مجلة 53مع الغلاف Flipbook PDF

Author:  b

29 downloads 145 Views 19MB Size

Story Transcript

1

‫مجلة ضفاف‬

‫مجلة‬ ‫شهرية ‪ .‬ثقافية‪ .‬عامة‬ ‫تصدر عن دار ضفاف للنش‬ ‫الشارقة ـ بغداد‬ ‫رئيس التحرير‬

‫د‪ .‬باسم اليارسي‬ ‫سكرتير التحرير‬

‫أحمد رسيف الجوران‬ ‫مستشارو التحرير‬ ‫د‪ .‬حاتم الصكر‬ ‫د‪ .‬ابراهيم العالف‬ ‫م‪ .‬عماد الموىل‬ ‫د‪ .‬طارق المالك‬ ‫أ‪ .‬جليل العبودي‬ ‫فضيلة رحيم الصالح‬ ‫المستشار اإلعالم‬

‫شوق كريم حسن‬ ‫األدارة والتحرير‬ ‫قطر ـ الدوحة ج‪:‬‬ ‫‪990122036900‬‬ ‫المراسالت عىل ‪Em:‬‬ ‫‪[email protected]‬‬

‫طاب يومكم بكل خير‬

‫د‪ .‬باسم اليارسي‬

‫شهر جديد وعدد جديد تهل عليكم مجلتكم ضفاف‬

‫‪ ،‬وهي تحوي موضوعات مهمة في الفنون والثقافة‬ ‫والمجتمع والموروث‪.‬‬ ‫اكثر من خمسين شهرا مرت علينا والمجلة تصدر‬ ‫بانتظام كل شهر‪ ،‬لم تتأخر شهرا واحدا في ظل‬ ‫ظروف عمل صعبة من كل المناحي‪ ،‬ل كنها الرسالة‬ ‫التي نشعر اننا ملزمون بالاستمرار بها وتقديمها‬ ‫للجمهور ال كريم‪.‬‬ ‫ومع هذا العدد انضم عدد آخر من صفوة‬ ‫الكتاب ليتواصلوا مع جمهورهم من خلال المجلة‪،‬‬ ‫لقد أصبحت هذه المجلة وسيلة اتصال وتواصل بين‬ ‫المثقف وجمهوره‪.‬‬ ‫شكرا لكل من يدعمنا سواء بالاقتناء و بارسال‬ ‫الموضوعات ونعدكم اننا لن نحيد عن توجهنا لتكون‬

‫م جلة ” ضفاف“ غير منحازة الا للثقافة الوطنية‬

‫العراقية‪.‬‬

‫نتمنى للجميع الصحة والسلامة ‪.‬‬ ‫نلقاكم بخير‬

‫تخطيطات‬ ‫فلك الدين أمين‬ ‫حمه‬

‫العدد ‪35‬ـــ ايلول‪ /‬سيتمبر ‪2222‬‬

‫‪2‬‬

‫درامية واقعة الطف ‪ ....‬المعىن والتاؤيل‬ ‫*د‪ .‬سافرة ناجي‬

‫تشكل واقعة الطف اشكالية كربى يف مفاهيم الدراما‬ ‫الحديثة ‪ ،‬لتداخلها يف العديد من االنساق الفكرية الثقافية‬ ‫يف صريورة الواقع االنساين ‪ ،‬سيام وان الكثري من املنظرين‬ ‫املرسحيني يرون أنها تنتمي اىل الطقس الديني ‪ /‬االجتامعي‬ ‫الخالص الذي شكل رسوخا ً يف ذاكرة الفكر االنساين بشكل‬ ‫عام‪ ،‬ويف الفكر العراقي بشكل خاص ‪ ،‬وان عدها بعض‬ ‫املنظرين املسترشقني ومنهم الروسية الكسندرنا بان طقوس‬ ‫التعزية ‪ ،‬او الندب الشيعي هي اوىل مظاهر الدراما يف‬ ‫الثقافة االسالمية ‪ ،‬فضالً دالة ثقافية ملعتقد ديني له‬ ‫ايدلوجية ثورية‪ ،‬ومثل ما هو متعارف عليه يف مامرسة‬ ‫واداء الطقوس كفلسفة وجودية نشأت مع االنسان ومنت‬ ‫وتطورت بتطوره ‪ ،‬فقد اتخذت انساقها القصصية ابتدا ًء من‬ ‫تكرار الطبيعة الذي اتسم بربغامتية السلوك الطقيس‪ ،‬سيام‬ ‫يف الحضارة العراقية القدمية‪ ،‬اذ كانت تؤدي طقوس متجيد‬ ‫االلهة كنوع من الواجب لدرء الخطر عنه‪ ،‬فضال عىل انه نوع‬ ‫من الضبط االيقاعي لنظام العالقات االنسانية والحياة‬ ‫الدينية والدنيوية‪ ،‬وانقسمت الطقوس بني الطقوس الفردية‬ ‫والطقوس الجامعية ومن الطبيعي ان الطقس الفردي يخضع‬ ‫للضبط الذايت ‪ ،‬بينام الطقس الجامعي يخضع للضبط العام ‪،‬‬ ‫وكام يالحظ يف طقس اسطورة التكوين‪ ،‬فضالً عن ادوات‬ ‫هذه الطقوس وشعريات تقدميها تعتمد ادوات درامية‬ ‫بامتياز ‪ ، ،‬وهنا برزت االشكالية هل ان واقعة الطف متتمثل‬ ‫لرشوط الرتاجيديا الدرامية ؟‪ ،‬ام انها طقس ديني خالص‬ ‫تيكتنز عىل العديد من رسائل الوعظ واالرشاد؟‪ ،‬أوانها رسالة‬ ‫تعليمية بحتة ؟‪ ،‬ام هي معركة تاريخية لها افقها املكاين‬ ‫والزماين؟ ‪ ،‬ام انها ثورة عىل الظلم ؟‪ ،‬وهل متتلك عنارص‬ ‫الدراما من فكرة وشخصية ورصاع ولغة لتكون تواصالً جامليا ً‬ ‫مغايرا ملا التصق بها من اداء طقيس؟ وهل ميكن لها أن‬ ‫تحقق رشط التواصل الجاميل؟ ومن كل هذه التساؤالت‬ ‫نحاول ان نستقرء الواقعة دراميا ً وانطالقا ً من افقها الطقيس‬ ‫ذو املعطيات الدرامية عىل الرغم من بعض املنظرين ال‬ ‫يعدها نص مرسحي ‪.‬‬ ‫ومن اشكايتها الدرامية التي ال تنفك عن طقسها‬ ‫الديني ‪ ،‬ومبا ان للطقس ادواته التي تبقي االرادة االنسانية‬ ‫الحرة مقيدة مسلوبة الشخصية خاضعة ومستسلمة‬ ‫للمنطق العام للطقس ‪ ،‬والسؤال االشكايل هنا هل ان‬ ‫املامرسني واملشاهدين للطقس معا ً يدركون ان ماهية‬ ‫وجودهم تتحقق من خالل طقس التعزية ‪ ،‬؟ وهل ان‬ ‫الواقعة اذا قدمت دراميا ميكن لها ان تشكل افقا تواصليا‬ ‫جامليا ينزاح عن الطقس ‪ ،‬ام ان انها تبقى منحرسة عىل‬ ‫‪3‬‬

‫الطقس‬ ‫وهذا السؤال يحيلنا اىل ان مامرسة الطقس الحسيني‬ ‫يحمل القيمة واملعنى لتاكيد البحث ايهاميا ً عن ثيم العدالة‬ ‫والكرامة االنسانية املهدورة عىل يد السلطات املتعاقبة يف‬ ‫قهره وان الطقس الحسيني يعلن رصاحة عن مفاهيم‬ ‫الحرية كمعنى وقيمة فلسفية كواقعة الطف ‪ .‬بوصفها‬ ‫"طقس محاكاة لفهم الوجود" (‪ )1‬وكام الدراما فانها من‬ ‫خالل االيهام الدرامي كمحاكاة لفهم الوجود‬ ‫فالطقس الحسيني يعلن عن نصه املسكوت عنه يف انه‬ ‫دعوة اىل تغيري وعي العامل واالنتقال به اىل اىل اطوار اكرث‬ ‫تقدما ً "(‪ )2‬وهذا التداخل الفلسفي بني الطقس الحسيني‬ ‫وواقعة الطف دراميا ً يشكل رؤية املحاكاة الدرامية بأنها‬ ‫تنطلق من الحارض اىل املستقبل ‪ ،‬الن واقعة الطف تشكل‬ ‫انفتاح معريف الينحرص يف ثقافة معينة بذاتها ‪ ،‬بل هي‬ ‫موقف كوين للوجود وحرية الفكر ‪ ،‬وهذا ما تتسم به ا‬ ‫الفاق الفلسفية للدراما ايضا ً بانها محاكاة ملوضوع كوين‬ ‫لذلك تنطلق كل من نصوص الدراما الفلسفية ونصوص‬ ‫واقعة الطف الجاملية بانهام يتجاوزن دائرة الزمان واملكان‬ ‫املنغلقة عىل فكرة محدودة‪ ،‬كام يحاول ان يضعها البعض يف‬ ‫دائرة االنغالق الفكري الضيق ‪.‬غري انها تضمر العديد من‬ ‫نصوص املسكوت عنها التي تؤسس ملنظومات قكرية‬ ‫متعددة يف خلق متعة االنسان ‪ ،‬فبناء الحدث يف واقعة‬ ‫الطف كطقس ديني يعرض ويناقش القيمة واملعنى لقيم‬ ‫العدالىة والقوة واملساواة وهم يشكلون هاجس قلق انساين‬ ‫عام وهذا االنفتاح الذي يتخذ معناه من قيمه االخالقية‬ ‫بوصف "الدين يف جوهره قيم معرفية واخالقية وروحية"(‪)3‬‬ ‫شعائر فواقعة الطف تجمع يب الطقس ورشوط الدراما ‪،‬‬ ‫وذلك لعدها طقس شعائري ملحمي ينتمي اىل مفهوم‬ ‫املرسح التقدميي‪ ،‬وقد اعتاد الوعي العراقي ان ميارس هذا‬ ‫الطقس كقيمة اخالقية ومعيار ونظام اجتامعي ذو فلسفة‬ ‫تستهدف ثيم العدالة والكرامة االنسانية التي تؤطرها‬ ‫مبفهوم الحرية الذي يرفض الظلم ‪ /‬القهر ‪ /‬السلطة بوصفه‬ ‫احد معايري املرسح امللحمي يف التغيري نو االفضل للواقع‬ ‫والن واقعة الطف متثل احد اساق الثقافة وجوانبها املعرفية‬ ‫التي تضم قيم الرتاث ومبا ان واقعة الطف متثل االفق‬ ‫الثقايف ومجمل تراث الحضارة االسالمية ووعي االنسان‬ ‫املسلم سواء قبلها ام انكرها اجتامعيا ام سياسيا ً النها متتلك‬ ‫امكانية تغيري وعي املجتمع واالنتقال به اىل اطوار اكرث‬ ‫تقدما‬ ‫بوصفها دائرة فكرية معرفية ملل يحمل موقف استشهاد‬

‫مجلة ضفاف‬

‫فنون‬

‫(الحسني ) (ع) من انفتاح فكري عىل كل متون االنسانية ‪،‬‬ ‫فهي ال تنحرص يف ثقافة االسالم‪ ،‬بل هي تجاوز ملكان وزمان‬ ‫الحدث الضامرها لقيم املعنى والجامل والدليل عىل ذلك‬ ‫تاثريها الواضح يف املعرفة االنسانية‪ ،‬وبسبب حضورها‬ ‫الطقيس املامرس دوريا ً‪ ،‬احدثت اشكالية كربى يف الدراما‬ ‫العراقية يف معطياتها التواصلية‪ ،‬ويرى الكثري من املنظرين‬ ‫املرسحيني ان واقعة الطف تنفتح عىل التواصل القبيل‬ ‫لحضورها الراسخ يف الذاكرة االنسانية ‪.‬‬ ‫اال اننا نجد ان الطقس يقدم بقصدية الطقس فيام‬ ‫تقدم الدراما بقصد العرض ذو االرادة الحرة غري املقيدة اىل‬ ‫مفاهيم ثابتة النها عىل الدوام تغاير الثابت وبسبب قدسية‬ ‫واقعة الطف نجد املتلقي يف بعض االحيان يتخذ موقفا ً‬ ‫سلبيا يف التعاطي مع اي مغايرة للواقعة او فرضية جاملية‬ ‫النها من التابو واملسكوت عنه بوصفها تحمل قصدياتها‬ ‫القدسية يف الالوعي الجمعي للمتلقي‪ ،‬فهو يرفض اي‬ ‫مغايرة عام رسخ يف ذاكرته من موقف ازاءها‪ ،‬ونحن نرد‬ ‫ذلك اىل ان املتلقي يحمل ثيم الشعور بالذنب لعم االنتصار‬ ‫اىل واقعة الطف وبطلها الحسني ضد الظلم‪ ،‬فهو يحايك‬ ‫االنتصار الرادة الخري يف اداء الطقس ومتجيد اعادتها دون‬ ‫حذف او تحريف‪ ،‬او حتى فرضية اكتشاف ما خبئت من‬ ‫نصوص تحايث الثورة ومتجدها‪ ،‬وذلك ملا يحمل يوم العارش‬ ‫من لون املاساة زمن الواقعة تاريخيا ً‪ ،‬ولهذا نجد حتى‬ ‫النصوص التي استعارت متون الواقعة مل تخرج عن املنت‬ ‫الرئيس لها سواء من نصوص حوارية او بنية فعل درامي‪،‬‬ ‫والن التواصلية يف املرسح تخضع ملجموعة من الرشطية‬ ‫الجاملية لهذا الفن‬ ‫فالعرض املرسحي يقدم بقصد توصيل رسالة محددة‪.‬‬ ‫وسرتاتجية الخطاب املرسحي قامئة عىل قصدية التواصلية‪،‬‬ ‫وهذا التقارب نجده حارضا ً يف واقعة الطف طقسيا ً لكونها‬ ‫افقا منفتح عىل القراءة وعىل وفق وجهة نظر ((ايزر)) يف‬ ‫انها اعادة بناء مستمر‪.....‬اي عملية جدلية للتواصل))(‪.)4‬‬ ‫وهذه الجدلية متثل احد اليات التواصلية يف املرسح‪ ،‬والن‬ ‫املرسح من الفنون الحوارية سواء كان (نص‪-‬عرض) بني‬ ‫فئات املجتمع بغية تحفيز الوعي النقدي للوضع‬ ‫االجتامعي‪،‬وهذا ما يالحظ بشكل جيل يف فضاء االشرتاك بني‬ ‫واقعة الطف وفن املرسح ‪ ،‬بوصفها طقس شعائري ملحمي‬ ‫ميارس ووعيا ً نقديا ً وتحريضا ً مضمر‪ ،‬لذلك تعد التواصلية يف‬ ‫واقعة الطف دراميا ً وطقسيا ً فهي بحث اركيولوجي يف‬ ‫الوجود بوصفها عالقة حوارية بني فئات املجتمع‪ .‬وتكتنز‬ ‫واقعة الطف عىل نصوص حوارية تحمل دوال مرمزة تنفتح‬ ‫عىل القراءة والتاويل لهذا ترى ((اميل بنفيست)) ((من ان‬ ‫اللغة هي التعبري الرمزي االكرث نجاعة من كل انظمة‬ ‫التواصلية االخرى‪ ،‬لكن التواصلية عرب اللغة الميكن ان تكون‬ ‫مكتفية بذاتها))(‪.)5‬‬ ‫لهذا متثل اللغة يف املرسح وكذا الخطاب املرسحي شكل‬ ‫من اشكال العرض املرسحي‪ ،‬وهنا نقر بان التواصلية ماثلة‬ ‫يف املرسح‪ ،‬لهذا يرى ((كري ايالم)) ان التواصل يف الفنون‬ ‫املرسحية يحدث عندما يتم التفريق بني رسالة او ارسالية‪،‬‬ ‫فاالرسالية قامئة عىل (شفرة‪-‬ايقونة‪-‬رمز‪-‬عالمة)‪ ،‬وهذا االفق‬ ‫التواصيل نجده حارضا يف ارسالية واقعة الطف ‪ ،‬اما الرسالة‬ ‫العدد ‪35‬ـــ ايلول‪ /‬سيتمبر ‪2222‬‬

‫فتنطلق من امللفوظ يف حني االرسالية تعتمد البنية االفقية‬ ‫والعمودية‪ ،‬اما الرسالة فهي مطابقة مللفوظاتها والتخالفها‪،‬‬ ‫بينام االرسالية موجودة يف امللفوظ ايضا‪ ،‬وهذين االفقني‬ ‫قاران حضورا ً راسخا يف واقعة الطف قيمة ومعنى‬ ‫لتواصليتها الدرامية سواء يف بنيتها االفقية او العمودية‬ ‫ومطابقة ملفوظاتها لواقعة الطف ‪ ،‬كام يف النصوص‬ ‫املرسحية التي اتخذت او استعارت واقعة الطف متنا دراميا‬ ‫كام يف‪ :‬ثانية يجيئ الحسني ‪ ،‬او مرسحية الحسني شهيدا‬ ‫وثائرا ً ‪ ..‬وغريها‪ ،‬وهي هنا متثل مرشوعا للتلقي‪،‬النها الحامل‬ ‫واملحمول ملجموع الشفرات والرموز وتحيل املعنى اىل‬ ‫معنى اخر فهي (انفتاح املعنى عىل املعنى) التي تقع بني‬ ‫االيقونة والشفرة واملتلقي ‪ ..‬فهي تفكيك الرموز وانفتاح‬ ‫املعنى بعد ان يتصل يف درامية واقعة الطف بخارج املعنى‬ ‫الذي تلقاه‪ ،‬وهذه املامرسة متثل تواصلية مرسحية‪ ،‬يف‬ ‫واقعة الطف ‪ .‬لذلك تؤكد (اوبرا بسفليد) عىل ان املرسح‬ ‫ارسالية عالماتية والعرض املرسحي يساوي عالمة واحدة‬ ‫كربى دالة يتلقاها الجمهور دفعة واحدة‪ ،‬فواقعة الطف‬ ‫تساوي عالمة واحدة كربى‪ ،‬وليك تتحقق هذه العالمة‬ ‫التي تراها (هينو) متهيكلة يف الثغرة الفاصلة بني املمثل‬ ‫واملتلقي‪ ،‬والتي متثل منطا من امناط التواصل لذلك تقرر‬ ‫عىل املعنيني باالنتاج املرسحي لواقعة الطف ردم هذه‬ ‫الثغرة النها ستقطع هذه التواصلية يف تقدميها مرسحيا‪.‬‬ ‫وذلك يف خلق الطاقة الداخلية لدى املمثل يف رسم الفضاء‬ ‫املغناطييس بني املمثل والجمهور لجذبه اىل فضاء العرض‬ ‫املرسحي وفرضيته الجاملية املغايرة ملرتكزاته الطقسية‬ ‫للسيطرة عليه‪ ،‬وليك يكون تحقق التواصلية املرسحية يف‬ ‫واقعة الطف‪ ،‬البد من استفزاز املدرك العقيل للمتلقي‬ ‫واملمثل يف ان واحد‪.‬‬ ‫أي مبعنى اخر يجب ردم الثغرات بعالمة جاملية‬ ‫واملرسح بكل تأسيساته املعرفية معني باالنتاج الجاميل‬ ‫فضال عن ان التواصلية يف حقله تداول بني القيم وكيفية‬ ‫تقدميه بشكل مغاير الحتواء املتلقي‪ ،‬لذا يجب تصعيد‬ ‫التواصلية اىل ح ّد ّّ بث شفرات متعددة تشكل تواصلية مع‬ ‫املتلقي ذات مديات مفتوحة‪.‬‬ ‫وعليه فأن ارسالية املرسح معنية بأنتاج ملفوظات النص‬ ‫ال تفسريها‪ ،‬لهذا ال يك َّمن الجامل املرسحي فيطقسية‬ ‫واقعة الطف وامنا يف عالقتها الحية مع املتلقي ليك تحقق‬ ‫مفهوم التواصلية يف الخطاب املرسحي لواقعة الطف‬ ‫بوصف الفن املرسحي فعال تواصليا منذ النشأة االوىل اىل‬ ‫االن‪.‬وهذه التواصلية حارضة يف واقعة الطف وفضاء النتاج‬ ‫معنى ينفتح عىل القراء والتاؤيل‬ ‫‪.‬االحاالت‬ ‫‪-------------------‬‬‫‪ -1‬منري حافظ ‪ :‬مظاهر الدراما الشعارية ‪،‬الدراسات والنرش‬ ‫‪ ،‬سورية ‪ ،2002‬ص‪.204‬‬ ‫‪ -2‬املصدرنفسه ص‪202‬‬ ‫‪ -3‬نفس املصدرص ‪201‬‬ ‫‪ -4‬املصدر السابق ص‪.44‬‬ ‫‪ -5‬سرتتيجية القراءةص‪.44‬‬ ‫‪ -6‬املصدر نفسه ص ‪11‬‬ ‫‪4‬‬

‫فنون‬

‫ــ قصة ضحك طويلة‬

‫ــ لقاء مع الفنانة ابرار صباح‬

‫— محسن فرحا ن ونظرة على بغداد‬

‫توثيق المسرح العراقي‬ ‫‪5‬‬

‫مجلة ضفاف‬

‫فنون‬

‫فاروق يوسف‬ ‫األمل‪.‬‬ ‫عام ‪ 1252‬كان الشاعر املرصي صالح جاهني يف زياارة إىل‬ ‫صديقه املوسيقي سيد مكاوي ومن أجل الوصول إىل باياتاه‬ ‫اخرتق احتفاالت الليلة الكبرية وهي ليلة مولد السيدة زينب‪.‬‬ ‫حني وصل إىل بيت مكاوي كانت القصيدة قد اكتامالات‬ ‫ويف الليلة نفسها لحنها مكاوي لتكون نواة ألوبريت “اللايالاة‬ ‫الكبرية”‪.‬‬ ‫حدث ال يتكرر يف تاريخ مرسح العرائس “الدمى”‪.‬‬ ‫الدمى التي مثلت األدوار عىل املرسح كانت مان صاناع‬ ‫الرسام ناجي شاكر‪ ،‬غري أن الكلامت كانات باأصاوات كاباار‬ ‫املطربني يومها‪ .‬وهي األصوات التي ال تزال مقيمة يف أعاامق‬ ‫جيل من العشاق الذين كانوا يتلفتون مان حاولاهام وهام‬ ‫يلقون التحية عىل الجميالت “ مسا التاميس مسا التاميس‪ /‬ياا‬ ‫ورد قاعد عىل الكرايس”‪.‬‬ ‫مل تنته الليلة الكبرية بعد أن تافارق الاجاماع وذهاب‬ ‫السحرة إىل بيوتهم ونام بهلوانات السريك‪ ،‬فقد مألت كلاامت‬ ‫صالح جاهني وموسيقى سيد مكاوي القلوب ورضبت أهداب‬ ‫العيون بهوائها النقي واملهذب‪.‬‬ ‫خلد الفن ليلة كانت بالنسبة إىل األطفال ليلة واحادة يف‬ ‫السنة‪ ،‬فصارت‬ ‫بالناساباة إىل‬ ‫الااكاابااار كاال‬ ‫اللياايل الاتاي‬ ‫يااحاارص املاارء‬ ‫عىل ّأال تفلات‬ ‫ماان ذاكاارتااه‪.‬‬ ‫فااهااي لااياالااة‬ ‫الغزل الاربيء‬ ‫الذي ياخارتق‬ ‫مااثاال خاايااط‬ ‫ناعام قالاوب‬ ‫الناس كلها‪.‬‬

‫ما مل نكن نتوقعه أن ت ُرضب طفولتنا بعصف غزل خفيف‬ ‫وخجول وعفيف من نوع “طاار يف الاهاوا شااأ‪ /‬وأنات‬ ‫متدارأ” ‪ ،‬حدث ذلك قبل أن تهمس فائزة أحمد بقدر مان‬ ‫الجرأة “ ميه القمر عىل الباب‪ /‬نور قناديلو‪ /‬ميه أسد الابااب‪/‬‬ ‫وال أناديلو”‪ ،‬بعدها صار ممكنا أن ترصح صباح بصوت فاتان‬ ‫“يا إنا يا إنا يا حبيبي أموت آنا”‪ ،‬لقد تغاري الازمان‪ .‬أخاذت‬ ‫طفولتنا معها الليلة الكبرية بكل سحرهاا وعاباق روائاحاهاا‬ ‫وسعادتها الغامضة‪.‬‬ ‫مل يبق إال الضجيج ميأل الحارات‪ .‬حتى الجرأة التي متيزت‬ ‫بها الصبوحة اللبنانية لفها النسيان‪.‬‬ ‫أراها جالسة وقد كربت بالعمر وهي تستمع إىل مطارباة‬ ‫شابة تردد أغنية كانت بصوتها تنزل مثال ضاوء الاقامار يف‬ ‫داخلها تصطدم الكلامت العذبة غري أنها ال تخرج من شفتيها‬ ‫“ ذنبك ايه‪ /‬ذنبك بحبك‪ /‬هو بعد الحب ذناب”‪ .‬لاقاد حال‬ ‫عرص الذنوب ومل يعد أحد يتذكر رشدي أباظة الفتى الذهبي‬ ‫الذي يحيط به عمر الرشيف وأحمد رمزي كاام لاو أناهاام‬ ‫حارسان‪.‬‬ ‫كانت الليلة الكبرية ليلة للجميع‪ ،‬صاغاارا وكاباارا‪ ،‬نسااء‬ ‫ورجااااااااال‪،‬‬ ‫وهي لايالاة‬ ‫املفقوديان‪،‬‬ ‫تاااااالااااااك‬ ‫الااكااائاانااات‬ ‫املرحة التاي‬ ‫غادرتاناا يف‬ ‫تلك الليالاة‬ ‫“ رحماة ياا‬ ‫ولداه‪ /‬كام‬ ‫عاياال تاااه”‬ ‫العيال التاي‬ ‫تاااااهاااات‬ ‫تاااااركااااات‬ ‫وراءهااااااااا‬ ‫مكانا فارغاا‬ ‫يف التاريخ مل‬ ‫ياااحاااتااالاااه‬ ‫العدد ‪35‬ـــ ايلول‪ /‬سيتمبر ‪2222‬‬

‫‪6‬‬

‫الفنان‬ ‫محسن فرحان‬ ‫ونظره على بغداد‬

‫وكانت ترجمة لجملة سمعها امللحن من أمرأة مسنة تودع‬ ‫احد اقربائها إمام باب املنزل يف كربالء (يا مسيت العافية)‬ ‫ليعطي هذه الجملة اىل الشاعر ليصوغها يف نص شعري ليرتجم‬ ‫املشاعر اإلنسانية بصدق وعذوبة‪ ،‬وكأنه يتحسس املفردة‬ ‫والصورة الشعرية‪ ،‬فيح ّولها إىل ترنيمة يتغنى من بعدها العشاق‬ ‫والناس ‪ ،‬ثم قدم ألحان عدة للفنانة أنوار عبد الوهاب وكامل‬ ‫محمد ‪ ،‬وكريم حسني ‪ ،‬وياس خرض ‪ ،‬واخرون‬ ‫مل يكن محسن فرحان موسيقا وملحنا فقط‪ ،‬بل كان تركيبة‬ ‫لفنان شامل‪ ،‬ومدرسة يف الفن شديدة الجامل والتميز‪.‬‬ ‫كان حالة استثنائية خاصة يف مجال املوسيقى‪ ،‬فقد كانت‬ ‫ألحانة منوذجا ً فريدا ً من األشكال الغنائية التي قدمها خالل‬ ‫مسريته الفنية الطويلة ليكون مختلفا ً عن كل امللحنني الذين‬ ‫سبقوه واللذين عارصوه ‪ ،‬واللذين جاءوا بعده ‪،‬‬ ‫ومتيزت ألحانة بالسهولة والتعبريية‪ ،‬باإلضافة إىل البهجة التي‬ ‫تنبعث من أصوات‬ ‫املطربني واملطربات‬ ‫حتى لو كانت األغنية‬ ‫حزينة‪.‬‬ ‫أغاين أداها اكرث من‬ ‫مطرب وأغاين اعطيت‬ ‫ملطرب غري مطربها‬ ‫االصيل ‪..‬‬ ‫إن اللحنية العراقية‬ ‫السبعينية‬ ‫وخاصة‬ ‫ارتكزت عىل أسامء‬ ‫كبرية من امللحنني‬ ‫ومنهم امللحن الكبري‬ ‫املبدع محسن فرحان‬ ‫الذي كانت له بصمة‬ ‫مائزة يف الغناسيقية‬ ‫العراقية حيث تعامل‬ ‫مكي الياسري‬ ‫‪7‬‬

‫معها بأسلوب التجديد يف البنية اللحنية لألغنية العراقية والتي‬ ‫كانت واضحة بد ًءا من املقدمات املوسيقية لألغاين‬ ‫التي لحنها ومرو ًرا باللوازم املوسيقية وانتهاء بخواتم هذه‬ ‫األغاين حيث كانت بعيدة عن التقليدية السائدة حينها"‪.‬‬ ‫كام ان امللحن محسن فرحان تعامل مع الكلمة بشكل‬ ‫تعبريي وأعطى املفردة حقها من خالل التصوير النغمي لها‬ ‫كذلك استطاع الوصول بألحانه إىل التأثري بإحساس املتلقّي الذي‬ ‫تفاعل بشكل كبري مع هذه األلحان ‪ ،‬مام جعل الرشكات الفنية‬ ‫لإلنتاج الغنايئ ان تطلب بعض االغنيات التي اشتهرت بأصوات‬ ‫مطربني مشهورين ولديهم قاعدة جامهريية يف بلدانهم ‪ ،‬ومن‬ ‫تلك الرشكات رشكة ( النظائر ) الكويتية االكرب واالكرث شهرة‬ ‫حيث كان الوكيل املعتمد لتلك الرشكة هو امللحن محسن‬ ‫فرحان ‪ ،‬فبعد ان قدم لحنني للمطرب رضا الخياط وهام ( طري‬ ‫الحامم ‪ ،‬هال ياعني ) طلب املدير املفوض لرشكة النظائر ان‬ ‫تقدم بصوت العندليب سعدون جابر ‪ ،‬وبعد موافقة الفنان‬ ‫سعدون جابر سجلت االغنيتني يف استديو ( دريد لحام ) يف‬ ‫دمشق ‪ ،‬وحققت االغنيتان شهرة واسعة بأصوات املطربني ‪،‬‬ ‫كام كانت اغنية ( يكولون غني بفرح ) هي للفنان حسني نعمة‬ ‫‪ ،‬وحسب قول امللحن محسن فرحان ؛ ان لهذه االغنية موقف‬ ‫كبري ولها خصوصية خاصة يف نفيس ‪ ،‬وكانت قد كتبت بعد ان‬ ‫جمع مدير اإلذاعة والتلفزيون آنذاك ( محمد سعيد الصحاف )‬ ‫كبار الشعراء وامللحنني لتغري مضمون األغاين الحزينة اىل اغاين‬ ‫وخصوصا ان العراق كان يف حالة استقرار‬ ‫أكرث تفاؤال وسعادة‬ ‫ً‬ ‫وتطور ومنو اقتصادي وثورة صناعية وزراعية وعمرانية ‪ ،‬وبعد‬ ‫انتهاء االجتامع الشاعر‬ ‫املرحوم جبار الغزي مشيا عىل االقدام مجتازا احد جسور‬ ‫بغداد وكتب اغنيته الرائعة (يكولون يكولون غني بفرح وانا‬ ‫الهموم غناي أبهيمة زرعوين ومشوا وشحوا عيل املاي ) ‪..‬‬ ‫وتلقفها املبدع محسن فرحان ونرث عىل الكلامت آهات‬ ‫من روحه وغناها املطرب حسني نعمة ‪ ،‬اال ان امللحن‬

‫فنون‬

‫مجلة ضفاف‬ ‫محسن فرحان اعطاها‬ ‫للمطرب الشاب آنذاك‬ ‫قحطان العطار ‪ ،‬بسبب‬ ‫إهامل املطرب حسني‬ ‫نعمة لهذه االغنية التي‬ ‫قدمها يف نادي الصيد يف‬ ‫احد االمسيات ومل‬ ‫ويسجلها‬ ‫يصورها‬ ‫للتلفزيون ‪ ،‬وليست هي‬ ‫الوحيدة التي مل يسحلها‬ ‫ويصورها وكذالك أيضا‬ ‫اغنية ( مابية اعوفن‬ ‫هيل ) اما اغنية ( أرض‬ ‫املطار ) فهي فكرة الفنان‬ ‫فاضل عواد ‪ ،‬حيث اتصل‬ ‫بامللحن محسن فرحان‬ ‫وطلب منه ان يلحن له‬ ‫اغنية يكون موضوعها‬ ‫املطار وفراق األحبة ‪،‬‬ ‫فطلب امللحن محسن‬ ‫فرحان من الشاعر طاهر سلامن كتابة نص غنايئ يتحدث‬ ‫عن الوداع يف ارض املطار ‪ ،‬وابدع الشاعر يف صياغة الكلامت‬ ‫ليضيف اليها املبدع محسن فرحان انغامه الشجية لكن مل‬ ‫يعطيها للفنان فاضل عواد ‪ ،‬حيث رأى انها تناسب صوت‬ ‫الفنان سعدون جابر ‪ ،‬مام تسبب هذا املوقف من زعل‬ ‫للفنان فاضل عواد ‪ ،‬حتى عادت املياه اىل مجاريها وتصالحا‬ ‫بعد فرتة قليلة ‪..‬‬ ‫سعدون جابر ‪ ..‬صديق العمر كانت هناك عالقة صداقة‬ ‫مقربة تربط بني الفنان سعدون جابر وامللحن محسن فرحان‬ ‫وذلك ظهر من خالل لقاء تليفزيوين له بأن كل الفنانني‬ ‫الذين تعامل معهم يف كفة و" سعدون جابر " يف كفة أخرى‬ ‫شكال ثنائ ًيا متميز قدموا خالل‬ ‫ووصفه بتوأم روحه ‪ ،‬حيث ً‬ ‫سنوات العمل العديد من األغاين الجميلة والتي كانت ترتبع‬ ‫عىل عرش األغنية يف فرتة السبعينات والثامنينات ‪ ،‬يذكر‬ ‫امللحن محسن فرحان يف فرتة الخصار االقتصادي املفروض‬ ‫عىل العراق وكيف ساءت الظروف املادية واملعيشية‬ ‫وصعوبتها ‪ ،‬كان حينها الفنان سعدون جابر يف ترحال‬ ‫مستمر بني الدول املجاورة مثل االردن وسوريا ولبنان ومرص‬ ‫‪ ،‬وكان عندما يعود اىل بغداد يتصل بامللحن محسن فرحان‬ ‫ويقدم له راتب شهري ليس فقط له وحده وامنا اكرث الفنانني‬ ‫وباألخص املوسيقيني كبار السن ‪ ،‬كام كان يجلب معه‬ ‫الحلويات واملالبس والهدايا طوال تلك السنني ‪ ،‬كام قام‬ ‫الفنان سعدون جابر بتلحني اغنيتني مبا يسمى يف وقتها‬ ‫باألغاين الوطنية ووضع اسم امللحن محسن فرحان كملحن‬ ‫وذالك بسبب وشاية بعض الفنانني بأن امللحن محسن‬ ‫فرحان ممتنع من تلحني األغاين الوطنية وكادت مثل هذه‬ ‫التهمة قد تؤدي اىل عقوبة اإلعدام‪ ..‬كام كان هناك موقف‬ ‫مرشف للملحن محسن فرحان يف خدمة الفن والفنانني ‪،‬‬ ‫حيث طلب الفنان سعدون جابر من امللحن محسن فرحان‬ ‫ان ينسب لحن اغنية ( هوى الناس ) التي كتب كلامتها‬ ‫العدد ‪35‬ـــ ايلول‪ /‬سيتمبر ‪2222‬‬

‫الشاعر الكبري الراحل ( زهري الدجييل ) ولحنها امللحن الكبري‬ ‫( كوكب حمزة ) وكان حينها متنع بث اي عمل للملحن‬ ‫كوكب حمزة بسبب انتامئه الحزيب ومغادرته العراق ‪ ،‬فام‬ ‫ان طلب من امللحن محسن فرحان ان يكتب عىل الرشيط‬ ‫الكاسيت ويف عرض األغنية يف التلفزيون او اذاعتها يف اإلذاعة‬ ‫بأنها من الحانه رسعان ما وافق لخدمة الشاعر وامللحن‬ ‫واملطرب رغم تحمله مسؤولية كبرية رمبا ستجعله عرضة‬ ‫للمسألة يف سبيل ايصالها اىل الجمهور ‪ ..‬جمعتهم مواقف‬ ‫عديدة وذكريات كثرية منها رحلتهم اىل مرص والكويت‬ ‫لتسجيل األلبومات الغنائية ‪ ،‬كذالك املواقف اإلنسانية‬ ‫واملحبة والعالقة العائلية التي جمعتهم لعقود من السنني‬ ‫حيث كان املطرب سعدون جابر يسمع اي عمل غنايئ من‬ ‫الحان جعفر الخفاف او كاظم فندي او محمد جواد اموري‬ ‫او غريهم للملحن محسن فرحان ليسمع رأيه الفني ‪ ،‬وكان‬ ‫امللحن محسن فرحان يعرض عىل املطرب سعدون جابر اي‬ ‫عمل يقوم بتلحينه واذا مل يعجب به يسنده لفنان اخر ‪،‬‬ ‫هكذا كانت العالقة بينهم كانت فوق املنافع الشخصية او‬ ‫املنافسة يف العمل ‪ ،‬وشاهدنا كيف ان الفنان سعدون جابر‬ ‫ألغى افتتاح املرسح الخاص به واجل حفل االفتتاح الذي‬ ‫اعلن عنه قبل ان تدهور الحالة الصحية للملحن محسن‬ ‫فرحان ‪ ،‬وكان من املقرر اقامة حفل غنايئ يشرتك به الفنانني‬ ‫( سعدون جابر ‪ ،‬وحيد عيل ‪ ،‬كريم منصور ) والغي بسبب‬ ‫الحالة الصحية للملحن محسن فرحان ‪ ،‬رغم تكبد الفنان‬ ‫سعدون جابر خسائر مادية كبرية ‪ ،‬كام كان للفنان سعدون‬ ‫جابر موقف مرشف طيلة رقود امللحن محسن فرحان يف‬ ‫املستشفى ‪ ،‬وعند وفاته كان حارض جميع املراسيم للتشيع‬ ‫والدفن وإقامة العزاء ‪ ..‬حقا‪..‬انة الوفاء وااليثار والطيبة‬ ‫العراقية نعم‪..‬انة رفيق درب االبداع‪..‬والفن األصيل‬ ‫والذكريات الجميلة ‪..‬‬ ‫‪8‬‬

‫عادل أمام ودريد لحام ‪..‬‬

‫قصة ضحك طويلة‬ ‫* إبراهيم البهرزي‬ ‫رمبا سأضع يدي يف ِعش الدبابري وانا اكتاب ماوضاوعاي‬ ‫هذا الذي اعرب فيه عن افكار شخصية تحصالات عانادي‬ ‫خالل أكرث من اربعني عاما من متابعة اعامل هذين الفنااناني‬ ‫ابتدأت بالولع الشديد وانتهت الحقا بامللال ماناهاام وماام‬ ‫يقدمان‪.‬‬ ‫يشكل عادل امام ودريد لحام ظاهرتني ف ّنيتني استحوذتاا‬ ‫عىل عقول ماليني املتابعني خالل اكرث مان نصاف قارن ملاا‬ ‫يقدمانه من ( ُمضحكات ) تسيل املواطن العريب املاهاماوم‬ ‫دوما ‪.‬‬ ‫بدأ االثنان منذ النصف االول من الستينات بداية تجارية‬ ‫يف ادوار تتخذ من شخصية املواطن الغباي امل ُساتاغافال‬ ‫الذي البد منه يف الكوميديا العربية الضحاك الناس عليه (يف‬ ‫الحقيقة هي صيغة من الضحك عىل أملشاهدين انافاساهام‬ ‫النهم واقعا يعيشون نفس الظروف املضحكة من الاتاعااساة‬ ‫الناتجة عن األوضاع االقتصادية الاباائساة الاتاي تاناتاجاهاا‬ ‫حكومات شمولية مشغولة بالحامسات الوطنية والاقاوماياة‬ ‫الزائفة واالستعداد لحروب ال تقع ابدا عىل حساب وضاع‬ ‫برامج للتنمية تزيح عن كاهل املواطنني أسباب البؤس التاي‬ ‫تجعل من بعضهم اشاباه لاقارود الساريك املساتاخادماة‬ ‫لالضحاك )‬ ‫كالهام بدأ يف سلسلة أفالم ومرسحيات تجارية ال متالاك‬ ‫هدفا غري االضحاك عىل هيئة وحال املواطن ‪ ،‬اشارتك درياد‬ ‫لحام يف ذلك مع الراحل نهاد قلعي ألادي كاان كاومايادياا‬ ‫ارصن منه واشرتك عادل امام مع فؤاد املاهانادس يف ادوار‬ ‫التابع الغبي ‪.‬‬ ‫مل تكن البدايات لكل منهام تنبيءعن عبقرية متثايالاياة‬ ‫بقدر كونهام (كاركرتات ) جاهزة صاغها مؤلفون وماناتاجاون‬ ‫لتلبية حاجة املواطن اىل ( امل ُضحكات ) الفارغاة ‪ ،‬وهانااك‬ ‫بالطبع فرق كبري بني الكوميديا الهادفاة و( امل ُضاحاكاات )‬ ‫الفارغة ‪.‬‬ ‫مع بداية السبعينات وحاجة األنظمة الشمولية لاوساائال‬ ‫تنفيس تقلل من االحتباس الجامهريي الناتج عن سالاسالاة‬ ‫الخسائر املخزية يف معارك العرب مع ( ارسائيل ) يبدو ان‬ ‫‪9‬‬

‫وسائل املراقبة وصنع الشائعات يف هاذه األناظاماة قاد‬ ‫انتبهت لإلمكانية الكبرية من الحضور الشعبي الذي ميلكاه‬ ‫هذا املمثالن فوجدت فيهام فرصة لخلق مشاغل مضحكاة‬ ‫للجامهري العريضة !‬ ‫يف سوريا تم االستعانة بشاعر عبقاري ماثال ماحاماد‬ ‫املاغوط لالستفادة من قدرات دريد لحام يف تقديم كوميديا‬ ‫تنفيسية تتناول هموم املواطن والباأس مان تاطاعاياماهاا‬ ‫بعنارص مؤثرة من الغناء واملآيس التي تتحدث عان شاهاداء‬ ‫الحروب املقدسة وكان أسباب الخسارة والاهازمياة كاانات‬ ‫(فطوم حيص بيص ) ال غريها ‪ ،‬وقد تكررت تاجاارباه ماع‬ ‫املاغوط( الذي يبدو انه محتاج للامل دامئا !)و الاذي بادد‬ ‫عبقريته الشعرية يف اعامله املشرتكة مع درياد لاحاام يف‬ ‫اعامل تنفيسية تراعي حاجة الشعب اىل حرية لن تتحقاق‬ ‫( وسنكتشف فيام بعد انه حني تتحول هذه الحاجة اىل فعال‬ ‫جامهريي حقيقي سيقف دريد لحام مع النظام وضد هاذا‬ ‫الشعب الذي اضحكه كثريا عن ظلم النظام وغياب الحرياة‬ ‫‪،‬فقد راحت ايّام الضحاك والاهازل و جااءات ايّاام الاجاد‬ ‫والقصف بالرباميل املتفجرة للشعب الذي عااش ضااحاكاا‬ ‫لدريد لحام فأصبح غاضبا عىل النظام الذي يرعاه ‪،‬فاالباد‬ ‫إذن لدريد لحام ان يكف عن تقديم امل ُضحكات له !)‬ ‫من (كاسك يا وطن ) اىل (ضيعة ترشين ) اىل سالاسالاة‬ ‫كوميديات غوار كانت صورة دريد لحام هي صورة املواطان‬ ‫املغلوب الباحث عن الحرية التي ال ميلك غري مفتاح الضحك‬ ‫سبيال اليها وحني حانت الحاجة الفعالاياة لاهاذا املافاتااح‬ ‫رماه‪.‬وارمتى نامئا يف حضن النظام ‪.‬‬ ‫مل تكن كل كوميادياا درياد لاحاام رسى صاامماات‬ ‫أمان )‪ ( safety valve‬تقوم بتارساياب ضاغاط الاغاضاب‬ ‫الشعبي بإرشاف النظام نفسه ولذلك طل دريد لحاام وفاياا‬ ‫للنظام السيايس ابا وابنا وحفيدا رمبا ان امتد به العمر اطول‬ ‫مام هو عليه ‪.‬‬ ‫عادل امام بدا هو االخر بتقديم ( ُمضحكات ) خالاياة‬ ‫من اي هدف غري الضحك لذاته ‪،‬بدأها هو االخر مع كااتاب‬ ‫كان ذات مرة من اهم كتاب املرسح املرصي لكنه ماع فارتة‬

‫مجلة ضفاف‬

‫فنون‬

‫االنفتاح والتطبيع صار اول زوار وأصدقاء ( ارسائيل )‪.‬‬ ‫كان ( عيل سامل ) الذي قدم ( مدرسة املشاغاباني ) ماع‬ ‫عادل امام قد اصبح ميثل إرادة النظام السيايس يف استخدام‬ ‫عادل امام كلعبة جميلة ميكن بحركاتها النمطية املضاحاكاة‬ ‫ان تكون شاغال للناس الغالبة عن هموم الاهازمياة وهاماوم‬ ‫الخبز وسواها من هموم ‪ ،‬ويبدو انه بتوجيه مان جاهاات‬ ‫املراقبة ( وهي يف مرص لها حرية صناعة وتوجيه اي عامال‬ ‫فني او نجم تختاره !)‬ ‫فقد تم خالل السبعينات والاثاامناياناات وماا باعادهاا‬ ‫استخدام الدمية املضحاكاة املاحاباوباة شاعاباياا وذات‬ ‫الجامهريية العريضة يف أزمات شتى ابارزهاا األزماات ماع‬ ‫الجامعات االسالمية فكانت اعامل عادل امام عان االررهااب‬ ‫واإلرهابيني هي وجهة نطر النظام السيايس يف خصومه مان‬ ‫الجامعات االسالمية وليست وجهة نظر جامعات مادناياة‬ ‫متحرضة تفكك هذه الطاهرة العنيفة املتخلفة وارتبااطااتاهاا‬ ‫الدولية فكانت صورة اإلرهايب يف ( ُمضحكات ) عادل اماام‬ ‫املكررة هي صورة ذلك املسكني الذي يخدعه اماام مساجاد‬ ‫طويل الذقن ويستغل براءته التي رسعان ما تنتهي بالاتاوباة‬ ‫والعودة اىل حضن الدولة !‬ ‫وهي ذات االسرتاتيجية التي اتبعتها السلطة يف استاتااباة‬ ‫اعضاء الجامعات االسالمية يف ما يسمى بفكرة ( املراجعات )‬ ‫التي تشبه حالة ( الرباءات والتعهدات ) التي اساتاخادمات‬ ‫مع الشيوعيني يف العراق يف فرتات مختلفة ‪.‬‬ ‫غري تصفية الحساب مع اإلسالميني كانت الادولاة تازج‬ ‫ببعض ( املوالح ) للنيل من اليسار املرصي ‪،‬ففي مشهد مان‬ ‫فيلم اإلرهايب كان عادل امام (اإلرهايب ) والجل التخلص من‬ ‫شكوك ضابط االمن يقول له ( انا واد شيوعي مخلّص باتااع‬ ‫خمرة ونسوان) وهو تعبري مزدوج االساءة فامان جاهاة‬ ‫تشري اىل ان الشيوعيني ال يشكلون يف هاجس رجل االمن اال‬ ‫هذا النموذج املنبوذ ومن جهة اخرى ياقادم لالاماشااهاد‬ ‫العدد ‪35‬ـــ ايلول‪ /‬سيتمبر ‪2222‬‬

‫البسيط صورة مشوهة عن اليساري املرصي ‪.‬‬ ‫اما يف فيلم ( السفارة يف العامرة ) فاقاد كاات االسااءة‬ ‫لليسار املرصي اكرث بكثري من االساءة للسفارة االرسائيلياة يف‬ ‫الفيلم ‪.‬‬ ‫فقد قدم صورة بطلة الفيلم اليسارية وعاائالاتاهاا يف‬ ‫ابشع مظاهر االنحالل والسذاجة والغباءعىل عكاس صاورة‬ ‫السفري االرسائييل التي قدمها يف صاورة غااياة يف الاذكااء‬ ‫والتهذيب ! ‪،‬بل انه استخدم عامدا لبعض شخصياتهاا اساامء‬ ‫تحظى برمزية عالية يف تاريخ اليسار املرصي ‪،‬قادماهاا عارب‬ ‫شخصيات كاريكاتورية ممسوخة فاستاخادم اسام شاهادي‬ ‫( ملمحا اىل شهدي عطية الشافعي احد قادة اليسار املرصاي‬ ‫الشهداء ) وكذلك اسم عطيات ( يف اشارة للمناضلة عطاياات‬ ‫األبنودي ) بطريقة ال تستدعيها اية رضورة درامية غري غاياة‬ ‫التحقريالرمزي والتاريخي ‪.‬‬ ‫ظل عادل امام كام طل قبله دريد لاحاام وفاياا الرادة‬ ‫النظام السيايس يف بلده مهام اختلفات قاياادات بالاده ‪،‬‬ ‫ويف‬ ‫فسواء عنده الرؤوساء السادات او مبارك او السييس فهو ِ‬ ‫ال ينتقد اال مبا متليه عليه جهات املراقبة يف البالد من خالل‬ ‫تقديم جرعات التنفيس يف مواضيع محاددة خاالل ظاروف‬ ‫محددة مبا ال ميس جوهر النظام‬ ‫وقد حصد كالهام من الارثوات الانااتاجاة عان ضاحاك‬ ‫الجامهري البائسة ماجعلهام من كبار األثرياء ‪.‬‬ ‫هذه وجهة نظري الشخصية التي تحرص يف ذات الوقت‬ ‫عىل احرتام وجهات نظر محبي هاذيان الافانااناني (وهام‬ ‫باملاليني ) وتتفهم محبتهم وعشقهم لهذين الفنانني ‪ ،‬وهاي‬ ‫وجهة نظر ال تنال من الكراماة الشاخاصاياة ألي ماناهاام‬ ‫وتحتفظ مع ذلك بقدر من االحرتام لهام ملا بذاله من جهاود‬ ‫الضحاك الشعوب الحزينة ‪.‬‬ ‫‪11‬‬

‫من أرض كربالء المقدسة‬

‫الفنانة‬ ‫أبرار صباح غازي‬ ‫تقول ( ال تجعلوا اإلعاقة سببا فاهلل‬ ‫حين يأخذ منا‪ ،‬فهو يمنحنا ما‬ ‫يعوضنا به خيرا‪).‬‬ ‫يف ثالثينات القرن املايض وألول مرة يف تاأرياخ الساياناام‬ ‫أخرج املخرج توماس أديسون عام ‪ 1120‬أول فالام صاامات‬ ‫بلغ مدته خمسون ثانية ‪ ،‬أتسم بالتميز واالنفراد‪ ،‬وأستاطااع‬ ‫بهذا الصمت أن يجد جمهورا ً عريضا للفن السيناميئ ‪ ،‬حياث‬ ‫ال تشرتط املشاهدة معرفة لغة معينة للتماكنان مان فاهام‬ ‫أحداث العمل السيناميئ الصامت ‪ ،‬أذ إن الصمت هو اللاغاة‬ ‫املشرتكة بني جميع البرش‪ .‬حيث رأى الكثريون أن الساياناام‬ ‫الصامتة يف حينها قد وصلات إىل أق ا درجاات الاناضاج‬ ‫اإلبداعي من خالل قدرة املؤدين واملمثلني عىل إيصال أقاوى‬ ‫األفكار الصامتة بأقوى تاأثاري ملاا ياعاايشاه اإلنساان مان‬ ‫ابتسامات وآمال ودموع وأحزان ‪.‬‬ ‫لذوي اإلحتياجات الخاصة عاملهم الخاص الذي ال مياكان‬ ‫الدخول إليه إال من خالل طرق ووسائل محددة ال ياتاقاناهاا الخصب ‪ . .‬ترسم كل أ وتتقن مبهارة الارسااماني الاكاباار‬ ‫كثريون ‪ ..‬وتعد الفنون من أهم املداخل التي تبحر يف عاوامل الخيول العربية بأنواعها وت ُظهر يف لوحاتها رشاقاة الاخاياول‬ ‫هذه الافائاة املاهاماة يف وقوتها وجاملها ‪ ..‬وقد أظهرت قدرا كبريا من املاثاابارة عاىل‬ ‫هذا العامال ماناذ‬ ‫املجتماع ‪ ،‬ماام‬ ‫يسااااهاااام يف أبي وأمي زرعا الثقة بنفسي فتجاوزت فااارتة لاااياااسااات‬ ‫بالقليلة ‪ ..‬باالارغام‬ ‫تاااأهااايااالاااهااام‬ ‫وتااعاالااياامااهاام الشعور باألسى وتحول الى طموح‪ .‬أنها ومنذ ساناوات‬ ‫طويلة قد فاقادت‬ ‫والكاشاف عان‬ ‫مواهبهم‪ .‬يف حاوار هاذا حاستي السمع والنطق ‪ ..‬ضيفتي هي الفنانة أبارار صابااح‬ ‫اليوم أستضيف فتاة رائعة غازي من محافظة كربالء املقدسة ‪ ،‬أكامالات دراساتاهاا يف‬ ‫مان ذوي األحاتااياااجااات مدرسة الصم والبكم وكانت من األوائل لذكاائاهاا ‪ ..‬ساعاى‬ ‫والدها و والدتها الفنانة رقية صبااح ماناذ طافاولاتاهاا إىل‬ ‫الخاصة ‪..‬‬ ‫موهوباة و مالاهاماة ‪ ...‬أحتضانها ودعمها عاطفيا وإنسانيا وفنيا ‪ ..‬فقد أساتاطااعات‬ ‫ت ُخلق أعامال فنية وتاناتاج لسنوات أن تقدم لها العون لقهر أالمها ورصاعاتها النفاساياة‬ ‫لوحات من الشاخاصاياات بالفن الذي عربت عنه بالرسم فقد رسمت ما يقارب ال ‪60‬‬ ‫واملناظر الطبيعية الجميلة لوحة وأعامالً فنية أخرى ال تاعاد كاالارسام عاىل الازجااج‬ ‫حاورتها‪ :‬حنان جميل حنا املتدفقة من خالل خيالهاا والرساميك ‪ ،‬وشاركت يف معارض داخل العراق وخاارجاه ‪..‬‬ ‫‪11‬‬

‫فنون‬

‫مجلة ضفاف‬ ‫ومن أجل التعرف أكرث عىل دور الفن وأهاماياتاه يف حايااة‬ ‫الفنانة أبرار كان يل هذا الحوار الخاص جدا واألول بالناساباة‬ ‫لها و مبساعدة والدتها بالردود عىل األسئلة ‪.‬‬ ‫* أنت محاربة نبيلة تنهضني بروحك وباأحاالماك عاىل‬ ‫الورق ‪ ..‬كيف تعملني عىل أزالة كافة الحواجز التي تاحاول‬ ‫دون أن ترسمي أجمل اللوحات ؟‬ ‫ حني تزاح فكرة انك معاقة سمعيا وتكرسي ذلك القاياد‬‫الذي يحبطك ‪ ..‬عندئذ أمتكن من أن أحالاق ماع أحاالماي‬ ‫وطموحايت الكثرية ‪ ..‬هذا عامل قوة يدفعني لخلق عامل آخار‬ ‫رائع اعيش فيه بكل الجامل والشغف ‪.‬‬ ‫حين ازيح فكرة اإلعاقة من بالي ‪ ،‬عندها‬ ‫أحلق مع أحالمي وطموحاتي‪.‬‬ ‫* أخربيني من له الفضل الكبري بازرع الاثاقاة باذاتاك‬ ‫وتحقيق املتعة والتنفيس عن مخاوفك والقلق يف كال مارة‬ ‫تقومني بصناعة وعمل أء ما ؟‬ ‫اظن ان الثقة جاءت من بابا ‪-‬الله يرحمه ‪ -‬وماما فلاهام‬‫دور عظيم ملا أصبحت عليه الاياوم ‪ ..‬مل يشاعاروين ياوماا‬ ‫بالشفقة النني ضعيفة ‪ ،‬هذا العامل عازز باداخايل الاثاقاة‬ ‫العميقة كثريا ‪ ،‬مام عكس عىل لوحايت التي أعجب و اشاد بها‬ ‫الجمهور‪.‬‬ ‫* كيف جذبتك الريشة لعامل الرسم ؟ هاذه الالاوحاات‬ ‫الرائعة تبهر الناس بروعتها ‪ ..‬ففي كل لوحة تاذرفاني عاىل‬ ‫املشاهدين الجنان املبهر والجامل الراقي‪.‬هل تعلمتي الرسم‬

‫تحت إرشاف معلم الرتبية الفنية أو املهتماني باالادراساات‬ ‫النفسية لذوي األحتياجات الخاصة ؟‬ ‫ منذ الصغر احب هواية الرسم وكنت باملدرسه اشاارك‬‫مبعارضهم السنوية وكنت أشعر بالزهو واناا ارى ماعالااميت‬ ‫لطيفات معي والطالب سعداء يب وبفني ‪ ..‬وعندما تخرجات‬ ‫من معهد الصم و البكم ‪ ،‬حاولت ان اعزز موهبتي بتعلايام‬ ‫اكادميي صحيح وكل ذلك كان بفضل وجهد والديت ‪ -‬حامهاا‬ ‫لم يكن السمع والـنـ ـق عـائـقـا يـومـا ابـدا ‪،‬‬ ‫فإيماني باهلل اقوى‪ ،‬انني است يع ان اتفاعـل‬ ‫واتعامل مع الجميع دون عناء‪.‬‬ ‫الله ‪ -‬فتعلمت عىل يد اساتذة ومحرتفني بفن الرسم ‪.‬‬ ‫* كيف تغلبتي عىل الشدائد والرصاعاات واملشااكال ‪.‬‬ ‫ومتكنتي من فك القيود التي ضاقت باك لساناوات دون‬ ‫األعتامد عىل التعبري اللفظي بطريقة ماباارشة ؟ وكاياف‬ ‫ساعدتك موهبة قراءة الشفاه للتواصل مع األخرين ؟‬ ‫ بالنسبة للسمع والنطق مل تكن عائق يوما ابدا فااميااين‬‫بالله اقوى انني استطيع ان اتفاعل واتعامل ماع الاجاماياع‬ ‫دون عناء ‪ ..‬احيانا باالشارة واحيانا بقراءة الشفاه للاشاخاص‬ ‫املقابل و كثري من األحيان ترافقني والديت فهي املعني االكارب‬ ‫يل والسند برتجمة ما أريد أن أتحدث به فهذا األمر س ّهل يل‬ ‫الكثري ‪.‬‬ ‫* ماهي املعارض التي شاركت فيها لاعارض لاوحااتاك‬

‫العدد ‪35‬ـــ ايلول‪ /‬سيتمبر ‪2222‬‬

‫‪12‬‬

‫ولكنه غري كايف ‪ ..‬الدعم املعنوي والعاطفي والنفايسا ايضاا‬ ‫عالج مهم لذوي األحتياجات ‪ .‬وينعكس ذلك عاىل حاالاتاه‬ ‫الجسدية و شفاء من الكثري من األمراض النفساياة ‪ ،‬وهاذا‬ ‫سبب اساس لنجاح الطفل ‪ ..‬ولكن هذا لن يتم دون مساندة‬ ‫فعالة تخلق من هذا الكائن انسان مبدع ‪.‬‬ ‫* هل ساعدتك التكنولوجية الرقمية الحديثة يف التغلب‬ ‫عىل بعض التحديات التي من شأنها أن متنعك من مامرساة‬ ‫أبداعك بشكل كامل ؟‬ ‫ بالتأكيد التكنولوجيا سبب آخر للنجاح ‪ ،‬التكنولاوجاياا‬‫تساعد عىل دمج األشخاص من ذوي اإلعاقة يف املجتمع مان‬ ‫خالل الربامج التي توفرها ‪ ..‬وفعال سهلت يل مواقع التواصال‬ ‫االجتامعي متابعة املنتديات الفنية للرسم ومنها أساتافادت‬ ‫الكثري ‪ ،‬ففي كل يوم تقنية جديدة للرسم ‪ ،‬ومان خااللاهاا‬ ‫تغلبت عىل بعض الشدائد وساعدين ذلك و خالاق باروحاي‬ ‫وفكري التحدي والسعادة البدع اكرث‪.‬‬ ‫* لدي شعور بأنك تحاولني مبوهبتك الرائعة تاوصايال‬ ‫رسالة معينة للمجتمع مرتبطة مبوضوع ذوي األحتيااجاات‬ ‫الخاصة ؟ فهل أنا عىل حق ؟‬ ‫وأعاملك الفنية ؟‬ ‫ شاركت بعدد من املنتديات اإللكرتوناياه مان خاالل‬‫برامج التواصل األجتامعي مام ساعدين التعرف عىل أسلاوب‬ ‫الفنانني العرب و األجانب وأعاملهم الافاناياة ‪ ،‬بااألضاافاة‬ ‫ملشاركتي املتواصلة مبدارس الرسم هنا يف مادياناتاي ومان‬ ‫خاللهم منت عندي مهارة الرسم وأصبح يل مشاركات كاثارية‬ ‫داخل العراق ألكرتونيا ‪ ،‬وخارج العراق مشاركة يف الاقااهارة‬ ‫والثانية يف لبنان عام ‪ .. 2011‬ويل مشاركاتاني بادعاوة مان‬ ‫مجموعة " ريشة ولون " العاملية بادارة األستاذ حيادر عايل‬ ‫الالمي والذي كرمت من خالله بشهادة تاقاديارياة وقاالدة‬ ‫االبداع ‪ ..‬فكانت سعاديت ال توصف بهذا التكريم ‪ ،‬فاعادت‬ ‫للبيت مبشاعر التوصف وكأنني أسري فوق الغياوم ‪ ،‬كاانات‬ ‫فرحتي عارمة فحبي للرسم كبرية جدا ‪.‬‬ ‫* العالج من خالل الفن ياتام مان خاالل تارك ذوي‬ ‫األحتياجات الخاصة بأن يخرجوا ما بداخلاهام مان ناقااء‬ ‫وجامل وما تحمله نفوسهم من خلجات و أحاسيس خاالل‬ ‫تقدميهم لرسم ‪ ..‬هل تشعرين بأن ما تقومني به يعزز فيك‬ ‫النجاح واألمل مبستقبل واعد ؟‬ ‫ بالتأكيد املشاركات الافاناياة تاعازز يف داخايل روح‬‫االستمرار واملثابرة ألبدع اكرث مبساندة عائلتي ‪ ..‬أرى أن‬ ‫العالج بالفن يتيح لألستقاللية أكرث من خالل إساهااماايت‬ ‫املتزايدة يف ترجمة ما أشعر به وتأويل إبداعايت الخاصاة‪.‬‬ ‫فهو يشجعني عىل التعبري بتلقائية وحرية أكرث ‪ ...‬لاذلاك‬ ‫ارجو من كل من يجد يف ابنائه اي أعاقة ‪ ،‬أن يأخذ باياد‬ ‫االوالد ومساندتهم ليعربوا اكرث عن انفسهم ويكرسوا قيد‬ ‫الخجل الذي يحطم نفسيتهم و شخصيتهم ‪.‬‬ ‫* يعتقد البعض أن االقتصار عىل تقديم بعض الرسوم أو‬ ‫األعامل اليدوية وعرضها عىل ذوي األحتياجات الخاصة هو‬ ‫عالج كاف لهم ‪ ،‬مام ينعكس عليهم باالرتياح النفيس‪ ،‬هال‬ ‫تعتقدين أنه اعتقاد خاطئ ؟‬ ‫ الرسم يكرس ظلمة الروح ‪ ،‬وهو عامل محفز لالاعاالج‬‫‪13‬‬

‫مجلة ضفاف‬

‫فنون‬

‫ بالتاكيد هناك رسالة مرئية من خالل الافاناون الاتاي‬‫أقدمها ‪ ..‬ال أء يحد االنسان ‪ ،‬فالله ياخذ منك وياعاطاياك‬ ‫حتى يرضيك فال تجعلوا اإلعاقة سبب ابدا ‪ ...‬رسالتي واضحاة‬ ‫جدا انطلقوا بكل حب وشغف ملعنى الحياة ‪ ،‬أنظروها بعاني‬ ‫ثانية اكرث جامال ‪ ..‬وأخلقوا شعورا باملسؤولية وبالتايل القضااء‬ ‫عىل الوصمة األجتامعية الواضحة واملرتبطة باإلعاقة ‪.‬‬ ‫* ماهي الرسالة والنداء الذي ترفعينها للماساؤولاني يف‬ ‫مجال الرتبية والتعليم والعمل األجتامعي لتمكني من ذوي‬ ‫األحتياجات الخاصة التعبري عن رصاعاتاهام ومشاكاالتاهام‬ ‫النفسية الكثرية ؟‬ ‫ لالسف يف العراق ال يوجد دعم لهذه الفئات فهي‬‫مترضرة جدا من حيث األخذ بايديهم ومساندتهم معنويا و‬

‫العدد ‪35‬ـــ ايلول‪ /‬سيتمبر ‪2222‬‬

‫ماديا للمىض قدما مبواهبهم ولو كانت صغرية ‪ ..‬أمتنى من‬ ‫املسؤولني العمل عىل توفري بيئة تربوية نفسية مالمئة واختيار‬ ‫طرقا ً تدريسية مناسبة توفر الجو املالئم الذي يساعد عىل‬ ‫تنمية مهارات و أعادة تكيف الشخص من ذوي االحتياجات‬ ‫الخاصة مع املحيطني به ‪ ،‬فهو جوهر إنساين قبل كل أ‬ ‫وهدفه نبيل ويحقق سعادة كبرية ‪ ،‬كذلك ألزاحة كافة‬ ‫املعوقات التي تعرقل تقدمه يف املجتمع وألستعادة التوازن‬ ‫االنفعايل والتوافق الشخيص واالجتامعي للفرد والحفاظ عىل‬ ‫صحته النفسية تعزيز وتقدير الوعي بالحياة ‪.‬‬

‫‪14‬‬

‫فرقة المسرح الفين احلديث‬ ‫(الجزء الخامس و األخير توثيق بشار طعمة)‬ ‫‪.1‬مرسحاياة الاخاان‪:‬‬ ‫تأليف يوسف العااين‪،‬‬ ‫إخراج سااماي عاباد‬ ‫الحميد‪ ،‬عرضت عاىل‬ ‫خشبة مرسح بغداد‬ ‫بشار طعمة‬ ‫‪23/12/1236‬‬ ‫املماثالاون حساب‬ ‫الظهور‪ :‬دريد ابراهيم‪ ،‬يوسف العاين و فااروق داود (دبال‬ ‫كاست) عبد القادر رحيم‪ ،‬عيل ياس‪ ،‬هاشم السامرايئ‪ ،‬أكارم‬ ‫عداي‪ ،‬فاضل خليل‪ ،‬مجيد فليح‪ ،‬صاالاح املاوساوي‪ ،‬عاباد‬ ‫الواحد طه‪ ،‬لطيف صالح‪ ،‬مقداد عبد الرضا‪ ،‬عايل شاباياب‪،‬‬ ‫قاسم محمد وماهر جيجان (دبل كاست) عبد الجبار عباس‪،‬‬ ‫غازي القييس‪ ،‬حميدة حمد‪ ،‬اقبال محمد عيل‪ ،‬زكية خليفاة‪،‬‬ ‫رياض محمد‪ ،‬زينب‪ ،‬ممتاز سعيد‪ ،‬محمد املرعب‪ ،‬الدياكاور‬ ‫كاظم حيدر‪ ،‬االدارة املرسحية كاظم الزيدي‪ ،‬املكياج يوساف‬ ‫سلامن‪ ،‬املوسيقى سامي الرساج‪ ،‬املالبس واالكسسوار نابايال‬ ‫كوين‪ ،‬االنارة ماجد كامل وحسن حنيص و طه رشيد‪ ،‬تنفاياذ‬ ‫الديكور عيل احمد امني‪ ،‬شاهد العرض ثالثون الف مشاهاد‬ ‫وهذا عدد كبري يف ذلك الوقت‪.2 ،‬مرسحية اضبطوا الساعات‬ ‫تأليف محمود دياب‪ ،‬إخراج فاروق فيااض‪ ،‬عارضات عاىل‬ ‫خشبة مرسح بغداد ‪.3 ..‬مرسحية اضواء عىل حياة ياوماياة‪:‬‬ ‫أعداد وإخراج قاسم محمد ‪ ..‬قدمت عاىل مرساح باغاداد‬ ‫‪ 5/11/1233‬استمر عرض املرسحية لشهاريان عاىل مرساح‬ ‫بغداد‪ ،‬متثيل‪ :‬يوسف العاين‪ ،‬خليل شوقي‪ ،‬مي شوقي‪ ،‬رياض‬ ‫محمد‪ ،‬زكية خليفة‪ ،‬عواطف نعيم‪ ،‬اقاباال ماحاماد عايل‪،‬‬ ‫‪.4‬مرسحية رحلة الصحون الطائرة‪ :‬أعداد وترجماة فاياصال‬ ‫اليارسي‪..‬إخراج أبراهيم جالل‪ ..‬متثيل سامي عبد الاحاماياد‬ ‫وقاسم محمد‪ ،‬قادمات عاىل مرساح باغاداد ‪1/6/1231‬‬ ‫‪.5‬مرسحية بيت برناردا البا‪ ،‬تأليف لوركا إخراج سامي عاباد‬ ‫الحميد‪ ..‬قدمت عىل مرسح بغداد ‪ 1231‬متاثايال‪ :‬زياناب‪..‬‬ ‫ناهدة الرماح‪ ..‬فوزية عارف‪ ..‬مي شوقي ‪ ..‬اقاباال ماحاماد‬ ‫عيل‪ ..‬ايرس شوقي ‪..‬عواطف نعيم ‪..‬باهرة رفعت ‪ ..‬أقاامات‬ ‫الفرقة مرشوعا مهام اطلقت علية استوديو املمثل وفسحات‬ ‫املجال لعضوي الفرقة لطيف صالح وخليل الحركاين إلخاراج‬ ‫مرسحيتني لكل منهام مرسحية رغبة من الفرقاة لاتاجادياد‬ ‫الطاقات وكشف املؤهالت الشابة التي ميكن االعتامد عليهاا‪.‬‬ ‫‪،6‬مرسحية شفاه حزينة‪ ،‬تأليف جليل القييس‪ ،‬إخراج لطيف‬ ‫صالح‪ ،‬يف ‪ 1/4/1231‬متثيل‪ :‬سامي عبد الاحاماياد‪ ،‬زياناب‪،‬‬ ‫سمرية الوردي‪ ،‬خليل الحركاين‪ ،‬هيثم عاباد الارزاق‪ ،‬حاازم‬ ‫هاشم‪ ،‬صالح املوسوي‪ ،‬كايف الزم‪.3 ،‬مرسحية زفري الصاحاراء‬ ‫تأليف جليل القييس‪ ،‬إخراج خليل الحركاين‪ ،‬متاثايال درياد‬ ‫ابراهيم‪ ،‬صالح املوسوي‪ ،‬سمرية الوردي‪ ،‬حسن حنيص‪ ،‬إقبال‬ ‫محمد عيل‪ ،‬حميدة حمد‪ ،‬وقدمت املرسحيتاان يف حافالاة‬ ‫‪15‬‬

‫واحدة عىل مرسح بغداد‪.1 . 1/4/1231 ،‬مرسحية النصيحاة‪:‬‬ ‫اعداد وإخراج قاسم محمد‪ ..‬عرضت عاىل مرساح باغاداد‬ ‫‪ 1232‬متثيل‪ :‬يوسف العاين‪ ،‬خلايال شاوقاي‪ ،‬صاادق عايل‬ ‫شاهني‪ ،‬كايف الزم‪ ،‬سعد عباس‪ .‬عيل ياس‪.2 ،‬مرسحياة زياناة‬ ‫النساء‪ :‬تأليف الفريد فرج‪ :‬إخراج قاسم محاماد‪ ..‬عارضات‬ ‫عىل مرسح بغداد عام ‪ .. 1210‬متثيل‪ :‬يوسف العاين‪ ،‬سااماي‬ ‫عبد الحميد‪ ،‬كايف الزم‪ ،‬سعد عباس‪ ،‬خالدة ماجاياد‪ ،‬بااهارة‬ ‫رفعت‪.10 ،‬مرسحية مال عبود الاكارخاي‪ :‬أعاداد و إخاراج‬ ‫مجموعة من املمثلني االرشاف سامي عبد الحميد‪ ..‬عارضات‬ ‫عىل مرسح بغداد ‪ .. 11/3/1212‬املمثلون حسب الاظاهاور‪:‬‬ ‫يوسف العاين‪ ،‬غزوة الخالدي‪ ،‬محمد حسني عباد الارحايام‪،‬‬ ‫التفات عزيز‪ ،‬عيل عبد الحسني‪ ،‬خضري عباس‪ ،‬كريم حبياب‪،‬‬ ‫احمد الدرويش‪ ،‬كارم عيل‪ ،‬عودة الزوبعي‪ ،‬مظفر الاطاياب‪،‬‬ ‫االدارة العامة‪ ،‬مقداد عبد الرضا‪ ،‬نبيل كوين‪ ،‬غازي القايايسا‪،‬‬ ‫هاشم السامرايئ‪ ،‬االنارة حميد فرج‪.11 ،‬مرسحية طال حازين‬ ‫ورسوري يف مقامات الحريري اناتااج ‪ 1214‬قادمات عاىل‬ ‫مرسح بغداد‪.12 ..‬مرسحية الرهن تأليف عبد االمري شمخي‪،‬‬ ‫إخراج سامي عبد الحميد‪ ،‬قدمت عىل مرسح بغاداد ‪1214‬‬ ‫‪.12 ..‬مرسحية االنسان الطيب‪ :‬أعداد فاروق محمد‪ ،‬إخاراج‬ ‫د‪ .‬عوين كرومي‪ ،‬باالشرتاك مع فارقاة املرساح الشاعاباي‪..‬‬ ‫عرضت عىل مرسح املنصور ايلول ‪ 1215‬املماثالاون حساب‬ ‫الظهور‪ :‬يوسف العاين‪ ،‬سامي عبد الحميد‪ ،‬جعفر السعادي‪،‬‬ ‫خليل شوقي‪ ،‬رائد محسن‪ ،‬أمثار خرض‪ ،‬ماجدة السعادي‪ ،‬د‪.‬‬ ‫عبد املرسل الزيدي‪ ،‬د‪ .‬عقيل مهدي‪ ،‬خديجة منخاي‪ ،‬وائال‬ ‫السلطان‪ ،‬هاشم السامرايئ‪ ،‬فالح حسن شمخي‪ ،‬خولة شاكر‪،‬‬ ‫نهلة‪ ،‬نعامن داود‪ ،‬انعام البطاط‪ ،‬منري الاعابايادي‪ ،‬مسااعاد‬ ‫املخرج عادل كوركيس‪ ،‬مدير املرسح كاايف الزم‪ ،‬املاكايااج‬ ‫يوسف سلامن‪ ،‬تصميم الديكور د‪ .‬عاوين كاروماي وعاادل‬ ‫كوركيس‪ ،‬املوسيقى رائد جورج‪ ،‬تنفيذ االناارة خاالاد عايل‪،‬‬ ‫‪.13‬مرسحية خيط الربيسم‪ :‬تأليف يوساف الاعااين‪ ،‬إخاراج‬ ‫فاضل خليل‪ ،‬قدمت عىل مرسح بغداد ‪ 20/11/1216‬متثيال‪:‬‬ ‫يوسف العاين‪ ..‬خليل شوقي‪ ..‬زكية الزيدي‪ ..‬سعدية الزيدي‪،‬‬ ‫عواطف نعيم‪ ..‬رياض شهيد‪ ،‬مقداد عاباد الارضاا‪ ..‬أقاباال‬ ‫نعيم ‪ ..‬كايف الزم‪ ..‬غازي القييس ‪ ..‬حميدة العاريب‪ ..‬سالاوان‬ ‫مهدي‪.14 .‬مرسحية نجمة‪ :‬تأليف ياوساف الاعااين‪ ،‬إخاراج‬ ‫سامي عبد الحميد‪ ..‬عرضت عىل مرسح بغداد ‪. 1216‬متثيال‬ ‫يوسف العاين‪ ،‬زكية خليفة‪ ،‬سليمة خضري‪ ،‬سهري ايااد‪ ،‬كاايف‬ ‫الزم‪ ،‬حكيم جاسم‪ ،‬عبد الخالق املختار‪.15 ،‬مرسحية الذياب‪،‬‬ ‫تأليف وإخراج عبد االمري شمخي‪ ،‬عرضت عىل مرسح بغداد‬ ‫‪. 1216‬عرضت عىل مرسح باغاداد‪.15 ..‬مرساحاياة الابااب‬ ‫القديم‪ ،‬تأليف خليل شوقي إخراج فاضل خالايال‪ ،‬متاثايال‪:‬‬ ‫يوسف العاين‪ ،‬خليل شوقي‪ ،‬سعدية الزيدي‪ ،‬ماقاداد عاباد‬ ‫الرضا‪ ،‬عبد الجبار كاظم‪ ،‬عواطف أبراهيم‪ ،‬ريااض شاهاياد‪،‬‬

‫فنون‬

‫مجلة ضفاف‬ ‫مظفر الطيب‪ ،‬كايف الزم‪،‬‬ ‫حميد ماجاياد‪ ،‬حاماياد‬ ‫عباس‪ ،‬ماحاماد هااشام‬ ‫املاليك‪ ،‬عامر تايه‪ ،‬فاالح‬ ‫كاظم‪ ،‬تصميام االضااءة‬ ‫بشار طعاماة‪ ..‬قادمات‬ ‫عىل خشبة مرسح بغداد‬ ‫يف ‪،،، ..26/11/1213‬‬ ‫‪.16‬مرسااحاايااة حااكااايااة‬ ‫صديقني‪ ،‬تألياف ماحاي‬ ‫الدين زناكاناة‪ ،‬إخاراج‬ ‫سامي عبد الحميد شباط‬ ‫‪ .. 1211‬عارضات عاىل‬ ‫مرسااااح بااااغااااداد‬ ‫‪.13‬مرسحية احوال ذلاك‬ ‫الاازمااان‪.11 :‬مرسااحاايااة‬ ‫فاارمااان الااوايل‪ :‬إخ اراج‬ ‫محسن العزاوي‪ ،‬عرضت‬ ‫عىل مرسح بغداد ‪.12‬مرسحية الحلاو واملار مان تاألاياف‬ ‫وإخراج كريم جمعة وماجد درندش‪ ،1220 ،‬عارضات عاىل‬ ‫مرسح بغداد‪.20 ،‬مرسحية اىل اشعار آخار‪ :‬تاألاياف عاباد‬ ‫الكريم السوداين‪ ،‬إخراج سامي عبد الحميد‪ ،‬متثيل‪ :‬د‪ .‬ولاياد‬ ‫شامل‪ ،‬مظفر الطاياب‪ ،‬حاقاي الشاوك‪ ،‬االضااءة ماهادي‬ ‫الحسيني‪ ،‬الديكور سنان حسني عرضات ماناتادى املرساح‬ ‫‪.21 16/12/1221‬مرسحية املفتاح‪ ،‬تأليف ياوساف الاعااين‬ ‫إخراج غانم حميد ‪ ،1222‬قدمت عاىل مرساح باغاداد ‪..‬‬ ‫‪.22‬مرسحية وداع صفر‪ ،‬تأليف عبد الكريم السوداين‪ ،‬إخراج‬ ‫رياض شهيد‪ ،‬عرضت عىل مرساح الارشاياد‪. 11/2/1223 ،‬‬ ‫‪.23‬مرسحية حقائب ثقلية جدا‪ :‬تألياف وإخاراج ماحاماد‬ ‫الجوراين‪ ،‬متثيل‪ :‬طه ياسني‪ ،‬هيفاء ابراهيم‪ ،‬ستار الارباياعاي‪،‬‬ ‫رمزي الكرخي‪ ،‬قاسم عباس‪ ،‬خلدون طه‪ ،‬محمد عبد الرضاا‪،‬‬ ‫هنادي محمد‪ ،‬هند نشأت‪ ،‬عارضات يف ماناتادى املرساح‬ ‫‪.24 .. 13/11/1223‬مرسحية الكفالة‪ :‬تأليف عباد الاكاريام‬ ‫السوداين‪ ،‬إخراج سامي عبد الحميد‪ ،‬متثيل د‪ .‬مظفر الطيب‪،‬‬ ‫حقي الشوك‪ ،‬عواطف أبراهيم‪ ،‬عرضت عام ‪ .. 1224‬كاام‬ ‫عرضت يف االردن الجاماعاة االردناياة‪ ،‬واملاركاز الاثاقاايف‪،‬‬ ‫ومحافظة املفرق نيسان ‪.25 . 1224‬مرسحية الليال ‪..‬قارص‬ ‫الشمس‪ :‬أعداد وإخراج ياسني اسامعايال‪ ،‬متاثايال‪ :‬يااساني‬ ‫اسامعيل‪ ،‬نرسين عبد الرحمن‪ ،‬أنعام عبد الكريام‪ ،‬ساوران‬ ‫عيل الرشيف‪ ،‬أحمد رشجي‪ ،‬عرضت يف ماناتادى املرساح‬ ‫‪.26 .. 22/11/1224‬مرسحية تراميديا‪ :‬تأليف احمد الشاياخ‬ ‫عيل‪ ،‬إخراج احسان الخالدي‪ ،‬متثيل‪ :‬ميك حداد‪ ،‬صالح الدين‬ ‫محسن‪ ،‬أحمد خرض‪ ،‬عامر فاضل‪ ،‬عباد الابااساط أحاماد‪،‬‬ ‫عرضت يف منتدى املرسح ‪.23 . 12/12/1225‬مرسحية عائلة‬ ‫توت‪ ،‬أعداد خالد جمعة‪ ،‬إخراج جبار املشاهاداين‪ ،‬متاثايال‪،‬‬ ‫محمد الجوراين‪ ،‬آالء حسني‪ ،‬أيااد الاطاايئ‪ ،‬خاالاد احاماد‬ ‫مصطفى‪ ،‬فضاء كاظم‪ ،‬عرضت عىل مرسح الارشاياد ‪1226‬‬ ‫فازت بجائزة افضل مخرج واعد جاباار املشاهاداين ضامان‬ ‫مهرجان العراق املرساحاي‪ ،‬كاام فاازت باجاائازة افضال‬ ‫سينوغرافيا خالد عيل‪ ،‬قدمت عىل خشبة مرسح الرشاياد ‪..‬‬ ‫العدد ‪35‬ـــ ايلول‪ /‬سيتمبر ‪2222‬‬

‫‪.23‬مرسحية الزيارة أعداد وإخراج سامي عباد الاحاماياد ‪.‬‬ ‫عرضت عىل مرسح بغداد ومرسح الارشاياد ‪22/10/1223‬‬ ‫املمثلون حسب الظهور‪ :‬مهند ابراهيم‪ ،‬باسال عاباد عايل‪،‬‬ ‫حيدر عودة‪ ،‬لبوة‪ ،‬زهري البيايت‪ ،‬ياساني اساامعايال‪ ،‬حاقاي‬ ‫الشوك‪ ،‬أياد الطايئ‪ ،‬فيصل جواد‪ ،‬أحالم عرب‪ ،‬فاراس عاباد‬ ‫الجليل‪ ،‬عيل حميد‪ ،‬ضياء عبد القهار‪ ،‬نعيم جاسم‪ ،‬د‪ .‬عقيل‬ ‫مهدي‪ ،‬واحمد عباس‪ ،‬نوزاد احمد‪ ،‬روبرت اوهانيس‪ ،‬عبااس‬ ‫النعمة‪ ،‬سعد عزيز‪ ،‬احسان كاظم‪ ،‬جواد ناعاماة ‪ ،‬بااسام‬ ‫ابراهيم‪ ،‬مساعد املخرج فيصل جواد‪ ،‬مصمم الديكور سهيل‬ ‫البيايت‪ ،‬املوسيقى معتز عبد الكريم ‪ ،‬مدير املرساح احساان‬ ‫الخالدي‪ :‬االضاءة خالد عيل‪.21 ،‬مرسحاياة شاكارا سااعاي‬ ‫الربيد‪ :‬تأليف عبد الكريم السوداين‪ ،‬إخاراج سااماي عاباد‬ ‫الحميد‪ ،‬متثيل‪ ،‬د‪ .‬مظفر الطاياب‪ ،‬حاقاي الشاوك‪ ،‬أناعاام‬ ‫الربيعي‪ ،‬مرسح الرشيد‪.22 1222 ،‬مرسحية االنسة جاولاياا‪،‬‬ ‫تأليف سرتنربغ‪ ،‬إخاراج راسام ماناصاور‪ ..‬جاامعاة أفاق‬ ‫للسينمرسح‪ ،‬متثيل‪ :‬نجالء بدر وراسم منصاور‪ ،‬عارضات يف‬ ‫منتدى املرسح ‪ 10/11/2001‬االن تم تشكيل هيئاة ادارياة‬ ‫من د‪ .‬جواد االسدي‪ ،‬د‪ .‬عقيل مهدي‪ ،‬د‪ .‬وليد شامل‪ ،‬الفناان‬ ‫كايف الزم‪ .‬وآخرون‪ .‬يحاولون االن اعادة الاحايااة اىل هاذه‬ ‫الفرقة العريقة التي عمل بها الكثري مان الافانااناني وهاي‬ ‫العزيزة عىل قلوبنا‪ ،‬انا احد الذين عملوا بها وحصلت عاىل‬ ‫جائزة افضل مصمم اضاءة لعام ‪ 1212‬يف احاتافااالت ياوم‬ ‫املرسح العاملي‪ .. .‬امتناى ان أكاون قاد وفاقات باجاماع‬ ‫املعلومات من مصادر متعددة عان الافارقاة األحاب اىل‬ ‫قلوبنا ‪ ...‬أكيد هناك أعامل مل أحصل عليها او مل احصل عاىل‬ ‫معلومات كافية عنها وهناك اسامء ممثلني لعروض مرسحية‬ ‫مل اعرث عليهم ‪ ،،‬هذا البحث أخذ مني بحدود اربعة أشاهار‬ ‫من مصادر مختلفة‪ ( .. .....‬امتنى ان اكون قد وفقت بجماع‬ ‫املعلومات عن الفرقة العريقة فرقة املرسح الفني الحديث)‬ ‫بشار طعمة‬ ‫مصمم سينوغرافيا وباحث باملرسح العراقي ‪22/4/2022‬‬ ‫‪16‬‬

‫( آني أمك ياشاكر ) ‪..‬‬

‫صفعة بوجه جالوزة العهد المليك‬ ‫* بعد ‪ 14‬متوز ‪ 1251‬أعيدت لفرقة املرساح الاحادياث‬ ‫ألسابااب‬ ‫إجازة مامرسة العمل التي سبق وان ُسحبت منهاا‬ ‫ر‬ ‫سياسية عام ‪ 1253‬؛ وبدأت العمل فورا ً باناص " آين أماك‬ ‫ياشاكر " الذي كتب ُه يوسف العاين عام‪ 1255‬تاحات تاأثاري‬ ‫أحداث فرتة سياسية عصيبة متثلت مبذبحة سجناي باغاداد‬ ‫( حزيران ‪ )1253‬والكوت ( آب ‪ )1253‬أيام حكومة جميال‬ ‫املدفعي وبلغ عدد قتىل سجناء الكوت فقط (‪ 1‬شهداء ) و‬ ‫( ‪ 50‬جريحا ً ) ‪..‬‬ ‫وكان الزعيم الراحل عبدالكريم قاسم قد استقبل طاقام‬ ‫عمل مرسحية " آين أمك ياشاكر " وأحتفى باملشاركني فيهاا‬ ‫ويف املقدمة ‪:‬‬ ‫‪.‬األستاذ الفنان الرائد يوسف العاين والافانااناة الارائادة‬ ‫زينب والفنانة الرائدة ناهدة الرماح ‪ .‬وأكد عاىل أهاماياة‬ ‫املرسح يف حياتنا اليومية وكأداة تغيري إيجابية ‪.‬‬ ‫وكان يوسف العاين قد ُعني مديرا ً للربامج يف ماديارياة‬ ‫اإلذاعة والتلفزيون بعد ثورة متوز ‪.1251‬‬ ‫ومرسحية " آين أمك يا شاكر " كتبت بالاغا رة شاعاباياة‬ ‫بسيطة ولكنها ال تخلو من عمقر يف دالالتها ‪ ،‬إذ كاانات أم‬ ‫شاكر متُ ثل شجاعة املرأة العراقية التي تصفع جالوزة العهاد‬ ‫املليك ‪..‬فقدت أحد أبنائها يف الساجاون وهاا هاو الاثااين‬ ‫يقودونه لألعتقال ( هنا أثر واضح لرواية غوريك " االم " )‬ ‫فهي تقف لتهتف بروح معنوية عالية ‪:‬‬ ‫آين أمك ياشاكر ‪ ،‬لن ينالوا مني شايائاا ً ‪ ،‬ولان أدخار‬ ‫أي أء آخر ‪....‬‬ ‫للوطن ُ‬ ‫طاقم املرسحية ‪:‬اهدة الرماح ( كوثر ‪ -‬أخت شاكر )‬ ‫‪ .‬زاهدة سامي ( أم صاادق)‪ .‬زياناب ( أم شااكار )‪.‬‬ ‫عبدالواحد طه ( قاادر‬ ‫ خال شاكر )‪ .‬هاشام‬‫الطبقجيل ( املفاوض)‪.‬‬ ‫سامي عابادالاحاماياد‬ ‫( الطبيب)‪ .‬عبدالجبار‬ ‫عااابااااس ( فاااراش‬ ‫الااطااباايااب)أم شاااكاار‬ ‫وإباانااتااهااا وابااناااهااا‬ ‫الغائبان ‪:‬‬ ‫شاااكاار الااذي قااتاالا ُه‬ ‫الطُغاة سعودي الاذي‬ ‫سوف يقتلاوناه قارب‬ ‫نهاية املرسحية جاراتها‬ ‫الااطااباايااب املصااادق‬ ‫لألرسة ‪،‬هؤالء ميثالاون‬ ‫د‪ .‬ياسر تركي‬ ‫جااامهااري الشااعااب‬ ‫‪17‬‬

‫الثائر‪.‬‬ ‫وياااقاااف يف‬ ‫الجبهاة األخارى ‪/‬‬ ‫الااخااال الااجاابااان‬ ‫املستخاذي وإباناه‬ ‫الااجاااسااوس وهااام‬ ‫يجامالن السالاطاة‬ ‫حااارصاااا ً عاااىل‬ ‫مصالحهام اآلنية !‬ ‫وياااعااالاااو يف‬ ‫النهاياة صاوت أم‬ ‫شاكر تالاك املارأة‬ ‫التي قدت أعصابهاا‬ ‫من الفوالذ لايارتدد‬ ‫صااداه يف أرجاااء‬ ‫الوطن ‪:‬‬ ‫" سااعااودي‬ ‫السبع ماتاناطافاي‬ ‫ناره‬ ‫يالله يااشاعاب‬ ‫نأخذ بثاره " ‪)"( .‬‬ ‫وكان أساتااذناا‬ ‫الكبري يوسف العاين قد أنتمى يف الخمسينيات إىل الاحازب‬ ‫الشيوعي العراقي وتبنى طريقة يف أعامله املرسحية ُعرِفات‬ ‫بالواقعية االشرتاكية التي تتناول مواضاياعاهاا مان الاواقاع‬ ‫امل ُعاش بجميع تناقضاته ورصاعااتاه وهاماوم الاجاامهاري‬ ‫الكادحة ‪.‬‬ ‫مرسحية (( آين امك ياشاكر )) تقرتب من روح رواية‬ ‫(( األم )) التي كتبها غوريك عام ‪ 1206‬وتناول من خاللها‬ ‫ظروف ثورة البالشفة لتأسيس وتعزيز النظام اإلشرتايك مان‬ ‫خالل إبراز دور الطليعة العاملية يف خلق عاوامال الاثاورة‬ ‫الشاملة ‪.‬‬ ‫وحسب العنوان فإنهاا تاتانااول قصاة أم روساياة يف‬ ‫األربعينيات من عمرها ( من الطبقة الفقرية) تاناخارط يف‬ ‫النضال الشعبي العام مع الثوار وت ُكافح من أجل ولدهاا يف‬ ‫املقام األول ‪ ،‬إال أنها بعد أن ت ُدرك أهادافاه وطاماوحااتاه‬ ‫شعرت كأنها تسعى وتناضل مان أجال جاماياع الاعاامل‬ ‫والفقراء … تنتهي الرواية بتع ّرض األم للسجن ‪.‬‬ ‫أج ُد أن (( أم شاكر )) العاراقاياة مااهاي إال املاعاادل‬ ‫املوضوعي لتلك األم الروسية التي إحتضنت إبنها وفاكارتاه‬ ‫ورغبته النضالية بل وإحتضان أصحابه بالرغم مان كاوناهاا‬ ‫التفهم كثريا ً ماميقولون ومايدعون إليه ‪.‬‬ ‫ومام يؤيد ذلك أن أستاذنا الكبري يوسف العااين أعارتف‬ ‫غري مرة إنه كتب مرسحيته تحت تأثري الرسد الروايئ لرواياة‬ ‫غوريك (( األم )) ‪.‬‬ ‫————————‪-‬‬ ‫(") د‪ .‬عيل الراعي ‪ ،‬املرسح يف الوطان الاعاريب ( عاامل‬ ‫املعرفة ) دولة الكويت ‪ ، 1210 ،‬ص ‪361 -360‬‬

‫فنون‬

‫مجلة ضفاف‬

‫ل الما كان األدب‬ ‫والفلسفة مهمين عنده‬ ‫* رضا األعرجي‬ ‫كانت الكتب من املكونات الرئيسة ألفاكااره يف‬ ‫جميع الفرتات‪ ،‬ويف جميع أفالمه تقريباا ً‪ ،‬يشاري أو‬ ‫يقتبس من الكتب األدبية الشهرية والكتّاب الكبار يف الاعاامل‪،‬‬ ‫خصوصا ً شكسبري‪.‬‬ ‫ُولد املخرج السويرسي الفرنيس الشهري يف ‪ 3‬ديسمرب ‪1230‬‬ ‫يف باريس ألبوين سويرسيني‪ -‬فارنساياني‪ .‬درس يف جااماعاة‬ ‫السوربون‪ ،‬وأثناء دراسته انضم إىل مجموعة من هواة السينام‬ ‫ضمت فرنسوا تروفو‪ ،‬جاك ريفيت وإريك رومري‪ .‬وحني أساس‬ ‫أندريه بازان مجلته السينامئية املؤثرة (كراسات السينام) كاان‬ ‫من كتابها األوائل‪.‬‬ ‫يعد غودار من أشهر مخرجي املوجة الفرنسية الاجاديادة‬ ‫التي بدأت بفيلم (سريج الجميل ‪ )1251‬لكالاود شاابارول و‬ ‫(االربعامئة رضبة ‪ )1252‬لفرانسوا تروفو و(حتى آخر نافاس‬ ‫‪ )1260‬لغودار نفسه‪ .‬وبرحيله مل يبق أحد من مخرجي هاذه‬ ‫املوجة عىل قيد الحياة‪.‬‬ ‫جاء فيلمه الطويل األول بعد مشاهدته فيلم أورسون ويلز‬ ‫(ملسة من الرش ‪ )Touch of Evil‬وكان من بطولة الافارنايس‬ ‫جان بول بلموندو واألمريكية جني سيربغ‪ .‬حاز الفايالام عاىل‬ ‫إعجاب النقاد والجمهور يف فرنسا ويف شتى أنحاء العامل‪ ،‬وقاد‬ ‫عرب عن أسلوب املوجة الجديدة‪ ،‬واحتوى العديد من اإلشارات‬ ‫ّ‬ ‫إىل األفالم األمريكية‪ ،‬ونجح يف توظيف تقنيات مستحادثاة يف‬ ‫املونتاج‪.‬‬ ‫تأثرت أعامل غودار يف األصل بالسينام األمريكاياة وأفاالم‬ ‫النوير‪ ،‬فيام ألهمت أعامله الحاقاا ً الاكاثاري مان املاخارجاني‬ ‫األمريكيني املشهورين مثل مارتن ساكاورسايازي‪ ،‬كاوياناتاني‬ ‫تارانتينو‪ ،‬روبرت التامن وجيم جارموش‪.‬‬ ‫صنع غودار أفالمه مع ممثلني مشهورين مثل جاان باول‬ ‫بيلموندو‪ ،‬بريجيت باردو‪ ،‬آنا كارينا‪ ،‬ميشيال باياكاويل‪ ،‬وقاد‬ ‫ابتكر لغة متميزة‪ ،‬وأسلوبا ً برصيا ً مختلفا ً‪ ،‬ورسدا ً منفاردا ً مان‬ ‫خالل أعامله‪.‬‬ ‫بدأ غودار يف الستينات يدمج بني السياساة والافالاسافاة‬ ‫العدد ‪35‬ـــ ايلول‪ /‬سيتمبر ‪2222‬‬

‫‪18‬‬

‫والتجريب يف أفالمه مثل (بياري املاجاناون) الاذي عارب عان‬ ‫موضوعة االغرتاب‪ ،‬قبل أن يتحول إىل الارساائال السايااساياة‬ ‫الواضحة كام يف (رجويل انثوي) و(صنع يف أمارياكاا) دون أن‬ ‫يفقد االهتامم بالعنارص الجاملية‪.‬‬ ‫كان غودار ناشطا ً سياسيا ً وليس صانع أفالم فقط‪ ،‬وكان يف‬ ‫مقدمة املخرجني الطليعيني الذي ياعاربون عان آرائاهام يف‬ ‫القضايا الساخنة‪ ،‬ويدلون ببيانات حولهاا أو تضاماياناهاا يف‬ ‫أعاملهم الفنية‪ .‬وقد تجلت مواقفه السياسية باوضاوح عاناد‬ ‫اندالع ثورة الطلبة يف مايو ‪ 1261‬حاياث كاان يف ماقادماة‬ ‫املتظاهرين‪ ،‬كام ظل وراء الاكااماريا يساجال باحاامس ساري‬ ‫االحتجاجات الطالبية والعاملية باإلضافة إىل أحداث الشاغاب‬ ‫التي رافقتها‪.‬‬ ‫وكانت لغودار اتصاالت عديدة مع املاركساياني والاطاالب‬ ‫املاويني يف ذلك الوقت‪ ،‬وعندما عاد من رحلة إىل كوبا‪ ،‬كانات‬ ‫أغلب نقاشاته تدور حول "الثورة العاملاياة"‪ .‬وخاالل ناهااياة‬ ‫الستينات بدأ اهتاممه ينصب عىل األيديولوجية املاوية‪ ،‬فانتج‬ ‫وأجرج مجموعة من األفالم القصرية عرض عربها وجهة ناظاره‬ ‫السياسية‪ .‬ويف هذه الفرتة سافر كثريا ً‪ ،‬وصاور الاعادياد مان‬ ‫األفالم بعضها مل يكتمل ومل يعرض‪ .‬وبقيت أفالمه كذلك حتاى‬ ‫عام ‪.1210‬‬ ‫يف ‪ 1261‬كان قد تزوج من املمثلة الدمناركية آنا كاارياناا‪،‬‬ ‫وأسس معها رشكة إلنتاج األفالم ما مكنه من اخاراج أفاالماه‬ ‫بعيدا ً عن رشوط رشكات االنتاج ومتاطالابااتاهاا‪ ،‬وكاانات يف‬ ‫غالبيتها أفالما سياسية‪ ،‬ومن بني هذه األفالم فيلم (الاجانادي‬ ‫الصغري) عن حرب التحرير الجزائرية وفيه حاول التعباري عان‬ ‫الواقع املعقد للعالقة بني فرنسا والجزائر دون التاحاياز لارأي‬ ‫ايديولوجي معني‪.‬‬ ‫يف استطالع أجرته مجلة ‪ Site & Sound‬عام ‪ ،2002‬حصل‬ ‫غودار عىل ثالث أشهر صانع أفالم يف تاريخ السينام‪.‬‬

‫مبدعون يف الذاكرة‬ ‫‪‬‬

‫الموسيقار سالم حسين األمير ‪:‬‬

‫• اخر الحاني كانت انشودة لبغداد ويومها الخالد‬

‫رافقني مشكورا يف هذه الزيارة وسهل عيل مهماة الاوصاول‬ ‫ملحل سكن الفنان سامل حسني ‪.‬‬

‫حاوره في دمشق – علي ناصر الكناني‬ ‫_ يعد الفنان الراحل عازف القانون املعاروف واملالاحان‬ ‫املبدع املوسيقار سامل حسني االمري واحدا من مبدعي العاراق‬ ‫االوائل والرواد يف عامل املوسيقى والغناء ‪ ،‬حتى عد امريا لها ‪،‬‬ ‫ملا حققه من انجازات فنية رائدة ومتميزة يف هذا املاجاال ‪،‬‬ ‫اىل جانب امكاناته االبداعية االخارى يف ماجاال الاباحاث‬ ‫والتدريس ونظم القصائد الغنائية التي قاام باادائاهاا ابارز‬ ‫املطربني واملطربات العراقيني والعرب عاىل مادى ساناوات‬ ‫طوال ونالت شهرة واسعة يف عاامل الاغانااء واملاوساياقاى‬ ‫الرشقية ‪.‬‬

‫* لقد تحدث يل انذاك هذا املبدع الثامنيني عن ارثاه‬ ‫وتراثه الفني الرائع الذي متتد حصيلته كام يقول هو لسبعني‬ ‫عاما من عمره وحياته وعن عشقه الالمحدود للماوساياقاى‬ ‫والغناء العريب والعراقي االصيل منذ طفولته وسنوات العمار‬ ‫االول ‪.‬‬ ‫• المحطة الاولى‪..‬‬

‫* سالته ان تكون محطاتاناا االوىل يف هاذه الارحالاة‬ ‫االستذكارية املمتعة والشيقة هاي الاتاعارف عاىل ماالماح‬ ‫البدايات االوىل من مسريته الفنية وحياته وعاماره املادياد‬ ‫الذي ميتد لخمسة ومثانني عاما ‪..‬‬

‫* كان الفاناان االماري‬ ‫حني التقيته قبل سنوات يف * شـهـدت بـغـداد الـنـهـاـة الـغـنـائـيـة فقال ‪ :‬وان كان الفناان ال ياقااس‬ ‫احدى ضواحي الاعااصاماة عام‪ 5223‬بعد تسجيل االس وانات‪.‬‬ ‫بعمره الزمني وامنا بحجم عاطاائاه‬ ‫السورية دمشاق وتساماى‬ ‫الفني واالبداعي ‪ ..‬فانني من مواليد‬ ‫باه‬ ‫اللقاء‬ ‫فرصة‬ ‫الفرتة‬ ‫تلك‬ ‫خالل‬ ‫قدسية ‪ ،‬حيث سنحت يل‬ ‫شتاء عام ‪ 1223‬يف قضاء سوق الشيوخ يف مدينة الاناارصياة‬ ‫اثناء زياريت االخرية لسوريا ‪ ،‬فام ان وصلنا اىل الشقاة الاتاي والتي كانت ضمن لواء املنتفك حيث امضايات طافاولاتاي‬ ‫يسكنها حتى استقبلنا وابنته السيدة الفاضلة سوسان الاتاي وصباي هناك ‪ ،‬وقد كنت انذاك دائم الرتدد عاىل ماناطاقاة‬ ‫تعيش معه برتحاب كبري ينم عن دماثة خلقه الجنويب الرفيع ريفية جميلة تابعة للقضاء تسمى العكيكة ‪ ،‬كاناا ناذهاب‬ ‫وعراقيته الحميمة ‪ ،‬ولعيل هنا اديان باالافاضال لالازمايال اليها بواسطة زوارق صغرية ممتعة تسمى ( املشاحاوف) و‬ ‫الصحفي االستاذ عكاب سامل الطاهر صديق العاائالاة الاذي (الجليكة) و (الكعد) ‪.‬‬ ‫‪19‬‬

‫فنون‬

‫مجلة ضفاف‬

‫حاوره في دمشـق –‬ ‫علي ناصر الكناني‬ ‫اغاين ام كلثوم وعبد الوهاب من االسطوانات وحاولات اكارث‬ ‫من مرة ان اجرب العزف عىل العود اال انني باحاكام كاوين‬ ‫كنت ما ازال صغريا يف السن كان ثقياال وحاجاماه كاباري ال‬ ‫ميكنني السيطرة عليه ‪.‬‬ ‫فجلب يل اخي الة موسيقية هارمونيك صغرية يعزف باهاا‬ ‫بواسطة تحريكها بالفم تسمى الفيفرا ‪ ،‬وكان اخاي الاكاباري‬ ‫شاعرا وموسيقيا جيدا وملام باالدب والفن‬

‫وبعد وفاة والدي عام ‪ 1223‬وهي الفرتة التي اكمل فياهاا‬ ‫اخي االكرب مني سنا دراسته يف دار املاعالاماني يف باغاداد ‪،‬‬ ‫واتذكر انني ذهبت مع عائلتي الستقباله يف محطة اور الاتاي‬ ‫كان يتوقف فيها ليال القطار الذاهب اىل الابارصاة فالافات‬ ‫انتباهي شيئا غريب الشكل مغطى يف كيس من القديفة كان‬ ‫يحمله يف يده ومل اجرؤ لحظتها عىل ان اسأل اخي عن ذلاك‬ ‫اللغز ويف مساء اليوم التايل ذهاب اخاي اىل احاد باياوت‬ ‫اصدقائه وكان يعمل طبيبا واصطحب معه ذلك الشئ وباعاد‬ ‫‪*.‬اللقاء الاول بحضيري ابو عزيز ‪..‬‬ ‫لحظات تبعته اىل ذلك البيت فأخذت اسرتق النظر والساماع‬ ‫صاوت‬ ‫من وراء سياج الحديقة القصبي واذا يب اساتاماع اىل‬ ‫و يف عام ‪ 1232‬حرضت احدى الحفالت الشعبية يف ساوق‬ ‫عزف موسيقي جميل من تلاك االلاة الاتاي‬ ‫الشيوخ واستمعات‬ ‫تتويـ‬ ‫عيد‬ ‫في‬ ‫بدأت‬ ‫بالقبانجي‬ ‫عالقتي‬ ‫•‬ ‫جلبها معه اخي الكباري ولاكان نابااح احاد‬ ‫فياهاا لالاماطارب‬ ‫والشاعر مال شاناني‬ ‫الكالب هناك واقرتابه مني قطع عيل لحظات الملك فيصل الثاني على العراق‪.‬‬ ‫االستمتاع باملوسيقى فوليت هارباا بااتاجااه‬ ‫واملااااال جااااادر‬ ‫منزلنا يجتاحني شعور غريب يدفعه الفضول‬ ‫وصااادف وجااود‬ ‫بأن اسأل اخي عن هذه االلة وارسارها ‪ .‬فأنتهازت يف الاياوم احد االشخاص وكان يرتدي زي الرشاطاة وياحامال يف ياده‬ ‫الثاين فرصة قيام اخي بالعزف عليها فأخاربين اناهاا تساماى بندقية فجلس يف الصف االمامي بعد ان وضاع بانادقاياتاه‬ ‫العود وقد درس وتعلم العزف عليها خالل وجوده يف بغداد ‪ .‬وسدارته اىل جانبه وبدأ يغني بصوت جهوري جميل يف اغنية‬ ‫ثم اخرج لحظتها آلة اخرى من حقيبة كبرية سوداء جلبها كان مطلعها عىل ما اذكر ‪:‬‬ ‫معه ايضا واذا بها كام اخربين هاو جاهااز الاكاراماوفاون او‬ ‫"ال طاير وال حاط خالين احومي"‬ ‫(صندوق اليغني) وقد وضع فيه اسطوانة الم كلثوم وكاانات‬ ‫فعرفت فيام بعد انه املطرب الريفي حضريي اباو عازياز‬ ‫االغنية عىل ما اذكر (مايل فتنت بلحظك الفتااك) ومل تاكان الذي اشتهر باجادته لطور الحياوي ‪.‬‬ ‫سوق الشيوخ تعرف الكهرباء بعد النها وصالات الاياهاا يف‬ ‫واود ان اشري هنا اىل ان اول اسطوانة ظهرت كانت لرشكة‬ ‫الثالثينات ‪.‬‬ ‫نعيم ‪ ،‬تعود للمطربة مسعودة العامرتيل والتي تطلاق عاىل‬ ‫فحفظت اغلب اغنيات ام كلثوم وعبد الوهاب والشاياخ نفسها اسم (مسعود العامرتيل) وهي اغنية (سودة اشلهااين)‬ ‫سالمة حجازي وانا ما زلت صغريا يف السن ‪.‬‬ ‫والتي غناها ايضا املطرب نارص حكيم ‪.‬‬ ‫اضافة اىل استامعي اىل اسطوانات مطربني عراقاياني مان‬ ‫وهنا اود ان اذكر ان هذه املهرجانات الغنائية التي كانت‬ ‫بينهم نارص حكيم وحضريي ابو عزيز ‪.‬‬ ‫تقام يف سوق الشيوخ انذاك كانت تقام يف اوقاات وماوسام‬ ‫ويف عام ‪ 1222‬دخلت املدرسة االبتدائية يف الصاف االول جني التمور وكبسها ‪ ،‬وهي مشابهة ملا يقام يف مدينة تستاور‬ ‫يف مدرسة سوق الشيوخ ‪ ،‬وكنت انا واخي االصغر مني داوود يف االندلس اضافة اىل اوجه التشابه بينها وبني مديناة ساوق‬ ‫منتلك صوتا جميال يف قراءة االناشيد والتي كاان ماعاظاماهاا الشيوخ من حيث االبنية والطراز البنايئ ملعاملها ‪.‬‬ ‫تركية ومل تكن جميلة يف حينها ولكني كنت ارص عىل حافاظ‬ ‫العدد ‪35‬ـــ ايلول‪ /‬سيتمبر ‪2222‬‬

‫‪21‬‬

‫• ملامح النهضة الغنائية ‪:‬‬

‫يف عام ‪ 1252‬بدأت مالمح النهضة الغنائية تاظاهار‬ ‫عىل الساحة الفنية من خالل تسجيل االسطوانات باأصاوات‬ ‫املطربني الرواد والذين من بينهم محمد القبااناجاي وناارص‬ ‫حكيم ومسعود العامرتيل ‪ ،‬ثم اعقبهم حضريي اباو عازياز‬ ‫وداخل حسن واملونولوج الاذي اداه املاطارب ماال عاباد‬ ‫الصاحب الذي يعد من اوائل املطربني الذين قادماوا هاذا‬ ‫اللون من الغناء ‪.‬‬ ‫ويف عام ‪ 1233‬ظهرت اسطوانة لسليمة مراد الغاناياتاهاا‬ ‫املشهورة "كولوله مبي لوله" والتي نالت حاظاا وافارا مان‬ ‫الشهرة واعجاب الناس انذاك ‪،‬بها فقد استبدلت يومها هاذه‬ ‫االسطوانة مع احد معاريف مقابل اعطاايئ اساطاواناتاني الم‬ ‫كلثوم وايب العال لكوين كنت اميل انذاك اىل الغناء املرصاي ‪،‬‬ ‫وكنت يومذاك ما ازال يف مرحلة الدراسة االبتدائية ‪.‬‬ ‫ويف عام ‪ 1234‬بدأت بنظم وكتابة الشاعار وتالاحاياناه‬ ‫فأعجب بذلك معلم النشيد وشجعني عىل ذلك وقد اعاتارب‬ ‫ما نظمته ولحنته نشيدا خاصا باملدرسة ‪.‬‬ ‫• المحطة الثانية بأتجاه بغداد ‪:‬‬

‫* يف عام ‪ 1236‬سافرنا اىل بغداد باطالاب مان اخاي‬ ‫الكبري الذي تم تعيينه كمدرس يف املدرساة الاجاعافارياة ‪،‬‬ ‫وقررت اداء االمتحانات للمرحلة املتوسطة بصفة خارجي ‪.‬‬ ‫ويف عام ‪ 1231‬كان يقام يف بيتنا ببغداد مساء كال ياوم‬ ‫خميس مجلس اديب وثقايف يحرضه العديد من الشخصاياات‬ ‫االدبية والثقافية من بينهم الشاعر الكبري ماحاماد ماهادي‬ ‫الجواهري ومحمود الحبويب وصادق املالئكة والد الشااعارة‬ ‫نازك وصادق االعرجي وعبد الرحمن البنا وماحاماد حساني‬ ‫الشبيبي وعبد الغني الجرجفجي الذي كان مديرا للماعاارف‬ ‫يف بغداد ‪.‬‬ ‫ويواصل االمري حديثه قائال ‪ :‬كنت اذهب يف يوم الجمعة‬ ‫اىل بيت الشيخ محمد رضا الشبيبي لحضور مجلاساه الاذي‬ ‫كان يحرضه العديد من الشعراء واالدباء من بينهام الشاياخ‬ ‫محمد عيل اليعقويب وحسني الشعرباف الاذي اساس هاو‬ ‫االخر مجلسا ادبيا خاصا به ‪ ،‬فكنت احفظ الشعر الذي كان‬ ‫يلقيه الشيخ اليعقويب ‪ ،‬كام كان يحرض هذا املجالاس ايضاا‬ ‫االديب الكبري جعفر الخلييل وعبد الهادي الدفرتي ‪.‬‬ ‫• الدخول الى معهد الفنون الجميلة ‪:‬‬

‫* ويف عام ‪ 1245‬وبعد ان انهيت الدراسة املاتاوساطاة‬ ‫بنجاحي يف االمتحان الخارجي دخلت معهد الفنون الجميلاة‬ ‫وكان معي من الطالب سلامن شكر وجميال بشاري وغاانام‬ ‫حداد ومنري بشري الذين صاروا فاياام باعاد مان عااملاقاة‬ ‫املوسيقى يف العراق ‪ ،‬اما من ابرز اساتاذيت فاكاان شاخاص‬ ‫يدعى نوبار وهو من اصل تريك وكان مع القصبجي وسااماي‬ ‫شوا يف مرص ولديه اسطوانات معهم اما مدرس الناي فاكاان‬ ‫الشيخ عيل الدرويش من سوريا ‪ ،‬وقد كان اسم املاعاهاد يف‬ ‫الثالثينيات (معهد املوسيقى) وكان عميده الرشياف ماحاي‬ ‫الدين حيدر ‪ ،‬والذي درست العود عىل يد احد طالبه ‪.‬‬ ‫ويف عام ‪ 1245‬تم افتتاح فرع (للقانون) فدخالات فاياه‬ ‫‪21‬‬

‫واكملت منهاج الست سنوات وهي مدة الدراسة فيه بسناة‬ ‫واحدة ‪.‬‬ ‫ويف عام ‪ 1243‬تم افتتاح دورة يف ماعاهاد الافاناون يف‬ ‫السليامنية ‪ ،‬فرشحت للتدريس هنالك وكان ماعاي فانااناني‬ ‫اخرين ومنهم غانم حداد وجميل بشري واسامعيل الشيخايل‬ ‫لتدريس الرسم ‪.‬‬ ‫ويف عام ‪ 1241‬درست البيانو اضافة اىل القانون عىل ياد‬ ‫االستاذة بياتريس اوهانيسيان‪ ،‬وكان ماعاي مان الاطالاباة‬ ‫الفنانني رضا عيل ومحمد كريم ‪ ،‬وبعد ان اكملت الادراساة‬ ‫يف البيانو بنفس العام وبأمتياز قمت بتحويل نوتات البيااناو‬ ‫اىل القانون ‪ ،‬عىل الرغم من انني اصطدمت الكرث مان مارة‬ ‫مع مدرس القانون النه يرى خالف ذلك ‪ ،‬وباذلات جاهاودا‬ ‫كبرية ليك امتيز واتفوق يف العزف عىل القانون مساتاخادماا‬ ‫اربعة ريش وليست اثنتان كام هو املعتاد ‪.‬‬ ‫ويف اواسط االربعينيات متكانات مان تاأساياس فارقاة‬ ‫موسيقية ضمن رشكة سومر السينامئية‪ ،‬وكان من اعضاائاهاا‬ ‫عبد الرحمن توفيق الذي صار فيام بعد مان قاراء الاقاران‬ ‫الكريم املعروفني ‪.‬‬ ‫• الدخول الى الاذاعة ‪:‬‬

‫* ويف عام ‪ 1243‬دخلت االذاعة كعازف مقابال اجاور‬ ‫شهرية مقدارها اربعة دنانري ونصف ‪.‬‬ ‫وانا اول من عزف يف التلفزيون عام ‪ 1254‬عندما قاامات‬ ‫بتأسيسه رشكة باي يف املعرض ويف عام ‪ 1256‬تام تاأساياس‬ ‫ستوديو خاص بتلفزيون بغداد ‪ ،‬فاكانات اقادم حافاالت‬ ‫موسيقية عىل الهواء مبارشة ‪.‬‬ ‫• اول مشاركة عاملية ولقاء عبد الوهاب ‪:‬‬ ‫ويف عام ‪ 1252‬سافرت اىل فيينا للمشاركة يف اول حافالاة‬ ‫عاملية تقام خارج العراق وكان معي الفنان الكبري منري بشاري‬ ‫وقد ارتديت اللباس العريب وقد اكتضت قااعاة االحاتافاال‬ ‫بالحضور الكبري مام جعلني ارتبك يف اول االمار فاقامات‬ ‫بتقديم معزوفتني احداها للموسيقار العاملي بيتهوفان ماام‬ ‫اثار اعجاب ودهشة الحضور وقد تعاىل الاتاصافاياق خاالل‬ ‫العزف ملرات عديدة ‪.‬‬ ‫وقد حصلت عىل الجائزة االوىل وهي الة موسيقية قدمية‬ ‫ولكنها كبرية الحجم ولصعوبة حملها معي اهديتها اىل احاد‬ ‫املعاهد هناك ‪.‬‬ ‫ويف نفس العام التقيت انا والفنان الكبري جامايال بشاري‬ ‫الذي كان اليجارى يف العزف عىل العود باالافاناان الاعاريب‬ ‫وموسيقار الجيل محمد عبد الوهاب بعد ان طلب مقابلتاناا‬ ‫واسمعناه بعضا من معزوفاتنا والحاننا فابدى اعجابه الكباري‬ ‫بنا ‪.‬‬ ‫• العلاقة بالقبانجي واللحن الذي لم يغنيه ناظم الغزالي ‪:‬‬

‫* ويستطرد الفنان الرائاد ساامل حساني يف جادياث‬ ‫الذكريات لريوي لنا جانبا منها بقوله ‪:‬‬ ‫كانت تربطني عالقة وثيقة جدا برائد املقام الفنان الكبري‬ ‫املرحوم محمد القبانجي والذي بدأت معرفتي وصداقتي باه‬ ‫خالل حضورنا حفل تتويج امللك فيصل الثاين والذي خااللاه‬

‫مجلة ضفاف‬

‫فنون‬

‫تم منح القبانجي وسام الدولة الخااص تاقاديارا لاجاهاوده‬ ‫ومكانته الفنية كام كنت استمع ايضاا اىل املاطارب حسان‬ ‫خيوكه وهو يغني مقام الرست وهنا الباد ان اشاري اىل ان‬ ‫هناك عازفني موسيقيني معاروفاني كاان لاهام الافاضال يف‬ ‫املحافظة عىل املوسيقى والرتاث املوسيقي يف العاراق اناذاك‬ ‫ومنهم صالح الكويتي وداوود الكويتي واللاذيان جااءا مان‬ ‫املحمرة وسكنا بغداد ‪.‬‬ ‫وعىل الرغم من عالقتي وصداقتي القدمية بالفنان الراحل‬ ‫ناظم الغزايل اال انني مل اقدم له من الحاين رغم اعجايب الكبري‬ ‫بصوته ويف اخر فرتة قدمت لحنا جميال له ليغاناياه بصاوتاه‬ ‫وقبل موعد التسجيل بيوم واحد فارق رحمه الالاه الاحايااة‬ ‫وبعد مدة من الزمن غنته املطربة العراقية املعروفة خاالادة‬ ‫بصوتها‪.‬‬ ‫* ثم قلت له ومن من املطربني العراقيني والعارب قاد‬ ‫غنى الحانك؟ فاجاب قائال‪:‬‬ ‫ لقد نظمت العديد من االغنيات ولحناتاهاا وقادماتاهاا‬‫للعديد من املطربات العراقيات ومنهن صباياحاة اباراهايام‬ ‫ومائدة نزهت ومليعة توفيق وسليمة مراد وخالدة ونارجاس‬ ‫شوقي واخريات ومن املطربني واملطربات العرب فقد غاناى‬ ‫يل وديع الصايف وسعاد محمد وفائدة كامل واسامعيل شباناة‬ ‫شقيق املطرب عبدالحليم حافظ وقد غنى يل االغنية الشهرية‬ ‫(النارصية) ولعل من الغريب ان اذكر هنا انني عىل الارغام‬ ‫من عالقتي الوطيدة والوثيقة ببعض املطربني واملطارباات ال‬ ‫انني مل اقدم لهم الحاين رغم اعجايب بااصاواتاهام ولارمباا مل‬ ‫يحالفنا الحظ يف ذلك ومن هؤالء املارحاوم نااظام الاغازايل‬ ‫وفائزة احمد وعفيفة اسكندر واملطربة راوياة الاتاي كانات‬ ‫اعشق صوتها وكذلك رضا عيل كام قمت بوضع املاوساياقاى‬ ‫العدد ‪35‬ـــ ايلول‪ /‬سيتمبر ‪2222‬‬

‫التصويرية لبعض االفالم السينامئية واملسالاساالت االذاعاياة‬ ‫والتلفزيونية ‪.‬‬ ‫ويف عام ‪ 1213‬احال نفسه عىل التقاعد بعاد ان تاخارج‬ ‫عىل يديه الكثري من الفنانني املوسيقيني لاياعامال باعادهاا‬ ‫مستشارا فنيا يف معهد الدراسات املوسيقياة وبايات املاقاام‬ ‫العراقي وخبريا يف وزارة الثقافة واالعالم سابقا ‪.‬‬ ‫•‬

‫مسك الختام ‪:‬‬

‫ويف ختام اللقاء سألته ان يحدثني عن اخر اعامله الفناياة‬ ‫التي قدمها اىل بغداد يف يومها فقال‪:‬‬ ‫لقد اعددت لبغداد الحبيبة انشودة رائعة هي ابيات مان‬ ‫قصيدة نظمها العالمة والشاعر الكبري الدكتور مصطفى جامل‬ ‫الدين رحمه الله ولحنتها وقدمتها بصوت املطربة الساورياة‬ ‫املبدعة فاتن صيداوي ومطلعها يقول ‪:‬‬ ‫بغداد ما اشتبكت عليك االعرص‬ ‫اال ذوت ووريق وجهك اخرض‬

‫لقد حرضتُ ملهرجان الزهور العاملي الاذي احاتاضاناتاه‬ ‫عاصمتنا العزيزة بغداد التي هي يف سويداء القلاب والاروح‬ ‫والتي ستبقى كام كانت سابقا شااماخاة ال ياداين عالاوهاا‬ ‫وكربيائها شئ النها ستظل ابدا عاصمة لالاحاضاارة واالباداع‬ ‫والرقي ومنارا ً للثقافة والفن وهي تستحق منا جميعا الكاثاري‬ ‫الكثري ‪..‬‬ ‫حاوره في دمشق علي الكناني‬ ‫‪22‬‬

‫أدب‬

‫— شعر وقص‬

‫ــ أسرار الحكواتي‬

‫‪ -‬جدلية اتالريخ واألدب في النص الروائي‬

‫ـــ رحيل شاعر‬

‫‪23‬‬

‫مجلة ضفاف‬

‫أدب‬

‫بغداد‬ ‫سعاد نعيم‬ ‫ح ٌمل أنت أو ُ‬ ‫بعض خط ٍو من منام‬ ‫وكبوذي ٍة أزاول الاليشء فيك ابنعزال‬ ‫وحدي أجترع حمكة التجربة املتأخرة‬ ‫أضيق مبسارات حنني‬ ‫بزه ٍو انتصار نبضايت فيك‬ ‫بغداد‪....‬‬ ‫صوتك ايتيين من بعيد‬ ‫يعبث يف س نيين املغادرة‬ ‫ويثقل خطاايي!!‬ ‫لك يش تركته يناديك‬ ‫ويعذبين صداك !!‬ ‫أحبث عنك‬ ‫أراك يف عيون الفجر‬ ‫امسعك يف مآذن وكنائس‬ ‫الصباح واملساء‬ ‫وعندما يلوح عطرك‬ ‫مع عطري‬ ‫العدد ‪35‬ـــ ايلول‪ /‬سيتمبر ‪2222‬‬

‫يقلقين الفراق‬ ‫ويزداد إليك حنيين‬ ‫لقطف مثار‬ ‫ااتمل بعينيك غدي‬ ‫وراحئة قهويت‬ ‫تش تاق إىل شفتيك‬ ‫غربيت طالت ورماد ساكئري‬ ‫يتطاير مع اذلكرايت‬ ‫اكتب اشتيايق‬ ‫وأحدق يف مساحة هنضتك‬ ‫لتبقني اي بغداد أنت‬ ‫ويزدهر جفرك يف الرشق والغرب‬ ‫لحمل بلقاء جديد‬ ‫‪24‬‬

‫في آخر النهار‬ ‫يف أٓخر الهنار‬ ‫أخذ الصبية ألعاهبم‬ ‫وأنزلوا الس تارة عىل عورة البيوت‪.‬‬ ‫يف أٓخر الهنار‬ ‫رأينا القمر يطلع من خمبئه‬ ‫ويعلو ويعلو لكنه‬ ‫أجاصة اتلفة‪.‬‬ ‫يف أٓخر الهنار‬ ‫مللمت القطط صغارها من الشوارع‬ ‫لتفرغ املاكن للالكب‪.‬‬ ‫يف أٓخر الهنار‬ ‫مل يعد لنا متسع من الوقت‬ ‫لنصطاد ما تبقى من حبال الضياء‬ ‫أو نقود الفراشات إىل بيتنا‪.‬‬ ‫يف أٓخر الهنار‬ ‫تساوت الظالل‬ ‫فهرعنا جنمع خطاان الهاربة‬ ‫أن هل ّمي‬ ‫فالغرابء يتاكثرون يف الليل‬ ‫واذلين يضلون ال مأوى هلم‬

‫سهيل نجم‬

‫سوى العراء‪.‬‬ ‫يف أٓخر الهنار‬ ‫س تجيء هواجس الوحشة‬ ‫حامةل مواعيد يدقها البد‬ ‫يف أحالمنا‪.‬‬ ‫يف أٓخر الهنار‬ ‫تعبت الربوج من ذروق الطيور‬ ‫ومل تنجدها السحب العابرة‪.‬‬ ‫‪..................‬‬ ‫‪.................‬‬ ‫يف أٓخر الهنار‬ ‫س هنمس للخفافيش‬ ‫خذي لك هذا الليل‪،‬‬ ‫ولك ما مر بأيدينا وأبصاران‬ ‫س نكتفي بضياء جنمة بعيدة‬ ‫يسحر أرواحنا نورها‬ ‫فننام‪.‬‬ ‫‪25‬‬

‫مجلة ضفاف‬

‫أدب‬

‫( تمتَمةُ عِشقٍ )‬ ‫* زهراء الهاشمي‬

‫يأُّيه ا امل ُ ِّّ‬ ‫توسدُ‬ ‫بني ال ِّ‬ ‫نبض والوريد‬ ‫َ‬ ‫نت ِّ‬ ‫اي َمن ُك َ‬ ‫مبقاس أحاليم‬ ‫اي توأ َم القمر‬ ‫أُّيه ا ُ‬ ‫النازف وسامة‬ ‫واملُيض ُء ابلرتاف ِّة‬ ‫سل الرجو ِّل‬ ‫وأ ٓ ِّخ ِّر ُر ِّ‬ ‫نبوءات ِّ‬ ‫و ِّ‬ ‫الضياء‬ ‫تعا َل‪...‬‬ ‫نعتكف يف معب ِّد احلرف‬ ‫ونزنف أوجاعَنا‬ ‫كؤوس نا ِّعشقا‬ ‫ومن ْأل َ‬ ‫وحن ِّتس هيا‬ ‫تعا َل يك ن ُطف َئ جذو َة‬ ‫الاشتياق‬ ‫لنزن َع الابتسام َة الباهت َة‬ ‫اليت ُصلبت عىل ِّ‬ ‫الشفا ِّه‬ ‫ندفن َج َ‬ ‫دَث الحزان‬ ‫و َ‬ ‫العدد ‪35‬ـــ ايلول‪ /‬سيتمبر ‪2222‬‬

‫ننرث حضاكتِّنا حبج ِّم‬ ‫و َ‬ ‫اللهفة‬ ‫ابلعشق قليب‬ ‫ُمت َخ ٌم‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫َيين ه‬ ‫رساالت‬ ‫لك‬ ‫ويف ع َّ‬ ‫احل َنني‬ ‫احلب‬ ‫ُمفذ عصو ِّر ِّ ّ‬ ‫ا ُلوىل‬ ‫حني أرش َ‬ ‫قت‬ ‫َ‬ ‫عىل ظال ِّم الروح‬ ‫أٓ ُ‬ ‫منت َبك‪...‬‬ ‫للقلب‬ ‫وأعلن ُت َك أمريا ِّ‬ ‫تعال‪...‬‬

‫‪26‬‬

‫يوم األحد‬ ‫* آية مازن الصوفي‬

‫أتدري‬ ‫مك أكره الحد‬ ‫خيطف فرحيت‬ ‫يغتصب أنيس‬ ‫يرتكين بال أحد‬ ‫يببقيين بليدة‬ ‫فوق منضدة اخليبة‬ ‫يغتالين الوقت‬ ‫حيرشين يف خزينة الساعات‬ ‫اقلب ساعة الرمل‬ ‫اسقط مهنا حبة بعد حبة‬ ‫الشلك مين يوىمء بال صوت الحد‬ ‫اس تقبل حزين‬ ‫باكمل أانقيت‬ ‫للقاء الحد‬ ‫وأقطع بؤيس ابلشوكة والسكني‬ ‫وأرتشف الىس‬ ‫بكس من الصمود‬ ‫واس بح يف حبر الصدى‬ ‫بوتر أبمك‬

‫وصوت بال نغم‬ ‫أحيك من الفراغ مقيصا‬ ‫وأقص الصمت بأغنية ابهتة‬ ‫لعلها حترك الشجن‬ ‫احفر املدى بأظافر‬ ‫قطعت أصابعها‬ ‫وضاعت حيلهتا‬ ‫ال وجود لها يف زمحة الرساب‬ ‫وسؤال لرزانمة علقت عىل جدار العمر‬ ‫مىت ينهتيي اأالحد؟‬ ‫ليت اأالسابيع لكها بال يوم اأالحد‬

‫‪27‬‬

‫أدب‬

‫مجلة ضفاف‬

‫ثالثية " عزف على أوتار الرغبة "‬

‫كؤوس الليل‬

‫* خيرة الساكت من تونس‬

‫* عالء سعود الدليمي‬

‫(ق ق ج )‬

‫تس ّوس رضيس‪ .‬عصافات يب اآلالم ‪.‬راجاعات‬ ‫الطبيب‪ .‬ابتسم مشريا إىل وجوب التخلّص منه ‪.‬‬ ‫‪.‬ظل يضغط حتى اخرتقت‬ ‫غرز آلة حا ّدة يف لثّتي ّ‬ ‫كامل جسمي ‪.‬استخرج قطعة لحم كابارية ‪.‬قاال‬ ‫بارتياح ‪ : -‬ج ّيد ! أنت بدون قلب اآلن‬ ‫( مت ّرد )‬ ‫الحي بأكمله‪ .‬قبل‬ ‫ملحته كشعاع شمس اخرتق ّ‬ ‫أن أتّخذ ظلّه خيمة و أنام عىل أنغام ضحكتاه ‪.‬‬ ‫رحت برسعة أق ّيد قلبي و أوثّقه ج ّيدا ‪.‬أغارقات‬ ‫عقيل يف قدر الطعام مطمئنة إىل الهادوء الاذي‬ ‫يل ‪ .‬تأكدت من انتصاري عىل نفيس ملاا‬ ‫يسيطر ع ّ‬ ‫خفق قلبي مم ّزقا كل القيود‬ ‫(جرمية رشف)‬ ‫عيني‪ .‬طاف حاويل ماحادثاا‬ ‫أطال النظر يف ّ‬ ‫رياحا من الشك و الريبة ‪. -‬يا خائاناة ! جازاؤك‬ ‫القتل ! سأغسل رشيف ! رفع السكّني عاليا حاتاى‬ ‫تكون الطعنة قاتلة ‪.‬دون أن أرصخ أو أرتاعاب‬ ‫ورقي لاياماساح أحامار‬ ‫مددت يدي له مبنديل ّ‬ ‫الشّ فاه العالق عىل رقبته‪...‬‬

‫تقف عىل مسافة نبض تحمل جمر‬ ‫الشوق تتقلب يف لهيبها مشاعر متقدة‬ ‫عطىش لشفاه الورد لعلها تطفئ جذوة‬ ‫اللهفة املستعرة بااقعر الكأس! رغبة عارمة‬ ‫ترتشف كؤوس الليل باانكهة أنثى غارقة‬ ‫رسة‬ ‫بنشوة البوح متارس غوايتها فوق أ َّ‬ ‫الشغف بااآني ِة السكر‪ ،‬تلوي عنق الرغبة‪،‬‬ ‫متضغ جنح النشوة بلسان فصيح حتى تبتل‬ ‫اللغة بريق امرأة مل تبلغ الحلم لتكون أشهى‬ ‫من فاكهة الصيف عند إنتصاف الشتاء‬ ‫ِ‬ ‫قربك ثورة دفء‬ ‫تلوكها أسنا ُن مشتاقر ‪،‬‬ ‫تخلع ثياب الربد ثوبًا ثوبًا لنغفو عرا ًة يف‬ ‫هزمت خجيل‬ ‫حرضة الحب! ال عجب إ ْن‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫أرضك الخصبة آخر هلوسايت‬ ‫ألكتب عىل‬ ‫شفاهك آثار قباليت اعل ُم ِ‬ ‫ِ‬ ‫إنك‬ ‫وأدون فوق‬ ‫ناضج ٌة مبا يكفي إلحتامل حامقايت‪.‬‬ ‫العدد ‪35‬ـــ ايلول‪ /‬سيتمبر ‪2222‬‬

‫‪28‬‬

‫حيلة المحامي‬

‫* حسن الموسوي ‪ /‬العراق‬ ‫ضجت قاعة املحكمة بأصوات الحارضين الذين انقسموا بني مؤيد بارباءة‬ ‫املتهم القابع خلف القضبان يف قضية مقتل زوجته و بني معارض لها ‪.‬‬ ‫كانت كل الدالئل التي قدمها اإل‘دعاء العام كافية إلنزال اق العاقاوباة‬ ‫باملتهم ‪ ،‬فهو الوحيد الذي كان يف الشقة مع زوجته يف ذلاك الاوقات مان‬ ‫النهار و عىل خالف دائم معها ‪ ،‬و آخر من تكلم معها ‪ ،‬و شهاادة الاجاريان‬ ‫الذين اكدوا جميعهم بأن اصوات عالية كانت تصدر مان الشاقاة ناتاياجاة‬ ‫مشاجرة عنيفة حدثت بني الزوجني ‪.‬‬ ‫لكن اليشء الوحيد الذي مل يتمكن اإلدعاء العام من معرفته هاو ماكاان‬ ‫وجود الجثة ‪ ،‬عىل الرغم من استخدام مكتب مكافحة اإلجرام كل أدوات البطش و التنكيل من أجل انتزاع اعرتافات املتهام و‬ ‫لهذا اصبح رس إختفاء الجثة من األحجيات التي يصعب حلها ‪.‬‬ ‫وحده محامي الدفاع من كان مقتنعا برباءة موكله ‪ ،‬او عىل األقل ال يريد ان يخرس هذه القضية ‪ ،‬تلك القضية التي شكلت‬ ‫عالمة بارزة يف حياته املهنية ‪.‬‬ ‫و كم متنى و هو يتابع جلسات محكمة الجنايات بأن يكون يف يوم من األيام فارسا لتلك الجلسات املثرية ‪.‬‬ ‫يف لحظات من الرتقب و القلق جاء دوره يك يديل بدلوه و يثبت حضوره رغم صعوبة موقف موكله ‪.‬‬ ‫بخطوات واثقة تقدم نحو املنصة ‪ ،‬تطلع يف تلك الوجوه التي بدأت ترمقه و تتعاطف معه ‪.‬‬ ‫يف هذه األثناء شعر املحامي بأن مهمته تبدو مستحيلة ‪ ،‬إال انه كان متمسكا بأمل ضعيف لذلك قرر تنفيذ خطاتاه الاتاي‬ ‫عقد العزم عىل تنفيذها و مهام كلف األمر ‪.‬‬ ‫ا سيدي القايض ‪ ،‬أال تتفق معي بأن اختفاء الجثة ‪ ،‬رغم مرور ثالثة أشهر عىل الحادثة أمر يثري الريبة ‪ ،‬قال املحامي‬ ‫ا و ما الغرابة يف ذلك ‪ ،‬قال القايض و اردف‬ ‫حتام سيعرثون عليها ‪ ،‬ففي نهاية املطاف سوف يدلنا املتهم عىل مكان إخفائها‬ ‫ا حسنا ‪ ،‬ما دامت الجثة غري موجودة ‪ ،‬فجرمية القتل غري موجودة ‪ ،‬ألنه ببساطة نحن امام جرمية مل تارتاكاب و زوجاة‬ ‫موكيل مل تقتل‬ ‫ا و كيف تثبت ذلك ‪ ،‬قال القايض‬ ‫ا حسنا ‪ ،‬انظروا جميعا اىل الباب الرئييس للقاعة ‪ ،‬فالقتيلة املزعومة سوف تدخل اىل قاعة املحكمة‬ ‫للحظات أثارت كلامت املحامي الشاب اللغط يف القاعة و ارتفع الكالم فيام عطف الجميع برؤوسهم جهة باب املحكمة و‬ ‫الكل ميني النفس برؤية القتيلة املزعومة ‪.‬‬ ‫بعد ان تأكد املحامي الشاب من نجاح خطته ‪ ،‬رفع نظارته و وجه كالمه للحضور بكل ثقة‬ ‫ا ايها السادة ان التفاتكم نحو الباب هو دليل عىل عدم قناعتكم بوقوع الجرمية فكيف يحكم القايض عىل قضية مل يقتناع‬ ‫بوقوعها كل من كان يف هذه القاعة ‪.‬‬ ‫انبهر الجميع من ذكاء املحامي و انبهروا اكرث من هذه الحيلة التي استخدمها املحامي الشاب‬ ‫وحده القايض من كان يفكر يف أء آخر لذلك أرص عىل ان املتهم هو القاتل األكيد يف هذه القضية‬ ‫يف رصاعه مع األحداث احتج املحامي عىل إرصار القايض عىل موقفه و صاح بأعىل صوته‬ ‫ا ايها السادة ‪ ،‬لقد إلتفتم جميعا نحو الباب و هذا يدل عىل انكم غري مقتنعني مبقتل زوجة موكيل و كاناتام تاتاوقاعاون‬ ‫دخولها اىل هذه القاعة ‪.‬‬ ‫هنا انربى القايض للمحامي الشاب و قال بنربة ملؤها الثقة‬ ‫ا صحيح اننا جميعا قد إلتفتنا نحو الباب ‪ ،‬و رمبا يكون كالمك صحيحا بإننا غري متأكدين من وقوع الجرمية إال ان الشخص‬ ‫الوحيد الذي مل يلتف صوب باب القاعة هو ؟‬ ‫يف لحظات قلقة توقف القايض عن الكالم فيام انحبست انفاس الجميع‬ ‫ا من هو يا سيادة القايض ‪ ،‬قال املحامي‬ ‫ا انه املتهم و هذا يدل عىل انه كان متأكدا من عدم دخولها‬ ‫ألنه ببساطة قد قتلها بالفعل ‪.‬‬

‫‪29‬‬

‫مجلة ضفاف‬

‫أدب‬

‫ٌَ َ‬ ‫ّ‬ ‫نزيف ِرئوي ‪..‬‬

‫ايها احلصان‬

‫كعْبي‬ ‫* كَامل عبد الحُسين ال َ‬

‫* خالد الوادي‬

‫دى مع تاراتايالِ‬ ‫يف صومعتي القص ّي ِة تتقاط ُر ح ّباتُ الن ٰ‬ ‫ىل طاولتي املعتّق ِة بغبا ِر ماتناثر مان ُهاناا‬ ‫الصبا ِح تنق ُر ع ٰ‬ ‫ىل التأويلِ تف ُّك شفرات‬ ‫و ُهناك تنْ ِس ُل أفكارا ً طين ّي ًة عص ّي ًة ع ٰ‬ ‫ِ‬ ‫تحجب‬ ‫الوجد لوحاتٌ مؤطّر ٌة تحتض ُن العامل ستائ ُر حجريّ ٌة‬ ‫ُ‬ ‫اريس من‬ ‫ىل‬ ‫عنِّي الضجيج أعوا ُد ث ر‬ ‫ِ‬ ‫الدوام كر ُ‬ ‫ُقاب تضطر ُم ع ٰ‬ ‫نو رر ونا رر تقط ُع الطريق ودخا ُن سجائري الذي مياأل أرجااء‬ ‫أتنفس من رئ ِة القلم‬ ‫فضاءآيت املعتم ِة يرس ُم خرائط الضو ِء‬ ‫ُ‬ ‫مت ّوجات الرصي ِر تزي ُد من حرار ِة رأيس وبرود ِة أطرايف أهي ُم‬ ‫ِ‬ ‫فضاءآت الرشو ِد ُ‬ ‫عالق يف‬ ‫أغرق يف بح رر من جام رد‬ ‫يف‬ ‫حريق ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫يحمل أوتاارهاا‬ ‫ُ‬ ‫حنجريت م ْن يط ِفئ ألسنتها امللتهبة !؟ م ْن‬ ‫رشين‬ ‫ىل حبايل الصوت ّي ِة !؟ ياشهقة تبع ُرثين يازفرة تن ُ‬ ‫أنغاما ً ع ٰ‬ ‫رسي افطموين‬ ‫ىل د كّتها املنتصب ِة اقطعوا حبلها ال ّ‬ ‫احملوين ع ٰ‬ ‫من رضاعها مبرار ِة الحنظلِ واكتبوين سطور شوقر يف مارا‬ ‫الهامئني ِبلُغ ِة املوىتٰ فوق املقاب ِر القدمية ‪.‬‬ ‫العدد ‪35‬ـــ ايلول‪ /‬سيتمبر ‪2222‬‬

‫كان الحصان هائجا ‪ ،‬يرغب بابتالع الاباحار ‪ ،‬وناحان‬ ‫كاملساكني منسك بذيله املعقوف ‪ ،‬نتوسله ان يلتفت ناحاو‬ ‫اعشاشنا املنكوبة ‪ ،‬نهتف كافراخ العصافري ‪ ..‬ايها الحصاان‬ ‫امسك بعربتنا املصنوعة من الجوع والحرب ‪ ،‬ايها الحصان‬ ‫انطلق بنا نحو الشوارع الهاربة ‪ ،‬نحو املوانئ املنكفئة فوق‬ ‫رمل خيباتنا التي ال تنتهي ‪....‬‬

‫‪31‬‬

‫جـدليّة التأريخ واألدب‬ ‫في النص الروائي‬ ‫* د‪ .‬حسين علي‬ ‫مازال النقاش محتدما اىل يومنا هذا عن الصلة بني التأريخ‬ ‫واألدب‪ .‬فالرأي الذي يقول ان النص األديب هو محاض خاياال‬ ‫وان جامليتة هي التي تجعالاه أكارث رواجاا مان ناتااجاات‬ ‫التخصصات األنسانية األخرى مل يعد هذا الرأي يصماد كاثاريا‬ ‫أمام التحديات التي اوردتها بعض النتاجات الروائية‪ .‬حاياناام‬ ‫قرأ األديب الربيطاين غنرت غراس رواية (ملن تقارع األجاراس)‬ ‫للكاتب االمرييك أرنست همنغواي علق عليها بأقتضاب لاكان‬ ‫تعليقه املقتضب أوجد مادة دسمة للنقاش اجتاحت والتازال‬ ‫االوساط النقدية والثقافية عىل امتداد املعمورة‪ .‬قاال غاراس‬ ‫ان رواية همنغواي التي تتحدث عن الحرب األهلية االسبانياة‬ ‫"كانت أكرث مصداقية من كل كتابات الاتاأرياخ" حاول تالاك‬ ‫الحرب‪ .‬لعل غراس استند يف رأيه هذا عىل الحاقاياقاة الاتاي‬ ‫مفادها ان همنغواي مل يعتمد يف كتابة الرواية عاىل خاياالاه‬ ‫االديب حسب بل عىل تجربته الشخصية بوصفاه ماحاارباا يف‬ ‫الفيلق األممي الذي تشكل من متطوعني أجانب قاتالاوا ماع‬ ‫الجمهوريني ضد امللكية االسبانية‪ .‬ياطارح تاعالاياق غاراس‬ ‫موضوعا طاملا احتدم النقاش حوله ؛ هال مياكان لاألدب ان‬ ‫يكون مستودعا الحداث املايض تلك التي مل تاتاجا ّرأ كُاتاب‬ ‫التأريخ عىل ذكرها ؟ ان الرأي الاقاائال باان الاناص الاروايئ‬ ‫يكتسب مصداقية اكرب حينام يتحادث الاروايئ عان احاداث‬ ‫شارك فيها او كان شاهد عيان عليها يرتسخ اكارث ماع صادور‬ ‫رواياااااااااااااااااااااة‬ ‫أوبساااااان ‪Obasan‬‬ ‫للكاتبة الكندية جوي‬ ‫كوگاوا ‪Joy Kogawa.‬‬ ‫تاخذنا رواية أوبساان‬ ‫الااتااي صاادرت عااام‬ ‫‪ 1211‬اىل أيام الحرب‬ ‫العاملية الاثااناياة اذ‬ ‫تااقااوم الساالااطااات‬ ‫الكنادياة بااعاتاقاال‬ ‫ماائااات ماان ذوي‬ ‫االصول الياابااناياة و‬ ‫احتجازهم يف ماراكاز‬ ‫ا ُعدت لهم يف مناطق‬ ‫نائية وسط الغااباات‪.‬‬ ‫تااع ا ّرض هااؤالء اىل‬ ‫ورسق‬ ‫معاملة قاسية ُ‬ ‫همنغواي‬ ‫‪31‬‬

‫ماميلكون ومل يُسماح‬ ‫للكثريين منهم حتى‬ ‫بعد انتهاء الاحارب‬ ‫بالعودة اىل منااطاق‬ ‫الساحل حيث كاناوا‬ ‫يقيمون والتاساوياغ‬ ‫كان السباب اماناياة‬ ‫خشية من تعاطفهم‬ ‫مااع باالاادهاام االم‬ ‫اليابان التي دخالات‬ ‫الحرب ماع املااناياا‬ ‫ضااد بااريااطاااناايااا‪.‬‬ ‫أحدثت الرواية التي‬ ‫ْ‬ ‫كانت كاتبتاهاا مان‬ ‫بني املحتاجازيان يف‬ ‫تلك املاعاساكارات‬ ‫والتي كان عمرها ست سنوات صدمة للكنديني الذين كااناوا‬ ‫يفخرون ببلدهم وبدأوا يتسائلون هل هذا فعال مااحادث يف‬ ‫بلدهم الذي تتغنى سلطاته ليل نهار باحرتام حقوق االنساان‬ ‫والعدالة‪ .‬اضطر رئيس الوزراء انذاك تحت الضغط الشاعاباي‬ ‫اىل تشكيل لجنة تحقيق للتأكد من صحة املعالاوماات الاتاي‬ ‫تضمنتها رواية أوبسان‪ .‬بعد تحقيق طويل ومعاقّاد اساتامار‬ ‫شهورا خرجت اللجنة بقرار مفاده أن ماذكرته رواية أوبساان‬ ‫ميثل الحقيقة‪ .‬يومها اصدرت الحكومة الكندية اعتذارا لضحايا‬ ‫عت رواياة (اوبساان)‬ ‫وس ْ‬ ‫املعسكرات وجرى تعويضهم ماديا‪ّ .‬‬ ‫ومن قبلها (ملن تقرع االجراس) وغريها من الارواياات دائارة‬ ‫الخالف بني ر ّواد كتب التأرياخ واملاهاتاماني باالشاأن األديب‪.‬‬ ‫فالفريق االول ينكر عىل النص األديب قادرتاه عاىل تاوثاياق‬ ‫احداث املايض ويؤكد هذا الفريق ان النص االديب يبناى عاىل‬ ‫الخيال حتى وان كانت حبكته تتحدث عن احاداث وقاعات‬ ‫فعال‪ .‬أما الفريق االخر فريد ان كتابات التأريخ تتأثر باالاواقاع‬ ‫السيايس وتعكس مصالح القوى املتنفذة وانها تتجاهل كليا او‬ ‫جزئيا احداث تخص رشائح اجتامعية مهمة‪ .‬تؤكاد الابااحاثاة‬ ‫ليندا هيتشون ‪Linda Hutcheon‬أن للحقيقة الواحدة أوجاه‬ ‫كثرية واذا كان كتّاب التأريخ يُظهرون وجها واحدا للحاقاياقاة‬ ‫فانه ح ّري بكتّاب االدب والتخصصات االنساناياة األخارى ان‬ ‫ت ُظهر االوجه االخرى لتلك الحقيقة‪ .‬اما هريب ويايل ‪Herb‬‬ ‫‪ُ Wyile‬فريجع ظهور هكذا روايات اىل أزماة امل ّات باكاتااباة‬ ‫التأريخ وفحواها ان رشائح واسعة مثل النساء واألقليات ظلت‬ ‫من دون متثيل يف كتابات التأريخ الرساماياة‪ .‬وياؤكاد انصاار‬ ‫االدب ان القدرة عىل كتابة تأريخ يعطي متثيال كامال لجاماياع‬ ‫فئات املجتمع غاية مل ولن يدركها كتّاب الاتاأرياخ‪ .‬أضاحات‬ ‫الرواية عىل نحو واسع صوتا مدويا الؤلئك الذي عااناوا مان‬ ‫االضطهااد وفقدان العدالة ؛ صوتا يحيك قصصا ال ر‬ ‫ُناس أغلقات‬ ‫كتب التأريخ ابوابها امامهم‪ .‬ولنا يف االمريكية توين ُمرسن ‪Toni‬‬ ‫‪Morrison‬تلك التي ك ّرست كامل رواياتها لتحيك عن قصاص‬ ‫تتحدث عن معاناة االفارقة يف امريكا الشاملية ‪ ،‬قصصا مااكا ّناا‬ ‫لندركها لوال روايات ُمرسن وامثالها مان االدبااء واالدياباات‪.‬‬ ‫وبهذا اضحت الرواية اليوم صوتا ملن كان ال صوت له‪.‬‬

‫أدب‬

‫مجلة ضفاف‬

‫ال نهاية عند الخط األخير‬

‫* عبد األمير محسن‬

‫أسوأ ما فيك‬

‫ٍ‬ ‫لك فيها ‪..‬‬ ‫لعودة ال رغبة َ‬

‫تؤمن ‪ ..‬أ ْن ال سيئةً أبداً فيك ‪..‬‬ ‫إنك ُ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ك‬ ‫اجلهات‬ ‫وإن‬ ‫أس َ‬ ‫َ‬ ‫حولك ختو ُن ر َ‬

‫لذلك أيضا‬

‫تقيم بني يديك‬ ‫ال هنايةَ ُ‬

‫رغم َّ‬ ‫أمامك يدور حيث‬ ‫أن الفراغ‬ ‫َ‬ ‫تدور ‪..‬‬

‫وأنت حتلّق شاهقا‬ ‫ٍ‬ ‫كعائد‬

‫من ٍ‬ ‫حانة هابطة‬

‫أسوأ ما فيك‬

‫"بعد فوات األوان" ‪..‬‬

‫انك تصل خط النهاية‬ ‫ٍ‬ ‫قبل ِ‬ ‫خطوة من َخطوتك األوىل‬ ‫ألف‬

‫ورمبا‬ ‫ بل يقيناً‪-‬‬‫ترحل ابع َد‬ ‫الهناية ُ‬

‫ِ‬ ‫املسافات خلفك‬ ‫وان‬ ‫أقدام حافية‬ ‫ٌ‬ ‫ٍ‬ ‫لسباق مل يبدأ ‪..‬‬

‫من مرااي وجهك غ ِري املنتمي‬ ‫ِ‬ ‫ملالحمه األخرية‬

‫لذلك هي أخطاؤك نفسها‬

‫بعد كل ٍ‬ ‫رحلة‬

‫ِ‬ ‫املسافة‬ ‫ارك أقصى‬ ‫حتمل أوز َ‬

‫اتلفة ‪..‬‬

‫و تقطع تذكرة جمانية‬

‫العدد ‪35‬ـــ ايلول‪ /‬سيتمبر ‪2222‬‬

‫‪32‬‬

‫رحيل الشاعر‬ ‫سامي مهدي‬

‫‪33‬‬

‫أدب‬

‫مجلة ضفاف‬

‫رحيل الشاعر‬ ‫علي العضب‬

‫عماد المولى‬

‫العدد ‪35‬ـــ ايلول‪ /‬سيتمبر ‪2222‬‬

‫‪34‬‬

‫الى عشاقه ‪ ..‬ومترقبيه ‪ ..‬والسائلين عنه ‪:‬‬

‫"يوميات فندق ابن الهيثم"‬ ‫قادم ب بعة جديدة‬

‫* جواد احلطاب‬

‫‪.‬‬ ‫• ال اعتقد ان كتابا قد ظُلِم كام ظلم كاتااب "ياوماياات‬ ‫فندق فندق ابن الهيثم" !!‬ ‫‪ ..‬مثلام ال اعتقد ان يوميات‪ ،‬مثل يومياتاه‪ ،‬حاازت مان‬ ‫الشهرة واملتابعة‪ ،‬ما جعلها موضع حسد وفخر ‪ ..‬بحيث رغام‬ ‫املاجااليت ملاا‬ ‫ّ‬ ‫غيابها عن وسائل النرش‪ ،‬والتداول الجرائدي او‬ ‫يزيد عىل ‪ 30‬عاما‪ ،‬وما زلت أُسأل عنها اىل اآلن كلام دخالات‬ ‫شارع املتنبي‪ ،‬ومن ق ّراء تناهت اليهم اخبارها‪ ،‬او استطااعاوا‬ ‫الحصول عىل نسخة من طبعة "دائرة الشؤون الثقافية" التاي‬ ‫وزّعت منها أعداد محدودة (نهايات عام ‪ ،2002‬أيّام كاانات‬ ‫بغداد تته ّيأ للجيوش املحتشدة لغزوها‪ ،‬وغالبية دوائر الدولة‬ ‫نقلت موجوداتها اىل اماكن أخرى‪ ،‬أو أودعتها املخازن‪ ،‬ومنهاا‬ ‫اليوميات) ‪ ..‬اليوميات التي امت ّدت إقااماتاهاا الاجاربياة يف‬ ‫املخازن اىل اآلن‪ ،‬وجريرتها ‪ :‬إنّها ‪ :‬مت ّجد باطاولاة الاجانادي‬ ‫العراقي‪ ،‬حني يستنهض أجداده‬ ‫من داخله يف القتال دفاعا عان‬ ‫رشف‪ ،‬وتاااريااخ‪ ،‬وارومااة مااع‬ ‫األشجار‪ ،‬واألحجار‪ ،‬ومع عاظاام‬ ‫اإلسالف يف املقابر‪..‬‬ ‫ولذلك أول ما فعله املحاتالاون‬ ‫حني غزو بغداد أنهم " فلّشاوا"‬ ‫كل ماا ميات اىل الاجانادياة‬ ‫ّ‬ ‫رسااحااوا‬ ‫ف‬ ‫اة‪،‬‬ ‫ا‬ ‫ال‬ ‫ا‬ ‫بص‬ ‫اة‬ ‫ا‬ ‫اي‬ ‫ا‬ ‫اق‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫اع‬ ‫الا‬ ‫ّ‬ ‫الجاياش‪ ،‬والرشاطاة‪ ،‬وقاوات‬ ‫األمن‪ ،‬لتعويض "عقدة ناقاص"‬ ‫وإرضاء حقد قديم !!‬ ‫• هاذه الاياوماياات الاتاي‬ ‫عبد الستار ناصر‬ ‫رشّ حت للحرق أكرث من ما ّرة‪،‬‬ ‫لك ّن األصوات التي ارتفعت دفاعا عنها‪ ،‬وبسببها أحيلت اىل "‬ ‫اإلقامة الجربية يف املخازن" وما زالت !!‬ ‫غري املعادلة‪ ،‬فهاا هاي‬ ‫• لكن‪ ،‬إنتامء احد شهودها اليها‪ّ ،‬‬ ‫قادمة با"طبعة ثانية" ملن يسألوين عنها‪ ،‬ملن يتوقون للحصول‬ ‫عىل نسخة منها ‪..‬‬ ‫‪ ..‬وخالل األيام القادمة ‪...‬‬ ‫يف منشور هذا اإلعالن عن الصدور‪ ،‬سأنرش شهادة القاص‪،‬‬ ‫والروايئ‪ ،‬وصاحب اللغة السلسة الفذّة " عبد الستاار ناارص"‬ ‫الذي مل يكن يعجبه العجب يف الكتابات النرثية ‪..‬‬ ‫عىل ان أواصل الشهادات الرائعة والكبرية‪ ،‬التاي كاتابات‬ ‫عن اليوميات ‪ ..‬والتي تشكّل "أوسمة"‪ ،‬و"نايااشاني" رمباا مل‬ ‫يحصل عىل مثلها كاتب يوميات مثيل ‪ ..‬أو مثلها‪،‬‬ ‫ويف منشورايت التي تيل ‪ ..‬هناك الاكاثاري ماا يساتاوجاب‬ ‫الحديث عن إشكالياتها ‪..‬‬

‫عبد الستار ناصر‬ ‫جواد الحطاب ؛‬ ‫يكتب روايته االوىل‬ ‫؛ يلعب مع الحاارض‬ ‫واملستقبل ؛ باسلوب‬ ‫يرسح مع الشاعار ؛‬ ‫ومياارح مااع الاافاان‬ ‫بامتايااز ( خاماس‬ ‫نجوم ) ‪.‬‬ ‫هذا الافاتاى "‬ ‫العاشق املهاجاور "‬ ‫واحااد ماان افضاال‬ ‫مجانني الاكاتااباة ؛‬ ‫واعرتف بعاد هاذه‬ ‫املااتااعااة والاادهشااة‬ ‫جواد الح اب‬ ‫والااكااهاارباااء الااتااي‬ ‫مسنّي تيارها ؛ ان يومياته يف " فندق ابن الهيثم " غاباة مان‬ ‫نار ؛ وبحر من شجر املوز ؛ ما ان نحرتق بلهياب املاعاارك ؛‬ ‫حتى ياخذنا اىل امواج الحب ‪..‬‬ ‫ماهر – والله ‪ -‬هذا الولد املخبول بالحياة ؛ وقد اعاطااين‬ ‫عرب " دفرت الحرب " هذا ؛ الجواب عىل ثالثة ارسار خاطارية ؛‬ ‫رس منها ‪ :‬ان الرجال صناديق مغلقة ؛ وان ابن الحطاب ؛‬ ‫اول ّ‬ ‫الميكن ان يكون كذلك ‪.‬‬ ‫ومثله ضحكت عىل صانادوق ارساري املافاتاوح ماناذ‬ ‫طفولتي ‪..‬‬ ‫والرس الثاين ‪ :‬يوم صار الحطاب يف السبعني من العمار ؛‬ ‫وراح يصغي اىل ذكريات الحرب التي عاشها ؛ مقاتاال وادياباا‬ ‫وعاشقا ؛ كم هي لذيذة ؛ هذه القفزة اىل املستقبل ؛ ان فيهاا‬ ‫الطأمنينة ورائحة الشيكوالتة وطعمها يف وقت واحد ‪..‬‬ ‫اما الرس الثالث – وهو اخطر ارسار الحطاب – فقد اثبت‬ ‫ان ا لكتابة يف زمن الحرب ؛ تايت كاام يشااء املابادع ؛ وان‬ ‫عبقرية الكتابة ال تنتظر الزمان واملكان اللاذيان " ساوف "‬ ‫يناسبانها ؛ االبداع مييش مع املبدع ؛ والاخالاق الافاناي ماع‬ ‫الخالق ‪.‬‬ ‫انا احسد جواد الحطاب عىل يوميااتاه يف فانادق ابان‬ ‫الهيثم ؛ فقد جاء بنصف نساء االرض ؛ حتى ينمن يف فانادق‬ ‫ممنوع عىل النساء ؛ وجعل من هذا املكان ‪ :‬خندقاا وذاكارة‬ ‫ومنزال ؛ وفوق هذا كله ؛ بل ؛ قبل هذا كله ؛ متكن – وتالاك‬ ‫معجزته الصغرية – ان يجعل من هذا املكان املغمور واملهمل‬ ‫يف زاوية من زوايا مدينة البرصة ‪ :‬عنواناا ورمازا ؛ ومازارا ؛‬ ‫سيحيك عنه ؛ ومييض اليه آالف القراء ‪.‬‬ ‫جواد الحطاب ؛ كان مبدعا ؛ وانني اسال نفيس االن ‪-:‬‬ ‫ماذا سيفعل هذا " الوكيح " اذا قرر فاعاال ان يادخال‬ ‫رساديب الرواية ؟‬ ‫لنقرأ ‪ :‬يوميات فندق ابن الهيثم ؛ حتى نعرف الجواب ‪..‬‬ ‫من يدري ؟‬ ‫رمبا كان ابن الحطاب قد خدعني وحدي ؛ وانا اقرأ هاذا‬ ‫النهر الطافح بالجامل والقسوة والصرب والجنون‬ ‫القاص والروايئ‬ ‫عبد الستار نارص‬

‫نهر طافح بالجمال والقسوة والجنون‬ ‫‪35‬‬

‫أدب‬

‫مجلة ضفاف‬

‫خيوط‬ ‫*خاير الزبيدي‬ ‫ابالاكذيب‬ ‫وجيربون خاطري‬ ‫ابالنتظار‬

‫خيط من الصحو‬ ‫بيين وبني جنوين‬ ‫اخاف‬ ‫ان ينقطع‬ ‫خيط بال هناايت‬ ‫ميتد من احلاكايت القدمية‬ ‫إىل واقع أدمت حسننة التقاليد‬ ‫الا تراه‬ ‫يقيدين اترة‬ ‫واترة مينحين‬ ‫حرية من ورق‬ ‫يك اس متر بأخطاءي‬ ‫املدركون لفجيعيت‬ ‫يمتتعون ابلنفاق‬ ‫ذلكل‬ ‫يواسون أحفادي‬ ‫العدد ‪35‬ـــ ايلول‪ /‬سيتمبر ‪2222‬‬

‫‪36‬‬

‫الدكتور أسامة خاراوي‬ ‫يستن ق النصـوص الشعبية في‬ ‫حلقـات السّير الشعبية‬ ‫* حجاج سالمة‬

‫حجاج سالمة‬

‫يف كتابه "أرسار الحكوايت‪ :‬جامليات الحيك‪ ..‬وذخائر السري‬ ‫الشعبية" – الصادر أخريا عن معهد الشارقة للرتاث – يحاول‬ ‫الدكتور أسامة خرضاوي‪ ،‬وإبراز الادور األسايس الذي يلعباه‬ ‫املتلقاي يف خلاق تواصال إيجاباي ماع هاذه النصاوص‪،‬‬ ‫ويناقش بعضا من القضايا ذات الصلة باملوروث الشعبي‪،‬‬ ‫الذي بات مان املواضياع املعارصة التاي أصبحات محاط‬ ‫اهتامم العدياد مان الباحثني والهيئات والجمعيات الثقافية‪،‬‬ ‫وييضء عىل بعض اإلشكاليات التي جعلت ذلك املوروث‬ ‫الشعبي منسايا تخبئاه بطاون الكتاب ويطولاه اإلهماال‪.‬‬ ‫كام يسعى املؤلف من خالل فصول وصفحات كتابه‪ ،‬إىل‬ ‫تقديم صورة ألحاد تجلياات جاملياة التلقاي لا "هااناس‬ ‫روبار یااوس"‪ ،‬وإسقاطها عاىل ثناياا األدب الشعبي املتمثل‬ ‫يف حلقاة السري الشعبية‪ ،‬والتي متثال بدورها مارأة تعكاس‬ ‫واقاع الشعوب العربية التواقة إىل البطوالت واملالحم‬ ‫واألمجااد مااع احتفاال بالفروسية والفارس العرباي بشايمه‬ ‫وعبادته‪.‬‬

‫‪37‬‬

‫الكتاب الذي تصدرت صفحاته مقدمة ثريّة كتبها الباحث‬ ‫والكاتب القدير الدكتور سعيد يقطني‪ ،‬يغوص بنا يف عوامل‬ ‫األدب والحيك الشعبي – إن جاز التعبري ‪ -‬ليستكشف‬ ‫خلجاات الشاعوب النفيساة واهتامماتهاا الروحياة بعاد أن‬ ‫كانات محجوباة عناا‪ ،‬حينماا كناا ال نعارف مان األدب‬ ‫الشاعباي ساوى أناه خرافات ال صادق وراءهاا‪ ،‬ووفقا‬ ‫للمؤلف بإن ذلك لام يكان إال بفضال هاؤالء الرواة الذيان‬ ‫قدروا قيماة الكلماة يف كل صورهاا‪ ،‬فاإلنساان ال ينطق‬ ‫بكلماة إال إذا كان وراء ذلاك ماغازى‪.‬‬ ‫مؤلف الكتاب يطرح بعض التساؤالت منها‪ :‬إذا كان‬ ‫الفارد فاد حارص عىل أن يضاع اساماه عاىل عملاه األدباي‬ ‫اعتزازا ً بعملاه‪ ،‬وحرصاا مناه عاىل أال ينساب هاذا العمال‬ ‫إىل أي إنساان آخار فاهال ياكاون نصياب الساري الشعبية‬ ‫والحكايات اإلهماال ملجارد أنهاا لام تاكان مالاكاا لافارد‬ ‫بعيناه؟‬ ‫أدب يعرب عن روح عرصه‬ ‫ويتوقف بنا مؤلف الكتاب يتكون من تأطري عام‬ ‫وخمسة فصول‪ ،‬عند حقيقة إن األدب الذاتاي يختلف وال‬ ‫شك يف شكله وتعبريه عان األدب الشعبي‪ ،‬وأن اإلنساان‬ ‫الافارد الاذي يحرص عىل أن يادون اسامه يف تاريخ األدب‪،‬‬ ‫يتحتم أن يكون أدبه محليا ً معربا عن روح عرصه‪.‬‬ ‫كام يسلط الضوء عىل أهمية التلقاي يف خلاق عملياة‬ ‫تواصال إيجاباي‪ ،‬تتمثال يف محاولاة النباش يف الذاكارة‬ ‫الشعبية‪ ،‬ونفض الغباار عنهاا واساتجالء مظاهار التلقاي يف‬ ‫هاذا الكناز الاذي يحتاج إىل إعادة قراءة جديدة‪ ،‬ورباط‬ ‫باني ماضياه وحاارض األجيال املتعاقبة علياه‪ ،‬ولفت االنتبااه‬ ‫لاه كماا تقار بذلك الحكماة املأثاورة‪" :‬مان لاياس لاه‬ ‫ر‬ ‫مااض‪ ،‬لياس لاه حاارض وال مستقبل"‪.‬‬

‫أدب‬

‫مجلة ضفاف‬ ‫وينطلق الدكتور أسامة خرضاوي‪ ،‬من تلك املقولاة‬ ‫محاوال عرب فصول وصفحات كتابه "أرسار الحكوايت‪:‬‬ ‫جامليات الحيك‪ ..‬وذخائر السري الشعبية" الربط بني‬ ‫األجيال والتعارف مان قارياب إىل هاذا املاوروث‬ ‫الشعبي الذي يعرب عان حاضاارة عربياة أصيلاة‪ ،‬إلباراز‬ ‫الادور األسايس الذي يلعبه املتلقي ‪ /‬الجمهور ‪ /‬السامع ‪/‬‬ ‫القارئ يف خلاق تواصال إيجاباي يعياد لهاذا املاوروث‬ ‫حيااة أخارى‪ ،‬ألناه ‪ -‬بحسب املؤلف ‪ -‬مبنزلاة شااهد‬ ‫عياان عاىل عارص مان العصور‪ ،‬عايشاه األجاداد‪ ،‬وجاب‬ ‫النهال مان ماراماياه وعاربه‪.‬‬ ‫ثم ينطلق ليتساءل عن الادور الاذي يلعباه املتلقي‬ ‫الجمهاور يف صناعاة الفارجاة؟ وماا الاوساائل واألدوات‬ ‫التي يستعملها الحكواتاي للتأثري يف هذا املتلقاي؟ أسئلة‬ ‫تلاو أخارى‪ ،‬ثم يجيبنا عن تلك التساؤالت‪ ،‬كاشفا النقاب‬ ‫عان جامليات السري الشعبية وطرق حكيهاا‪.‬‬ ‫إزالة اللبس والغموض‬ ‫وقد نجح املؤلف الدكتور أسامة خرضاوي‪ ،‬من خالل‬ ‫فصول كتابه‪" :‬أرسار الحكوايت‪ :‬جامليات الحيك‪ ..‬وذخائر‬ ‫السري الشعبية"‪ ،‬يف إزالة الغموض واللبس‪ ،‬وأنار لنا نحن‬ ‫معرش القراء الطريق‪ ،‬لكثري من املعارف واملهارات التي‬ ‫كنا نجهلها عن عوامل الحكوايت الشعبي‪ ،‬وعرفنا بعراقة‬ ‫الرتاث القديم وثرائه‪ ،‬وأكد لنا عىل أن االهتماام باملتلقاي‬ ‫جماهاورا ً ‪ /‬قارئا ‪ /‬مخاطبا ً هاو مان صلاب النقاد‬ ‫العارباي القديام والبالغاة العربية‪ ،‬التاي أولات هاذا‬ ‫املتلقاي عنااياة كبارية لتضفي روحاا ً جاديادة عاىل اإلبداع‬ ‫واملبدعني‪.‬‬ ‫ويف الختام ميكننا أن نستخلص أهم النقاط التي توصل لها‬ ‫الكاتب من خالل فصول كتابه‪ ،‬ومنها‪ :‬أن الرتاث الشاعبي ألي‬ ‫أماة هاو الاذي يشاكال لاهاا كل مراحال الحياة‪ ،‬وهاو‬ ‫السامة الدالاة عاىل وجادان األماة‪ ،‬وموقفهاا الشاامل مان‬ ‫الاكاون والطبيعة واإلنساان؛ وهو األمر الذي أدي لربوز‬ ‫العناياة بدراساة الارتاث الشعبي عاىل أسااس أناه ميثال‬ ‫عنااياة باكال ماا هاو عرياق وأصيال يف حيااة األمام‪.‬‬ ‫و رضورة انفتااح النقاد باي عاىل نظرياة التلقاي لتوافار‬ ‫األساباب ووضاوح األهاداف‪ ،‬وتجدياد املفاهيام والتصورات‪،‬‬ ‫وتطوير اآلليات واألدوات‪ ،‬وارتقااء الغايات برغام االختالف‬ ‫يف املراتب واملستويات‪ ،‬وإمكانية القاول إجمااال بأن نظرياة‬ ‫التالقاي قاد أحادثات نقلة مهمة يف اتجااه حركاة النقاد‬ ‫العريب الحديث‪ ،‬وهذه النقلاة لام تكان فقاط ترجماة‬ ‫وإسقاطا مبارشا ألساس ومباادئ هاذه النظرياة عىل املشهد‬ ‫العدد ‪35‬ـــ ايلول‪ /‬سيتمبر ‪2222‬‬

‫األدباي العرباي‪ ،‬وإمناا تاجااوزه أحيانا إىل استثامر بعاض‬ ‫األساس للاخاروج مبالماح نقدياة عربياة خالصاة ‪ ،‬بادل‬ ‫التأثار التاام القائم عاىل التقلياد واالنبهاار والتبعياة‪ ،‬و‬ ‫استمرار الساؤال واملراجعاة قصاد تصحياح األخطااء‪ ،‬ودفاع‬ ‫املعرفاة إىل األماام‪.‬‬ ‫ومن النقاط املهمة التي يدلنا عليها الكتاب‪ ،‬أن السري‬ ‫الشعبية تختزن يف ثناياهاا كانازا ً قيميا ً وأخالقيا ً وبطولياا ً ‪،‬‬ ‫يتجاذر يف املخياال التاريخاي واالجتامعاي واالقتصاادي‬ ‫املتعاايل عاىل الطبيعاة الذاتياة للجمهاور‪ ،‬وبذلك تربز بطولة‬ ‫البطال الجسدية ونبالتاه األخالقياة مان خاالل مواقاف‬ ‫إنساانية متعاددة‪ ،‬بحياث تجعلاه بطاال كاامال البطولاة‬ ‫عاىل كافاة املستويات‪ ،‬ساواء كان البطال رجاال أو امارأة‪ ،‬وال‬ ‫ريب يف أن تأكياد بطولاة املارأة يعاد جانباا مان الجاواناب‬ ‫التاي يتمياز باهاا األدب يف مقارنتاه بااألدب الفصيح ‪..‬‬ ‫وهاذا ماا تكتنزه كل السري‪ ،‬كسرية األمرية ذات الهماة‪ ،‬وسرية‬ ‫أباي الفوارس عنرتة بن شداد‪ ،‬وسرية سيف بن ذي يزن‪.‬‬ ‫‪38‬‬

‫مجتمع‬

‫ــ حمدي الع ار يأخذنا في سياحة الى‬ ‫كازاخستان‬

‫ــ رحيل مرافق ثيسيجر‬

‫ــ حسين كركوش ‪ ...‬والكتابة مسؤولية‬

‫ــ نعيم عبد هليل ‪...‬واسرار الهور‬ ‫‪39‬‬

‫مجلة ضفاف‬

‫تراث ومجتمع‬

‫اعالن صامت‬ ‫تاسيس اويل‬ ‫االهوار محميات تخضع لرقابة انسانية عاماه او هاكاذا‬ ‫اللحظة التي تأخذك اىل عمق االماتاداد االخرضا الاذي‬ ‫تشوبه الزرقة‪ ،‬تشعرك ان مثة عامل آخر‪ ،‬يعيش اختالفا ً ازلاياا ً يجب ان تكون‪،‬النها ضمن قامئة الرتكات االنسانياة املاهاماة‪،‬‬ ‫عن كل العوامل التي تعرفها‪ ،‬االهوار عامل اسسه التاريخ‪ ،‬ماناذ لكن ال أحد يقول بيشء‪ ،‬الحكومة العراقية مل تحرك سااكاناا ً‪،‬‬ ‫كانت بالد مابني النهرين وليدة االرض املاعارفاياة‪ ،‬االخرضاار والبست وجودها اردية الصامات‪ ،‬ونااس االهاوار الاذيان‬ ‫القصبي‪ ،‬يصيب االرواح بالدهشاة والارغاباة بااالكاتاشااف يطاردهم العطش والترشيد ال طريق امامهم فالاقاد سادت‬ ‫جميع الطرق‪ ،‬وماعاد االمر سوى انتظار لحظة املاوت لاكال‬ ‫ومعرفة رس الدميومة والشموخ‪.‬‬ ‫قصب االهوار منح الروح الارافادياناياة ماعاان صاارت أ‪..‬‬ ‫يقول حكيم مطرش‪..‬وهو مان‬ ‫بشيوعها تشكل الحضور االنساين‬ ‫ناحية الفهود‪..‬الحكومة املحلية‬ ‫باجمعه‪ ،‬مثة يف العمق تاناصات‬ ‫اىل معزوفات شجية عىل نااياات قصب االهوار منح الروح الرافدينية معان صارت يف ناحية الفهود والاجابااياش‬ ‫الدهور‪ ،‬وآهات تتاكارر لاتاماأل بشيوعها تشكل الحاور االنساني باجمعه‪ ،‬عاجزة وتركت امارهاا تاحات‬ ‫ترصف حكومة النارصية الاتاي‬ ‫املسافات باالاحاناني اىل اشايااء‬ ‫مجهولة‪ ،‬مل يستطع احد اكتشافها‪ ،‬ليل االهوار الشارب لاكال ال تعرف ما الذي تفعله‪ ،‬ومن اين تبدأ وازماة الاتاجافاياف‬ ‫ظالم الكون ‪ ،‬يجر االرواح اىل صمت مهياب‪ ،‬تصاحاباه باني تتالحق دون التمكن من ايقافها!!‬ ‫إتصاالت ورفض‬ ‫هنيهة وهنيهة‪ ،‬رصخة طائار الاكارساوع ورفاياق اجاناحاة‬ ‫اتصلت بأمكنة حكومية معنية بامر االهوار وقتلها‪ ،‬لكنها‬ ‫الحذاذيف والبش‪ ،‬عند سرت القصب تكمن الخنازيار خاوفاا ً‪،‬‬ ‫االهوار املمتدة عرب ثالث محافظات عراقاياة هاي الاعاامرة رفضت الحديث‪ ،‬متخذة الصمت‪ ،‬برغم ان هاذه االماكاناة‬ ‫والنارصية والبرصة‪ ،‬تحيك‪ ،،‬ماكانت عليه منذ اول جمهاورياة تضم معنيني باالمر من اهايل الجنوب!!‬ ‫يقول الشيخ نوري االبراهيمي ال فاائادة مان الرصااخ‪،‬‬ ‫عىل وجه االرض هي(جمهورية ميسان ) التي اخذتها ساياول‬ ‫املياه اىل االعامق ‪ ،‬بعدوانية تشبه عدوانيات هذه االيام التي نحتاج اىل تفعيل قضية االهوار دوليا لكن الحكومة املركازياة‬ ‫مشغولة بغري االهوار ‪ ،‬النها حكومة متشية اعامل مصحاوباة‬ ‫تعيشها االهوار!!‬ ‫العدد ‪35‬ـــ ايلول‪ /‬سيتمبر ‪2222‬‬

‫‪41‬‬

‫موقف شعب‪..‬‬ ‫بنهابني كبار التهمهم حال البالد وما فيها من جرائم يوماياة‪،‬‬ ‫ابناء سومر يشعرون بالحزن وهم يرون االهوار تاجاف‪،‬‬ ‫‪،‬قدراتنا التتمكن من الوصول اىل املنظامت الدولاياة‪ ،‬الاتاي‬ ‫ويرون اطيارها تهاجر حاامالاة اوجااعاهاا دون ان تادري‬ ‫يجب ان تتحرك اليقاف زحف املوت املحتم!!‬ ‫ملاذا‪ 350..‬نوع من الطيور تهاجر بعيدا ً‪..‬ونحن ناتاأساف او‬ ‫حكاية نسيان‬ ‫نبيك مرددين ماقالتاه ام الاخالايافاة‬ ‫ليس هي املارة االوىل وال‬ ‫االخرية التي تتعرض بها االهوار ال فائدة من الصراخ‪ ،‬نحتاج الى تفعيل االندليس ايام سقوط غارنااطاة (اباك‬ ‫مثل النساء تابايك مالاكاا ً مضااع‪..‬مل‬ ‫اىل التجفيف ناتاياجاة قاطاع‬ ‫دوليا‬ ‫االهوار‬ ‫قاية‬ ‫تحافظ عليه مثل الرجال!! )‬ ‫مصادر املياه من الدولة الرتكياة‬ ‫التقف الحكاية عند هذا الحاد الاذي‬ ‫التي تاتاعاماد اىل تاجافاياف‬ ‫النهرين العظيمني دجلة والفرات التي وصلت بهام مناسياب يبدو وكأنه ات من بعيد‪ ،‬االمتداد املوصل بني اهاوار املادن‬ ‫املياه اىل حد مؤسف ومخجل ايضا ً‪ ،‬دون موقف حاسم مان الجنوبيه ‪ ،‬يعد حبل اماتاداد ار ‪ ،‬ياروي عارب االف مان‬ ‫السنوات ما حدث وما حوته تلك االهور االتية من ميسان ‪،‬‬ ‫لدن الدولة العراقية بكامل اركانها!!‬ ‫مصنع اول جاماهاورياة بانااهاا‬ ‫االنسان بني هساياس الاقاصاب‬ ‫ومعازف الناياات‪ ،‬وحاطاماتاهاا‬ ‫رايات االحقاد والكراهيات االتية‬ ‫من ذات املكاان الاذي يساهام‬ ‫الاايااوم يف تاادمااري االخرضااار‬ ‫وتوهجاته‪.‬‬ ‫يقول العالمة جبار عاباد الالاه‬ ‫الحويرباري‪ ،‬االهاوار اصاطاالح‬ ‫شاع استعامله يف العراق للداللاة‬ ‫عىل البحرية الواسعة االناتاشاار‬ ‫وتكون عادة ضحلة قليلة الغاور‬ ‫تسودها املسطحاات واالحاراش‬ ‫املائية املكاوناة مان الاقاصاب‬ ‫والربدي!!‬ ‫‪41‬‬

‫مجلة ضفاف‬

‫تراث ومجتمع‬

‫يف التاريخ واثره‬ ‫قااول ياااقااوت‬ ‫الااحاامااوي ‪ ،‬إن‬ ‫الهور بحرية يفيض‬ ‫منها مااء غايااض‬ ‫وآجااام تااتااسااع‬ ‫ويااكاارث ماااؤهااا!!‬ ‫وياارى الاادكااتااور‬ ‫جاااساام مااحاامااد‬ ‫خلف‪ ..‬ان االهوار‬ ‫تااطاالااق عاااىل‬ ‫االرايض املنخفضة‬ ‫التي تغطيها املياه‬ ‫سواء يف جاماياع‬ ‫ايااام الساانااة او‬ ‫بااعااض ماانااهااا‬ ‫واليااوجااد فاارق‬ ‫واضح بني االهاوار‬ ‫واملسطحات‪.‬‬ ‫الاااادكااااتااااور‬ ‫أباااااراهااااايااااام‬ ‫رشيف‪..‬يقول‪ ،‬ان تسمية االهوار عاماة وتاطالاق عاىل كال‬ ‫املناطق واملسطحات يف السهل الفييض لهاذا تابادو االهاوار‬ ‫ظاهرة شاذة وقد دفعت هذه الظاهرة بعض الابااحاثاني اىل‬ ‫بذل محاوالت لتعليلها االهوار ومسمياتها‬ ‫هور ابن نجم الرماح ايب حجار هور الله هور لفتة تاقاع‬ ‫هذه االهوار يف الجانب االيرس من الفرات‪ .‬هور الياج هاور‬ ‫الحامر وتقع يف الجانب االمين من الفرات ميتد هور الاحاامر‬ ‫اىل حوايل ‪100‬كيلو مرتبني مدينة سوق الشيوخ غرباا وبالادة‬ ‫گرمة عيل رشقا ً‪ ،،‬االهوار جغرافيا ً تتوزع عىل ثاالث وحادات‬ ‫ادارية‪ ،‬هي ميسان والنارصية والبرصة‪ ،‬االهوار التي تقتل‪،،‬‬ ‫االهوار التي متوت‬ ‫الرواح يلوحها القهر وهي تبرص تواريخها تتعرض الباادة‬ ‫مقصودة جامعية ستة االف ميل مربع نراها تجف‪ ،‬او يتعمد‬ ‫تجفيفها يقول االستاذ طالب كريم‪، ،‬وهو من مادن االهاوار‬ ‫والعارف بارسارها وخباياها حني عالانات ماناظاامت االمام‬ ‫املتحدة ان االهوار محمية دوليه وبدات االصاوات تاتاعااىل‬ ‫العادة الحياة اليها استبرشنا خريا ً وعملنا من اجل دمياوماتاهاا‬ ‫وعودة الطيور والخيوانات اليها‪.‬لكن النكسة مالبثت ان لفت‬ ‫االهوار مبخاوفها اذ تعرضت اىل قطع مصادرها املاائاياة مان‬ ‫دول الجوار دون وجه حق ودون االهتامم وااللتزام بالحصص‬ ‫املائية املقررة دوليا ً رفعنا اصواتنا استغاثة واحتجااجاا ً لاكان‬ ‫الحكومات املحلية اصابها الطرش فيام ضامات الاحاكاوماة‬ ‫املركزية يف وحول صمتها وكأنها التعرف ومل تار والتارياد ان‬ ‫تسمع!!‬ ‫واالن‪..‬مالذي يحدث‬ ‫الذي يجب ان يحدث كام يقول االستاذ محسن ابراهايام‪،‬‬ ‫ان يعاد النداء الدويل من اجل اعادة احياء االهوار واعتامدها‬ ‫ارثا انسانيا ً عامليا ً وان ضاعت هذه االهاوار ضااع تاارياخاناا‬ ‫ومعها وفقدنا معلام تاريخيا وحضاريا مهام الميكن تعاويضاه‬ ‫او التفكري باعادته ثانية‪ ،‬تلك حكاية قتل نانااشاد االوسااط‬ ‫العدد ‪35‬ـــ ايلول‪ /‬سيتمبر ‪2222‬‬

‫‪42‬‬

‫العربية والعاملية املهتمة بالشأن االنساين الوقوف معناا‪ ،‬مان‬ ‫اجل انقاذ اهوار العراق!!‬

‫هكذا كان الهور‬

‫رحيل‬ ‫عمارة ابن ثگب‬ ‫رفيق ثيسيغر يف رحلته‬ ‫األسطورية إىل األهوار‬

‫كتب‪:‬‬ ‫كوكب السياب‬ ‫قبل سنوات‪ ،‬ع ّرفني أستاذنا الادكاتاور سالاامن كاياوش‬ ‫بولفريد ثيسيغر‪ ،‬عندما قام برتجمة كتااباه الاخاالاد "عارب‬ ‫الهور"‪ ،‬لينقل لنا تلك الرحلة األسطورية للرحالاة الاربياطااين‬ ‫الذي جاب‪ ،‬قبل مجيئة لألهوار العراقية‪ ،‬صحراء الربع الخايل‬ ‫مرتني‪ ،‬وألّف كتابه عنها "رمال عربية"‪ ،‬فضاالً عان رحاالتاه‬ ‫األخرى لبالد فارس وبعض بلدان أفريقيا وغريها‪.‬‬ ‫عاش ثيسيغر منذ نهاية العام ‪ 1251‬حتى حزيران الاعاام‬ ‫‪ ،1251‬يف أهوار جنوب العراق‪ ،‬وكان ميكث فيها أحيانا ً مادة‬ ‫سبعة أشهر بنح رو مستمر‪ ،‬باستثانااء الاعاام ‪ 1253‬والاعاام‬ ‫الوحيد الذي مل يذهب فيه إىل األهوار‪.‬‬ ‫أمىض ثيسيغر هذه السنوات يف األهوار ألناه اساتاماتاع‬ ‫بالعيش هناك‪ ،‬بني الناس البسطاء ويف تلك البيائاة الاربيائاة‪،‬‬ ‫التي تم تكن تطأها بع ُد معاول التط ّور التكنولوجي وتعاباثُ‬

‫‪43‬‬

‫بربائتهاا‪ ،‬وعااش‬ ‫خالل هذه الفرتة من الزمن‪ ،‬بني السكان فردا مناهام‪ ،‬حاتاى‬ ‫أصبح عارفا ً بأساليب عيشهم وتقاليدهم‪ ،‬وحاول أن ياعاطاي‬ ‫ومام د ّونه يف مذكراتاه عارب‬ ‫مام تحتويه ذاكرته‪ّ ،‬‬ ‫صورة عنهم ّ‬ ‫كتابه الخالد‪.‬‬ ‫قادتني قراءة كتاب "عرب الهور" إىل فضول التع ّرف أكارث‬ ‫عىل الشخصيات الواردة فيه‪ ،‬تلك التي كان لها أثر يف رحالاة‬ ‫ثيسيغر خمسينيات القرن املايض‪ ،‬ومن بينها عامرة ابن ثگب‬ ‫الفريجي‪ ،‬الشاب الذي رافق صاحبه االنجليازي عاىل مادى‬ ‫رحلته تلك‪.‬‬ ‫الشاب الهادئ‬ ‫يصف ثيسيغر "عامرة ابن ثگب" حينام تعرف إلاياه أول‬ ‫مرة‪" :‬عامرة هذا صبي نحيف الجسم‪ ،‬جميل املحيّاا بشاكال‬ ‫ملحوظ‪ ،‬أنياق وهاادىء‪ ،‬أرساتاقاراطاي‪ ،‬وعاىل‬ ‫النقيض من ذلك‪ ،‬كان الصبي اآلخر أخرق وقباياح‬ ‫الصورة لكن البشاشة ال تفارقه ويساماياه فاالاح‬ ‫سبيتي‪ ،‬وأخربين بأن والده ميلك دكانا ً يف الاقارياة‬ ‫وهم أغنياء وكرماء‪ .‬وتظهر عىل سبيتي عاالماات‬ ‫الرسور والحبور‪ .‬ويف صباح اليوم الاتاايل‪ ،‬وجادت‬ ‫عامرة وسبيتي مع عدد آخر من أقاراناهاام مان‬ ‫قراهم التي تبعد مقدار خمسة أميال يناتاظارون‬ ‫قدومي يف خارج مضيف الشيخ فالح حتى أجاري‬ ‫لهم عملية الختان‪ ،‬وعندما سألتهم كيف يعودون‬ ‫إىل قراهم من بعد الختان‪ .‬قال يل‪« :‬نباقاى هاناا‬ ‫حتى يشفى األمل قليالً ويتوقف النزيف ثم ناعاود‬ ‫إىل بيوتنا سريا ً عىل األقدام ‪».‬وفعالً طبقوا ذلك"‪.‬‬ ‫جاذبية عظيمة‬ ‫يتحىل عامرة‪ ،‬والقول لثيسيغر‪" :‬بساحار هاادىء‬ ‫وبجاذبية عظيمة ولكنني كنت أشك فيام إذا كان‬ ‫قويا ً لدرجة يستطيع فيها من جذف الاطارادة يف‬

‫مجلة ضفاف‬

‫أدب‬

‫رحاااااااااالت‬ ‫طويلة‪ .‬وعىل‬ ‫أية حال‪ ،‬أكّد‬ ‫يل حساااان‬ ‫وهاااو مااان‬ ‫عشاااااااااارية‬ ‫الاافااريااجااات‬ ‫بااأنااه شاااب‬ ‫قوي أكرث مام‬ ‫يااباادو‪ .‬أمااا‬ ‫ياساني فاإناه‬ ‫يناتاماي إىل‬ ‫الشااغاااناابااة‬ ‫وسااباايااتااي‬ ‫يناتاماي إىل‬ ‫عشاااااااااارية‬ ‫غااامضااة مل‬ ‫أسمع عاناهاا‬ ‫أبدا ً‪ .‬أخاربت‬ ‫عااااااااااامرة‬ ‫وسبيتي بأناه‬ ‫بإمكانهام االلتحاق بنا وهكذا بقياا ماعاي إىل أن غاادرت‬ ‫العراق"‪.‬‬ ‫ويواصل‪" :‬ولو أن عامرة كان أصغر سناا ً مان اآلخاريان‬ ‫بكثري إال أنه كان ذا خلق متني‪ ،‬فلحق به سبيتاي مان دون‬ ‫أي سؤال وأما حسن فإنه نادرا ً ما كان يعرتض عىل قاراراتاه‪،‬‬ ‫وياسني فقط من كان ميتعض أحيانا ً من قيادة عاامرة‪ ،‬ألناه‬ ‫يرى نفسه وهو الرجل الكبري أنه ال حاول لاه وال قاوة يف‬ ‫األخري‪ .‬تعلّم عامرة برسعة استعامل األدوية التي كانت معي‬ ‫وحذا سبيتي حذوه يف هذه املهنة فقاما مبساعديت كام أتقن‬ ‫عامرة حقن األبر"‪.‬‬ ‫الجاسوس والعميل!‬ ‫عام ‪ 1251‬غادر ثيسغر األهوار متجها ً إىل‬ ‫لندن‪ ،‬عىل أمل زيارتها يف العام املقبل‪ ،‬ولكن‬ ‫ما هي إال أيام حتى قامت ثاورة ‪ 14‬متاوز‪،‬‬ ‫حينها ع ّدت السلطات العاراقاياة ثاياساغار‬ ‫"جاسوسا ً" وأن جميع ُمرافقيه هام ُعاماالء‪،‬‬ ‫وعىل إثر ذلك قىض عامرة وقاتاا ً طاوياالً يف‬ ‫السجن‪ ،‬يف عهدي قاسم وعارف‪ ،‬وحاتاى يف‬ ‫عهد البعث‪ ،‬وتب ّددت آمال ثيسغار "عااشاق‬ ‫األهوار" يف زيارة املكان‪ ،‬الاذي قىضا فاياه‬ ‫أجمل مثاين سنوات من عمره‪ ،‬مجددا ً‪.‬‬ ‫مطرة‬ ‫كنت أرصيت قبل فارتة‪ ،‬عاىل الصادياق‬ ‫ُ‬ ‫ابوشهاب النرصاوي‪ ،‬أن يلتقط صورة حدياثاة‬ ‫لوالدته املرحومة "مطرة" التي غادرتنا مؤخرا ً‬ ‫رب عظيم‪ ..‬ومل أكان أعالام إناهاا‬ ‫إىل رحمة ّ‬ ‫الصورة األخرية لهذه املرأة التي شكّلت جازءا ً‬ ‫مهامً من مرشوع كتاب أعمل عىل إكامله‪.‬‬ ‫ومطرة‪ ،‬هي شقيقة عاامرة بان ثاگاب‪،‬‬ ‫العدد ‪35‬ـــ ايلول‪ /‬سيتمبر ‪2222‬‬

‫تاريب الادجااج يف‬ ‫وكانت ّ‬ ‫منزل عائلتها‪ ،‬لكنها كاانات‬ ‫تفقد الكثري من الدجاجاات‬ ‫يف كل زيارة لثيسيغر‪ ،‬الذي‬ ‫مكث نحو مثاين سنوات بني‬ ‫أهل األهوار‪ ،‬حيث كاانات‬ ‫العائلة‪ ،‬ولكرماهاا الابااذخ‪،‬‬ ‫تذبح الدجاج يف كل زياارة‬ ‫لا "االنكليزي"‪.‬‬ ‫يقول ثاياساياغار عان‬ ‫مطرة‪" :‬كانت مطرة‪ ،‬تذباح‬ ‫عددا ً من دجاجاتهاا كالاام‬ ‫بقيت عندهم‪ ،‬كام كاانات‬ ‫تبيع منها للمشرتين الذيان‬ ‫ياتون من املدن‪ ،‬وكنت قاد‬ ‫اشرتيت لها مالبس حريرية خرضاء زاهاياة مان الابارصاة‪،‬‬ ‫اختارها عامرة (شقيقها) بنفسه‪ ...‬كانت مطرة فتاة خجولاة‪،‬‬ ‫هادئة الطبع‪ ،‬رفيعة‪ ،‬حلوة الشامئل ولها وجه جميل"‪.‬‬ ‫العثور عىل عامرة!‬ ‫بعد شهور من البحث والتح ّري عن مصري عامرة‪ ،‬التقيتاه‬ ‫وكان حينها عىل أعتاب التسعني من عمره‪ ،‬كان ذلاك خاربا ً‬ ‫ممتازا ً بالنسبة يل‪ ،‬لكن الخرب األهم إن عامرة كان يسكن يف‬ ‫بغداد‪ ،‬وقريبا ً من املنطقة التي أسكنها‪ ،‬وقد زرتاه ما ّرتاني‪،‬‬ ‫العام املايض‪ ،‬وس ّجلت معه فيلامً بكامرية الصدياق ماحاماد‬ ‫عامر العزاوي تح ّدث فيه الراحل عان رحالاتاه الاطاويالاة‬ ‫وذكرياته مع ثيسغر يف تلك الرحلة من خمسينيات الاقارن‬ ‫املايض‪.‬‬ ‫مات عامرة اليوم‪ ،‬وقد بلغ التسعني مان عاماره‪ ،‬وكاان‬ ‫ميتلك ذاكرة قوية وقدرة عىل استعادة األحداث والذكرياات‬ ‫التي جمعته بولفريد ثيسغر‪ ،‬وسأسعى إىل إكامل الافايالام‬ ‫الذي سجلته وعرضه للتوثيق والذكرى‪.‬‬

‫‪44‬‬

‫*نور الحسيني‬ ‫•املفهوم الذايت‪ :‬هو ك ُّل معتقد جاء ِمن فكرة أو مبادئ‬ ‫فكرة أو شعور أو رأي شخص‪ ،‬وهذا الرأي سيكون ُمتشاب ًها‬ ‫أو مختلف مع أرا ِء اآلخرين معه؛ يتبناه اإلنسان ِمن العامل‬ ‫الخارجي‪.‬‬ ‫يتميز املفهوم الذايت بثالثة مميزات سوف أطرأ عليها‬ ‫بإيجاز ِيف املقال‪.‬‬ ‫وهي‪:‬‬ ‫‪-1‬إنّه ُمكتسب‪.‬‬ ‫‪-2‬إنّه ُمنتظم‪.‬‬ ‫‪-3‬إنه دينامييك‪.‬‬ ‫*************‬ ‫‪-1‬إنّه ُمكتسب‪ :‬اإلنسان يُولد ول ْن ي ْدرك شيئًا نعم‪ ،‬أ ّن‬ ‫ﷲ ُسبحانة وتعاىل ُخلق اإلنسان بأحسن تقويم‬ ‫خلق لنا العقل ُوال ُروح‪ ،‬لكنها فارغة(ملفات العقل‬ ‫وال ُروح فارغة)‪ ،‬لكن باملقابل وهب لنا النعم الخمس‬ ‫[الحواس الخمس]‪ ،‬التي ِمن خاللها ميكن أ ْن منلئ هذه‬ ‫امللفات الفارغة‪ ،‬فك ُِّل مانسمعه‪ ،‬أو نراه‪ ،‬أو نشعر بِه يؤثر‬ ‫علينا ويتفاعل بداخلنا لريتكز يف قاع تلك امللفات الفارغة‪.‬‬ ‫• أول ما يشغل تلك امللفات (‪ )Files‬وبنسبة‪ %20‬كام‬ ‫أثبتته الدراسات ليكون املفهوم الذايت ُمكتسب ِمن العامل‬ ‫الخارجي هم(األبوين)‪،‬‬ ‫فاألبوين هام البيئة األوىل والتأثري األول لإلنسان‪ ،‬ك ُّل‬ ‫(كلمة‪ ،‬فعل‪ ،‬رد فعل‪ ،‬عمل‪ ،‬فكرة‪ ،‬معتقد‪… ،‬إلخ) تكونت‬ ‫لدى العائلة سوف تغرس يف العقلِ الالواعي(العقل الباطن)‬ ‫(‪ )the unconscious mind‬لإلنسان ويأخذها معتقد‬ ‫وأنطباع لديه‪.‬‬ ‫•املؤثر الخارجي الثاين هم(املدرسةا األصدقاء)‪.‬‬ ‫•املؤثر الخارجي الثالث(املجتمع ا والعالقات‬ ‫األجتامعية)‪.‬‬ ‫نردف املقال بسؤال‪ ،‬ما معنى ُمكتسب؟‬ ‫اي ميكن لإلنسان أ ْن يغري ذاته لألحسن أو‬ ‫ُمكتسب‪ّ :‬‬ ‫لألسوء حسب رغبته‪ ،‬فﷲ ُسبحانه وتعاىل خلق اإلنسان‬ ‫" ُمخري وليس ُميرس" وأنّها ِمن فضائل ﷲ ورحمة‪ ،‬نحن‬ ‫ُخلقنا بأعظم مايكون فلامذا ال نكون بأحسن ما يكون؟‬ ‫نرى‪ -‬نسمع‪ -‬نتابع‪ -‬نبحث‪ -‬نتطور نحو لألفضل‪ ،‬نبحث‬ ‫عن ك ُِّل أء إيجايب‪ ،‬نبحث عن ك ُِّل ثغرة توصلنا إىل الرسالة‬ ‫التي ُخلقنا ِمن أجلها ِف ُكلّنا ُرسل لِرسالة ُمعينة‪.‬‬ ‫‪45‬‬

‫*************‬ ‫‪-2‬إنّه ُمنتظم‪ :‬األنتظام هو الضامن واألمان الذي يريده‬ ‫صاحب املفهوم الذايت‪.‬‬ ‫يتبادل إىل أذهاننا كيف نصل إىل الضامن واألمان‬ ‫الداخيل؟‬ ‫ونلتقي الجواب؛ عندما يُريد صاحب املفهوم الذايت أ ْن‬ ‫يبقى ساكن ِيف نفس املكان ال يتحرك إىل مكان أخر يُدافع‬ ‫عن ِ‬ ‫ىل املفهوم الذايت‬ ‫نفسه دامئًا‪ ،‬فمجرد حصولك ع ٰ‬ ‫ىل لغة ومعنى وإدراك فإنّك تدخل ِيف منطقة‬ ‫وحصولك ع ٰ‬ ‫األمان (منطقة الراحة)‪.‬‬ ‫معنى منطقة األمان (الراحة)‬ ‫هي املنطقة التي لو خرجت عنها أو حدث تغيري ِيف‬ ‫حياتك ستُقاوم وبش ِّدة؛ ألن هذا يختلف عن منطقة الراحة‬ ‫املوجودة بداخلك‬ ‫ففي هذا املنطقة يشُ عر اإلنسان باألمان‪ ،‬وذلك ألن لدية‬ ‫الدخل املناسب الذي يجعله يعيش بشكل جيد ولدية‬ ‫منزله الذي يؤوية والعمل الذي كا ْن يسعى ل ُه‪ ،‬وانّه حقق‬ ‫ما كان يطمح ل ُه وهذا املنطقة نُسميها(منطقة الخطورة)‬ ‫الخطورة! وما الخطورة ِيف ذلك؟‬ ‫• نعم‪ ،‬الخطورة؛ ألن اإلنسان أذا اطأمن بدرجة عالية‬ ‫فلن يستغل قدرته؛ ألنّه ال يعرف لِم يستغلّها فهو سعيد!‬ ‫فلامذا يتعب نفسه إذن؟‬ ‫ىل حياته وتبدأ األحباطات‬ ‫وبالتي سيدخل الروتني ع ٰ‬ ‫واألوجاع النفسية تظهر أء فيشء‪،‬‬ ‫أشخاصا كثريين لديهم كافة الوسائل‬ ‫ولهذا اليوم نجد‬ ‫ً‬ ‫التي تجعلهم ُسعداء ِيف حياتهم لكنهم يكونون ِيف الحقيقة‬ ‫ت ُعساء و مرىض نفسيني‬ ‫وذلك لخلوتهم مع ذواتهم وترددهم‬ ‫"ملاذا أتغري فأنْا سعيد هكذا"‬ ‫أما بداخله يشُ عر بالضيقِ ألن الجميع حوله ِيف حركة‬ ‫وتغيري اإل هو قد توقف عند نقطة ُمعينة‬ ‫مثال سيحس بعدم الضامن‬ ‫فلو أ ّن أح ًدا غري منزله ً‬ ‫واألمان بالفرتة األوىل‪ ،‬أو ُرمبا تغري عمله بعملر جديد مع أ ّن‬ ‫العمل الجديد أفضل ِمن األول إال أنّه سيشعر بعدم الراحة‬ ‫واألمان وببساطة‪ ،‬ألنّه وجد نفسه قد خرج عن منطقة‬ ‫الراحة‪.‬‬ ‫•هذا أيضً ا ينطبق عندما تطلب أء ِمن شخص أ ْن‬ ‫يتخذ قرا ًرا فإنّك بطلبِك هذا أخرجته عن منطقة راحته و‬ ‫عندما يخرج منها الب َّد أ ْن يخرج بأسلوبة هو و بطريقته هو‬ ‫ال بأسلوبك أنت وبطريقتك أنت‪،‬‬ ‫"فال أحد يستطيع أ ْن يغري أحد"‪.‬‬ ‫**************‬ ‫للتحسن‬ ‫أي أنّك شخص نشط ويسعى‬ ‫‪-3‬إنّه دينامييك‪ّ :‬‬ ‫ّ‬ ‫التحسن‬ ‫والوصول لألفضل‪ ،‬ولكن رشط أ ْن يكون هذا‬ ‫ّ‬ ‫مبفهومك الشخيص أنت ال مبفهوم أحد أخر‪ ،‬وذلك ألن‬

‫مجلة ضفاف‬

‫تراث ومجتمع‬

‫اإلنسان يكرب بإنجازته وهذا هو املطلب األسايس لديه‪.‬‬ ‫مثال‪:‬‬ ‫ً‬ ‫_ يُريد أ ْن تعلم لغة جديدة‪.‬‬ ‫_ يُريد أ ْن ينزل ِمن وزنه‪.‬‬ ‫_ يُريد أ ْن يدرس املاجسري و الدكتوراه‪.‬‬ ‫_ يُريد أ ْن ميارس الرياضة‪.‬‬ ‫_ يُريد أ ْن يلتزم عباديًا و أخالق ًيا‪.‬‬ ‫_ يُريد أ ْن يرتك العصبية‪.‬‬ ‫_ يُريد أ ْن يقلع عن التدخنيِ‪.‬‬ ‫*فاإلنجازات تشُ ِعر اإلنسان أنّه يتق ّدم و أنّه يُك ّرب نفسه‬ ‫ويُنميها فاإلنجازات تشعر أ ّن لديه [هدف(‪ِ )Goal‬يف هذه‬ ‫الحياة]‬ ‫أي يتحرك باستمرار‪ ،‬لذا‬ ‫فمعنى أ ّن اإلنسان دينامييك؛ ّ‬ ‫ىل ك ُّل إنسان أ ْن يتحرك ويتطور وبشكل دائب وأ ْن‬ ‫يجب ع ٰ‬ ‫ىل أتخاذ القرار وال يقول مل يع ّد ُهناك وقت‬ ‫يُساعد ذاته ع ٰ‬ ‫ىل أ ْن أحدث تغري ِيف حيايت‪.‬‬ ‫ولقد كربت ع ٰ‬ ‫كيف نحدث تغ ًريا ِيف املفهوم الذايت؟‬ ‫لقد قلنا أ ّن املفهوم الذايت ُمكتسب و السؤال هو‬ ‫هل اليشء امل ُكتسب ميكن تغريه؟‬ ‫و ُهنا سيكون الجواب‪ /‬بالطبعِ نعم‪ ،‬النّه ِيف األصل‬ ‫موضوع ِم ْن ِقبل شخص معني مثل األب أو األم وميكن أ ْن‬ ‫أغريه بأسلويب أنْا ورأيي أنْا ال بأسلوب األخرين ورأيهم‪،‬‬ ‫ىل‬ ‫'فأنْا وأنت وهم ُمعجزة ِم ْن ﷲ فكيف أ ْن نحكم ع ٰ‬ ‫شخص شخص أخر؟‬ ‫*وأخ ًريا يجب أ ْن تتذكر بأنّك أفضل خلق ﷲ ولديك‬ ‫قدرات وطاقات المحدودة فعليك أستغالل هذه القدرات‬ ‫وهذه الطاقات بشكل تضاهي نفسك وتفتخر بِها وتتقبلها‬ ‫مثل ما هي‪.‬‬ ‫فال تنقد أح ًدا‪ ،‬ألن بذلك سوف تنتقل إىل مرحلة الحديث‬ ‫السلبي مع الذات( ‪)with self‬‬ ‫فمجرد نقد شخص كأنّك تقول لنفسك‪..‬‬ ‫أنْا ال أحتاج إىل قدريت‪ ..‬أنْا فقط أنتقد‪.‬‬ ‫أنْا ال أحتاج أ ْن أفعل‪ ..‬أنْا ألوم فقط‪.‬‬ ‫أنْا ال أحتاج أ ْن أطور نفيس‪ ..‬أنْا ُمكتفي مبا لدي‪.‬‬ ‫أنْا ال أُريد أ ْن أفعل أء إطالقًا‬ ‫وبهذه الحالة سأ ُخرب عقيل الباطن (الالواعي)‬ ‫أنْا ال أحتاج إليك‪..‬‬ ‫وتذكر عزيزي القارئ أ ّن تقدمك بداية وصولك‬ ‫"فمن ال يتقدم يتقادم"‬

‫العدد ‪35‬ـــ ايلول‪ /‬سيتمبر ‪2222‬‬

‫التنخة البشر‬

‫*محمد جواد الكعبي‬

‫أذبح بالجرح سچينك وذبها‬ ‫وال متيش لئيم وروحك أذلها‬ ‫أذا أنسدت أبواب بوجهك بيوم‬ ‫وجه الله الكريم وهو اليحلها‬ ‫ال تنخه البرش بالشده فد يوم‬ ‫ينكرك لو أصابع لجله تعلگها‬ ‫صديقك لو غبت يلمسلك أعذار‬ ‫عىل غيابك أدموعه ترخص أيلها‬ ‫شليلة مخلبصه أيام دنياك‬ ‫صربك والتفاين هو اليفلها‬ ‫جرحك ال تكشفه وتشيك للناس‬ ‫بغيبه لو نفاق بكلمه تنقلها‬ ‫لتعارش ردي ومنام عالناس‬ ‫سيوف وباشطات لسانه ويسلها‬ ‫مو كل النساء النحط بيهن صوچ‬ ‫ميكن عيب بيها وميكن بخلها‬ ‫مثل بت الحمولة والرشيفة هواي‬ ‫بس وين الرشيف اليگدر يجلها‬ ‫‪46‬‬

‫مدينة الماتي فقدت لقب العاصمة‬ ‫وكسبت المركز التتترتاري والتمتالتي‬ ‫والسياحي في كازخستان‬

‫(‪)2‬‬

‫حمدي العطار‬

‫تفقد بعض املدن لقبها كعاصمة لكنها تحتفظ مبكاناتاهاا‬ ‫ومركزها االقتصادي والتجاري واملايل والثقايف‪،‬‬ ‫واغلب االحيان يكون السبب او (الحجة) هاو املاوقاع‬ ‫الجغرايف للعاصمة الذي يجب ان يكاون يف وساط الابالاد‪،‬‬ ‫وهكذا مدينة مثل اسطنبول التي تصلح ان تكون عااصاماة‬ ‫للعامل – كام قال نابليون‪ -‬فقدت لقبها كعاصمة لرتكيا لتكون‬ ‫انقرة هي العاصمة‪ ،‬كام ان العاصمة (أملاايت) أو "املااطاي"‬ ‫وسابقا "آملا آتا" وتعني مدينة التفاح والتي كانت عااصاماة‬ ‫كازخستان من ‪ 1223 – 1222‬بسبب موقعهاا يف ماناطاقاة‬ ‫جبلية يف جنوب كازخستاان باالاقارب مان الاحادود ماع‬ ‫قريغريستان جعل الرئيس السابق (نور سلطان) يجعل مديناة‬ ‫(استانا) عاصمة للبلد عىل الرغم من ان استانا الاتاي تاغاري‬ ‫اسمها اىل مدينة (نور سلطان) سنة ‪ 2012‬ال تقع يف وساط‬ ‫كازخستان بل يف شامل البالد لكنها خطفت لقب العااصاماة‬ ‫من مدينة السحر واالصالة (أملايت)‪ ،‬وعىل الرغم من خساارة‬ ‫املايت لقب العاصمة اال انها ال تزال املركز الثقايف والاتاجااري‬ ‫واملايل لبالد واالكرب واالكرث اكتظاظا بالسكان!‬ ‫شارع أربات‬ ‫كانت رحلتنا شاقة للوصول فجر يوم االحد اىل أملايت ماام‬ ‫اضطرنا اىل اخذ اسرتاحة وتناول الغداء ومن ثم كاانات لاناا‬ ‫زياااارة اىل شاااارع‬ ‫(اربات) وعندما زرت‬ ‫موسكو اتاذكار اناناي‬ ‫زرت شااارع بااناافااس‬ ‫االسم واعتقد ان شارع‬ ‫اربات – املايت‪ -‬االسام‬ ‫مااأخااوذ ماان شااارع‬ ‫ارباااات ماااوساااكاااو‪،‬‬ ‫والشااارع مااخااصااص‬ ‫للمشاة ويضم العدياد‬ ‫من املطاعم واملاحاال‬ ‫التاجاارياة‪ ،‬ومياكاناك‬ ‫السري الطاويال وانات‬ ‫ترى افضل املاقااهاي‬ ‫ووجود سينام ويباع يف‬ ‫هااذا الشااارع انااواع‬ ‫املرشوبات والعاصاائار‬ ‫والبوظة كاام ياوجاد‬ ‫سوق لبيع الالاوحاات‬ ‫‪47‬‬

‫الزيتية ورجل يرسم الوجوه واشخاص يعزفاون املاوساياقاى‬ ‫واخرون يرقصون وهناك نشاط سيناميئ لتصوير احد االفاالم‬ ‫كأنك يف مهرجان حقيقي وكأن الناس هنا ادمنوا رؤية هكاذا‬ ‫جامل!‬ ‫ميتأل هذا الشارع بالنوافري واالضاءات فوق الشارع وتوجد‬ ‫مقاعد كثرية للجلوس عليها وعربات تبيع كل أء وفاتاياات‬ ‫تسري بالشارع وهي تلبس الرشوت القصري اىل جانبهن نسااء‬ ‫محجبات ومنقبات يف هذا الشارع ترى كل االجناس واالزياء‪،‬‬ ‫االشجار عىل الجانبني احيانا ترضب برفق الذي يسري بالاقارب‬ ‫منها واحيانا توفر لك الظل حينام تاكاون اشاعاة الشاماس‬ ‫مزعجة‪ ،‬و يقول لك احدهم لو كنت يف فصل الشتااء سارتى‬ ‫الشارع تغطيه الثلوج‪.‬‬ ‫الفضول الصحفي‬ ‫كلام انفردت باملرشد السياحي الكازخي (عقيال) احااول‬ ‫ان اتأكد من بعض املعلومات املتوفرة لادي عان الاعاادات‬ ‫والتقاليد لشعوب اسيا الوسطى ‪ ،‬فاكاان ساؤايل االول عان‬ ‫الزواج بني املسلمني يف بلد علامين‪ ،‬هل يقترص عقد القران يف‬ ‫املحاكم فقط ام ايضا لدى رجل الدين‪.‬‬ ‫اجابني ‪ :‬نحن نعقد القران عند الشيخ اوال ثم نذهب اىل‬ ‫الدائرة املختصة لعقد القران الرسمي!‬ ‫ ما هو العمر الذي يتم فيه (الختان) لألطفال؟‬‫‪ -‬تقليديا فإن الطفل املسلم يختنت بعد خماس ساناوات‬

‫مجلة ضفاف‬

‫تراث ومجتمع‬

‫والعادة تفرض ان تطعم األم طفلها (باياضاا باالساكار)‬ ‫اسرتضاءا له ومتسكا بتقليد ال يعرف مصدره ( تذكرت ان‬ ‫والديت – رحمها الله‪ -‬كانت تعمل لنا الباياض باالساكار‬ ‫عندما كنا يف البرصة) واكمل عقايال قاائاال‪ - :‬يف سان‬ ‫الخامسة يلقن الطفل الشهادتني وفاتحة الكتاب ويكاون‬ ‫(مكلف) واستمر املرشد السياحي بالحديث عن التعامال‬ ‫مع امليت يحتفل بذكرى امليت يف اليوم الثالث لوفاته ثم‬ ‫بعد اسبوع وبعد اسبوعني ويف الذكرى االربعني تقام لاه‬ ‫الذكرى وعندما متر عرش سنوات يقام عزاء كبري يتانااوب‬ ‫فيه القراء تالوة القرآن ‪.‬‬ ‫ سالته هل صحيح ان املسلمني من اصل تريك تكاون‬‫لهم اسامء دينية مثل محمد وعيل وعمر وهم ميالاكاون‬ ‫الشجاعة ألنه اصحاب االرض وهذا موطاناهام ‪ ،‬باياناام‬ ‫املسلمني من اصل عريب او فاريس جاؤا عىل غري ارضاهام‬ ‫او وطنهم فانترشوا وساط االخاريان وياريادون السارت‬ ‫والسالمة لذلك يكون لهم اسمني االول ديني يستعامالاه يف‬ ‫البيت وبني االهل واالقرباء والثاين اسم اجنبي يكون مثابات‬ ‫بالهوية الرسمية؟‬ ‫ هذا كان قدميا ويف القرى اما االن فانا اسمي عقيل هو‬‫نفسه بالهوية والبيت والشارع وبالعمل واباناتاي فااطاماة‬ ‫والذي سيأيت اسميه محمد‪.‬‬ ‫ اما عن العيد فعيد الفطر يوم واحد اما عيد االضاحاى‬‫فيكون ثالثة ايام!‬ ‫ وعندما سالته عن القاء التحية باني املسالاماني ؟ رد‬‫قائال ‪ :‬نحن الرجال نقول السالم عليكام اماا الاناسااء فاال‬ ‫يستخدمون السالم عليكم!‬

‫العدد ‪35‬ـــ ايلول‪ /‬سيتمبر ‪2222‬‬

‫‪48‬‬

‫ قلت له انا قرأت مرة ان سكان اسيا الوسطاى الاذيان‬‫يعيشون يف الخيام كان يلقي احدهم عىل الخر تحية باهاذه‬ ‫العبارة (أوول رشوى أمان) وتعني الخيمة واملاشية يف امان‪-‬‬ ‫يرد عليه االخر – يف امان‪ -‬ياقاول – تام املاراد مان رب‬ ‫العباد !‬

‫الدكتور المؤرخ عطية القويص‬ ‫التدوين العليم المنهيج بالتاريخ‬ ‫* صباح محسن كاظم‬ ‫متهيد ‪ :‬من الفرص الثمينة بالوجود اللقاء بااملافاكاريان‪،‬‬ ‫واملؤرخني ‪ ،‬واألدباء واملبدعني بكافة الاحاقاول الاعالاماياة‬ ‫والفنية ‪ ..‬فرصة رائعة وفرتها زياريت ملرص بأيلول باعاد فاوز‬ ‫موسوعة فنارات يف الثقافة العراقية والاعارباياة ‪-‬دراساات‬ ‫نقدية الجزء الرابع مبؤسسة النيل والفرات بالكرنفال باراس‬ ‫الرب ملتقى النيل بالبحر املتوسط املكان الساحر الجامايال ‪،‬‬ ‫بحضور العرشات من املبدعات واملبدعني ‪ .‬حاياث وزعات‬ ‫نسخ من مجلة ضفاف األعداد التي كتبت بها عن أكادميياني‬ ‫وأكادمييات من مرص ‪ ..‬قبل ذلك أهاديات بازيااريت ماقار‬ ‫صحيفة الشعر العريب للدكتور سعد فكار والدكتورة ناادياة‬ ‫هاشم ‪ ،‬ويف القاهرة إستلم مني نخبة علمية الدكتور ساماح‬ ‫مظهر عامل اإلقتصاد ‪ ،‬واملفكر الدكتور عاطاياة الاقاو ‪،‬‬ ‫والدكتورة والء محمد والدكتورة دعاء ومن التقاياتاهام مان‬ ‫األديبات واألدباء ‪ .‬مع إستالم و تبادل املؤلفات املهماة مان‬ ‫مؤرخي وعلامء مرص‪ ..‬سأكتب عن ذلك ملجلة ضفاف باكال‬ ‫عدد ‪ .‬املؤرخ الدكتور عطية القو أهداين ‪ 13‬كاتااباا ً مان‬ ‫مؤلفاته بزياريت له وحوارنا الرث بتاريخ البرشاياة لسااعاات‪.‬‬ ‫دراسة سرية النبي العظيم لدى املؤرخ القو ‪ :‬لقد كاتاب‬ ‫العالمة املؤرخ عرشات املؤلفات الق ّيمة والرثة ‪..‬ومنها كتااباة‬ ‫التاريخ الرسايل املحمدي الريب لقد كتب معظم املاؤرخاني‬ ‫عن شخصية نبينا وقد متيزت باالاعالاما ّياة واملاوضاوعا ّياة‬ ‫واملصداقيّة ‪ .‬املؤرخون املعارصون من املفكرين بكتب عان‬ ‫نبينا العظيم ‪ :‬يف كتاب الدكتور عطية القو القول الاحاق‬ ‫يف سية سيد الخلق محمد (صىل الله علياه وسالام )الاذي‬ ‫صدر عن دار الفكر العريب ‪/‬الاقااهارة ‪ /‬ط‪2012/344/ 1‬‬ ‫صفحة ‪ ..‬يف ثالثة عرش فصالً شملت سرية نبينا املعصوم مان‬ ‫الفصل األول ‪ :‬من امليالد حتى نازول الاوحاي ‪ /‬بشاارات‬ ‫مبعث رسول الله وعالمات نبوته قبل نزول الوحي وباعاده‪/‬‬ ‫ان الدين عند الله اإلسالم ‪ /‬إرشاق نور النبوة ‪ /‬الهاجارة إىل‬ ‫الحبشة ‪ /‬الحصار االقتصادي والخروج إىل الطائف ‪ /‬فاجار‬ ‫يوم جديد ‪ /‬الهجرة إىل املدينة املنورة ‪ /‬قيام دولة اإلسالم يف‬ ‫املدينة املنورة ‪/‬قيام دولة اإلسالم يف املدينة ‪ /‬الرسول يف ألمة‬ ‫الحرب ‪ /‬الفتح املبني ‪/‬من الفتح حتى الوفاة ‪ /‬شامئل النباي‬ ‫محمد صىل الله عليه وسلم اإلنسان الكامل ‪..‬ثم الخاامتاة ‪.‬‬ ‫لقد كتب املفكر الدكتور عطية القو باقالاماه الارشاياق‬ ‫‪،‬ور ّوحه العلميّة الوثابة ‪،‬أجمل الصفحات بالسرية الاعاطارة‬ ‫لنبينا املعصوم بسرية منهجية بتتاباع كال ماراحال حايااة‬ ‫املصطفى –صىل الله عليه وآله‪ -‬يف دراسة وصفية وتحليلياة‬ ‫إتخذت املسارات التتبعية دون القفز عىل املراحل باعانااياة‬ ‫بكل التفاصيل التي شهدتها الدعوة اإلسالمية بكتابة حياديّة‬ ‫مبنهج ّية علم ّية ‪ ..‬يف الفصل األول ص‪ 12‬كاتاب الادكاتاور‬ ‫‪49‬‬

‫عطية القو ‪ (( :‬عاش محمد (صىل الله عليه وسالام )يف‬ ‫بطحاء مكة يف شعب بني هاشم من شعاب ماكاة ‪ ،‬وكاان‬ ‫دائم التأمل يف تاريخ بلدته ومسقط رأسه مكة ‪ ،‬وكان عاىل‬ ‫علم كامل بهذا التاريخ ‪ ،‬فهو يتذكر أن َّ العامليق هام أول‬ ‫من سكن بلدته الحبيبة عىل إثر هجرتهم إليهاا مان باالد‬ ‫الااع اراق ‪..)).‬ثاام يااذكاار املااؤلااف فضااائاال وك ارامااات‬ ‫ومناقب رسولنا الكريم ونبينا الخاتم العظيام يف الافاصال‬ ‫الثاين ص‪ (( : 31‬وروى أبو طالب ‪،‬عم النبي صىل الله علياه‬ ‫وسلم ‪،‬أنه كان يوما ً بذي املجاز ومعه رسول الله صىل الالاه‬ ‫عليه وسلم فأدركه العطش فشىك إليه قائالً ‪ " :‬يا ابن أخاي‬ ‫قد عطشت ‪ ،‬وماقلت له ذلك وأنا أرى أن عنده شيئاا ً مان‬ ‫املاء ‪،‬قال ‪ :‬فنزل عن الدابة وقال ‪ :‬ياعم أعطشت ؟ قاال ‪:‬‬ ‫قلت نعم ‪ ،‬قال فأهوى بعقبه إىل األرض وإذا باملاء ‪.‬فقاال ‪:‬‬ ‫ارشب ياعم ‪،‬قال فرشبت " ‪ ..))...‬ويستمار برساد جامايال‬ ‫بفصول الكتاب الق ّيم عن سرية الاخااتام املاعاصاوم باكال‬ ‫الجوانب من الهجرة ومبيت اإلمام عيل كارم الالاه وجاهاه‬ ‫بفراشه ‪،‬أذى كل املرشكني واملنافقني ومحاوالتهم صد الدعوة‬ ‫حتى لو تطلب قتل رسول الله ‪.‬صىل الله عليه وآله‪ .‬لاذلاك‬ ‫حاولوا ثنيه أو باإلغراء ‪.‬جابهوه مبعارك رشسة بابادر وأحاد‬ ‫والخندق وغريها حتى أفرد املؤرخ القو فصال ً الارساول‬ ‫صىل الله عليه وسلم يف المة الحرب إستعرض فيه مافاصاالً‬ ‫معارك املرشكني ضد النبي بعد هزميتهم ببدر ص ‪.. (( : 125‬‬ ‫وملا وصل خرب الهزمية إىل مكة جن جنون مان باهاا ‪........‬‬ ‫وكانت أشد النساء حزنا ً وانتحابا ً (هند بنت عتبه بن ربيعة)‬ ‫‪ ،‬زوج أيب سفيان وأم معاوية ‪ ،‬لقتل والدها وعمها وأخيها يف‬ ‫بدر ‪ .‬وقد نذرت بأال تساتاحام والياقارب جسادهاا املااء‬ ‫والتتطيب واليقرب أبو سفيان من فراشها حتى تأخاذ باثاأر‬ ‫من قتل من أهلها وأعز الناس عىل قلباهاا ‪ .‬وناذرت عاىل‬ ‫األخص أن تأخذ ثأرها من حمزة قاتل أبيها وعمها‪ .. )).‬هاذا‬ ‫العداء السفياين األموي السافر للنبي العظيم ثم أهل البيات‬ ‫أدى لشهادتهم بعد أن ثأر هؤالء ضد الحق ‪..‬يؤكد الدكاتاور‬ ‫عطية القو بالخامتة ص ‪ (( : 342‬وقد تقلب رسول الالاه‬ ‫صىل الله عليه وسلم منذ أن كان يتيامً إىل أن صاار رئاياس‬ ‫دولة وداعي دين وراعي أمة يف جميع مراحل الحياة فامرس‬ ‫رصوفها وويف بحقوق املراتب كلها ‪ ،‬وباذلاك صاار املاثال‬ ‫األعىل للقدوة الكاملة ‪.‬فقد كان طفالً وشابا ً وشياخاا ًووالادا ً‬ ‫وأخا ً وزوجا ً وجارا ً ورفيقا ً وصاحبا ً وجنديا ً وقاائادا ً وفااتاحاا ً‬ ‫ومهاجرا ً وقاضيا ً وقبل كل أء إنسانا ً ‪.‬وكان يف كال هاذه‬ ‫املراتب عىل اختالفها هو هاو مل ياتاغاري مان األلاف إىل‬ ‫الياء ‪،‬وكام مثال (اإلنسان الكامل )‪))....‬‬

‫تراث ومجتمع‬

‫مجلة ضفاف‬

‫األستاذ محسن حسين واحد من أهم الصحفيين الذذيذن لذمذفذوا صذا الصذحذاصذ‬ ‫ولفترة طويف اتاحت له اإللتاق بامزج الحكام المختفف وقد أصدرت لذه دولذ‬ ‫اإلمارات المتحدة كتابا له (مذن أوراق صذحذفذا لذراقذاف يذحذا صذيذه تذجذربذتذه‬ ‫الصحفي والحياتي ‪ .‬ولعدم توصر هذا الكتاب صا المكتبات ستقوم مجفتكم ضفذا‬ ‫بتقديمه لفى شكل حفقات نرجو أن نتيح أمام القراء االطالع لفذى تذجذربذ هذذا‬ ‫الصحفا الكبيرة‪.‬‬ ‫وسنبدأ من هذا العدد بالنشر بعد االستئذان من صاحب الشذنن راجذيذن انذنذا‬ ‫لرضنا ما صات الكثيرين االطالع لفيه ولنرى كي كان الصحفا يبذذل الذجذ ذد‬ ‫الكبير صا لمفه ليصل الى المعفوم مع ما يراصق ا من محاذير وممنولات‬ ‫ال‬

‫تحي لألستاذ الكبير محسن حسين وهو يستقبفنا طالبا صا صفه‬ ‫د باسم الياسري‬ ‫رئيس التحرير‬

‫العدد ‪35‬ـــ ايلول‪ /‬سيتمبر ‪2222‬‬

‫‪51‬‬

51

‫مجلة ضفاف‬

‫العدد ‪35‬ـــ ايلول‪ /‬سيتمبر ‪2222‬‬

‫تراث ومجتمع‬

‫‪52‬‬

‫حسني كركوش‪....‬‬ ‫‪ ....‬والكتابة كمسؤولية وطنية‬ ‫جاء الكاتب العراقي د‪ .‬حسني كركوش املولود يف قالاعاة‬ ‫سكر ‪ ،‬مدينة الرمان والجامل املتعالية عاىل ضافااف ناهار‬ ‫الغراف‪ ،‬اىل عامل املقال السيايس هاويا يف البدء‪ ،‬لكنه رسعاان‬ ‫ما احتل مكانة خاصة بني كتابه املرموقني عربيا ال سيام باعاد‬ ‫انهيار النظام البعثي اثر االحتالل األمرييك للعراق يف رباياع‬ ‫‪ 2003‬بفعل تراكم معرفة واسعة تطمح اىل املاوساوعاياة ال‬ ‫سيام يف الشأن العراقي املعارص‪ ،‬مستندا اىل أرضياة فاكارياة‬ ‫واضحة االلتزام اليساري‪ ،‬وترفّعر وا رع حيال االحكام املساباقاة‪،‬‬ ‫واىل كل ما يعرب عن شخصية مرتيثة وعادلة الطبع‪ ،‬باعايادة‬ ‫عن هوس االعتداد والتن ّمر كام عن التوظيف التجاري للارأي‬ ‫وسواها من االخطار التي تهدد الكتابة الصحفية السايااساياة‬ ‫عادة‪.‬‬ ‫هذا الرصيد يضاف اليه متكنا نوعيا من اكارث مان لاغاة‬ ‫اجنبية ال سيام الفرنسية واإلنكليزية فضال عن لغاة عارباياة‬ ‫سخية املنابع والطموح والهموم واخالق كتابياة ماتاسااماياة‬ ‫باعرتاف العدو قبل الصديق وتسامحية املسار‪ .‬ويذكر الشاعر‬ ‫عبدالرزاق الربيعي ان األستاذ حسني جارب كاركاوش‪ ،‬الاذي‬ ‫د ّرسه يف الصف الخامس االبتدايئ مبدرسة "نهاوند" االبتدائياة‬ ‫للبنني يف مدينة الثورة ببغداد‪" ،‬ترك أثرا ال ميحى اذ حبب لناا‬ ‫القراءة" مالحظا ان "معلم اللغة العربية هذا املتخ ّرج حديثا‪،‬‬ ‫واملتسلّح بفورة الشباب‪ ،‬أراد أن يبدأ مع تاالماياذه مشاوار‬ ‫املعرفة منذ الدرس األ ّول ‪ ،‬وكان ذلك بباغاداد عاام ‪،"1232‬‬ ‫ومستذكرا كيف ان ذلك املعلم غادر الفصال ماتاو ّجاهاا إىل‬ ‫اإلدارة‪ ،‬ليجلب لتالميذه الجدد نسخا من مجلة كانت تصادر‬ ‫لألطفال اسمها" مجلتي"‪ ،‬وأخرى لألوالد اساماهاا "املازماار"‪،‬‬ ‫الرسام طالب‬ ‫وقام بتوزيعها عليهم وكان معه يف ذلك الفصل ّ‬ ‫ج ّبار‪ ،‬والشاعر محمد حبيب مهدي‪ ،‬والقاص الراحل ساعادي‬ ‫العبد مؤكّدا‬ ‫لاااهااام أن‬ ‫الااعااطاالااة‬ ‫الصااياافاا ّيااة‬ ‫فرصة رائعاة‬ ‫للمطاالاعاة‪،‬‬ ‫ليك تاباقاى‬ ‫عاااااالقاااااة‬ ‫الااتاالااماايااذ‬ ‫بااالااكااتاااب‬ ‫مستمرة‪ .‬بيد‬ ‫ان عااالقااة‬ ‫األستاذ ماع‬ ‫تااالماااياااذه‪،‬‬ ‫ومع عاادتاه‬ ‫حسين الهنداوي‬ ‫‪53‬‬

‫حسين كركوش‬ ‫عىل تزويدهم ضحى كل خميس بجريدة املزمار األسبوعاياة‪،‬‬ ‫رسعان ما قطعت اثر نقله من املدرسة بسبب ات ّاهااماه مان‬ ‫قبل السلطة البعثية بإفساد عقول التالميذ وبسباب ماياولاه‬ ‫اليساريّة‪ ،‬وهي تهمة كانت اكرث من كافية لتعريضه اىل خطر‬ ‫القتل ال سيام وانه كان قد تعرض لالعتقال يف ماركاز رشطاة‬ ‫دياىل بعد انقالب شباط ‪ 1263‬األسود ما اضطره اىل ماغاادرة‬ ‫بلده اىل منفاه الفرنيس‪.‬‬ ‫يف مطلع الثامنينات املاضية‪ ،‬درس حسني كركوش الالاغاة‬ ‫الفرنسية يف جامعة بواتيه حيث تقاطعنا لوهلة مان الازمان‬ ‫اكتشفته خاللها شابا كريم اللقاء بتلقائية نادرة مع الجماياع‪،‬‬ ‫ومثقفا مرهفا يهوى من الشعر اترفه ومن الاكاالم الاطافاه‪،‬‬ ‫وصديقا يتسامى عىل االنحيازات واملنافع الباهتة‪ .‬باياد اناه‬ ‫رسعان ما غادرنا منتقال اىل باريس مأخوذا مبحبة مسبقة لهاا‪،‬‬ ‫وحيث واصل دراسته يف ظروف ديدناهاا شاظاف الاعاياش‬ ‫وقسوة كدح يدوي يومي لساد الارماق باعاد ان حارمات‬ ‫السلطات البعثية الطالب العراقيني غاري االتابااع مان كال‬ ‫االستحقاقات الدراسية بينام راحت توزعاهاا بااباتاذال عاىل‬ ‫زبانيتها من طلبة عرب مزدوجي االرتباط املخابرايت غالبا‪.‬‬ ‫ومن مرتب زهيد من عمل يومي مرهق هنا او هناك نال‬ ‫حسني كركوش يف عام ‪ 1221‬شاهاادة الادكاتاوراه يف االدب‬ ‫اإلنكليزي من جامعة السوربون بعاد دفااعاه عان دراساة‬ ‫متميزة بعنوان "بريطانيا والحرب العاملية الثانية يف رواياات‬ ‫وقصص ها‪ .‬ي‪ .‬بيتس (‪)1252 -1232‬‬ ‫‪La Grande-Bretagne et la Deuxième Guerre‬‬ ‫‪mondiale dans les romans et les nouvelles de H.E.‬‬ ‫‪.)1252-1232( Bates‬‬ ‫ولقد استمتعت عميقا بالحضور شخصيا جلسة مانااقشاة‬ ‫حسني كركوش لهذه االطروحة امام اساتذتاه كاام حرضاهاا‬ ‫مهتمون يندر لقائهم يف مناسبة أخارى ماناهام عادد مان‬

‫مجلة ضفاف‬

‫تراث ومجتمع‬

‫األصدقاء الفرنسيني وادباء وفنانني عراقيني وعرب من بيناهام‬ ‫الفنان والشاعر محمد سعيد الصكار والفنانون صالح جايااد‬ ‫ونعامن هادي خالد الصالحي والشاعاراء ساعادي ياوساف‬ ‫وكاظم جهاد وعدنان محسن وحجر مهدي والاكاتااب رائاد‬ ‫فهمي وجليل العطية كام تابع حدثها مثقفون كباار آخارون‬ ‫كالفنان عيل فنجان واالقتصادي وثااب الساعادي والافاناان‬ ‫غسان فييض والفنان عيل العاوادي والاكااتاب الاكاردي د‪.‬‬ ‫هلكوت حكيم والعامل اللغوي إسامعيل قمندار والسايانااميئ‬ ‫إبراهيم صالح وسواهم‪.‬‬ ‫يف الكتابة الصحفية متيز حسني كركوش بحرص كبري عاىل‬ ‫الجمع املتأين بني املعلومة الظرفية والاتاارياخاياة املاوثاقاة‪،‬‬ ‫والسخرية الحذرة املرتاجعة‪ ،‬عىل أرضية واثقة االنتامء وطنياا‬ ‫وانسانيا كام عربت عن ذلك العرشات مان ماقااالت الماعاة‬ ‫نرشها هذا الكاتب خالل العقدين األخريين خاصة‪ ،‬واحايااناا‬ ‫بأسامء مستعارة‪ ،‬عىل صفحات عدد من املجالت والصاحاف‬ ‫واملواقع االلكرتونية العربية وخاصة ايالف والثقافة الجاديادة‬ ‫وطريق الشعب والصفحات الشخصية للكاتب والتاي اثاارت‬ ‫غالبا تثمني ومتابعات شتى القراء وحتى سجاالتهم أحيانا‪.‬‬ ‫وتنقسم كتابات د‪ .‬حسني كركوش منهجاياا اىل ماقااالت‬ ‫حدثية قصرية نسبيا هي اشبه مبتابعات للتطورات السياساياة‬ ‫العراقية خاصة والفرنسية والعاملية ايضا‪ ،‬وأخرى تأخذ شكال‬ ‫دراسات بحثية مطولة يف الغالب قام الكاتب بنارشاهاا عاىل‬ ‫شكل حلقات عديدة كام هو حال دراسة نرشها خاالل عاام‬ ‫‪ 2015‬بعنوان "الفشل يف العراق يكمان يف االناقاالب عاىل‬ ‫الدستور" وثانية بعنوان "مظاهرات ساحة التحرير" وثاالاثاة‬ ‫عن "السياسة األمريكية يف العراق" اثارت الكثري من النقاش‪.‬‬ ‫اما موضوعات مقاالته‪ ،‬فتتوزع بني املاوضاوع الساياايس‬ ‫وهي األكرث وبني املوضوع االديب واالبداعي بشكل عام‪ .‬فامان‬ ‫اشهر املقاالت السياسية نذكر ما ييل ‪:‬‬ ‫ السياسة األمريكية يف العراق بني الثوابت واملتغريات‪.‬‬‫ العنف ليس قدر العراقيني وال مصريهم الذي ال خاالص‬‫منه‪.‬‬ ‫ عراقيون مظهرهم تقدمي وأفكارهم رجعية‪..‬‬‫ الدميقراطيون يف العامل العريب يشعرون باالاهالاع عاناد‬‫نجاح الدميقراطية !!‬ ‫ هذه هي التحديات الحقيقية الكربى أمام حزب الدعوة‬‫اإلسالمية‪..‬‬ ‫ القبائل يف العراق‪ :‬ال مساهامت لها يف بنااء الاحاضاارة‬‫املدينية!‬ ‫ املثقف العراقي وانتخابات الربملان‪.‬‬‫ الحزب الشيوعي بعد عام ‪ :2003‬تشاؤم العقل وتفااؤل‬‫اإلرادة‪..‬‬ ‫ هل املجتمع العراقي عشائري أوال و حرضي ثااناياا أم‬‫العكس؟‬ ‫ املرأة مستقبل الرجل اال يف العراق‪..‬‬‫ ملاذا ال يخاف الفاسدون وناهبو املال العام يف الاعاراق‬‫من التظاهرات السلمية؟‬ ‫ دولة ال ُحسينية و ُحسينية الدولة‪..‬‬‫ اإلسالم ليس ماركة مسجلة واإلسالمويون ليسوا الاوكاالء‬‫الحرصيني‪.‬‬ ‫العدد ‪35‬ـــ ايلول‪ /‬سيتمبر ‪2222‬‬

‫ العلامنية بني التهريج السيايس والحقيقة‪.‬‬‫ من يتذكر (رجل من العراق) أسماه وصافاي طااهار؟‬‫طوفان الدم والجثث‪..‬‬ ‫ يل سان كيلوت‪ :‬نار الثورة الفرنسية ورمادها‬‫ حركة السرتات الصفراء يف فرنسا‪ :‬انطالقتها يف ‪2011‬‬‫اما مقاالت حسني كركوش املتميزة يف النقد االديب فاهاي‬ ‫كثرية أيضا نذكر منها ادناه بعض ما استطعنا معرفته‪:‬‬ ‫ الشاعر اإلنكليزي العراقي األصل سيغفريد ساسون‬‫ "الطيور الصفراء"‪ ..‬رواية أمريكية عن غزو العراق‬‫ الصكار ينهي رحلته ويعود ليتوسد تراب العراق‬‫ صورة املثقف العراقي يف «منازل الوحشة»‬‫ ملاذا أصبح العراقيون املسيحيون "طشاري ما له وايل" ؟‬‫ حميد الكفايئ يف رواية (الغائب الحارض)‪ :‬رصد الاحاراك‬‫االجتامعي العراقي‪...‬‬ ‫ النجف‪ .‬الذاكرة واملدينة‪ :‬مسح بانورامي للمدينة‬‫ صورة املثقف يف رواية دىن غايل ( منازل الوحشة)‪..‬‬‫وترتكز قراءة احسني كركوش لواقع ومستاقابال الاعاراق‬ ‫السيايس عىل عدد من املنظورات املنبثقة جوهريا من خلفية‬ ‫فكرية وطنية ويسارية وليربالية يف آن عربت عن نفسها بجالء‬ ‫وتواصل من خالل التأكيد عىل مفاهيم ثابتة يف مسار تجربته‬ ‫ابرزها التأكيد عىل ان العنف ليس قدر الشاعاوب وماناهام‬ ‫الشعب العراقي داعيا اىل ترسيخ ثقافة التسامح وعالاامناياة‬ ‫النظام السيايس والحياة الدميقراطية الدستورية اذ يرى هاذا‬ ‫الكاتب يف مقال له عام ‪ 2010‬بعنوان "ال ميكان أن ياتاعاا‬ ‫العراق ويزدهر إال برتسيخ ثقافة التسامح"‪" :‬ال ميكن لاعاراق‬ ‫ما بعد صدام حسني أن يضمد جراحه وينهض من ماحاناتاه‬ ‫ويسري عىل قدميه إال بتطبيق وتعميم ثقاافاة (الاتاسااماح)‪،‬‬ ‫والرشوع‪ ،‬من اآلن‪ ،‬بفتح صفحات جديدة يف تاريخه‪ ،‬باملعنى‬ ‫الحقيقي للكلمة‪ ،‬أي إحداث قطيعة شاملة مع ثقافة العناف‬ ‫التاريخية التي عاش ويالتها العراقيون" مستدركا بان ماهاماة‬ ‫كهذه قد تبدو صعبة إىل حد املستحيل "لكن ما مان باديال‬ ‫آخر أمامنا غري االستمرار يف الدوران داخل دواماة الاعاناف‬ ‫القاتلة"‪.‬‬ ‫من جانب آخر يرى حسني كركوش أن الدستور الاعاراقاي‬ ‫الحايل الذي تم التصويت عليه بعد سقوط البعث‪ ،‬يقرتب يف‬ ‫أهم فقراته وأخطرها‪ ،‬من (األفكار) العلامنية‪ ،‬أو ال يتاعاارض‬ ‫معها يف األقل موضحا يف مقال بعنوان "العلامنية بني التهريج‬ ‫السيايس والحقيقة" نرش يف منتصف ‪ ،2014‬بان العلامنياة مل‬ ‫تظهر يف أوربا املسيحية كرد فعل ضد الدين وال ضد األمياان‬ ‫الديني وال ضد املتدينني وال حتى ضد املؤسسة الدينية كادار‬ ‫عبادة‪ ،‬وإمنا ضدها ك(مؤسسة) بسبب تاواطائاهاا املاحاكام‬ ‫وقتذاك مع األنظمة امللكية املطلقة الظاملة التي كانت تحكم‬ ‫بتفويض الهي‪ .‬ولهذا فأن الثورة الفرنسية مثلام نادت بفصال‬ ‫الدولة عن املؤسسية الكنسية وسلطة رجال الكهنوت فاأناهاا‬ ‫كانت بالتزامن مع ذلك ضد سلطة امللك املطلقة وضد سلطة‬ ‫كبار األقطاعيني‪ ،‬ومع إشاعة الحريات‪ ،‬ورفعت شعار (حرياة‪،‬‬ ‫مساواة‪ ،‬أخوة )‪ .‬ومن هنا يظهر التناغم بني العلاامناياة مان‬ ‫جهة‪ ،‬وبني الدميقراطاياة والاربملاان والاحاكام الادساتاوري‬ ‫واالنتخابات واملساواة بني البرش بغض الناظار عان كال ماا‬ ‫مييزهم والحرية للجميع‪.‬‬ ‫‪54‬‬

‫المهندس الفنان‬ ‫قيس يعقوب‬

‫بدأ مع مجليت واكمل ابداعه‬ ‫بعد خروجه من العراق‬ ‫د‪ .‬باسم الياسري‬

‫التقيته يف الخدمة العسكرية جاء للمعايشة معنا وكنت‬ ‫سمعت به واعرف نشاطه‪ ،‬فامضينا شهر املعايشة يف‬ ‫التعرف عىل بعضنا ‪.‬‬ ‫ومتر السنني واذا اجده اصبح فنانا كبريا يقدم اعامال‬ ‫لقصور تاريخية بربنامج راق ‪.‬‬ ‫وتقتيض الصداقة التعريف به للقاريء الكريم هو واحد‬ ‫ممن خرسهم العراق اال انه ظل ذاك الويف اىل تراب وطنه‬ ‫يهيم به ويقدم كل ما يرفع من شأنه‪.‬‬ ‫وهذا الرابط يبني اعامله الكبرية ملن رغب فيها‪:‬‬ ‫?‪https://vimeo.com/user9681903‬‬ ‫‪fbclid=IwAR1y_2yq5e-GH_H‬‬‫‪qCJEqIZYU5mVyO3Sev7jqGXVWIAVvQcMz76‬‬ ‫‪0Wq8iA7Y‬‬ ‫إنه يتحدث عن تجربته‪:‬‬ ‫قيس يعقوب اسحق مواليد املوصل ‪ 1250‬انتقلنا اىل‬ ‫بغداد عام ‪ 1260‬وموهبة الرسم والفن بدأت معي منذ‬ ‫الطفوله حيث كنت متميز ومتفوق بالرسم بجميع مراحل‬ ‫دراستي االبتدائيه والثانويه وطورت قدرايت الفنيه باالطالع‬ ‫والبحث ومامرسة الرسم واالستفاده من توجيهات الفنانني‬ ‫واساتذة الرسم كام كنت مغرم بقراءة واقتناء مجالت‬ ‫االطفال كباقي االطفال واحلم بان اكون رساما لها ‪.‬‬ ‫بعد اكاميل الثانويه وقبويل يف قسم البناء واالنشاءات‬ ‫لدراسة الهندسة وانا يف الصف االول من بداية عام ‪1262‬‬ ‫قرأت يف الصحف اليوميه اعالن من وزارة الثقافة واالعالم‬

‫‪55‬‬

‫النية الصدار مجلة اطفال عراقيه خالصة فمن لديه الكفاءة‬ ‫من رسامني وكتاب التقدم لهذا ‪ ...‬فتقدمت ومعي بعض‬ ‫من رسومي الستعالمات الوزارة فاحالوين ملقابلة االستاذ‬ ‫ابراهيم السعيد الله يذكره بالخري ويعطيه طول العمر‬ ‫والصحة والذي اصبح الحقا رئيس تحريرها فاطلع عىل‬ ‫اعاميل فاعجبته وطلب مني ان ارسم صفحتني لالطفال يف‬ ‫سيناريو من خيايل واقدمها وعىل ضوئها سيكون االختيار‬ ‫من قبل اللجنة فبعد اسبوع تقدمت مبا طلبه واخذ عنوان‬ ‫منزيل وقال يل سياتيك الرد الحقا بالربيد وبعد ما يقارب‬ ‫الشهرين اتتني رسالة من وزارة الثقافة واالعالم للمنزل‬ ‫بقبويل كرسام وبدأنا العمل من العدد صفر التجريبي ملجلة‬ ‫( مجلتي ) مع اروع مجموعة مختاره من فنانني وكتاب‬ ‫كانوا زبدة البلد من املواهب كان هدفهم ان يقدموا اجمل‬ ‫وافضل ما ميكن وكانوا يعملون باخالص دون حساب للزمن‬ ‫وال يكلون من دوام وال يهمهم كم يتقاضون ‪ ... .‬ثم تم‬ ‫اختياري ان اكون رسام ومحرر للصفحة العلميه النني كنت‬ ‫الوحيد ضمن املجموعة ذو اختصاص علمي وادرس‬ ‫الهندسه فاستمريت عىل هذا النهج من عام ‪ 1262‬اىل عام‬ ‫‪ 1236‬ففي هذه الفرتة كنت اع ّد‬ ‫وارسم الصفحات العلمية عىل شكل‬ ‫سيناريو وكنت بهذا اول من رسم‬ ‫واعد الصفحات العلميه عىل شكل‬ ‫سيناريو لالطفال يف الوطن العريب ‪..‬‬ ‫غادرت العراق بعدها وعاودت‬ ‫العمل ايضا من عام ‪ 1215‬ولغاية‬ ‫‪ 1211‬بالرسم والتصميم ايضا وتركتها‬ ‫بعد ذلك للتفرغ لعميل يف مكتبي‬ ‫االستشاري الهنديس الخاص ‪.‬‬ ‫من الكتب التي صممتها ورسمتها ‪-:‬‬ ‫‪ -1‬تقنية املستقبل ‪ -2‬االشكال ‪-3‬‬ ‫الكهرباء ‪ -4‬اثارنا بني يديك ‪ -5‬اطلس‬ ‫العامل ‪ -6‬حقائق عن جلدك ودماغك‬

‫مجلة ضفاف‬

‫تراث ومجتمع‬

‫‪ -3‬متعة مع علم الفيزياء ‪ -1‬املوسوعة‬ ‫العسكرية بثالث اجزاء الربية والجوية‬ ‫والبحرية ‪.‬‬ ‫اما هوايايت واهتاممايت فقد اقمت‬ ‫معريض الشخيص االول يف املركز الثقايف‬ ‫الفرنيس يف عام ‪ 1230‬واقمت خمسة‬ ‫معارض شخصيه يف الجامعه خالل‬ ‫دراستي الجامعيه ‪. 1233 – 1261‬‬ ‫انجزت العديد من الجداريات ولوحات‬ ‫من الحديد ومواد اخرى عدد ‪ 61‬عمل‬ ‫بني االعوام ‪ 1226 - 1223‬موزعه عىل‬ ‫ثالث كنائس يف بغداد هي كنيسة‬ ‫ماريوسف للرسيان الكاثوليك املنصور‬ ‫وكنيسة العذراء للكاثوليك املنصور‬ ‫وكنيسة شفيع العامل يف نفق الرشطه ‪ .‬كنت من اوائل‬ ‫من اقتنى الحاسبات يف العراق يف عام ‪ 1215‬وبذلت الكثري‬ ‫من الجهد بالبحث واملتابعه عن الربامجيات الهندسيه‬ ‫وبالخصوص ثالثية االبعاد الحسايس باهمية وامكانات هذه‬ ‫الربامجيات وما ستقدمه للمستقبل هندسيا واعالميا‬ ‫وتربويا ‪ ،‬فكنت اول من قدم محارضات بهذا املجال للمركز‬ ‫القومي لالستشارات الهندسيه واملعامريه يف عام ‪، 1224‬‬ ‫واول من قدم لقطات اسرتاحه ثالثية االبعاد لتلفزيون‬ ‫الشباب يف التسعينات ‪ ،‬كام اشرتكت باول عمل ثال االبعاد‬ ‫لساحة التحرير يف املركز القومي للحاسبات يف معرضهم‬ ‫السنوي اواسط التسعينات ‪.‬‬ ‫ان التجسيد الثال االبعاد ملدننا التاريخية املندثرة‬ ‫كان يراود افكاري ومخيلتي منذ بدأي العمل عىل‬ ‫الحاسبات والربمجيات الهندسية لكن العقبة كانت بطء‬ ‫وقلة خزين الذاكرة يف حاسبات االجيال املاضية إلنجاز ذلك‬ ‫وبعد تقدم وتطور الحاسبات وظهور االجيال الجديدة هو‬ ‫الذي ساعد عىل ظهور برامجيات حديثه تدعم هذه‬ ‫االمكانيات يف السنني العرشة األخرية ومن خالل ما اعرضه‬ ‫عىل موقعي يف ( اليوتيوب ) و ( الفيميو ) ‪https://‬‬ ‫‪ vimeo.com/user9681903‬الحظت مجلة ‪National‬‬ ‫‪ Geographic‬املختصة بالتاريخ احد فيديوهات اعاميل‬ ‫ملدينة نينوى فقامت باالتصال يب وطلبت اللقطات التي‬ ‫ترغبها للمدينة وتم االتفاق معي عىل‬ ‫ذلك وبدأت بنرش اعاميل ‪ ...‬كذلك‬ ‫حدث نفس اليشء مع متحف الحضارات‬ ‫القدمية ‪ Oudheden‬يف مدينة ‪Leiden‬‬ ‫الهولندية كأفالم وصور عرضت يف‬ ‫قاعاتهم ‪ .‬كام اقتنا املنتج والباحث‬ ‫‪Paul Cooper‬مجموعة‬ ‫االنكليزي‬ ‫ملقاطع افالم لحضارتنا التي اجسدها‬ ‫كذلك املصور واملخرج االيطايل ‪Alberto‬‬ ‫‪ Castellani‬وكذلك املنتج واملصور‬ ‫‪ Louis Mernda‬من فرنسا والذين‬ ‫ينتجون افالم طويلة عن حضارات ما بني‬ ‫النهرين ‪.‬‬ ‫من املالحظ هناك شحه يف انتاج‬ ‫العدد ‪35‬ـــ ايلول‪ /‬سيتمبر ‪2222‬‬

‫هكذا اعامل ‪ ،‬النها تحتاج لكادر متخصص لهكذا عمل فني‬ ‫وتاريخي وعلمي يضاف لها موارد ماليه المتامها ومبا انني‬ ‫اجمع الكثري من االهتاممات واملواهب كموهبة الرسم‬ ‫والنحت والتصوير ودراستي كمهندس انشايئ واالهتامم‬ ‫بالتاريخ قد سهل يل العمل مبفردي النجاز هكذا عمل واسع‬ ‫ومعقّد ‪ ،‬ومن خالل متابعتي العامل اجنبيه الحظت انها‬ ‫تفتقر للطابع العراقي والحس باالرض والجو والطبيعه‬ ‫وهذا ما دعاين لالهتامم وتقديم عمل عراقي خالص ‪.‬‬ ‫ففي مناهجنا الدراسيه االوليه هناك درس لتاريخ العراق‬ ‫القديم وقد جمع تاريخ ‪ 3000‬سنه يف كتاب هزيل علميا‬ ‫وفنيا فنحتاج اليوم اىل وسائل ايضاح جديده ‪ ،‬فعرص‬ ‫الصبوره والطبشور يف زوال واستعيض عنه بالشاشات‬ ‫والحاسبات املحموله ومن خالل عروض الفديو لتبسيط‬ ‫وتقريب املواضيع الذهان الطالب وكل تاريخنا ممكن‬ ‫تقدميه كفيديوات وصور مع الرشوح املدونه بالكتب‬ ‫املقرره واملرتبطه بها ‪ .‬كذلك تصميم واصدار كتب واطالس‬ ‫وكراريس وبوسرتات والعاب فيديو وافالم مستنبطه من تلك‬ ‫االعامل و ملختلف االعامر واملستويات عن مدن وتاريخ‬ ‫العراق القديم ينرش ويوزع ويعرض او يباع يف مكتباتنا‬ ‫ومتاحفنا وسفاراتنا ومراكزنا الثقافيه ومدارسنا وجامعاتنا‬ ‫فكم هي شحيحه وفقريه مع االسف كل تلك املرافق بهكذا‬ ‫مناذج ‪ .‬وكل هذه طموحات امتنى ان تتحقق ‪.‬‬

‫‪56‬‬

‫األهوار من االساطير المجنحة الى الخوف‬ ‫من الجائحة‬ ‫* نعيم عبد مهلهل ‪ /‬دوسلدورف‬ ‫* كامل عبد الرحيم‬ ‫حتى يف فوىض الخوف من جغرافية وباء الكورونا ‪ ،‬املساحة لعدم‬ ‫ترتدي اهوار الجنوب العراقي اثواب اساطري املكان الذي ارتباطها مبجاري‬ ‫كونها‬ ‫يحتوي أشياء حسية وروحية واسطورية وتاريخية ودينية االنهر‬ ‫متتد منذ أزمنة ما يعتقد انه الهبوط االول آلدم وبعله حواء منخفضة عن ضفتي دجلة والفرات ‪.‬‬ ‫وسط غموض تلك املحنة الكونية التي بدأت يف مدينة‬ ‫تحت ظل شجرة سدر عىل ضفاف تالقي انهر ميزوبوتاميا‬ ‫( دجلة والفرات ) يف مدينة القرنة التي تكاد تتوسط املسافة ووهان الصينية وانتهت بآخر قرية يف غابات زمبابوي‬ ‫بني مدينتي البرصة وال َّعامرة العراقيتني‪ .‬وايضا يسكن االعتقاد األفريقية ‪ ،‬تعيش قرى االهوار حالة الرتقب وااللتجاء اىل‬ ‫علامء االثار واالنرثوبولوجيا من أن املكان الذي شهد الطوفان طقوس الغيب وطلب الرحمة من ارضحة االولياء ‪ ،‬وتحاول‬ ‫االول هو ايضا املكان الذي تحركت منه سفينة نوح وانتهت منظمة الصحة العاملية ان تبعد االثر املدمر لتلك الجائحة‬ ‫اىل امكنة متخيلة كثرية ومنها جبل ارارات يف بالد االناضول عىل حياة هؤالء الناس ‪ ،‬ومثل ما كان كهنة سومر يفعلوه يف‬ ‫وساحل طنجة وامكنة اخرى ‪ ،‬وهو ما جاء ألجله يف طرد النحس واالوبئة وجيوش الغزاة القادمة من جهة فارس‬ ‫سبعينيات القرن املايض العامل الرنويجي هايردال الذي يحمل وجهات جبلية اخرى ‪ ،‬يحاول هؤالء البرش التسرت بقدرية‬ ‫االعتقاد واألميان بأن السومريني سكان االهوار القدامى حيث الحال واالنشغال بحياتهم اليومية يف تربية الجاموس وصيد‬ ‫اليوم يوجد الكثري من اطالل االثر لسالالتهم ‪ ،‬كانوا يرسلون االسامك واالعتناء مبشايت الطيور املهاجرة والقادمة من مدن‬ ‫البلطيق وسيبرييا وكندا‬ ‫اساطيلهم التجارية ‪ ،‬ورمبا وصل‬ ‫والسويد ونسيان ما يحسه‬ ‫منها اىل األرض اإلسكندنافية‪.‬‬ ‫يعيش اهل االهوار بثبات الحلم االزلي غريهم من االطياف‬ ‫فصنع سفينة من قصب الربدي‬ ‫كانوا‬ ‫التي‬ ‫قوس‬ ‫ال‬ ‫ذات‬ ‫يمارسون‬ ‫وهم‬ ‫املجتمعية يف خطر وباء‬ ‫الذي ميأل مياه االهوار ومنه‬ ‫يصنعون بيوتهم ‪ ،‬وابحر بها من يمارسونها منذ عهود سالالت اور والى الكورونا ‪ ،‬وهم يلوذون‬ ‫بنظراتهم واغانيهم وتنانري‬ ‫ميناء البرصة اىل اوربا ‪ ،‬لكنه اليوم‬ ‫مخابزهم الذين يصنعون‬ ‫احرقها أمام سواحل ُعامن بسبب‬ ‫رؤيا غامضة فرسها هو عىل انه تضايق من البارجات خبزه من دقيق االرز وليس الحنطة ‪ ،‬وهو الوحيد الذين‬ ‫والسفن العمالقة وناقالت النفط التي تجوب مياه الخليج يعتقدون انه يقيهم من وجع االوبئة بدال من أي عقار اخر‪.‬‬ ‫ولهذا يشعرين يف قناعة هؤالء الناس ان موت االوبئة قد‬ ‫العريب وبحر العرب وتلوث مياه البحر والخليج ‪.‬‬ ‫تحمل االهوار اليوم هذا االرث وتعود اىل يقظة حلم يكون لزاما عىل طقوس املدن املتحرضة ‪ ،‬فيام يبتعد بهاجس‬ ‫سكنها منذ ان اصبح اهلها املعدان يف هوامش الحياة ونالهام واحساس غريب عن قرى ال تعرف يف طبخ موائدها‬ ‫من اضطهاد ازمنة القمع الكثري وتم تجفيف االهوار ليعيش بطباخات الغاز والكهرباء بل تلجأ اىل اشعال القصب ليكون‬ ‫حطبا تطبخ به حسائها واغلبه الرز واللنب الخاثر والسمك‬ ‫هؤالء البرش املدثرين بحنني أساطري وصدى اغاين الصيادين ‪.‬‬ ‫امنيات العودة اىل ديارهم بعد ان اجربتهم مدافع املشوي‪.‬‬ ‫مع الكورونا واحزانها التي تجتاح العامل ‪ ،‬اصبح سكان‬ ‫الحروب وتجفيف ارضهم من املياه ‪ ،‬ومل يتحقق ذلك إال بعد‬ ‫االهوار من املعدان يدركون شيئا فشيئا ما يحدث حولهم‬ ‫‪.2003‬‬ ‫ومحنة االهوار مع التجفيف تتشابه متاما مع محنتنا من بفضل العوملة التي اتت اليهم محمولة بواسطة املشاحيف‬ ‫الوباء الذي يرى البعض انه إن تفىش بني تلك القرى النائية ومع اول زيارة لقرى االهوار التي قام بها الحاكم املدين بول‬ ‫والهادئة سيكون اكرث ظلام من لسعات البعوض التي كانت برميل بعد التغيري يف ‪. 2003‬حيث سأل إن كانوا يستخدمون‬ ‫اجهزة الساتاليت ‪ ،‬فأخربوه انهم اىل االن مل تدخل بيوتهم‬ ‫تنترش يف صيف القرى وتنرش بينهم امراض املالريا‪.‬‬ ‫صورة االوبئة التي سكنت تواريخ املكان مثل الكولريا اجهزة الراديو فكيف تدخل اجهزة الصحون الالقطة ‪ ،‬وان‬ ‫واملالريا وانواع مختلفة من الحمى التي تحملها املياه امللوثة سقوف بيوتهم املبنية من القصب قد ال تتحملها لثقلها ‪،‬‬ ‫كون مياه االهوار تتحول مبرور الزمن اىل مستنقعات كبرية ابتسم برمير وقال ‪ :‬باستطاعتهم نصبها امام بيتوهم ‪.‬‬ ‫‪57‬‬

‫مجلة ضفاف‬

‫تراث ومجتمع‬ ‫السامء ويكون عىل ميينه عشتار الهة الحب وسني اله القمر‬ ‫‪ ،‬وتحت تطل اجفان الصيادين ورعاة الجواميس وبائعات‬ ‫القيمر عىل موكب االلهة وهو يرسل من العال اشارات‬ ‫اطمئنان اىل هؤالء الناس ‪ ،‬فيشعلون شموع فرح عرب امنيات‬ ‫زكريا النبي او يرفعون عىل سقوف بيوتهم العامئة يف املاء‬ ‫راية العباس ‪ ،‬وهم ال يعرفون مثال ان الرئيس االمرييك‬ ‫ترامب يختض فزع كل ليلة يف مؤمتره الصحفي ويحمل‬ ‫الصني مسؤولية كل هذا ويطالبهم مبليارات الدورات‬ ‫تعويضا عن الخوف والقلق والكساد التي حملته تلك‬ ‫الجائحة‪.‬‬ ‫وأخريا عند حافة األمل والحياة اتذكر االن مقاربات‬ ‫الوباء الجديد والعطش القديم لهذا املكان مع قول يقول‬ ‫بوذا يف واحد من تعاليمه التي وجدتها مدونة عىل جدران‬ ‫معبد بوذي يف مدينة حيدر آباد الهندية ‪:‬إن الروح العطىش‬ ‫تفقد القدرة عىل تذكر موجة النهر ‪ ،‬وهذا يعني إن العامل‬ ‫سيفقد سريه صوب النور ‪.‬‬ ‫يف دالة عىل أن املاء كان ميثل الحياة يف كل عنارصها ‪،‬‬ ‫بالرغم أن الكثري من االوبئة التي كانت تصيبهم وسيطها هو‬ ‫املاء فيام هذه الجائحة وسيطها املخالطة ورذاذ الكالم ‪،‬‬ ‫وعليه فإن الفايروس الراغب يف إلغاء هذا الشكل املتميز‬ ‫من العامل إمنا يقرتف جرمية حرب وإبادة جامعية ضد‬ ‫موجودات هذا األرث الطبيعي األول الذي رسم عىل األرض‬ ‫بدايات التفكري مبساحة الود مع السامء ومع القصيدة ومع‬ ‫الوردة‪.‬‬

‫ورويدا رويدا انترشت الصحون الالقطة واندهش املعدان‬ ‫من هذا الزائر الغريب الذي تسكنه دهشة اللون وجامل‬ ‫مذيعات القنوات االخبارية ‪ ،‬وبعضهم تذكر مع قناة روتانا‬ ‫التي تبث حفلتني كل ليلة لسيدة الغناء العريب ام كلثوم‬ ‫كيف كان املعلمون يف مدارس القرى ينتظرون صوت‬ ‫السيدة كل ليلة ويعمرون كؤوس مثالتهم من عرق يشرتونه‬ ‫من املتعهد املسيحي يف نوادي املوظفني يف املدن الحرضية‬ ‫القريبة من االهوار واغلب هذا العرق هو من النوع‬ ‫املستيك ويأيت مصنوعا من قرى شامل املوصل يف تلكيف‬ ‫وبعشيقة والقوش والتي نالها قبل هذا الوباء وباء اشد‬ ‫قسوة وهو وباء داعش االرهايب وقيمة املتخلفة واملظلمة‬ ‫والقاسية‪.‬‬ ‫ومنذ زيارة الحاكم املدين واىل الفزع من الجائحة يعيش‬ ‫اهل االهوار بثبات الحلم االزيل وهم ميارسون ذات الطقوس‬ ‫التي كانوا ميارسونها منذ عهود سالالت اور واىل اليوم ومل‬ ‫تؤثر عليهم كثريا مغريات شاشات التلفاز واملسلسالت‬ ‫الرتكية التي مل ترتك لها اثرا يذكر يف تحويل ثقافتهم البدائية‬ ‫اىل منطقة اخرى‪.‬‬ ‫واآلن هذا زمن الجائحة يجتاز حرية البرش واملختربات‬ ‫العلمية ويضع الرؤى البرشية عند الترصيحات التي تتأمل‬ ‫خريا عرب مواعيد فضفاضة الكتشاف العالج واللقاح ‪ ،‬ورمبا‬ ‫وحدهم معدان االهوار من يحاولون يف قناعة الغريب‬ ‫واالميان الذي يسكنهم بأن االمر قد ال يعنيهم وأنهم‬ ‫يذهبون يف اخيلة الخالص من اي وباء اىل االلهة املجنحة‬ ‫التي تطري برحمتها فوق ساموات القرى ويقودها انو اله‬

‫العدد ‪35‬ـــ ايلول‪ /‬سيتمبر ‪2222‬‬

‫‪58‬‬

‫اسطنبول العربية‬ ‫د كاظم المقدادي‬ ‫رمبا ال يعرف السلطان محمد الفاتح ان "القسطنطيناياة "‬ ‫التي فتحها سنة ‪ 1453‬م ‪ ،‬وكانت عاصمة البيزنطيني ستاكاون‬ ‫يوما ‪ ..‬االجمل واالبهى من بني مدن العاامل ‪ ..‬فاناعام االماري‬ ‫امريها ‪ ..‬كام اشار الرسول العريب ‪ ..‬وهو يتنبأ بفتح املسالاماني‬ ‫لها ‪.‬‬ ‫هي عشق السالطني التي متناها نابالاياون والافارنساياون‬ ‫عاصمة المرباطوريتهم ‪ ،‬وهي مدينة اليونانيني يف مخايالاتاهام‬ ‫ويف احالمهم ‪ ،‬وهي ايضا ‪ ..‬قرة عني االتراك ‪ ،‬بعد ان استقارت‬ ‫يف تاريخهم ‪ ،‬وترسخت بعواطفهم ‪ ،‬وعقولهم ‪.‬‬ ‫مدينة المتل ‪ ،‬والتكل ‪ ،‬نصفها اوريب ونصفها اسيوي ‪ ،‬كال‬ ‫مافيها جميل ‪ ،‬شوارعها العريضة ‪ ،‬وبازاراتاهاا الاعاتاياقاة ‪،‬‬ ‫ومتنزهاتها الفريدة ‪ ،‬وزهورها التي طرزت كل مكان فيهاا ‪..‬‬ ‫النوارس ال تفارق بحرها ‪ ،‬ومضيقها ‪ ،‬وخلجانها ‪ ..‬و الاقاطاط‬ ‫مدللة مستأنسة فيها ‪ ،‬والكالب تجد من يعتني بها ويأويهاا ‪..‬‬ ‫اما السياح فريفعون القبعة اعجابا ‪ ،‬لحارضها وماضيها ‪.‬‬ ‫هي امرأة من حرير ‪ ..‬ترتدي فستانا شفيفا ‪ ،‬يبهر الناظار‬ ‫والرضير ‪ ..‬مثل ملكة الجامل ‪ ،‬يبهرك كل جزء فاياهاا ‪..‬وهاذا‬ ‫بائع الدوندرمة ‪ ،‬يعلن عنها جهارا نهارا ‪ ،‬ويتفنن بها ‪ ،‬يطويها‬ ‫ويلويها ‪ ،‬حتى يجرب شاريها ‪.‬‬ ‫مدينة ‪ ..‬تغويك بالتسكع يف اناء الليل ‪ ،‬واطراف الناهاار ‪..‬‬ ‫من دون هدف وال إشعار ‪ ،‬تحبها بشغف ‪ ،‬وتاعاياش ماعاهاا‬ ‫نزهة برتف ‪ ،‬يعشقها الرثي املتخوم ‪ ،‬ويتعلق بهاا املاتاساكاع‬ ‫املحروم ‪ ..‬ولك ان تصبح سلطانا عظيام بلرية وخمسني ‪ ،‬باعاد‬ ‫التقاط صورة مبالبس السالطني ‪ ،‬فاتاعاود باذاكارة الادولاة‬ ‫العثامنية ‪ ..‬التي سيطرت وحكمت العامل ملئات السنني ‪.‬‬ ‫مدينة ‪ ..‬يعيش فيها اصناف البرش ‪ ،‬االسيوي واالفريقاي ‪،‬‬ ‫واالوريب ‪ ،‬واالمرييك والرويس ‪ ..‬والياباين ‪ ..‬واخريا اهتدى الياهاا‬ ‫السود لحسها االنساين ‪.‬‬ ‫ما ان تغادرها ‪ ..‬تشتاقها ‪ ،‬فتفكر بالعودة الياهاا ‪ ،‬مارات‬ ‫ومرات ‪ ..‬حتى تود االقامة فيها كأمنية من اجمل االمنيات ‪.‬‬ ‫السفر ‪ ..‬اىل مدن الحضارة والجامل ‪ ..‬اسطنبول وباارياس‬ ‫وروما ‪ ..‬وغريها من عواصم األنسان ‪ ،‬تتأملها جليا ‪ ،‬فتاشاعار‬ ‫بقيمة النظام واألمان ‪ ،‬وبقيمة املاكاان والازماان ‪ ،‬وتاحاس‬ ‫بالفارق ‪ ..‬بني العيش يف عواصم عربية ‪..‬شبعت من املاوت ‪،‬‬ ‫والكبت واملرض ‪ ،‬وبني اسطنبول ‪ ،‬جنة الله عىل االرض ‪.‬‬ ‫تتجول يف شوارعها ‪ ،‬وتقف امام مساجدها ‪ ..‬فتجد "خاط‬ ‫الثلث " العريب يطرز قبب مساجدها ‪ ،‬ومداخلها و واجهاتها ‪.‬‬ ‫معظم جوامعها الكبرية ‪ ،‬صممها املعامر الارتيك الشاهاري‬ ‫سنان ‪ ..‬اراد لها ان تكون اجمل من الكنائاس الاتاي بانااهاا‬ ‫البيزنطيون مثل الكنيسة الشهرية ( ايا صوفيا ) وما تالها من‬ ‫اعامر وبنيان ‪ .‬مساجدها ‪ ..‬سميت باسامء اعظم الافااتاحاني‬ ‫واملؤسسني ‪ ..‬السلطان محمد الفاتح ‪ ،‬وسلطان احمد ‪ ،‬وسليام‬ ‫‪ ،‬ومراد والسلطان سليامن القانوين ‪ ،‬وعبدالحميد الاثااين ‪..‬‬ ‫اخر السالطني ‪.‬‬ ‫‪59‬‬

‫عىل مر السنني ‪،‬‬ ‫ظل الحرف العريب ‪،‬‬ ‫والخاتام الاعاريب ‪،‬‬ ‫ضااالااة الااحاااكاام‬ ‫واملحكومني ‪.‬‬ ‫باااعاااد انااادالع‬ ‫الحارب الاثااناياة ‪،‬‬ ‫وانهيارالدولة السنية‬ ‫‪ ،‬ومااجاايء حاازب‬ ‫"االتاحااد والارتقاي"‬ ‫واختياار مصاطافاى‬ ‫كامل اتاتورك رئيساا‬ ‫لجمهاورياة تاركاياا‬ ‫الفتاياة ‪ ،‬وساقاوط‬ ‫الباب العايل ‪ ،‬وعازل‬ ‫عبد الحميد الثاين ‪..‬‬ ‫عن الخالفة و الخليقة ‪.‬‬ ‫اتخذ اتاتورك اول القرارات لاتاقاوياض تاارياخ الادولاة‬ ‫العثامنية ‪ ،‬فاستبدل الحروف العربية ‪ ،‬بحروف التينية ‪ ،‬وجااء‬ ‫قومه بلغة تركية هجينة ‪ ..‬ثلثها اذري ‪ ،‬واخر عريب ‪ ،‬واالخاري‬ ‫اعجمي ‪.‬‬ ‫كان االتراك بعد اسالمهم ‪ ،‬يتوزعون عىل هضبة االنااضاول‬ ‫وما حولها وجاورها ‪ ..‬بتحدثون اللغة األذرية ‪ ،‬وياكاتاباون‬ ‫بالحروف العربية ‪ ..‬يف املادارس والاجااماعاات و الادوائار‬ ‫الرسمية ‪ ..‬ويف سنة ‪ 1221‬تم احداث "هيأة اللغة الارتكاياة "‬ ‫مهمتها استبدال الحروف العربية بحروف التينية ‪ ،‬باأمار مان‬ ‫حاكم الرعية ‪ ،‬مصطفى كامل اتااتاورك ‪ ،‬صااحاب الاطالاة‬ ‫البهية ‪ ..‬و وضعت الهيأة سقفا زمنيا ‪ ..‬من خماس اىل عارش‬ ‫سنني مددا ‪ ..‬لكن الجرنال اتاتورك ‪ ،‬جعلها ثالثة شهور عددا ‪..‬‬ ‫بل زاد عىل ذلك ‪ ،‬شارك بحامس بحمالت التوعية اللغوياة ‪..‬‬ ‫وكأنه اراد القول ‪ ..‬وداعاا ملاوروث وماخالافاات الادولاة‬ ‫األسالمية ‪ ..‬فاغلق املدارس الدينية ‪ ،‬وماناع االذان باالالاغاة‬ ‫العربية ‪ ..‬اىل ان حل االسطنبويل عدنان منادرياس ‪ ،‬الافاائاز‬ ‫باالنتخابات الربملانية ‪ ،‬وسط الخمسينيات ‪ ..‬واملتاوج رئاياساا‬ ‫للوزارات الرتكية ‪ ،‬متخذا قرارات تأريخية بأستعادة الهاوياة‬ ‫االسالمية ‪ ..‬ومل ميهله جرناالت االنقالبات العسكرية طاوياال ‪..‬‬ ‫حوكم وشنق ملخالفته بعض املواد الدستورياة ‪ ،‬وتاعاالايام‬ ‫الدولة العلامنية ‪.‬‬ ‫التحول من الدولة العثامنية ‪ ،‬التي كانت مهاياماناة عاىل‬ ‫اجزاء كبرية من الكرة االرضية ‪ ..‬اىل جمهورية صغرية فاتاياة ‪،‬‬ ‫خلق تحديات ومشاكل بني الراعي والرعية ‪ ..‬بدءا من تغياري‬ ‫االبجدية الرتكية ‪ ،‬وانتهاء بقرارات وقوانني مترسعة وغبية ‪.‬‬ ‫منذ عام ‪ 1160‬وبعد دخول املطابع اىل الواليات العثامنياة‬ ‫‪ ،‬تنوعت الحروف املستخدماة ‪ ..‬باني اياغاورياة ومااناوياة‬ ‫وصينية ‪ ..‬اىل ان استقرت لصالح اللغة العربية ‪.‬‬ ‫اليوم ‪..‬يتوهج التاريخ االسالمي ‪ ،‬يف اسطاناباول وداخال‬ ‫املدن الرتكية ‪ ..‬ينبهر السائح الاعاريب ‪..‬باكارثة الازخاارف‬ ‫والنقوش بالحروف العربية ‪..‬نبرصهاا عاىل واجاهاات اقادم‬ ‫البنايات العثامنية ‪ ..‬بناية الربيد والتلغراف ‪ ،‬ودوائار مادناياة‬ ‫وعسكرية ‪ ،‬وجوامع وصوامع تركية ‪.‬‬

‫مجلة ضفاف‬

‫أدب‬

‫بفوز الحازب االساالماي"‬ ‫العدالة والتنمية " املاؤطار‬ ‫بالوطنية العثامنية ‪ ،‬باحالاول‬ ‫ساانااة ‪ .. 2002‬نشااطاات‬ ‫السياحة العربية يف اسطنباول‬ ‫ويف املدن الرتكية ‪ ..‬وتحاركات‬ ‫معها من جديد ‪ ،‬الحاجاة اىل‬ ‫ترجامن اللغة العرباياة ‪ ..‬يف‬ ‫املتاحف واملتاجر ‪ ،‬والفاناادق‬ ‫واملااطاااعاام ‪ ،‬واالسااواق ‪،‬‬ ‫واملالهي الليلية ‪.‬‬ ‫ورصنا ناالحاظ لاوحاات‬ ‫خطت باللغة العربية ‪ ،‬عاىل‬ ‫واجهات الصيدليات واملقاهي‬ ‫واملطاعم العربياة ‪ ،‬وكاانات‬ ‫لالاشاقااء الساورياني حصاة‬ ‫االسد ‪ ..‬مام خلاق ماناافساة‬ ‫واحتكاك بني االتراك والجالياة‬ ‫السورية ‪ ..‬انتجات ماظااهار‬ ‫وترصفات عنرصية ‪.‬‬ ‫ما يقارب خمسة ماالياني‬ ‫عريب يقياماون الاياوم فاوق‬ ‫االرايض الرتكية ‪ ..‬ثلاثاان مان‬ ‫سوريا ‪ ،‬والبقاياة مان عارب‬ ‫افريقيا الشاملية ‪ ..‬اما الجالية‬ ‫العراقية فهي حديثة الاعاهاد‬ ‫باالقامة ‪ ،‬والعمل والاتاماتاع‬ ‫باالجواء الرتكية ‪ ..‬اغلبهم مان‬ ‫املتقاعدين ‪ ،‬اشرتوا عاقاارات‬ ‫واسااتااقااروا يف اسااطااناابااول‬ ‫وسكاريا وسمسون وطربازون‬ ‫‪ ،‬وانقارة واناطاالاياا وأالناياا‬ ‫ويلوا ‪ ..‬برضا وقبول و باحرتام‬ ‫مأمول ‪ ..‬لكن املوجة الجديدة‬ ‫يف ارتفاع االسعار ‪ ،‬وتشادياد‬ ‫قوانني الهجرة عىل االجااناب‬ ‫يف االقامة والسفر ‪ ..‬جعلتاهام‬ ‫يعيدون حساباتهم من وقات‬ ‫ألخر ‪ ..‬وسط ذهول بترساياع‬ ‫األجراءات املؤذية للمقاياماني‬ ‫االجااانااب ‪ ،‬و لاالااجااالاايااات‬ ‫العربية ‪.‬‬ ‫املقيمون العراقيون قلقون‬ ‫و يتساءلون ‪ ..‬اين املفر ويف‬ ‫الااع اراق المسااتااقاار ‪ ،‬وال‬ ‫تطمني ‪ ..‬باعاد ان تاحاكام‬ ‫باحوال البالاد ‪ ..‬شالاة مان‬ ‫الاالااصااوص ‪ ،‬والااقااتاالااة و‬ ‫املجانني ‪ / &..‬انتهى‬ ‫العدد ‪35‬ـــ ايلول‪ /‬سيتمبر ‪2222‬‬

‫‪61‬‬

‫االستثمار يف اجلهل‬ ‫واسرتاتيجيات مواجهته‬ ‫* د‪.‬حميد الهاشمي‬ ‫مختص بعلم االجتماع‬

‫يُحتم االستثامر يف الجهل بيئات مناسبة‪ ،‬حيث أن لاهاذا‬ ‫االستثامر متطلباته‪ ،‬ورشوطه‪ .‬واملقصود باهاذا الاناوع مان‬ ‫االستثامر ليس الكسب املادي فقط‪ ،‬امنا خلق بيئاة ورشوط‬ ‫مستدامة لهذا االستثامر ميكن أن تنتج كسبا ً مادياا ً مارياحاا ً‬ ‫ومطمئنا ً‪ ،‬وخلق وجاهات ومكانات ومنازالت اجاتاامعاياة‪،‬‬ ‫وقدسيات زائفة‪ ،‬ونفوذ مادي ومعنوي يوازي سلطة الادولاة‬ ‫وامكاناتها‪ ،‬ويتفوق عليها‪.‬‬ ‫ومتطلبات ذلك هي‪:‬‬ ‫أوالً‪ :‬هشاشة أمنية‪ ،‬بحيث يغلاب صاوت الاتاخاوياف‪،‬‬ ‫ويخلق طبقة مغلوب عىل أمرها‪.‬‬ ‫ثانيا ً‪ :‬غياب أو قلة التعليم‪ ،‬وإن حصل فمحدود مباراحال‬ ‫أولية بحيث ال يؤدي وظيفة التنوير‪.‬‬ ‫ثالثا ً‪ :‬االستحواذ عىل الفضاء العام من خاالل نشااطاات‬ ‫متارس تأثريها باإلكراه عىل برص وسماع وذائاقاة املاواطان‪،‬‬ ‫تحت ذرائع مختلفة‪ ،‬وخنق الحريات‪ ،‬وحرص فضاء التفاكاري‬ ‫املغاير‪.‬‬ ‫رابعا ً‪ :‬غياب وساائال الارتفاياه‪ ،‬وقضااء وقات الافاراغ‬ ‫بنشاطات اجتامعية‪.‬‬ ‫خامسا ً‪ :‬مؤسسات صحية محدودة القدرات والتجهيزات‪،‬‬ ‫وروتني قاتل‪ ،‬يدفع باملواطن البسيط إىل البحث عن البدائال‬ ‫الغيبية بأسعار قليلة أو (نذور وهدايا شبه إجبارية)‪.‬‬ ‫سادسا ً‪ :‬منابر إعالمية‪ ،‬وأهلية تحتل مساحاات الافاضااء‬ ‫العام‪ ،‬مثل الرصيف والشارع وأماكن العبادة‪ .‬فاألغلبية منهاا‬ ‫متارس التجهيل بدل التنوير‪ ،‬وتسوق للخرافة بادل الاعالام‪،‬‬ ‫حيث غلفت كل جهل بالقدسية ليكون مبثاباة تااباو ياتام‬ ‫تجريم من ينتقده‪.‬‬ ‫والنتائج‪:‬‬ ‫أوالً‪ٌ :‬‬ ‫أجيال جاهلةٌ‪ ،‬يبدو لاهاا واقاع األمار كاالساري يف‬ ‫القطيع‪ ،‬فالخروج منه أو عنه‪ ،‬يعني موت محتوم‪.‬‬ ‫ثانيا ً‪ :‬حصل أن حل الدجال محل الطبياب‪ ،‬والاتاماساح‬ ‫بالدجالني وخرق القامش محل األدوية وأساالاياب الاعاالج‬ ‫العلمي‪ .‬وما إىل ذلك‪.‬‬ ‫ثالثا ً‪ :‬استفحال طبقة الجهلة‪ ،‬وعلو صوتها عىل أي صوت‬ ‫‪61‬‬

‫تنويري‪ ،‬بحيث بات أي نقد يعترب جناية وزندقة‪.‬‬ ‫خامسا ً‪ :‬ظهرت طبقة ممن استثمروا يف الجهال بضامان‬ ‫ذلك من ميتلك أو يدير أو يشتغل بأي من إعالم واقاتاصااد‪،‬‬ ‫ونشاطات الدجل والشعوذة وتسويق الخرافة‪ ،‬بل بضماناهاا‬ ‫حياة ما بعد املوت‪.‬‬ ‫الحلول وإن كانت جزئية‪:‬‬ ‫حتى يكون ما نطرحه أكرث عملي ًة وجدوى ممكنة‪ ،‬ووفق‬ ‫السياق واألهداف التي طرحناه أعاله‪ ،‬فإننا نقرتح هنا بعاض‬ ‫الحلول التي ميكن أن تدعم اتجاه التنوير مبقابل التجهيل‪:‬‬ ‫‪ .1‬رضورة دعم القانون‪ ،‬ومركزية الدولة وماؤساسااتاهاا‬ ‫واالنتامء لها‪ ،‬عوضا ً عن دعم أية جهاة أو ماؤساساة‪ ،‬وأي‬ ‫شخص وأي هوية فرعية‪ ،‬طاملا أنها تتعارض ماع املصالاحاة‬ ‫العامة‪ ،‬وتضعف قوة القانون والدولة‪.‬‬ ‫‪ .2‬التأكيد بقوة عىل تطبيق إلزامية التعليم‪ ،‬ومتديد فارتة‬ ‫التعليم اإللزامي إىل ‪ 16‬سنة بالقليال‪ ،‬ودعام ماؤساسااتاه‬ ‫وتحديث مناهج التعليم‪ ،‬والتخلص من أية مواد فاياه‪ ،‬مان‬ ‫شأنها ان تثري الفرقة‪ ،‬وما من شأنه أن يثري التجهيال ومياهاد‬ ‫لقبول الخرافة‪.‬‬ ‫‪ .3‬مطالبة النخب املثقفة بتنظيم أنافاساهاا‪ ،‬وماامرساة‬ ‫املزيد من أدوارها‪ ،‬وتفعيل مشاريعها التنويرية‪ ،‬بضاماناهاا‬ ‫مشاريع ترفيهية‪ ،‬وفكرية جادة‪ ،‬ت ُحرض عىل التفكري النقدي‪،‬‬ ‫وتطبقه‪ .‬هذا ناهيك عن تشكيل جامعة ضغاط‪ ،‬مياكان أن‬ ‫تساعد صناع القرار يف ترشيع أو تفعيل القوانني التي تاجارم‬ ‫إشاعة الجهل واالستثامر فيه‪.‬‬ ‫‪ .4‬قيام مشاريع تكافلية حرة بديلة وبعيدة عن تباعاياة‬ ‫من يشتغل بالخرافة والجهل‪ ،‬من أجل أن نجنب املاجاتاماع‬ ‫الوقوع يف رشاك الجهل والدجل والخرافة واملستثمرين فيها‪.‬‬ ‫ولعل هناك العديد من األفكار التي ميكان أن تاأيت يف‬ ‫السياق االصالحي‪ ،‬بدالً من ترك املجتمع فريساة لالاجاهال‬ ‫والخرافة‪ ،‬أو نقيضهام من أساليب التمارد عاىل املاجاتاماع‬ ‫والذات من خالل إدمان املخدرات‪ ،‬واالنكفاء عىل األجاهازة‬ ‫االلكرتونية مبا هو ضار وليس نافع‪.‬‬

‫مجلة ضفاف‬

‫العدد ‪35‬ـــ ايلول‪ /‬سيتمبر ‪2222‬‬

‫‪62‬‬

Get in touch

Social

© Copyright 2013 - 2024 MYDOKUMENT.COM - All rights reserved.