىل قدرة االخرتاق العالية‬ ‫حتت ظروف الر�ؤية احلرارية عند ا�ستخدامها‬

‫مع ال�سائق‬ ‫ويغلب ا�ستخدامها مع كل‬ ‫من الرامي واحلكمدار فقط‪.‬‬ ‫خفة احلركة‪ :‬تتمثل بنود عن�صر‬ ‫خفة احلركة يف الآتي‪:‬‬ ‫ـ م�صدر القوى يف البداية متمث ًال يف املحرك‪.‬‬ ‫ـ �أجهزة نقل احلركة والدوران والفرامل‪.‬‬ ‫ـ �أجهزة التحميل والتعليق‪.‬‬ ‫ـ و�سائل التحكم والقيادة يف الدبابة‪.‬‬ ‫يف بداية ظهور الدبابات مت تزويدها مبحركات‬

‫حمركات الديزل‪،‬‬ ‫وحديثاً ظهرت املحركات النفاثة‬ ‫(التوربينية) التي حتقق م�ستوى عالياً من القدرة‪،‬‬ ‫ومثال ذلك حمركات الدبابة ( (‪M1A‬حيث‬ ‫يتميز حمرك الديزل بالوفر يف اال�ستهالك وقلة‬

‫�أعمال ال�صيانة املطلوبة وخا�صة ملنقى الهواء‪ ،‬يف‬ ‫حني يتميز املحرك النفاث (التوربينى) بالقدرة‬ ‫العالية والإ�سراع املتميز‬ ‫وقلة متطلبات‬

‫ميكننا القول �إن املفا�ضلة تتوقف �أي�ضاً على مدى‬ ‫تطور هذه املحركات ومدى تطبيق التكنولوجيا‬ ‫احلديثة يف �إنتاج املحركات‪ ،‬وكذا ظروف‬ ‫ب�أداء‬ ‫املتطلباتاملتعلقة‬

‫املحرك‬ ‫مثل قيمة‬ ‫القدرة املطلوبة‬ ‫للمعدة‪.‬‬ ‫ويف جمال تطوير‬ ‫الديزل‬ ‫حمركات‬ ‫ي�ستخدم (‪ )Hyperbar‬وتتم‬ ‫زيادة طاقة غازات العادم امل�ستخدمة‬ ‫يف �إدارة ال�شاحن النفاث (التوربينى) كما‬ ‫ت�ستخدم مربدات الهواء الداخل �إىل املحرك‬ ‫التربيد‪ .‬وملراعاة التحفظ من ال�شواحن التوربينية‪ ،‬هذا عالوة على‬ ‫يف املقارنة بني هذين النوعني من املحركات‪ ،‬ا�ستخدام مواد ال�سرياميك العازلة بد ًال من‬

‫املواد املعدنية التي من �ش�أنها خف�ض متطلبات‬ ‫التربيد للمحرك‪ ،‬وتت�سابق ال�شركات العاملية‬ ‫يف تطويرها لإنتاج حمركات الديزل التي‬ ‫تعطى القدرة النوعية العالية مع حتقيق الوفر‬ ‫االقت�صادي يف اال�ستخدام و�سهولة الإمداد‬ ‫بقطع الغيار‪ .‬ومن �أهم ال�شركات‬ ‫العاملية املنتجة ملحركات‬ ‫الدبابات‪� :‬شركة ‪M.T.U‬‬ ‫ �شركة بركنز (رولز رويز)‬‫الإجنليزية ـ �شركة ديرتويت‬ ‫ديزل الأمريكية ـ �شركة‬ ‫يونى ديزل الفرن�سية‪.‬‬ ‫بالن�سبة لأجهزة نقل احلركة‬ ‫بالدبابات فقد تعدت �صناديق‬ ‫الإ�سراع امليكانيكية التقليدية‬ ‫االحتكاكية‬ ‫والقواب�ض‬ ‫�إىل �أجهزة نقل حركة‬ ‫متكاملة ت�شمل �صناديق‬ ‫الإ�سراع و�أجهزة الدورات‬ ‫والفرامل يف ت�صميم‬ ‫متكامل لأجهزة نقل‬ ‫حركة هيدروميكانيكية‬ ‫وهيدرو�ستاتيكية تعطي‬ ‫�أن�صاف �أقطار دوران متعددة‬ ‫ومتغرية النهائية عالوة على‬ ‫ا�ستخدام �أجهزة ذات طابع ت�صميم‬ ‫موديوىل (‪ .)Modular‬ومن �أ�شهر‬ ‫ال�شركات العاملية يف �إنتاج �أجهزة نقل احلركة‬ ‫�شركة رنك الأملانية و�شركة (‪ )ZF‬الأملانية �أي�ضاً‬ ‫و�شركة جرنال �إلكرتيك الأمريكية و�شركة‬ ‫ديفيد براون الإجنليزية‪.‬‬ ‫وجدير بالذكر �أن يف الدبابات احلديثة يتم دمج‬ ‫املحرك مع جهاز نقل احلركة يف وحدة متكاملة‬ ‫يطلق عليها (وحدة القوى) التي ميكن رفعها من‬ ‫الدبابة يف دقائق بد ًال من رفع وحدات منف�صلة‬ ‫ت�ستغرق �ساعات‪ ،‬عالوة على تقليل احليز‬ ‫املطلوب داخل الدبابة‪ .‬وتتكون �أجهزة التحميل‬ ‫والتعليق من اجلنزير وعجل الطريق وعجل الإدارة‬ ‫والتوجيه و�أذرع التعليق وكذا �أ�سلوب امت�صا�ص‬ ‫ال�صدمات با�ستخدام �أعمدة الع�صر والنواب�ض‬ ‫(اليايات) احللزونية مع روادع االرتداد‪.‬‬ ‫العدد ـ ‪ 499‬ـ �أغ�سط�س ‪2015‬‬

‫‪55-‬‬

‫‪-56‬‬

‫العدد ـ ‪ 499‬ـ �أغ�سط�س ‪2015‬‬

‫العدد ـ ‪ 499‬ـ �أغ�سط�س ‪2015‬‬

‫‪57-‬‬

‫حروب المتماثلة‬

‫دور �سالح الطريان يف احلرب غري املتماثلة‬

‫د‪ .‬خريالدين عبدالرحمن‬

‫يبني ا�ستعرا�ض احلروب التي ن�شبت على مدى العقود الأخرية يف خمتلف �أنحاء العامل �أن معظمها يدخل يف �إطار ما‬ ‫ي�صنف حروباً غري متماثلة‪ ،‬وهي ب�شكل خا�ص احلروب التي تخو�ضها جيو�ش نظامية تقليدية �ضد قوات غري تقليدية‪.‬‬ ‫وهذا النوع من احلرب لي�س جديداً وال طارئاً‪ ،‬فعلى �سبيل املثال‪ ،‬ن�شري �إىل كتيب �صغري بعنوان (احلرب ال�صغرية) مل�ؤلفه‬ ‫الفرن�سي غران ميزون‪ ،‬وجاء فيه‪� :‬إن جي�شاً �ضخماً وجيد الت�سليح‪ ،‬ميكن �أن تهزمه قوة حمدودة يف حرب الع�صابات‪،‬‬ ‫عندما يكون اجلي�ش موزعاً‪ .‬لقد جاء هذا الر�أي لي�شكل هزة قوية �إىل ما كان �سائداً ا�ستناداً �إىل قواعد احلرب التقليدية‬ ‫التي يواجه جي�ش ما فيها جي�شاً �آخر يف �ساحة معركة حمددة ب�أ�سلحة متماثلة �إىل حد كبري‪ ،‬وبتكتيكات كر�ستها خربات‬ ‫وجتارب احلروب ال�سابقة‪.‬‬ ‫يف املقابل‪ ،‬ميكن االنت�صار على (الع�صابات)‬ ‫و�أفخاخها ومفاج�آتها‪� ،‬إذا مت ا�ستعداء‬ ‫النا�س عليها‪ ،‬فو�صف عالقة مقاتلي حرب‬ ‫(الع�صابات) �أو (الغوار) بجماهري املدنيني‬ ‫التي يعي�شون بينها بارتباط ال�سمك باملاء‪� ،‬إذ‬ ‫ال ي�ستطيع ال�سمك العي�ش خارج املاء‪ ،‬وال‬ ‫ي�ستطيع الغوار العي�ش والقتال خارج جتمعات‬ ‫مدنية تتفهم ق�ضاياهم وتقتنع �أنهم يقاتلون من‬ ‫�أجل م�صاحلها‪ .‬كان �أحد كبار جرناالت نابليون‬ ‫قد �أدرك هذه احلقيقة �أثناء االحتالل الفرن�سي‬ ‫مل�صر‪ ،‬فركز على تخريب العالقة خالل حملته‬ ‫يف �صعيد م�صر‪� ،‬إذ ا�ستطاع ا�ستمالة الفالحني‬ ‫امل�صريني وت�أليبهم على القوات التي ت�صدت‬ ‫للغزاة‪ ،‬والتي كانت قيادتها وعمادها من‬

‫‪-58‬‬

‫العدد ـ ‪ 499‬ـ �أغ�سط�س ‪2015‬‬

‫املماليك‪.‬‬ ‫تالحقت حروب عديدة غري متماثلة منذ ذلك‬ ‫احلني يف �أنحاء �شتى من العامل‪ ،‬و� ً‬ ‫صوال �إىل ما‬ ‫ن�شهده اليوم يف عدة �أنحاء من الوطن العربي‬ ‫ب�شكل خا�ص‪ .‬ولئن كان من ال�صعب �إرجاع‬ ‫�أهمية دور �سالح �أو تفوقه �أو تراجعه �إىل تاريخ‬ ‫حمدد �أو معركة بعينها‪ ،‬حيث تنمو هذه الأهمية‬ ‫من خالل تراكم نتائج االختبارات والوقائع‬ ‫العملية‪ ،‬عرب معارك وحروب متعددة‪ ،‬وما‬ ‫يرتتب على تقييمها من عملية تطوير وحت�سني‬ ‫كفاءة ال�سالح وقدراته و�سرعة �إطالقه ومداه‬ ‫وحمايته الذاتية‪ ،‬ف�إننا ال نرتدد يف اعتبار هجوم‬ ‫الطائرات الناجح الذي قاده اجلرنال ياما موتو‬ ‫من حامالت الطائرات اليابانية �سنة ‪1941‬‬

‫�ضد قطع الأ�سطول الأمريكي املحت�شدة يف‬ ‫ميناء بريل هاربور على �ساحل املحيط الهادئ‪،‬‬ ‫والذي دمر قطع ذلك الأ�سطول عن بكرة �أبيها‬ ‫ملحقاً �ضربة قا�صمة بقدرات الواليات املتحدة‬ ‫الأمريكية احلربية‪ ،‬قد كر�س دوراً رئي�ساً ل�سالح‬ ‫اجلو يف احلروب احلديثة‪ ،‬وهو دور راحت �أهميته‬ ‫تتزايد ب�سرعة بعد ذلك من خالل حمطات‬ ‫قتالية متالحقة‪ ،‬مثل غارات الطائرات الأملانية‬ ‫على لندن ومدن و�أهداف بريطانية �أخرى �أثناء‬ ‫احلرب العاملية الثانية‪ ،‬والغارات الربيطانية‬ ‫الالحقة الناجحة التي جمدت عمل الرادارات‬ ‫الأملانية ب�إلقاء �شرائح معدنية و�أهداف خداعية‬ ‫�أخرى لتعطيلها‪ ،‬ثم الغارات اجلوية الأمريكية‬ ‫والربيطانية املدمرة �ضد دور�سلوف ومدن‬

‫و�أهداف ا�سرتاتيجية �أملانية �أخرى‪ .‬وتعزز دور‬ ‫�سالح اجلو يف احلرب عندما قتلت الطائرات‬ ‫الأمريكية مئات الآالف من املقاتلني الكوريني‬ ‫واملتطوعني ال�صينيني الذين اندفعوا من ال�صني‬ ‫�إىل كوريا يف موجات ب�شرية هائلة متالحقة يف‬ ‫العام ‪ 1951‬مل�ساندة القوات التي قادها �آنذاك‬ ‫كيم �إيل �سوجن‪ .‬بعد ع�شر �سنوات من انتهاء‬ ‫احلرب الكورية بن�صف هزمية ون�صف انت�صار‪،‬‬ ‫للواليات املتحدة وحلفائها‪ ،‬اعتمد التدخل‬ ‫الع�سكري الأمريكي يف فيتنام جمدداً على‬ ‫الغارات اجلوية لتدمري البنى التحتية والقوات‬ ‫الع�سكرية ل�شمال فيتنام وقواعد مقاتلي جبهة‬ ‫حترير جنوب فيتنام‪ .‬لكن الفيتناميني ا�ستطاعوا‬ ‫�إ�سقاط عدد كبري من الطائرات الأمريكية‬ ‫با�ستخدام كثيف ل�صواريخ �سام ‪ 2‬ال�سوفييتية‬ ‫�آنذاك‪ .‬هنا عملت الواليات املتحدة على تعزيز‬ ‫قدرات الت�شوي�ش الإلكرتوين لتحييد تلك‬ ‫ال�صواريخ‪ ،‬لكن مقاتلي فيتنام تغلبوا على هذا‬ ‫بتقلي�ص زمن ت�شغيل �أجهزة حتديد الهدف‬ ‫الرادارية امللحقة ب�صواريخ �سام ‪� 2‬إىل ثوان‬ ‫قليلة‪ ،‬وتزويد بطاريات هذه ال�صواريخ مبناظري‬ ‫ملتابعة الطائرات الأمريكية ب�صرياً ونقل بيانات‬

‫حركة هذه الطائرات �إىل عقل �إلكرتوين ملحق‬ ‫ببطارية ال�صواريخ فيقوم بتوجيه ال�صاروخ �إىل‬ ‫هدفه بدقة‪ .‬ا�ستعمل الفيتناميون بعد ذلك‬ ‫�صواريخ �سام‪ 3 -‬الأكرث تطوراً والتي عطلت‬ ‫موجات الت�شوي�ش الإلكرتوين الأمريكي‪،‬‬ ‫ومن ثم �صواريخ �سام ‪ 6‬و�سام‪ 7‬احلرارية‪ ،‬مما‬ ‫ا�ضطر الواليات املتحدة �إىل تركيز �شديد على‬ ‫تطوير قدرة معدات حربها الإلكرتونية‪ ،‬وخا�صة‬ ‫�أجهزة الوقاية الذاتية للطائرات املقاتلة‪ ،‬مثل‬ ‫نظام الإعاقة التكتيكية‪ ALQ-99‬الذي يثبت‬ ‫يف م�ستودعات خارج الطائرة‪ .‬ا�ضطرت القوات‬ ‫الأمريكية يف املراحل الأخرية لتلك احلرب‬ ‫التي خ�سرتها على �أي حال �إىل ا�ستعمال‬ ‫ثالثني طائرة مراقبة �إلكرتونية معاً حلماية اثنتي‬ ‫ع�شرة طائرة مقاتلة �أثناء مهمتها الهجومية‪.‬‬ ‫جاءت حمطة بارزة �أخرى يف اخلام�س من‬ ‫حزيران (يونيو) ‪ 1967‬عندما دمرت غارات‬ ‫طائرات �سالح اجلو الإ�سرائيلي كل طائرات‬ ‫م�صر احلربية تقريباً وهي راب�ضة على الأر�ض يف‬ ‫�شتى مطاراتها‪ ،‬فح�سم �سالح اجلو الإ�سرائيلي‬ ‫نتيجة تلك احلرب يف �ساعاتها الأوىل‪ ،‬و�أتاح‬ ‫للقوات الربية احت ً‬ ‫الال �سه ًال ل�شبه جزيرة‬

‫�سيناء وما تبقى من �أر�ض فل�سطني التي جنت يف‬ ‫العام ‪ 1948‬من االحتالل ال�صهيوين لثمانني‬ ‫يف املئة من �أر�ض فل�سطني واقتالع معظم �شعبها‬ ‫من �أر�ضه‪ .‬كان اعتماد �سالح الطريان جوهر‬ ‫البناء الع�سكري للكيان ال�صهيوين وذراعه‬ ‫اال�سرتاتيجي القوي ال�ضارب بعيداً يف كل‬ ‫االجتاهات‪ ،‬لنقل اال�شتباك ال�ساخن يف �أعماق‬ ‫الأر�ض العربية قراراً ا�سرتاتيجياً اتخذه م�ؤ�س�سو‬ ‫هذا الكيان حتى قبل �إقامته‪� ،‬أي عندما كان‬ ‫اليزال م�شروعاً نظرياً‪ .‬فقد متت مراعاة م�س�ألتي‬ ‫�ضيق عر�ض �أر�ض فل�سطني الذي ال يتيح‬ ‫فر�صة �إنذار مبكر من هجوم عربي من ناحية‪،‬‬ ‫وقلة عدد املهاجرين الغزاة اليهود الذين ميكن‬ ‫ا�ستقدامهم �إىل فل�سطني من �شتى �أنحاء العامل‬ ‫قيا�ساً بالكم الب�شري العربي الهائل من ناحية‬ ‫ثانية‪ ،‬بحيث اعترب �سالح اجلو القوي القادر‬ ‫على ال�ضرب بعيداً يف الأر�ض العربية �أن�سب‬ ‫حل لهاتني املع�ضلتني الدائمتني‪ :‬امل�ساحة‬ ‫اجلغرافية والنق�ص الب�شري‪� ،‬سواء بالردع �أو‬ ‫بالعمل‪ .‬تكر�س دور �سالح اجلو �أكرث عندما راح‬ ‫ي�ضرب �أهدافاً يف عمق م�صر و�سورية ولبنان‪،‬‬ ‫بل وبعيداً يف عمق �إفريقيا كما يف مطار عنتيبي‬

‫العدد ـ ‪ 499‬ـ �أغ�سط�س ‪2015‬‬

‫‪59-‬‬

‫قرب العا�صمة الأوغندية �سنة ‪ ،1976‬ثم عندما‬ ‫د ّمر املفاعل النووي العراقي قرب بغداد‪ ،‬وبلغ‬ ‫ذروة �إجنازه عندما �أ�سقطت الطائرات احلربية‬ ‫الإ�سرائيلية �أكرث من خم�سني طائرة ل�سالح‬ ‫اجلو ال�سوري يف حزيران (يونيو) �سنة ‪1982‬‬ ‫يف منطقة البقاع اللبنانية بعد �إحكام الت�شوي�ش‬ ‫الإلكرتوين وتعمية الرادارات ال�سورية الأر�ضية‬ ‫و�أجهزة تلك الطائرات‪ .‬وم�ضت الغارات اجلوية‬ ‫الإ�سرائيلية ت�ضرب �أهدافاً يف بلدان عربية‬ ‫بعيدة‪ ،‬كالغارة على �ضاحية حمام ال�شط قرب‬ ‫العا�صمة التون�سية‪ ،‬حيث كان مقر قيادة منظمة‬ ‫التحرير الفل�سطينية‪ ،‬والتي �أ�سفرت عن تدمري‬ ‫ع�شرات املباين وقتل وجرح مئات الفل�سطينيني‬ ‫والتون�سيني‪ ،‬والغارات املتكررة على ال�سودان‪.‬‬ ‫نتذكر هنا �أي�ضاً حرب املالوين (فوكالند)‬ ‫القريبة من القطب اجلنوبي بني القوات‬ ‫البحرية واجلوية لربيطانيا التي حتتل تلك‬ ‫اجلزر والأرجنتني التي تعتربها امتداداً قارياً‬ ‫لأرا�ضيها‪ .‬وقد لعبت احلرب الإلكرتونية‬ ‫املواكبة للمواجهات اجلوية دوراً رئي�سياً يف‬ ‫ح�سم نتيجة تلك احلرب مل�صلحة بريطانيا‪،‬‬ ‫على الرغم من �أنها كانت تعاين من عقبة‬ ‫البعد ال�شا�سع لقواعد الإمداد والدعم‪ .‬فعند‬ ‫اكت�شاف ق�صور �إجراءات احلماية الذاتية‬ ‫املحمولة جواً‪ ،‬على الرغم من ميزات الهبوط‬

‫‪-60‬‬

‫العدد ـ ‪ 499‬ـ �أغ�سط�س ‪2015‬‬

‫والإقالع لطائرات الهارير دون حاجة �إىل ممر‬ ‫طويل‪ ،‬فعمل الربيطانيون خالل �أ�سبوعني‬ ‫على ت�صميم وتنفيذ ع�شر م�ستودعات للحماية‬ ‫الذاتية حلماية تلك الطائرات �إ�ضافة �إىل‬ ‫م�ستودعات الإعاقة ال�سلبية التي ت�ستعمل‬ ‫الرقائق املعدنية والفواني�س احلرارية لإعاقة‬ ‫ال�صواريخ وقذائف م‪ /‬ط املوجهة الأخرى‪.‬‬ ‫لعبت هذه التطورات دوراً مهماً يف تعزيز‬ ‫�أهمية دور �سالح اجلو‪� ،‬إىل حد احلديث عن‬ ‫حرب جوية بالكامل‪ ،‬ولي�س معركة جوية‬ ‫فح�سب‪ .‬وقد جاءت احلرب الأطل�سية �ضد‬ ‫يوغ�سالفيا ال�سابقة لتعزز هذا التوجه‪� .‬إال �أن‬ ‫اخل�سائر الب�شرية يف �صفوف الطيارين الذين‬ ‫يتطلب �إعدادهم وتدريبهم وجتديد ت�أهيلهم‬ ‫واحلفاظ على لياقتهم ومواكبتهم مل�ستجدات‬ ‫الأ�سلحة قد دفعت �إىل الرتكيز ال�شديد على‬ ‫تطوير قدرات الطائرات غري امل�أهولة‪ ،‬والتو�سع‬ ‫يف ا�ستخداماتها‪ ،‬مبا يتجاوز ما كان لها من مهام‬ ‫يف بدايات ا�ستخدامها من جت�س�س ومراقبة‬ ‫وا�ستطالع‪ ،‬فباتت ت�ؤدي معظم مهام الطائرات‬ ‫امل�أهولة من ق�صف وتدمري وا�شتباك‪ ،‬وحتى‬ ‫النقل‪ .‬وقد حدد برنامج تطوير �أمريكي العام‬ ‫احلايل ‪ 2015‬موعداً لإنتاج طائرات قتال بال‬ ‫طيارين قادرة على التحليق املتوا�صل لأ�سبوع‬ ‫كامل‪ ،‬والتعامل ذاتياً مع مقت�ضيات متغريات‬

‫الو�ضع وتطور املعركة‪ ،‬اعتماداً على برجمة‬ ‫م�سبقة الحتماالت وا�سعة الطيف‪ .‬كما �أنها‬ ‫حتمل جتهيزات و�أ�سلحة وذخائر تتيح لها املناورة‬ ‫ومرونة احلركة ودقة الإ�صابة والتدمري يف �شتى‬ ‫الأحوال املناخية‪.‬‬ ‫وي�ستهدف برنامج تطوير �أمريكي �آخر �إنتاج‬ ‫�أ�سراب طائرات قتال بال طيارين ي�ستطيع كل‬ ‫�سرب منها �أن يعمل بتن�سيق وتكامل ذاتي بني‬ ‫طائراته دون حاجة �إىل تدخل غرفة العمليات‬ ‫الأر�ضية‪ ،‬مع بقاء �إمكانية املتابعة الب�شرية‬ ‫والتدخل قائمة �إن احتاج الأمر‪.‬‬ ‫لكن عدة منظمات للمجتمع املدين يف‬ ‫الواليات املتحدة وبلدان �أخرى‪ ،‬مبا فيها‬ ‫منظمات وجتمعات حقوقية �أو منظمات �إن�سانية‬ ‫وحركات معادية للحروب‪ ،‬قد ن�شطت يف �إدانة‬ ‫دور الطائرات الأمريكية بال طيارين يف كل من‬ ‫�أفغان�ستان وباك�ستان واليمن‪ ،‬بعدما ت�سببت‬ ‫مبقتل �أو جرح �آالف املدنيني الأبرياء بنريانها‬ ‫خالل ال�سنوات الع�شر املا�ضية‪.‬‬ ‫كان للحربني الفا�شلتني امل�ضنيتني اللتني‬ ‫خا�ضتهما الواليات املتحدة الأمريكية يف‬ ‫�أفغان�ستان والعراق ت�أثرياتهما العميقة على‬ ‫املجتمع واالقت�صاد الأمريكيني وا�ستعداد‬ ‫الواليات املتحدة على خو�ض مزيد من‬ ‫احلروب‪ .‬من ناحية �أخرى انتقلت �إ�سرائيل‬

‫�شيئاً ف�شيئاً من قوة ا�سرتاتيجية رديفة وذراع‬ ‫فاعلة ورادعة للواليات املتحدة الأمريكية‬ ‫يف منطقتنا‪ ،‬تتوىل تطويع العرب‪� ،‬إىل قوة‬ ‫مك ّبلة غري قادرة حتى على الدفاع عن‬ ‫نف�سها بعد انتكا�سات جي�شها يف حروب‬ ‫‪ 1973‬و‪1982‬و‪ 2006‬و�أخرياً يف حربيها‬ ‫الالحقتني �ضد غزة‪ ،‬على الرغم من �أنها مل‬ ‫جتد يف اجتياحها لبنان �سنة ‪ 1982‬وحربها‬ ‫الالحقة فيه �سنة ‪ 2006‬وحروبها املدمرة على‬ ‫غزة جي�شاً نظامياً يت�صدى لها‪ ،‬وال �سالح‬ ‫طريان يواجه طائراتها‪ ،‬وال حتى �أنظمة دفاع‬ ‫جوي تت�صدى لها‪ ،‬و�إمنا جمموعات فدائيني‬ ‫فل�سطينيني ولبنانيني‪ .‬لقد اتفق معظم اخلرباء‬ ‫الإ�سرائيليني على �أن قدرة �إ�سرائيل على‬ ‫خو�ض حرب جديدة دون غطاء �أمريكي‬ ‫ي�شمل تدخ ًال ع�سكرياً مبا�شراً عند احلاجة قد‬ ‫تقل�صت �إىل �أبعد مدى‪ ،‬و�أن �سالح اجلو الذي‬ ‫كان عماد تفوقها مل يعد قادراً على احل�سم‪،‬‬ ‫على الرغم من ممار�سته تدمري البنى التحتية‬ ‫والتجمعات ال�سكانية املدنية على �أو�سع نطاق‬ ‫وب�أ�شر�س ما ا�ستطاع‪.‬‬ ‫وهكذا كتب املحلل الع�سكري الإ�سرائيلي‬ ‫روتن برغمان �أن نظرية ال�سيطرة اجلوية تبدو‬ ‫الآن بدعة كلفت اجلي�ش ثمناً باهظاً لي�س‬ ‫بالأرواح فح�سب �إمنا �أي�ضا بالأموال الهائلة‬ ‫التي ُ�صرفت على �سالح اجلو على ح�ساب‬

‫تدريب القوات الربية‪ .‬و�أ�ضاف �أن التدريب‬ ‫الع�سكري (املناورات) الذي �أجراه اجلي�ش‬ ‫الإ�سرائيلي‪ ،‬قبل �شهر من احلرب‪ ،‬وتناول‬ ‫�سيناريو مطابقاً ملا ح�صل فع ًال (اختطاف‬ ‫جنود) كان فا�ش ًال‪ ،‬خالفاً ملا �أعلنته قيادة‬ ‫املنطقة ال�شمالية‪ ،‬و�أن �ضباطاً كباراً حذروا من‬ ‫�أن االعتماد على الطريان احلربي لن يكفي‬ ‫وحده �إال �أن حتذيراتهم لقيت �آذاناً �صماء‪.‬‬ ‫وتناول الكاتب �سل�سلة الإخفاقات التي مني‬ ‫بها اجلي�ش يف احلرب‪ ،‬خ�صو�صاً يف عمليات‬ ‫الإنزال الكثرية التي نفذها و�أخفى معظمها‪.‬‬ ‫وقال �إن قيادة اجلي�ش وعلى رغم ر�ؤيتها الف�شل‬ ‫يف العمليات اجلوية مل تر وجوب ا�ستخال�ص‬ ‫العرب بل �أتاحت للطريان احلربي موا�صلة‬ ‫حماوالته حل�سم احلرب من دون جدوى‪.‬‬ ‫على الرغم من قيامه بحوايل خم�سة ع�شر‬ ‫�ألفاً وخم�سمائة طلعة جوية وتدمريه �آالف‬ ‫الأهداف التي كانت �أغلبيتها ال�ساحقة مدنية‪.‬‬ ‫لقد هز هذا الف�شل املتكرر بعنف نظرية احلرب‬ ‫اجلوية التي �سبق �أن �أراحت القيادة الع�سكرية‬ ‫الأمريكية فطبقتها كلياً يف يوغ�سالفيا‪ ،‬ثم يف‬ ‫�أفغان�ستان والعراق‪.‬‬ ‫لقد و�صف جيم�س �آدامز �أ�سلحة احلروب‬ ‫القادمة ب�أنها �سوف تكون �صامتة‪ ،‬غري مرئية‪،‬‬ ‫ذكية‪ ،‬ذات تدمري هائل‪ ،‬موجهة �إلكرتونياً‬ ‫بالكمبيوتر وبكامريات رقمية‪ ،‬كما توقع �أن‬

‫ينهي التطور الهائل املت�سارع يف التكنولوجيا‬ ‫الدقيقة دور و�سائط احلرب التقليدية‪ ،‬وخا�صة‬ ‫مع �إدخال ال�شرائح الإلكرتونية يف ال�صراع‬ ‫احلربي وال�سباق للتفوق يف احلرب الإلكرتونية‬ ‫واملعلوماتية‪ ،‬بحيث يح�سم ال�صراع مل�صلحة من‬ ‫يتفوق يف ال�سيطرة على التكنولوجيا‪ ،‬بعدما‬ ‫باتت تكنولوجيا املعلومات والكمبيوتر تتوىل‬ ‫كل مهام احلرب بدءاً من الإعداد لها واتخاذ‬ ‫القرار ب�ش�أنها وانتهاء بتوجيه و�إطالق الأ�سلحة‬ ‫املالئمة‪ .‬وعلى الرغم من وجاهة هذا التوقع‪،‬‬ ‫ف�إنه قد ي�صح يف حرب بني جيو�ش نظامية‬ ‫متقابلة‪ ،‬لكنه مو�ضع �شك كبري يف حرب غري‬ ‫متماثلة بني جي�ش نظامي وقوات تنظيمات‬ ‫تعتمد االنت�شار والعمل ال�سري وال�ضربات‬ ‫املتفرقة املفاجئة‪.‬‬ ‫توحي القائمة الطويلة من الأ�سلحة ال�سرية‬ ‫الأمريكية التي جرى الك�شف عن بع�ضها يف‬ ‫ال�سنوات اخلم�س الأخرية‪ ،‬وكذلك الأ�سلحة‬ ‫اجلديدة التي هي قيد التطوير حالياً‪ ،‬ب�أن‬ ‫الواليات املتحدة تريد �أن تخو�ض حروبها‬ ‫املقبلة دون اللجوء �إىل ح�شد قواتها ونقلها �إىل‬ ‫ميدان احلرب وتعري�ضها ملواجهات مبا�شرة‪،‬‬ ‫�إال يف �أ�ضيق احلدود‪ .‬وهذا و�ضع يت�أثر به‬ ‫الدور الذي تلعبه القوات اجلوية‪ ،‬وفقاً ملدى‬ ‫دور وفاعلية ال�صواريخ التي تطلق عن بعد‬ ‫وال�سيطرة الإلكرتونية يف حرب غري متماثلة‪.‬‬ ‫العدد ـ ‪ 499‬ـ �أغ�سط�س ‪2015‬‬

‫‪61-‬‬

‫‪-62‬‬

‫العدد ـ ‪ 499‬ـ �أغ�سط�س ‪2015‬‬

‫العدد ـ ‪ 499‬ـ �أغ�سط�س ‪2015‬‬

‫‪63-‬‬

‫ا�ستطالع‬

‫اجتاهات تطوير �أقمار اال�ستطالع الع�سكرية‬

‫لواء د‪ /.‬علي حممد رجب‬

‫�صممت �أقمار اال�ستطالع الع�سكرية بحيث حتقق املراقبة امل�ستمرة لأرا�ضى و�أجواء ومياه العدو‪ ،‬وتك�شف‪ ،‬بالت�صوير‬ ‫الدقيق‪ ،‬التفا�صيل ال�صغرية عن �إمكانياته وقواته‪ .‬وهذه الأقمار تعترب باهظة التكاليف عند مقارنتها بغريها من املركبات‬ ‫الف�ضائية التي جتمع نف�س املعلومات‪ ،‬ولكن با�ستخدام تكنولوجيات �أقل تطوراً‪ ،‬ويرجع ال�سبب يف ذلك اىل �أن م�ستخدمي‬ ‫هذه الأقمار ي�ضعون الكثري من املتطلبات الفنية ودرجة ال�سرية العالية‪ ،‬مما يقلل جمال املناف�سة‪.‬‬ ‫ويف هذا املجال‪ ،‬يذكر �أنه عندما اعتمدت ملبادرة الدفاع اال�سرتاتيجي‪ ،‬املعروفة �إعالمياً‬ ‫�أنواع �أقمار اال�ستطالع‬

‫كل من مو�سكو ووا�شنطن يف ال�سابق على‬ ‫طائرات اال�ستطالع جلمع املعلومات‪ ،‬حدثت‬ ‫املنازعات‪ ،‬وتوترت العالقات بني الدولتني‪،‬‬ ‫ولكن الأمر حت�سن كثرياً حينما بد�أ الطرفان‬ ‫يف االعتماد على �أقمار اال�ستطالع‪ .‬وقد‬ ‫كان هناك حتالف �سري قائم بني �أجهزة‬ ‫اال�ستخبارات و�شركات �صناعة �أقمار‬ ‫اال�ستطالع‪ ،‬وكان حجم املعامالت بني‬ ‫الطرفني يقدر مبليارات الدوالرات‪ ،‬التي كانت‬ ‫تنفق ب�أ�سلوب �سري �إبان فرتة احلرب الباردة‪،‬‬ ‫وكانت �شركات �صناعة �أقمار اال�ستطالع‬ ‫توظف الآالف من العلماء واملهند�سني‬ ‫والفنيني واملديرين والعمال منذ ازدهار هذه‬ ‫ال�صناعة مع بداية ع�صر الف�ضاء‪ ،‬وخا�صة يف‬ ‫ثمانينات القرن املا�ضي عندما �أعلن الرئي�س‬ ‫الأمريكي الأ�سبق‪ ،‬رونالد ريجان‪ ،‬برناجمه‬ ‫‪-64‬‬

‫العدد ـ ‪ 499‬ـ �أغ�سط�س ‪2015‬‬

‫بـ «حرب النجوم» ‪.Star war‬‬ ‫ولكن الآن‪ ،‬تواجه �صناعة �أقمار اال�ستطالع‬ ‫�أزمة حادة يف الواليات املتحدة الأمريكية‪،‬‬ ‫نتيجة �إلغاء بع�ض الربامج اخلا�صة ب�إنتاج هذه‬ ‫الأقمار‪ ،‬واخلف�ض امل�ستمر يف اعتمادات �أجهزة‬ ‫اال�ستخبارات‪ ،‬ومن بني الربامج الرئي�سية‬ ‫املهددة بالتوقف والإلغاء الأقمار اخلا�صة‬ ‫بك�شف ال�سفن‪ ،‬والتي تعمل مل�صلحة البحرية‬ ‫الأمريكية‪ ،‬والأقمار التي ت�ستخدمها القوات‬ ‫اجلوية الأمريكية‪ ،‬والتي ت�ستخدم لك�شف‬ ‫مواقع قواذف ال�صواريخ البالي�ستية‪ .‬وقد‬ ‫�أثارت هذه التغيريات يف برامج انتاج �أقمار‬ ‫اال�ستطالع املناف�سة احلامية بني ال�شركات‬ ‫ال�صناعية املنتجة لها‪ ،‬حيث �إن ال�شركة التي‬ ‫لن تفوز ب�أحد عقود االنتاج رمبا تخرج من دائرة‬ ‫هذا الن�شاط بالكامل‪.‬‬

‫ت�ستخدم حالياً خم�سة �أنواع رئي�سية من �أقمار‬ ‫اال�ستطالع‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫ �أقمار الرادار‪ ،‬وميكنها تتبع الأهداف ال�صغرية‪،‬‬‫مثل الدبابات‪ ،‬من خالل ال�سحب وو�سائل‬ ‫الإخفاء والتمويه‪.‬‬ ‫ �أقمار التن�صت الإلكرتونية‪ ،‬وت�ستخدم للتن�صت‬‫على �إ�شارات الراديو والرادارات الأجنبية‪.‬‬ ‫ �أقمار م�سح وك�شف املحيطات لك�شف ال�سفن‬‫وتتبعها‪ ،‬وكذلك الغوا�صات‪ ،‬ويعتقد �أن كل قمر‬ ‫منها يتكون من جمموعة �أقمار �صغرية‪ ،‬تعمل‬ ‫حتت �سيطرة مركزية للقمر الأم‪.‬‬ ‫ �أقمار الإنذار �ضد املقذوفات لك�شف ال�صواريخ‬‫بعيدة املدى‪ ،‬وللم�ساعدة يف توجيه الأ�سلحة‬ ‫االعرتا�ضية لهذه ال�صواريخ‪.‬‬ ‫ �أقمار الت�صوير الدقيق لأ�سلحة العدو ومراكز‬‫�أبحاثه‪.‬‬

‫وهذه الأقمار تدور على ارتفاع ‪� 22‬ألف ميل فوق‬ ‫خط الإ�ستواء‪ ،‬وبع�ض �أقمار الت�صوير و�أقمار الرادار‬ ‫تدور على ارتفاع ‪ 200‬ميل فقط من الأر�ض‪.‬‬

‫تطوير جيل جديد من �أقمار اال�ستطالع‬

‫�ستبد�أ الواليات املتحدة تطوير جيل جديد من‬ ‫�أقمار اال�ستطالع ال�صناعية يف �إطار برنامج يعرف‬ ‫با�سم «بي�سك» ‪ ،BASIC‬بتكلفة ترتاوح بني‬ ‫مليارين �إىل ‪ 4‬مليارات دوالر‪ ،‬وي�أتي هذا الربنامج‬ ‫كبديل لربنامج «الت�صوير الهند�سي امل�ستقبلي‬ ‫‪ ،« FIA‬الطموح والعايل التكلفة‪ ،‬فيما يطرح‬ ‫العديد من امل�س�ؤولني الأمريكيني وامل�شرعني‬ ‫واخلرباء ت�سا�ؤالت ب�ش�أن التكلفة الباهظة لربامج‬ ‫الأقمار ال�صناعية‪ .‬وكان البنتاجون قد �ألغى‬ ‫�أهم مقومات برنامج ‪ FIA‬بعدما �أم�ضى «مكتب‬ ‫اال�ستطالع القومي» �ستة �أعوام يف الربنامج‪� ،‬أنفق‬ ‫خاللها مليارات الدوالرات‪ .‬ويدر�س البنتاجون‬ ‫عدداً من اخليارات حول برنامج «بي�سك»‪ ،‬الذي‬ ‫يتوقع �أن يكون �أقل طموحاً من ‪ ،FIA‬ومن هذه‬ ‫اخليارات �إنتاج قمر �صناعي جديد لل�صور املرئية‪،‬‬ ‫�أو تطوير ن�سخة من الأقمار التجارية‪� ،‬أو �شراء �أو‬ ‫ت�أجري �إحدى الأقمار العاملة حالياً‪.‬‬

‫وتبذل الواليات املتحدة جهداً خارقاً للتكتم‬ ‫على براجمها اال�ستطالعية‪ ،‬التي تت�ضمن �شبكة‬ ‫�أقمار �صناعية‪ ،‬تعد الأكرث كلفة من بني براجمها‬ ‫الأخرى‪ ،‬نظراً حل�سا�سية املهام التي ت�ضطلع بها‪،‬‬ ‫وينفق البنتاجون قرابة ‪ 20‬مليار دوالر �سنوياً على‬ ‫تلك الربامج‪ .‬وكانت وزارة الدفاع الأمريكية قد‬ ‫�أطلقت قمراً �صناعياً بقدرات التقاط �صور ج�سم‬ ‫طوله ‪ 20‬بو�صة من الف�ضاء‪� ،‬إال �أنه من املقرر‬ ‫�إطالق قمر �آخر بقدرات �أف�ضل متكنه من م�شاهدة‬ ‫�أج�سام بطول ‪ 16‬بو�صة‪ ،‬ويتوقع �أن تتطور قدرات‬ ‫الأقمار لتلقط �أج�ساماً بطول ع�شرة بو�صات‪.‬‬ ‫ويبحث امل�س�ؤولون الع�سكريون الأمريكيون‬ ‫ا�ستخدام م�ست�شعرات حديثة لأقمار اال�ستطالع‪،‬‬ ‫التي تقوم مبهمة جمع املعلومات احليوية الالزمة‬ ‫لنظام الدفاع امل�ضاد لل�صواريخ‪ ،‬وهذه امل�ست�شعرات‬ ‫�ستكون من الربامج ال�سرية للغاية‪� ،‬أو تلك التي‬ ‫تدرج حتت م�سمى «الربامج ال�سوداء» ‪Black‬‬ ‫‪ .Programs‬ولكن‪ ،‬من ناحية �أخرى‪ ،‬قد يف�ضل‬ ‫امل�س�ؤولون خليطاً �أقل تكلفة من �أجهزة الرادار‬ ‫وامل�ست�شعرات احلرارية ذات القواعد الأر�ضية‪� ،‬أو‬ ‫التي تكون حممولة على الطائرات �أو ال�سفن‪.‬‬ ‫ومن املعروف �أن امل�ست�شعرات احلرارية املعقدة‬

‫احلالية �صممت لك�شف املقذوفات املعادية‬ ‫�أثناء عمليات اختبار هذه املقذوفات‪ ،‬وهذه‬ ‫امل�ست�شعرات‪ ،‬املوجودة يف الأقمار ال�صناعية‪،‬‬ ‫تر�صد �سرعة ومدى وم�سار املقذوفات املعادية‪،‬‬ ‫ثم تنقل املعلومات اىل م�صممي الأ�سلحة‬ ‫االعرتا�ضية‪ ،‬حتى ميكنهم تطوير التكنولوجيا‬ ‫املنا�سبة للتعامل مع هذه املقذوفات‪ ،‬مثلما مت‬ ‫عند تطوير نظام الدفاع عن م�سرح العمليات‬ ‫على االرتفاعات العالية «ثاد « ‪Theatre High‬‬ ‫‪ .)Altitude Air defense (THAAD‬ومن‬ ‫املحتمل �أن تكون هذه امل�ست�شعرات قد �أطلقت‬ ‫اىل الف�ضاء خالل رحالت املكوك يف عام ‪1989‬‬ ‫وعام ‪.1992‬‬ ‫وقد عملت الواليات املتحدة طوال ال�سنوات‬ ‫املا�ضية على تزويد �أقمار اال�ستطالع ب�أجهزة‬ ‫ح�سا�سة خا�صة لإف�شال �أية حماوالت للإخفاء‬ ‫والتمويه‪ ،‬ومنها الأجهزة احل�سا�سة ذات الأطياف‬ ‫املتعددة‪ ،‬وجمموعة من الكامريات التي تقوم‬ ‫بت�صوير املنطقة عينها يف �آن واحد‪ ،‬ولكل كامريا‬ ‫مر�شح ‪ Filter‬ذي لون مميز‪ ،‬للتغلب على الو�سائل‬ ‫املتخذة لإخفاء �صوامع ال�صواريخ‪ ،‬وهناك �أجهزة‬ ‫فح�ص بالأ�شعة حتت احلمراء‪ ،‬وهي �إحدى‬

‫العدد ـ ‪ 499‬ـ �أغ�سط�س ‪2015‬‬

‫‪65-‬‬

‫الأ�ساليب الفعالة الخرتاق و�سائل الإخفاء‬ ‫والتمويه ليال‪ ،‬على وجه التحديد‪ ،‬وميكن لهذه‬ ‫الأجهزة �أن ت�ست�شعر وجود �أي �أج�سام دافئة‬ ‫على �أر�ض رطبة‪� ،‬أو العك�س‪ ،‬وهو ما ي�ساعد على‬ ‫اكت�شاف �صوامع ال�صواريخ التي يجري تدفئتها‬ ‫لكي تظل جاهزة للعمل يف �أثناء ف�صل ال�شتاء‬ ‫القار�س‪ ،‬وبهذا‪ ،‬ميكن متييزها عن الأر�ض الرطبة‬ ‫املحيطة باملوقع‪.‬‬ ‫ومن القيود الوا�ضحة على �أقمار اال�ستطالع‬ ‫�أن الكامريات ال ت�ستطيع �أن ت�صور الأ�سلحة‬ ‫اال�سرتاتيجية اال �إذا كانت هذه الأ�سلحة خارج‬ ‫امل�صانع‪ ،‬علماً �أن الدولة املنتجة لهذه الأ�سلحة‬ ‫ت�ستطيع اختيار التوقيت املنا�سب الختبارها‬ ‫عندما ال تكون هناك �أقمار جت�س�س قريبة من مكان‬ ‫االختبارات‪.‬‬ ‫ولتحقيق اال�ستخدام الأف�ضل لأقمار اال�ستطالع‪،‬‬ ‫ولإحراز تقدم يف جمال تكنولوجيا الت�صوير من‬ ‫الف�ضاء‪ ،‬يحاول امل�س�ؤولون يف �أجهزة اال�ستخبارات‬ ‫الأمريكية تطوير م�ست�شعرات جديدة‪ ،‬وكذلك‬ ‫و�سائل عر�ض منا�سبة‪ ،‬مبا يف ذلك نظم العر�ض‬ ‫ثالثية الأبعاد‪ ،‬و�أعمال التطوير هذه ت�أتي ا�ستمراراً‬ ‫للتفوق الذي متيزت به الواليات املتحدة يف‬ ‫جمال التكنولوجيات املعقدة‪ ،‬امل�ستخدمة يف‬ ‫عمليات الت�صوير‪ ،‬والرادار‪ ،‬والإلكرتونيات‪.‬‬ ‫وامل�ست�شعرات احلديثة التي ينتظر �أن ت�ستخدمها‬

‫‪-66‬‬

‫العدد ـ ‪ 499‬ـ �أغ�سط�س ‪2015‬‬

‫�أقمار اال�ستطالع‪ ،‬تعتمد على كامريات تقليدية‪،‬‬ ‫وم�ست�شعرات الأ�شعة حتت احلمراء‪ ،‬و�أجهزة‬ ‫الرادار‪ ،‬وم�ست�شعرات الأ�شعة فوق البنف�سجية‪،‬‬ ‫مبا ي�سمح بر�ؤية الأهداف‪ ،‬ومعرفة درجة حرارتها‪،‬‬ ‫و�إدراك حتركها‪ ،‬وتركيبها الكيميائي‪ ،‬وميثل هذا‬ ‫التطور حتدياً كبرياً �أمام حمللي ال�صور‪ ،‬الذين‬ ‫تعودوا على ا�ستخدام ال�صور ال�ضوئية للأهداف‪،‬‬ ‫واملتي�سرة للأغرا�ض املدنية‪.‬‬ ‫ولقد �أجريت م�ؤخراً �سل�سلة من التجارب‬ ‫يف �صحراء «نيومك�سيكو» الأمريكية الختبار‬ ‫التكنولوجيا املنا�سبة للم�ست�شعرات ذات القواعد‬ ‫الف�ضائية‪ ،‬التي �ست�ستخدم الليزر يف حتديد موقع‬ ‫القواذف املتحركة لل�صواريخ‪ ،‬وميكن ا�ستخدام‬ ‫هذه امل�ست�شعرات كجزء من نظام «ثاد» ‪THAAD‬‬ ‫للدفاع عن م�سرح العمليات‪ .‬وي�ستخدم امل�ست�شعر‬ ‫جهازاً ي�سمى «ليدار» ‪ ،LADAR‬حيث يقوم هذا‬ ‫الكا�شف الليزري بتتبع الغازات ال�ساخنة التي‬ ‫تخرج من حمرك ال�صاروخ �أثناء طريانه‪ ،‬وير�سل‬ ‫�شعاع الليزر جتاه هذه الغازات‪ ،‬وينعك�س جزء‬ ‫من ال�شعاع نتيجة اال�صطدام بجزيئات الغازات‬ ‫مرتداً �إىل جهاز «ليدار» حيث ي�ستقبل بوا�سطة‬ ‫تل�سكوب مقا�س ‪ 14‬بو�صة‪ ،‬ويقوم حا�سب بتحليل‬ ‫املعلومات لتحديد موقع الغازات ال�ساخنة‪ .‬ومن‬ ‫املعروف �أن حجم الوهج املحيط بال�صاروخ يكون‬ ‫�أكرب من حجم ال�صاروخ نف�سه‪ ،‬وهذا بدوره‬

‫ي�سهل عملية التقاط اللهب‪ ،‬وكذلك‪ ،‬ف�إن اللهب‬ ‫يظل يف مكانه لعدة دقائق قبل انت�شاره يف الهواء‪،‬‬ ‫مما يوفر وقتاً كافياً للم�ست�شعر لي�ؤدي مهمته‪.‬‬ ‫وحيث �إن جهاز «ليدار» ير�سل �شعاعاً ليزرياً‬ ‫يف اجتاه الهدف‪ ،‬ف�إنه يختلف عن الأجهزة‬ ‫امل�ستخدمة مع الأقمار ال�صناعية التي تعتمد‬ ‫على االكت�شاف ال�سلبي بالتقاط احلرارة الناجتة‬ ‫من حمرك ال�صاروخ‪ ،‬وكل امل�ست�شعرات التي‬ ‫حتملها الأقمار ال�صناعية لهذا الغر�ض تعترب‬ ‫م�ست�شعرات �سلبية‪ .‬وحيث �إن م�ست�شعر جهاز‬ ‫«ليدار» م�ست�شعر �إيجابي‪ ،‬ف�إنه يتميز عن غريه‬ ‫من امل�ست�شعرات ال�سلبية‪ ،‬ولهذا‪ ،‬فانه �سيلزم‬ ‫ا�ستخدام عدد قليل من م�ست�شعرات «ليدار»‬ ‫لتغطية العامل كله‪.‬‬ ‫و�أو�ضحت التجارب �أن جهاز «ليدار» املثبت يف‬ ‫الف�ضاء على قمر �صناعي �سيكون قادراً على‬ ‫معرفة موقع �إطالق ال�صاروخ بتتبع وهجه يف اجتاه‬ ‫الأر�ض‪ ،‬وهذا يزيد من الأمل يف �إمكانية ك�شف‬ ‫مواقع �إطالق ال�صواريخ املتحركة خالل احلرب‪.‬‬

‫تطوير مركبات الإطالق‬

‫�أما عن مركبات �إطالق �أقمار اال�ستطالع‪ ،‬فقد‬ ‫رف�ضت وزارة الدفاع الأمريكية اقرتاح القوات‬ ‫اجلوية بتطوير نظام جديد لإطالق الأقمار‬ ‫ال�صناعية‪ ،‬ويف نف�س الوقت‪ ،‬قررت الوزارة‬

‫اال�ستمرار يف برنامج القمر ال�صناعي لالت�صاالت‬ ‫«ميل�ستار» ‪ ،Milstar‬حتى يتم �إحالله بنظام �أكرث‬ ‫تطوراً‪ .‬وبناء على ذلك‪� ،‬ستتوقف خطط القوات‬ ‫اجلوية الأمريكية ال�ستبدال �صواريخ الإطالق‬ ‫الف�ضائية «�أطل�س» ‪ ،ATLAS‬و«دلتا» ‪DELTA‬‬ ‫‪ ،‬و«تيتان» ‪ ،TITAN‬وهذا ال يعني عدم ا�ستمرار‬ ‫تطوير و�سائل �إطالق جديدة‪ ،‬حيث ميكن �أن يتم‬ ‫ذلك �إذا ثبت �أن هناك جدوى كافية للقطاع‬ ‫التجاري لتنفيذه مع م�شاركة من �أطراف �أخرى‪.‬‬ ‫وخالل �إعداد خطة �إعادة ترتيب الأولويات‪،‬‬ ‫دارت املناق�شات بني امل�س�ؤولني الع�سكريني حول‬ ‫البدائل املطروحة‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫ حت�سني و�سائل الإطالق احلالية‪.‬‬‫ تطوير و�سائل �إطالق جديدة‪.‬‬‫ تطوير تكنولوجيات ت�سمح باعادة ا�ستخدام‬‫مركبة الإطالق‪� ،‬سواء كلياً‪� ،‬أو جزئياً (ومت ا�ستبعاد‬ ‫هذا البديل يف �أوىل مراحل الدرا�سة)‪.‬‬ ‫ويف جميع احلاالت‪ ،‬ف�إن هناك جمهودات �ستبذل‬ ‫لتحديث ال�صواريخ احلالية‪.‬‬

‫تطور تكنولوجيا الت�صوير الف�ضائي‬

‫تطورت تكنولوجيا الت�صوير الف�ضائي‪ ،‬من حيث‬ ‫الو�ضوح والدقة‪ ،‬وتعددت و�سائل الت�صوير‪،‬‬ ‫ومنها‪:‬‬ ‫** الت�صوير التلفزيوين‪ :‬ويتم بوا�سطة كامريتني‪،‬‬ ‫تكون الزاوية بني عد�ستيهما �صغرية‪ ،‬مما يزيد من‬

‫جمال الر�ؤية‪ ،‬و�أثناء حتليق القمر يقع يف جمال‬ ‫الر�ؤية �شريط من �سطح الأر�ض‪ ،‬يبلغ عر�ضه �ألف‬ ‫كيلومرت �أو �أكرث‪ ،‬وت�سجل ال�صورة الناجتة على‬ ‫�شريط مغناطي�سي‪ ،‬ثم تنتقل �إىل الأر�ض عندما‬ ‫مير القمر فوق �أحد مراكز ا�ستقبال املعلومات‪.‬‬ ‫وت�ستطيع الكامريا ت�صوير الأماكن املك�شوفة فقط‪،‬‬ ‫بينما يعوق عملها الظالم وال�سحاب‪.‬‬ ‫** الت�صوير بالأ�شعة حتت احلمراء‪ :‬تقوم �أجهزة‬ ‫الأ�شعة حتت احلمراء بقيا�س الإ�شعاع احلراري‬ ‫املنبعث من �سطح الأر�ض‪ ،‬وعن طريق احل�صول‬ ‫على الب�صمة احلرارية ملنطقة ما‪ ،‬ميكن حتديد نوع‬ ‫املكونات ال�صغرى لل�صورة‪ ،‬ويلعب احلا�سب‬ ‫الآيل دوراً كبرياً يف حتديد �شكل ال�صورة‪.‬‬ ‫** الت�صوير ال�ضوئي‪ :‬يتم با�ستخدام كامريات‬ ‫�ضوئية‪ ،‬ذات عد�سات قوية‪ ،‬للح�صول على‬ ‫تفا�صيل دقيقة‪ ،‬ويتم هذا الت�صوير نهاراً‪ ،‬ويف‬ ‫الظروف اجلوية اجليدة‪ ،‬وهذا هو �أف�ضل �أ�سلوب‬ ‫للح�صول على معلومات م�ؤكدة‪ ،‬و�صورة ثالثية‬ ‫الأبعاد‪.‬‬ ‫** الت�صوير با�ستخدام �أ�شعة «�إك�س» ‪X-rays‬‬ ‫‪ :‬وهو �أ�سلوب م�ستحدث لال�ست�شعار عن بعد‪،‬‬ ‫وي�ستلزم �أنواعاً كبرية من الكامريات‪ ،‬وهذه‬ ‫الأ�شعة ت�ستطيع اخرتاق املواقع بدرجات خمتلفة‬ ‫لتحديد ما بداخلها‪ ،‬وي�ستخدم هذا الأ�سلوب يف‬ ‫حمطات الف�ضاء �أو الأقمار ال�صناعية ال�ضخمة‬ ‫التي تزن �أكرث من طن‪.‬‬

‫اجتاهات التطوير امل�ستقبلية‬

‫ميكن تلخي�ص اجتاهات تطوير �أقمار اال�ستطالع‬ ‫امل�ستقبلية مبا يلي‪:‬‬ ‫ تطوير نظام ا�ستطالع ب�صري يحقق التقاط �صور‬‫عالية التمييز باللون الأبي�ض والأ�سود‪ ،‬و�صور‬ ‫ب�أطياف متعددة ب�شريط م�سح متو�سط‪ ،‬مع �إمكانية‬ ‫احل�صول على �صور ثالثية الأبعاد‪ ،‬والتقاط �صور‬ ‫بتمييز عالٍ جداً باملدى املرئي‪ ،‬وبتمييز عالٍ‬ ‫بالأ�شعة حتت احلمراء‪ ،‬وب�شريط م�سح �ضيق‪،‬‬ ‫و�صور ذات متييز متو�سط وب�شريط م�سح وا�سع‪.‬‬ ‫ تطوير نظام ا�ست�شعار راداري يحقق التقاط �صور‬‫بتمييز متو�سط وب�شريط م�سح وا�سع جداً لر�صد‬ ‫وا�ستطالع املحيطات‪ ،‬و�صور رادارية بتمييز‬ ‫عالٍ و�شريط م�سح متو�سط‪ ،‬و�صور بتمييز‬ ‫عالٍ جداً و�شريط م�سح �ضيق‪ .‬كما يتطلب‬ ‫اال�ست�شعار الراداري اال�ستمرار يف تطوير‬ ‫�أنظمة الأقمار ال�صناعية لقيا�س االرتفاع‪.‬‬ ‫ �إن�شاء �شبكة من املحطات الأر�ضية‪� ،‬أو �إطالق‬‫�أقمار يف املدار املتزامن‪ ،‬تعمل كو�سيلة لإعادة‬ ‫�إر�سال الأوامر من املحطات الأر�ضية‪ ،‬و�إعادة‬ ‫�إر�سال ال�صور امللتقطة �إىل املحطات الأر�ضية‪،‬‬ ‫نظراً لطبيعة مدارات �أقمار لال�ستطالع‪ .‬وهذه‬ ‫ال�شبكة �ضرورية لتلبية املتطلبات ال�سريعة‪،‬‬ ‫بد ًال من االنتظار حلني مرور القمر ال�صناعي‬ ‫فوق الأفق‪ ،‬وتبادل الر�ؤية مع حمطة ّ‬ ‫التحكم‬ ‫الرئي�سية‪.‬‬ ‫العدد ـ ‪ 499‬ـ �أغ�سط�س ‪2015‬‬

‫‪67-‬‬

‫‪-68‬‬

‫العدد ـ ‪ 499‬ـ �أغ�سط�س ‪2015‬‬

‫العدد ـ ‪ 499‬ـ �أغ�سط�س ‪2015‬‬

‫‪69-‬‬

‫ات�صاالت‬

‫د‪� /.‬شريف علي حممد‬

‫تطور �أنظمة االت�صاالت البحرية‬

‫اجتاحت الثورة املعلوماتية الأ�سلحة البحرية كافة‪ ،‬فجهزت ال�سفن والبوارج والغوا�صات ب�أجهزة �إلكرتونية بهدف زيادة‬ ‫فعاليتها وقدرتها‪ ،‬وباتت الأ�سلحة «ذكية»‪ ،‬وازدادت �أهمية املعلوماتية يف ال�سالح البحري لقدرته على ت�أمني االت�صاالت‬ ‫يف م�سارح عمليات بعيدة ومعقدة‪ .‬و�أ�صبح من �أولويات اهتمامات ال�سفن احلربية قدرتها على االت�صال مع املحطات‬ ‫املوجودة على امتداد ال�ساحل ب�سرعة وكفاءة‪ ،‬عن طريق ال�صوت‪� ،‬أو املربقات التي توفر القدرة على تبادل املعلومات‪� ،‬أو‬ ‫على االت�صال مع الطائرات وال�سفن الأخرى‪� ،‬أو مع القوات الربية‪ ،‬ويتحكم نوع ال�سفينة احلربية واملهام املوكلة اليها يف‬ ‫حتديد �أجهزة االت�صال التي جتهز بها‪.‬‬ ‫التطور التاريخي لأنظمة االت�صاالت على بعد �آالف الأميال‪ ،‬وكانت معظم االت�صاالت غري وا�ضحة‪ ،‬وهذا كان بعك�س ا�ستخدام الرتدد‬ ‫البحرية‬ ‫�آنذاك تنفذ تقريبا بطريقة «مور�س» ‪ ،Morse‬التي العايل جدا ‪ ،VHF‬والذي ا�ستخدم من قبل‬ ‫قبل �إدخال الراديو‪ ،‬يف ال�سنوات الأوىل للقرن‬ ‫الع�شرين‪ ،‬كان قائد ال�سفينة البحرية �أو قائد‬ ‫الأ�سطول‪ ،‬يتمتع با�ستقاللية كبرية‪ ،‬فكان هو‬ ‫امل�س�ؤول عن تخطيط اال�سرتاتيجيات املحلية‬ ‫وتنفيذها‪ ،‬وال ميلك �أي و�سيلة متكنه من الرجوع‬ ‫�إىل مر�ؤو�سيه الذين يبعدون �آالف الأميال‪ ،‬حتى‬ ‫�إنه مل يكن يف �إمكانه االت�صال ب�صورة فعالة‬ ‫بال�سفن التابعة له‪� ،‬سوى با�ستعمال �إ�شارات‬ ‫البيارق �أو امل�صابيح منذ اللحظة التي يغيبون فيها‬ ‫عن الأفق‪� ،‬أو حتى يف م�سافات �أقل‪ ،‬حني ال‬ ‫تكون الر�ؤية وا�ضحة خالل ال�ضباب‪.‬‬ ‫ومع ظهور �أجهزة االت�صاالت الال�سلكية‪� ،‬أ�صبح‬ ‫من املمكن االت�صال بالقواعد الوطنية على الياب�سة‬

‫‪-70‬‬

‫العدد ـ ‪ 499‬ـ �أغ�سط�س ‪2015‬‬

‫مل تعد ت�ستعمل حالياً‪ ،‬وللإر�سال على مديات‬ ‫بعيدة‪ ،‬ا�ستخدم الرتدد العايل ‪ ،HF‬ولكن هذا‬ ‫الرتدد يعاين من م�ؤثرات الدورة النهارية‪ ،‬حيث‬ ‫�إن التفاوت يف ارتفاع طبقات الغالف اجلوي بني‬ ‫النهار والليل جعل الرتدد العايل و�سطاً �صعب‬ ‫اال�ستعمال‪ ،‬وهذا الو�ضع بد�أ بالتغري يف ال�سنوات‬ ‫الأخرية املا�ضية‪ ،‬عندما �أدركت �أهميته بع�ض‬ ‫امل�ؤ�س�سات الع�سكرية‪ ،‬التي �أ�صبحت تعتمد على‬ ‫الأقمار ال�صناعية لالت�صاالت اال�سرتاتيجية بعيدة‬ ‫املدى‪ .‬ومن بني الأ�سباب التي �أدت �إىل انخفا�ض‬ ‫رواج ا�ستخدام الرتددات العالية يف �أوا�سط‬ ‫القرن الع�شرين �أن الإر�سال كان غالباً ب�صوت‬ ‫منخف�ض وك�أنه مكتوم‪ ،‬و�أ�صبحت الر�سائل بالتايل‬

‫البحريات خالل احلرب العاملية الثانية‪ ،‬ب�سبب‬ ‫ميزات جودة االت�صال ال�صوتي‪ ،‬وكانت مكونات‬ ‫معدات الرتددات العالية جداً �أ�صغر و�أخف‬ ‫�أي�ضاً من الأنظمة التي تعمل بالرتددات املتو�سطة‬ ‫وبالرتددات العالية‪.‬‬ ‫والقت الرتددات العالية جداً ا�ستح�ساناً من‬ ‫املجتمع البحري خالل احلرب العاملية الثانية‬ ‫لأ�سباب عديدة‪� ،‬أهمها و�ضوح الإر�سال الذي‬ ‫�أتاحته مل�ستخدمي معداتها ال�صغرية‪ ،‬والتي ال‬ ‫تتطلب �أية مهارات خا�صة يف ا�ستخدامها‪� ،‬إ�ضافة‬ ‫�إىل رخ�ص ثمنها ن�سبياً نتيجة �إنتاجها بكميات‬ ‫كبرية‪ ،‬مما �سمح لها بالدخول ب�سرعة كو�سيلة‬ ‫ات�صاالت بني ال�سفن‪.‬‬

‫وحالياً‪ ،‬متلك ال�سفن �أنظمة ات�صال تعمل‬ ‫بالرتددات العالية‪ ،‬وبالرتددات املتو�سطة‪،‬‬ ‫وبالرتددات العالية جداً لالت�صاالت ال�سطحية‪،‬‬ ‫التي ميكن �أن ي�ضاف �إليها الرتددات ما بعد‬ ‫العالية جداً ‪( UHF‬التي تغطي نطاق ذبذبة‬ ‫‪ 300‬ميجاهريتز �إىل ‪ 3‬جيجاهرتز) لالت�صاالت مع‬ ‫الطائرات‪ ،‬ورمبا لالت�صاالت اال�سرتاتيجية بوا�سطة‬ ‫الأقمار ال�صناعية‪ .‬ويف ع�صرنا احلا�ضر‪ ،‬ف�إن �أنظمة‬ ‫الإر�سال باملوجة امليكروية ‪ Microwaves‬هي يف‬ ‫الأ�سا�س م�أمونة‪ ،‬ولكنها يف املقابل ت�ستدعي تثبيتاً‪،‬‬ ‫للتعوي�ض عن حركة ال�سفينة‪.‬‬

‫تقنية و�صلة البيانات‬

‫كانت االت�صاالت البحرية التكتيكية منذ زمن‬ ‫طويل الهم الأ�سا�سي للقادة‪ ،‬لرغبتهم باحل�صول‬ ‫على معلومات دقيقة عن مواقع القوات ال�صديقة‬ ‫واملعادية‪ ،‬لتمكنهم من اتخاذ القرارات التكتيكية‬ ‫املنا�سبة يف الوقت املنا�سب‪ ،‬و�شرعت يف البداية‪،‬‬ ‫جميع البحريات الكبرية يف تطوير و�صالت‬ ‫البيانات ‪ Data Links‬التكتيكية وا�ستعمالها‬ ‫يف احلرب البحرية‪ ،‬لكنها دخلت اخلدمة الفعلية‪،‬‬ ‫لأول مرة‪ ،‬يف �أوائل ال�ستينيات من القرن املا�ضي‬

‫يف البحريات التابعة حللف �شمال الأطل�سي «ناتو»‬ ‫‪ ،NATO‬و�سمحت لقادة الأ�ساطيل �أن يت�شاركوا‬ ‫املعلومات عن الن�شاطات حتت املاء‪ ،‬وعلى ال�سطح‪،‬‬ ‫ويف اجلو‪ ،‬و�ساهمت هذه التجربة يف تقدم وتطور‬ ‫تكنولوجيا و�صالت البيانات التكتيكية‪ ،‬وظهر هذا‬ ‫التطور يف ال�سبعينيات والثمانينيات‪ ،‬بعد �أن ن�شر‬ ‫حلف «ناتو» على �سفنه يف البداية طائفة و�صالت‬ ‫البيانات التكتيكية‪ ،‬املعروفة حتت ت�سمية ‪-Link‬‬ ‫‪ ،11‬وتطورت من بعدها �إىل الو�صلة ‪،Link-16‬‬ ‫الأكرث تقدماً‪ ،‬ولتلبية طموحات القوات البحرية‬ ‫الأمريكية والأوروبية‪ ،‬عمدت عدة �شركات على‬ ‫ربط �أنظمة التحكم بنريان الأ�سلحة فى كل‬ ‫وحدات الأ�سطول على �شبكة و�صلة البيانات‬ ‫نف�سها‪ ،‬لتمكن كبار القادة من الر�ؤية والتدخل يف‬ ‫اال�شتباكات من بعد‪ ،‬يف وقت واقعي‪ ،‬ويطلق على‬ ‫هذه التكنولوجيا ا�سم «قدرة اال�شباك التعاونية»‪.‬‬ ‫ولقد تطورت و�صالت البيانات ب�شكل م�ستمر‬ ‫منذ عام ‪ ،1970‬و�أ�صبحت تتيح نقل البيانات‬ ‫بقدرة كبرية بني عدد وافر من امل�ستخدمني‪،‬‬ ‫وانعك�س تطورها على تطور تكنولوجيا متييز‬ ‫ال�صديق من العدو ب�شكل وثيق يف م�سرح‬ ‫العمليات‪ ،‬و�أ�صبحت حالياً جميع القوات التابعة‬

‫حللف �شمايل الأطل�سي من �سفن بحرية �أو‬ ‫طائرات الدورية البحرية �أو طائرات الإنذار املبكر‬ ‫وجمع املعلومات‪ ،‬وحمطات الرادارات الأر�ضية‪،‬‬ ‫وبطاريات �صواريخ الدفاع اجلوي جمهزة بو�صلة‬ ‫بيانات تعاونية تختلف ت�سميتها بني من�صة‬ ‫و�أخرى‪.‬‬

‫�أنظمة االت�صاالت التكتيكية البحرية‬

‫ت�ستخدم البحرية الأمريكية حالياً نظام ‪JTIDS‬‬

‫(�أي النظام امل�شرتك لتوزيع املعلومات التكتيكية)‬ ‫الذي يعمل على توزيع املعلومات بالطريقة‬ ‫املبا�شرة (من نقطة �إىل نقطة)‪ ،‬ويوفر �سالمة �إر�سال‬ ‫املعلومات‪� ،‬إذ �إنه ير�سلها على دفعات تف�صل بينها‬ ‫فرتات زمنية ق�صرية‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل القدرة على‬ ‫ت�شفري الإ�شارات حلمايتها من التن�صت‪ ،‬كما‬ ‫يحتوي النظام على تقنية لتنقية الر�سائل امل�شو�شة‬ ‫وت�صحيحها‪.‬‬ ‫�أما النظام الأوروبي ‪ MIDS‬املتعدد‬ ‫اال�ستخدامات لتوزيع املعلومات في�ستخدم يف‬ ‫االت�صال عن طريق ال�صوت �أو الإر�سال ال�سريع‬ ‫للمعلومات‪ ،‬ويتمتع بقدرة عالية على مقاومة‬ ‫الت�شوي�ش والتن�صت‪ ،‬وي�ستخدم حالياً على منت‬

‫العدد ـ ‪ 499‬ـ �أغ�سط�س ‪2015‬‬

‫‪71-‬‬

‫ال�سفن احلربية‪ ،‬والطائرات املقاتلة‪ ،‬ويف مراكز‬ ‫القيادة والتحكم الأر�ضية‪ ،‬ويف القذائف الهجومية‬ ‫�أر�ض‪ /‬جو‪ ،‬ويبلغ وزنه ‪ 29‬كيلوجراماً فقط‪ ،‬مما‬ ‫يجعله منا�سباً لال�ستعمال على الطائرات ‪ F-16‬و‬ ‫‪ F/A-18‬و«تورنادو» ‪.TORNADO‬‬ ‫وت�ستخدم وحدات حلف الناتو نظام نقل البيانات‬ ‫الرقمية‪ ،‬الذي ي�ستخدم كذلك يف الأ�ساطيل‬ ‫البحرية لدول عدة‪ ،‬وينح�صر عمل هذا النظام‬ ‫يف �إر�سال املعلومات التكتيكية من مكان �إىل‬ ‫�آخر‪ ،‬ويوفر للطائرات وال�سفن احلربية احل�صول‬ ‫على �صورة تكتيكية للموقف الع�سكري‪ ،‬كما‬ ‫ميكن ال�سفن احلربية املنت�شرة يف م�ساحات‬ ‫وا�سعة من عر�ض املعلومات نف�سها‬ ‫على ال�شا�شات املوجودة يف مراكز‬ ‫التجمع الع�سكري‪ ،‬وهو بذلك‬ ‫�ضرورة الزمة‬ ‫للتن�سيق بني‬ ‫عمليات الهجوم‬ ‫والدفاع‪.‬‬ ‫وكانت و�صالت‬ ‫البيانات من‬ ‫الطراز القدمي‬ ‫تت�ضمن‬ ‫فجوات يف‬ ‫تغطيتها الرادارية‪،‬‬ ‫مما ي�شكل عدم القدرة على‬ ‫احل�صول على معلومات‬ ‫موثوقة عن الأهداف املعادية‪،‬‬ ‫وا�ستطاعت البحرية الأمريكية‬ ‫التغلب على هذه امل�شاكل‬ ‫با�ستعمال معالج كمبيوتري‬ ‫‪ Microprocessor‬متقدم‪ ،‬ميزج‬ ‫البيانات اخلام‪ ،‬لت�شكل �صورة �أكرث دقة‪.‬‬ ‫ومع �أواخر القرن الع�شرين وبداية القرن احلادي‬ ‫والع�شرين‪ ،‬ومع هذا امل�سار الذي تعزز تدريجياً‬ ‫باخلدمات الإلكرتونية و�شبكة الإنرتنت وو�سائط‬ ‫االت�صال املختلفة‪ ،‬مت �صهر و�صالت البيانات‬ ‫التكتيكية مع التقنيات احلديثة‪ ،‬و�أعطت النتيجة‪،‬‬ ‫�صوراً تكتيكية تظهر بو�ضوح مواقع القوات‬ ‫ال�صديقة واملعادية‪ ،‬و�أتاحت و�صالت البيانات‬ ‫�أي�ضاً‪ ،‬لكل الوحدات ال�صديقة‪ ،‬من برية وبحرية‬ ‫�أو جوية‪ ،‬املرتبطة بال�شبكة‪� ،‬أن ت�شاهد ال�صور نف�سها‬ ‫‪-72‬‬

‫العدد ـ ‪ 499‬ـ �أغ�سط�س ‪2015‬‬

‫يف الوقت الفعلي‪ ،‬وهذا ما ي�ساعد كثرياً على تفهم‬ ‫م�شرتك بني الوحدات عما يجري يف �ساحة‬ ‫املعركة‪.‬‬ ‫وت�ستخدم البحرية الأمريكية �شبكة‬ ‫تعاونية تعرف با�سم ‪ CEC‬لكل‬ ‫الوحدات ال�سطحية الرئي�سية‬ ‫يف �أ�سطولها‪ ،‬واملبد�أ الأ�سا�سي‬ ‫لعمل هذه ال�شبكة هو و�صل‬ ‫الأنظمة القائمة معاً‪ ،‬وهذه‬ ‫التقنية تتيح �صورة عن املجموعة‬

‫القتالية املدجمة‪ ،‬تخول قادة القوة البحرية اتخاذ‬ ‫قرار �سريع ومنا�سب يف الوقت الفعلي حول‬ ‫اال�ستجابات للتهديدات التي ت�شكلها ال�صواريخ‬ ‫والطائرات املعادية‪ .‬ولت�صميم ال�شبكة التعاونية‪،‬‬ ‫يلزم جمع وتخزين وعر�ض مدخالت متعددة‬ ‫من امل�ست�شعرات يف كل ال�سفن املجهزة بال�شبكة‪،‬‬ ‫لتتمكن جمموعات ال�سفن املنت�شرة من مواجهة‬ ‫التهديدات اجلوية بالعمل كم�ست�شعر وجمموعة‬

‫�سالح واحدة‪ ،‬مبا ميكن من �أخذ التدابري الدفاعية‬ ‫املنا�سبة من �أي من�صة‪ ،‬ويعطي‪ ،‬بالتايل‪ ،‬قدرات‬ ‫دفاعية كبرية و�أوقات رد فعل ق�صرية‪ ،‬ولذلك‪،‬‬ ‫ميكن لل�سفن امل�شرتكة يف ال�شبكة تعقب عدد‬ ‫كبري من الطائرات‪ ،‬مع تالحم دقيق بني من�صات‬ ‫القوة البحرية املتحركة‪ .‬ومن جهة �أخرى‪ ،‬ف�إن‬ ‫نظام توزيع البيانات ‪ ،DDS‬الذي ين�شئ �شبكة‬ ‫ويوزع بيانات ا�ست�شعارية رئي�سية لكل �أع�ضاء القوة‬

‫البحرية يف وقت فعلي‪ ،‬ي�سمح جلميع املن�صات‬ ‫بالتحكم بالنريان‪.‬‬ ‫ومهمة معالج اال�شتباك امل�شرتك‬ ‫‪ CEP‬هى معاجلة البيانات‬ ‫املقدمة حملياً من كل‬ ‫الوحدات الأخرى‬ ‫يف �شبكة ‪،CEC‬‬

‫�أما نظام توزيع البيانات ‪ ،DDS‬فهو ي�شكل‬ ‫�شبكة وا�سعة بقدرة عالية وبدرجة �سرية كبرية‬ ‫بني معاجلات اال�شتباك التعاوين‪ ،‬لأن متطلبات‬ ‫�أداء هذا النظام �أف�ضل من التي متنحها و�صالت‬ ‫البيانات العادية‪ ،‬من حيث قدرة العمل يف بيئة‬ ‫ت�شوي�ش عالية‪ ،‬وقوة البث عالية الفعالية‪ ،‬وانت�شار‬ ‫طيف الرتددات الوا�سعة‪ ،‬والتوقيت الدقيق‪ ،‬ومن‬ ‫�أجل ذلك ي�ستخدم النظام جمموعة هوائيات‬ ‫تدار الكرتونياً للإر�سال واال�ستقبال للبيانات‬ ‫امل�شفرة‪ ،‬وجهاز �إر�سال عايل القدرة‪،‬‬ ‫ويعمل النظام يف احليز‬ ‫الرتددي ‪،C‬‬

‫ويعالج البيانات الواردة من كل امل�ست�شعرات‪،‬‬ ‫لي�شكل قاعدة بيانات‪ ،‬مع الأخذ بعني االعتبار‬ ‫اخلطوط الزمنية والهند�سية ودقة تالحم ال�شبكة‬ ‫وامل�ست�شعرات للتحكم بالنريان‪ ،‬ويتم دمج هذا‬ ‫املعالج �ضمن جمموعة �أنظمة القتال يف ال�سفينة‬ ‫مع نظام القيادة وال�سيطرة‪ ،‬ل�ضمان االرتباط‬ ‫مع عمليات النظام القتايل املحلي ومعاجلات‬ ‫الأ�سلحة‪ ،‬حتى يتم التحكم الدقيق بالنريان‪.‬‬

‫وبتحكم مبا�شر من معالج اال�شتباك التعاوين‬ ‫‪ CEP‬ليدعم تالحم ال�شبكة وتبادل البيانات‬ ‫تكتيكياً‪ .‬وهذه الآليات كانت مطروحة على‬ ‫ب�ساط البحث منذ عام ‪ ،1987‬غري �أن اتخاذ‬ ‫املبادرات العملية ب�ش�أنها �أتى بعد عامني من‬ ‫الدرا�سات امل�سبقة حول جدوى الدخول يف‬ ‫معادالت جديدة يف جمال االت�صاالت الع�سكرية‬ ‫ذات الطابع التكتيكي‪ ،‬ومتت �أوىل التجارب‬

‫لإطالق النار عام ‪� ،1996‬أما االنتاج فقد بد�أ‬ ‫عام ‪ 2002‬مع خمططات لتجهيز ‪ 250‬وحدة‬ ‫بحرية مبعالج قدرة اال�شتباك امل�شرتك لتجهيز‬ ‫�سفن ال�سطح وطائرات املراقبة ومواقع التدريب‬ ‫والتجارب ومن�صات م�شاة البحرية الأمريكية‪.‬‬ ‫ويف هذا االطار‪� ،‬شكلت �آلية اال�شتباك امل�شرتك‬ ‫النقلة النوعية املطلوبة‪ ،‬وعربت الأطلنطي لت�صل‬ ‫�إىل اململكة املتحدة‪ ،‬ال�شريك القدمي وامل�ستمر‬ ‫للواليات املتحدة يف �أوروبا‪ ،‬للتعاون بهذا الربنامج‬ ‫احلديث املتقدم‪ ،‬بهدف �إعادة ت�أهيل �أول نظام‬ ‫على فرقاطات من فئة ‪ Type-23‬يف عام ‪،2008‬‬ ‫بينما �ستجهز مدمرات البحرية امللكية من فئة‬ ‫‪ ،Type 45‬وحامالت الطائرات اجلديدة‪ ،‬بقدرة‬ ‫اال�شتباك امل�شرتك‪ ،‬اجلاهزة‪� .‬أما يف فرن�سا‪ ،‬فيجرى‬ ‫تطوير نظام ‪ ، RIFAN‬وهو ن�سق من التحكم‬ ‫بالربجمية ‪ Software‬ين�سجم مع طبيعة‬ ‫دفق املعلومات‪ ،‬ويتيح خيارات خمتلفة من‬ ‫اخلدمات‪ ،‬تبعاً لإيقاع االت�صاالت نف�سها‪،‬‬ ‫ح�سب الأولويات املحتملة‪.‬‬

‫�أنظمةاالت�صالبالغوا�صات‬

‫يغطي حيز الرتددات املنخف�ضة‬ ‫للغاية ‪Extremely Low‬‬ ‫‪)Frequencies‬‬ ‫‪(ELF‬‬ ‫الرتددات من ‪ 3‬هرتز حتى ‪300‬‬ ‫هرتز‪ ،‬وهو حيز ترددي بالغ الأهمية‬ ‫بالن�سبة للقوات البحرية للدول‬ ‫العظمى‪ ،‬التي ت�ستخدم‬ ‫�أ�سط ً‬ ‫وال من الغوا�صات‬ ‫اال�سرتاتيجية‪ ،‬التي‬ ‫تكلف مبهام يف �أعماق‬ ‫الدولية‪،‬‬ ‫املياه‬ ‫وبعيداً جداً عن‬ ‫مياهها الإقليمية؛‬ ‫حيث �إن هذا احليز هو‬ ‫الوحيد الذي ميكن من خالله حتقيق االت�صال‬ ‫بالغوا�صات وهي غاط�سه لأعماق كبرية‪ .‬وكنتيجة‬ ‫لدرجة التو�صيل الكهربي العالية ملياه البحار‪،‬‬ ‫ف�إن قدرة الإ�شارات الكهرومغناطي�سية‪ ،‬ت�ضمحل‬ ‫ب�سرعة �أثناء انت�شارها ر�أ�سياً داخل املياه‪ ،‬وت�صبح‬ ‫الغوا�صة يف حماية من االكت�شاف بوا�سطة و�سائل‬ ‫اال�ست�شعار الكهرومغناطي�سية املعروفة‪ ،‬ولكن يف‬ ‫العدد ـ ‪ 499‬ـ �أغ�سط�س ‪2015‬‬

‫‪73-‬‬

‫املقابل ف�إنه ال ميكن االت�صال بالغوا�صات وهي‬ ‫يف عمق عملها‪ ،‬بو�سائل االت�صال الال�سلكية‬ ‫التقليدية‪.‬‬ ‫وتتوقف درجة اال�ضمحالل ‪Attenuation‬‬ ‫للموجات الكهرومغناطي�سية �أثناء اخرتاقها ل�سطح‬ ‫املاء على تردد هذه املوجات‪ ،‬فكلما انخف�ض‬ ‫الرتدد‪ ،‬توغلت الإ�شارة داخل املاء �إىل عمق �أكرب‪،‬‬ ‫ولكي ت�ستقبل الغوا�صة �إ�شارات ناجتة من �أجهزة‬ ‫االت�صال التقليدية‪ ،‬يجب �أن تطفو فوق ال�سطح‪� ،‬أو‬ ‫على الأقل‪ ،‬يربز هوائي االت�صال فوق �سطح املياه‪،‬‬ ‫وتبطئ الغوا�صة من �سرعتها‪ ،‬حتى تتبادل الر�سائل‬ ‫مع الطرف الآخر‪ ،‬وهذه الإجراءات تفقد الغوا�صة‬ ‫�أهم مميزاتها‪ ،‬وهي اخلفاء‪ ،‬وتعر�ضها لالكت�شاف‬ ‫والتدمري بوا�سطة العدو‪ ،‬ولكن الرتددات الواقعة يف‬ ‫حيز الرتددات املنخف�ضة للغاية ‪ ELF‬ميكن ا�ستقبالها‬ ‫بوا�سطة الغوا�صات وهي على عمق يبلغ حتى‬ ‫‪ 100‬قدم‪ ،‬ولذلك ف�إنها تعترب الو�سيلة الأهم لإر�سال‬ ‫الر�سائل �إىل �أ�سطول الغوا�صات اال�سرتاتيجية‪.‬‬ ‫و�أحد �أهم امل�صاعب املرتبطة با�ستخدام املوجات‬ ‫‪ ELF‬لالت�صاالت‪ ،‬هي كيفية �إنتاج الإ�شارة‬ ‫الكهرومغناطي�سية املفيدة‪ ،‬حيث �إن احلجم‬ ‫الطبيعي للهوائي‪ ،‬يتنا�سب عك�سياً مع قيمة‬ ‫الرتدد (على �سبيل املثال حجم هوائي التليفون‬ ‫املحمول الذي ي�ستخدم ترددات مرتفعة ن�سبياً‪،‬‬ ‫ال يزيد طوله على ب�ضعة �سنتيمرتات)‪ ،‬ولكن يف‬ ‫احليز ‪ ،ELF‬يجب �أن يكون الهوائي ذا حجم‬

‫‪-74‬‬

‫العدد ـ ‪ 499‬ـ �أغ�سط�س ‪2015‬‬

‫كبري جداً‪.‬‬ ‫ونظام االت�صال باملوجات املنخف�ضة للغاية‪،‬‬ ‫الأمريكي‪ ،‬الذي بد�أ العمل الفعلي يف عام ‪1989‬‬ ‫ي�ستخدم هوائيني‪� ،‬أحدهما يف والية وي�سكن�سن‬ ‫‪ ،Wisconsin‬والآخر يف والية ميت�شجان‬ ‫‪ ،Michigan‬وكل هوائي ي�شبه يف ظاهره خطوط‬ ‫نقل الكهرباء ذات ال�ضغط العايل‪ ،‬املركبة على‬ ‫�أعمدة خ�شبية‪ ،‬ويتكون الهوائي املركب يف‬ ‫والية وي�سكن�سن من خطني متوازيني‪ ،‬يبلغ طول‬ ‫كل منهما ‪ 22.5‬كم‪ ،‬بينما يتكون هوائي والية‬ ‫ميت�شجان‪ ،‬من ثالثة خطوط‪ ،‬يبلغ طول اثنني‬ ‫منهما ‪ 22.5‬كم‪� ،‬أما الثالث فيبلغ طوله ‪ 45‬كم‪.‬‬ ‫وترددات احليز ‪ ، ELF‬ذات قدرة �ضعيفة على‬ ‫نقل املعدالت العالية من املعلومات‪ ،‬ولذلك‪،‬‬ ‫ال ميكن ا�ستخدامها لنقل ر�سائل طويلة باملعني‬ ‫املتعارف عليه‪ ،‬حيث يحتاج نقل الر�سالة �إىل‬ ‫وقت طويل‪ ،‬وي�صبح غري عملي‪ ،‬ولكنها تُ�ستخدم‬ ‫فقط لإر�سال ر�سائل ق�صرية‪ ،‬مثل ر�سائل‬ ‫التحذير‪� ،‬أو لتنبيه قائد الغوا�صة التخاذ اخلطوات‬ ‫الالزمة للطفو والت�أمني‪ .‬وحتتاج �أنظمة االت�صال‬ ‫التي تعمل يف هذا احليز �إىل قدرات �إر�سال عالية‪،‬‬ ‫تبلغ ‪ 100‬ميجاوات‪ ،‬وحتقق م�سافات ات�صال تزيد‬ ‫على �إمكانيات �أي و�سيلة ات�صال �أر�ضية �أخرى‪،‬‬ ‫وهي ال تت�أثر بدرجة كبرية بالظواهر املناخية‪.‬‬ ‫ويحقق حيز الرتددات املنخف�ضة جداً ‪Very‬‬ ‫‪( )Low Frequencies (VLF‬من ‪� 3‬إىل ‪ 30‬االت�صاالت يف �أنظمة القيادة وال�سيطرة‬

‫كيلوهريتز)‪ ،‬ات�صاالت ي�صل مداها حتى ‪8.000‬‬ ‫كم‪ ،‬وتخرتق موجات االت�صال املناطق الزراعية‬ ‫الكثيفة‪ ،‬واملياه �إىل �أعماق ال تزيد على ب�ضعة‬ ‫�أقدام‪ ،‬وي�ستخدم هذا احليز‪ ،‬للمالحة ب�صفة‬ ‫�أ�سا�سية‪ ،‬ولتحقيق االت�صال بالغوا�صات املوجودة‬ ‫عند عمق قليل‪ ،‬ولكن‪ ،‬مبعدل نقل بيانات �أعلى‬ ‫من املعدل الذي ميكن تبادله من خالل املوجات‬ ‫ذات الرتددات الغاية يف االنخفا�ض‪ .‬ومعظم‬ ‫حمطات الإر�سال التي تعمل يف احليز ‪، VLF‬‬ ‫تتمركز على الأر�ض‪ ،‬قريباً من ال�سواحل‪ ،‬ولكن‬ ‫بع�ض مراكز القيادة اال�سرتاتيجية املحملة على‬ ‫طائرات يدخل من �ضمن مكوناتها حمطات‬ ‫�إر�سال تردد ‪ ،VLF‬وت�ستخدم هوائياً عبارة عن‬ ‫�سلك طويل ي�سحب خلف الطائرة‪ ،‬وجهاز‬ ‫�إر�سال قدرته من ‪� 100‬إىل ‪ 200‬كيلوات‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من �أن حمطات الإر�سال التي‬ ‫تعمل يف حيز الرتددات املنخف�ضة جداً‪ ،‬قادرة‬ ‫على نقل كم �أكرب من املعلومات‪ ،‬مقارنة بالتي‬ ‫تعمل يف حيز الرتددات املنخف�ضة للغاية‪ ،‬ف�إنها‬ ‫مازالت حمددة اال�ستخدام‪ ،‬و ُي�ستخدم �أ�سلوب‬ ‫تقطيع املوجة امل�ستمرة لبناء الر�سائل املتبادلة يف‬ ‫هذا احليز‪ ،‬مع ا�ستخدام ال�شفرة والرمز‪ ،‬وميكن‬ ‫تزويد هذا النوع من االت�صاالت بقدرات ملقاومة‬ ‫الإعاقة الإلكرتونية‪ ،‬ولكن على ح�ساب تخفي�ض‬ ‫معدل نقل البيانات‪.‬‬

‫البحرية‬

‫هناك �شواهد لعودة ا�ستخدام الرتدد العايل ‪HF‬‬

‫لتحقيق ا�ستمرارية االت�صال لأغرا�ض القيادة‬ ‫وال�سيطرة الآلية البحرية‪ ،‬بعد ظهور نقاط �ضعف‬ ‫الأقمار ال�صناعية‪ ،‬ولذلك‪ ،‬فقد نرى خالل العقد‬ ‫القادم ا�ستخدام طبقة الأيونو�سفري ‪Ionosphere‬‬ ‫(املوجودة فوق الغالف اجلوي) يف ات�صاالت‬ ‫امل�سافات البعيدة‪ ،‬بد ًال من ا�ستخدام الأقمار‬ ‫ال�صناعية‪ ،‬خا�صة �أن القيادة وال�سيطرة �ستبقى‬ ‫على �سفن ال�سطح‪ ،‬و�سيظل هناك طلب لل�سيطرة‬ ‫على القطع البحرية �أينما وجدت‪.‬‬ ‫وي�ستخدم املنطاد البحري ‪ AIRSHIP‬يف حتقيق‬ ‫ات�صاالت القيادة ال�سيطرة على جمموعات القتال‬ ‫البحرية‪ ،‬وحامالت الطائرات‪ ،‬وخا�صة يف حتقيق‬ ‫االت�صاالت على االرتفاع املنخف�ض‪ ،‬ليعمل مثل‬ ‫قمر �صناعي لالت�صاالت‪ ،‬ولكن بقدرة �أف�ضل‬ ‫على البقاء‪ ،‬وميكن تطوير املنطاد البحري‪ ،‬ب�إ�ضافة‬ ‫عدد من �أجهزة الال�سلكي ت�ستخدم يف عمل‬ ‫�شبكة �إعادة �إذاعة‪ ،‬لالت�صال بوحدات ال�سطح‪،‬‬ ‫التي لي�ست على خط ر�ؤية مبا�شر من بع�ضها‪،‬‬ ‫وهناك احتمال لتو�صيل املنطاد بنظامي القيادة‬ ‫وال�سيطرة املحمولني جواً «ج�ستارز» ‪ JSTARS‬و‬ ‫‪ TACAMO‬لعمل نوع من التكامل بني هذه‬ ‫الأنظمة‪ ،‬وهنا يظهر مدى �أهمية تطوير و�صلة نقل‬ ‫املعلومات‪ ،‬لتكون ذات �شعاع �ضيق‪ ،‬لتقليل‬ ‫احتمال التن�صت والإعاقة عليها‪.‬‬

‫االت�صاالت بالأقمار ال�صناعية‬

‫من اال�ستخدامات املهمة والعديدة‪ ،‬للأقمار‬ ‫ال�صناعية‪ ،‬حتقيق االت�صال مع الغوا�صات على‬ ‫امل�ستوى اال�سرتاتيجي‪ ،‬با�ستخدام الليزر؛ �إذ‬ ‫تر�سل الإ�شارات‪ ،‬واملعلومات مبعدل �إر�سال �سريع‪،‬‬ ‫وذلك بغر�ض ا�ستكمال ورفع كفاءة �أنظمة القيادة‬ ‫وال�سيطرة الآلية‪ ،‬يف االت�صال بالغوا�صات‪ ،‬وتتميز‬ ‫�إ�شارة االت�صال ب�شعاع الليزر بالقدرة على اخرتاق‬ ‫املياه‪ ،‬وكذلك بال�سرعة العالية يف �إر�سال املعلومات‪،‬‬ ‫مما يجعلها ذات �أهمية خا�صة بالن�سبة ل�شبكة القيادة‬ ‫وال�سيطرة يف الغوا�صات‪.‬‬ ‫والأقمار التي ت�ستخدمها القوات البحرية الأمريكية‬ ‫حتتاج �إىل قواذف قوية لو�ضعها يف مدارها‪ ،‬مثل‬ ‫�صواريخ «�إيريان» ‪ ARIANE‬الفرن�سية‪ ،‬و»تيتان»‬ ‫‪ TITAN‬و«�أطل�س» ‪ ATLAS‬الأمريكيني‪،‬‬

‫و»�إنرجيا» ‪ ENRGIA‬و»بروتون‬ ‫«الرو�سيني‪ .‬وتدور هذه الأقمار فى املدار اجلغرايف‬ ‫الثابت ‪ ، Geostationary Orbit‬وهو مدار‬ ‫دائري يف م�ستوى خط اال�ستواء‪ ،‬ويبعد عن‬ ‫الأر�ض م�سافة ‪ 35 786‬كم‪� ،‬أي ما ي�ساوي‬ ‫خم�سة �أ�ضعاف قطر الكرة الأر�ضية‪ ،‬وت�سبح فيه‬ ‫الأقمار ب�سرعة ‪ 11160‬كم‪�/‬ساعة‪ ،‬وهي ال�سرعة‬ ‫نف�سها لدوران الأر�ض حول حمورها‪ ،‬ومن ثم‪،‬‬ ‫ف�إن القمر يظل ثابتاً ن�سبياً فوق بقعة بعينها من‬ ‫الأر�ض ب�صفة م�ستمرة‪ .‬لذا‪ ،‬ف�إن هوائي املحطة‬ ‫الأر�ضية الذي ُي ْر�سِ ل �إىل القمر‪� ،‬أو َي ْ�ستقَبل منه‪،‬‬ ‫يظل‪ ،‬رغم ثباته‪ ،‬موجهاً ب�صفة م�ستمرة نحو القمر‪.‬‬ ‫ويدور القمر حول حموره مبعدل ‪ 30‬لفة يف الدقيقة‪،‬‬ ‫حمققاً بذلك االتزان املطلوب �أثناء حركته الهائلة‬ ‫ال�سرعة‪� ،‬أ ّما هوائيات القمر‪ ،‬فقد ُجهزت بطريقة‬ ‫خا�صة‪ ،‬تظل مبوجبها متجهة �صوب املحطات‬ ‫الأر�ضية‪ ،‬وي�سمى هذا املدار‪� ،‬أحيانا «املدار اجلغرايف‬ ‫املتزامن»‪ ، Geosynchronous Orbit‬وي�ستطيع‬ ‫القمر‪ ،‬من هذا االرتفاع‪ ،‬تغطية م�ساحة �شا�سعة‪.‬‬ ‫والواقع �أن ثالثة �أقمار فقط‪ ،‬ميكنها‪ ،‬من هذا املدار‪،‬‬ ‫تغطية �سطح الكرة الأر�ضية كله ومع ذلك‪ ،‬فهناك‬ ‫�شبكات ات�صال ف�ضائية‪ ،‬ت�شمل حتى ‪ 15‬قمراً‬ ‫على هذا املدار‪ ،‬وذلك تلبي ًة للحاجات املختلفة‬ ‫ملئات الآالف من امل�شرتكني‪.‬‬ ‫وت�ستخدم القوات البحرية الأمريكية �شبكة‬ ‫‪BROTON‬‬

‫ات�صاالت ف�ضائية خا�صة بها‪ ،‬ت�سمى «فليت‬ ‫�ساتكوم» ‪� ، Fleet Satcom‬أُطلق �أول �أقمارها‬ ‫عام ‪ ،1978‬كما �أطلقت القوات البحرية نوعاً‬ ‫ثانياً من �أقمار االت�صاالت‪ ،‬اعتباراً من عام ‪1984‬‬ ‫وحتى عام ‪�ُ ،1990‬سمي»لي�سات»»‪، ”Leasat‬‬ ‫و�أطلقت منه خم�سة �أقمار‪ ،‬ثم �أطلقت اعتباراً من‬ ‫�شهر �سبتمرب ‪� ،1993‬ستة �أقمار من نوع ‪UHF‬‬ ‫‪ )Follow On (UFO‬يبلغ عمر كل منها �أربعة‬ ‫ع�شر عاماً‪ ،‬وت�شكل �أ�سا�س �شبكة االت�صاالت بعيدة‬ ‫املدى للبحرية الأمريكية‪ ،‬وهي بديلة عن ال�شبكتني‬ ‫الأقدم ‪ Fleet Satcom‬و ‪.Leasat‬‬ ‫ويف عام ‪� ،1976‬أطلقت م�ؤ�س�سة «كوم�سات»‬ ‫‪ COMSAT‬الأمريكية ثالثة �أقمار �صناعية‪،‬‬ ‫خلدمة االت�صاالت البحرية التجارية‪ ،‬وو�ضعتها فوق‬ ‫املحيطات الثالثة‪ ،‬مكونة بذلك �شبكة‪� ،‬سميت‬ ‫«ماري�سات» ‪ ، MARISAT‬ويف عام ‪ ،1982‬بد�أت‬ ‫املنظمة الدولية «�إمنار�سات» ‪International‬‬ ‫‪Organization‬‬ ‫‪)(INMARSAT‬‬

‫‪Satellite‬‬

‫‪Maritime‬‬

‫ممار�سة ن�شاطها‪ ،‬ويف البداية‪،‬‬ ‫مل تطلق �أقماراً خا�صة بها‪ ،‬بل ا�ست�أجرت قنوات‬ ‫ات�صال من �شبكتي «ماري�سات» و «�إنتل�سات»‪،‬‬ ‫و�شبكة الأقمار الأوروبية‪ ،‬وبنهاية عام ‪،1983‬‬ ‫كان هناك ما يزيد على ‪� 2100‬سفينة جتارية‪،‬‬ ‫مجهزة لالت�صاالت الهاتفية والربقية‪ ،‬من خالل‬ ‫الأقمار ال�صناعية‪.‬‬ ‫العدد ـ ‪ 499‬ـ �أغ�سط�س ‪2015‬‬

‫‪75-‬‬

‫‪-76‬‬

‫العدد ـ ‪ 499‬ـ �أغ�سط�س ‪2015‬‬

‫العدد ـ ‪ 499‬ـ �أغ�سط�س ‪2015‬‬

‫‪77-‬‬

‫�سيطرة‬

‫حماية القيادة وال�سيطرة بني الفن والعلم‬ ‫بقلم ‪ /‬لواء د‪ .‬ب�سمة حممود‬

‫«اجلزء الأول»‬

‫تعترب القيادة وال�سيطرة مفتاح النجاح للإدارة املتكاملة �أو املثالية‪ ،‬ونظراً ملدى �أهميتهما �أ�صبحنا نعتربهما كلمة واحدة‬ ‫وال نفرق بينهما كم�صطلحني منف�صلني لكونهما يف نف�س الوقت مرتبطني متاماً‪ ،‬ومما يزيد املو�ضوع تعقيداً حماوالت‬ ‫�إيجاد العالقة بينهما �إذا اقتنعنا ب�أنهما منف�صالن‪ ،‬والأهم من ذلك‪� ،‬أن نحافظ على توازن هذه العالقة و�إال لن يكتب لنا‬ ‫النجاح‪ ..‬مبعنى �آخر‪ :‬ف�إن قيادة بدون �سيطرة‪ ،‬حتماً �سيكون م�صريها الف�شل امل�ؤكد‪ ،‬و�سيطرة بدون قيادة‪ ،‬ال ميكن �أن تتم‪.‬‬ ‫ولت�سهيل عملية التعرف �إىل �أهمية فل�سفة القيادة‬ ‫وال�سيطرة‪ ،‬من الأف�ضل �أن نتعرف �إىل مفهوم كل‬ ‫منهما ب�شكل م�ستقل‪ ،‬ثم نتعرف �إىل مفهوم‬ ‫القيادة وال�سيطرة معاً و�ضمانات جناحهما‪.‬‬

‫القــيـــادة‬

‫القيادة عبارة عن عملية م�ستمرة لو�ضع �أهداف‬ ‫مطلوب حتقيقها وت�شمل �أي�ضاً زرع قوة الإرادة يف‬ ‫القادة واملر�ؤو�سني لتحقيق تلك الأهداف‪� ،‬إ�ضافة‬ ‫�إىل ذلك ف�إن القيادة تو�ضح التوجيهات وحتدد‬ ‫الأ�سبقيات‪ ،‬كما �أن القيادة عادة توجه لتن�سيق‬ ‫اجلهود املختلفة واحلد من تعار�ض الن�شاطات‪ ،‬لهذا‬ ‫فهي عملية حتكمها املواقف �أكرث من �أنها عملية‬ ‫‪-78‬‬

‫العدد ـ ‪ 499‬ـ �أغ�سط�س ‪2015‬‬

‫�آلية‪ ..‬فمن هذا املفهوم �أو التعريف ن�صل �إىل نقطة رئي�سية مهمة وهي‪� :‬أن �إجراءات الإدارة ال�سليمة‬ ‫هامة تدور حول كل ما ذكرنا يف الأ�سطر ال�سابقة تعترب �أ�سا�س ال�سيطرة الفاعلة‪.‬‬ ‫وهي �أن اتباع وتطبيق فنون القيادة هو الو�سيلة‬ ‫مفهوم القيادة وال�سيطرة‬ ‫الرئي�سية لتحقيق قيادة فعالة‪.‬‬ ‫من التعريفني ال�سابقني تظهر لنا العالقة العامة بني‬ ‫ال�سيــــطرة‬ ‫القيادة وال�سيطرة‪ ،‬فيت�ضح لنا �أن ال�سيطرة عبارة‬ ‫ال�سيطرة عبارة عن عملية م�ستمرة مل�ساندة عن عملية �إ�سناد لأهداف القائد عن طريق توفري‬ ‫القيادة‪ ،‬وتت�صف ب�أنها عملية �آلية توجه �إىل ما املعلومات الالزمة التخاذ القرارات امل�ستمرة‪،‬‬ ‫حدد م�سبقاً يف القيادة‪ ،‬وت�سعى ال�ستخدام جميع والت�أكد من �أن القادة املر�ؤو�سني والت�شكيل‬ ‫طرق االت�صاالت‪ ،‬وتن�سيق الن�شاطات الداخلية الإداري ب�أكمله يعملون وفقاً لتلك القرارات‪،‬‬ ‫واخلارجية للحد من تدخل القيادة لكي تخفف بهذا‪ ،‬وعلى رغم �أنهما م�ستقالن بذاتهما‪ ،‬ف�إن هناك‬ ‫�أعباءها‪ ،‬وكما و�صلنا �إىل نقطة مهمة يف تعريفنا عالقة ديناميكية بينهما وهي‪� :‬إ�سناد ال�سيطرة‬ ‫ال�سابق ملفهوم القيادة‪ ،‬ن�صل �أي�ضاً هنا �إىل نقطة ب�شكل م�ستمر لعملية القيادة‪ ،‬لذا يجب على‬

‫القائد املحافظة على التوازن املنا�سب بني القيادة‬ ‫وال�سيطرة‪ ،‬علما �أن هذا التوازن لي�س ثابتاً يف جميع‬ ‫الأحوال‪ ،‬ولكل موقف ظروفه وتوازنه اخلا�ص به‪.‬‬ ‫كما ال نن�سى �أي�ضاً مدى �أهمية وجود تنظيمات‬ ‫متعارف عليها متار�س من خاللها القيادة وال�سيطرة‬ ‫بحيث ي�سلك كل منهما الطريق اخلا�ص به للقيام‬ ‫بالدور املطلوب منه‪.‬‬ ‫�إذاً يت�ضح مفهوم القيادة وال�سيطرة من تفهم �أبعاد‬ ‫دائرة املعلومات املغلقة التي تربط القائد باملنظمة‪،‬‬ ‫والتي تتمثل يف القنوات الإر�شادية التي تنقل‬ ‫بالغات املواقف للقيادة وتنقل عك�سياً الأوامر‬ ‫التنفيذية‪ ،‬بعد املعاجلة التحليلية لبالغات املواقف‪،‬‬ ‫من القيادة للمر�ؤو�سني‪ .‬وطبقاً لقواعد و�أ�س�س علم‬ ‫ال�سيطرة‪ CYBEMETISC‬يتحدد مفهوم القيادة‬ ‫وال�سيطرة يف كونها عملية التبادل امل�ستمر واملزدوج‬ ‫للمعلومات من القيادة للمر�ؤو�سني وبالعك�س‪،‬‬ ‫عن طريق توافر نظام حمكم للموا�صالت لنقل‬ ‫املعلومات يف �صورة بالغات للقيادة عن املواقف‬ ‫التي تواجهها املنظمة ‪� ،‬أو �أوامر وتعليمات من‬ ‫القيادة تتالءم والتعامل مع متغريات املواقف‪.‬‬

‫متطلبات القيادة وال�سيطرة‬

‫�أولها قيادة النف�س‪ ،‬وال�سيطرة عليها‪ ،‬والتفاين‪،‬‬ ‫والإخال�ص يف العمل من كل �شخ�ص‪ .‬وهذه‬ ‫املتطلبات ال ميكن الو�صول �إليها بالتنظيمات‬ ‫فقط ولكن بت�سل�سل التعليم �أي�ضاً‪ ،‬وال يق�صد هنا‬ ‫التعليم الر�سمي فقط‪ ،‬لكن �أي�ضاً ي�شمل التعليم‬ ‫من خالل اخلربة �أثناء اخلدمة الع�سكرية‪ ،‬وبهذا‬ ‫ي�صبح كل قائد معلماً ومنوذجاً ملر�ؤو�سيه‪ .‬ويف نف�س‬ ‫الوقت ف�إن كل �شخ�ص يتعلم من �أفكار الآخرين‪،‬‬ ‫وت�ستمر الدائرة يف تطورها باعتبار هذا التطور هو‬ ‫الهدف الأ�سا�سي لكل �شخ�ص‪.‬‬ ‫�إن فن القيادة يعترب �أ�سا�س القيادة وال�سيطرة‪،‬‬ ‫لذا علينا التعرف �إىل ما هو مطلوب من القيادة‬ ‫وال�سيطرة‪ ،‬فنجد �أنه يلزم �إيجاد قنوات ات�صاالت يف‬ ‫الت�شكيل الإداري لكي ت�سمح لأجزاء الت�شكيل‬ ‫باالت�صال ببع�ضهم بع�ضاً‪ .‬ولكي نطبق هذه الفكرة‬ ‫يجب على القائد �أن يفكر يف �أن هذه التنظيمات‬ ‫تعمل ب�آلية موقوتة‪ ،‬فكل منها يقوم يف املكان‬ ‫والزمان املحددين وبالطريقة التي تدعم البقية‪ ،‬وال‬ ‫يفكر يف القيام بالقيادة وال�سيطرة ك�إجراء روتيني‬ ‫هرمي ين�صب من الأعلى �إىل الأ�سفل‪ ،‬لأن‬

‫الغر�ض من هذا االن�سياب هو تبادل الأفكار ولي�س وكل قائد عليه �أن ي�ستخدم طرقاً وو�سائل خمتلفة‬ ‫للح�صول على ما يحتاج �إليه من املعلومات‪.‬‬ ‫الهبوط من �أعلى �إىل �أ�سفل‪.‬‬ ‫ولكي نحقق ذلك يجب �أن ن ْن�شئ قنوات االت�صال‬ ‫عقبات تواجه القيادة وال�سيطرة‬ ‫بدقة وبت�أمل‪ ،‬لكي نت�أكد ون�ضمن �أن املعلومات‬ ‫تن�ساب �إىل الأ�شخا�ص املعنيني‪ ،‬وبالتايل نح�صل من �أكرب امل�صاعب التي تواجه عملية القيادة‬ ‫على القرارات من م�ستوى القيادة املطلوب‪ ،‬ونتبع وعملية ال�سيطرة املواقف املجهولة �أو غري امل�ؤكدة‪،‬‬ ‫�أي�ضا نف�س الطريقة لإر�سال نتائج القرارات‪ ،‬وما التي حتد من ن�شاطات املنظمة ومن فاعلية القادة‬ ‫ترتب عليها لكي ن�ضمن احل�صول على قرارات املر�ؤو�سني‪ ،‬لذا يجب عالج هذه امل�شكلة‪،‬‬ ‫�أخرى موقوتة‪ ،‬ولتب�سيط املو�ضوع ن�ستطيع اعتبار وذلك ب�أن يتم بحث القيادة وال�سيطرة يف جميع‬ ‫�أن تنظيم القيادة وال�سيطرة يعمل بانتظام �إذا عرف االجتاهات للح�صول على دالئل �أو �أحداث‬ ‫كل �شخ�ص م�س�ؤولياته جتاه ان�سياب هذه العملية‪ ،‬م�ؤكدة‪ ،‬و�إذا مل نح�صل عليها يجب �أن تقوم القيادة‬ ‫كما يجب �أن ن�أخذ يف االعتبار ‪� -‬إ�ضافة �إىل �إن�شاء بتوقع ما قد يحدث ومن ثم و�ضع احللول القابلة‬ ‫قنوات االت�صال الفعالة ‪ -‬مدى �أهمية ال�سرعة يف للتعديل �أو للتغيري للق�ضاء على كل االحتماالت‬ ‫عملية نقل املعلومات لكي ن�ضمن �أي�ضاً قرارات املمكن حدوثها‪.‬‬ ‫موقوتة و�سليمة‪ ،‬ونعني بال�سرعة هنا ا�ستخدام ولكي يكون هذا املو�ضوع املهم واملخت�صر عن‬ ‫الالمركزية يف التنفيذ‪ ،‬فهي متنحك �سرعة �إ�ضافية القيادة وال�سيطرة ‪ ،‬مفيداً من كل زواياه‪ ،‬نرغب‬ ‫يف اتخاذ القرارات‪ ،‬مع الأخذ يف االعتبار �أن يف �إبراز نقطة مهمة يجب �أن تتوفر لدى كل‬ ‫الالمركزية يف التنفيذ قد تفقدك بع�ض املعلومات قائد‪ ،‬وب�إمكانه تطبيقها �أال وهي‪ :‬ممار�سة التدريب‬ ‫عما يجري‪ ،‬لذا يجب �أن يكون هناك مر�ؤو�سون الفعلي لأنه الطريق الرئي�س حل�صول القائد على‬ ‫م�ؤهلون للقيام بالدور املطلوب منهم عند منحهم خربة عالية يف كل ما يتعلق باتخاذ القرارات‪،‬‬ ‫والتدريب هو الو�سيلة الفاعلة لتطوير الثقة يف‬ ‫المركزية يف التنفيذ‪.‬‬ ‫و�أخرياً من �أهم متطلبات القيادة وال�سيطرة يجب �أن قدرات ال�شخ�ص‪ ،‬ومن �أب�سط الطرق التي ميكن‬ ‫يكون القائد قادراً على مراقبة الن�شاطات الرئي�سية �أن يتبعها القائد يف تدريب مر�ؤو�سيه‪ ،‬هي تدريبهم‬ ‫لفرقته ب�شكل م�ستمر‪ ،‬لأنه يحتاج ملعلومات وافية امل�ستمر على ا�ستالم مهام من القائد الأعلى ثم‬ ‫ومتوا�صلة كي يت�سنى له اتخاذ قرارات جديدة‪� ،‬إ�صدار �أوامر للمر�ؤو�سني‪ ،‬وبهذه الطريقة يكون‬

‫العدد ـ ‪ 499‬ـ �أغ�سط�س ‪2015‬‬

‫‪79-‬‬

‫لدى اجلميع فر�صة ملمار�سة �أدوارهم وواجباتهم‬ ‫انطالقا من ج�سامة املهام التي ت�ضطلع بها �أجهزة‬ ‫القيادة وال�سيطرة‪.‬‬

‫تطوير �أعمال القيادة وال�سيطرة‬

‫ينهج تعامل القيادات مع املواقف نهجاً علمياً‬ ‫مير بعدد من الإجراءات تبد�أ بح�صر املعلومات‬ ‫وحتليلها ثم اخلروج منها باال�ستنتاجات الالزمة‬ ‫التخاذ القرارات‪ ،‬و�إ�صدار الأوامر والتعليمات‬ ‫التنفيذية تبعاً لذلك و�إبالغها للوحدات ومتابعة‬ ‫التنفيذ‪ ،‬واتباع �سري هذه اخلطوات م�سل�سلة على‬ ‫هذا النحو �أمر �ضروري وحيوي وال مفر منه‪ ،‬وهو‬ ‫ي�ستغرق وقتاً لي�س بق�صري �إذا ما اتبعت الأ�ساليب‬ ‫التقليدية‪ ،‬الأمر الذي فر�ض تطوير هذه الأ�ساليب‬ ‫ب�إدخال نظم �آلية ع�صرية �سريعة ملعاونة جهاز‬ ‫القيادة يف مالحقة التغريات احلادة يف املواقف‬ ‫ب�أ�سلوب �سريع مليكنة �أعمال القيادة يعرف با�سم‬ ‫�أوتوماتية القيادة‪AUTOMATION OF.‬‬ ‫‪ COMMAND‬وترتبط �أوتوماتية القيادة‬ ‫با�ستخدام احلوا�سب الآلية التي ت�سمح ب�أوتوماتية‬ ‫الإدارة ملا توفره من �إمكانيات توقع املواقف من‬ ‫واقع املعلومات التي ت�ستقبلها �شا�شات احلوا�سب‬ ‫الآلية‪.‬‬ ‫لقد �أ�صبح تطوير �أعمال القيادة وال�سيطرة رهناً‬

‫‪-80‬‬

‫العدد ـ ‪ 499‬ـ �أغ�سط�س ‪2015‬‬

‫با�ستخدام احلوا�سب الآلية‪ ،‬حيث ثبت من خالل‬ ‫م�شاريع مراكز القيادة التي مت �إجرا�ؤها �أخرياً‪ ،‬تفوق‬ ‫كبري وملحوظ من حيث ال�سرعة والدقة يف �إجناز‬ ‫الأعمال ملراكز القيادة املزودة بحوا�سب �آلية عن‬ ‫مثيالتها التي افتقدتها‪ ،‬الأمر الذي ي�ؤكد ويعزز‬ ‫االجتاه نحو التحول يف امل�ستقبل القريب لتطوير‬ ‫�أعمال القيادة للعمل ب�أ�سلوب �أوتوماتية القيادة‪،‬‬ ‫الذي يعني تعميم ا�ستخدام نظم املعلومات التي‬ ‫تت�ضمن وحدات �إلكرتونية متكاملة‪.‬‬

‫اتخاذ القرار فن علمي‬

‫حينما نتحدث عن �أوتوماتية القيادة‪ ،‬ف�إننا‬ ‫نتحدث عن (�صنع قرار) �سليم و�صحيح مبني‬ ‫على �أ�س�س علمية �سليمة وحم�سوبة بكل �أبعادها‪..‬‬ ‫ف�إن عملية �صنع القرار �أحد �أهم الوظائف يف علم‬ ‫وفن الإدارة‪ ،‬ويعرف القرار ب�أنه «عملية اختيار‬ ‫بديل من بني عدة بدائل‪ ،‬و�أن هذا االختيار يتم‬ ‫بعد درا�سة حتليلية مو�سعة لكل جوانب امل�شكلة‬ ‫مو�ضوع القرار»‪.‬‬ ‫و «اتخاذ القرر» يعني االختيار احلذر من جانب‬ ‫الإدارة �أو متخذ القرار لت�صرف معني دون �آخر‬ ‫من بني �أكرث من ت�صرف ميكن اتخاذه‪ ..‬فعملية‬ ‫اتخاذ القرار �إذاً هي عملية منطقية ور�شيدة‬ ‫ولي�ست ع�شوائية �أو فو�ضوية‪ .‬وهي (فن علمي)‬

‫لأنها ت�أخذ من العلم �أ�س�ساً معينة‪ ،‬وجتذب من‬ ‫الفن طرفـاً يتمثل يف مهارة �صانع القرار‪ ،‬و�صدق‬ ‫حد�سه‪ ،‬ومبادرته‪ ،‬ويرى (بيرت دركر) �أن «عملية‬ ‫اتخاذ القرارات لي�ست مق�صورة على النخبة‬ ‫املمتازة من الأذكياء‪� ،‬أو �أنها تتطلب فقط الذكاء‪..‬‬ ‫ولكنها �إىل جانب الذكاء تتطلب �أي�ضا بعد النظر‪،‬‬ ‫والقدرة على التحليل وتقدير املواقف‪ ،‬و�إثارة‬ ‫احلما�س‪ ،‬وا�ستغالل املوارد من �أجل الو�صول �إىل‬ ‫�أف�ضل القرارات»‪.‬‬ ‫وعملية اتخاذ القرار لها نظريات و�أ�ساليب‪،‬‬ ‫فالنظريات هي التي تف�سر عملية اتخاذ �أو �صنع‬ ‫القرارات ومنها‪:‬‬ ‫�أ ‪ -‬النظرية احلدية‪ :‬وهي نظرية تركز على عملية‬ ‫تعظيم الربح �أو العائد من �صنع القرار‪.‬‬ ‫ب ‪ -‬النظرية النف�سية‪ :‬وهي النظرية التي تدعو‬ ‫�إىل حتقيق (ربح ُمر�ض) ولي�س �أق�صى ربح‪ ،‬وتنظر‬ ‫هذه النظرية �إىل �شخ�صية �صانع القرار لتحليل‬ ‫اجتاهاته و�أ�ساليبه يف عملية �صنع القرار‪ ،‬وبالتايل‬ ‫�آثار هذا القرار ونتائجه‪ ،‬ومن ال�شخ�صيات التي‬ ‫تهمنا يف هذه الدرا�سة ال�شخ�صيات التالية‪:‬‬ ‫‪ 1‬ال�شخ�صية االقت�صادية‪ :‬وهي �شخ�صية ت�سعى‬ ‫نحو كل ما هو مفيد وعملي‪.‬‬ ‫‪ 2‬ال�شخ�صية العلمية‪ :‬وهي �شخ�صية تبحث عن‬ ‫احلقيقة يف كل ت�صرف‪.‬‬

‫‪ 3‬ال�شخ�صية ال�سيا�سية‪ :‬وهي �شخ�صية تهمها‬ ‫القوة والت�أثري وال�شهرة‪.‬‬ ‫ج _ النـظــريــة الريا�ضية‪ :‬وهي النظرية التي‬ ‫تعتمد على تطبيق الأ�سلوب الريا�ضي يف عملية‬ ‫�صنع القرارات‪ ،‬ومتيل �إىل ا�ستخدام النماذج‬ ‫وبحوث العمليات و احلا�سبات الآلية‪ ،‬وذلك‬ ‫لتجنب احلد�س والتخمني �أو احلكم ال�شخ�صي‬ ‫يف اتخاذ القرارات‪..‬‬

‫مراحــل �صــنــع الــقــرار‪:‬‬

‫ال يوجد �أمنوذج معتمد لت�سل�سل عملية �صنع‬ ‫القرارات عرب مراحل متتالية‪ ،‬بيد �أن درا�سات‬ ‫املفكر (هرني �ساميون) حول اتخاذ القرارات‪،‬‬ ‫وكذلك درا�سات �أخرى‪ ،‬ترتب مراحل اتخاذ‬ ‫القرارات على النحو التايل‪:‬‬ ‫‪ 1‬مرحلة التعريف بامل�شكلة وحتديدها‪.‬‬ ‫‪ 2‬جمع املعلومات ذات ال�صلة بامل�شكلة‪.‬‬ ‫‪ 3‬مرحلة حتديد البدائل �أو احللول املمكنة‪.‬‬ ‫‪ 4‬مرحلة تقومي البدائل ومقارنة نتائجها‪.‬‬ ‫‪ 5‬اختيار البديل الأمثل‪.‬‬ ‫وتتداخل عدة �أن�شطة يف هذه العملية‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫الن�شاطات الفكرية والن�شاطات الت�صميمية‬ ‫والن�شاطات اخلارجية‪.‬‬

‫�أ�ســاليب �صــنــع الــقــرار‬

‫تختلف �أ�ساليب اتخاذ القرارات من �شخ�ص �إىل‬

‫ومن الو�سائل والأدوات امل�ستخدمة يف عملية‬ ‫�صنع واتخاذ القرارات بالأ�ساليب الكمية الو�سائل‬ ‫والأدوات التالية‪:‬‬ ‫‪LINEAR‬‬ ‫�أ‪ -‬الربجمة اخلطية‬ ‫‪ : PROGRAMMING‬وهي الأ�سلوب‬ ‫الريا�ضي الذي يهدف �إىل تقرير الو�ضع الأمثل‬ ‫ال�ستخدامات املوارد‪.‬‬ ‫ب‪ -‬نظرية االحتماالت ‪PROBABILITY‬‬ ‫‪ : THEORY‬وتفيد هذه النظرية وتطبيقاتها‬ ‫يف حماولة الق�ضاء على �أو التخفيف من درجة‬ ‫(عدم الت�أكد) التي متيز نتائج كثري من القرارات‬ ‫الإدارية‪.‬‬ ‫ج‪ -‬الت�شبيه و املحاكاة ‪:SIMULATION‬‬ ‫وهي عملية بناء منوذج مناظر �أو مماثل للواقع الفعلي‬ ‫للم�شكلة‪ ،‬و�إخ�ضاع هذا النموذج للدرا�سة‪،‬‬ ‫بوا�سطة تبديل وتغيري عنا�صره للتعرف على نتائج‬ ‫التبديالت واختيار النتيجة الأف�ضل‪.‬‬ ‫وحتتوى هذه الو�سائل وغريها على تفرعات (مناذج)‬ ‫عديدة مثل (منوذج النقل‪ ،‬التخ�صي�ص‪� ،‬أ�ساليب‬ ‫املباريات‪� ،‬شجرة القرارات‪ ،‬ومناذج الإحالل)‪،‬‬ ‫حتليالت كميات الطلب االقت�صادية و�أ�ساليب‬ ‫التنب�ؤ‪� .‬أما �أكرث العلوم التي ي�شيع ا�ستخدامها عند‬ ‫اعتماد الأ�ساليب الكمية التخاذ القرارات فهي‬ ‫الإح�صاء‪ ،‬والريا�ضيات واالقت�صاد‪ ،‬وبالت�أكيد ف�إن‬ ‫للحا�سب الآيل دوراً مهماً يف كل ما �سبق‪.‬‬

‫�آخر‪ ،‬تبعاً ل�شخ�صية �صانع �أو متخذ القرار‪ ،‬جتربته‪،‬‬ ‫�سلطته‪ ،‬علمه‪ ،‬ثقافته‪ ،‬وكذلك موقف �صنع القرار‬ ‫ال�سائد يف وقت اتخاذ القرار‪� ،‬أي البيئة التي يتخذ‬ ‫فيها القرار‪ ،‬مدى �أهمية القرار‪ ،‬ولكن ب�شكل عام‬ ‫ف�إن القرارات غالباً تتخذ ب�أحد �أ�سلوبني مميزين‪� ،‬أو‬ ‫باجلمع بينهما‪ ،‬هذان الأ�سلوبان هما‪:‬‬ ‫‪ 1‬الأ�ساليب النظرية‪ :‬ويتم يف هذا املجال‬ ‫ا�ستثمار قدرات متخذ القرار مثل احلكم‬ ‫ال�شخ�صي‪ ،‬والبديهة‪ ،‬واتخاذ القرار تبعاً ملا يتوافر‬ ‫حــاالت �صــنــع الــقــرار‪:‬‬ ‫من حقائق عن امل�شكلة‪ ،‬وكذلك اتخاذ القرار‬ ‫تبعاً للتجارب ال�سابقة ‪� ،‬أو اتخاذ القرار تبعاً للآراء وهي احلاالت التي حتيط مبواقف �صنع القرار �أو‬ ‫التي يقدمها الآخرون‪ ،‬وي�أخذ بها متخذ القرار‪ .‬متخذ القرار ويت�أثر تبعا لذلك موقف �صنع القرار‪،‬‬ ‫وهي ثالث حاالت‪:‬‬ ‫‪ 2‬الأ�ساليب الكمية ‪QUANTITATIVE‬‬ ‫‪ 1‬القرار يف حالة الت�أكد ‪: CERTAINTY‬‬ ‫‪: METHODES‬‬ ‫وتعتمد عملية �صنع القرارات واتخاذها بوا�سطة وهي احلالة التي يعرف فيها �صانع القرار بدقة حالة‬ ‫هذه الأ�ساليب على �أفكار املدر�سة العلمية يف الطبيعة �أو املوقف الذي �سيحدث‪ ،‬وبالتايل ف�إن‬ ‫الإدارة و�أفكار �أ�صحاب املنهج الريا�ضي يف ن�صيب احلد�س و التخمني واالحتماالت قليل‬ ‫جدا هنا‪.‬‬ ‫الإدارة �أي�ضاً‪.‬‬ ‫وعلى العك�س من الأ�ساليب النظرية‪ ،‬ف�إن الكمية ‪ 2‬القرار يف حالة عدم الت�أكد‬ ‫تركز على لغة الأرقام‪ ،‬واملنطق والنماذج الريا�ضية ‪ :UNCERTAINTY‬وهي احلالة التي ال‬ ‫�سواء فيما يتعلق بتحليل البيانات �أو املعلومات‪ ،‬يكون لدى �صانع القرار �أي فكرة عما �سيكون عليه‬ ‫�أو حتديد البدائل ومقارنتها �أو عملية القرار نف�سها‪ ،‬املوقف الحقاً‪.‬‬ ‫وت�ستثمر الأ�ساليب الكمية �إىل حد كبري الو�سائل ‪ 3‬القرار يف حالة املخاطرة ‪ : RISK‬وهي احلالة‬ ‫التي تتيحها بحوث العمليات و�أ�س�س التحليل التي ميكن فيها ل�صانع القرار �أن يتوقع درجة‬ ‫احتمال معينة حلاالت الطبيعة‪.‬‬ ‫االقت�صادي و املحا�سبي‪.‬‬ ‫العدد ـ ‪ 499‬ـ �أغ�سط�س ‪2015‬‬

‫‪81-‬‬

‫تقنيات‬

‫عبدالرحمن حمادي‬

‫النانو تكنولوجي يغزو العامل‬

‫علـ َـم الإن�سان ما مل يعلم‪ ..‬ومما علمه اهلل الب�شر الثورة الرقمية التي تذهلنا مبعطياتها وت�سارعها‪ ،‬ولكن الثورة الرقمية‬ ‫َّ‬ ‫نف�سها تبدو الآن متوا�ضعة �أمام ما ا�ستطاع العلماء حتقيقه ويعملون على تطويره يف جمال علم �آخر هو علم «النانو‬ ‫تكنولوجي» وهو العلم الذي يتوقع له �أن يغزو العامل بتطبيقاته التي قاربت اخليال؟‬ ‫وعبارة «النانو تكنولوجي» تعني حرفياً‬ ‫تقنيات ت�صنع على مقيا�س النانو مرت‪ ،‬والنانو‬ ‫هو �أدق وحدة قيا�س مرتية معروفة حتى‬ ‫الآن (نانو مرت) ويبلغ طوله واحداً من مليار‬ ‫من املرت �أي ما يعادل ع�شرة �أ�ضعاف وحدة‬ ‫القيا�س الذري املعروفة بالأنغ�سرتوم‪ ،‬وحجم‬ ‫النانو �أ�صغر بحوايل ‪ 80.000‬مرة من قطر‬ ‫ال�شعرة‪ ،‬وكلمة النانو تكنولوجي ت�ستخدم‬ ‫�أي�ضاً مبعنى �أنها تقنية املواد املتناهية يف‬ ‫ال�صغر �أو التكنولوجيا املجهرية الدقيقة‬ ‫�أو تكنولوجيا املنمنمات‪ ،‬وهي تكنولوجيا‬ ‫فتحت �آفاقاً خيالية يف كافة املجاالت‬ ‫احلياتية‪ ،‬مبا فيها الآفاق الع�سكرية‪ ..‬و�ضمن‬ ‫هذه الآفاق تتناف�س وزارات الدفاع يف‬ ‫الدول الكربى‪.‬‬ ‫‪-82‬‬

‫العدد ـ ‪ 499‬ـ �أغ�سط�س ‪2015‬‬

‫ت�صغري الطائرات امل�سرية نانوياً‬

‫ولنو�ضح �أكرث‪� ،‬سن�ستعر�ض م�سرية ت�صغري‬ ‫الطائرات امل�سرية «بدون طيار»‪ ،‬فقد و�صلت‬ ‫اجلهود الأمريكية املبذولة �إىل ت�صنيع طائرة‬ ‫م�سرية �أطلق عليها ت�سمية «بالك ويدو»‬ ‫�أو الأرملة ال�سوداء التي ال يتجاوز قطرها‬ ‫‪� 15‬سنتيمرتاً‪ ،‬وت�ستخدم من قبل اجلي�ش‬ ‫الأمريكي يف مهام ا�ستطالعية وراء خطوط‬ ‫العدو‪ ،‬ثم ظهرت يف عام ‪ 2004‬طائرة‬ ‫«مايكرو بات» �أي اخلفا�ش ال�صغري بجناحني‬ ‫طولهما ع�شر �سنتيمرتات‪.‬‬ ‫وزارة الدفاع الربيطانية بدورها �أبرزت ثمرة‬ ‫�أبحاثها يف النانو تكنولوجي من خالل‬ ‫مروحيات بالك هورنيت النانوية احلديثة‬ ‫التي تطلق يدوياً‪ ،‬ويبلغ طول هذه الطائرة‬

‫غري امل�أهولة ال�صغرية جداً حوايل ‪� 10‬سم‬ ‫تقريباً وعر�ضها ‪� 2،5‬سم ويبلغ وزنها ‪16‬‬ ‫غراما‪ ،‬وتوفر للقوات الع�سكرية �إدراكاً حيوياً‬ ‫للواقع امليداين‪ ،‬وقد مت جتهيزها بكامريا‬ ‫�صغرية جداً تنقل للقوات الع�سكرية ال�صور‬ ‫الفيديوية والثابتة‪ ،‬وي�ستخدم اجلنود هذا‬ ‫النظام للتحقق من �أي ن�شاطات خلف‬ ‫الزوايا وفوق اجلدران واحلواجز الأخرى‪،‬‬ ‫للتعرف على الأخطار املخفية‪ ،‬ويتم عر�ض‬ ‫ال�صور على املحطة املحمولة يدوياً‪.‬‬ ‫بالطبع كان هذا �أق�صى ما يحلم به‬ ‫الع�سكريون‪� ،‬أي احل�صول على طائرات‬ ‫جت�س�س بهذا ال�صغر‪ ،‬ولكن بعد تقدم علم‬ ‫النانو تكنولوجي مل تعد هذه الطائرات‬ ‫امل�سرية تر�ضي الع�سكريني و�صار تطلعهم‬

‫نحو طائرات �أ�صغر ف�أ�صغر‪.‬‬

‫مركبات جوية متناهية ال�صغر‬

‫لتحقيق هذا الطموح تنفق وزارة الدفاع‬ ‫الأمريكية مثال الآن ماليني الدوالرات‬ ‫لتطوير مركبات جوية متناهية ال�صغر‪،‬‬ ‫ت�سمى ‪ micro air vehicles‬والتي تعترب‬ ‫ثورة يف عامل ت�صغري طائرات التج�س�س‪،‬‬ ‫وهدفها املرحلي ت�صنيع طائرة بحجم الذبابة‬ ‫وتطري بنف�س �آلية طريان الذبابة‪ ،‬ومن اجل‬ ‫ا�ستكمال هذه الطائرة مت ّول وزارة الدفاع‬ ‫الأمريكية العديد من الأبحاث من �أجل‬ ‫�صنع طائرات – ح�شرات ال يزيد طولها �أو‬ ‫عر�ضها على ‪� 2‬سنتيمرت‪ ،‬وحتاول الوكالة �أن‬ ‫جتعل هذه الطائرات ال�صغرية جدا حتاكي‬ ‫يف طريانها طريقة طريان احل�شرات‪ ،‬خا�صة‬ ‫الذباب والنحل‪.‬‬ ‫وقد بد�أت الأبحاث من حقيقة �أن‬ ‫الباحثني ال ميلكون معلومات كافية عن �آلية‬ ‫طريان احل�شرات‪ ،‬فطريقة طريان احل�شرات‬ ‫تختلف كليا عن الطريان ب�أجنحة ثابتة‪،‬‬ ‫تفرغ علماء ل�سنوات لدرا�سة �آلية‬ ‫ولهذا ّ‬ ‫طريان احل�شرات‪ ،‬ويف النتائج تو�صلوا �إىل‬

‫�أن الطائرات ترتفع عن طريق جعل الهواء‬ ‫الذي ّمير �أعلى اجلناح �أكرث �سرعة من ذلك‬ ‫الذي مير �أ�سفل اجلناح‪ ،‬وبالتايل ترتفع‬ ‫الطائرة �إىل �أعلى‪ ،‬بينما تطري احل�شرات عن‬ ‫طريق تخليق دوامات من الهواء ت�صنعها‬ ‫ب�أجنحتها؛ �إذ تندفع احل�شرة ب�أجنحتها بزاوية‬ ‫�شديدة االنحدار‪ ،‬وي�ؤدي ذلك �إىل خلق‬ ‫دوامة هوائية‪ ،‬ثم تدير احل�شرة �أجنحتها‬ ‫لرتتفع �إىل �أعلى‪ ،‬وكلما حتركت احل�شرة‬ ‫يف الهواء تركت الدوامات الهوائية التي‬ ‫ت�صنعها خلفها‪ ،‬وهذه هي احلركة التي مازال‬ ‫العلماء يعكفون على تقليدها‪.‬‬ ‫وقد تو�صلت الأبحاث بالفعل �إىل منوذجني‬ ‫من هذه الطائرات احل�شرية‪:‬‬ ‫ النموذج الأول �أطلق عليه ت�سمية «انتومو‬‫برت»‪ ،‬وظهر يف عام ‪ 2000‬وهو ح�سب و�صف‬ ‫الوكالة له طائرة ح�شرة ميكانيكية �إلكرتونية‬ ‫متعددة الأطوار‪ ،‬تطري عن طريق خفقان‬ ‫الأجنحة‪ ،‬وهي م�صممة للعمل داخل املباين‬ ‫باعتبار �أنها قادرة على الدخول عرب فتحات‬ ‫التهوية‪ ،‬وكذلك ت�ستطيع الطريان داخل‬ ‫موا�سري التهوية يف الأ�سقف واجلدران‪ ،‬كما‬ ‫ت�ستطيع املرور من حتت الأبواب‪.‬‬

‫وتتكون االنتومرت من ج�سم يحمل بداخله‬ ‫�أجهزة الت�شغيل وجناحني مثبتني على‬ ‫اجل�سم على �شكل حرف ‪ x‬وهما جناحان‬ ‫رقيقان جدا ومدعمان بدعامات �صلبة لكنها‬ ‫مرنة‪ ،‬وعلى املحركني مثبت حمرك مدمج‬ ‫يو ّلد احلركة اخلافقة للأجنحة‪ ،‬هذا بالإ�ضافة‬ ‫�إىل جمموعة كبرية من الأجهزة التقنية منها‬ ‫جم�سات ت�ست�شعر الطائرة‬ ‫على �سبيل املثال ّ‬ ‫بها الأج�سام حولها �ضمن زاوية ‪ 360‬درجة‪،‬‬ ‫و�أي�ضا كامريا يف املقدمة تنقل ال�صورة‬ ‫جم�س ي�ست�شعر الروائح‬ ‫ال�سلكيا‪ ،‬وهناك ّ‬ ‫ويحللها ب�سرعة خارقة‪ ،‬وينقل معطياتها اىل‬ ‫مركز القيادة‪ ،‬ويوجد م�صدر طاقة �إ�ضايف يف‬ ‫�أرجل الطائرة يعطيها مدة �إ�ضافية للطريان‪..‬‬ ‫وتطري الطائرة احل�شرية هذه عن طريق تفاعل‬ ‫كيماوي ي�ؤدي اىل تو ّلد غاز يجعل الأجنحة‬ ‫تخفق‪ ،‬وهناك فتحات لتنفي�س الغاز يف‬ ‫ج�سم الطائرة ميكن ا�ستغاللها لتغيري اجتاه‬ ‫الطائرة �أو �إدارتها يف �أي اجتاه با�ستغالل قوة‬ ‫دفع الغاز‪.‬‬ ‫رغم كل هذا الإجناز والتقنيات يف االنتومرت‬ ‫بقيت م�شكلة تتمثل يف «كرب» حجمها‪،‬‬ ‫فطولها احلايل ي�صل اىل ‪� 25‬سنيمرتاً‪ ،‬وهو �أمر دون‬

‫العدد ـ ‪ 499‬ـ �أغ�سط�س ‪2015‬‬

‫‪83-‬‬

‫طموح العلماء‪ ،‬لذلك �سعوا اىل جت�سيد طموحهم يف‬ ‫النموذج الثاين‪.‬‬ ‫ وهو منوذج �أطلق عليه ت�سمية «روبوفالي»‪،‬‬‫والأبحاث جارية على هذا النموذج لي�صل طول‬ ‫الطائرة منه �إىل حجم الذبابة العادية‪� ،‬أي بحد �أق�صى‬

‫�سي�صل طولها �إىل ‪�1،5‬سنيمرت‪ .‬وهذا النموذج هو‬ ‫طائرة متثل حماكاة طريان الذبابة‪ ،‬ويعمل بالطاقة‬ ‫ال�شم�سية‪ ،‬ولدى الطائرة منه ثالثة حمركات على‬ ‫كل جناح وي�ستطيع اجلناح �أن يخفق يف جميع‬ ‫االجتاهات وي�ؤدي كل احلركات التي ي�ؤديها جناح‬

‫الذبابة‪.‬‬ ‫وميكن لهذه الطائرات احل�شرات القيام بك ّم كبري من‬ ‫املهام العلمية والع�سكرية ومن هذه املهام على �سبيل‬ ‫املثال‪:‬‬ ‫ القيام ب�أعمال التج�س�س الع�سكري‪� :‬إذ ميكن‬‫�إر�سال هذه احل�شرات الطائرة �إىل املواقع املعادية‪،‬‬ ‫فتقوم بت�صويرها و�إر�سال ال�صور ال�سلكيا �إىل مراكز‬ ‫ا�ستقبال املعلومات‪ ،‬و�سوف حتمل هذه احل�شرات‬ ‫الطائرات جم�سات خا�صة تك�شف عن الأ�سلحة‬ ‫الكيماوية والبيولوجية والغازات و�إ�شعاعات‬ ‫الأ�سلحة النووية‪ ،‬كما ميكن للطائرة �أن تهبط على‬ ‫مركبة العدو �أو حتى على ال�سالح الفردي للمقاتل‬ ‫وان تل�صق عليه �شريحة الكرتونية متكن اجلنود من‬ ‫تتبعها‪.‬‬

‫قلق عاملي وعلمي‬

‫املقلق �أكرث يف هذه احل�شرات الطائرات حال‬ ‫االنتهاء من ت�صنيعها باحلجم ال�صغري هو التطلع‬ ‫امل�سبق ال�ستخدامها يف احلروب اجلرثومية التي‬ ‫تتعاىل الأ�صوات �ضدها‪ ،‬فمن املعروف انه مت تطوير‬ ‫ا�ستخدام الكائنات احلية الدقيقة لتدخل ك�سالح‬ ‫حربي فتاك‪ ،‬ففي ظل التحرمي الدويل ال�ستخدام‬ ‫الأ�سلحة اجلرثومية‪ ،‬جتد �أي دولة ت�ستخدم الأ�سلحة‬ ‫اجلرثومية ب�شكل مبا�شر يف احلروب �أو خارج �أوقات‬ ‫احلروب نف�سها يف و�ضع دويل حمرج‪ ،‬خا�صة �أن �آثار‬ ‫ا�ستعمال الأ�سلحة اجلرثومية تكون عامة‪ ،‬مبعنى انه‬ ‫�إذا مت ا�ستهداف قطعة ع�سكرية معادية بالأ�سلحة‬ ‫النارية التقليدية ف�إن الآثار التدمريية تبقى حم�صورة‬ ‫يف نطاق هذه القطعة‪� ،‬أما �إذا ا�ستهدفت نف�س القطعة‬ ‫الع�سكرية ب�سالح جرثومي ف�إن الآثار تنت�شر �سريعا‬ ‫لتطال م�ساحة وا�سعة‪.‬‬ ‫من هذه احلقيقة بد�أ قلق علمي وعاملي من ا�ستغالل‬ ‫علم النانو تكنولوجي من خالل جتنيد احل�شرات‬ ‫الطائرات �صغرية احلجم من اجل ا�ستهداف قطعة‬ ‫ع�سكرية حمددة بالأ�سلحة اجلرثومية بعد حتميل‬ ‫احل�شرات الطائرات بجراثيم و�إر�سالها لتحط على �أي‬ ‫جزء من ج�سم اجلندي امل�ستهدف‪ ،‬وخالل دقائق‬ ‫قليلة يكون املر�ض قد انتقل �إليه �أو ملن يجاوره‪.‬‬ ‫اخلوف الأكرب من �أن يتم ا�ستعمال هذه احل�شرات‬ ‫الطائرات لأعمال االغتياالت‪ ،‬فاالغتياالت‪ ،‬تتم‬ ‫الآن عرب التفجريات �أو القن�ص‪ ،‬وكثريا ما تف�شل‬ ‫ب�سبب االحتياطات الأمنية والإلكرتونية التي يحيط‬ ‫‪-84‬‬

‫العدد ـ ‪ 499‬ـ �أغ�سط�س ‪2015‬‬

‫الأ�شخا�ص ال�سيا�سيون امل�ستهدفون بها �أنف�سهم‪،‬‬ ‫لكن كل هذه االحتياطات �ستكون عدمية‬ ‫اجلدوى عندما يتم �إر�سال طائرة بجم ذبابة حمملة‬ ‫مبواد �شديدة ال�سمية لتدخل اىل مكان وجود‬ ‫امل�ستهدف وبتوجيه من مر�سليها حتط على يده �أو‬ ‫على جزء من ج�سمه وهو نائم وحتقنه باملادة ال�سمية‬ ‫�أو اجلرثومية‪ ،‬ولن يكون الأمل الذي ي�شعر به عند‬ ‫حقنه �أكرث من الأمل الذي ت�سببه ل�سعة بعو�ضة‪،‬‬ ‫ولكنها الل�سعة املميتة هذه املرة‪ ،‬ودون �أن ي�ستطيع‬ ‫�أحد توجيه �أ�صابع االتهام باغتياله اىل �أحد‪.‬‬

‫و�صواريخ الدفاع اجلوي‪ ،‬وال�صواريخ املوجهة‬ ‫وامل�ضادة لل�سفن (�سفينة‪� -‬سفينة) (�شاطئ‪-‬‬ ‫�سفينة)‪ ،‬و�أنظمة التوجيه التلفزيوين‪ ،‬و�أنظمة‬ ‫التوجيه احلراري‪ ،‬و�أنظمة التوجيه بالليزر‪ ،‬و�أنظمة‬ ‫التوجيه الرادارية‪ ،‬و�أنظمة التوجيه الرتابطية‪،‬‬

‫ونظام التوجيه القائم على قيا�س ارتفاع طريان‬ ‫ال�صواريخ‪ ،‬حيث �سيتم من تر�سانات وم�ستودعات‬ ‫�ضخمة �إىل �أ�سلحة متناهية ال�صغر وذات �أحجام‬ ‫ال ميكن ب�أي حال من الأحوال ت�صور قدرتها يف‬ ‫الفتك والدمار‪.‬‬

‫تطبيقات ع�سكرية كثرية‬

‫ما ذكرناه هو جزء ي�سري من التطبيقات احلالية‬ ‫وامل�ستقبلية القريبة لعلم النانو تكنولوجي ع�سكرياً‪،‬‬ ‫فالتطبيقات كثرية جداً‪ ،‬ومن هذه التطبيقات ما‬ ‫يعرف بالدرع الفوري وهو عبارة عن �سرتات‬ ‫ع�سكرية واقية �ضد الر�صا�ص ميكن �أن ت�سمح‬ ‫بدخول الهواء ومتنع دخول الغازات ال�سامة من‬ ‫الأ�سلحة الكيماوية والبيولوجية‪ ،‬وتتغري موا�صفاتها‬ ‫وخ�صائ�صها عن طريق تغيري املجال الكهربائي �أو‬ ‫املغناطي�سي املطبق عليها‪ ،‬كما ميكن لها تغيري‬ ‫لونها اخلارجي �إىل �أ�شكال متنوعة بهدف التمويه‬ ‫والتخفي‪ ،‬وميكن �أن تتحول �إىل جبرية م�ؤقتة عند‬ ‫حدوث الك�سر �أو �ضاغط ملنع النزيف‪ ،‬بل يتوقع‬ ‫العلماء �أن ت�صبح �أكرث ذكاء من خالل ح�سا�سات‬ ‫نانوية ميكنها الك�شف عن احلالة الفيزيائية للجندي‬ ‫من حيث ال�ضغط ونب�ضات القلب والإجهاد‪.‬‬ ‫ومن التطبيقات النانوية احتواء املالب�س على‬ ‫�ألياف تعمل كبطاريات ب�أحجام متناهية يف ال�صغر‬ ‫وجم�سات لال�ست�شعار و�إنتاج ع�ضالت خارجية‬ ‫مزروعة داخل الزى الع�سكري لتعطي اجلندي‬ ‫قوة خارقة‪.‬‬

‫تر�سانات فتاكة نانوية‬

‫يف املح�صلة يعجز خيالنا عن ت� ّصور التطبيقات‬ ‫امل�ستقبلية القريبة جدا للتطبيقات النانوية‬ ‫ع�سكريا‪ ،‬ولكن باخت�صار ميكن القول �إن‬ ‫امل�ستقبل القريب �سوف يفتح جماال خ�صبا لتقنية‬ ‫النانو يف جمال الأ�سلحة عالية الدقة‪ ،‬ومنها على‬ ‫�سبيل املثال ال�صواريخ املوجهة امل�ضادة للدبابات‪،‬‬ ‫وقذائف الهاون عالية الدقة‪ ،‬وال�صواريخ املوجهة‬ ‫(جو‪ -‬جو) و(جو‪� -‬أر�ض) وال�صواريخ امل�ضادة‬ ‫للرادار (جو‪� -‬أر�ض)‪ ،‬والقنابل اجلوية املوجهة‪،‬‬ ‫العدد ـ ‪ 499‬ـ �أغ�سط�س ‪2015‬‬

‫‪85-‬‬

‫�أخبار ع�سكرية‬

‫تركيا مت�ضي قدماً‬ ‫مب�شروع الطائرة‬ ‫«تي �إف �إك�س»‬ ‫�أعلنت اللجنة التنفيذية للأمانة العامة‬ ‫لل�صناعات الدفاعية التركية‪ ،‬وهي �أعلى‬ ‫هيئة م�شتريات في تركيا‪� ،‬أنها �ستبد�أ‬ ‫الت�صاميم الأولية لبرنامج طائرتها المقاتلة‬ ‫المعروفة اخت�صاراً با�سم «تي �إف �إك�س»‪.‬‬ ‫وقال رئي�س الوزراء التركي �أحمد �أوغلو‪،‬‬ ‫الذي يتر�أ�س اللجنة‪ ،‬عقب اجتماع لها‪،‬‬ ‫�إن الطائرة المقاتلة ذات المحركين �سوف‬ ‫تكون من �صنع محلي بالكامل‪ ،‬ولي�ست‬ ‫ن�سخة عن �أي طائرة مقاتلة �أخرى‪ ،‬وفي‬ ‫غ�ضون �أربعة �أعوام على �أبعد تقدير‪،‬‬ ‫�سوف ت�ستكمل مرحلة الت�صاميم الأولية‪.‬‬ ‫‪-86‬‬

‫العدد ـ ‪ 499‬ـ �أغ�سط�س ‪2015‬‬

‫تطوير‬ ‫�صواريخ‬ ‫«جافلني»‬ ‫التزال الحكومة الأمريكية تتحين الفر�صة‬ ‫للتعاون مع الهند في تطوير �صواريخ‬ ‫مقاومة للدبابات من طراز «جافلين»‪ ،‬وهي‬ ‫من ت�صميم «ريثيون‪ /‬لوكهيد مارتن»‪،‬‬ ‫على الرغم من تف�ضيل نيودلهي الوا�ضح‬ ‫للنظام الإ�سرائيلي المقابل‪.‬‬ ‫و�أ�شار الم�س�ؤولون في وزارة الخارجية‬ ‫الأمريكية �إلى �أن ال�صواريخ هي �إحدى‬ ‫�سبل التعاون فقط‪ ،‬في الوقت الذي‬ ‫تجري كل من الهند والواليات المتحدة‬ ‫الأمريكية جولة محادثات جديدة حيال‬ ‫مبادرة تجارية دفاعية وتكنولوجية ثنائية‪.‬‬ ‫العدد ـ ‪ 499‬ـ �أغ�سط�س ‪2015‬‬

‫‪87-‬‬

‫رو�سيا ت�سلم‬ ‫الواليات املتحدة‬ ‫‪ 12‬طائرة هليكوبرت‬ ‫قالت �شركة “رو�س �أوبورون �أك�سبورت” التي تدير‬ ‫ال�صادرات الرو�سية من الأ�سلحة‪� ،‬إنها انتهت من‬ ‫تنفيذ �صفقة وقعتها الحكومة الأمريكية معها في‬ ‫وقت �سابق البتياع ‪ 12‬طائرة هليكوبتر ع�سكرية من‬ ‫طراز «مي‪17-‬في‪.»5-‬‬ ‫وا�شترت الواليات المتحدة تلك الطائرات لت�سلمها‬ ‫�إلى �أفغان�ستان‪.‬‬ ‫وكانت رو�سيا �سلمت الواليات المتحدة ‪ 21‬طائرة‬ ‫هليكوبتر لنف�س الغر�ض في فترة ‪.2012 – 2011‬‬ ‫وتعهدت رو�سيا بموجب اتفاقية جديدة وقعتها مع‬ ‫الواليات المتحدة ب�إمداد الجي�ش الأفغاني بـ‪30‬‬ ‫مروحية �أخرى‪.‬‬ ‫و�صممت مروحية «مي‪17-‬في‪ 5-‬لنقل الجنود‬ ‫والعتاد الع�سكري‪.‬‬ ‫‪-88‬‬

‫العدد ـ ‪ 499‬ـ �أغ�سط�س ‪2015‬‬

‫طائرة حربية خفيفة‬ ‫من طراز «تيجا�س»‬ ‫�إىل �سالح اجلو الهندي‬ ‫قامت �شركة «هندو�ستان �أيرونوتيك�س‬ ‫ليمتد» الهندية‪ ،‬بت�سليم �أول طائرة حربية‬ ‫خفيفة من طراز «تيجا�س» �إلى �سالح الجو‬ ‫الهندي‪ ،‬في بنغالور‪ ،‬بعد ‪ 32‬عاماً من‬ ‫�إطالق برنامج هذه الطائرة‪ .‬وقال رئي�س‬ ‫ال�شركة �آر كي تياجي‪� :‬إن �شركته �ستقوم‬ ‫بت�صنيع �ست من هذه الطائرات بمقعد‬ ‫واحد بحلول عام ‪ ،2016‬وبمعدل ‪16‬‬ ‫طائرة في ال�سنة في الم�ستقبل‪ .‬ويتوقع‬ ‫ت�سليم ال�سرب الأول من �أ�صل �سربين‪،‬‬ ‫كل منهما من ‪ 20‬طائرة‪� ،‬إلى �سالح الجو‬ ‫الهندي في عام ‪ ،2018‬حيث �ستحل‬ ‫محل طائرات «ميغ ‪.»21‬‬ ‫العدد ـ ‪ 499‬ـ �أغ�سط�س ‪2015‬‬

‫‪89-‬‬

‫حتديث الدبابة‬ ‫«�سي �إم ‪»11‬‬ ‫�أكدت �صور التقطتها �أقمار ا�صطناعية �أنه تم‬ ‫تحديث جانب من دبابات الجي�ش التايواني‬ ‫من طراز «�سي �إم ‪ »11‬بدروع متفاعلة مع‬ ‫المتفجرات‪ ،‬وتعد هذه الدبابة العالمة التجارية‬ ‫الجديدة للهيكل «�إم ‪ »60‬المزود ببرج معدل‬ ‫من نظيره ال�سابق من طراز «�إم ‪.»48‬‬ ‫ويركب الدرع المتفاعل مع المتفجرات على‬ ‫لوحة عازلة‪ ،‬وعلى الجانب الأمامي وعلى البرج‬ ‫لتوفير م�ستوى �أعلى من الحماية‪� ،‬ضد الر�ؤو�س‬ ‫الحربية �شديدة االنفجار الم�ضادة للدبابات‪.‬‬ ‫وتت�ألف �أنظمة ت�سليح الدبابة «�إم ‪ »60‬من مدفع‬ ‫«�إم ‪ »68‬من عيار ‪ 105‬مليمترات ومدفع ر�شا�ش‬ ‫متحد المحور من عيار ‪ 7,62‬مليمتر‪ ،‬ومجموعة‬ ‫من قاذفات القنابل‪.‬‬ ‫‪-90‬‬

‫العدد ـ ‪ 499‬ـ �أغ�سط�س ‪2015‬‬

‫العدد ـ ‪ 499‬ـ �أغ�سط�س ‪2015‬‬

‫‪91-‬‬

‫المو�سوعة النف�سية‬

‫علم النف�س الع�سكري‬ ‫م�ستويات التدريب الع�سكري ومراحله‬ ‫د‪ .‬ممدوح خمتار‬

‫يتم التدريب الع�سكري وفقا لعدة م�ستويات‪ ،‬فعندما يلتحق الفرد بالقوات امل�سلحة عليه �أن يح�ضر نوعاً من التدريب‬ ‫التوجيهي والعقائدي �أو الفكري‪ ،‬كي يتعلم القواعد والنظم والتعليمات اخلا�صة باحلياة الع�سكرية‪ ،‬ويحاط علماً باحلياة‬ ‫الع�سكرية اجلديدة‪ ،‬مع ال�سعي لتنمية االجتاهات العقلية الالزمة للتكييف مع هذا النمط الع�سكري من احلياة‪ .‬ولكن‬ ‫احلقيقة �أن مثل هذا املوقف التدريبي ال يكفي الكت�ساب العادات الع�سكرية والإملام بالنظم والقواعد والتقاليد الع�سكرية‪.‬‬ ‫يتم ت�صنيف املجندين اجلدد �إىل فئات‬ ‫على �أ�س�س من االختيار والت�صنيف‪،‬‬ ‫بع�ضهم يتم توزيعهم على التدريب املهني‬ ‫وعلى املهن املاهرة وحتى �أ�صحاب املهن‬ ‫ن�صف املاهرة قد ين�ضمون �إىل هذه الفئة‬ ‫�أي�ضاً‪� .‬أما �أرباب التخ�ص�صات العلمية‬ ‫�أو املهنية والتكنولوجية فيلتحقون‬ ‫باملدار�س الع�سكرية العالية �أو املتقدمة‪.‬‬ ‫كل التنظيمات الع�سكرية حتتاج �إىل‬ ‫تنوع من الب�شر وتنوع من التخ�ص�صات‬ ‫واملهن مثل م�صممي الربامج للعقول‬ ‫‪-92‬‬

‫العدد ـ ‪ 499‬ـ �أغ�سط�س ‪2015‬‬

‫االلكرتونية �أو م�ساعدي املعمل �أو املخترب‪،‬‬ ‫كذلك احلياة الع�سكرية توفر التدريب‬ ‫والتعليم على �أعمال الإ�شراف واملالحظة‬ ‫والإدارة والتنفيذ واملتابعة والتخطيط‪،‬‬ ‫ويفيد التدريب الذي يتلقاه املجند يف‬ ‫�أثناء اخلدمة الع�سكرية يف احلياة املدنية‬ ‫بعد التخرج من اجلي�ش‪ ،‬ولذلك ي�سهم‬ ‫اجلي�ش يف التنمية الب�شرية واالقت�صادية‬ ‫واالجتماعية والتعليمية‪ ،‬وميد احلياة املدنية‬ ‫بكثري من املنافع‪ ،‬ولكن كيف ميكن توفري �أو‬ ‫حتقيق التكيف مع احلياة الع�سكرية؟‬

‫التكيف مع احلياة الع�سكرية‬

‫احلقيقة �أن التكيف مع احلياة الع�سكرية‬ ‫ال يختلف كثرياً عن التكيف مع‬ ‫احلياة املدنية‪� ،‬إال �أن التكيف مع احلياة‬ ‫الدميقراطية احلديثة‪ ،‬قد يختلف عن‬ ‫التكيف املطلوب للحياة الع�سكرية‪.‬‬ ‫هناك بع�ض النا�س الذين يكرهون املناخ‬ ‫ال�سلطوي �أو الت�سلطي‪ ،‬بينما البع�ض‬ ‫الآخر ي�ستمتع باحلياة اجلديدة داخل‬ ‫اجلي�ش‪ ،‬فاحلياة الع�سكرية تتطلب نوعاً من‬ ‫احلياة املن�ضبطة حتت نوع دقيق من النظام‪،‬‬

‫حياة تقوم على تلقي الأوامر والطاعة؛ التعلم واالكت�ساب‪ ،‬وي�شعر باالرتباك‬ ‫حياة عامة لي�س فيها خ�صو�صيات‪ ،‬حياة يف التدريبات واليزال ال ي�شعر ال�شعور‬ ‫احلقيقي املطلوب للحياة الع�سكرية‪.‬‬ ‫جادة‪.‬‬ ‫يف احلياة املدنية قد يقاوم الفرد التغري وال‬ ‫ي�ضار من ذلك‪ ،‬ولكن هذا ممنوع يف احلياة البعد عن الأهل ي�سبب ال�شعور‬ ‫بالإحباط والقلق‬ ‫الع�سكرية؛ يقال للجندي ط ِــع الأوامر‬ ‫ونفذها ثم تظلم منها بعد ذلك بالطرق وبا�ستمرار التدريب ي�شعر املجند �أن له‬ ‫ال�شرعية‪ .‬املواقف ال�صعبة يف احلياة زمالء يف هذا الب�ؤ�س‪ ،‬ويجد الراحة يف‬ ‫الع�سكرية حتدث يف بداية التجنيد‪ .‬ثم الريا�ضة واملزاح‪ ،‬وبالتدريج يبد�أ ال�شخ�ص‬ ‫ال�سوي يف اال�ستمتاع ببع�ض مظاهر احلياة‬ ‫يعتاد املجند هذه احلياة اجلديدة‪.‬‬ ‫يف البداية عندما يذهب املجند امل�ستجد الع�سكرية‪ ،‬وخا�صة عندما يبد�أ يف تلقي‬ ‫ملع�سكرات التدريب ي�شعر باخللط بع�ض املكاف�آت‪� ،‬إن معرفة ما يتوقعه الفرد‬ ‫واال�ضطراب وي�صعب عليه فهم القواعد ت�ساعد يف حتقيق التكيف‪.‬‬ ‫والنظم والنظام‪ ،‬وتعاين ذاته من ذوبانها يف هذا بالن�سبة للحياة الع�سكرية وخا�صة يف‬ ‫و�سط املجموع ال�ضخم من الأفراد‪ .‬يتلقى بداية االلتحاق بها‪� ،‬أما التكيف مع حياة‬ ‫العديد من الأوامر والنواهي والتعليمات املعركة فيحتاج �إىل التعود عليه‪..‬‬ ‫الختيار �أن�شطة �أو امل�شاركة يف �أن�شطة‬ ‫بنف�سه‪ُ .‬يطلب منه �أن يعمل �أ�شياء تبدو له التكيف مع حياة املعركة احلربية‬ ‫عدمية املعنى‪ ،‬يطلب منه �أن يفعل وكيف ال �شك �أن اجلندي قد يخاف من املوت‪،‬‬ ‫يفعل ومتى يفعل‪ ،‬ولكنه ال يخرب (ملاذا) وميكن التخفيف من وط�أة هذا ال�شعور‬ ‫بقبول حقيقة مهمة وهي �أن املوت جزء من‬ ‫يفعل ذلك!!‬ ‫من امل�شاكل التي يواجهها املجند امل�ستجد احلياة الع�سكرية‪ ،‬وهذه هي طبيعة الر�سالة‬ ‫ال�شعور بالغربة واحلنني للموطن الأ�صلي‪� ،‬أو املهنة‪ ،‬وال غرابة يف ذلك‪.‬‬ ‫ي�شغل باله مب�شاكل �أ�سرته ومنزله وعائلته‪-1 ،‬يجب �أن يعلم الع�سكري �أن من بني‬ ‫ولذلك ال يركز على الأعمال املطلوبة الأعداد الكبرية جداً التي تدخل املعارك‬ ‫منه‪ ،‬فيبدو قليل الكفاءة وغري ثابت �أو ميوت عدد قليل ويجرح عدد قليل‪ ،‬بينما‬ ‫ال يعتمد عليه‪ ،‬ويبدو عليه البطء يف تعود الأغلبية ال�ساحقة �ساملة‪.‬‬

‫‪-2‬الإميان باهلل وبال�شهادة وبالوطن‬ ‫وبالت�ضحية من �أهم ما ي�ؤيد ويدعم ارتفاع‬ ‫الروح املعنوية يف القتال‪.‬‬ ‫‪-3‬بعد فرتة ي�صبح معظم الرجال معتادين‬ ‫على ر�ؤية املوت و�شم رائحته‪.‬‬ ‫‪-4‬ال�شعور برفقاء ال�سالح وزمالء الن�ضال‬ ‫ي�ساعد يف رفع الروح املعنوية للمقاتل‪.‬‬ ‫‪-5‬فهم الأ�سباب التي دعت للحرب‬ ‫ي�ساعد يف ارتفاع الروح املعنوية‪.‬‬ ‫‪-6‬ت�أكد ب�أن العمل والأداء واحلركة تبعد‬ ‫ال�شعور باخلوف‪.‬‬ ‫‪-7‬ال�سلوك الهادئ يخف�ض من حدة‬ ‫ال�شعور باخلوف‪.‬‬ ‫‪-8‬معرفة املوقف الع�سكري يخفف من‬ ‫حدة اخلوف‪.‬‬ ‫‪-9‬ال�صداقة وال�صحبة يقلالن من اخلوف‪.‬‬ ‫‪-10‬التمتع بال�صحة اجل�سمية والعقلية‬ ‫والنف�سية ت�ساعد يف طرد ال�شعور باخلوف‪.‬‬ ‫‪-11‬كذلك ف�إن الظروف الفيزيقية املحيطة‬ ‫ب�أر�ض املعركة تقلل من ال�شعور باخلوف‬ ‫وت�شتمل درجة احلرارة والربودة والرطوبة‬ ‫والإ�ضاءة وال�ضو�ضاء والألوان والأمطار‪.‬‬ ‫وي�سهم رجال الوعظ والإر�شاد يف رفع‬ ‫الروح املعنوية للجنود ويف عالج م�شاكلهم‪،‬‬ ‫ولذلك يتعني �أن يدر�س رجال الدين �إىل‬ ‫جانب العلوم الدينية علم النف�س وفروعه‬ ‫املختلفة وخا�صة فن الإر�شاد النف�سي‪.‬‬ ‫العدد ـ ‪ 499‬ـ �أغ�سط�س ‪2015‬‬

‫‪93-‬‬

‫مفاتيح التدبر‬

‫�إعداد ‪ :‬عبداهلل حممد الأن�صاري‬

‫االنتقال مما ابتدئ به الكالم‬ ‫�إىل املق�صود على وجه‬ ‫دقيق‬ ‫�سهل يختل�سه اختال�س ًا َ‬ ‫املعنى بحيث ال ي�شعر ال�سامع‬ ‫باالنتقال من املعنى الأول �إال‬ ‫وقد وقع عليه الثاين‬

‫‪-94‬‬

‫العدد ـ ‪ 499‬ـ �أغ�سط�س ‪2015‬‬

‫ُح�سن التخل�ص‬ ‫كتب ابن الأثري ر�سالة �إىل بع�ض‬ ‫الإخوان يخربه عن حاله يف بالد‬ ‫الرومان‪ ،‬يقول فيها‪( :‬ومما �أ�شكوه من‬ ‫بردها �أن الفرو ال يلب�س �إال يف �شهر‬ ‫ناجِ ر‪ ،‬وهو قائم مقام الظل الذي ُيتربد‬ ‫به من لفح الهواجر‪ ،‬ولفظ �شدته مل‬ ‫عما يذهبه‪ ،‬ف�إن‬ ‫�أجد ما يحققه ف� ً‬ ‫ضال َّ‬ ‫الـمعد َة له تطلب من الدفء‬ ‫النار ُ‬ ‫�أي�ضاً ما �أطلبه‪ ،‬ولكن وجدت نار‬ ‫أ�شد حراً فا�صطليت بجمرها‬ ‫�أ�شواقي � َّ‬ ‫الذي ال ُيذكى بزناد وال ي�ؤول �إىل‬ ‫رماد‪ ،‬وال ُيدفع الربد الوارد على‬ ‫حر الف�ؤاد‪)..‬‬ ‫اجل�سد ب�أ�شد من ِّ‬ ‫من يت�أمل هذه الر�سالة يالحظ �أن‬ ‫كاتبها ي�صف لأخيه ما يعانيه من �شدة‬ ‫الربد يف بالد الرومان‪ ،‬فيكفي �أ َّنه‬ ‫يلب�س الفرو يف �شهر ناجر �أي �شديد‬ ‫احلر‪ ،‬و� َّأن هذا الفرو ي�شبه الظل الذي‬

‫ُي�س َتظل به من لفح الهواجر �أي عندما‬ ‫احلر‪ .‬ومن‬ ‫ينت�صف النهار وي�شتد ُّ‬ ‫�شدة الربد �أ�صبحت ناره التي �أعدها‬ ‫للدفء تطلب الدفء لنف�سها‪ .‬ثم‬ ‫انتقل الكاتب من هذا املعنى انتقا ًال‬ ‫�سل�ساً ‪ -‬دون �أن ُي ِ‬ ‫�شعر القارئ ‪� -‬إىل‬ ‫معنى جديد هو املق�صود من �إر�سال‬ ‫الر�سالة‪ ،‬ف�شرع ي�صف �شدة �شوقه‬ ‫حره‬ ‫خلليله‪ ،‬ذلك ال�شوق الذي فاق ُّ‬ ‫أعدها ليتدف�أ بها‪ ،‬ما جعله‬ ‫النار التي � َّ‬ ‫يتدف�أ بجمر �شوقه الذي ال ي�شعله‬ ‫زناد – �أداة لإ�شعال النار‪ -‬وال ينطفئ‬ ‫في�صري �إىل رماد‪.‬‬ ‫معنى �إىل‬ ‫� َّإن هذا االنتقال ال�سل�س من ً‬ ‫(ح�سن‬ ‫�آخر يالئمه‪ ،‬ي�سميه �أهل اللغة ُ‬ ‫عرفه ال�سيوطي بقوله‪:‬‬ ‫التخل�ص)‪ ،‬وقد َّ‬ ‫(هو �أن ينتقل مما ابتدئ به الكالم‬ ‫�إىل املق�صود على وجه �سهل يختل�سه‬

‫((ودخل معه ال�سجن فتيان‬ ‫قال �أحدهما �إين �أراين‬ ‫�أع�صر خمر ًا وقال الآخر �إين‬ ‫�أراين �أحمل فوق ر�أ�سي‬ ‫خبز ًا ت�أكل الطري منه‬ ‫نبئنا بت�أويله �إنا نراك من‬ ‫املح�سنني قال ال ي�أتيكما‬ ‫طعام ترزقانه �إال نب�أتكما‬ ‫بت�أويله قبل �أن ي�أتيكما‬ ‫ذلكما مما علمني ربي))‬

‫‪,,‬‬

‫دقيق املعنى بحيث ال ي�شعر‬ ‫اختال�ساً َ‬ ‫ال�سامع باالنتقال من املعنى الأول �إال‬ ‫وقد وقع عليه الثاين ل�شدة االلتئام‬ ‫بينهما‪).‬‬ ‫ومن الأمثلة القر�آنية لهذه الظاهرة‬ ‫البالغية ما جاء يف �سورة يو�سف عليه‬ ‫ال�سالم‪ ،‬وذلك يف قوله تعاىل‪( :‬ودخل‬ ‫معه ال�سجن فتيان قال �أحدهما �إين‬

‫‪,‬‬ ‫‪�(( ,‬سبحان الذي �أ�سرى‬

‫ليال من امل�سجد‬ ‫بعبده ً‬ ‫احلرام �إىل امل�سجد الأق�صى‬ ‫الذي باركنا حوله لرنيه‬ ‫من �آياتنا �إنه هو ال�سميع‬ ‫الب�صري))‬

‫‪,‬‬ ‫‪,‬‬ ‫ما ال� ُّسر يف االنتقال من‬

‫احلديث عن الإ�سراء �إىل‬ ‫احلديث عن مو�سى عليه‬ ‫ال�سالم وبني �إ�سرائيل؟!‬

‫‪,,‬‬

‫‪,,‬‬

‫�أراين �أع�صر خمراً وقال الآخر �إين‬ ‫�أراين �أحمل فوق ر�أ�سي خبزاً ت�أكل‬ ‫الطري منه نبئنا بت�أويله �إنا نراك من‬ ‫املح�سنني قال ال ي�أتيكما طعام ترزقانه‬ ‫�إال نب�أتكما بت�أويله قبل �أن ي�أتيكما‬ ‫ذلكما مما علمني ربي �إين تركت ملة‬ ‫قوم ال ي�ؤمنون باهلل وهم بالآخرة هم‬ ‫كافرون)(يو�سف‪)37-36‬‬ ‫نالحظ هنا � َّأن ك ًال منهما �س�أل يو�سف‬ ‫عليه ال�سالم عن ر�ؤيا ر�آها يف املنام‪،‬‬ ‫ولكنه عليه ال�سالم انتقل �إىل معنى‬ ‫�آخر وهو احلديث عن الطعام الذي‬ ‫ي�أتيهما يف ال�سجن‪ ،‬ومن َث َّـم حتدث‬ ‫عن ف�ضل اهلل عليه �أن وفقه لرتك ملة‬ ‫الكفار‪ ،‬والإميان باهلل العزيز الغفار‪.‬‬ ‫ال�سر يف هذا االنتقال؟!!)‬ ‫(فما ُّ‬ ‫ملا كان �س�ؤالهما عن الر�ؤيا وتعبريها‬ ‫وهو علم قائم على الظن والتخمني‬ ‫بني لهما ف�ضل اهلل ع َّز وجل عليه‪ ،‬و�أنه‬ ‫قادر على �إخبارهما مبا يرزقانه من طعام‬ ‫قبل �أن ي�أتيهما‪ ،‬ثم خ ُل�ص من ذلك‬ ‫�إىل �أمر �أهم وهو دعوتهما للدين القومي‪،‬‬ ‫واتباع �آبائه �إبراهيم و�إ�سحق ويعقوب‬ ‫عليهم ال�صالة وال�سالم‪ .‬وبهذا انتقل‬ ‫القر�آن من احلديث عن الر�ؤيا والطعام‬ ‫وهو مق�صد دنيوي �إىل احلديث عن‬ ‫التوحيد والإميان وهو مق�صد �أخروي‪.‬‬ ‫ومن الأمثلة �أي�ضا قول اهلل ع َّز وجل يف‬ ‫�سورة الإ�سراء‪�( :‬سبحان الذي �أ�سرى‬ ‫بعبده لي ًال من امل�سجد احلرام �إىل‬ ‫امل�سجد الأق�صى الذي باركنا حوله‬ ‫لرنيه من �آياتنا �إنه هو ال�سميع الب�صري)‬ ‫ثم جاء بعدها قوله تعاىل (و�آتينا مو�سى‬ ‫الكتاب وجعلناه هدى لبني �إ�سرائيل‬ ‫�أال تتخذوا من دوين وكيال)‪( .‬فما‬ ‫ال�سر يف االنتقال من احلديث عن‬ ‫ُّ‬ ‫الإ�سراء �إىل احلديث عن مو�سى عليه‬ ‫ال�سالم وبني �إ�سرائيل؟!)‬ ‫قال الزرك�شي يف كتابه «الربهان يف‬ ‫علوم القر�آن»‪( :‬ووجه ات�صالها مبا قبلها‬ ‫� َّأن التقدير‪� :‬أطلعناه على الغيب عياناً‬

‫و�أخربناه بوقائع من �سلف بياناً لتقوم‬ ‫�أخباره على معجزته برهاناً)‪ .‬واملق�صود‬ ‫�أن نبينا عليه ال�صالة وال�سالم ملا �أخرب‬ ‫قري�شاً بحادثة الإ�سراء واملعراج عجبوا‬ ‫من كالمه وا�ستعظموا ذلك‪ ،‬فنا�سب‬ ‫ذلك �أن ينتقل الكالم �إىل احلديث‬ ‫عن بني �إ�سرائيل الذين كذبوا نبي‬ ‫اهلل مو�سى عليه ال�سالم رغم ما جاء‬ ‫به من الآيات واملعجزات احل�سية‬ ‫التي تدل على �صدق نبوته‪ .‬وهذا‬ ‫االنتقال مالئم ملا �سبقه من الكالم‬

‫عن الإ�سراء واملعراج؛ لأن ت�صديق‬ ‫النبي عليه ال�سالم يف خرب ال�سماء‬ ‫ي�أتيه غدوة �أو روحة �أعجب من ق�صة‬ ‫الإ�سراء واملعراج‪ .‬وبهذا �أجاب‬ ‫ال�صديق ر�ضي اهلل عنه ملا قيل له‪ :‬هل‬ ‫لك يف �صاحبك يزعم �أنه �أ�سري به �إىل‬ ‫بيت املقد�س‪ ،‬قال لئن قال ذلك لقد‬ ‫�صدق‪ ،‬قالوا وت�صدقه �أنه ذهب �إىل‬ ‫بيت املقد�س وجاء قبل �أن ي�صبح؟!‬ ‫قال نعم‪� ،‬إين لأ�صدقه مبا هو �أبعد من‬ ‫ذلك‪� ،‬أ�صدقه بخرب ال�سماء يف غدوة‬ ‫�أو روحة‪.‬‬ ‫وهناك �أمثلة �أخرى تدل على بالغة‬ ‫القر�آن يف باب ح�سن التخل�ص‪ ،‬هذه‬ ‫الأمثلة وغريها من �أوجه البالغة يف‬ ‫كتاب اهلل ع َّز وجل هي التي �أعجزت‬ ‫البلغاء و�أ�سكتت ال�شعراء و�أخ�ضعت‬ ‫جلمالها الأدباء‪ .‬ف�سبحان الذي �أنزل‬ ‫على عبده الكتاب ومل يجعل له‬ ‫عوجا‪.‬‬ ‫العدد ـ ‪ 499‬ـ �أغ�سط�س ‪2015‬‬

‫‪95-‬‬

‫‪,,‬‬

‫طــــــــب‬

‫د‪ .‬جمدي �صالح الدين كامل‬

‫ت�سو�س الأ�سنان‬

‫مر�ض ي�صيب �أ�سنان الإن�سان‪ ،‬في�صيبها بالتلف‪ ،‬وهو من الأمرا�ض الأكثر �شيوع ًا في العالم‪ ،‬ولم‬ ‫ي�ستطع العلم من الحد من انت�شاره برغم التقدم الرهيب في تكنولوجيا علم طب الأ�سنان‪.‬‬ ‫ومن المفارقات العجيبة �أنه �أكثر �شيوع ًا في المجتمعات المتح�ضرة عن المجتمعات التي تعي�ش‬ ‫الحياة البدائية‪ ،‬ولذلك يعتقد بع�ض العلماء �أن نمط الغذاء وال�شراب عند المتح�ضرين يعتبر‬ ‫ال�سبب الأول الذي يجعل الفم و�سط ًا �صالح ًا لحدوث الت�سو�س‪.‬‬

‫ومنظمة ال�صحة العالمية ت�ضع الت�سو�س في‬ ‫المرتبة الثالثة بعد �أمرا�ض القلب وال�سرطان‪،‬‬ ‫وت�ستهلك �أمرا�ض الأ�سنان في المتو�سط‬ ‫نحو ‪ %30‬من النفقات الطبية والجراحية‬ ‫في العالم‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من الدرا�سات الهائلة في جميع‬ ‫�أنحاء العالم‪ ،‬ف�إن ال�سبب الحقيقي للت�سو�س‬ ‫مازال مجه ً‬ ‫وال ومازال الت�سو�س يعتبر م�شكلة‬ ‫اجتماعية واقت�صادية و�صحية للفرد‪.‬‬ ‫وت�سو�س الأ�سنان عبارة عن ت�آكل في �سطح‬

‫‪-96‬‬

‫العدد ـ ‪ 499‬ـ �أغ�سط�س ‪2015‬‬

‫الأ�سنان ونخر في طبقاتها المختلفة ومن ‪ -‬نوعية الغذاء من حيث تناول العنا�صر‬ ‫النادر �أن ن�سمع �أن هناك �شخ�صاً لم يتعر�ض الأ�سا�سية لتكوين الأ�سنان مثل الكال�سيوم‬ ‫والفلورين وع��دد م��رات ت��ن��اول المواد‬ ‫لأى نوع من �أنواع الت�سو�س‪.‬‬ ‫ال�سكرية‪.‬‬ ‫ وجود البكتيريا ال�ضارة بالفم‬‫الأ�سباب‪:‬‬ ‫ حالة الأ�سنان من حيث التركيب وهل هي‬‫العامل الوراثي‪:‬‬ ‫قوية �أم ال‪.‬‬ ‫ حالة الفم وقدرته على تنظيف نف�سه‪� - ،‬شكل الأ�سنان وحجمها قد يكون وراثياً‬‫وذلك بوجود كمية من اللعاب في الفم خالل الأجيال المتعاقبة‪.‬‬ ‫ غالباً هناك فر�صة �أكبر لحدوث الت�سوي�س‬‫والتي ت�ساعد على تنظيف الأ�سنان‪.‬‬

‫للأ�شخا�ص في نف�س الأ�سرة التي يعاني �أحد‬ ‫الأبوين فيها من ت�سو�س الأ�سنان‪.‬‬ ‫ �شكل انتظام الأ�سنان داخل الفم وغالباً ما‬‫يورث هذا ال�شكل �إلى الأبناء‪.‬‬ ‫الفلورين و�أثرة على ت�سو�س‬ ‫الأ�سنان‪:‬‬ ‫من �أه��م �أ�سباب الت�سو�س ع��دم تناول‬ ‫منتجات الألبان ب�صورة �سليمة‪ ،‬فتحرم‬ ‫الج�سم من عنا�صر الكال�سيوم والف�سفور‬ ‫والفلورين الالزم‬ ‫لتكوين الأ�سنان‪� ،‬أو تناول ال�سكريات ب�صورة‬ ‫متكررة‪ ،‬وفي �أوق��ات مختلفة مثل فترات‬ ‫الليل‪ ،‬مما ي�ساعد على حدوث الت�سو�س‪،‬‬ ‫وكذلك ع��دم االنتظام في زي��ارة طبيب‬ ‫الأ�سنان ب�صفة منتظمة �أو عدم االهتمام‬ ‫با�ستخدام الفر�شاة والمعجون والخيط‬ ‫الطبي ب�صورة منتظمة‪ ،‬فت�ؤدى �إلى �إهمال‬ ‫الحالة ال�صحية للفم‪.‬‬ ‫ت�أثير اللعاب على ت�سو�س الأ�سنان‪:‬‬ ‫يقوم اللعاب بدور تنظيفي للأ�سنان والفم‬ ‫ومعادلة الأحما�ض الناتجة من اتحاد‬ ‫البكتيريا مع مادة البالك التي تغطي �سطح‬ ‫الأ�سنان‪ ،‬فكلما ازداد �إفراز اللعاب ف�إن فر�صة‬ ‫غ�سيل وتنظيف الأ�سنان تكون �أكبر وبالتالي‬ ‫تقل فر�صة حدوث الت�سوي�س بها‪.‬‬ ‫نوعية الغذاء و�أثرة على ت�سو�س‬ ‫الأ�سنان‪:‬‬ ‫‪ -‬ي��ج��ب ت��زوي��د الج�سم‬

‫وال��ف��ل��وري��ن‬

‫والف�سفور‬

‫بالكال�سيوم‬ ‫والمغني�سيوم‪.‬‬ ‫ التقليل من تناول ال��م��واد ال�سكرية‬‫والن�شوية في �صورها المختلفة‪� ،‬سواء على‬ ‫هيئة �سوائل �أو معجنات مثل المكرونة‪.‬‬ ‫ التقليل من تناول الحلويات‪.‬‬‫ يجب توافر فيتامين «د» بالج�سم لكي‬‫يقوم الج�سم بامت�صا�ص الكال�سيوم‬ ‫امت�صا�صاً جيداً‪ ،‬ولح�سن الحظ يتوافر هذا‬ ‫الفيتامين في معظم الأطعمة التي تحتوي‬ ‫على الكال�سيوم مثل اللبن والبي�ض والجبن‬ ‫والتونة وال�سردين‪.‬‬ ‫ تناول الحامل للغذاء الذي يحتوي على‬‫الكال�سيوم والفيتامينات الأخرى ال ي�ضمن‬ ‫�سالمتها فقط‪ ،‬بل و�سالمة �أ�سنان طفلها‬ ‫وزيادة �صالبتها‪.‬‬ ‫ تناول بع�ض �أنواع الفاكهة والخ�ضراوات‬‫كالتفاح والجزر والكرف�س يزيد من �صالبة‬ ‫الأ�سنان وينظفها من الف�ضالت ال�ضارة‪.‬‬

‫معجون الأ�سنان �أو بع�ض الأقرا�ص التي‬ ‫ت�ستحلب �أو الماء المحتوي على الفلورين‬ ‫�أو عن طريق تناول الم�أكوالت والم�شروبات‬ ‫التي تحتوي على الفلورايد ب�صورة طبيعية‬ ‫مثل الأ�سماك والبقدون�س وال�شبت والفلفل‬ ‫الأخ�ضر وال�سبانخ والملوخية و�صفار البي�ض‬ ‫والأ�سماك‪.‬‬

‫�أعرا�ض ت�سو�س الأ�سنان‪:‬‬ ‫ الآالم في ال�ضرو�س الم�صابة وخا�صة عند‬‫تناول الحلوى �أو الم�شروبات ال�ساخنة �أو‬ ‫الباردة‪.‬‬ ‫ وجود ثقوب في �سطح الأ�سنان‪.‬‬‫ تعلق الأطعمة ذات الألياف مثل البرتقال‬‫واللحوم في المناطق التي بها ت�سو�س‪.‬‬ ‫ عادة يبد�أ الت�سو�س بوجود بقع بي�ضاء على‬‫�سطح ال�ضر�س �أو ال�سن التي غالباً ما تتحول‬ ‫�إلى اللون البني‪ ،‬ثم يبد�أ ال�سن في الت�آكل‪.‬‬ ‫ في حالة بد�أ ظهور البقع البي�ضاء يجب‬‫تناول الفلورين ب�صورة مبا�شرة‪ ،‬وفي حالة‬ ‫الفلورين وعالقته بت�سو�س الأ�سنان‪ :‬حدوث الفجوات يتم ح�شوها عند طبيب‬ ‫يعتبر الفلورين من �أه��م المواد الالزمة الأ�سنان‪.‬‬ ‫لتكوين الأ�سنان ومحاربة الت�سو�س في‬ ‫كيفية منع ت�سو�س الأ�سنان‪:‬‬ ‫فترة تك َون الأ�سنان ووج��وده على الطبقة‬ ‫الخارجية للأ�سنان يمنع تحلل هذه الطبقة‪ - ،‬الوقاية با�ستخدام فر�شاة الأ�سنان بالطرق‬ ‫وت�صبح �أكثر قوة ومقاومة للت�سو�س‪ ،‬وذلك ال�سليمة وا�ستخدام معجون الأ�سنان‬ ‫بتكوين مادة الفلور على طبقة المينا‪ ،‬فتحمي ال��م��ح��ت��وي‬ ‫على‬ ‫الأ�سنان من الت�سو�س‪ .‬ويمكن التزود‬ ‫بالفلورين ع��ن طريق‬

‫العدد ـ ‪ 499‬ـ �أغ�سط�س ‪2015‬‬

‫‪97-‬‬

‫ ق��م بتنظيم‬‫غذائك بتناول‬ ‫الأطعمة المفيدة‬ ‫للج�سم وتجنب‬ ‫الأك��������ل ب��ي��ن‬ ‫الوجبات‪.‬‬ ‫ قم بالزيارة الدورية‬‫لطبيب الأ�سنان مرة كل‬ ‫‪� 6‬أ�شهر‪.‬‬ ‫ ف���ي ح��ال��ة ح���دوث‬‫الت�سوي�س‪ ،‬ف�إن طرق العالج تختلف‬ ‫ا لفلو ر ين‬ ‫باختالف مدى الت�سو�س وحجمه‪ ،‬ففي‬ ‫ه������و خ���ط‬ ‫الحاالت الأولية قد نكتفي بالفلورايد‪ ،‬وفي‬ ‫الدفاع الأول للوقاية من الت�سو�س‪.‬‬ ‫ المتابعة الدورية عند طبيب الأ�سنان مرة حالة حدوث ت�سو�س �صغير الحجم يقوم‬‫كل ‪� 6‬أ�شهر �إلى �سنة على الأكثر للعناية الطبيب بتنظيف مكان الت�سو�س جيداً وح�شو‬ ‫الفراغ بالمادة المنا�سبة من معدن البالتين‬ ‫الخا�صة بالأ�سنان‪.‬‬ ‫ تنظيف الأ�سنان بالفر�شاة مرتين على �أو الذهب �أو الح�شوات الخا�صة والتي‬‫الأقل يومياً ويف�ضل بعد كل وجبة‪.‬‬ ‫ ح�سن اختيار الفر�شاة والتي يجب �أن‬‫تكون ناعمة حتى ال ت�صيب اللثة بجروح‬ ‫ويتم تغييرها كل ‪� 3‬أ�شهر‪ ،‬ويجب غ�سلها بعد‬ ‫اال�ستعمال وو�ضعها على حامل لتجف كما‬ ‫يجب �أال تالم�س فر�شاة �أخرى خا�صة بالغير‪.‬‬ ‫ ي ُـراعى �أن تم�سك الفر�شاة بزاوية ‪45‬‬‫درجة‪ ،‬و�أن تنظف الأ�سنان في الجهة التي‬ ‫تخرج منها اللثة‪� ،‬أي من الداخل للخارج‬ ‫ويتم تنظيف الأ�سنان الخلفية ثم الأمامية‬ ‫ويجب �شطف الفم جيداً بعد االنتهاء من‬ ‫التنظيف‪.‬‬ ‫كيفية المحافظة على الأ�سنان‪:‬‬ ‫ تنظيف الأ�سنان مرتين �إلى ثالث مرات‬‫يومياً ح�سب الطرق ال�سليمة للتنظيف‬ ‫با�ستخدام معجون يحتوي على الفلورايد‪.‬‬ ‫ تنظيف ما بين الأ�سنان بالخيط الطبي مرة‬‫يومياً مع مراعاة عدم جرح اللثة‪.‬‬ ‫‪-98‬‬

‫العدد ـ ‪ 499‬ـ �أغ�سط�س ‪2015‬‬

‫لها نف�س لون الأ�سنان‪ ،‬مثل الكمبوزيت‬ ‫والبور�سلين والجال�س �أيونيمر‪ .‬وقد ين�صح‬ ‫الطبيب بعمل الطربو�ش المنا�سب من حيث‬ ‫النوعية لحماية ال�ضر�س بعد ح�شوه‬ ‫من الك�سر‪.‬‬ ‫وفي حاالت الت�سو�س والتي‬ ‫ت�صيب الع�صب‪ ،‬فهنا يبد�أ‬ ‫الطبيب في معالجة ع�صب‬ ‫ال�ضر�س‪ ،‬وهو ما ي�سمى بعالج‬ ‫الجذور والذي يتم ب�إزالة ع�صب ال�ضر�س‬ ‫وح�شو القناة الع�صبية بمادة الجتابركا ثم‬ ‫و�ضع الح�شوة المنا�سبة بعد ذلك‪ .‬ويتم هذا‬ ‫على عدة زيارات وفي النهاية يتم تركيب‬ ‫الطربو�ش‪.‬‬ ‫الجبن وت�سو�س الأ�سنان‪:‬‬ ‫في بحث علمي �أثبت �أح��د العلماء �أن‬ ‫البروتين الموجود في الجبن ‪ Casein‬يتحد‬ ‫مع الكال�سيوم والفو�سفات في داخل الفم‪،‬‬ ‫فيعمل على �إمداد ال�سطح الخارجي لل�سن‬ ‫بالمعادن في�ؤدي �إلى تقوية هذا ال�سطح‪،‬‬ ‫كما �أن الجبن يعادل ت�أثير الحم�ض على‬ ‫الأ�سنان‪ ،‬ويعتبر الجبن هو العدو الأول‬ ‫لل�سكر الم�ضر بالأ�سنان‪ ،‬وعلى هذا ف�إن‬ ‫تناول قطعة من الجبن قبل النوم يكون درعاً‬ ‫واقياً للأ�سنان‪.‬‬

‫العدد ـ ‪ 499‬ـ �أغ�سط�س ‪2015‬‬

‫‪99-‬‬

‫ال�شعر‬

‫دانات من املا�ضي‬ ‫هكذا علمتني احلياة‬ ‫• علمتني احلياة أنه ال يوجد وقت ثمني مثل احلاضر‬ ‫الذي نعيشه‪ ،‬ففيه نصحح أخطاء املاضي ونرسم‬ ‫لوحة املستقبل‪.‬‬ ‫• علمتني احلياة أن من العجب في هذه احلياة حينما‬ ‫تفعل الكثير من األشياء اجلميلة للناس جتد القليل‬ ‫منهم من ينتبه! بينما فعل اخلطأ يلتفت له القاصي‬ ‫والداني وال ينسى ذلك الفعل‪.‬‬ ‫• علمتني احلياة أال أغير نظرتي عن أي شخص مبجرد‬ ‫موقف بدر منه‪ ،‬أو سماع خبر سيئ عنه‪ ،‬ألنه لو‬ ‫أخطأ فكلنا خطائون‪ ،‬واهلل غفور رحيم‪.‬‬ ‫• علتني احلياة أن الشخص الذي يرضى بأن يكون‬ ‫اخليار الثاني ألحد هو شخص ضعيف الشخصية‪.‬‬ ‫• علمتني احلياة أن الصداقة ال تقاس بطول العشرة‪،‬‬ ‫إمنا تقاس بطيب األثر وذلك باملعاملة احلسنة‬ ‫وباألخالق الكرمية‪.‬‬ ‫• علمتني احلياة أن قلبا ً واحدا ً يشعر بكالمنا يغني‬ ‫عن ألف أذن تسمعه بدون إحساس‪.‬‬ ‫• علمتني احلياة أن احللم مهما كان بعيداً‪ ،‬فإن اهلل‬ ‫غلى كل شيء قدير‪.‬‬ ‫• علمتني احلياة أن االهتمام بالنظر إلى عيوب اآلخرين‬ ‫يجعلنا ننسى عيوبنا والتي يجب علينا إصالحها أوالً‪.‬‬

‫‪-100‬‬

‫العدد ـ ‪ 499‬ـ �أغ�سط�س ‪2015‬‬

‫كان َما لِ ْك في الهوى راده‬ ‫يح ّب ْون ِ ْك‬ ‫ال ت � َع � ِّذ ْب لى ِ‬

‫ه��وب زَيْنه ه��ذي العاده‬ ‫ضنونك‬ ‫ِم ْنك يا َظ�لاَّ ْم َم ْ‬ ‫‪........................‬‬ ‫صرْ ال َق ْيت ث ِ ْن َت ْي َنا‬ ‫ال َع ِ‬ ‫سلِّي‬ ‫واحلكي ترتيب وِي ْ َ‬ ‫ض ْي ِن ْي َنا‬ ‫إز ْ ِق��رَن ِّ��ي يا امل ِ َ‬ ‫ظ ْك َع ْن ت ْ َولِّي‬ ‫ر ِ ّد ب َ ْن َح ْف ِ‬ ‫‪..........................‬‬ ‫ق��م ي��ا احل��ب��ي��ب األوَّ ْل‬ ‫ل��ى لِ� ْ‬ ‫��ك َغ�لا م��ا َح���ا ْل‪ ‬‬ ‫��ج�� َّو ْل‬ ‫ف��ي امل��زرع��ه نِ�� ْت َ‬ ‫اح������ ْة بَ���ا ْل‬ ‫َف��رْح��ه ْور َ َ‬

‫قصيدة‪ ‬مهداة إلى صاحب السمو‬

‫القروم‬ ‫برجفالقوس‬ ‫س ْي‬ ‫َ‬ ‫ك ْك يِلُ ْوح‬ ‫اض ْق أ َ ْف‬ ‫صأيب ْرلَ ْج الِْم َب ْان ْع ب‪َ ..‬ي ْن ِ‬ ‫وَيا ْج ِه ِق ْك ِ‬ ‫صا َنع ِا ْلِ‬ ‫الْ َغال َفرْقاه ِحزْن ْو نَزْع رُ ْوح‪ ‬‬ ‫َ‬ ‫الكرَ ْم َع ُّم ْك ي َبار ِ ْي خَ الِ ْك‬ ‫ِف ْي‬ ‫س ْك َم َع َّ‬ ‫السروح‪ ‬‬ ‫الظ ْبي ِّ‬ ‫شرْ ن َ ْف ِ‬ ‫ال ت ْخَ ِ‬ ‫س َّ‬ ‫س ْبوِالمْ‬ ‫الش ْعبمن َغ ْير ذِ ْع ْك َيرِا ْهلِ ْك يفوح‬ ‫ك‬ ‫تِ ْ‬ ‫أ َمذْا ِكرِ ِ ْهح َ‬

‫لو حتاوِ ْ‬ ‫ما ِمعن ْن ِد ْك اجلَ أ َّد َيم ْ ْلن‬ ‫شار ِل ْب ِف ْيالهنَّخْ َو ْه‬ ‫بَس ما ي َ ْت ِع ْبك تِرْ َحا ْل الْ ِه َم ْل‬ ‫ص ْوبَي‬ ‫ِم ْن‬ ‫س‬ ‫َ‬ ‫ي َ ْعرِب ِ ّي الرِّ ْ‬ ‫ضرِ ْب (وَدْع) أو ت ِ ْقرَا (ر َ ِم ْل)‬ ‫لو ب َ ِت ْ‬ ‫ى ْب ِّ‬ ‫سالَ ْ‬ ‫يط ْملَ َن ْعا ب ِ ْك َغا مُملِي‬ ‫ل!‬ ‫وان ْت َح‬ ‫الش ْعوَرا َ ْ‬ ‫وال َّت َعرَ‬

‫ِش ُر ْوح‬

‫أجرَ َها ذِيْك اجلُ َم ْل‬ ‫َع َّظ ْم اهلل‬ ‫ْ‬ ‫ِع ْند ال ّلزوم يمْ ِي‬ ‫ِح ّط َنا‬ ‫اح ِت َم ْل ِم ْنك الذي ما يُ ْح َت َمل‬ ‫وَ ْ‬ ‫ش ِف ِميل‬ ‫رومنام ْع ال َو َا‬ ‫سمي ْدف وال ْق جتْ َ‬ ‫وان ْت إن الْت حَتْ َ ِ‬ ‫صب ت ْ َع ِم ْل‬ ‫الطعون الغايره‬ ‫َغ ْ‬ ‫ِعلِّ ِّيي‬ ‫اب‬ ‫ن ِ ْن ِك ِت ْب في‬ ‫ْك َت ْ‬ ‫لحْ‬ ‫َ‬ ‫وَيْن (بِرْج القوس)‪ ..‬من (بِرْج ا ِم ْل)‬ ‫واهلل ْو ِك َ‬ ‫ي‬ ‫وِالْ َب ِدرْ بال ِّدما َماث ِ ْهطاح‪..‬ال الب ْ ِع ْنف‬ ‫ش َم ْل‬ ‫ِج َم ْل!‬ ‫الخْ َال‪ ..‬والباب ي ِ ْو َس ْع لِ ْه‬ ‫ِغ ْن َو ْة احلَ ِّيي‬ ‫(خلِ ْي َف ْة)‬ ‫يَا‬ ‫ِ‬

‫خَ لِّني‪ ..‬وِال ِعذر هالليله شحوح‬ ‫ض ْك َعلَ ْيه ْظاللِ ْك‬ ‫ْومن نِزَ ْل بَار ْ ِ‬ ‫أخْ ِت ْم (الفرقان) وا ْقرا آي (نُ ْوح)‬ ‫(زايد)ق يايا نور الحْ‬ ‫ياولو خَ لَ ْ‬ ‫السفوح‬ ‫تناظرْ َف ْو‬ ‫راعي َالِ ْك ِّ‬ ‫فِ‬

‫تس َتلْزِ ْم‬ ‫تَرْ ِم ْي الجْ ُ ْمله‬ ‫ْو ْ‬ ‫ن ِ ِح ْن دُ ْون ِ ْك َف ْدوِ ٍة لِ ْع َقالِ ْك‬ ‫الس ُم ْوح‬ ‫ويا ِك ِثرْ ما َط َّو ْف الْ َو ْجه‬ ‫ِّ‬ ‫ناض ْك دَ ْوح‬ ‫طاب َه َف َّتاالِن ِ ْه‬ ‫ب َ ّل‬ ‫ك َما ِج َدب ْنخَ‬ ‫ك ِّي ْب ْو َفالِ‬ ‫ولو ب َغى مْجَ‬ ‫س َيا ْن‬ ‫الْروح ن ِ ْ‬ ‫س ِّي ِد ْي يا ِع ّل َنا َف ْدوَ َى لِ ْك‬ ‫َ‬ ‫األص ْل ما كان َم ْعرِ ْف ِت ْك طموح‬ ‫في‬ ‫ِ‬ ‫دهلِ ْكصبوح‬ ‫النديْ ب َ ْاعملَا‬ ‫ابح احلَرَار‬ ‫إ ِنغ ْب ِْتت لِرْ َق‬ ‫والصب ْ‬ ‫ِج ْيت ما ادري ب ِ ْك‪ ..‬ولو َع ِّن ْي تروح‬ ‫َ‬ ‫س َن ْدك ر ْ َجالِ ْك‬ ‫ش ْيخنا ن ِ ْح َنا َ‬ ‫اجلروح‬

‫ال ت ْ َع ِد ْل ث َ ْوبي وَال ترفي‬ ‫َ‬ ‫بشرْع‬ ‫عادِ ٍل حَتْكم‬ ‫وِان ْت في َغ ِّي ْك َعلَى َغ ِّي ْك‬ ‫جتني ن ِ ِح ْالن ِغ دُّصْون ِه ْك ْوي َ‬ ‫فيخْ ِذاللْ ِعك ِ‬ ‫سرْ‬

‫َس ِم ْل‬ ‫ال ِّديْن‬ ‫ث َ ِم ْل!‬ ‫ي‬ ‫والعلِّ َم ْل‬ ‫ال َ‬

‫حاسوم الدرمكي‬ ‫السـ ْعــدي‬ ‫بن‬ ‫سيــف‬ ‫شعر‪:‬‬ ‫شعر ‪:‬‬ ‫عوض ّ‬ ‫العدد ـ ‪ 499‬ـ �أغ�سط�س ‪2015‬‬

‫‪101-‬‬

‫حلَ ّظ خَ لِّ ْه‬ ‫احلَ ّظ خَ لِّ ْه َم ِع ْك ما اب ْ ِغ ْيه ي ِ ْن َف ْعني‬

‫سنني وانا َم ْع ال َع ْثرات ن ِ ْتخاوى‬ ‫ْ‬

‫ص َّديْت‪ ..‬ت ِ ْت َب ْعني‬ ‫واليوم من وَيْن ما َ‬

‫أحزاني اللَّى على اْلِ ْهموم ت ِ ْتقاوى‬

‫س َك ْب ِته كاد يوج ْعني‬ ‫اح ْيد دَ ْمع ٍ ِ‬ ‫ما ِ‬

‫سته َق ْبل ي ِ ْت َهاوَى‬ ‫يا غير يَاللَّى ح َب ْ‬

‫س َك ْب ِته َ‬ ‫ش َعرْت ب ْ ِحزْنِه امل َ ْعني‬ ‫لو ما ِ‬

‫ص ْدري لِلْ ِحزِ ْن َماوَى‬ ‫ضلْع َ‬ ‫ي ْبني على ِ‬

‫الص ْبر ن َ ْفسي ما تطاوعني‬ ‫وان كان َع َّ‬

‫بص ْبرِ ْي‪ ..‬صار ي ِ ْت َداوى‬ ‫لو كان ِغ ْيري َ‬

‫والس ْعد وادَ ْعني‬ ‫الض ْيق أ ْق َبل َعلَ ْي‬ ‫ِّ‬ ‫ّ‬

‫ص ْدري غ َد ْت ِم الْ َه ّم ت ِ ْتالَوَى‬ ‫وِ ْ‬ ‫ضلوع َ‬

‫أر ْ َحل َم َع احلِزْن وال ِّذ ْكرَى ترَ ِّج ْعني‬

‫وَاثْر األماني ب َع ْيني ِحلْم ي ِ ْترَاوَى‬

‫يس َم ْعني‬ ‫(س ِع ْيد)‪ ..‬بَلِّ ْغ (سعيد) إن كان ْ‬ ‫يَا ْ‬

‫اهلل يسا ِم ْح ز ِ َم َّنا كان ما ساوَى‬

‫شعر‪ :‬عبداهلل اجلابري‬ ‫‪-102‬‬

‫العدد ـ ‪ 499‬ـ �أغ�سط�س ‪2015‬‬

‫العقول الن ِّيره‬ ‫والطبيع ّيه‬

‫ْ‬ ‫خط َوت ْها‬ ‫اح ْب ناس ٍ َع ْينها ِع ْند‬ ‫ْوال ِ‬

‫اح َترَا ْم اخلصوص ّيه‬ ‫واح ّب البساطه وِ ْ‬ ‫ِ‬

‫َ‬ ‫في ع َداوَت ْها‬ ‫اح ّب حَتْرِيْض‬ ‫وال ِ‬ ‫البشرْ ِ ْ‬

‫َّ‬ ‫الشا ْن وَا ْهل األ َه ِم ّيه‬ ‫سالمي لذات‬

‫بص ْدر ِ ْي وعيني َق ْبل بيتي ض َيا َف ْت َها‬ ‫َ‬

‫سحه إيجاب ّيه‬ ‫م َتى ت ِْق ِب ْل أيَّامي ب َف ْ‬

‫ظرْ الْعَينْ ب َ ْه َج ْتها‬ ‫ويزاح العتام وت ْن ِ‬

‫س ِم ّيه‬ ‫ومتى‬ ‫ْص ّب وَ ْ‬ ‫يسته ّل الْ َغ ْيث وِت ِ‬ ‫ِ‬

‫خص ْوب َ ْتها‬ ‫على ارْض املشا ِعر لني تزهر ُ‬

‫ِم ْثل النجوم الساطعه واحلقيق ّيه‬

‫تشار ال َب َنان وْحتْ ِت ِف ْي عند َطلْ َع ْتها‬

‫كواك ْب مضيئه في فضاها جهوري ِّ ْه‬ ‫ِ‬

‫السابِقْ‬ ‫ص َم ْتها‬ ‫ِم ْن‬ ‫املاض ّي لَلْ ِحينْ ب َ ْ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬

‫ض َّج ْت الساحه ل َن ْجمه صناع ّيه‬ ‫ولو َ‬

‫ص َنا َع ْتها‬ ‫ترى يوم تنهار الصناعه ِ‬

‫يا ر َ ّب العباد ْو َعالِ ْم ال َغ ْيب والن ِّيه‬

‫لك اخلَلْق وال ِّدن ْ َيا ِعلِ ْيم ب ْ َن َهاي َ ْتها‬

‫عسى نشرة أخبار ال َعرَ ْب واحملَلِ ّيه‬

‫ِّ‬ ‫تبشرْ‬

‫ص ْدر ِ ْي وت ِ ْك َثرْ طوار ّيه‬ ‫شرْ َ‬ ‫ْوال ي ِ ْن ِح ِ‬

‫وال ت ْف ِق ْد ال َّن ْفس النق ّيه ن َقاوَت ْها‬

‫أح ّب‬ ‫ِ‬

‫العقول‬

‫الن ِّيره‬

‫بتوحيد‬

‫القلوب‬

‫وْ َعالَ َق ْتها‬

‫شعر ‪ :‬قمرة‬

‫العدد ـ ‪ 499‬ـ �أغ�سط�س ‪2015‬‬

‫‪103-‬‬

capabilities of its large caliber gun ships since 1990. The report alleges that the Navy has consistently scaled back or outright cancelled programs intended to replace naval gunfire support capacity, in the process making no significant gains for offshore fire support since the retirement of the last Iowa-class battleship in 1992. This failure by the navy to meet Congressional mandates to improve naval gunfire support has caused a rift with the United States Marine Corps and to a lesser extent the United States Army; in the case of the former, the concern is great enough that several three and four star generals in the Marine Corps have openly admitted to the press their concern over the absence of any effective ship based gunfire support, and two

separate Commandants of the Marine Corps have testified before the Senate Armed Service Committee on the risks faced by the Marines in the absence of any effective naval gunfire support. Despite the reduction in calibre size to 5-inch (127 mm) guns, even ground-based NATO forces› artillery observers (FOs) and Forward Air Controllers (FACs) are taught the rudiments of calling in and adjusting naval gunfire. With the exception of a few procedures, the controlling principles are quite similar in both land and naval bombardment. While the ground-based FO starts his adjustment mission by saying, «Adjust Fire», the naval gunfire spotter says, «Fire Mission»; from that point on the procedures are almost

identical. Shore Fire Control Parties participate in field operations, often with a Marine Artillery battery to provide simulated Naval Gunfire support. When available, Marine spotters will call the fire missions for Naval Ships undergoing their gunnery qualification tests, to provide both parties the opportunity to practice their skills. One use of Naval Gunfire in modern operations is to provide Suppression of Enemy Air Defense (SEAD) for Close Air Support. Well-timed salvos provide covering fire for sorties and prevent enemy troops and batteries from effectively using anti-aircraft weapons. From : Wikipedia , the free encyclopedia

Issue 499 - Aug. 2015 -

- 17

«no-glow») in each battalion to maintain close contact with the Navy for amphibious operations. The NGLO is responsible for the Shore Fire Control Party and works in the Fire Control Center with other liaison officers to coordinate naval gunfire with close air support, mortars and artillery. The NGLO joins the others in the planning of fire missions in support of the Marine Infantry Regiment. Additionally, the United States Marine Corps maintains three active (1st, 2nd, & 5th) and two reserve (3rd & 4th) ANGLICO units. ANGLICO members are temporarily assigned to combat units of the United States and foreign nations that lack inherent fire support capability, such as naval gunfire. The

16 -

- Issue 499 - Aug. 2015

navies of the world have almost universally moved away from the largest caliber guns of the early and middle of the 20th century because the battleships and large cruisers that carried them have been scrapped. The aircraft carrier and sea to land missile have been used instead. Naval guns used on modern ships tend to be smaller caliber weapons but with more advanced targeting systems. It is unlikely that the large caliber guns will make a return and much of the traditional role of Naval Gunfire has been taken over by naval air power. Within the U.S. there is an ongoing debate over the role naval gunfire support should play in warfare. This has taken on a greater sense of urgency since the removal of

the last two battleships from the NVR. In 2007, a thesis report submitted to the Joint Forces Staff College/Joint Advanced Warfighting School by Shawn A. Welch, a Colonel in the Army National Guard›s Corps of Engineers analyzed the current capacity for naval gunfire support (NGS) and made several conclusions based on the progress made since the retirement of the last two Iowa-class battleships. Welch›s thesis report, which earned the National Defense Universities award for Best Thesis in 2007, estimates that the full force of DD(X) destroyers needed to replace the decommissioned Iowas will not arrive until 20202025- at the earliest, and alleges that the U.S. Navy has not accurately assessed the

New Jersey and light cruiser HMS Belfast provided heavy support, along with numerous light cruisers and destroyers. In particular were so-called «Trainbuster» patrols, working with spotter aircraft to destroy North Korean supply trains, as well as railway bridges and tunnels. In the 1961 Indian annexation of Goa Naval Gunfire Support was provided by the Indian Navy›s cruisers, destroyers and frigates in support of Indian Army Operations. Task Unit 70.8.9, the US Naval Gunfire Support Unit, was made up of destroyers, armed with 5»/38 or 5»/54 guns, and continuously patrolled the coast of South Vietnam to provide NGFS at short notice. If greater firepower was

required then larger gunned cruisers were called in for reinforcements, along with the battleship USS New Jersey for a single tour of duty. NGFS was controlled by the United States Marines First Air-Naval Gunfire Liaison Company (ANGLICO) who provided spotters, usually airborne in light aircraft but sometimes on foot, in all military regions. In the 1982 Falklands War, the British used NGFS in support of the advance of the British Army and Royal Marines. In the 1983 actions in Lebanon, fire support was provided on several occasions by destroyers, cruisers, and New Jersey assigned to coastal patrol. They supported the US Marines as well as the Lebanese Army. During Operation Desert

Storm the battleships USS Missouri and USS Wisconsin fired Tomahawk cruise missiles along with their main battery guns against Iraqi targets in the Euphrates Delta. This was the last firing of battleship guns in anger, as well as the first use of drone aircraft to observe targets and give targeting corrections . In the 2003 Invasion of Iraq, NGFS was used in support of operations on the Al-Faw Peninsula in the early stages of the war by Royal Navy and Royal Australian Navy frigates. United States Naval Gunfire is still used for many of its traditional purposes. In the United States Marine Corps, artillery units have several Naval Gunfire Liaison Officers (NGLO, pronounced Issue 499 - Aug. 2015 -

- 15

where surprise was more often valued, reinforcement far more likely, and ships› guns were responding to the movements of mobile defenders, not whittling away at static fortifications. Naval gunfire could reach as far as 20 miles (32 km) inland, and was often used to supplement land-based artillery. The heavycalibre guns of some eighteen battleships and cruisers were used to stop German Panzer counterattack at Salerno. Naval gunfire was used extensively throughout Normandy, although initially the surprise nature of the landings themselves precluded a drawnout bombardment which could have reduced the Atlantic Wall defences sufficiently, a process that fell to specialist armoured vehicles instead. Naval gunfire was also useful in a defensive capacity. Older ships were occasionally beached to provide a coastal defence platform, and during the Battle of France the British discovered effective anti-tank artillery in the form of the four-inch (102 mm) guns from destroyers tied up at the quays of Boulogne. Post-war Naval Gunfire Support played a critical role in the Korean War; the conflict was ideal for this type of service, with much of the fighting taking place along the coast of the Korean Peninsula. The battleship USS

14 -

- Issue 499 - Aug. 2015

availability of man-portable radio systems and sophisticated relay networks allowed forward observers to transmit targeting information and provide almost instant accuracy reports—once troops had landed. Battleships, cruisers and destroyers would pound shore installations, sometimes for days, in the hope of reducing fortifications and attriting defending forces. Obsolete battleships unfit for combat against other ships were often used as floating gun platforms expressly for this purpose. However, given the relatively primitive nature of the fire control computers and radar of the era combined with the high velocity of naval gunfire, accuracy was poor until troops landed and were able to radio back reports to the ship. The solution was to engage in longer bombardment periods—up to two weeks, in some cases—saturating target areas with fire until a lucky few shells had destroyed the intended targets. This alerted an enemy that he was about to be attacked. In the Pacific War this mattered less, as the defenders were usually expecting their island strongholds to be invaded at some point and had already committed whatever combat resources were available. Bombardment periods were usually shorter in the European theatre, Issue 499 - Aug. 2015 -

- 13

stability, and a shallow draft to allow close approach to the shore however made them slow vessels that were unsuitable for naval combat. Two Lord Cliveclass monitors were fitted with BL 18 inch Mk I naval guns, the largest guns ever used by the Royal Navy. The Germans constructed an extensive, well-equipped and well-coordinated system of gun-batteries etc. to defend the coast—and especially the ports of Ostend and Zeebrugge. Those ports, and the canals linking them to Bruges, were of major importance to the U-Boat campaign in the North Sea and English Channel—and for that reason were frequently bombarded by RN monitors operating from Dover and Dunkirk.

12 -

- Issue 499 - Aug. 2015

The RN continually advanced their technology and techniques necessary to conduct effective bombardments in the face of the German defenders—firstly refining spotting/correction by aircraft (following initial efforts during the Dardanelles/ Gallipoli campaign), then experimenting with nightbombardment and moving on to adopt Indirect Fire (in which a ship can accurately engage an unseen target, which may be several miles inland) as the norm for day- and night-firings. Finally, in the summer of 1918, monitors were equipped with Gyro Director Training (GDT) gear—which effectively provided the Director with a gyro-stabilised Artificial Line of Sight, and thereby enabled a ship to carry out Indirect

Bombardment while underway. This was a very significant advance, which basically established a firm foundation for Naval Bombardment as practiced by the RN and USN during the Second World War. Between 1919–39 all RN battleships/battlecruisers and all new-construction cruisers were equipped with Admiralty Fire Control Tables and GDT gear, and from the early 1930s (probably earlier) were required to carry out ‹live› bombardment practice once in each commission. In 1939, therefore, the RN was quite well prepared for this particular aspect of joint warfare. World War 2 The practice reached its zenith during World War 2, when the

as late as the American Civil War, when the Union Navy used them in several attacks on coastal fortifications. During the 18th century, another special class of vessel known as Floating battery were devised for shore bombardment. An early use of them was by the French and Spanish during the Great Siege of Gibraltar (17791782). During the Napoleonic Wars, the Royal Navy commissioned several vessels of the Musquito-class floating battery and Firm-class floating battery. These carried either Naval long guns or carronades. Floating batteries were used by both the French and British during the Crimean War, and by both sides during the American Civil War.

World War 1 In World War I the principal practitioner of Naval Bombardment (the term used prior to the Second World War for what was later designated Naval Gunfire Support – NGS) was Britain›s Royal Navy (RN); and the main theatres in which RN ships fired against targets ashore were the Aegean—Dardanelles/ Gallipoli, and later the Salonika Front—and along the Belgian coast. In the Aegean the enemy coastal defences (forts, shorebatteries etc.) were fairly unsophisticated; however, on the Gallipoli peninsula these still proved to be difficult targets for the navies low angle firing guns. Here, the fortresses outline tended to blend into the hillside making

identification difficult and the guns themselves presented small targets. Mobile howitzers on the plateau presented even greater problems, since these were higher still, and being completely shielded from view proved almost impervious to naval bombardment. For RN ships bombarding German targets along the Belgian Coast the situation was altogether different from the autumn of 1915 until the enemy withdrawal in October 1918. For this role, the Royal Navy frequently made use of specially designed vessels known as monitors. They carried extremely heavy armament for their size, often a single turret from a decommissioned battleship. A broad beamed hull designed for

Issue 499 - Aug. 2015 -

- 11

Naval Warfare

Naval gunfire support

Naval gunfire support (NGFS) (also known as shore

bombardment) is the use of naval artillery to provide fire support for amphibious assault and other troops operating within their range. NGFS is one of a number of disciplines encompassed by the term Naval Fires. Modern naval gunfire support is one of the three main components of amphibious warfare assault operations support, along with aircraft and ship-launched Land-attack missiles. Shipborne guns have been used against shore defences since the early days of naval warfare. Tactics NGFS is classified into two

10 -

- Issue 499 - Aug. 2015

types: direct fire, where the ship has line of sight with the target (either visually or through the use of radar), and indirect fire, which, to be accurate, requires an artillery observer to adjust fire. When on the gun line, ships are particularly vulnerable to attack from aircraft coming from a landward direction and flying low to avoid radar detection, or from submarines due to a predictable and steady (nonevasive) course.

History Early History An early use of shore bombardment was during the Siege of Calais in 1347 when Edward III of England deployed ships carrying Bombardes and other artillery. An early type of vessel designed for the purpose of shore bombardment was the Bomb vessel, which came into use during the 17th century. These were small ships whose main armament was one or two large mortars, that fired explosive shells at a high angle. They were typically poor sailing craft that were of limited use outside their specialized role. However, small vessels armed with large mortars saw use

Hamdan bin Zayed visits Support Units Headquarters in Abu Dhabi H.H. Sheikh Hamdan bin Zayed Al Nahyan, Ruler’s Representative in the Western Region visited on 7th July, 2015 the headquarters of the Support Units in Abu Dhabi. He was received by Lt. General Hamad Mohammed Thani Al Rumaithi, Chief of Staff of the Armed Forces and Major General Abdullah Mohair Abdullah Al Kitbi, Commander of Support Units. Sheikh Hamdan met with key military commanders, officers, non-commissioned officers and members of support units who greeted him. He exchanged with them cordial talks on the occasion of the Holy Month of Ramadan. He wished well for President His Highness Sheikh Khalifa bin Zayed Al Nahyan and further progress, welfare and prosperity to the UAE.

He also praised the support given to the UAE Armed Forces by President His Highness Sheikh Khalifa to protect the homeland and safeguard its interests and achievements. On their part, officers, non-commissioned officers and members of support units expressed their happiness

at the visit, stressing their preparedness to sacrifice themselves for the sake of the homeland. Sheikh Hamdan offered Maghreb prayers (Sunset prayers) and had Iftar meal with them. He was accompanied by a number of Sheikhs and senior military commanders and officers.

Issue 485499 - June 2014 - -Issue - Aug.2015 Aug. 2015

-9

Mohammed bin Rashid surprises top-achieving high schoolers Vice President and Prime Minister and Ruler of Dubai, His Highness Sheikh Mohammed bin Rashid Al Maktoum, Wednesday. 8th July 2015, surprised a group of high school students with the announcement of their top scores for the academic year 2014-2015 before the official announcement of results of final exams. This came during a meeting at Zabeel Palace in Dubai with the top-achieving high school students from the literary, scientific, applied technology and technical streams, who haven’t even known their own ranking. H.H. Sheikh Mohammed congratulated the students for making the well-deserved excellence and achievement they have made

8-

- Issue 499 - Aug Aug..2015 2015

through perseverance and competency. Those present at the meeting included H.H. Sheikh Hamdan bin Mohammed bin Rashid Al Maktoum, Crown Prince of Dubai; Sheikh Hamdan bin Mubarak Al Nahyan, Minister of Higher Education and Scientific Research; Mohammed bin Abdullah Al Gargawi, Minister for Cabinet Affairs; Hussain bin Ibrahim Al Hammadi, Minister of Education; and Khalifa Saeed Sulaiman, Director-General of Dubai Protocol and Hospitality Department-Dubai. The outstanding students are Sara Abdul Rahman Ahmed, an Emirati from the Asma bint Al Nu’man Model School, who came in the first place with a score of 99.9 percent;

Nourhan Salahddin, an Egyptian from the Umm Al Mumineen High School for Girls in Fujairah (science stream, 99.9 percent); Hind Ali Salim Al Kaabi, an Emirati from the Al Dhafra School for Girls (literary stream, 99.9 percent); Anood Aidha Omar Saeed Al Kathiri, an Emirati from the Applied Technology High School of Abu Dhabi (98.3 percent); Mohammed Jasim Mohammed Awadh, an Emirati from the Secondary Technical School in Dubai (97.3 percent). H.H. Sheikh Mohammed also congratulated the families of the students, the Ministry of Education and the schools. He commended the educational institutions for following up on the students and encouraging them to make this achievement.

Mohammed bin Rashid receives Eid well-wishers Vice President and Prime Minister and Ruler of Dubai His Highness Sheikh Mohammed bin Rashid Al Maktoum received 17th July 2015 well-wishers who called at Zabeel Palace in Dubai to extend their best wishes on the occasion of the Eid al-Fitr. He exchanged greetings on the occasion with dignitaries, ministers, senior officials, police and military officers, citizens, expatriates and Muslim and Christian clerics who extended their wishes for long life and continued good health for him and for continued progress, stability and prosperity for the UAE under its wise leadership.

H.H. Sheikh Hamdan bin Mohammed bin Rashid Al Maktoum, Crown Prince of Dubai, H.H. Sheikh Hamdan bin Rashid Al Maktoum, Deputy Ruler of Dubai and UAE Minister of Finance,

and H.H. Sheikh Maktoum bin Mohammed bin Rashid Al Maktoum, Deputy Ruler of Dubai, also exchanged Eid al-Fitr greetings alongside H.H. Sheikh Mohammed bin Rashid.

Issue 485499 - June 2014 - -Issue - Aug.2015 Aug. 2015

-7

Their Highnesses the Rulers and sheikhs extended greetings and best wishes to President His Highness Sheikh Khalifa bin Zayed Al Nahyan and prayed to Allah Almighty to bless him in continued good health and enable him to continue achieving further progress and glory for the United Arab Emirates and its people. Present at the meeting were H.H. Sheikh Hamdan bin Mohammed bin Rashid Al Maktoum, Crown Prince of Dubai; H.H. Sheikh Hamdan bin Rashid Al Maktoum, Deputy Ruler of Dubai and UAE Minister of Finance; H.H. Sheikh Hamdan bin Zayed Al Nahyan, Ruler’s Representative in the Western Region; H.H. Sheikh Saif bin Mohammed Al Nahyan; H.H. Sheikh Surour

6-

- Issue 499 - Aug Aug..2015 2015

bin Mohammed Al Nahyan; H.H. Sheikh Hazza bin Zayed Al Nahyan, National Security Advisor and Deputy Chairman of Abu Dhabi Executive Council; H.H. Sheikh Nahyan bin Zayed Al Nahyan, Chairman of the Board of Trustees of Zayed bin Sultan Al Nahyan Charitable and Humanitarian Foundation; H.H. Lt. General Sheikh Saif bin Zayed Al Nahyan, Deputy Prime Minister and Minister of the Interior; H.H. Sheikh Mansour bin Zayed Al Nahyan, Deputy Prime Minister and Minister of Presidential Affairs; H.H. Sheikh Hamed bin Zayed Al Nahyan Chief of the Abu Dhabi Crown Prince’s Court; H.H. Sheikh Abdullah bin Zayed Al Nahyan, Foreign Minister; H.H. Sheikh Omar bin Zayed Al Nahyan, Deputy Chairman of the

Board of Trustees of Zayed bin Sultan Al Nahyan Charitable and Humanitarian Foundation; H.H. Sheikh Khalid bin Zayed Al Nahyan Chairman of the Board of Zayed Higher Organisation for Humanitarian Care and Special Needs (ZHO); H.H. Dr. Sheikh Sultan bin Khalifa Al Nahyan, Advisor to the UAE President; Sheikh Nahyan bin Mubarak Al Nahyan, Minister of Culture, Youth and Community Development; Sheikh Hamdan bin Mubarak Al Nahyan, Minister of Higher Education and Scientific Research; Sheikh Ahmed bin Saif Al Nahyan; Sheikh Sultan bin Tahnoun Al Nahyan, Chairman of Abu Dhabi Transport Department and Chairman of Abu Dhabi Tourism and Culture Authority; and a number of sheikhs.

Nation News

Mohammed bin Rashid, Mohamed bin Zayed receive Rulers at Mushrif Palace Vice President and Prime Minister and Ruler of Dubai His Highness Sheikh Mohammed bin Rashid Al Maktoum, and His Highness Sheikh Mohamed bin Zayed Al Nahyan, Crown Prince of Abu Dhabi and Deputy Supreme Commander of the UAE Armed Forces, today, 17th July 2015 , received Their Highnesses the Supreme Council Members and Rulers of the Emirates, their crown princes and deputy rulers at Al Mushrif Palace in Abu Dhabi. They received H.H. Dr. Sheikh Sul-

tan bin Mohammed Al Qasimi, Supreme Council Member and Ruler of Sharjah; H.H. Sheikh Humaid bin Rashid Al Nuaimi, Supreme Council Member and Ruler of Ajman; H.H. Sheikh Hamad bin Mohammed Al Sharqi, Supreme Council Member and Ruler of Fujairah; H.H. Sheikh Saud bin Rashid Al Mu’alla, Supreme Council Member and Ruler of Umm Al Qaiwain; and H.H. Sheikh Saud bin Saqr Al Qasimi, Supreme Council Member and Ruler of Ras al-Khaimah.

They also received H.H. Sheikh Abdullah bin Salem bin Sultan Al Qasimi, Deputy Ruler of Sharjah; H.H. Sheikh Ammar bin Humaid Al Nuaimi, Crown Prince of Ajman; H.H. Sheikh Rashid bin Saud bin Rashid Al Mu’alla, Crown Prince of Umm Al Qaiwain; H.H. Sheikh Abdullah bin Rashid Al Mu’alla, Deputy Ruler of Umm Al Qaiwain; H.H. Sheikh Mohammed bin Saud bin Saqr Al Qasimi, Crown Prince of Ras al-Khaimah; and a number of sheikhs and officials. Issue 499 - Aug. 2015 -

-5

AL Jundi Message Our society… a Well of good His Highness Sheikh Mohammed bin Rashid Al Maktoum, UAE Vice President and Prime Minister and Ruler of Dubai “God Protect him”, stressed that our Arab society is recognized as the spring of good and giving, and is proud of its values​​ and human morals, which require, and extend a helping hand to the needy, poor and deprived regardless of their nationality, ethnicity or religion. This came during a visit by His Highness to the headquarters of “Dubai Cares”, which reassured His Highness of the progress of work, achievements over the eight years since its inception, and achievement of the vision of His Highness in providing basic education opportunities to the under developed countries. It is worth mentioning that the work of the Foundation and its strategy programs are focused on two axes: first, performance optimization to break the cycle of poverty among the targeted communities, and focus on achieving the vision of His Highness Sheikh Mohammed bin Rashid Al Maktoum, the real founder and patron of “Dubai Cares”, through increased children enrollment in schools, and reassurance of the quality of education they receive, and the second is the focus of “Dubai Cares” strategy on teacher training an qualification, development of curricula in schools under its supervision, so that the students get the proper education that meets their needs in knowledge and work in the future. The philosophy behind the help and assistance provided by the United Arab Emirates, one of the most important elements of excellence in the UAE’s approach in this regard, an approach that is based on the need to direct aid to the areas of development and the targeted countries, by turning them into developmental programs that can improve and develop the areas in which it operates and put them on the right track for development. The UAE’s hands overflowing with good, leaving illuminated signs in different places of the world, reflect the inherent values ​​instilled deep into the culture of the UAE society .. values ​​that promote collaboration, cooperation and tolerance among the people, and make the bright image of the UAE in the hearts of millions of people and their minds. 4-

- Issue 456 - January 2012

Editor - in - Chief

A Military and Cultural Monthly Magazine Published by Ministry of Defence - U A E Issue 499 - Aug . 2015

Ministry of Defence General Supervisor:

In this Issue

Colonel Hamad Humaid Al Nuaimi Editor-in-Chief: Lt.Col. Hamad Salem Al Suwaidi Editorial Secretary: Maj. Mohamed Ali Al Ktebi Coordination: Cap. Khalid Mohammed AL Mehrzi Editors: Salah Abdullah Al Ali Mohammed Fahed Al Halabieh

Mohammed bin Rashid, Mohamed bin Zayed receive Rulers at Mushrif Palace ice President and Prime Minister and Ruler of Dubai His Highness Sheikh Mohammed bin Rashid Al Maktoum, and His Highness Sheikh Mohamed bin Zayed Al Nahyan, Crown Prince of Abu Dhabi and Deputy Supreme Commander of the UAE Armed Forces, today, 17th July 2015 ...

05

Nader Nayef Mohammed Abdullah Mohammed AL Ansari Saeed Abdalla Alktebi Supervising and Art Work: Adnan Ali AL Jaberi Abdullah M. AL Suwaidi Mohammed A. AL Marzooqi Photographers:

Naval gunfire support

Bader Mohammed Yousef Ahmed Juma'a AL Suwaidi

10

Naval gunfire support (NGFS) (also known as shore bombardment) is the use of naval artillery to provide fire support for amphibious assault and other troops operating within their range.

AL JUNDI JOURNAL - P.O.BOX : 123888, DUBAI - U.A.E., Tel: 04/3532222, Fax: 04/3267070, E-mail: [email protected] - [email protected]

Get in touch

Social

© Copyright 2013 - 2024 MYDOKUMENT.COM - All rights reserved.